مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اللّٰه ليس محابيا
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • اللّٰه ليس محابيا

      ‏«اللّٰه (‏ليس محابيا)‏.‏ بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» —‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ١ في اثينا القديمة،‏ اي قول مهم قاله بولس في ما يتعلق بالعرق؟‏

      ‏«الاله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا اذ هو رب السماء والارض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي.‏ .‏ .‏ .‏ وصنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الارض.‏» (‏اعمال ١٧:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ مَن تكلم بهذه الكلمات؟‏ الرسول المسيحي بولس في اثناء خطابه الشهير على تلة مارس،‏ او أريوس باغوس،‏ في اثينا،‏ اليونان.‏

      ٢ ماذا يساعد على جعل الحياة حيوية وممتعة،‏ وبماذا كان زائر ياباني الى جنوب افريقيا متأثرا؟‏

      ٢ قد يجعلنا قول بولس نفكر في التنويع البديع الذي يوجد في الخليقة.‏ فيهوه اللّٰه خلق البشر،‏ الحيوانات،‏ الطيور،‏ الحشرات،‏ والنباتات من انواع مختلفة كثيرة.‏ وكم مملَّة تصير الحياة لو كانت كلها متشابهة!‏ فتنوعها يساعد في جعل الحياة حيوية وممتعة.‏ مثلا،‏ تأثر زائر من اليابان يحضر محفلا لشهود يهوه في جنوب افريقيا بتنوع العرق واللون الذي شاهده هناك.‏ فلاحظ كم يكون ذلك مختلفا في اليابان،‏ حيث الاكثرية الساحقة تملك الخصائص العرقية نفسها.‏

      ٣ كيف ينظر البعض الى لون البشرة المختلف،‏ مما ينشئ ماذا؟‏

      ٣ ولكنّ تنوع اللون بين العروق غالبا ما يسبب مشاكل خطيرة.‏ فكثيرون يعتبرون الذين هم من لون بشرة مختلفة اقل شأنا.‏ وذلك يسبب العداء،‏ وحتى الكراهية ووباء التعصب العنصري.‏ فهل قصد خالقنا هذا؟‏ وهل بعض العروق اسمى في عينيه؟‏ هل يهوه محابٍ؟‏

      خالقنا —‏ محابٍ؟‏

      ٤-‏٦ (‏أ)‏ ماذا قال الملك يهوشافاط عن المحاباة؟‏ (‏ب)‏ كيف اكَّد موسى وبولس كلاهما قول يهوشافاط؟‏ (‏ج)‏ اية اسئلة قد يثيرها البعض؟‏

      ٤ يمكننا الحصول على فكرة عن نظرة خالقنا الى كل الجنس البشري بالرجوع الى الوراء في التاريخ.‏ فالملك يهوشافاط،‏ الذي حكم يهوذا من سنة ٩٣٦ الى ٩١١ ق‌م،‏ صنع تحسينات كثيرة ورتب لاجل العمل الصائب للنظام القضائي المؤسس على الشريعة الالهية.‏ فأعطى هذه المشورة الجيدة للقضاة:‏ «انظروا ما انتم فاعلون لانكم لا تقضون للانسان بل للرب .‏ .‏ .‏ احذروا وافعلوا.‏ لانه ليس عند الرب الهنا ظلم ولا محاباة.‏» —‏ ٢ أخبار الايام ١٩:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ٥ وقبل ذلك بمئات السنين كان النبي موسى قد اخبر اسباط اسرائيل:‏ «الرب الهكم .‏ .‏ .‏ لا (‏يعامل احدا بمحاباة)‏.‏» (‏تثنية ١٠:‏١٧‏)‏ وفي رسالته الى اهل رومية انذر بولس:‏ «شدة وضيق على كل نفس انسان يفعل الشر اليهودي اولا ثم اليوناني.‏ .‏ .‏ .‏ لان ليس عند اللّٰه محاباة.‏» —‏ رومية ٢:‏٩-‏١١‏.‏

      ٦ ولكن قد يسأل البعض:‏ ‹ماذا عن الاسرائيليين؟‏ ألم يكونوا شعب اللّٰه المختار؟‏ ألم يكن محابيا معهم؟‏ ألم يقل موسى لكل اسرائيل:‏ «اياك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا اخص من جميع الشعوب الذين على وجه الارض»؟‏› —‏ تثنية ٧:‏٦‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا نتج عندما رفض اليهود المسيّا؟‏ (‏ب)‏ مَن يمكنهم اليوم ان يتمتعوا بالبركات البديعة من اللّٰه،‏ وكيف؟‏

      ٧ كلا،‏ لم يكن اللّٰه محابيا في استخدام الاسرائيليين لقصد معيَّن.‏ وفي اختيار شعب ليُنتج بواسطته المسيّا اختار يهوه المتحدرين من الآباء العبرانيين الامناء.‏ إلا انه عندما رفض اليهود المسيّا،‏ يسوع المسيح،‏ وقتلوه خسروا رضى اللّٰه.‏ أما اليوم فان الذين هم من ايّ عرق او امة الذين يمارسون الايمان بيسوع يمكنهم ان يتمتعوا ببركات بديعة وأن يكون لهم رجاء الحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٧:‏٣‏)‏ وبالتاكيد،‏ يبرهن ذلك انه ليس هنالك محاباة من جهة اللّٰه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ امر يهوه الاسرائيليين بأن ‹يحبوا الغريب› و ‹لا يظلموه،‏› بصرف النظر عن عرقه او قوميته.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٩،‏ لاويين ١٩:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ حقا،‏ ان ابانا المحب في السماء لا يحابي.‏

      ٨ (‏أ)‏ ماذا يبرهن ان يهوه لم يُظهر الانحياز الى اسرائيل؟‏ (‏ب)‏ كيف استخدم يهوه اسرائيل؟‏

      ٨ صحيح ان الاسرائيليين تمتعوا بامتيازات خصوصية.‏ ولكن كانت لديهم ايضا مسؤولية ثقيلة.‏ فكانوا تحت التزام بأن يحفظوا شرائع يهوه،‏ واولئك الفاشلون في اطاعتها اتوا تحت اللعنة.‏ (‏تثنية ٢٧:‏٢٦‏)‏ وفي الواقع،‏ كانت تلزم معاقبة الاسرائيليين تكرارا بسبب عدم اطاعتهم شريعة اللّٰه.‏ ولذلك لم يعاملهم يهوه بالانحياز.‏ وبالاحرى،‏ استخدمهم ليصنع نماذج نبوية ويزوِّد امثلة تحذيرية.‏ ولسعادتنا،‏ بواسطة اسرائيل كان ان انتج اللّٰه الفادي،‏ يسوع المسيح،‏ لاجل مباركة كل الجنس البشري.‏ —‏ غلاطية ٣:‏١٤‏،‏ قارنوا تكوين ٢٢:‏١٥-‏١٨‏.‏

      هل كان يسوع محابيا؟‏

      ٩ (‏أ)‏ كيف يكون يهوه ويسوع متشابهين؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تنشأ في ما يتعلق بيسوع؟‏

      ٩ بما انه ليس هنالك محاباة عند يهوه،‏ هل يمكن ان يكون يسوع محابيا؟‏ حسنا،‏ تأملوا في هذا:‏ قال يسوع مرة:‏ «لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني.‏» (‏يوحنا ٥:‏٣٠‏)‏ ان الوحدة الكاملة موجودة بين يهوه وابنه الحبيب،‏ ويسوع يفعل مشيئة ابيه من كل النواحي.‏ وفي الواقع،‏ هما متشابهان في الرأي والقصد حتى ان يسوع استطاع ان يقول:‏ «الذي رآني فقد رأى الآب.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٩‏)‏ ولاكثر من ٣٣ سنة كان لدى يسوع اختبار حقيقي اذ عاش كانسان على الارض،‏ والكتاب المقدس يكشف كيف عامل الرفقاء البشر.‏ فماذا كان موقفه من العروق الاخرى؟‏ هل كان متعصبا او محابيا؟‏ وهل كان يسوع عنصريا؟‏

      ١٠ (‏أ)‏ كيف استجاب يسوع التماس امرأة كنعانية للمساعدة؟‏ (‏ب)‏ بالتلميح الى الامم بصفتهم ‹كلابا (‏صغيرة)‏،‏› هل كان يسوع يُظهر التعصب؟‏ (‏ج)‏ كيف تغلبت المرأة على الاعتراض،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٠ قضى يسوع معظم حياته الارضية مع الشعب اليهودي.‏ ولكن في احد الايام اقتربت منه امرأة كنعانية،‏ اممية،‏ التمست منه ان يشفي ابنتها.‏ وفي التجاوب قال يسوع:‏ «لم أُرسَل إلا الى خراف بيت اسرائيل الضالة.‏» ومع ذلك،‏ ألحت المرأة:‏ «يا سيد أعنِّي.‏» عند ذلك اضاف:‏ «ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب (‏الصغيرة)‏.‏» وبالنسبة الى اليهود كانت الكلاب حيوانات نجسة.‏ فبالتلميح الى الامم بصفتهم ‹كلابا (‏صغيرة)‏،‏› هل كان يسوع يظهر التعصب؟‏ كلا،‏ لانه كان قد ذكر قبل لحظات مهمته الخصوصية من اللّٰه ان يعتني ‹بخراف اسرائيل الضالة.‏› وفضلا عن ذلك،‏ بتشبيه غير اليهود ‹بالكلاب ‏(‏الصغيرة)‏‏،‏› لا بالكلاب المفترسة،‏ خفف يسوع المقارنة.‏ وطبعا،‏ ان ما قاله امتحن المرأة.‏ وبتواضع،‏ مع انها صممت ان تتغلب على هذا الاعتراض،‏ اجابت بلباقة:‏ «نعم يا سيد.‏ والكلاب (‏الصغيرة)‏ ايضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها.‏» واذ تأثر بايمان المرأة شفى يسوع ابنتها.‏ —‏ متى ١٥:‏٢٢-‏٢٨‏.‏

      ١١ كما يتضح من حادثة شملت يسوع،‏ اي موقف اتخذه اليهود والسامريون بعضهم من بعض؟‏

      ١١ تأملوا ايضا في التقاءات يسوع ببعض السامريين.‏ فكانت توجد عداوة شديدة بين اليهود والسامريين.‏ وفي احدى المناسبات ارسل يسوع رسلا حتى يُعدُّوا له في قرية سامرية.‏ لكنّ اولئك السامريين «لم يقبلوه لان وجهه كان متجها نحو اورشليم.‏» وذلك ازعج يعقوب ويوحنا كثيرا حتى انهما ارادا ان تنزل نار من السماء وتفنيهم.‏ ولكنّ يسوع انتهر التلميذين،‏ ومضوا كلهم الى قرية اخرى.‏ —‏ لوقا ٩:‏٥١-‏٥٦‏.‏

      ١٢ لماذا اندهشت المرأة السامرية من طلب يسوع؟‏

      ١٢ هل اشترك يسوع في مشاعر العداوة الموجودة بين اليهود والسامريين؟‏ حسنا،‏ لاحظوا ماذا حدث في مناسبة اخرى.‏ كان يسوع وتلاميذه في طريقهم من اليهودية الى الجليل ولزم ان يجتازوا السامرة.‏ واذ كان يسوع قد تعب من الرحلة جلس قرب بئر يعقوب ليرتاح فيما ذهب تلاميذه الى مدينة سوخار ليبتاعوا طعاما.‏ في ذلك الوقت جاءت امرأة سامرية لتستقي ماء.‏ وآنذاك كان يسوع نفسه في مناسبة اخرى قد صنَّف السامريين بصفتهم «من عرق آخر» (‏لوقا ١٧:‏١٦-‏١٨‏،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور للاسفار اليونانية)‏ ولكنه قال لها:‏ «اعطيني لاشرب.‏» وبما انه لم تكن لليهود اية تعاملات مع السامريين اجابت المرأة المندهشة:‏ «كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امرأة سامرية.‏» —‏ يوحنا ٤:‏١-‏٩‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ كيف تجاوب يسوع مع اعتراض المرأة السامرية،‏ وماذا كان رد فعلها؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت النتيجة النهائية؟‏

      ١٣ لكنّ يسوع تجاهل اعتراض المرأة.‏ وعوض ذلك،‏ انتهز الفرصة ليعطيها الشهادة،‏ معترفا ايضا بأنه المسيّا!‏ (‏يوحنا ٤:‏١٠-‏٢٦‏)‏ فتركت المرأة المتحيرة جرتها عند البئر،‏ وعادت الى المدينة،‏ وابتدأت تخبر الآخرين عما حدث.‏ ورغم انها كانت قد عاشت حياة فاسدة ادبيا اظهرت اهتمامها بالامور الروحية بالقول:‏ «ألعل هذا هو المسيح.‏» فماذا كانت النتيجة النهائية؟‏ آمن كثيرون من الناس المحليين بيسوع بسبب الشهادة الحسنة التي اعطتها المرأة.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٧-‏٤٢‏)‏ وعلى نحو مثير للاهتمام،‏ في كتابه «نظرة مؤسسة على الكتاب المقدس الى مشكلة العرق،‏» قدَّم اللاهوتي الابرشاني توماس أ.‏ فيغارت هذا التعليق:‏ «اذا اعتقد ربنا انه من المهم إبطال تقليد عرقي خاطئ بالتفاتة كريمة،‏ حينئذ يجب ان ننتبه لئلا نُبتلع في نهر التعصب العنصري اليوم.‏»‏

      ١٤ اي دليل على عدم محاباة يهوه ظهر في اثناء خدمة المبشر فيلبس؟‏

      ١٤ ان عدم محاباة يهوه سمح للناس من مختلف العروق بأن يصيروا يهودا مهتدين.‏ تأملوا ايضا في ما حدث منذ ١٩ قرنا في الطريق الصحراوية بين اورشليم وغزة.‏ كان رجل اسود في خدمة ملكة الحبشة راكبا مركبته وهو يقرأ نبوة اشعياء.‏ وكان هذا الرسمي مهتديا مختونا،‏ لانه «كان قد جاء الى اورشليم ليسجد.‏» فظهر ملاك يهوه للمبشر اليهودي فيلبس وقال له:‏ «تقدم ورافق هذه المركبة.‏» فهل قال فيلبس:‏ «كلا!‏ انه رجل من عرق آخر»؟‏ حاشا!‏ كان فيلبس مسرورا بأن يقبل دعوة الحبشي الى الصعود الى المركبة ويجلس معه ويوضح نبوة اشعياء عن يسوع المسيح!‏ وعندما اقتربا من ماءٍ سأل الحبشي:‏ «ماذا يمنع ان اعتمد.‏» وبما انه لا شيء كان يمنع ذلك فان فيلبس عمَّد الحبشي بسرور،‏ ويهوه قبل هذا الرجل السعيد كتابع ممسوح لابنه العديم المحاباة،‏ يسوع المسيح.‏ (‏اعمال ٨:‏٢٦-‏٣٩‏)‏ ولكنّ الدليل الاضافي على عدم المحاباة الالهي ظهر حالا.‏

      تغيير عظيم

      ١٥ اي تغيير حدث بعد موت يسوع،‏ وكيف يوضح بولس ذلك؟‏

      ١٥ ان موت المسيح لم يُزل التعصب العنصري العالمي.‏ ولكن بواسطة هذا الموت الفدائي غيَّر اللّٰه علاقة تلاميذ يسوع اليهود بأتباعه الامميين.‏ والرسول بولس اوضح ذلك عندما كتب الى المسيحيين الامميين في افسس وقال:‏ «اذكروا انكم انتم الامم قبلا في الجسد .‏ .‏ .‏ انكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح اجنبيين عن رعوية اسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا اله في العالم.‏ ولكن الآن في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح.‏ لانه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط.‏» ان هذا ‹الحائط،‏› او رمز الانفصال،‏ كان ترتيب عهد الناموس الذي عمل كفاصل بين اليهود والامم.‏ وجرى إبطاله على اساس موت المسيح لكي يتمكن اليهود والامم على السواء من ان ينالوا بالمسيح «قدوماً في روح واحد الى الآب.‏» —‏ افسس ٢:‏١١-‏١٨‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ لماذا أُعطي بطرس مفاتيح الملكوت؟‏ (‏ب)‏ كم مفتاحا كان هنالك،‏ وماذا نتج من استعمالها؟‏

      ١٦ وفضلا عن ذلك،‏ أُعطي الرسول بطرس «مفاتيح ملكوت السموات» لكي يستطيع الناس من ايّ عرق ان يتعلموا عن مقاصد اللّٰه،‏ و ‹يولدوا ثانية› من الروح القدس،‏ ويصيروا وارثين روحيين مع المسيح.‏ (‏متى ١٦:‏١٩،‏ يوحنا ٣:‏١-‏٨‏،‏ ع‌ج)‏ وبطرس استعمل ثلاثة مفاتيح رمزية.‏ فكان الاول لاجل اليهود،‏ والثاني لاجل السامريين،‏ والثالث لاجل الامم.‏ (‏اعمال ٢:‏١٤-‏٤٢؛‏ ٨:‏١٤-‏١٧؛‏ ١٠:‏٢٤-‏٢٨،‏ ٤٢-‏٤٨‏)‏ وهكذا فان الاله العديم المحاباة،‏ يهوه،‏ فتح للمختارين من جميع العروق امتياز الصيرورة اخوة يسوع الروحيين ووارثين معه للملكوت.‏ —‏ رومية ٨:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ اية رؤيا غير عادية أُعطي بطرس،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ الى بيت مَن قاد بعض الرجال بطرس،‏ ومَن كانوا في انتظاره هناك؟‏ (‏ج)‏ بماذا ذكَّر بطرس اولئك الامميين،‏ ومع ذلك ماذا علَّمه اللّٰه بوضوح؟‏

      ١٧ ولكي يستعد بطرس لاستعمال المفتاح الثالث —‏ لاجل الامم —‏ أُعطي رؤيا غير عادية عن حيوانات نجسة وقيل له:‏ «قم يا بطرس اذبح وكُلْ.‏» فالدرس كان:‏ «ما طهره اللّٰه لا تدنسه انت.‏» (‏اعمال ١٠:‏٩-‏١٦‏)‏ كان بطرس في ارتياب عظيم من معنى الرؤيا.‏ ولكن سرعان ما وصل ثلاثة رجال ليأخذوه الى بيت كرنيليوس،‏ قائد مئة روماني يقيم في قيصرية.‏ وبما ان هذه المدينة كانت المركز الرئيسي للجنود الرومان في اليهودية فهي المكان الطبيعي ليكون لكرنيليوس فيه بيته.‏ وكان كرنيليوس،‏ مع انسبائه واصدقائه الاقربين،‏ في انتظار بطرس في ذلك المحيط الاممي نفسه.‏ فذكَّرهم الرسول:‏ «انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي ان يلتصق باحد اجنبي او ياتي اليه.‏ وأما انا فقد اراني اللّٰه ان لا اقول عن انسان ما انه دنس او نجس.‏ فلذلك جئت من دون مناقضة اذ استدعيتموني.‏» —‏ اعمال ١٠:‏١٧-‏٢٩‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ اي اعلان خطير قدمه بطرس لكرنيليوس وضيوفه؟‏ (‏ب)‏ بعد شهادة بطرس عن يسوع،‏ اية حادثة مثيرة حصلت؟‏ (‏ج)‏ اية خطوة اتُّخذت حينئذ في ما يتعلق باولئك الامميين المؤمنين؟‏

      ١٨ وبعد ان اوضح كرنيليوس توجيه اللّٰه للامور قال بطرس:‏ «بالحق انا اجد ان اللّٰه (‏ليس محابيا)‏.‏ بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» (‏اعمال ١٠:‏٣٠-‏٣٥‏)‏ وحينئذ،‏ اذ شرع الرسول في اعطاء شهادة عن يسوع المسيح،‏ حدث امر مثير!‏ «فبينما بطرس يتكلم بهذه الامور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة.‏» ورفقاء بطرس اليهود ‹اندهشوا لان موهبة الروح القدس قد انسكبت على الامم ايضا.‏ لانهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بألسنة ويعظمون اللّٰه.‏› فأجاب بطرس:‏ «أتُرى يستطيع احد ان يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن ايضا.‏» فمَن يمكن ان يعترض،‏ نظرا الى ان الروح القدس لاله السماء العديم المحاباة كان قد سُكب على اولئك الامميين المؤمنين؟‏ ولذلك،‏ امر بطرس ان «يعتمدوا باسم (‏يسوع المسيح)‏.‏» —‏ اعمال ١٠:‏٣٦-‏٤٨‏.‏

      ‏«من كل امة»‏

      ١٩ لماذا تزداد العداوة العنصرية،‏ والى اي حد؟‏

      ١٩ نحن الآن نجد انفسنا في «الايام الاخيرة،‏» و ‹الازمنة الحرجة الصعبة المعالجة› هي واقع الحياة.‏ وبين امور اخرى يكون الناس محبين لانفسهم،‏ معجبين بالذات،‏ مستكبرين،‏ بلا مودة طبيعية،‏ غير مستعدين لاي اتفاق،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ معاندين،‏ ومنتفخين كبرياء.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏،‏ ع‌ج)‏ وفي جو اجتماعي كهذا ليس مدهشا ان تزداد العداوة والنزاع العنصريان حول العالم.‏ وفي بلدان كثيرة فان الناس من عروق او ألوان مختلفة يحتقرون او حتى يبغضون بعضهم بعضا.‏ وذلك ادى الى حرب فعلية وحتى اعمال وحشية رهيبة في بعض البلدان.‏ وأيضا في ما يدعى المجتمعات المثقفة يجد اناس كثيرون صعوبة في التغلب على التعصب العنصري.‏ وهذا «المرض» يبدو انه ينتشر في مناطق حيث لا يتوقع المرء ذلك،‏ كجزر البحر التي في ما مضى كانت تقريبا انشودة في سلامها.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ اية رؤيا موحى بها رآها يوحنا؟‏ (‏ب)‏ الى اي حد يجري اتمام هذه الرؤيا النبوية؟‏ (‏ج)‏ اية صعوبة لا تزال لدى البعض للتغلب عليها كاملا،‏ واين يجب ان يطلبوا الحل؟‏

      ٢٠ على الرغم من عدم الانسجام العرقي في اجزاء مختلفة من العالم فان الاله العديم المحاباة،‏ يهوه،‏ انبأ بجلب الناس ذوي القلوب المستقيمة من كل العروق والامم الى وحدة اممية رائعة.‏ وبالوحي الالهي نظر الرسول يوحنا «واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش وامام الخروف،‏» يسبحون يهوه.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ وهذه النبوة هي الآن في مجرى الاتمام.‏ فاليوم،‏ في ٢١٠ بلدان يتمتع اكثر من ٠٠٠‏,٣٠٠‏,٣ شاهد ليهوه،‏ من كل الامم والعروق،‏ بالوحدة والانسجام العرقي.‏ لكنهم لا يزالون ناقصين.‏ وأيضا لدى بعض هؤلاء صعوبة في التغلب كاملا على التعصب العرقي،‏ مع انهم قد يكونون غير مدركين لذلك.‏ فكيف يمكن التغلب على هذه المشكلة؟‏ سنبحث هذه المسألة في المقالة التالية المؤسسة على مشورة مساعِدة من الكلمة الموحى بها للاله العديم المحاباة،‏ يهوه.‏

  • اخدموا يهوه بنفس واحدة
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • اخدموا يهوه بنفس واحدة

      ‏«حينئذ احول الشعوب الى (‏لغة)‏ نقية ليدعوا كلهم باسم (‏يهوه)‏ ليعبدوه (‏كتفا الى كتف)‏.‏» —‏ صفنيا ٣:‏٩‏.‏

      ١ و ٢ (‏أ)‏ اية نبوة يُجري يهوه الآن اتمامها؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تثيرها هذه النبوة؟‏

      يصنع يهوه اللّٰه اليوم امرا لا يمكن للبشر وحدهم ان ينجزوه ابدا.‏ فنحو ٠٠٠‏,٣ لغة يجري التكلم بها في هذا العالم المنقسم،‏ لكنّ اللّٰه الآن يُجري اتمام هذه النبوة:‏ «احول الشعوب الى (‏لغة)‏ نقية ليدعوا كلهم باسم (‏يهوه)‏ ليعبدوه (‏كتفا الى كتف)‏.‏» —‏ صفنيا ٣:‏٩‏.‏

      ٢ فما هي هذه ‹(‏اللغة)‏ النقية›؟‏ ومَن يتكلمون بها؟‏ وماذا يعني ان ‹نعبد اللّٰه (‏كتفا الى كتف)‏›؟‏

      يتكلمون ‹(‏اللغة)‏ النقية›‏

      ٣ ما هي ‹اللغة النقية،‏› ولماذا يكون الذين يتكلمونها غير منقسمين؟‏

      ٣ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م سُكب روح اللّٰه القدوس على تلاميذ يسوع المسيح،‏ مانحا اياهم سلطة التكلم بلغات لم يتعلموها.‏ وذلك مكَّنهم من إخبار اناس ذوي لغات كثيرة «بعظائم اللّٰه.‏» وهكذا ابتدأ يهوه بجلب الناس من جميع الخلفيات العرقية الى الوحدة.‏ (‏اعمال ٢:‏١-‏٢١،‏ ٣٧-‏٤٢‏)‏ وعندما صار الامميون المؤمنون في ما بعد أتباعا ليسوع كان خدام اللّٰه فعلا شعبا متعدد اللغات،‏ متعدد العروق.‏ ولكن لم تمزقهم قط الحواجز العالمية،‏ لانهم جميعا يتكلمون ‹(‏اللغة)‏ النقية.‏› وهذه هي اللغة المشتركة لحق الاسفار المقدسة المنبإ بها في صفنيا ٣:‏٩‏.‏ (‏افسس ٤:‏٢٥‏)‏ واولئك الذين يتكلمون ‹(‏اللغة)‏ النقية› ليسوا منقسمين ولكنهم ‹يقولون قولا واحدا› لكونهم «كاملين في فكر واحد ورأي واحد.‏» —‏ ١ كورنثوس ١:‏١٠‏.‏

      ٤ كيف تشير صفنيا ٣:‏٩ الى التعاون المتعدد اللغات والمتعدد العروق،‏ وأين يوجد اليوم؟‏

      ٤ و ‹(‏اللغة)‏ النقية› كانت لتمكِّن الناس من جميع الامم والعروق من ان يخدموا يهوه «(‏كتفا الى كتف)‏،‏» حرفيا،‏ «بكتف واحدة.‏» فكانوا سيخدمون اللّٰه «بتوافق» (‏«الكتاب المقدس الانكليزي الجديد»)‏؛‏ «بنفس واحدة» (‏«الكتاب المقدس الاميركي الجديد»)‏؛‏ او «بتوافق جماعي وكتف متحدة.‏» (‏«الكتاب المقدس الموسع»)‏ وتقول ترجمة اخرى:‏ «حينئذ اجعل شفاه جميع الشعوب نقية،‏ ليدعوا كلهم باسم يهوه ويتعاونوا في خدمته.‏» (‏«باينتون»)‏ ومثل هذا التعاون المتعدد اللغات والمتعدد العروق في خدمة اللّٰه يوجد فقط بين شهود يهوه.‏

      ٥ لأي قصد يتمكَّن شهود يهوه من استعمال اية لغة بشرية؟‏

      ٥ وبما ان جميع شهود يهوه يتكلمون ‹(‏اللغة)‏ النقية› لحق الاسفار المقدسة فهم يتمكنون من استعمال اية لغة بشرية لأرفع قصد —‏ تسبيح يهوه واعلان بشارة الملكوت.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠،‏ تيطس ٢:‏٧،‏ ٨،‏ عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ فكم رائع هو ان تمكِّن ‹(‏اللغة)‏ النقية› على هذا النحو اناسا من كل الفِرق العرقية من ان يخدموا يهوه بنفس واحدة!‏

      ٦ كيف ينظر يهوه الى الناس،‏ ولكن ماذا يكون مساعدا اذا بقيت درجة من المحاباة في قلب المسيحي؟‏

      ٦ عندما كان بطرس يشهد لكرنيليوس والامميين الآخرين قال:‏ «بالحق انا اجد ان اللّٰه (‏ليس محابيا)‏.‏ بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» (‏اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وبحسب ترجمات اخرى فإن يهوه «ليس محابيا للاشخاص،‏» «لا يميز بين الناس،‏» و «لا يظهر الانحياز.‏» (‏«مؤكد اللسانين»؛‏ «فيلبس»؛‏ «الترجمة الاممية الجديدة»)‏ وكخدام ليهوه،‏ يجب ان ننظر الى الناس من كل الفِرق العرقية كما ينظر هو.‏ ولكن ماذا اذا بقيت درجة من المحاباة في قلب المسيحي؟‏ حينئذ يكون مساعدا ان نلاحظ كيف يتعامل الهنا العديم المحاباة مع خدامه من كل امة وقبيلة وشعب ولسان.‏ —‏ انظروا ايضا «استيقظ!‏» عدد ٨ تشرين الثاني ١٩٨٤،‏ الصفحات ٣-‏١١،‏ بالانكليزية.‏

      هم المشتهى

      ٧ في ما يختص بالعلاقة مع اللّٰه،‏ كيف لا يختلف مسيحي عن آخر من اي امة او عرق كان؟‏

      ٧ اذا كنتم شاهدا معتمدا ليهوه فعلى الارجح كنتم في وقت من الاوقات ‹تئنون وتتنهدون على الرجاسات› التي تجري في النظام الشرير هذا.‏ (‏حزقيال ٩:‏٤‏)‏ وكنتم ‹امواتا بخطاياكم،‏› لكنّ اللّٰه برحمة اجتذبكم اليه بيسوع المسيح.‏ (‏افسس ٢:‏١-‏٥،‏ يوحنا ٦:‏٤٤‏)‏ ومن هذه النواحي لم تكونوا مختلفين عن الآخرين الذين هم الآن رفقاؤكم المؤمنون.‏ فهم ايضا كانوا متألمين من الشر،‏ كانوا ‹امواتا بخطاياهم،‏› وصاروا نائلين لرحمة اللّٰه بيسوع المسيح.‏ وبصرف النظر عن عرقنا او قوميتنا،‏ بالايمان فقط يحدث ان يكون لأي منا الآن موقف لدى يهوه اللّٰه كشهود له.‏ —‏ رومية ١١:‏٢٠‏.‏

      ٨ كيف يجري اتمام حجي ٢:‏٧ الآن؟‏

      ٨ ان الكلمات النبوية في حجي ٢:‏٧ تساعدنا كي نرى كيف يجب ان ننظر الى الرفقاء المؤمنين من قوميات مختلفة.‏ فهنا اعلن يهوه:‏ «ازلزل كل الامم وياتي مشتهى كل الامم فأملأ هذا البيت مجدا.‏» ان هذا الترفيع المنبأ به للدين النقي يجري الآن في هيكل اللّٰه الحقيقي،‏ حيز عبادته.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ ولكن مَن هم «مشتهى كل الامم»؟‏ انهم الآلاف من محبي البر الذين يتجاوبون على نحو مؤات مع عمل الكرازة بالملكوت.‏ فمن كل الامم والعروق يَجرون الى ‹جبل بيت يهوه،‏› صائرين شهوده المعتمدين وجزءا من ‹الجمع الكثير› الاممي.‏ (‏اشعياء ٢:‏٢-‏٤،‏ رؤيا ٧:‏٩‏)‏ واولئك الذين يسبحون يهوه كجزء من هيئته الارضية هم اشخاص انقياء،‏ نظفاء ادبيا،‏ تقويون —‏ مشتهى حقا.‏ فبالتاكيد،‏ يجب على كل مسيحي حقيقي ان يرغب في اظهار المحبة الاخوية لجميع هؤلاء الافراد المرغوب فيهم المقبولين عند ابينا المشترك في السماء.‏

      شخصيتهم جديدة

      ٩ حتى ولو لم يكن لنا في الماضي اعتبار للاجنبيين،‏ لماذا يجب ان تختلف الامور لاننا مسيحيون؟‏

      ٩ ان اخوتنا واخواتنا الروحيين حول الارض هم مشتهى ايضا لانهم اصغوا الى المشورة بأن ‹يخلعوا (‏الشخصية)‏ العتيقة مع اعمالها ويلبسوا (‏الشخصية)‏ الجديدة.‏› ‹[فهي] تتجدد للمعرفة حسب صورة خالقها حيث ليس يوناني ويهودي ختان وغرلة بربري سكيثي عبد حر بل المسيح الكل وفي الكل.‏› (‏كولوسي ٣:‏٩-‏١١‏)‏ فاذا لم يكن للمرء قبلا اعتبار لليهودي او اليوناني او آخرين اجنبيين عنه يجب ان تختلف الامور الآن لانه مسيحي.‏ وبصرف النظر عن العرق او القومية او الثقافة،‏ فان الذين يملكون «(‏الشخصية الجديدة)‏» يُنمون ويعربون عن ثمر روح اللّٰه القدوس —‏ محبة،‏ فرح،‏ سلام،‏ طول اناة،‏ لطف،‏ صلاح،‏ ايمان،‏ وداعة وضبط نفس.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وذلك يجعلهم اعزاء لدى عبّاد يهوه الرفقاء.‏

      ١٠ اذا أُغرينا بتقديم تعليقات غير مؤاتية كاسحة على الرفقاء المؤمنين من اي عرق او امة،‏ كيف تساعدنا تيطس ١:‏٥-‏١٢‏؟‏

      ١٠ وبخلاف خدام يهوه،‏ يقدم بعض الاشخاص العالميين تعليقات احتقار على اناس من خلفيات عرقية تختلف عن خلفيتهم.‏ وفي ما يتعلق بشعبه الخاص قال نبي كريتي مرة:‏ «الكريتيون دائما كذابون وحوش ردية بطون بطالة.‏» والرسول بولس تذكَّر هذه الكلمات عندما صار ضروريا اسكات المعلمين الكذبة بين المسيحيين في جزيرة كريت.‏ لكنّ بولس بالتاكيد لم يكن يقول:‏ ‹جميع المسيحيين الكريتيين يكذبون وهم اردياء وكسالى وشرهون.‏› (‏تيطس ١:‏٥-‏١٢‏)‏ كلا،‏ لان المسيحيين لا يتكلمون بطريقة تحقر الآخرين.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فان اكثرية هؤلاء المسيحيين الكريتيين كانوا قد لبسوا «(‏الشخصية الجديدة)‏،‏» والبعض كانوا اهلا روحيا للتعيين كشيوخ.‏ وذلك يستحق تفكيرا جديا اذا أُغرينا يوما ما بتقديم تعليقات غير مؤاتية كاسحة على اخوتنا واخواتنا الروحيين من عرق او قومية معيَّنة.‏

      احسبوا الآخرين افضل

      ١١ اذا وُجدت محاباة من اي نوع كان في قلب المسيحي،‏ ماذا يمكنه ان يفعل؟‏

      ١١ ومن ناحية اخرى،‏ اذا كان المسيحي محابيا لعرق او قومية قد يظهر ذلك بالكلمات او الاعمال.‏ ويمكن لذلك بدوره ان يسبب مشاعر مؤذية وخصوصا في الجماعة المؤلفة من اشخاص من خلفيات عرقية مختلفة.‏ وبالتاكيد،‏ ما من مسيحي يرغب في ان يضع ضغطا كهذا على وحدة شعب اللّٰه.‏ (‏مزمور ١٣٣:‏١-‏٣‏)‏ لذلك اذا وُجدت اية محاباة في قلب المسيحي يمكنه ان يصلّي:‏ «اختبرني يا اللّٰه واعرف قلبي امتحني واعرف افكاري.‏ وانظر ان كان فيَّ طريق باطل واهدني طريقا ابديا.‏» —‏ مزمور ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ١٢ لماذا يجب ان لا نفتخر بأنفسنا او بالآخرين من خلفيتنا العرقية؟‏

      ١٢ جيد ان نتخذ النظرة الواقعية القائلة اننا جميعا بشر ناقصون لا يمكن ان يكون لنا موقف عند اللّٰه ابدا لولا ذبيحة يسوع المسيح.‏ (‏١ يوحنا ١:‏٨–‏٢:‏٢‏)‏ فماذا يميزنا عن الآخرين؟‏ وبما انه لا شيء لنا لم نأخذه،‏ لماذا نفتخر بأنفسنا او بآ‌خرين من خلفيتنا العرقية؟‏ —‏ قارنوا ١ كورنثوس ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ١٣ كيف يمكننا ان نساهم في وحدة الجماعة،‏ وماذا يمكننا تعلمه من فيلبي ٢:‏١-‏١١‏؟‏

      ١٣ يمكننا ان نساهم في وحدة الجماعة اذا كنا نعترف ونظهر التقدير للصفات الجيدة التي للآخرين.‏ والرسول اليهودي بولس اعطانا جميعا شيئا لنفكر فيه عندما قال للفيلبيين الامميين:‏ «تمموا فرحي حتى تفتكروا فكرا واحدا ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئا واحدا لا شيئا بتحزب او بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض افضل من انفسهم.‏» ان الموقف اللائق الذي يجب ان نظهره من الرفقاء البشر من ايّ عرق او قومية مثَّله يسوع المسيح.‏ فعلى الرغم من انه كان مخلوقا روحانيا قديرا،‏ ‹صار في شبه الناس› ووضع نفسه حتى الموت على خشبة الآلام لاجل البشر الخطاة من كل عرق وامة.‏ (‏فيلبي ٢:‏١-‏١١‏)‏ وكأتباع ليسوع،‏ ألا يجب ان نكون محبين ومتواضعين وشفوقين،‏ معترفين بأن الآخرين افضل منا؟‏

      أصغوا ولاحظوا

      ١٤ كيف يمكن ان تجري مساعدتنا لنعتبر الآخرين افضل منا؟‏

      ١٤ ويمكن ان تجري مساعدتنا لنعتبر الآخرين افضل منا اذا كنا حقا نصغي عندما يتكلمون ونلاحظ سلوكهم بانتباه.‏ مثلا،‏ قد يلزمنا باخلاص ان نعترف لانفسنا بأن الرفيق الشيخ —‏ ربما من عرق آخر —‏ يتفوق علينا في القدرة على اعطاء المشورة الفعالة في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ ويمكن ان ندرك ان روحياته،‏ ليس بالضرورة اسلوبه او طريقة تكلمه،‏ هي ما يمكِّنه من الحصول على نتائج جيدة في مساعدة الرفقاء المؤمنين ليصيروا منادين اكفاء بالملكوت.‏ ومن الواضح ان يهوه يبارك جهوده.‏

      ١٥ ماذا يمكن ان نلاحظ عندما نصغي الى اقوال الرفقاء العبّاد؟‏

      ١٥ وعندما نتحدث مع اخوتنا واخواتنا او نصغي الى تعليقاتهم في الاجتماعات يمكن ان نلاحظ ان بعضا منهم لديهم فهم لبعض حقائق الاسفار المقدسة افضل مما لدينا.‏ ويمكن ان ندرك ان محبتهم الاخوية تظهر اقوى،‏ او انه يبدو ان لديهم ايمانا اكثر،‏ او انهم يعطون دليلا على ثقة اعظم بيهوه.‏ لذلك سواء أكانوا من خلفيتنا العرقية ام لا فانهم يحرضوننا على المحبة والاعمال الحسنة ويساعدوننا على تقوية ايماننا ويدفعوننا الى الثقة على نحو اكمل بأبينا السماوي.‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦،‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥،‏ ٣٩‏)‏ فيهوه بشكل واضح قد اقترب اليهم،‏ وهكذا يجب ان نفعل نحن.‏ —‏ قارنوا يعقوب ٤:‏٨‏.‏

      مبارَكون ومدعومون

      ١٦،‏ ١٧ أوضحوا واقع كون يهوه ليس محابيا في مباركة خدامه من اي قومية او عرق كان.‏

      ١٦ ان يهوه ليس محابيا في مباركة خدامه من ايّ قومية او عرق.‏ مثلا،‏ تأملوا في بلد البرازيل.‏ فليس من مرسلين اجانب بل من شفاه ثمانية بحارة برازيليين كان ان سمع الناس في البرازيل للمرة الاولى رسالة الملكوت في سنة ١٩٢٠ تقريبا.‏ لقد كانت بركة اللّٰه واضحة،‏ لانه بحلول سنة الخدمة ١٩٨٧ كانت هنالك ذروة من ٢١٦‏,٢١٦ مناديا بالملكوت في ذلك البلد الذي يبلغ عدد سكانه ٠٠٠‏,٣٠٢‏,١٤١ —‏ نسبة ناشر واحد الى ٦٥٤.‏

      ١٧ تأملوا في مثال آخر للبركة الالهية.‏ ففي نيسان سنة ١٩٢٣ أُرسل شاهدان ليهوه اسودان من جزيرة ترينيداد الكاريبية ليعلنا رسالة الملكوت في افريقيا الغربية.‏ فكان ان خدم الاخ والاخت و.‏ ر.‏ براون هناك لسنوات،‏ وصار هو معروفا بـ‍ «براون الكتاب المقدس.‏» فهما ‹غرسا› و «اللّٰه كان ينمي» فيما كان آخرون ايضا يعملون في تلك المنطقة الواسعة.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٥-‏٩‏)‏ وعدد المنادين بالملكوت اليوم يزيد على ٦٠٠‏,٣٢ في غانا ويبلغ اكثر من ٨٠٠‏,١٣٣ في نيجيريا وحدها.‏

      ١٨،‏ ١٩ أعطوا امثلة لكيفية دعم الهنا العديم المحاباة خدامه من كل العروق والامم.‏

      ١٨ ويهوه لا يبارك فقط خدامه من جميع الامم والعروق بل يدعمهم ايضا.‏ مثلا،‏ تأملوا في قضية شاهدين يابانيين ليهوه.‏ ففي ٢١ حزيران ١٩٣٩ قُبض على كاتسو ميورا وزوجته ظُلماً،‏ وسُجنا،‏ وأُبعدا عن ابنهما البالغ من العمر خمس سنوات،‏ الذي لزم ان تعتني به جدته.‏ وأُطلق سراح الاخت ميورا بعد ثمانية اشهر،‏ لكنّ الاخ ميورا سُجن لاكثر من سنتين قبل الاتيان به الى المحاكمة.‏ فتألم من سوء المعاملة،‏ ووُجد مذنبا،‏ وحُكم عليه بخمس سنوات.‏ وفي السجن في هيروشيما دعمه اللّٰه بواسطة الاسفار المقدسة التي زوَّدت تعزية وقوة لا تنضبان.‏ وبما يبدو اعجوبة نجا الاخ ميورا في ٦ آب ١٩٤٥ عندما هدم انفجار القنبلة الذرية سجنه.‏ وبعد شهرين تمكَّن من ان ينضم الى زوجته وابنه ثانية في شمال اليابان.‏

      ١٩ في اثناء الحرب العالمية الثانية اختبر شهود يهوه اضطهادا شديدا في بلدان كثيرة.‏ مثلا،‏ كان روبرت أ.‏ ونكلر اخا المانيا تألم في معسكرات الاعتقال النازية في المانيا وهولندا.‏ ولانه لم يكن ليخون رفقاءه الشهود ضُرب بوحشية شديدة بحيث لم يكن بالامكان معرفته.‏ لكنه كتب:‏ «ان افكار وعود يهوه بأن يساعد المرء في جميع انواع المشاكل منحتني التعزية والقوة لكي احتمل كل ذلك.‏ .‏ .‏ .‏ فيوم السبت ضربني البوليس السري النازي،‏ ويوم الاثنين التالي استجوبوني من جديد.‏ فماذا كان سيحدث آنذاك وماذا كنت لافعل؟‏ التفتّ الى يهوه في الصلاة،‏ واثقا بوعوده.‏ وعرفتُ ان ذلك عنى استعمال خطة حرب ثيوقراطية لاجل عمل الملكوت وحماية اخواني المسيحيين.‏ لقد كانت تجربة عظيمة لاحتمل وفي اليوم السابع عشر كنت مرهقا كليا،‏ لكنني شكرت يهوه لانني بقوته تمكَّنت من احتمال هذه التجربة والمحافظة على استقامتي.‏» —‏ مزمور ١٨:‏٣٥؛‏ ٥٥:‏٢٢؛‏ ٩٤:‏١٨‏.‏

      شاكرون على اخوَّتنا

      ٢٠ كيف يمكن ان يزداد احترامنا لرفقائنا المؤمنين من كل عرق وأمة؟‏

      ٢٠ لا شك ان يهوه يبارك ويدعم شهوده من كل امة وعرق.‏ فهو ليس محابيا،‏ وبصفتنا خدامه المنتذرين لا عذر او سبب لدينا لنظهر المحاباة.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فان احترامنا لاخوتنا واخواتنا من كل عرق وأمة يزداد اذا تأملنا في الطرائق التي بها يكونون افضل منا.‏ وهم ايضا يطبقون الحكمة السماوية التي لا تحابي بل تنتج ثمرا صالحا.‏ (‏يعقوب ٣:‏١٣-‏١٨‏)‏ نعم،‏ ولطفهم،‏ كرمهم،‏ محبتهم،‏ وصفات الهية اخرى تزوِّدنا امثلة جيدة.‏

      ٢١ ماذا يجب ان نكون مصممين على فعله؟‏

      ٢١ كم يجب ان نكون شاكرين على الاخوَّة المتعددة العروق والمتعددة القوميات التي لنا!‏ وبمساعدة وبركة ابينا السماوي،‏ دعونا ‹نعبده (‏كتفا الى كتف)‏› بمحبة اخوية وباحترام متبادل.‏ حقا،‏ يجب ان تكون رغبتنا الجدية وتصميمنا الثابت خدمة يهوه بنفس واحدة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة