-
الانتصار على الضعف البشريبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
الانتصار على الضعف البشري
«تفكير الجسد يعني موتا». — روما ٨:٦.
١ ما هي نظرة البعض الى الجسم البشري، وأيّ سؤال يستحق التأمل؟
«احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا». (مزمور ١٣٩:١٤) هذا ما رنَّمه صاحب المزمور داود عند تأمله في احدى خلائق يهوه: الجسم البشري. لكن بدلا من هذا التسبيح، يعتبر بعض المعلِّمين الدينيين الجسم مرتعا وأداة للخطية. فقد دُعي «كساء الجهل، اساس الرذيلة، قيد الفساد، قفص الظلام، الموت الحي، الجثة الحية، القبر المتنقل». صحيح ان الرسول بولس قال في روما ٧:١٨: ‹لا يسكن في جسدي شيء صالح›، ولكن هل يعني ذلك اننا سجناء جسد خاطئ دون امل بالخلاص؟
٢ (أ) ماذا يعني «تفكير الجسد»؟ (ب) ايّ صراع بين «الجسد» و «الروح» يحدث داخل الاشخاص الذين يرغبون في إرضاء اللّٰه؟
٢ تستعمل الاسفار المقدسة احيانا كلمة «الجسد» لتشير الى الانسان في حالته الناقصة كمتحدر خاطئ من آدم المتمرد. (افسس ٢:٣؛ مزمور ٥١:٥؛ روما ٥:١٢) وما ورثناه منه انتج ‹ضعف الجسد›. (روما ٦:١٩) وقد حذَّر بولس: «تفكير الجسد يعني موتا». (روما ٨:٦) «فتفكير الجسد» هذا يعني ان تسيطر على المرء وتدفعه شهوات الجسد الخاطئ. (١ يوحنا ٢:١٦) لذلك اذا كنا نحاول إرضاء اللّٰه، يكون هنالك صراع مستمر بين ميلنا الروحي وطبيعتنا الخاطئة التي تضغط علينا بلا هوادة لنعمل «اعمال الجسد». (غلاطية ٥:١٧-٢٣؛ ١ بطرس ٢:١١) وبعدما وصف بولس هذا الصراع المرير داخله، قال: «يا لي من انسان بائس! من ينجيني من الجسد الذي يكابد هذا الموت؟». (روما ٧:٢٤) فهل كان بولس ضحية عاجزة امام التجربة؟ ان جواب الكتاب المقدس هو: قطعا لا.
حقيقة التجربة والخطية
٣ ما هي نظرة كثيرين الى الخطية والتجربة، ولكن كيف يحذِّر الكتاب المقدس من موقف كهذا؟
٣ كثيرون اليوم لا يقبلون فكرة الخطية. فالبعض يعتبرون كلمة «خطية» قديمة الطراز، ويستعملونها على سبيل السخرية ليشيروا الى الاخطاء الطفيفة. فهم لا يدركون انه «لا بد لنا جميعا ان نظهر امام كرسي دينونة المسيح، لينال كل واحد أجره على ما فعل بالجسد، بحسب ما مارس، أصلاحا كان ام شرا». (٢ كورنثوس ٥:١٠) وقد يقول آخرون: «انا ضعيف امام التجربة». ويعيش بعض الاشخاص في حضارة تتمحور حول إشباع الرغبات الفوري، سواء في الطعام او الجنس او اللهو او الانجازات. فهم لا يريدون كل شيء فحسب، بل يريدونه الآن ايضا. (لوقا ١٥:١٢) ولا ينظرون ابعد من المتعة الآنية، الى فرح «الحياة الحقيقية» المستقبلي. (١ تيموثاوس ٦:١٩) لكنَّ الكتاب المقدس يعلِّمنا ان نفكر بروية ونكون بعيدي النظر، متجنبين كل ما يؤذينا من الناحية الروحية او غيرها. يقول مثل موحى به: «الذكي يبصر الشر فيتوارى. الاغبياء يعبرون فيعاقَبون». — امثال ٢٧:١٢.
٤ ايّ تحذير اعطاه بولس مسجل في ١ كورنثوس ١٠:١٢، ١٣؟
٤ عندما كتب بولس الى المسيحيين في كورنثوس، مدينة مشهورة بالانحراف الادبي، كان واقعيا في تحذيره من التجربة وقوة الخطية. فقد قال: «مَن يظن انه قائم فليحترز لئلا يسقط. لم تصبكم تجربة إلا ما هو معهود عند الناس. لكن اللّٰه امين، ولن يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون تحمله، بل سيجعل ايضا مع التجربة المنفذ لتستطيعوا احتمالها». (١ كورنثوس ١٠:١٢، ١٣) وكلنا — سواء كنا صغارا ام كبارا، ذكورا ام اناثا — نواجه تجارب كثيرة في المدرسة، العمل، او غيرهما. فلنفحص كلمات بولس ونرَ ما هو المغزى الذي تحمله لنا.
لا تفرطوا في الثقة بأنفسكم
٥ لماذا الثقة المفرطة بالنفس امر محفوف بالمخاطر؟
٥ يقول بولس: «من يظن انه قائم فليحترز لئلا يسقط». فالثقة المفرطة بقوتنا الادبية امر محفوف بالمخاطر. انها تكشف عن نقص في فهم طبيعة الخطية وقوتها. وبما ان اشخاصا امثال موسى، داود، سليمان، والرسول بطرس قد وقعوا في الخطية، فهل ينبغي ان نشعر اننا في مأمن من الوقوع؟ (عدد ٢٠:٢-١٣؛ ٢ صموئيل ١١:١-٢٧؛ ١ ملوك ١١:١-٦؛ متى ٢٦:٦٩-٧٥) تقول الامثال ١٤:١٦: «الحكيم يخشى ويحيد عن الشر والجاهل يتصلف ويثق». وعلاوة على ذلك، قال يسوع: «ان الروح مندفع، أما الجسد فضعيف». (متى ٢٦:٤١) فبما ان لا احد من البشر الناقصين مستثنى من الميول الفاسدة، يلزم ان نحمل تحذير بولس محمل الجد ونقاوم التجربة، وإلا فسنكون معرضين لخطر الوقوع. — ارميا ١٧:٩.
٦ متى وكيف ينبغي ان نستعد للتجربة؟
٦ من الحكمة الاستعداد للمشاكل التي قد تنشأ فجأة. مثلا، ادرك الملك آسا ان فترة السلام هي وقت مناسب ليبني دفاعاته. (٢ أخبار الايام ١٤:٢، ٦، ٧) فقد عرف انه لحظة الهجوم سيكون قد فات الاوان للاستعداد. وكذلك فإن القرارات بشأن ما سنفعله عندما نمرّ بالتجارب تُتَّخذ بشكل افضل عندما يكون ذهننا صافيا ونكون غير مرتبكين. (مزمور ٦٣:٦) فدانيال ورفقاؤه الخائفون اللّٰه اتَّخذوا قرارهم ان يكونوا امناء لشريعة يهوه قبلما ضُغط عليهم ليأكلوا من اطايب الملك. لذلك لم يترددوا في الالتصاق بقناعاتهم وعدم تناول الطعام النجس. (دانيال ١:٨) فقبلما تنشأ التجارب، لنعقد العزم على البقاء طاهرين ادبيا. عندئذ سنتمكن من مقاومة الخطية.
٧ لماذا من المعزي ان نعرف ان اشخاصا آخرين نجحوا في مقاومة التجربة؟
٧ ما اعظم التعزية التي نستمدها من كلمات بولس حين قال: «لم تصبكم تجربة إلا ما هو معهود عند الناس». (١ كورنثوس ١٠:١٣) وكتب الرسول بطرس: «قاوموه [ابليس] راسخين في الايمان، عالمين ان هذه الآلام عينها تجرى على كامل معشر إخْوتكم في العالم». (١ بطرس ٥:٩) نعم، لقد واجه اشخاص آخرون تجارب مماثلة وقاوموها بنجاح بمساعدة اللّٰه. وهذا ما يمكننا نحن ايضا ان نفعله. فإذ نعيش نحن المسيحيين الحقيقيين في عالم منحرف، نتوقع جميعنا ان نُجرَّب عاجلا او آجلا. فكيف يمكننا ان نثق اننا سنتغلب على الضعفات البشرية والإغراء بارتكاب الخطية؟
يمكننا مقاومة التجربة
٨ ما هي احدى الطرائق الاساسية لتجنب التجربة؟
٨ ان احدى الطرائق الاساسية لئلا «نظل عبيدا للخطية» هي تجنب التجربة عند الامكان. (روما ٦:٦) تحثنا الامثال ٤:١٤، ١٥: «لا تدخل في سبيل الاشرار ولا تسِرْ في طريق الاثمة. تنكَّب عنه. لا تمر به. حد عنه واعبر». غالبا ما نعرف مسبقا ان ظروفا معيّنة يُحتمل ان تؤدي الى الخطية. لذلك، من الواضح انه يجب علينا نحن المسيحيين ان ‹نعبر›، مبتعدين عن ايّ شخص وأيّ شيء وأيّ مكان يمكن ان يثير فينا الشهوات الخاطئة والمشاعر النجسة.
٩ كيف تشدِّد الاسفار المقدسة على الهرب من الاوضاع التي تُغرينا بارتكاب الخطية؟
٩ ان الهرب من وضع يغرينا بارتكاب الخطية هو خطوة اساسية اخرى للتغلب على التجربة. نصح بولس: «اهربوا من العهارة». (١ كورنثوس ٦:١٨) وكتب ايضا: «اهربوا من الصنمية». (١ كورنثوس ١٠:١٤) وقال الرسول ايضا لتيموثاوس ان يهرب من التوق الجامح الى الغنى المادي، وكذلك «من الشهوات الشبابية». — ٢ تيموثاوس ٢:٢٢؛ ١ تيموثاوس ٦:٩-١١.
١٠ ايّ مثالين متناقضين يُظهِران قيمة الهرب من التجربة؟
١٠ خذوا على سبيل المثال حالة داود ملك اسرائيل. فيما كان يتأمل من على سطح قصره، رأى امرأة جميلة تستحم، فتملكته الشهوات الخاطئة. كان ينبغي ان يترك السطح ويهرب من التجربة، لكنه سأل عن المرأة المدعوة بثشبع، وهذا ما ادّى الى كارثة. (٢ صموئيل ١١:١–١٢:٢٣) من ناحية اخرى، ماذا فعل يوسف عندما ألحّت عليه امرأة سيده الفاسدة ادبيا ان يضطجع معها؟ تخبرنا الرواية: «كان اذ كلمت يوسف يوما فيوما انه لم يسمع لها ان يضطجع بجانبها ليكون معها». ورغم ان وصايا الشريعة الموسوية لم تكن قد أُعطيت بعد، اجابها يوسف قائلا: «كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ الى اللّٰه». وذات يوم، امسكته قائلة: «اضطجع معي». فهل بقي يوسف هناك وحاول ان يقنعها؟ كلا، فقد «هرب وخرج الى خارج»، ولم يسمح للتجربة الجنسية بأن تتغلب عليه. — تكوين ٣٩:٧-١٦.
١١ ماذا يمكننا فعله اذا كنا نواجه تجربة متكررة؟
١١ يُعتبر الهرب احيانا دليلا على الجُبن، لكنه المسلك الحكيم لاتِّخاذه. ربما نواجه تجربة متكررة في العمل. ورغم اننا قد لا نتمكن من تغيير عملنا، فقد تكون هنالك طرائق اخرى للهرب من الاوضاع المغرية. فيلزم ان نهرب من ايّ شيء نعرف انه خطأ، وينبغي ان نكون مصممين ألا نفعل سوى الامر الصائب. (عاموس ٥:١٥) أما في مجالات اخرى فيتطلب الهرب من التجربة تجنب المواقع الاباحية على الإنترنت وأماكن التسلية المشكوك فيها. وقد يعني ذلك ايضا التخلص من مجلة او ايجاد مجموعة جديدة من الاصدقاء، اصدقاء يحبون اللّٰه وبإمكانهم مساعدتنا. (امثال ١٣:٢٠) فمن الحكمة ان نكون ثابتين في رفض كل ما يغرينا بارتكاب الخطية. — روما ١٢:٩.
كيف تساعد الصلاة
١٢ ماذا نطلب من اللّٰه عندما نصلّي: «لا تُدخلنا في تجربة»؟
١٢ يعطينا بولس تأكيدا مشجِّعا: «اللّٰه امين، ولن يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون تحمله، بل سيجعل ايضا مع التجربة المنفذ لتستطيعوا احتمالها». (١ كورنثوس ١٠:١٣) وإحدى الطرائق التي يساعدنا يهوه بها هي استجابة صلواتنا طلبا للمساعدة على التغلب على التجربة. فقد علَّمنا يسوع المسيح ان نصلّي: «لا تُدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير». (متى ٦:١٣) واستجابة لصلاة قلبية كهذه، لن يتخلى يهوه عنا عند التجربة، بل سينجينا من الشيطان وأعماله الماكرة. (افسس ٦:١١، حاشية عج، بالانكليزية) وينبغي ان نطلب من اللّٰه مساعدتنا على تمييز التجارب وامتلاك القوة لمقاومتها. وإذا توسلنا اليه ألا يسمح بأن نسقط عند التجربة، فسيساعدنا لئلا يتغلب علينا «الشرير»، اي الشيطان، بالحيلة.
١٣ ماذا ينبغي ان نفعل عندما نواجه تجربة لها ذيول من الماضي؟
١٣ ان الصلاة بحرارة لازمة بشكل خصوصي عندما نواجه تجربة لها ذيول من الماضي. فبعض التجارب قد تسبِّب صراعات داخلية مريرة، صراعات مع الافكار والمواقف التي تذكِّرنا بمدى ضعفنا. (مزمور ٥١:٥) مثلا، ماذا يمكن ان نفعل اذا عذَّبتنا ذكريات امر منحرف كنا نمارسه سابقا؟ ماذا لو أُغرينا بممارسته من جديد؟ عوضا عن مجرد محاولة كبت هذه المشاعر، عبِّروا عنها في الصلاة الى يهوه، حتى لو لزم الامر ان تصلّوا تكرارا. (مزمور ٥٥:٢٢) فبإمكانه مساعدتنا بقوة كلمته وروحه القدس على تطهير عقولنا من الميول النجسة. — مزمور ١٩:٨، ٩.
١٤ لماذا الصلاة ضرورية للتغلب على التجربة؟
١٤ عندما لاحظ يسوع نعاس رسله في بستان جتسيماني، حثَّهم قائلا: «ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة. ان الروح مندفع، أما الجسد فضعيف». (متى ٢٦:٤١) وإحدى الطرائق للتغلب على التجربة هي ان نكون متيقظين لمختلف انواع التجربة ونستطيع تمييزها عندما تكون خادعة. من المهم ايضا ان نصلّي بشأن التجربة دون تأخير لكي نكون مجهَّزين روحيا لمحاربتها. ولأن التجربة تستهدف نقاط ضعفنا، لا يمكننا مقاومتها وحدنا. فالصلاة ضرورية لأن القوة التي يزوِّدها اللّٰه يمكن ان تقوّي دفاعاتنا ضد الشيطان. (فيلبي ٤:٦، ٧) وقد نحتاج ايضا الى المساعدة الروحية من «شيوخ الجماعة» وإلى صلواتهم. — يعقوب ٥:١٣-١٨.
قاوموا التجربة بثبات
١٥ ماذا تشمل مقاومة التجربة؟
١٥ بالاضافة الى تجنب التجربة عند الامكان، يجب ان نقاوم التجربة بثبات حتى تمرّ او يتغير الوضع. فيسوع، عندما جرَّبه الشيطان ابليس، ظل يقاوم حتى تركه. (متى ٤:١-١١) كتب التلميذ يعقوب: «قاوموا ابليس فيهرب منكم». (يعقوب ٤:٧) والمقاومة تبدأ بتحصين عقلنا بكلمة اللّٰه والتصميم بثبات على الالتصاق بمقاييسه. ونفعل حسنا إنْ حفظنا وتأملنا في آيات رئيسية تعالج ضعفنا بالتحديد. ومن الحكمة ان نجد مسيحيا ناضجا، ربما شيخا، نبوح له بما يقلقنا ونتمكن من الاعتماد عليه من اجل المساعدة عندما نواجه التجربة. — امثال ٢٢:١٧.
١٦ كيف يمكننا البقاء مستقيمين ادبيا؟
١٦ تحثنا الاسفار المقدسة على لبس الشخصية الجديدة. (افسس ٤:٢٤) وهذا يعني السماح ليهوه بأن يصوغنا ويغيِّرنا. كتب بولس الى رفيقه العامل معه تيموثاوس: «اسعَ في اثر البر والتعبد للّٰه والايمان والمحبة والاحتمال والوداعة. جاهد جهاد الايمان الحسن، امسك بإحكام بالحياة الابدية التي اليها دُعيت». (١ تيموثاوس ٦:١١، ١٢) ويمكننا ان ‹نسعى في اثر البر› بدرس كلمة اللّٰه باجتهاد لنيل معرفة عميقة عن شخصيته ثم بالعمل بانسجام مع مطالبه. ومن المهم ايضا ان يكون لدينا برنامج ملآن بالنشاطات المسيحية، مثل الكرازة بالبشارة وحضور الاجتماعات. والاقتراب الى اللّٰه والاستفادة كاملا من تدابيره الروحية سيساعداننا على النمو روحيا والبقاء مستقيمين ادبيا. — يعقوب ٤:٨.
١٧ كيف نعرف ان اللّٰه لن يتخلى عنا خلال التجربة؟
١٧ يؤكِّد لنا بولس انه ما من تجربة تواجهنا ستكون اكبر من قدرتنا المعطاة من اللّٰه على معالجتها. فيهوه ‹سيجعل مع التجربة المنفذ لنستطيع احتمالها›. (١ كورنثوس ١٠:١٣) حقا، اذا استمررنا في الاتكال على اللّٰه، فلن يسمح بأن تكون التجربة ساحقة جدا بحيث نفقد القوة الروحية اللازمة للمحافظة على الاستقامة. فهو يريد ان ننجح في مقاومتنا بثبات الاغراء بفعل ما هو خطأ في نظره. وعلاوة على ذلك، يمكننا ان نثق بوعده: «لن اتركك ولن اتخلى عنك». — عبرانيين ١٣:٥.
١٨ لماذا يمكننا ان نتأكد من الانتصار على الضعف البشري؟
١٨ كان بولس متأكدا من نتيجة صراعه مع الضعف البشري. فلم يعتبر نفسه ضحية شهواته الجسدية وشخصا عاجزا ومثيرا للشفقة. لكنه قال: «هكذا انا اركض ليس عن غير يقين؛ وهكذا اسدِّد ضرباتي بحيث لا اضرب الهواء؛ بل اقمع جسدي وأستعبده، حتى بعدما كرزت للآخرين، لا اصير انا نفسي غير مرضي عني». (١ كورنثوس ٩:٢٦، ٢٧) ونحن ايضا يمكننا ان نشن حربا ناجحة على الجسد الناقص. فبواسطة الاسفار المقدسة، المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس، الاجتماعات المسيحية، والرفقاء المسيحيين الناضجين، يزوِّدنا باستمرار ابونا السماوي المحب بمذكِّرات تساعدنا على السعي في اثر المسلك المستقيم. وبمساعدته يمكننا الانتصار على الضعف البشري!
-
-
فكِّروا تفكير الروح واحيوابرج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
فكِّروا تفكير الروح واحيوا
‹تفكير الروح يعني حياة›. — روما ٨:٦.
١، ٢ ايّ تباين يورده الكتاب المقدس بين «الجسد» و «الروح»؟
ليس بالامر السهل ان يحافظ المرء على موقف ادبي طاهر امام اللّٰه وسط مجتمع منحرف يمجِّد إشباع الشهوات الجسدية. لكنَّ الاسفار المقدسة تورد التباين بين «الجسد» و «الروح»، راسمة بوضوح الحدّ الفاصل بين العواقب الوخيمة لسماح المرء بأن يسيطر عليه الجسد الخاطئ وبين البركات الناتجة عن الاذعان لتأثير روح اللّٰه القدس.
٢ مثلا، قال يسوع المسيح: «الروح هو الذي يحيي؛ الجسد لا ينفع شيئا البتة. الكلام الذي كلمتكم به هو روح وهو حياة». (يوحنا ٦:٦٣) وكتب الرسول بولس الى المسيحيين في غلاطية: «الجسد ضد الروح في ما يشتهي، والروح ضد الجسد؛ فهذان يقاوم احدهما الآخر». (غلاطية ٥:١٧) وقال بولس ايضا: «مَن يزرع لجسده يحصد فسادا من جسده، ومَن يزرع للروح يحصد حياة ابدية من الروح». — غلاطية ٦:٨.
٣ ماذا يلزم للتحرر من الشهوات والميول الخاطئة؟
٣ ان روح يهوه القدس، اي قوته الفعّالة، يمكنه ان يستأصل بنجاح «الشهوات الجسدية» النجسة وسيطرة الجسد الخاطئ المدمِّرة. (١ بطرس ٢:١١) وللتحرر من العبودية للميول الخاطئة، من المهم ان ننال مساعدة روح اللّٰه، لأن بولس كتب: «تفكير الجسد يعني موتا، وأما تفكير الروح فيعني حياة وسلاما». (روما ٨:٦) فماذا يعني ان نفكِّر تفكير الروح؟
«تفكير الروح»
٤ ماذا يعني «تفكير الروح»؟
٤ عندما كتب بولس عن «تفكير الروح»، استعمل كلمة يونانية تشير الى «طريقة تفكير، فكر (اتجاه الفكر)، . . . هدف، طموح، جهاد». وهنالك فعل يرتبط بها يعني «فكَّر، اتَّجه عقله في ناحية معيّنة». لذلك فإن تفكير الروح يعني ان تسودنا وتدفعنا قوة يهوه الفعّالة. وهو يدل اننا نسمح طوعا لتفكيرنا، ميولنا، وطموحاتنا بأن تصير كاملا تحت تأثير روح اللّٰه القدس.
٥ الى ايّ مدى ينبغي ان نخضع لتأثير الروح القدس؟
٥ شدَّد بولس على المدى الذي ينبغي ان يبلغه خضوعنا لتأثير الروح القدس عندما تكلم عن كوننا ‹عبيدا بالروح›. (روما ٧:٦) فقد تحرَّر المسيحيون من سيطرة الخطية على اساس ايمانهم بذبيحة يسوع الفدائية، وبذلك ‹ماتوا› من جهة حالتهم السابقة كعبيد لها. (روما ٦:٢، ١١) والذين ماتوا مجازيا هذه الميتة لا يزالون احياء بالجسد وقد تحرروا الآن ليتبعوا المسيح ‹كعبيد للبر›. — روما ٦:١٨-٢٠.
تحوّل جذري
٦ ايّ تحوّل اختبره الذين صاروا «عبيدا للبر»؟
٦ ان التحوّل من ‹عبيد للخطية› الى ‹عبيد للبر› يخدمون اللّٰه هو تحوّل جذري. كتب بولس عن بعض الذين اختبروا هذا التغيير: «غُسلتم حتى الطهارة، بل قُدِّستم، بل بُرِّرتم باسم ربنا يسوع المسيح وبروح الهنا». — روما ٦:١٧، ١٨؛ ١ كورنثوس ٦:١١.
٧ لماذا من المهم ان تكون لدينا وجهة نظر يهوه من الامور؟
٧ لكي نختبر هذا التحوّل اللافت للنظر، يجب اولا ان نتعلم عن وجهة نظر يهوه من الامور. قبل قرون، توسل صاحب المزمور داود الى اللّٰه بحرارة قائلا: «طرقك يا رب عرِّفني. . . . درِّبني في حقك وعلِّمني». (مزمور ٢٥:٤، ٥) وقد اصغى يهوه الى داود. وكذلك بإمكانه ان يستجيب ايضا صلوات خدامه العصريين. وبما ان حق اللّٰه وطرقه طاهرة ومقدسة، فإن التأمل فيها يساعدنا اذا ما أُغرينا بإشباع الشهوات الجسدية النجسة.
دور كلمة اللّٰه المهم
٨ لماذا درس الكتاب المقدس هو امر اساسي؟
٨ ان كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس، هي نتاج روحه. لذلك فإن احدى الطرائق المهمة لندع الروح يعمل فينا هي قراءة الكتاب المقدس ودرسه، يوميا إنْ امكن. (١ كورنثوس ٢:١٠، ١١؛ افسس ٥:١٨) فملء عقلنا وقلبنا بحقائق ومبادئ الكتاب المقدس سيساعدنا على الصمود في وجه الهجوم على روحياتنا. نعم، عندما تنشأ التجارب الفاسدة ادبيا، يمكن لروح اللّٰه ان يُذكِّرنا بمذكِّرات الاسفار المقدسة ومبادئها الارشادية التي يمكن ان تقوي تصميمنا على العمل بانسجام مع مشيئة اللّٰه. (مزمور ١١٩:١، ٢، عج، ٩٩، عج؛ يوحنا ١٤:٢٦) وهكذا لا نُخدع لنتَّبع مسلكا خاطئا. — ٢ كورنثوس ١١:٣.
٩ كيف يقوي درس الكتاب المقدس تصميمنا ان نحافظ على علاقتنا بيهوه؟
٩ وإذ نستمر في درسنا للاسفار المقدسة بجد وإخلاص بمساعدة المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس، يؤثر روح اللّٰه في عقلنا وقلبنا، مما يعمِّق احترامنا لمقاييس يهوه. فتصير علاقتنا باللّٰه اهم شيء في حياتنا. وعندما نواجه التجربة، لا نفكِّر كم ممتع هو الانهماك في الخطإ. وبالاحرى، يكون اهتمامنا الرئيسي آنذاك المحافظة على استقامتنا ليهوه. وتقديرنا العميق لعلاقتنا به يحثنا على مقاومة ايّ ميل قد يؤذيها او يدمِّرها.
«كم احببت شريعتك!»
١٠ لماذا إطاعة شريعة يهوه ضرورية لنفكِّر تفكير الروح؟
١٠ ان معرفة كلمة اللّٰه ليست كافية اذا كنا نريد ان نفكِّر تفكير الروح. فالملك سليمان كان يعرف جيدا مقاييس يهوه، ولكنه لم يعش انسجاما معها في اواخر حياته. (١ ملوك ٤:٢٩، ٣٠؛ ١١:١-٦) فإذا كنا اشخاصا روحيين، نرى الحاجة ليس الى معرفة ما يقوله الكتاب المقدس فحسب، بل الى إطاعة شريعة اللّٰه من كل القلب ايضا. ويعني ذلك ان نفحص بدقة مقاييس يهوه ونحاول اتِّباعها باجتهاد. وهذا كان موقف صاحب المزمور الذي رنم: «كم احببت شريعتك! اليوم كله شغلت نفسي بها». (مزمور ١١٩:٩٧، عج) فعندما نشغل انفسنا حقا باتِّباع شريعة اللّٰه، نندفع الى الاعراب عن الصفات الالهية. (افسس ٥:١، ٢) وبدلا من الانجذاب دون ايّ رادع الى فعل الخطإ، نعرب عن ثمر الروح. والرغبة في إرضاء يهوه ستبعدنا عن «اعمال الجسد» الشريرة. — غلاطية ٥:١٦، ١٩-٢٣؛ مزمور ١٥:١، ٢.
١١ كيف توضحون ان شريعة يهوه التي تحرِّم العهارة هي حماية لنا؟
١١ وكيف ننمي احتراما ومحبة عميقين لشريعة يهوه؟ احدى الطرائق هي الفحص الدقيق لقيمتها. خذوا على سبيل المثال شريعة اللّٰه التي تقصر العلاقات الجنسية على الزواج وتمنع العهارة والزنا. (عبرانيين ١٣:٤) فهل تحرمنا إطاعة هذه الشريعة من ايّ شيء جيد؟ هل يضع اب سماوي محب شريعة تحرمنا من شيء نافع؟ قطعا لا. انظروا الى ما يحدث في حياة كثيرين لا يحيون بانسجام مع مقاييس يهوه الادبية. فكثيرا ما يؤدي بهم الحمل غير المرغوب فيه الى الاجهاض او ربما الى زواج سابق لأوانه وتعيس. ويُضطر كثيرون الى تربية ولد دون زوج او دون زوجة. إضافة الى ذلك، ان الذين يمارسون العهارة يعرِّضون انفسهم للامراض المنتقلة جنسيا. (١ كورنثوس ٦:١٨) وإذا ارتكب احد خدام يهوه العهارة، يمكن ان تكون التأثيرات العاطفية ساحقة جدا. فمحاولة كبت وخز الضمير يمكن ان تسبِّب الارق في الليل والعذاب الداخلي. (مزمور ٣٢:٣، ٤؛ ٥١:٣) أفليس واضحا ان شريعة يهوه التي تحرِّم العهارة مصمَّمة لحمايتنا؟ نعم، هنالك بالفعل فائدة كبيرة من المحافظة على الطهارة الادبية!
صلّوا طلبا لمساعدة يهوه
١٢، ١٣ لماذا من الملائم ان نصلّي عندما تُحدق بنا الشهوات الخاطئة؟
١٢ يتطلب تفكير الروح الصلاة الصادرة من القلب. ومن الملائم ان نطلب المساعدة من روح اللّٰه، لأن يسوع قال: «إنْ كنتم . . . تعرفون كيف تعطون اولادكم عطايا صالحة، فكم بالاحرى الآب في السماء يعطي روحا قدسا للذين يسألونه!». (لوقا ١١:١٣) ففي الصلاة، يمكننا ان نعبِّر عن اتِّكالنا على الروح من اجل إعانة ضعفاتنا. (روما ٨:٢٦، ٢٧) وإذا ادركنا ان الشهوات او المواقف الخاطئة تؤثر فينا، او اذا لفت احد الرفقاء المؤمنين المحبين انتباهنا الى ذلك، فمن الحكمة ان نصلّي بشأن هذه المشكلة بالتحديد ونطلب من اللّٰه مساعدتنا ان نتغلب على هذه الميول.
١٣ بإمكان يهوه مساعدتنا ان نركِّز على ما هو بارّ، عفيف، فاضل، ويستحق المدح. وكم من الملائم ان نلتمس منه بإخلاص ان يحرس ‹سلامه› قلوبنا وقوانا العقلية! (فيلبي ٤:٦-٨) فلنصلِّ الى يهوه طلبا للمساعدة على السعي «في اثر البر والتعبد للّٰه والايمان والمحبة والاحتمال والوداعة». (١ تيموثاوس ٦:١١-١٤) وبمساعدة ابينا السماوي، لن تصير الهموم والتجارب خارج نطاق سيطرتنا، بل سيسود الهدوء المعطى من اللّٰه حياتنا.
لا تُحزنوا الروح
١٤ لماذا روح اللّٰه هو قوة للمحافظة على الطهارة؟
١٤ يطبِّق خدام يهوه الناضجون نصيحة بولس: «لا تطفئوا الروح». (١ تسالونيكي ٥:١٩) وبما ان روح اللّٰه هو «روح القداسة»، فهو طاهر ونقي ومقدس. (روما ١:٤) وعندما يعمل الروح فينا، يكون قوة للمحافظة على القداسة، او الطهارة. فهو يساعدنا ان نحافظ على طريقة حياة طاهرة تسمها الطاعة للّٰه. (١ بطرس ١:٢) وأية ممارسة نجسة هي بمثابة الاستخفاف بهذا الروح، مما ينتج عواقب وخيمة. وكيف ذلك؟
١٥، ١٦ (أ) كيف نُحزن روح اللّٰه؟ (ب) كيف نتجنب إحزان روح يهوه؟
١٥ كتب بولس: «لا تُحزنوا روح اللّٰه القدس، الذي به خُتمتم ليوم الفداء». (افسس ٤:٣٠) تتحدث الاسفار المقدسة عن روح يهوه انه ختم، او «عربون ما سيأتي»، للمسيحيين الممسوحين الامناء. وما سيأتي هو الحياة السماوية الخالدة. (٢ كورنثوس ١:٢٢؛ ١ كورنثوس ١٥:٥٠-٥٧؛ كشف ٢:١٠) وروح اللّٰه يمكن ان يوجِّه الممسوحين ورفقاءهم ذوي الرجاء الارضي الى حياة أمانة ويساعدهم على تجنب الاعمال الخاطئة.
١٦ حذَّر الرسول من الميل الى الباطل، السرقة، السلوك المخزي، وما اليها. فإذا سمحنا لأنفسنا بالانجذاب الى هذه الامور، نخالف المشورة الموحى بها من الروح في كلمة اللّٰه. (افسس ٤:١٧-٢٩؛ ٥:١-٥) وبهذا نُحزن الى حدّ ما روح اللّٰه. ولا شك اننا لا نريد ان يحدث ذلك. لذلك، اذا ابتدأ احدنا يتجاهل مشورة كلمة يهوه، فقد يبدأ بتنمية مواقف او صفات تؤدي الى الخطية العمدية وخسارة الرضى الالهي كليًّا. (عبرانيين ٦:٤-٦) ورغم اننا ربما لا نمارس الخطية الآن، فقد نكون متَّجهين نحوها. ومخالفة قيادة الروح باستمرار تؤدي الى إحزانه. وبذلك نقاوم ونُحزن يهوه ايضا، مصدر الروح القدس. ونحن لا نريد مطلقا ان نفعل ذلك لأننا نحب اللّٰه. وبالاحرى فلنصلِّ ليساعدنا يهوه ألا نُحزن روحه بل ان نتمكن من جلب الاكرام لاسمه القدوس بالاستمرار في ان نفكِّر تفكير الروح.
فكِّروا تفكير الروح باستمرار
١٧ ما هي بعض الاهداف الروحية التي يمكن ان نضعها، ولماذا من الحكمة العمل على بلوغها؟
١٧ ان احدى الطرائق المهمة لكي نفكِّر تفكير الروح باستمرار هي وضع اهداف روحية والعمل على تحقيقها. وحسبما تقتضي ظروفنا وحاجاتنا، يمكن ان تشمل اهدافنا تحسين عادات درسنا، زيادة اشتراكنا في عمل الكرازة، او ابتغاء امتياز معيّن في الخدمة، كخدمة الفتح كامل الوقت، خدمة بيت ايل، او العمل الارسالي. وهذا ما سيبقي عقلنا مشغولا بالمصالح الروحية ويساعدنا ألّا نستسلم لضعفاتنا البشرية او نسمح للاهداف المادية والشهوات الخاطئة الشائعة في نظام الاشياء هذا بأن تسيِّرنا. ولا شك ان هذا هو المسلك الحكيم، لأن يسوع حثنا: «لا تدخروا بعد لأنفسكم كنوزا على الارض، حيث يفسد عث وصدأ، وحيث يقتحم سارقون ويسرقون. بل ادخروا لأنفسكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد عث ولا صدأ، وحيث لا يقتحم سارقون ويسرقون. فحيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا». — متى ٦:١٩-٢١.
١٨ لماذا من المهم جدا ان نفكِّر تفكير الروح باستمرار في هذه الايام الاخيرة؟
١٨ لا شك انه من الحكمة في هذه «الايام الاخيرة» ان نفكِّر تفكير الروح ونقمع الشهوات العالمية. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) فإن «العالم يزول وكذلك شهوته، وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيبقى الى الابد». (١ يوحنا ٢:١٥-١٧) مثلا، ان سعي الحدث المسيحي الى هدف الخدمة كامل الوقت يكون كمرشد له خلال سنوات المراهقة الملآنة بالتحديات. فعندما يواجه الضغط للمسايرة، ستكون لديه رؤية واضحة لما يريد ان ينجزه في خدمة يهوه. وسيعتبر شخص روحي كهذا ان عدم تحقيق الاهداف الروحية من اجل المساعي المادية او اية متعة قد تجلبها الخطية هو مسلك غير حكيم، وأحمق ايضا. تذكروا ان موسى الميّال الى الروحيات «اختار ان تُساء معاملته مع شعب اللّٰه على التمتع الوقتي بالخطية». (عبرانيين ١١:٢٤، ٢٥) وسواء كنا صغارا ام كبارا، فإننا نقوم بالاختيار عينه اذا فكَّرنا تفكير الروح باستمرار بدلا من ان نفكِّر تفكير الجسد الناقص.
١٩ اية فوائد نجنيها اذا فكَّرنا تفكير الروح باستمرار؟
١٩ ان «تفكير الجسد يعني عداوة للّٰه». «أما تفكير الروح فيعني حياة وسلاما». (روما ٨:٦، ٧) فإذا فكَّرنا تفكير الروح باستمرار، نتمتع بسلام ثمين. وتُحمى قلوبنا وقوانا العقلية بشكل اكمل من تأثير حالتنا الخاطئة. كما نستطيع بشكل افضل مقاومة الاغراءات بفعل الخطإ. ونحظى بالمساعدة الالهية للتغلب على الصراع المستمر بين الجسد والروح.
٢٠ لماذا بإمكاننا التأكد ان الانتصار في المعركة بين الجسد والروح ممكن؟
٢٠ اذا فكَّرنا تفكير الروح باستمرار، نحافظ على علاقة حيوية بيهوه، مصدر الحياة والروح القدس. (مزمور ٣٦:٩؛ ٥١:١١) ان الشيطان ابليس وعملاءه يفعلون كل ما في وسعهم ليدمِّروا علاقتنا بيهوه اللّٰه. فهم يحاولون السيطرة على عقولنا، مدركين ان استسلامنا سيؤدي اخيرا الى العداوة مع اللّٰه والموت. ولكن يمكننا الانتصار في هذه المعركة بين الجسد والروح. وهذا ما اختبره بولس، لأنه في الكتابة عن صراعه الخاص، سأل اولا: «مَن ينجيني من الجسد الذي يكابد هذا الموت؟». ثم أظهر ان النجاة ممكنة عندما هتف قائلا: «الشكر للّٰه بيسوع المسيح ربنا!». (روما ٧:٢١-٢٥) ونحن ايضا يمكننا ان نشكر اللّٰه بواسطة المسيح على تزويدنا بوسيلة لكي نتغلب على الضعفات البشرية ونفكِّر تفكير الروح باستمرار ورجاء الحياة الابدية الرائع نصب اعيننا. — روما ٦:٢٣.
-