مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الانتصار على الضعف البشري
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • الانتصار على الضعف البشري

      ‏«تفكير الجسد يعني موتا».‏ —‏ روما ٨:‏٦‏.‏

      ١ ما هي نظرة البعض الى الجسم البشري،‏ وأيّ سؤال يستحق التأمل؟‏

      ‏«احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا».‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٤‏)‏ هذا ما رنَّمه صاحب المزمور داود عند تأمله في احدى خلائق يهوه:‏ الجسم البشري.‏ لكن بدلا من هذا التسبيح،‏ يعتبر بعض المعلِّمين الدينيين الجسم مرتعا وأداة للخطية.‏ فقد دُعي «كساء الجهل،‏ اساس الرذيلة،‏ قيد الفساد،‏ قفص الظلام،‏ الموت الحي،‏ الجثة الحية،‏ القبر المتنقل».‏ صحيح ان الرسول بولس قال في روما ٧:‏١٨‏:‏ ‹لا يسكن في جسدي شيء صالح›،‏ ولكن هل يعني ذلك اننا سجناء جسد خاطئ دون امل بالخلاص؟‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا يعني «تفكير الجسد»؟‏ (‏ب)‏ ايّ صراع بين «الجسد» و «الروح» يحدث داخل الاشخاص الذين يرغبون في إرضاء اللّٰه؟‏

      ٢ تستعمل الاسفار المقدسة احيانا كلمة «الجسد» لتشير الى الانسان في حالته الناقصة كمتحدر خاطئ من آدم المتمرد.‏ (‏افسس ٢:‏٣؛‏ مزمور ٥١:‏٥؛‏ روما ٥:‏١٢‏)‏ وما ورثناه منه انتج ‹ضعف الجسد›.‏ (‏روما ٦:‏١٩‏)‏ وقد حذَّر بولس:‏ «تفكير الجسد يعني موتا».‏ (‏روما ٨:‏٦‏)‏ «فتفكير الجسد» هذا يعني ان تسيطر على المرء وتدفعه شهوات الجسد الخاطئ.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٦‏)‏ لذلك اذا كنا نحاول إرضاء اللّٰه،‏ يكون هنالك صراع مستمر بين ميلنا الروحي وطبيعتنا الخاطئة التي تضغط علينا بلا هوادة لنعمل «اعمال الجسد».‏ (‏غلاطية ٥:‏١٧-‏٢٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏١١‏)‏ وبعدما وصف بولس هذا الصراع المرير داخله،‏ قال:‏ «يا لي من انسان بائس!‏ من ينجيني من الجسد الذي يكابد هذا الموت؟‏».‏ (‏روما ٧:‏٢٤‏)‏ فهل كان بولس ضحية عاجزة امام التجربة؟‏ ان جواب الكتاب المقدس هو:‏ قطعا لا.‏

      حقيقة التجربة والخطية

      ٣ ما هي نظرة كثيرين الى الخطية والتجربة،‏ ولكن كيف يحذِّر الكتاب المقدس من موقف كهذا؟‏

      ٣ كثيرون اليوم لا يقبلون فكرة الخطية.‏ فالبعض يعتبرون كلمة «خطية» قديمة الطراز،‏ ويستعملونها على سبيل السخرية ليشيروا الى الاخطاء الطفيفة.‏ فهم لا يدركون انه «لا بد لنا جميعا ان نظهر امام كرسي دينونة المسيح،‏ لينال كل واحد أجره على ما فعل بالجسد،‏ بحسب ما مارس،‏ أصلاحا كان ام شرا».‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٠‏)‏ وقد يقول آخرون:‏ «انا ضعيف امام التجربة».‏ ويعيش بعض الاشخاص في حضارة تتمحور حول إشباع الرغبات الفوري،‏ سواء في الطعام او الجنس او اللهو او الانجازات.‏ فهم لا يريدون كل شيء فحسب،‏ بل يريدونه الآن ايضا.‏ (‏لوقا ١٥:‏١٢‏)‏ ولا ينظرون ابعد من المتعة الآنية،‏ الى فرح «الحياة الحقيقية» المستقبلي.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٩‏)‏ لكنَّ الكتاب المقدس يعلِّمنا ان نفكر بروية ونكون بعيدي النظر،‏ متجنبين كل ما يؤذينا من الناحية الروحية او غيرها.‏ يقول مثل موحى به:‏ «الذكي يبصر الشر فيتوارى.‏ الاغبياء يعبرون فيعاقَبون».‏ —‏ امثال ٢٧:‏١٢‏.‏

      ٤ ايّ تحذير اعطاه بولس مسجل في ١ كورنثوس ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏؟‏

      ٤ عندما كتب بولس الى المسيحيين في كورنثوس،‏ مدينة مشهورة بالانحراف الادبي،‏ كان واقعيا في تحذيره من التجربة وقوة الخطية.‏ فقد قال:‏ «مَن يظن انه قائم فليحترز لئلا يسقط.‏ لم تصبكم تجربة إلا ما هو معهود عند الناس.‏ لكن اللّٰه امين،‏ ولن يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون تحمله،‏ بل سيجعل ايضا مع التجربة المنفذ لتستطيعوا احتمالها».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وكلنا —‏ سواء كنا صغارا ام كبارا،‏ ذكورا ام اناثا —‏ نواجه تجارب كثيرة في المدرسة،‏ العمل،‏ او غيرهما.‏ فلنفحص كلمات بولس ونرَ ما هو المغزى الذي تحمله لنا.‏

      لا تفرطوا في الثقة بأنفسكم

      ٥ لماذا الثقة المفرطة بالنفس امر محفوف بالمخاطر؟‏

      ٥ يقول بولس:‏ «من يظن انه قائم فليحترز لئلا يسقط».‏ فالثقة المفرطة بقوتنا الادبية امر محفوف بالمخاطر.‏ انها تكشف عن نقص في فهم طبيعة الخطية وقوتها.‏ وبما ان اشخاصا امثال موسى،‏ داود،‏ سليمان،‏ والرسول بطرس قد وقعوا في الخطية،‏ فهل ينبغي ان نشعر اننا في مأمن من الوقوع؟‏ (‏عدد ٢٠:‏٢-‏١٣؛‏ ٢ صموئيل ١١:‏١-‏٢٧؛‏ ١ ملوك ١١:‏١-‏٦؛‏ متى ٢٦:‏٦٩-‏٧٥‏)‏ تقول الامثال ١٤:‏١٦‏:‏ «الحكيم يخشى ويحيد عن الشر والجاهل يتصلف ويثق».‏ وعلاوة على ذلك،‏ قال يسوع:‏ «ان الروح مندفع،‏ أما الجسد فضعيف».‏ (‏متى ٢٦:‏٤١‏)‏ فبما ان لا احد من البشر الناقصين مستثنى من الميول الفاسدة،‏ يلزم ان نحمل تحذير بولس محمل الجد ونقاوم التجربة،‏ وإلا فسنكون معرضين لخطر الوقوع.‏ —‏ ارميا ١٧:‏٩‏.‏

      ٦ متى وكيف ينبغي ان نستعد للتجربة؟‏

      ٦ من الحكمة الاستعداد للمشاكل التي قد تنشأ فجأة.‏ مثلا،‏ ادرك الملك آسا ان فترة السلام هي وقت مناسب ليبني دفاعاته.‏ (‏٢ أخبار الايام ١٤:‏٢،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ فقد عرف انه لحظة الهجوم سيكون قد فات الاوان للاستعداد.‏ وكذلك فإن القرارات بشأن ما سنفعله عندما نمرّ بالتجارب تُتَّخذ بشكل افضل عندما يكون ذهننا صافيا ونكون غير مرتبكين.‏ (‏مزمور ٦٣:‏٦‏)‏ فدانيال ورفقاؤه الخائفون اللّٰه اتَّخذوا قرارهم ان يكونوا امناء لشريعة يهوه قبلما ضُغط عليهم ليأكلوا من اطايب الملك.‏ لذلك لم يترددوا في الالتصاق بقناعاتهم وعدم تناول الطعام النجس.‏ (‏دانيال ١:‏٨‏)‏ فقبلما تنشأ التجارب،‏ لنعقد العزم على البقاء طاهرين ادبيا.‏ عندئذ سنتمكن من مقاومة الخطية.‏

      ٧ لماذا من المعزي ان نعرف ان اشخاصا آخرين نجحوا في مقاومة التجربة؟‏

      ٧ ما اعظم التعزية التي نستمدها من كلمات بولس حين قال:‏ «لم تصبكم تجربة إلا ما هو معهود عند الناس».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ وكتب الرسول بطرس:‏ «قاوموه [ابليس] راسخين في الايمان،‏ عالمين ان هذه الآلام عينها تجرى على كامل معشر إخْوتكم في العالم».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ نعم،‏ لقد واجه اشخاص آخرون تجارب مماثلة وقاوموها بنجاح بمساعدة اللّٰه.‏ وهذا ما يمكننا نحن ايضا ان نفعله.‏ فإذ نعيش نحن المسيحيين الحقيقيين في عالم منحرف،‏ نتوقع جميعنا ان نُجرَّب عاجلا او آجلا.‏ فكيف يمكننا ان نثق اننا سنتغلب على الضعفات البشرية والإغراء بارتكاب الخطية؟‏

      يمكننا مقاومة التجربة

      ٨ ما هي احدى الطرائق الاساسية لتجنب التجربة؟‏

      ٨ ان احدى الطرائق الاساسية لئلا «نظل عبيدا للخطية» هي تجنب التجربة عند الامكان.‏ (‏روما ٦:‏٦‏)‏ تحثنا الامثال ٤:‏١٤،‏ ١٥‏:‏ «لا تدخل في سبيل الاشرار ولا تسِرْ في طريق الاثمة.‏ تنكَّب عنه.‏ لا تمر به.‏ حد عنه واعبر».‏ غالبا ما نعرف مسبقا ان ظروفا معيّنة يُحتمل ان تؤدي الى الخطية.‏ لذلك،‏ من الواضح انه يجب علينا نحن المسيحيين ان ‹نعبر›،‏ مبتعدين عن ايّ شخص وأيّ شيء وأيّ مكان يمكن ان يثير فينا الشهوات الخاطئة والمشاعر النجسة.‏

      ٩ كيف تشدِّد الاسفار المقدسة على الهرب من الاوضاع التي تُغرينا بارتكاب الخطية؟‏

      ٩ ان الهرب من وضع يغرينا بارتكاب الخطية هو خطوة اساسية اخرى للتغلب على التجربة.‏ نصح بولس:‏ «اهربوا من العهارة».‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏١٨‏)‏ وكتب ايضا:‏ «اهربوا من الصنمية».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٤‏)‏ وقال الرسول ايضا لتيموثاوس ان يهرب من التوق الجامح الى الغنى المادي،‏ وكذلك «من الشهوات الشبابية».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٢؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩-‏١١‏.‏

      ١٠ ايّ مثالين متناقضين يُظهِران قيمة الهرب من التجربة؟‏

      ١٠ خذوا على سبيل المثال حالة داود ملك اسرائيل.‏ فيما كان يتأمل من على سطح قصره،‏ رأى امرأة جميلة تستحم،‏ فتملكته الشهوات الخاطئة.‏ كان ينبغي ان يترك السطح ويهرب من التجربة،‏ لكنه سأل عن المرأة المدعوة بثشبع،‏ وهذا ما ادّى الى كارثة.‏ (‏٢ صموئيل ١١:‏١–‏١٢:‏٢٣‏)‏ من ناحية اخرى،‏ ماذا فعل يوسف عندما ألحّت عليه امرأة سيده الفاسدة ادبيا ان يضطجع معها؟‏ تخبرنا الرواية:‏ «كان اذ كلمت يوسف يوما فيوما انه لم يسمع لها ان يضطجع بجانبها ليكون معها».‏ ورغم ان وصايا الشريعة الموسوية لم تكن قد أُعطيت بعد،‏ اجابها يوسف قائلا:‏ «كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ الى اللّٰه».‏ وذات يوم،‏ امسكته قائلة:‏ «اضطجع معي».‏ فهل بقي يوسف هناك وحاول ان يقنعها؟‏ كلا،‏ فقد «هرب وخرج الى خارج»،‏ ولم يسمح للتجربة الجنسية بأن تتغلب عليه.‏ —‏ تكوين ٣٩:‏٧-‏١٦‏.‏

      ١١ ماذا يمكننا فعله اذا كنا نواجه تجربة متكررة؟‏

      ١١ يُعتبر الهرب احيانا دليلا على الجُبن،‏ لكنه المسلك الحكيم لاتِّخاذه.‏ ربما نواجه تجربة متكررة في العمل.‏ ورغم اننا قد لا نتمكن من تغيير عملنا،‏ فقد تكون هنالك طرائق اخرى للهرب من الاوضاع المغرية.‏ فيلزم ان نهرب من ايّ شيء نعرف انه خطأ،‏ وينبغي ان نكون مصممين ألا نفعل سوى الامر الصائب.‏ (‏عاموس ٥:‏١٥‏)‏ أما في مجالات اخرى فيتطلب الهرب من التجربة تجنب المواقع الاباحية على الإنترنت وأماكن التسلية المشكوك فيها.‏ وقد يعني ذلك ايضا التخلص من مجلة او ايجاد مجموعة جديدة من الاصدقاء،‏ اصدقاء يحبون اللّٰه وبإمكانهم مساعدتنا.‏ (‏امثال ١٣:‏٢٠‏)‏ فمن الحكمة ان نكون ثابتين في رفض كل ما يغرينا بارتكاب الخطية.‏ —‏ روما ١٢:‏٩‏.‏

      كيف تساعد الصلاة

      ١٢ ماذا نطلب من اللّٰه عندما نصلّي:‏ «لا تُدخلنا في تجربة»؟‏

      ١٢ يعطينا بولس تأكيدا مشجِّعا:‏ «اللّٰه امين،‏ ولن يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون تحمله،‏ بل سيجعل ايضا مع التجربة المنفذ لتستطيعوا احتمالها».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ وإحدى الطرائق التي يساعدنا يهوه بها هي استجابة صلواتنا طلبا للمساعدة على التغلب على التجربة.‏ فقد علَّمنا يسوع المسيح ان نصلّي:‏ «لا تُدخلنا في تجربة،‏ لكن نجنا من الشرير».‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ واستجابة لصلاة قلبية كهذه،‏ لن يتخلى يهوه عنا عند التجربة،‏ بل سينجينا من الشيطان وأعماله الماكرة.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏،‏ حاشية ع‌ج،‏ بالانكليزية)‏ وينبغي ان نطلب من اللّٰه مساعدتنا على تمييز التجارب وامتلاك القوة لمقاومتها.‏ وإذا توسلنا اليه ألا يسمح بأن نسقط عند التجربة،‏ فسيساعدنا لئلا يتغلب علينا «الشرير»،‏ اي الشيطان،‏ بالحيلة.‏

      ١٣ ماذا ينبغي ان نفعل عندما نواجه تجربة لها ذيول من الماضي؟‏

      ١٣ ان الصلاة بحرارة لازمة بشكل خصوصي عندما نواجه تجربة لها ذيول من الماضي.‏ فبعض التجارب قد تسبِّب صراعات داخلية مريرة،‏ صراعات مع الافكار والمواقف التي تذكِّرنا بمدى ضعفنا.‏ (‏مزمور ٥١:‏٥‏)‏ مثلا،‏ ماذا يمكن ان نفعل اذا عذَّبتنا ذكريات امر منحرف كنا نمارسه سابقا؟‏ ماذا لو أُغرينا بممارسته من جديد؟‏ عوضا عن مجرد محاولة كبت هذه المشاعر،‏ عبِّروا عنها في الصلاة الى يهوه،‏ حتى لو لزم الامر ان تصلّوا تكرارا.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢‏)‏ فبإمكانه مساعدتنا بقوة كلمته وروحه القدس على تطهير عقولنا من الميول النجسة.‏ —‏ مزمور ١٩:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ١٤ لماذا الصلاة ضرورية للتغلب على التجربة؟‏

      ١٤ عندما لاحظ يسوع نعاس رسله في بستان جتسيماني،‏ حثَّهم قائلا:‏ «ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة.‏ ان الروح مندفع،‏ أما الجسد فضعيف».‏ (‏متى ٢٦:‏٤١‏)‏ وإحدى الطرائق للتغلب على التجربة هي ان نكون متيقظين لمختلف انواع التجربة ونستطيع تمييزها عندما تكون خادعة.‏ من المهم ايضا ان نصلّي بشأن التجربة دون تأخير لكي نكون مجهَّزين روحيا لمحاربتها.‏ ولأن التجربة تستهدف نقاط ضعفنا،‏ لا يمكننا مقاومتها وحدنا.‏ فالصلاة ضرورية لأن القوة التي يزوِّدها اللّٰه يمكن ان تقوّي دفاعاتنا ضد الشيطان.‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وقد نحتاج ايضا الى المساعدة الروحية من «شيوخ الجماعة» وإلى صلواتهم.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٨‏.‏

      قاوموا التجربة بثبات

      ١٥ ماذا تشمل مقاومة التجربة؟‏

      ١٥ بالاضافة الى تجنب التجربة عند الامكان،‏ يجب ان نقاوم التجربة بثبات حتى تمرّ او يتغير الوضع.‏ فيسوع،‏ عندما جرَّبه الشيطان ابليس،‏ ظل يقاوم حتى تركه.‏ (‏متى ٤:‏١-‏١١‏)‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «قاوموا ابليس فيهرب منكم».‏ (‏يعقوب ٤:‏٧‏)‏ والمقاومة تبدأ بتحصين عقلنا بكلمة اللّٰه والتصميم بثبات على الالتصاق بمقاييسه.‏ ونفعل حسنا إنْ حفظنا وتأملنا في آيات رئيسية تعالج ضعفنا بالتحديد.‏ ومن الحكمة ان نجد مسيحيا ناضجا،‏ ربما شيخا،‏ نبوح له بما يقلقنا ونتمكن من الاعتماد عليه من اجل المساعدة عندما نواجه التجربة.‏ —‏ امثال ٢٢:‏١٧‏.‏

      ١٦ كيف يمكننا البقاء مستقيمين ادبيا؟‏

      ١٦ تحثنا الاسفار المقدسة على لبس الشخصية الجديدة.‏ (‏افسس ٤:‏٢٤‏)‏ وهذا يعني السماح ليهوه بأن يصوغنا ويغيِّرنا.‏ كتب بولس الى رفيقه العامل معه تيموثاوس:‏ «اسعَ في اثر البر والتعبد للّٰه والايمان والمحبة والاحتمال والوداعة.‏ جاهد جهاد الايمان الحسن،‏ امسك بإحكام بالحياة الابدية التي اليها دُعيت».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١١،‏ ١٢‏)‏ ويمكننا ان ‹نسعى في اثر البر› بدرس كلمة اللّٰه باجتهاد لنيل معرفة عميقة عن شخصيته ثم بالعمل بانسجام مع مطالبه.‏ ومن المهم ايضا ان يكون لدينا برنامج ملآن بالنشاطات المسيحية،‏ مثل الكرازة بالبشارة وحضور الاجتماعات.‏ والاقتراب الى اللّٰه والاستفادة كاملا من تدابيره الروحية سيساعداننا على النمو روحيا والبقاء مستقيمين ادبيا.‏ —‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

      ١٧ كيف نعرف ان اللّٰه لن يتخلى عنا خلال التجربة؟‏

      ١٧ يؤكِّد لنا بولس انه ما من تجربة تواجهنا ستكون اكبر من قدرتنا المعطاة من اللّٰه على معالجتها.‏ فيهوه ‹سيجعل مع التجربة المنفذ لنستطيع احتمالها›.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ حقا،‏ اذا استمررنا في الاتكال على اللّٰه،‏ فلن يسمح بأن تكون التجربة ساحقة جدا بحيث نفقد القوة الروحية اللازمة للمحافظة على الاستقامة.‏ فهو يريد ان ننجح في مقاومتنا بثبات الاغراء بفعل ما هو خطأ في نظره.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يمكننا ان نثق بوعده:‏ «لن اتركك ولن اتخلى عنك».‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٥‏.‏

      ١٨ لماذا يمكننا ان نتأكد من الانتصار على الضعف البشري؟‏

      ١٨ كان بولس متأكدا من نتيجة صراعه مع الضعف البشري.‏ فلم يعتبر نفسه ضحية شهواته الجسدية وشخصا عاجزا ومثيرا للشفقة.‏ لكنه قال:‏ «هكذا انا اركض ليس عن غير يقين؛‏ وهكذا اسدِّد ضرباتي بحيث لا اضرب الهواء؛‏ بل اقمع جسدي وأستعبده،‏ حتى بعدما كرزت للآخرين،‏ لا اصير انا نفسي غير مرضي عني».‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ونحن ايضا يمكننا ان نشن حربا ناجحة على الجسد الناقص.‏ فبواسطة الاسفار المقدسة،‏ المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ الاجتماعات المسيحية،‏ والرفقاء المسيحيين الناضجين،‏ يزوِّدنا باستمرار ابونا السماوي المحب بمذكِّرات تساعدنا على السعي في اثر المسلك المستقيم.‏ وبمساعدته يمكننا الانتصار على الضعف البشري!‏

  • فكِّروا تفكير الروح واحيوا
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • فكِّروا تفكير الروح واحيوا

      ‏‹تفكير الروح يعني حياة›.‏ —‏ روما ٨:‏٦‏.‏

      ١،‏ ٢ ايّ تباين يورده الكتاب المقدس بين «الجسد» و «الروح»؟‏

      ليس بالامر السهل ان يحافظ المرء على موقف ادبي طاهر امام اللّٰه وسط مجتمع منحرف يمجِّد إشباع الشهوات الجسدية.‏ لكنَّ الاسفار المقدسة تورد التباين بين «الجسد» و «الروح»،‏ راسمة بوضوح الحدّ الفاصل بين العواقب الوخيمة لسماح المرء بأن يسيطر عليه الجسد الخاطئ وبين البركات الناتجة عن الاذعان لتأثير روح اللّٰه القدس.‏

      ٢ مثلا،‏ قال يسوع المسيح:‏ «الروح هو الذي يحيي؛‏ الجسد لا ينفع شيئا البتة.‏ الكلام الذي كلمتكم به هو روح وهو حياة».‏ (‏يوحنا ٦:‏٦٣‏)‏ وكتب الرسول بولس الى المسيحيين في غلاطية:‏ «الجسد ضد الروح في ما يشتهي،‏ والروح ضد الجسد؛‏ فهذان يقاوم احدهما الآخر».‏ (‏غلاطية ٥:‏١٧‏)‏ وقال بولس ايضا:‏ «مَن يزرع لجسده يحصد فسادا من جسده،‏ ومَن يزرع للروح يحصد حياة ابدية من الروح».‏ —‏ غلاطية ٦:‏٨‏.‏

      ٣ ماذا يلزم للتحرر من الشهوات والميول الخاطئة؟‏

      ٣ ان روح يهوه القدس،‏ اي قوته الفعّالة،‏ يمكنه ان يستأصل بنجاح «الشهوات الجسدية» النجسة وسيطرة الجسد الخاطئ المدمِّرة.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١١‏)‏ وللتحرر من العبودية للميول الخاطئة،‏ من المهم ان ننال مساعدة روح اللّٰه،‏ لأن بولس كتب:‏ «تفكير الجسد يعني موتا،‏ وأما تفكير الروح فيعني حياة وسلاما».‏ (‏روما ٨:‏٦‏)‏ فماذا يعني ان نفكِّر تفكير الروح؟‏

      ‏«تفكير الروح»‏

      ٤ ماذا يعني «تفكير الروح»؟‏

      ٤ عندما كتب بولس عن «تفكير الروح»،‏ استعمل كلمة يونانية تشير الى «طريقة تفكير،‏ فكر (‏اتجاه الفكر)‏،‏ .‏ .‏ .‏ هدف،‏ طموح،‏ جهاد».‏ وهنالك فعل يرتبط بها يعني «فكَّر،‏ اتَّجه عقله في ناحية معيّنة».‏ لذلك فإن تفكير الروح يعني ان تسودنا وتدفعنا قوة يهوه الفعّالة.‏ وهو يدل اننا نسمح طوعا لتفكيرنا،‏ ميولنا،‏ وطموحاتنا بأن تصير كاملا تحت تأثير روح اللّٰه القدس.‏

      ٥ الى ايّ مدى ينبغي ان نخضع لتأثير الروح القدس؟‏

      ٥ شدَّد بولس على المدى الذي ينبغي ان يبلغه خضوعنا لتأثير الروح القدس عندما تكلم عن كوننا ‹عبيدا بالروح›.‏ (‏روما ٧:‏٦‏)‏ فقد تحرَّر المسيحيون من سيطرة الخطية على اساس ايمانهم بذبيحة يسوع الفدائية،‏ وبذلك ‹ماتوا› من جهة حالتهم السابقة كعبيد لها.‏ (‏روما ٦:‏٢،‏ ١١‏)‏ والذين ماتوا مجازيا هذه الميتة لا يزالون احياء بالجسد وقد تحرروا الآن ليتبعوا المسيح ‹كعبيد للبر›.‏ —‏ روما ٦:‏١٨-‏٢٠‏.‏

      تحوّل جذري

      ٦ ايّ تحوّل اختبره الذين صاروا «عبيدا للبر»؟‏

      ٦ ان التحوّل من ‹عبيد للخطية› الى ‹عبيد للبر› يخدمون اللّٰه هو تحوّل جذري.‏ كتب بولس عن بعض الذين اختبروا هذا التغيير:‏ «غُسلتم حتى الطهارة،‏ بل قُدِّستم،‏ بل بُرِّرتم باسم ربنا يسوع المسيح وبروح الهنا».‏ —‏ روما ٦:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏١١‏.‏

      ٧ لماذا من المهم ان تكون لدينا وجهة نظر يهوه من الامور؟‏

      ٧ لكي نختبر هذا التحوّل اللافت للنظر،‏ يجب اولا ان نتعلم عن وجهة نظر يهوه من الامور.‏ قبل قرون،‏ توسل صاحب المزمور داود الى اللّٰه بحرارة قائلا:‏ «طرقك يا رب عرِّفني.‏ .‏ .‏ .‏ درِّبني في حقك وعلِّمني».‏ (‏مزمور ٢٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ وقد اصغى يهوه الى داود.‏ وكذلك بإمكانه ان يستجيب ايضا صلوات خدامه العصريين.‏ وبما ان حق اللّٰه وطرقه طاهرة ومقدسة،‏ فإن التأمل فيها يساعدنا اذا ما أُغرينا بإشباع الشهوات الجسدية النجسة.‏

      دور كلمة اللّٰه المهم

      ٨ لماذا درس الكتاب المقدس هو امر اساسي؟‏

      ٨ ان كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ هي نتاج روحه.‏ لذلك فإن احدى الطرائق المهمة لندع الروح يعمل فينا هي قراءة الكتاب المقدس ودرسه،‏ يوميا إنْ امكن.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٠،‏ ١١؛‏ افسس ٥:‏١٨‏)‏ فملء عقلنا وقلبنا بحقائق ومبادئ الكتاب المقدس سيساعدنا على الصمود في وجه الهجوم على روحياتنا.‏ نعم،‏ عندما تنشأ التجارب الفاسدة ادبيا،‏ يمكن لروح اللّٰه ان يُذكِّرنا بمذكِّرات الاسفار المقدسة ومبادئها الارشادية التي يمكن ان تقوي تصميمنا على العمل بانسجام مع مشيئة اللّٰه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١،‏ ٢‏،‏ ع‌ج،‏ ٩٩‏،‏ ع‌ج؛‏ يوحنا ١٤:‏٢٦‏)‏ وهكذا لا نُخدع لنتَّبع مسلكا خاطئا.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٣‏.‏

      ٩ كيف يقوي درس الكتاب المقدس تصميمنا ان نحافظ على علاقتنا بيهوه؟‏

      ٩ وإذ نستمر في درسنا للاسفار المقدسة بجد وإخلاص بمساعدة المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ يؤثر روح اللّٰه في عقلنا وقلبنا،‏ مما يعمِّق احترامنا لمقاييس يهوه.‏ فتصير علاقتنا باللّٰه اهم شيء في حياتنا.‏ وعندما نواجه التجربة،‏ لا نفكِّر كم ممتع هو الانهماك في الخطإ.‏ وبالاحرى،‏ يكون اهتمامنا الرئيسي آنذاك المحافظة على استقامتنا ليهوه.‏ وتقديرنا العميق لعلاقتنا به يحثنا على مقاومة ايّ ميل قد يؤذيها او يدمِّرها.‏

      ‏«كم احببت شريعتك!‏»‏

      ١٠ لماذا إطاعة شريعة يهوه ضرورية لنفكِّر تفكير الروح؟‏

      ١٠ ان معرفة كلمة اللّٰه ليست كافية اذا كنا نريد ان نفكِّر تفكير الروح.‏ فالملك سليمان كان يعرف جيدا مقاييس يهوه،‏ ولكنه لم يعش انسجاما معها في اواخر حياته.‏ (‏١ ملوك ٤:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ١١:‏١-‏٦‏)‏ فإذا كنا اشخاصا روحيين،‏ نرى الحاجة ليس الى معرفة ما يقوله الكتاب المقدس فحسب،‏ بل الى إطاعة شريعة اللّٰه من كل القلب ايضا.‏ ويعني ذلك ان نفحص بدقة مقاييس يهوه ونحاول اتِّباعها باجتهاد.‏ وهذا كان موقف صاحب المزمور الذي رنم:‏ «كم احببت شريعتك!‏ اليوم كله شغلت نفسي بها».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ فعندما نشغل انفسنا حقا باتِّباع شريعة اللّٰه،‏ نندفع الى الاعراب عن الصفات الالهية.‏ (‏افسس ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ وبدلا من الانجذاب دون ايّ رادع الى فعل الخطإ،‏ نعرب عن ثمر الروح.‏ والرغبة في إرضاء يهوه ستبعدنا عن «اعمال الجسد» الشريرة.‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٦،‏ ١٩-‏٢٣؛‏ مزمور ١٥:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١١ كيف توضحون ان شريعة يهوه التي تحرِّم العهارة هي حماية لنا؟‏

      ١١ وكيف ننمي احتراما ومحبة عميقين لشريعة يهوه؟‏ احدى الطرائق هي الفحص الدقيق لقيمتها.‏ خذوا على سبيل المثال شريعة اللّٰه التي تقصر العلاقات الجنسية على الزواج وتمنع العهارة والزنا.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٤‏)‏ فهل تحرمنا إطاعة هذه الشريعة من ايّ شيء جيد؟‏ هل يضع اب سماوي محب شريعة تحرمنا من شيء نافع؟‏ قطعا لا.‏ انظروا الى ما يحدث في حياة كثيرين لا يحيون بانسجام مع مقاييس يهوه الادبية.‏ فكثيرا ما يؤدي بهم الحمل غير المرغوب فيه الى الاجهاض او ربما الى زواج سابق لأوانه وتعيس.‏ ويُضطر كثيرون الى تربية ولد دون زوج او دون زوجة.‏ إضافة الى ذلك،‏ ان الذين يمارسون العهارة يعرِّضون انفسهم للامراض المنتقلة جنسيا.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏١٨‏)‏ وإذا ارتكب احد خدام يهوه العهارة،‏ يمكن ان تكون التأثيرات العاطفية ساحقة جدا.‏ فمحاولة كبت وخز الضمير يمكن ان تسبِّب الارق في الليل والعذاب الداخلي.‏ (‏مزمور ٣٢:‏٣،‏ ٤؛‏ ٥١:‏٣‏)‏ أفليس واضحا ان شريعة يهوه التي تحرِّم العهارة مصمَّمة لحمايتنا؟‏ نعم،‏ هنالك بالفعل فائدة كبيرة من المحافظة على الطهارة الادبية!‏

      صلّوا طلبا لمساعدة يهوه

      ١٢،‏ ١٣ لماذا من الملائم ان نصلّي عندما تُحدق بنا الشهوات الخاطئة؟‏

      ١٢ يتطلب تفكير الروح الصلاة الصادرة من القلب.‏ ومن الملائم ان نطلب المساعدة من روح اللّٰه،‏ لأن يسوع قال:‏ «إنْ كنتم .‏ .‏ .‏ تعرفون كيف تعطون اولادكم عطايا صالحة،‏ فكم بالاحرى الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه!‏».‏ (‏لوقا ١١:‏١٣‏)‏ ففي الصلاة،‏ يمكننا ان نعبِّر عن اتِّكالنا على الروح من اجل إعانة ضعفاتنا.‏ (‏روما ٨:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وإذا ادركنا ان الشهوات او المواقف الخاطئة تؤثر فينا،‏ او اذا لفت احد الرفقاء المؤمنين المحبين انتباهنا الى ذلك،‏ فمن الحكمة ان نصلّي بشأن هذه المشكلة بالتحديد ونطلب من اللّٰه مساعدتنا ان نتغلب على هذه الميول.‏

      ١٣ بإمكان يهوه مساعدتنا ان نركِّز على ما هو بارّ،‏ عفيف،‏ فاضل،‏ ويستحق المدح.‏ وكم من الملائم ان نلتمس منه بإخلاص ان يحرس ‹سلامه› قلوبنا وقوانا العقلية!‏ (‏فيلبي ٤:‏٦-‏٨‏)‏ فلنصلِّ الى يهوه طلبا للمساعدة على السعي «في اثر البر والتعبد للّٰه والايمان والمحبة والاحتمال والوداعة».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١١-‏١٤‏)‏ وبمساعدة ابينا السماوي،‏ لن تصير الهموم والتجارب خارج نطاق سيطرتنا،‏ بل سيسود الهدوء المعطى من اللّٰه حياتنا.‏

      لا تُحزنوا الروح

      ١٤ لماذا روح اللّٰه هو قوة للمحافظة على الطهارة؟‏

      ١٤ يطبِّق خدام يهوه الناضجون نصيحة بولس:‏ «لا تطفئوا الروح».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٩‏)‏ وبما ان روح اللّٰه هو «روح القداسة»،‏ فهو طاهر ونقي ومقدس.‏ (‏روما ١:‏٤‏)‏ وعندما يعمل الروح فينا،‏ يكون قوة للمحافظة على القداسة،‏ او الطهارة.‏ فهو يساعدنا ان نحافظ على طريقة حياة طاهرة تسمها الطاعة للّٰه.‏ (‏١ بطرس ١:‏٢‏)‏ وأية ممارسة نجسة هي بمثابة الاستخفاف بهذا الروح،‏ مما ينتج عواقب وخيمة.‏ وكيف ذلك؟‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ كيف نُحزن روح اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف نتجنب إحزان روح يهوه؟‏

      ١٥ كتب بولس:‏ «لا تُحزنوا روح اللّٰه القدس،‏ الذي به خُتمتم ليوم الفداء».‏ (‏افسس ٤:‏٣٠‏)‏ تتحدث الاسفار المقدسة عن روح يهوه انه ختم،‏ او «عربون ما سيأتي»،‏ للمسيحيين الممسوحين الامناء.‏ وما سيأتي هو الحياة السماوية الخالدة.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٢؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠-‏٥٧؛‏ كشف ٢:‏١٠‏)‏ وروح اللّٰه يمكن ان يوجِّه الممسوحين ورفقاءهم ذوي الرجاء الارضي الى حياة أمانة ويساعدهم على تجنب الاعمال الخاطئة.‏

      ١٦ حذَّر الرسول من الميل الى الباطل،‏ السرقة،‏ السلوك المخزي،‏ وما اليها.‏ فإذا سمحنا لأنفسنا بالانجذاب الى هذه الامور،‏ نخالف المشورة الموحى بها من الروح في كلمة اللّٰه.‏ (‏افسس ٤:‏١٧-‏٢٩؛‏ ٥:‏١-‏٥‏)‏ وبهذا نُحزن الى حدّ ما روح اللّٰه.‏ ولا شك اننا لا نريد ان يحدث ذلك.‏ لذلك،‏ اذا ابتدأ احدنا يتجاهل مشورة كلمة يهوه،‏ فقد يبدأ بتنمية مواقف او صفات تؤدي الى الخطية العمدية وخسارة الرضى الالهي كليًّا.‏ (‏عبرانيين ٦:‏٤-‏٦‏)‏ ورغم اننا ربما لا نمارس الخطية الآن،‏ فقد نكون متَّجهين نحوها.‏ ومخالفة قيادة الروح باستمرار تؤدي الى إحزانه.‏ وبذلك نقاوم ونُحزن يهوه ايضا،‏ مصدر الروح القدس.‏ ونحن لا نريد مطلقا ان نفعل ذلك لأننا نحب اللّٰه.‏ وبالاحرى فلنصلِّ ليساعدنا يهوه ألا نُحزن روحه بل ان نتمكن من جلب الاكرام لاسمه القدوس بالاستمرار في ان نفكِّر تفكير الروح.‏

      فكِّروا تفكير الروح باستمرار

      ١٧ ما هي بعض الاهداف الروحية التي يمكن ان نضعها،‏ ولماذا من الحكمة العمل على بلوغها؟‏

      ١٧ ان احدى الطرائق المهمة لكي نفكِّر تفكير الروح باستمرار هي وضع اهداف روحية والعمل على تحقيقها.‏ وحسبما تقتضي ظروفنا وحاجاتنا،‏ يمكن ان تشمل اهدافنا تحسين عادات درسنا،‏ زيادة اشتراكنا في عمل الكرازة،‏ او ابتغاء امتياز معيّن في الخدمة،‏ كخدمة الفتح كامل الوقت،‏ خدمة بيت ايل،‏ او العمل الارسالي.‏ وهذا ما سيبقي عقلنا مشغولا بالمصالح الروحية ويساعدنا ألّا نستسلم لضعفاتنا البشرية او نسمح للاهداف المادية والشهوات الخاطئة الشائعة في نظام الاشياء هذا بأن تسيِّرنا.‏ ولا شك ان هذا هو المسلك الحكيم،‏ لأن يسوع حثنا:‏ «لا تدخروا بعد لأنفسكم كنوزا على الارض،‏ حيث يفسد عث وصدأ،‏ وحيث يقتحم سارقون ويسرقون.‏ بل ادخروا لأنفسكم كنوزا في السماء،‏ حيث لا يفسد عث ولا صدأ،‏ وحيث لا يقتحم سارقون ويسرقون.‏ فحيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا».‏ —‏ متى ٦:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ١٨ لماذا من المهم جدا ان نفكِّر تفكير الروح باستمرار في هذه الايام الاخيرة؟‏

      ١٨ لا شك انه من الحكمة في هذه «الايام الاخيرة» ان نفكِّر تفكير الروح ونقمع الشهوات العالمية.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ فإن «العالم يزول وكذلك شهوته،‏ وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيبقى الى الابد».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ مثلا،‏ ان سعي الحدث المسيحي الى هدف الخدمة كامل الوقت يكون كمرشد له خلال سنوات المراهقة الملآنة بالتحديات.‏ فعندما يواجه الضغط للمسايرة،‏ ستكون لديه رؤية واضحة لما يريد ان ينجزه في خدمة يهوه.‏ وسيعتبر شخص روحي كهذا ان عدم تحقيق الاهداف الروحية من اجل المساعي المادية او اية متعة قد تجلبها الخطية هو مسلك غير حكيم،‏ وأحمق ايضا.‏ تذكروا ان موسى الميّال الى الروحيات «اختار ان تُساء معاملته مع شعب اللّٰه على التمتع الوقتي بالخطية».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وسواء كنا صغارا ام كبارا،‏ فإننا نقوم بالاختيار عينه اذا فكَّرنا تفكير الروح باستمرار بدلا من ان نفكِّر تفكير الجسد الناقص.‏

      ١٩ اية فوائد نجنيها اذا فكَّرنا تفكير الروح باستمرار؟‏

      ١٩ ان «تفكير الجسد يعني عداوة للّٰه».‏ «أما تفكير الروح فيعني حياة وسلاما».‏ (‏روما ٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ فإذا فكَّرنا تفكير الروح باستمرار،‏ نتمتع بسلام ثمين.‏ وتُحمى قلوبنا وقوانا العقلية بشكل اكمل من تأثير حالتنا الخاطئة.‏ كما نستطيع بشكل افضل مقاومة الاغراءات بفعل الخطإ.‏ ونحظى بالمساعدة الالهية للتغلب على الصراع المستمر بين الجسد والروح.‏

      ٢٠ لماذا بإمكاننا التأكد ان الانتصار في المعركة بين الجسد والروح ممكن؟‏

      ٢٠ اذا فكَّرنا تفكير الروح باستمرار،‏ نحافظ على علاقة حيوية بيهوه،‏ مصدر الحياة والروح القدس.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ٥١:‏١١‏)‏ ان الشيطان ابليس وعملاءه يفعلون كل ما في وسعهم ليدمِّروا علاقتنا بيهوه اللّٰه.‏ فهم يحاولون السيطرة على عقولنا،‏ مدركين ان استسلامنا سيؤدي اخيرا الى العداوة مع اللّٰه والموت.‏ ولكن يمكننا الانتصار في هذه المعركة بين الجسد والروح.‏ وهذا ما اختبره بولس،‏ لأنه في الكتابة عن صراعه الخاص،‏ سأل اولا:‏ «مَن ينجيني من الجسد الذي يكابد هذا الموت؟‏».‏ ثم أظهر ان النجاة ممكنة عندما هتف قائلا:‏ «الشكر للّٰه بيسوع المسيح ربنا!‏».‏ (‏روما ٧:‏٢١-‏٢٥‏)‏ ونحن ايضا يمكننا ان نشكر اللّٰه بواسطة المسيح على تزويدنا بوسيلة لكي نتغلب على الضعفات البشرية ونفكِّر تفكير الروح باستمرار ورجاء الحياة الابدية الرائع نصب اعيننا.‏ —‏ روما ٦:‏٢٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة