مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه «معطي السلام»‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • يَهْوَهُ «مُعْطِي ٱلسَّلَامِ»‏

      ‏«لِيَكُنِ ٱللّٰهُ مُعْطِي ٱلسَّلَامِ مَعَكُمْ جَمِيعًا!‏».‏ —‏ رو ١٥:‏٣٣‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيُّ مَوْقِفٍ عَصِيبٍ يُوصَفُ فِي ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٣٢ وَ ٣٣ مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ‏،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

      فِي مَكَانٍ غَيْرِ بَعِيدٍ عَنْ فَنُوئِيلَ قُرْبَ وَادِي يَبُّوقَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلشَّرْقِيِّ مِنْ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ،‏ حَدَثَ لِقَاءٌ بَيْنَ أَخَوَيْنِ بَعْدَ جَفَاءٍ دَامَ طَوِيلًا.‏ فَقَدْ سَمِعَ عِيسُو أَنَّ أَخَاهُ ٱلتَّوْأَمَ يَعْقُوبَ عَائِدٌ إِلَى مَوْطِنِهِ.‏ لِذلِكَ،‏ جَمَعَ ٤٠٠ رَجُلٍ وَٱنْطَلَقَ لِلِقَائِهِ.‏ فَخَافَ يَعْقُوبُ أَنْ يَكُونَ أَخُوهُ لَا يَزَالُ حَاقِدًا عَلَيْهِ وَيُرِيدُ قَتْلَهُ،‏ رَغْمَ أَنَّ ٢٠ سَنَةً مَرَّتْ مُنْذُ بَاعَهُ عِيسُو ٱلْبَكُورِيَّةَ.‏ وَتَحَسُّبًا لِأَيَّةِ مُوَاجَهَةٍ عِدَائِيَّةٍ،‏ أَهْدَاهُ يَعْقُوبُ عَلَى مَرَاحِلَ مَا يَزِيدُ عَنْ ٥٥٠ رَأْسًا مِنَ ٱلْمَوَاشِي.‏ وَعِنْدَ إِرْسَالِ كُلِّ قَطِيعٍ،‏ كَانَ خُدَّامُهُ يَقُولُونَ لِعِيسُو إِنَّهُ هَدِيَّةٌ مِنْهُ.‏

      ٢ وَأَخِيرًا،‏ أَتَتِ ٱللَّحْظَةُ ٱلْحَاسِمَةُ.‏ فَفِيمَا كَانَ يَعْقُوبُ يَتَقَدَّمُ بِشَجَاعَةٍ نَحْوَ عِيسُو،‏ سَجَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ لَا مَرَّةً وَاحِدَةً بَلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ.‏ لكِنَّهُ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ قَامَ بِأَهَمِّ خُطْوَةٍ لِتَلْيِينِ قَلْبِ أَخِيهِ:‏ اَلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ لِيُنْقِذَهُ مِنْ يَدِهِ.‏ وَهَلِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَاتَهُ؟‏ أَجَلْ،‏ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا:‏ «رَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ،‏ وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ».‏ —‏ تك ٣٢:‏١١-‏٢٠؛‏ ٣٣:‏١-‏٤‏.‏

      ٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَةِ يَعْقُوبَ وَعِيسُو؟‏

      ٣ تُظْهِرُ رِوَايَةُ يَعْقُوبَ وَعِيسُو أَنَّهُ يَنْبَغِي بَذْلُ جُهُودٍ دَؤُوبَةٍ لِتَسْوِيَةِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُهَدِّدُ ٱلسَّلَامَ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَقَدْ سَعَى يَعْقُوبُ إِلَى ٱلتَّصَالُحِ مَعَ عِيسُو،‏ رَغْمَ أَنَّهُ لَيْسَ ٱلْمُخْطِئَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَذِرَ.‏ فَعِيسُو هُوَ ٱلَّذِي ٱحْتَقَرَ ٱلْبَكُورِيَّةَ وَبَاعَهَا لِيَعْقُوبَ مُقَابِلَ طَاسٍ مِنْ طَبِيخِ ٱلْعَدَسِ.‏ (‏تك ٢٥:‏٣١-‏٣٤؛‏ عب ١٢:‏١٦‏)‏ لكِنَّ طَرِيقَةَ مُعَامَلَةِ يَعْقُوبَ لِأَخِيهِ تُوضِحُ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعَ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ كَمَا تُظْهِرُ أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقِيقِيَّ يُبَارِكُ صَلَوَاتِنَا وَجُهُودَنَا لِصُنْعِ ٱلسَّلَامِ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحْتَوِي أَمْثِلَةً أُخْرَى عَدِيدَةً تُعَلِّمُنَا أَنْ نَكُونَ مُسَالِمِينَ.‏

      اَلِٱقْتِدَاءُ بِأَسْمَى مِثَالٍ

      ٤ أَيُّ تَرْتِيبٍ صَنَعَهُ ٱللّٰهُ لِإِنْقَاذِ ٱلْبَشَرِ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ؟‏

      ٤ إِنَّ أَبْرَزَ مِثَالٍ لِصُنْعِ ٱلسَّلَامِ هُوَ يَهْوَهُ،‏ «مُعْطِي ٱلسَّلَامِ».‏ (‏رو ١٥:‏٣٣‏)‏ فَكِّرْ فِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ لِنَنْعَمَ بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَهُ.‏ فَكَمُتَحَدِّرِينَ خُطَاةٍ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ،‏ نَحْنُ نَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ،‏ «أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ».‏ (‏رو ٦:‏٢٣‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ بِدَافِعِ مَحَبَّتِهِ ٱلشَّدِيدَةِ رَتَّبَ لِإِنْقَاذِنَا بِإِرْسَالِ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيُولَدَ إِنْسَانًا كَامِلًا.‏ وَقَدْ أَذْعَنَ ٱلِٱبْنُ طَوْعًا وَقَبِلَ أَنْ يَلْقَى ٱلْمَوْتَ عَلَى يَدِ أَعْدَاءِ أَبِيهِ.‏ (‏يو ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَبَعْدَمَا أُقِيمَ،‏ قَدَّمَ لِلّٰهِ قِيمَةَ دَمِهِ ٱلْمَسْفُوكِ ٱلَّذِي بِهِ فَدَى ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ لِإِنْقَاذِهِمْ مِنَ ٱلْمَوْتِ ٱلْأَبَدِيِّ.‏ —‏ اِقْرَأْ عبرانيين ٩:‏١٤،‏ ٢٤‏.‏

      ٥،‏ ٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ دَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكُ فِي ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُتَضَرِّرَةِ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ؟‏

      ٥ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ تَرْتِيبُ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ فِي ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُتَضَرِّرَةِ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ؟‏ تَقُولُ إِشَعْيَا ٥٣:‏٥‏:‏ «نَزَلَ عَلَيْهِ ٱلتَّأْدِيبُ مِنْ أَجْلِ سَلَامِنَا،‏ وَبِجِرَاحِهِ صَارَ لَنَا شِفَاءٌ».‏ فَقَدْ أَصْبَحَ ٱلْآنَ فِي مَقْدُورِ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ أَنْ يَنْعَمُوا بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَ ٱللّٰهِ بَدَلَ أَنْ يُعْتَبَرُوا أَعْدَاءَهُ.‏ يَقُولُ بُولُسُ:‏ «اَلَّذِي بِهِ [يَسُوعَ] لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ،‏ أَيْ مَغْفِرَةُ زَلَّاتِنَا».‏ —‏ اف ١:‏٧‏.‏

      ٦ كَمَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «فِيهِ [ٱلْمَسِيحِ] ٱسْتَحْسَنَ ٱللّٰهُ أَنْ يَسْكُنَ كُلُّ ٱلْمِلْءِ».‏ وَهذَا لِأَنَّ لَهُ ٱلدَّوْرَ ٱلرَّئِيسِيَّ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ.‏ وَمَا هُوَ قَصْدُهُ؟‏ ‹أَنْ يُصَالِحَ سَائِرَ ٱلْأَشْيَاءِ مَعَ نَفْسِهِ صَانِعًا ٱلسَّلَامَ بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسْفُوكِ›.‏ وَ «سَائِرُ ٱلْأَشْيَاءِ» هِيَ «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» وَ «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ فَإِلَامَ تُشِيرُ هذِهِ؟‏ —‏ اِقْرَأْ كولوسي ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٧ إِلَامَ تُشِيرُ عِبَارَتَا «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» وَ «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ»؟‏

      ٧ يُتِيحُ تَرْتِيبُ ٱلْفِدْيَةِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ ‹تَبَرَّرُوا› كَأَبْنَاءِ ٱللّٰهِ أَنْ ‹يَنْعَمُوا بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ٥:‏١‏.‏‏)‏ وَيُشَارُ إِلَيْهِمْ بِعِبَارَةِ «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» لِأَنَّهُمْ يَتَمَتَّعُونَ بِرَجَاءٍ سَمَاوِيٍّ «وَسَيَمْلِكُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ» وَيَخْدُمُونَ كَهَنَةً لِلّٰهِ.‏ (‏رؤ ٥:‏١٠‏)‏ وَبِٱلْمُقَابِلِ،‏ تُشِيرُ عِبَارَةُ «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ» إِلَى ٱلْبَشَرِ ٱلتَّائِبِينَ ٱلَّذِينَ سَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ مز ٣٧:‏٢٩‏.‏

      ٨ كَيْفَ تَشْعُرُونَ حِينَ تَتَأَمَّلُونَ فِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ لِيُتِيحَ لِلْبَشَرِ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ؟‏

      ٨ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي أَفَسُسَ مُعَبِّرًا عَنْ تَقْدِيرِهِ ٱلْقَلْبِيِّ لِتَرْتِيبِ يَهْوَهَ:‏ «اَللّٰهُ ٱلْغَنِيُّ بِٱلرَّحْمَةِ،‏ .‏ .‏ .‏ أَحْيَانَا جَمِيعًا مَعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ فِي ٱلزَّلَّاتِ —‏ بِنِعْمَةٍ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ».‏ (‏اف ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ فَسَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُنَا سَمَاوِيًّا أَوْ أَرْضِيًّا،‏ نَحْنُ مَدِينُونَ لِلّٰهِ بِٱلشُّكْرِ عَلَى رَحْمَتِهِ وَنِعْمَتِهِ.‏ فَكَمْ تَطْفَحُ قُلُوبُنُا بِٱلِٱمْتِنَانِ لَهُ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ لِيُتِيحَ لِلْبَشَرِ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ!‏ أَفَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا تَأَمُّلُنَا فِي مِثَالِ ٱللّٰهِ أَنْ نَكُونَ صَانِعِي سَلَامٍ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ أَوْضَاعًا تُهَدِّدُ وَحْدَةَ وَسَلَامَ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      اَلتَّعَلُّمُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ

      ٩،‏ ١٠ كَيْفَ بَرْهَنَ إِبْرَاهِيمُ أَنَّهُ صَانِعُ سَلَامٍ فِي تَعَامُلِهِ مَعَ لُوطٍ حِينَ وَقَعَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ رُعْيَانِهِمَا؟‏

      ٩ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْأَبِ ٱلْجَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ:‏ «‹آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِيَهْوَهَ،‏ فَحُسِبَ لَهُ ذٰلِكَ بِرًّا›،‏ وَدُعِيَ ‹صَدِيقَ يَهْوَهَ›».‏ (‏يع ٢:‏٢٣‏)‏ وَقَدْ ظَهَرَ إِيمَانُهُ بِمُسَالَمَتِهِ ٱلْآخَرِينَ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا ٱزْدَادَتْ مَوَاشِيهِ،‏ وَقَعَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَ رُعْيَانِهِ وَرُعْيَانِ ٱبْنِ أَخِيهِ لُوطٍ.‏ (‏تك ١٢:‏٥؛‏ ١٣:‏٧‏)‏ فَكَانَ ٱلْحَلُّ ٱلْأَمْثَلُ أَنْ يَنْفَصِلَا.‏ وَمَاذَا فَعَلَ إِبْرَاهِيمُ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْحَسَّاسِ؟‏ لَمْ يَسْتَغِلَّ عُمْرَهُ وَمَكَانَتَهُ عِنْدَ ٱللّٰهِ لِيُمْلِيَ عَلَى ٱبْنِ أَخِيهِ مَا يَجِبُ فِعْلُهُ،‏ بَلْ بَرْهَنَ أَنَّهُ صَانِعُ سَلَامٍ بِحَقٍّ.‏

      ١٠ فَقَدْ قَالَ لِلُوطٍ:‏ «لَا تَكُنْ خُصُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعْيَانِي وَرُعْيَانِكَ،‏ لِأَنَّنَا نَحْنُ رَجُلَانِ أَخَوَانِ».‏ ثُمَّ تَابَعَ:‏ «أَلَيْسَتِ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا بَيْنَ يَدَيْكَ؟‏ مِنْ فَضْلِكَ،‏ ٱنْفَصِلْ عَنِّي.‏ إِنْ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْيَسَارِ،‏ أَذْهَبُ إِلَى ٱلْيَمِينِ؛‏ وَإِنْ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْيَمِينِ،‏ أَذْهَبُ إِلَى ٱلْيَسَارِ».‏ وَمَعَ أَنَّ لُوطًا ٱخَتَارَ ٱلْقِسْمَ ٱلْخَصْبَ مِنَ ٱلْأَرْضِ،‏ لَمْ يُضْمِرْ إِبْرَاهِيمُ ٱلضَّغِينَةَ لَهُ.‏ (‏تك ١٣:‏٨-‏١١‏)‏ فَحِينَ أَسَرَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلْغَازِيَةُ لُوطًا،‏ لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي إِنْقَاذِهِ.‏ —‏ تك ١٤:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ١١ كَيْفَ سَعَى إِبْرَاهِيمُ لِيَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ جِيرَانِهِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ؟‏

      ١١ فَكِّرْ أَيْضًا كَيْفَ سَعَى إِبْرَاهِيمُ لِيَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ جِيرَانِهِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ فَهؤُلَاءِ ‹ٱغْتَصَبُوا› بِئْرَ ٱلْمَاءِ ٱلَّتِي حَفَرَهَا خُدَّامُهُ فِي بِئْرَ سَبْعَ.‏ فَمَاذَا كَانَ سَيَفْعَلُ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي هَزَمَ أَرْبَعَةَ مُلُوكٍ وَأَنْقَذَ ٱبْنَ أَخِيهِ مِنْ يَدِهِمْ؟‏ بَدَلَ أَنْ يُحَارِبَهُمْ وَيَسْتَعِيدَ بِئْرَهُ،‏ ٱخْتَارَ أَلَّا يُحَرِّكَ سَاكِنًا.‏ وَلَمْ يُثِرْ إِبْرَاهِيمُ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ إِلَّا حِينَ زَارَهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْفِلِسْطِيُّ لِيَقْطَعَ مَعَهُ عَهْدَ سَلَامٍ طَالِبًا مِنْهُ أَنْ يَحْلِفَ لَهُ بِٱللّٰهِ أَنْ يَصْنَعَ لُطْفًا إِلَى نَسْلِهِ.‏ فَفُوجِئَ ٱلْمَلِكُ لَدَى سَمَاعِهِ بِسَرِقَةِ ٱلْبِئْرِ وَأَعَادَهَا إِلَيْهِ.‏ وَهكَذَا عَاشَ إِبْرَاهِيمُ بِسَلَامٍ كَمُتَغَرِّبٍ فِي أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.‏ —‏ تك ٢١:‏٢٢-‏٣١،‏ ٣٤‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ حَذَا إِسْحَاقُ حَذْوَ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ إِسْحَاقَ بِسَبَبِ مُحَافَظَتِهِ عَلَى ٱلسَّلَامِ؟‏

      ١٢ حَذَا إِسْحَاقُ حَذْوَ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ فِي مُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَيَتَّضِحُ ذلِكَ مِنْ تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.‏ فَبِسَبَبِ حُدُوثِ مَجَاعَةٍ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ ٱرْتَحَلَ إِسْحَاقُ مَعَ عَائِلَتِهِ مِنْ بِئْرِ لَحَيْ رُئِي فِي مَنْطِقَةِ ٱلنَّقَبِ ٱلْقَاحِلَةِ بِٱتِّجَاهِ ٱلشَّمَالِ،‏ إِلَى مُقَاطَعَةِ جَرَارَ ٱلْفِلِسْطِيَّةِ ٱلْخَصْبَةِ.‏ وَهُنَاكَ،‏ بَارَكَهُ يَهْوَهُ بِغِلَالٍ وَافِرَةٍ وَزَادَ عَدَدَ مَوَاشِيهِ،‏ فَحَسَدَهُ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ.‏ وَإِذْ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَغْتَنِيَ كَمَا ٱغْتَنَى أَبُوهُ،‏ طَمُّوا ٱلْآبَارَ ٱلَّتِي حَفَرَهَا خُدَّامُ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱلْمَنْطِقَةِ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْفِلِسْطِيَّ قَالَ لِإِسْحَاقَ أَنْ ‹يَنْتَقِلَ مِنْ جِوَارِهِمْ›.‏ فَمَا كَانَ مِنْ هذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْمُسَالِمِ إِلَّا أَنْ نَفَّذَ مَا طُلِبَ مِنْهُ.‏ —‏ تك ٢٤:‏٦٢؛‏ ٢٦:‏١،‏ ١٢-‏١٧‏.‏

      ١٣ وَبَعْدَمَا ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ،‏ حَفَرَ رُعَاتُهُ بِئْرَ مَاءٍ أُخْرَى.‏ فَزَعَمَ رُعَاةُ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ أَنَّ ٱلْمَاءَ لَهُمْ.‏ إِلَّا أَنَّهُ كَأَبِيهِ لَمْ يُخَاصِمْهُمْ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِئْرِ،‏ بَلْ طَلَبَ مِنْ رِجَالِهِ أَنْ يَحْفِرُوا بِئْرًا أُخْرَى.‏ فَطَالَبَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ بِهذِهِ أَيْضًا عَلَى أَنَّهَا لَهُمْ.‏ فَٱنْتَقَلَ إِسْحَاقُ مَعَ أُسْرَتِهِ وَكُلِّ مَا لَهُ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ لِيُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ.‏ وَهُنَاكَ حَفَرَ خُدَّامُهُ بِئْرًا دَعَا ٱسْمَهَا رَحُوبُوتَ.‏ ثُمَّ ٱرْتَحَلَ إِلَى مَنْطِقَةِ بِئْرَ سَبْعَ ٱلْأَكْثَرِ خُصُوبَةً حَيْثُ بَارَكَهُ يَهْوَهُ وَقَالَ لَهُ:‏ «لَا تَخَفْ،‏ لِأَنِّي مَعَكَ،‏ وَلَأُبَارِكَنَّكَ وَأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ خَادِمِي».‏ —‏ تك ٢٦:‏١٧-‏٢٥‏.‏

      ١٤ كَيْفَ بَرْهَنَ إِسْحَاقُ أَنَّهُ صَانِعُ سَلَامٍ حِينَ طَلَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْفِلِسْطِيُّ أَنْ يَقْطَعَ مَعَهُ عَهْدَ سَلَامٍ؟‏

      ١٤ لِكَيْ يُحَافِظَ إِسْحَاقُ عَلَى ٱلسَّلَامِ،‏ ٱخْتَارَ أَنْ يَرْتَحِلَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يُصِرَّ عَلَى حَقِّهِ فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْآبَارِ ٱلَّتِي حَفَرَهَا خُدَّامُهُ.‏ فَقَدْ كَانَ يَحْظَى بِدَعْمِ يَهْوَهَ.‏ وَهذَا مَا ٱعْتَرَفَ بِهِ لَاحِقًا ٱلْمَلِكُ ٱلْفِلِسْطِيُّ.‏ فَحِينَ أَتَى مَعَ ٱثْنَيْنِ مِنْ رَسْمِيِّيهِ لِزِيَارَتِهِ فِي بِئْرَ سَبْعَ لِيَقْطَعُوا مَعَهُ عَهْدَ سَلَامٍ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «لَقَدْ رَأَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَكَ».‏ وَهذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا،‏ بَرْهَنَ إِسْحَاقُ أَنَّهُ صَانِعُ سَلَامٍ.‏ يَقُولُ ٱلسِّجِلُّ:‏ «صَنَعَ لَهُمْ [لِزَائِرِيهِ] وَلِيمَةً،‏ فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.‏ وَبَكَّرُوا فِي ٱلصَّبَاحِ،‏ وَأَقْسَمَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ.‏ ثُمَّ صَرَفَهُمْ .‏ .‏ .‏ بِسَلَامٍ».‏ —‏ تك ٢٦:‏٢٦-‏٣١‏.‏

      اَلتَّعَلُّمُ مِنْ مِثَالِ يُوسُفَ

      ١٥ لِمَاذَا لَمْ يَقْدِرْ إِخْوَةُ يُوسُفَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلَامٍ؟‏

      ١٥ كَانَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ «إِنْسَانًا بِلَا لَوْمٍ».‏ (‏تك ٢٥:‏٢٧‏)‏ فَكَمَا رَأَيْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَعَى إِلَى مُصَالَحَةِ أَخِيهِ عِيسُو.‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ تَعَلَّمَ ٱلْمُسَالَمَةَ مِنْ مِثَالِ أَبِيهِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنْ أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ؟‏ مِنْ بَيْنِ ٱلـ‍ ١٢ ٱبْنًا،‏ كَانَ يُوسُفُ ٱلْأَحَبَّ إِلَى قَلْبِهِ.‏ فَقَدْ كَانَ يَتَحَلَّى بِٱلطَّاعَةِ وَٱلِٱحْتِرَامِ وَيَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا بِمَصَالِحِ أَبِيهِ.‏ (‏تك ٣٧:‏٢،‏ ١٤‏)‏ غَيْرَ أَنَّ إِخْوَتَهُ ٱلْأَكْبَرَ غَارُوا مِنْهُ جِدًّا حَتَّى إِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلَامٍ.‏ وَبِقُلُوبٍ مُتَحَجِّرَةٍ،‏ بَاعُوهُ إِلَى ٱلْعُبُودِيَّةِ ثُمَّ خَدَعُوا أَبَاهُمْ بِجَعْلِهِ يَعْتَقِدُ أَنَّ وَحْشًا شَرِسًا قَتَلَهُ.‏ —‏ تك ٣٧:‏٤،‏ ٢٨،‏ ٣١-‏٣٣‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ كَيْفَ بَرْهَنَ يُوسُفُ أَنَّهُ شَخْصٌ مُسَالِمٌ؟‏

      ١٦ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَ يُوسُفَ.‏ فَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ أَصْبَحَ كَبِيرَ وُزَرَاءِ مِصْرَ،‏ ٱلثَّانِيَ فِي ٱلسُّلْطَةِ بَعْدَ فِرْعَوْنَ.‏ وَحِينَ ٱضْطُرَّ إِخْوَتُهُ أَنْ يَأْتُوا إِلَى مِصْرَ إِثْرَ مَجَاعَةٍ شَدِيدَةٍ،‏ لَمْ يَعْرِفُوهُ بِسَبَبِ لِبَاسِهِ ٱلرَّسْمِيِّ.‏ (‏تك ٤٢:‏٥-‏٧‏)‏ وَكَمْ كَانَ سَهْلًا أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُمْ عَلَى مُعَامَلَتِهِمِ ٱلْقَاسِيَةِ لَهُ وَلِأَبِيهِ!‏ لكِنْ بَدَلًا مِنَ ٱلثَّأْرِ،‏ سَعَى إِلَى مُصَالَحَتِهِمْ.‏ وَعِنْدَمَا تَأَكَّدَ أَنَّهُمْ تَابُوا،‏ عَرَّفَهُمْ بِنَفْسِهِ وَقَالَ:‏ «لَا تَحْزَنُوا وَلَا تَغْتَاظُوا لِأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا؛‏ لِأَنَّهُ لِٱسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِي ٱللّٰهُ قُدَّامَكُمْ».‏ ثُمَّ قَبَّلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ وَبَكَى عَلَيْهِمْ.‏ —‏ تك ٤٥:‏١،‏ ٥،‏ ١٥‏.‏

      ١٧ وَعَقِبَ مَوْتِ أَبِيهِمْ يَعْقُوبَ،‏ خَافَ إِخْوَةُ يُوسُفَ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُمْ،‏ فَأَعْرَبُوا لَهُ عَنْ مَخَاوِفِهِمْ.‏ وَهذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا،‏ بَرْهَنَ أَنَّهُ شَخْصٌ مُسَالِمٌ.‏ فَقَدْ «بَكَى» وَأَجَابَهُمْ:‏ «لَا تَخَافُوا.‏ أَنَا أُزَوِّدُكُمْ وَأَطْفَالَكُمْ بِٱلطَّعَامِ».‏ وَهكَذَا «عَزَّاهُمْ وَطَمْأَنَهُمْ بِكَلَامِهِ».‏ —‏ تك ٥٠:‏١٥-‏٢١‏.‏

      ‏«كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا»‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَدْتُمْ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَمْثِلَةِ صَانِعِي ٱلسَّلَامِ ٱلَّتِي تَنَاوَلْنَاهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٨ قَالَ بُولُسُ:‏ «إِنَّ كُلَّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا،‏ حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ».‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي مِثَالِ يَهْوَهَ ٱلْأَسْمَى،‏ فَضْلًا عَنْ مِثَالِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ؟‏

      ١٩ إِنَّ ٱلتَّقْدِيرَ لِمَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ بِهَدَفِ إِصْلَاحِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُتَضَرِّرَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ يَدْفَعُنَا إِلَى بَذْلِ أَقْصَى جُهْدِنَا لِمُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يُبْرِزُ مِثَالُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ يَتْرُكُونَ أَثَرًا جَيِّدًا فِي أَوْلَادِهِمْ.‏ كَمَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ جُهُودَ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِصُنْعِ ٱلسَّلَامِ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ يَصِفَ بُولُسُ يَهْوَهَ بِأَنَّهُ «مُعْطِي ٱلسَّلَامِ».‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ١٥:‏٣٣؛‏ ١٦:‏٢٠‏.‏‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ لِمَاذَا شَدَّدَ بُولُسُ عَلَى ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ وَكَيْفَ نَكُونُ صَانِعِي سَلَامٍ.‏

  • اسعَ في أثر السلام
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • اِسْعَ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ

      ‏«لِنَسْعَ .‏ .‏ .‏ فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ».‏ —‏ رو ١٤:‏١٩‏.‏

      ١،‏ ٢ لِمَاذَا يَنْعَمُ شُهُودُ يَهْوَهَ بِٱلسَّلَامِ فِي مَا بَيْنَهُمْ؟‏

      مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نَجِدَ ٱلسَّلَامَ ٱلْحَقِيقِيَّ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَحَتَّى ٱلنَّاسُ ٱلَّذِينَ يَنْتَمُونَ إِلَى ٱلْقَوْمِيَّةِ نَفْسِهَا وَيَتَكَلَّمُونَ ٱللُّغَةَ عَيْنَهَا غَالِبًا مَا يَكُونُونَ مُنْقَسِمِينَ دِينِيًّا،‏ سِيَاسِيًّا،‏ أَوِ ٱجْتِمَاعِيًّا.‏ وَبِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَنْعَمُ شَعْبُ يَهْوَهَ بِٱلْوَحْدَةِ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَأْتُونَ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ».‏ —‏ رؤ ٧:‏٩‏.‏

      ٢ وَهذَا ٱلسَّلَامُ ٱلسَّائِدُ عُمُومًا بَيْنَنَا لَيْسَ وَلِيدَ ٱلصُّدْفَةِ.‏ فَهُوَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ يَعُودُ إِلَى أَنَّنَا «نَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللّٰهِ» مِنْ خِلَالِ ٱلْإِيمَانِ بِٱبْنِهِ ٱلَّذِي سُفِكَ دَمُهُ لِغُفْرَانِ خَطَايَانَا.‏ (‏رو ٥:‏١؛‏ اف ١:‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَمْنَحُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُشَكِّلُ ٱلسَّلَامُ أَحَدَ أَوْجُهِ ثَمَرِهِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ نَحْنُ ‹لَسْنَا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ›.‏ (‏يو ١٥:‏١٩‏)‏ فَفِي ٱلشُّؤُونِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ،‏ لَا نَنْحَازُ إِلَى أَيِّ طَرَفٍ وَنَبْقَى عَلَى ٱلْحِيَادِ.‏ وَبِمَا أَنَّنَا ‹طَبَعْنَا سُيُوفَنَا سِكَكًا›،‏ لَا نَشْتَرِكُ فِي ٱلْحُرُوبِ ٱلْأَهْلِيَّةِ أَوِ ٱلدُّوَلِيَّةِ.‏ —‏ اش ٢:‏٤‏.‏

      ٣ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلسَّلَامُ ٱلَّذِي نَنْعَمُ بِهِ،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٣ نَحْنُ ‹نُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا› مَعَ أَنَّ جَمَاعَاتِنَا تَضُمُّ عُرُوقًا وَحَضَارَاتٍ كَثِيرَةً.‏ (‏يو ١٥:‏١٧‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي نَنْعَمُ بِهِ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى عَدَمِ أَذِيَّةِ إِخْوَتِنَا.‏ بَلْ يَشْمُلُ أَيْضًا «صُنْعَ ٱلصَّلَاحِ إِلَى ٱلْجَمِيعِ،‏ وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏غل ٦:‏١٠‏)‏ وَيَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّرَ هذَا ٱلْفِرْدَوْسَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلسِّلْمِيَّ وَنَصُونَهُ.‏ لِذلِكَ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      عِنْدَمَا نَعْثُرُ

      ٤ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَحَدٍ؟‏

      ٤ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «جَمِيعًا نَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً.‏ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْثُرُ فِي ٱلْكَلَامِ،‏ فَذَاكَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ».‏ (‏يع ٣:‏٢‏)‏ لِذلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَنْشَأَ ٱلْخِلَافَاتُ وَإِسَاءَاتُ ٱلْفَهْمِ بَيْنَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏في ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ لكِنَّ ٱلْمَشَاكِلَ بَيْنَ ٱلْأَفْرَادِ يُمْكِنُ حَلُّهَا دُونَ تَعْكِيرِ سَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ تَأَمَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ فِي ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نُطَبِّقَهَا إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَحَدٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

      ٥ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ عِنْدَمَا يُسَاءُ إِلَيْنَا؟‏

      ٥ وَمَاذَا لَوْ أَسَاءَ أَحَدٌ إِلَيْنَا؟‏ هَلْ نَتَوَقَّعُ مِنْهُ أَنْ يُبَادِرَ إِلَى ٱلِٱعْتِذَارِ مِنَّا؟‏ تَذْكُرُ ١ كُورِنْثُوسُ ١٣:‏٥‏:‏ «[اَلْمَحَبَّةُ] لَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ».‏ فَحِينَ نُسَامِحُ وَنَنْسَى نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ كولوسي ٣:‏١٣‏.‏‏)‏ وَهذِهِ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِمُعَالَجَةِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلْيَوْمِيَّةِ ٱلطَّفِيفَةِ لِأَنَّهَا تُسَاهِمُ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا وَتَمْنَحُنَا سَلَامَ ٱلْعَقْلِ.‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلْأَمْثَالِ:‏ «جَمَالُ [ٱلْإِنْسَانِ] أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنِ ٱلْمَعْصِيَةِ».‏ —‏ ام ١٩:‏١١‏.‏

      ٦ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا ٱلتَّغَاضِيَ عَنْ إِسَاءَةٍ مَا؟‏

      ٦ وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا ٱلتَّغَاضِيَ عَنْ إِسَاءَةٍ مَا؟‏ لَا رَيْبَ أَنَّ ٱلتَّكَلُّمَ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ أَمَامَ كُلِّ مَنْ يُعِيرُنَا أُذُنًا صَاغِيَةً لَيْسَ مَسْلَكَ حِكْمَةٍ لِأَنَّ ٱلثَّرْثَرَةَ لَا تَعْمَلُ إِلَّا عَلَى تَعْكِيرِ ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ حَلُّ ٱلْمَسْأَلَةِ بِسَلَامٍ؟‏ تَقُولُ مَتَّى ١٨:‏١٥‏:‏ «إِنِ ٱرْتَكَبَ أَخُوكَ خَطِيَّةً،‏ فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا.‏ إِنْ سَمِعَ لَكَ،‏ رَبِحْتَ أَخَاكَ».‏ صَحِيحٌ أَنَّ مَتَّى ١٨:‏١٥-‏١٧ تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبْدَأَ ٱلْمَذْكُورَ فِي ٱلْعَدَدِ ١٥ يُمْكِنُ ٱتِّبَاعُهُ فِي حَالَاتِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلطَّفِيفَةِ.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ نَتَحَدَّثَ مَعَ ٱلْمُسِيءِ بِلُطْفٍ وَعَلَى ٱنْفِرَادٍ لِرَدِّ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلسِّلْمِيَّةِ بِهِ.‏a

      ٧ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُسَارِعَ إِلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ؟‏

      ٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اِسْخَطُوا،‏ وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا.‏ لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ،‏ وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا».‏ (‏اف ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وَقَالَ يَسُوعُ:‏ «سَارِعْ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْأُمُورِ مَعَ ٱلْمُشْتَكِي عَلَيْكَ».‏ (‏مت ٥:‏٢٥‏)‏ إِذًا،‏ يَقْتَضِي ٱلسَّعْيُ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ أَنْ نُسَارِعَ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ مَنْعًا لِتَفَاقُمِهَا لِأَنَّ تَأْجِيلَ حَلِّهَا هُوَ كَتَرْكِ جُرْحٍ مُلْتَهِبٍ دُونَ عِلَاجٍ.‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَ ٱلْكِبْرِيَاءَ،‏ ٱلْحَسَدَ،‏ أَوْ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ تُعِيقُنَا عَنْ حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ بِسُرْعَةٍ.‏ —‏ يع ٤:‏١-‏٦‏.‏

      حِينَ تَخْتَلِفُ وُجْهَاتُ ٱلنَّظَرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ أَيُّ ٱخْتِلَافٍ فِي وُجْهَاتِ ٱلنَّظَرِ حَدَثَ فِي جَمَاعَةِ رُومَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا؟‏

      ٨ أَحْيَانًا،‏ لَا يَكُونُ ٱلْخِلَافُ بَيْنَ شَخْصَيْنِ فَقَطْ.‏ وَهذِهِ كَانَتْ حَالَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا ٱلَّذِينَ كَتَبَ إِلَيْهِمِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رِسَالَةً مُوحًى بِهَا.‏ فَٱلْبَعْضُ فِي تِلْكَ ٱلْجَمَاعَةِ كَانُوا يَسْتَهِينُونَ بِذَوِي ٱلضَّمَائِرِ ٱلضَّعِيفَةِ،‏ أَيِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُمْ ضَمِيرُهُمْ بِٱلْقِيَامِ بِأُمُورٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ فَهؤُلَاءِ كَانُوا يَدِينُونَ غَيْرَهُمْ فِي مَسَائِلَ شَخْصِيَّةٍ بَحْتَةٍ.‏ فَأَيَّةُ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْجَمَاعَةِ؟‏ —‏ رو ١٤:‏١-‏٦‏.‏

      ٩ لَقَدْ وَجَّهَ كَلَامَهُ إِلَى ٱلْفَرِيقَيْنِ ٱلْمُتَنَازِعَيْنِ.‏ فَقَالَ لِلَّذِينَ فَهِمُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ أَلَّا يَسْتَهِينُوا بِإِخْوَتِهِمْ.‏ (‏رو ١٤:‏٢،‏ ١٠‏)‏ فَمَوْقِفٌ كَهذَا يُعْثِرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا لَا يَزَالُونَ يَشْمَئِزُّونَ مِنْ تَنَاوُلِ أَطْعِمَةٍ حَرَّمَتْهَا ٱلشَّرِيعَةُ.‏ قَالَ لَهُمْ بُولُسُ:‏ «لَا تَهْدِمْ عَمَلَ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِ ٱلطَّعَامِ».‏ ثُمَّ تَابَعَ:‏ «حَسَنٌ أَلَّا تَأْكُلَ لَحْمًا وَلَا تَشْرَبَ خَمْرًا وَلَا تَفْعَلَ شَيْئًا يَعْثُرُ بِهِ أَخُوكَ».‏ (‏رو ١٤:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٠،‏ ٢١‏)‏ أَمَّا ذَوُو ٱلضَّمَائِرِ ٱلضَّعِيفَةِ فَنَصَحَهُمْ أَلَّا يَدِينُوا إِخْوَتَهُمُ ٱلْأَكْثَرَ ٱنْفِتَاحًا مُعْتَبِرِينَهُمْ غَيْرَ أُمَنَاءَ.‏ (‏رو ١٤:‏١٣‏)‏ فَقَدْ أَوْصَى ‹كُلَّ مَنْ هُوَ بَيْنَهُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ›.‏ (‏رو ١٢:‏٣‏)‏ وَبَعْدَ تَقْدِيمِهِ ٱلْمَشُورَةَ لِلطَّرَفَيْنِ ذَكَرَ:‏ «لِنَسْعَ إِذًا فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ وَمَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا».‏ —‏ رو ١٤:‏١٩‏.‏

      ١٠ عَلَى غِرَارِ جَمَاعَةِ رُومَا،‏ مَاذَا يَلْزَمُ لِتَسْوِيَةِ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي جَمَاعَةِ رُومَا تَجَاوَبُوا مَعَ مَشُورَةِ بُولُسَ وَأَجْرَوُا ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةَ.‏ وَعَلَى غِرَارِهِمْ،‏ يَجِبُ ٱلْيَوْمَ تَسْوِيَةُ ٱلْخِلَافَاتِ حُبِّيًّا بِتَطْبِيقِ مَشُورَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ يَصْنَعَ ٱلطَّرَفَانِ ٱلْمُتَنَازِعَانِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ لِكَيْ ‹يُحَافِظُوا عَلَى ٱلسَّلَامِ بَعْضُهُمْ نَحْوَ بَعْضٍ›.‏ —‏ مر ٩:‏٥٠‏.‏

      عِنْدَمَا تُطْلَبُ ٱلْمُسَاعَدَةُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ

      ١١ مِمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَحْذَرَ ٱلشَّيْخُ عِنْدَمَا يُخْبِرُهُ مَسِيحِيٌّ عَنْ مُشْكِلَةٍ مَعَ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

      ١١ مَاذَا لَوْ أَخْبَرَ مَسِيحِيٌّ شَيْخًا عَنْ مُشْكِلَةٍ مَعَ أَحَدِ أَقْرِبَائِهِ أَوْ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏ تَذْكُرُ أَمْثَالُ ٢١:‏١٣‏:‏ «مَنْ يَسُدُّ أُذُنَهُ عَنْ صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِينِ فَهُوَ أَيْضًا يَدْعُو وَلَا يُسْتَجَابُ».‏ وَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلشَّيْخَ لَا «يَسُدُّ أُذُنَهُ».‏ لكِنَّ مَثَلًا آخَرَ يُحَذِّرُ:‏ «اَلْأَوَّلُ فِي عَرْضِ دَعْوَاهُ بَارٌّ،‏ فَيَأْتِي صَاحِبُهُ وَيَفْحَصُهُ».‏ (‏ام ١٨:‏١٧‏)‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلشَّيْخَ يَنْبَغِي أَنْ يُصْغِيَ بِلُطْفٍ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَنْتَبِهَ لِئَلَّا يَنْحَازَ إِلَى ٱلْمُشْتَكِي.‏ وَبَعْدَ ٱلْإِصْغَاءِ إِلَيْهِ،‏ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْأَلَهُ هَلْ تَكَلَّمَ مَعَ ٱلْمُسِيءِ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ كَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُرَاجِعَ مَعَهُ كَيْفَ يَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ بِٱتِّبَاعِ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

      ١٢ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً تُظْهِرُ خَطَرَ ٱلتَّسَرُّعِ فِي ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ بَعْدَ ٱلسَّمَاعِ لِلْمُشْتَكِي.‏

      ١٢ تَرِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ثَلَاثَةُ أَمْثِلَةٍ تُبْرِزُ خَطَرَ ٱلتَّسَرُّعِ فِي ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ بَعْدَ ٱلسَّمَاعِ لِطَرَفٍ وَاحِدٍ فَقَطْ.‏ فَفُوطِيفَارُ صَدَّقَ رِوَايَةَ زَوْجَتِهِ أَنَّ يُوسُفَ حَاوَلَ ٱغْتِصَابَهَا.‏ وَمِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ زَجَّهُ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ (‏تك ٣٩:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَيْضًا صَدَّقَ صِيبَا حِينَ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَفِيبُوشَثَ يَدْعَمُ أَعْدَاءَهُ.‏ فَتَسَرَّعَ وَقَالَ لَهُ:‏ «هُوَذَا لَكَ كُلُّ مَا هُوَ لِمَفِيبُوشَثَ».‏ (‏٢ صم ١٦:‏٤؛‏ ١٩:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ كَمَا صَدَّقَ ٱلْمَلِكُ أَرْتَحْشَسْتَا ٱلْخَبَرَ ٱلْكَاذِبَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ يُعِيدُونَ بِنَاءَ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ يَنْوُونَ ٱلتَّمَرُّدَ عَلَى ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ.‏ فَأَمَرَ بِإِيقَافِ كُلِّ أَعْمَالِ ٱلْبِنَاءِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَهكَذَا تَوَقَّفَ ٱلْعَمَلُ فِي هَيْكَلِ ٱللّٰهِ.‏ (‏عز ٤:‏١١-‏١٣،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏)‏ إِذًا،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَتْبَعَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَشُورَةَ بُولُسَ لِتِيمُوثَاوُسَ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ إِصْدَارِ أَحْكَامٍ مُسْبَقَةٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:‏٢١‏.‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلشَّيْخُ عِنْدَمَا تَنْشَأُ مُشْكِلَةٌ بَيْنَ شَخْصَيْنِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلشُّيُوخُ قَبْلَ ٱلْحُكْمِ فِي مَسْأَلَةٍ مَا؟‏

      ١٣ حَتَّى عِنْدَمَا يَسْتَمِعُ ٱلشَّيْخُ إِلَى طَرَفَيِ ٱلنِّزَاعِ،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْمَشُورَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «مَنْ يَظُنَّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا،‏ فَلَيْسَ يَعْرِفُهُ بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَهُ».‏ (‏١ كو ٨:‏٢‏)‏ فَيَحْسُنُ بِهِ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أَعْرِفُ حَقًّا كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى ٱلنِّزَاعِ؟‏ هَلْ أَفْهَمُ تَمَامًا خَلْفِيَّةَ ٱلطَّرَفَيْنِ ٱلْمَعْنِيَّيْنِ؟‏›.‏ فَكَمْ هُوَ ضَرُورِيٌّ أَلَّا يَنْخَدِعَ بِٱلْأَكَاذِيبِ،‏ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلْمَاكِرَةِ،‏ أَوِ ٱلشَّائِعَاتِ!‏ وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،‏ ٱلْحَاكِمُ ٱلْمُعَيَّنُ مِنْ يَهْوَهَ،‏ يَحْكُمُ بِٱلْبِرِّ لِأَنَّهُ «لَا يَقْضِي بِحَسَبِ مَا يَنْظُرُهُ بِعَيْنَيْهِ،‏ وَلَا يُوَبِّخُ بِحَسَبِ مَا يَسْمَعُهُ بِأُذُنَيْهِ».‏ (‏اش ١١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَرُوحُ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُرْشِدُهُ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ،‏ بِإِمْكَانِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ إِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.‏

      ١٤ فَقَبْلَ أَنْ يَحْكُمُوا فِي مَسْأَلَةٍ مَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ يُصَلُّوا طَلَبًا لِمُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَهَ وَيَعْتَمِدُوا عَلَى إِرْشَادِهِ بِٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَطْبُوعَاتِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٥‏.‏

      مُسَالَمَةُ ٱلْآخَرِينَ أَمْ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ؟‏

      ١٥ مَتَى يَجِبُ أَنْ نُخْبِرَ ٱلشُّيُوخَ عَنْ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ عَرَفْنَا بِهَا؟‏

      ١٥ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَحُضُّنَا أَنْ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ،‏ إِلَّا أَنَّهَا تَذْكُرُ أَيْضًا:‏ «اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ .‏ .‏ .‏ هِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ،‏ ثُمَّ مُسَالِمَةٌ».‏ (‏يع ٣:‏١٧‏)‏ فَٱلْمُسَالَمَةُ تَأْتِي ثَانِيًا بَعْدَ ٱلْعِفَّةِ،‏ أَيِ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ ٱلطَّاهِرَةِ وَٱلْعَيْشِ بِمُوجِبِ مَطَالِبِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ لِذلِكَ،‏ إِذَا عَرَفَ مَسِيحِيٌّ بِخَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ ٱرْتَكَبَهَا أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ يُشَجِّعَهُ عَلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِهَا لِلشُّيُوخِ.‏ (‏١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ يع ٥:‏١٤-‏١٦‏)‏ وَإِذَا لَمْ يَتَجَاوَبِ ٱلْخَاطِئُ مَعَهُ،‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يُعْلِمَ ٱلشُّيُوخَ بِٱلْخَطَإِ.‏ فَٱلْتِزَامُهُ ٱلصَّمْتَ بِحُجَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعَ ٱلْخَاطِئِ يَجْعَلُهُ شَرِيكًا فِي ٱلْخَطَإِ.‏ —‏ لا ٥:‏١‏؛‏ اِقْرَأْ امثال ٢٩:‏٢٤‏.‏

      ١٦ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشُّيُوخُ مِنْ حَادِثَةِ يَاهُو وَيَهُورَامَ؟‏

      ١٦ وَثَمَّةَ رِوَايَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ أَنَّ بِرَّ يَهْوَهَ أَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً مِنْ مُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَقَدْ أَرْسَلَ ٱللّٰهُ يَاهُو لِتَنْفِيذِ دَيْنُونَتِهِ فِي بَيْتِ ٱلْمَلِكِ أَخْآ‌بَ.‏ فَخَرَجَ لِلِقَائِهِ ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ يَهُورَامُ،‏ ٱبْنُ أَخْآ‌بَ وَإِيزَابِلَ.‏ وَحِينَ رَآهُ قَالَ:‏ «أَسَلَامٌ يَا يَاهُو؟‏».‏ فَأَجَابَ يَاهُو:‏ «أَيُّ سَلَامٍ مَا دَامَتْ عَهَارَةُ إِيزَابِلَ أُمِّكَ وَشَعْوَذَاتُهَا ٱلْكَثِيرَةُ؟‏».‏ (‏٢ مل ٩:‏٢٢‏)‏ ثُمَّ أَخَذَ قَوْسَهُ وَرَمَى يَهُورَامَ بِسَهْمِهِ فَنَفَذَ فِي قَلْبِهِ.‏ وَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشُّيُوخُ مِنَ ٱلْإِجْرَاءِ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ يَاهُو؟‏ يَجِبُ أَلَّا يَتَسَاهَلُوا مَعَ ٱلْخُطَاةِ ٱلْعَمْدِيِّينَ وَغَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلسَّلَامِ.‏ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَطْرُدُوهُمْ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ لِكَيْ تَظَلَّ تَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللّٰهِ.‏ —‏ ١ كو ٥:‏١،‏ ٢،‏ ١١-‏١٣‏.‏

      ١٧ مَاذَا يَحْسُنُ بِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَفْعَلُوا لِيُحَافِظُوا عَلَى ٱلسَّلَامِ؟‏

      ١٧ بِمَا أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنِّزَاعَاتِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ تَشْمُلُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلطَّفِيفَةَ ٱلَّتِي لَا تَقْتَضِي ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءٍ قَضَائِيٍّ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَنَسْتُرَ هذِهِ ٱلْأَخْطَاءَ.‏ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ:‏ «مَنْ يَسْتُرُ ٱلْمَعْصِيَةَ يَطْلُبُ ٱلْمَحَبَّةَ،‏ وَٱلَّذِي يُكَرِّرُ ٱلْكَلَامَ عَنْ أَمْرٍ يُفَرِّقُ مَنْ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ».‏ (‏ام ١٧:‏٩‏)‏ وَتَطْبِيقُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ يُسَاعِدُنَا جَمِيعًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَعَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ.‏ —‏ مت ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      اَلسَّعْيُ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ يَجْلُبُ ٱلْبَرَكَاتِ

      ١٨،‏ ١٩ مَا فَوَائِدُ ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ؟‏

      ١٨ إِذَا سَعَيْنَا فِي أَثَرِ «مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ» دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ نَحْصُدُ بَرَكَاتٍ جَمَّةً.‏ فَحِينَ نَتَمَثَّلُ بِطُرُقِ يَهْوَهَ،‏ نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ وَثِيقَةٍ بِهِ وَنُسَاهِمُ فِي تَوْطِيدِ ٱلْوَحْدَةِ وَٱلسَّلَامِ فِي فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏ كَمَا نَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مَعَ ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ ‹بِبِشَارَةِ ٱلسَّلَامِ›.‏ (‏اف ٦:‏١٥‏)‏ وَهكَذَا نُصْبِحُ مُجَهَّزِينَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ ‹لِنَكُونَ مُتَرَفِّقِينَ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ،‏ وَلِنَمْلِكَ نَفْسَنَا عِنْدَمَا تَحْصُلُ إِسَاءَةٌ›.‏ —‏ ٢ تي ٢:‏٢٤‏.‏

      ١٩ لِنَتَذَكَّرْ أَيْضًا «أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ».‏ (‏اع ٢٤:‏١٥‏)‏ وَعِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ هذَا ٱلرَّجَاءُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ سَيُقَامُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مَلَايِينُ ٱلْأَشْخَاصِ بِمُخْتَلِفِ ٱلطِّبَاعِ وَٱلشَّخْصِيَّاتِ وَمِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ وَٱلْعُصُورِ —‏ رُجُوعًا إِلَى حِينِ ‹تَأَسَّسَ ٱلْعَالَمُ›.‏ (‏لو ١١:‏٥٠،‏ ٥١‏)‏ وَسَنَحْظَى بِٱمْتِيَازٍ رَائِعٍ أَنْ نُعَلِّمَ ٱلْمُقَامِينَ طُرُقَ ٱلسَّلَامِ.‏ فَكَمْ سَيَكُونُ ٱلتَّدْرِيبُ ٱلَّذِي نَنَالُهُ ٱلْيَوْمَ لِلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ مُسَاعِدًا لَنَا آنَذَاكَ!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a مِنْ أَجْلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى إِرْشَادٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ مُعَالَجَةِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ كَٱلِٱفْتِرَاءِ وَٱلْخِدَاعِ،‏ ٱنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدَ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّل (‏أُكْتُوبَر)‏ ١٩٩٩،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١٧-‏٢٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة