-
الوحدة سمة تميِّز العبادة الحقةبرج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
اَلْوَحْدَةُ سِمَةٌ تُمَيِّزُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ
«أَجْعَلُهُمْ فِي وَحْدَةٍ، كَغَنَمٍ فِي ٱلصِّيرَةِ». — مي ٢:١٢.
١ كَيْفَ تَتَجَلَّى حِكْمَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْخَلِيقَةِ؟
هَتَفَ أَحَدُ ٱلْمُرَنِّمِينَ ٱلْمُلْهَمِينَ: «يَا لَكَثْرَةِ أَعْمَالِكَ يَا يَهْوَهُ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلْآنَةٌ ٱلْأَرْضُ مِنْ نِتَاجِكَ». (مز ١٠٤:٢٤) نَعَمْ، تَتَجَلَّى حِكْمَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱعْتِمَادِ مَلَايِينِ ضُرُوبِ ٱلنَّبَاتَاتِ، وَٱلْحَشَرَاتِ، وَٱلْحَيَوَانَاتِ، وَٱلْبَكْتِيرْيَا وَاحِدِهَا عَلَى ٱلْآخَرِ فِي شَبَكَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمُذْهِلَةِ وَٱلْمُعَقَّدَةِ عَلَى أَرْضِنَا هذِهِ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، هُنَالِكَ فِي جِسْمِكَ آلَافُ ٱلْآلِيَّاتِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ — بَدْءًا مِنْ أَعْضَائِكَ ٱلْكَبِيرَةِ وُصُولًا إِلَى ٱلْجُزَيْئَاتِ ٱلْمُتَنَاهِيَةِ ٱلصِّغَرِ فِي خَلَايَاكَ — ٱلَّتِي تَعْمَلُ مَعًا لِتَجْعَلَ مِنْكَ كَائِنًا مُتَكَامِلًا.
٢ حَسَبَ ٱلصُّورَةِ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٣، لِمَاذَا لَا بُدَّ أَنَّ وَحْدَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بَدَتْ مُعْجِزَةً؟
٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، خَلَقَ يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ بِحَاجَةٍ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ. فَقَدْ مَنَحَهُمْ شَخْصِيَّاتٍ وَمَهَارَاتٍ وَأَشْكَالًا مُتَنَوِّعَةً. كَمَا وَهَبَ ٱلرَّجُلَ وَٱلْمَرْأَةَ ٱلْأَوَّلَيْنِ صِفَاتٍ إِلهِيَّةً تُمَكِّنُهُمَا مِنَ ٱلتَّعَاوُنِ مَعًا وَٱلِٱعْتِمَادِ وَاحِدَهُمَا عَلَى ٱلْآخَرِ. (تك ١:٢٧؛ ٢:١٨) إِلَّا أَنَّ ٱلْبَشَرَ بِشَكْلٍ عَامٍّ مُبْعَدُونَ عَنِ ٱللّٰهِ وَلَمْ يَنْجَحُوا يَوْمًا فِي ٱلْعَمَلِ مَعًا بِوَحْدَةٍ. (١ يو ٥:١٩) نَظَرًا إِلَى ذلِكَ، لَا بُدَّ أَنَّ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَدَتْ مُعْجِزَةً. فَتِلْكَ ٱلْجَمَاعَةُ كَانَتْ تَضُمُّ أُنَاسًا مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ: عَبِيدًا أفَسُسِيِّينَ، نِسَاءً يُونَانِيَّاتٍ بَارِزَاتٍ، رِجَالًا يَهُودًا مُثَقَّفِينَ، وَعَبَدَةَ أَصْنَامٍ سَابِقِينَ. — اع ١٣:١؛ ١٧:٤؛ ١ تس ١:٩؛ ١ تي ٦:١.
٣ كَيْفَ يَصِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَحْدَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذَا ٱلدَّرْسِ؟
٣ إِنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ تُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلتَّعَاوُنِ مَعًا تَمَامًا كَأَعْضَاءِ ٱلْجَسَدِ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٢:١٢، ١٣.) وَبِهذَا ٱلْخُصُوصِ، سَنُعَالِجُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: كَيْفَ تُوَحِّدُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ ٱلنَّاسَ؟ لِمَاذَا يَهْوَهُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي فِي وُسْعِهِ أَنْ يُوَحِّدَ مَلَايِينَ ٱلْأَشْخَاصِ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ؟ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا؟ وَكَيْفَ تَخْتَلِفُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْحَقَّةُ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْوَحْدَةِ؟
كَيْفَ تُوَحِّدُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ ٱلنَّاسَ؟
٤ كَيْفَ تُوَحِّدُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ ٱلنَّاسَ؟
٤ يُدْرِكُ مُمَارِسُو ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ أَنَّ يَهْوَهَ، بِوَصْفِهِ خَالِقَ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ، هُوَ ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلشَّرْعِيُّ فِي ٱلْكَوْنِ. (رؤ ٤:١١) لِهذَا ٱلسَّبَبِ، يُطَبِّقُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلشَّرَائِعَ ٱلْإِلهِيَّةَ نَفْسَهَا وَيَتَقَيَّدُونَ بِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَيْنِهَا رَغْمَ ٱخْتِلَافِ مُحِيطِهِمْ وَظُرُوفِهِمْ. كَمَا أَنَّهُمْ جَمِيعًا يَدْعُونَ يَهْوَهَ «أَبَانَا». (اش ٦٤:٨؛ مت ٦:٩) لِذلِكَ هُمْ إِخْوَةٌ فِي ٱلْإِيمَانِ وَيَنْعَمُونَ بِٱلْوَحْدَةِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي وَصَفَهَا صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ حِينَ قَالَ: «هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَحْلَى أَنْ يَسْكُنَ ٱلْإِخْوَةُ مَعًا فِي وَحْدَةٍ!». — مز ١٣٣:١.
٥ أَيَّةُ صِفَةٍ تُسَاهِمُ فِي وَحْدَةِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟
٥ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ نَاقِصُونَ، لكِنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ ٱلْعِبَادَةَ مَعًا بِوَحْدَةٍ لِأَنَّهُمْ تَعَلَّمُوا أَنْ يُحِبُّوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرُ. فَيَهْوَهُ هُوَ خَيْرُ مَنْ يُعَلِّمُهُمُ ٱلْمَحَبَّةَ. (اِقْرَأْ ١ يوحنا ٤:٧، ٨.) تَقُولُ كَلِمَتُهُ: «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ. اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ. كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ، هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». (كو ٣:١٢-١٤) فَرِبَاطُ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلُ هذَا — ٱلْمَحَبَّةُ — هُوَ ٱلسِّمَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. أَوَلَمْ تَلْمُسْ أَنْتَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ ٱلْوَحْدَةَ هِيَ عَلَامَةٌ فَارِقَةٌ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟ — يو ١٣:٣٥.
٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا رَجَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْوَحْدَةِ؟
٦ وَٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُوَحَّدُونَ أَيْضًا لِأَنَّهُمْ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى أَنَّهُ ٱلرَّجَاءُ ٱلْوَحِيدُ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ سَيَحِلُّ قَرِيبًا مَحَلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَيُبَارِكُ ٱلنَّاسَ ٱلطَّائِعِينَ بِسَلَامٍ أَصِيلٍ لَا نِهَايَةَ لَهُ. (اش ١١:٤-٩؛ دا ٢:٤٤) لِذلِكَ يُطَبِّقُونَ مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنْ أَتْبَاعِهِ: «لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ». (يو ١٧:١٦) وَلِأَنَّهُمْ يَبْقَوْنَ حِيَادِيِّينَ فِي ٱلنِّزَاعَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةِ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْوَحْدَةِ حَتَّى عِنْدَمَا يَكُونُ ٱلْآخَرُونَ فِي سَاحَةِ ٱلْمَعْرَكَةِ.
اَلْمَصْدَرُ ٱلْوَحِيدُ لِلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ
٧، ٨ كَيْفَ يُسَاهِمُ ٱلْإِرْشَادُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي وَحْدَتِنَا؟
٧ كَانَ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مُوَحَّدِينَ لِأَنَّهُمْ نَالُوا جَمِيعًا ٱلتَّشْجِيعَ وَٱلْإِرْشَادَ مِنَ ٱلْمَصْدَرِ ذَاتِهِ. فَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّ يَسُوعَ يُعَلِّمُ ٱلْجَمَاعَةَ وَيُوَجِّهُهَا مِنْ خِلَالِ هَيْئَةٍ حَاكِمَةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَقَدْ أَسَّسَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْأُمَنَاءُ قَرَارَاتِهِمْ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَنَقَلُوا إِرْشَادَاتِهِمْ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ عَنْ طَرِيقِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ بَعْضِ هؤُلَاءِ ٱلنُّظَّارِ: «إِذْ كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي ٱلْمُدُنِ كَانُوا يُسَلِّمُونَهُمُ ٱلْأَحْكَامَ ٱلَّتِي قَرَّرَهَا ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِكَيْ يَحْفَظُوهَا». — اع ١٥:٦، ١٩-٢٢؛ ١٦:٤.
٨ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، تُسَاهِمُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْمُؤَلَّفَةُ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. فَهِيَ تَنْشُرُ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ بِلُغَاتٍ عَدِيدَةٍ. وَهذَا ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ مُؤَسَّسٌ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. لِذَا فَإِنَّ مَا نَتَعَلَّمُهُ مَصْدَرُهُ يَهْوَهُ لَا ٱلْبَشَرُ. — اش ٥٤:١٣.
٩ كَيْفَ يُوَحِّدُنَا ٱلْعَمَلُ ٱلْمُوكَلُ إِلَيْنَا مِنَ ٱللّٰهِ؟
٩ يُرَوِّجُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَيْضًا ٱلْوَحْدَةَ بِأَخْذِهِمِ ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. وَمَنْ يَقُومُونَ مَعًا بِهذَا ٱلْعَمَلِ تَتَوَلَّدُ بَيْنَهُمْ عَلَاقَةٌ أَوْثَقُ بِكَثِيرٍ مِنْ تِلْكَ ٱلَّتِي تَجْمَعُ أَهْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ يُعَاشِرُونَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ لِمُجَرَّدِ قَضَاءِ ٱلْوَقْتِ. فَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ لَمْ تَتَأَسَّسْ لِتَكُونَ نَادِيًا ٱجْتِمَاعِيًّا، بَلْ لِإِكْرَامِ يَهْوَهَ وَإِنْجَازِ ٱلْعَمَلِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهَا: اَلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، ٱلتَّلْمَذَةِ، وَبِنَاءِ ٱلْإِخْوَةِ. (رو ١:١١، ١٢؛ ١ تس ٥:١١؛ عب ١٠:٢٤، ٢٥) فَقَدْ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ: «إِنَّكُمْ ثَابِتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، وَتُنَاضِلُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ فِي سَبِيلِ إِيمَانِ ٱلْبِشَارَةِ». — في ١:٢٧.
١٠ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي تُوَحِّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ؟
١٠ خُلَاصَةُ ٱلْكَلَامِ هِيَ أَنَّنَا مُوَحَّدُونَ لِأَنَّنَا نَقْبَلُ يَهْوَهَ مُتَسَلِّطًا، نُحِبُّ إِخْوَتَنَا، نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِصِفَتِهِ ٱلرَّجَاءَ ٱلْوَحِيدَ، وَنَحْتَرِمُ ٱلَّذِينَ يَسْتَخْدِمُهُمُ ٱللّٰهُ لِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ بَيْنَنَا. وَمَا يُسَاهِمُ فِي وَحْدَتِنَا أَيْضًا هُوَ مُسَاعَدَةُ يَهْوَهَ لَنَا عَلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنْ بَعْضِ ٱلْمَوَاقِفِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ، بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ، أَنْ تُعَرِّضَ وَحْدَتَنَا لِلْخَطَرِ. — رو ١٢:٢.
اَلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلْكِبْرِيَاءِ وَٱلْحَسَدِ
١١ لِمَاذَا تُفَرِّقُ ٱلْكِبْرِيَاءُ ٱلنَّاسَ، وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا؟
١١ اَلْكِبْرِيَاءُ تُفَرِّقُ ٱلنَّاسَ. فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَكَبِّرُ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ أَسْمَى مِنَ ٱلْآخَرِينَ وَغَالِبًا مَا يُرْضِي غُرُورَهُ بِٱلتَّفَاخُرِ. غَيْرَ أَنَّ ذلِكَ يَقِفُ عَادَةً عَقَبَةً فِي وَجْهِ ٱلْوَحْدَةِ لِأَنَّ ٱلْحَسَدَ يُمْكِنُ أَنْ يَدِبَّ فِي ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ يَتَفَاخَرُ. يَقُولُ لَنَا ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ بِصَرَاحَةٍ: «كُلُّ ٱفْتِخَارٍ كَهٰذَا شِرِّيرٌ». (يع ٤:١٦) فَمُعَامَلَةُ ٱلْغَيْرِ وَكَأَنَّهُمْ أَقَلُّ شَأْنًا لَا تَنِمُّ عَنْ مَحَبَّةٍ. وَٱللَّافِتُ هُوَ مِثَالُ يَهْوَهَ فِي ٱلتَّوَاضُعِ؛ فَهُوَ يَتَعَامَلُ مَعَ أُنَاسٍ نَاقِصِينَ مِثْلِنَا. كَتَبَ دَاوُدُ: «تَوَاضُعُكَ [يَا اَللّٰهُ] يُعَظِّمُنِي». (٢ صم ٢٢:٣٦) وَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُعَلِّمُنَا أَنْ نُفَكِّرَ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ بُغْيَةَ ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ. فَقَدْ سَأَلَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ: «مَنْ يَجْعَلُكَ مُخْتَلِفًا عَنْ غَيْرِكَ؟ بَلْ أَيُّ شَيْءٍ عِنْدَكَ لَمْ تَنَلْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ نِلْتَهُ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَنَلْهُ؟». — ١ كو ٤:٧.
١٢، ١٣ (أ) لِمَاذَا مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَحْسُدَ ٱلْآخَرِينَ؟ (ب) مَاذَا يَنْجُمُ عَنْ تَبَنِّي نَظْرَةِ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟
١٢ وَٱلْحَسَدُ صِفَةٌ شَائِعَةٌ أُخْرَى تَقِفُ عَقَبَةً فِي وَجْهِ ٱلْوَحْدَةِ. فَبِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْمَوْرُوثِ، لَدَيْنَا كُلِّنَا «نَزْعَةٌ إِلَى ٱلْحَسَدِ». حَتَّى ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ قَدْ يَحْسُدُونَ أَحْيَانًا ٱلْغَيْرَ عَلَى ظُرُوفِهِمْ، مُمْتَلَكَاتِهِمِ، ٱمْتِيَازَاتِهِمْ، أَوْ قُدُرَاتِهِمْ. (يع ٤:٥) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَدْ يَحْسُدُ أَخٌ لَدَيْهِ عَائِلَةٌ خَادِمًا كَامِلَ ٱلْوَقْتِ بِسَبَبِ ٱمْتِيَازَاتِهِ، دُونَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ هذَا ٱلْأَخِيرَ رُبَّمَا يَحْسُدُهُ قَلِيلًا لِأَنَّ لَدَيْهِ أَوْلَادًا. فَكَيْفَ نَمْنَعُ ٱلْحَسَدَ مِنْ تَمْزِيقِ وَحْدَتِنَا؟
١٣ مِنَ ٱلْمُفِيدِ ٱلتَّذَكُّرُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُشَبِّهُ أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِأَعْضَاءِ ٱلْجَسَدِ ٱلْبَشَرِيِّ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٢:١٤-١٨.) مَثَلًا، صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَيْنَ عُضْوٌ بَارِزٌ فِي ٱلْجَسَدِ بِخِلَافِ ٱلْقَلْبِ، وَلكِنْ أَلَيْسَ ٱلْعُضْوَانِ مُهِمَّيْنِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ؟ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُقَدِّرُ يَهْوَهُ كُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ حَتَّى لَوْ بَرَزَ ٱلْبَعْضُ لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ. لِذلِكَ، عِوَضَ أَنْ نَحْسُدَ إِخْوَتَنَا، لِنَتَبَنَّ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَيْهِمْ وَنُعْرِبْ عَنِ ٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ بِهِمْ. وَهكَذَا، نُسَاهِمُ فِي جَعْلِ ٱلْفَرْقِ وَاضِحًا بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَكَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.
اَلِٱنْقِسَامُ يَسِمُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ
١٤، ١٥ كَيْفَ تَمَزَّقَتْ وَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُرْتَدَّةِ؟
١٤ هُنَالِكَ تَبَايُنٌ شَاسِعٌ بَيْنَ وَحْدَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَٱلشِّقَاقِ فِي كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. فَبِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلرَّابِعِ، كَانَتِ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْمُرْتَدَّةُ قَدِ ٱنْتَشَرَتْ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ، فَقَامَ إِمْبَرَاطُورٌ رُومَانِيٌّ وَثَنِيٌّ بِتَوَلِّي شُؤُونِهَا. وَهذَا ٱلْأَمْرُ هُوَ مَا سَاهَمَ فِي نُشُوءِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. لكِنْ بَعْدَ ذلِكَ، ٱنْشَقَّ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمَمَالِكِ عَنْ رُومَا ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى وَأَقَامَتْ دِينَهَا ٱلْخَاصَّ.
١٥ وَطَوَالَ قُرُونٍ، تَحَارَبَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ هذِهِ ٱلْمَمَالِكِ فِي مَا بَيْنَهَا. وَفِي ٱلْقَرْنَيْنِ الـ ١٧ وَالـ ١٨، رَوَّجَ ٱلْبَعْضُ فِي بَرِيطَانْيَا وَفَرَنْسَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْوَلَاءَ لِلدَّوْلَةِ، بِحَيْثُ صَارَتِ ٱلْقَوْمِيَّةُ بِمَثَابَةِ دِينٍ. ثُمَّ فِي ٱلْقَرْنَيْنِ الـ ١٩ وَالـ ٢٠، بَدَأَتِ ٱلْقَوْمِيَّةُ تَسْتَحْوِذُ عَلَى تَفْكِيرِ مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ. وَفِي آخِرِ ٱلْمَطَافِ، ٱنْقَسَمَتْ كَنَائِسُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ إِلَى عِدَّةِ طَوَائِفَ تُجِيزُ غَالِبِيَّتُهَا رُوحَ ٱلْقَوْمِيَّةِ. وَهكَذَا، رَاحَ مُرْتَادُو ٱلْكَنَائِسِ يُحَارِبُونَ نُظَرَاءَهُمْ فِي ٱلدُّوَلِ ٱلْأُخْرَى. نَتِيجَةَ ذلِكَ، نَرَى ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْيَوْمَ مُنْقَسِمًا بِسَبَبِ ٱلطَّائِفِيَّةِ وَٱلْقَوْمِيَّةِ.
١٦ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي تُقَسِّمُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ؟
١٦ فِي ٱلْقَرْنِ الـ ٢٠، أَنْشَأَ ٱلْبَعْضُ مِنْ مِئَاتِ طَوَائِفِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْحَرَكَةَ ٱلْمَسْكُونِيَّةَ سَعْيًا وَرَاءَ ٱلْوَحْدَةِ. لكِنْ بَعْدَ عُقُودٍ مِنَ ٱلْجُهُودِ، لَمْ تَنْدَمِجْ سِوَى قِلَّةٍ مِنْهَا، وَلَا يَزَالُ مُرْتَادُو ٱلْكَنَائِسِ مُنْقَسِمِينَ حَوْلَ مَسَائِلَ كَٱلتَّطَوُّرِ، ٱلْإِجْهَاضِ، مُضَاجَعَةِ ٱلنَّظِيرِ، وَرَسْمِ ٱلنِّسَاءِ كَاهِنَاتٍ. كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ يُحَاوِلُونَ تَوْحِيدَ ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلطَّوَائِفِ بِٱلتَّقْلِيلِ مِنْ شَأْنِ عَقَائِدَ كَانَتْ تُسَبِّبُ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ سَابِقًا. إِلَّا أَنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ يُضْعِفُ ٱلْإِيمَانَ وَلَا يُوَحِّدُ إِطْلَاقًا ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُنْقَسِمَ.
اَلتَّرَفُّعُ عَنِ ٱلْقَوْمِيَّةِ
١٧ كَيْفَ أُنْبِئَ أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ سَتُوَحِّدُ ٱلنَّاسَ «فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ»؟
١٧ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ مُنْقَسِمٌ ٱلْآنَ إِلَى حَدٍّ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ، لَا تَزَالُ ٱلْوَحْدَةُ تُمَيِّزُ ٱلْعُبَّادَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَقَدْ تَنَبَّأَ نَبِيُّ ٱللّٰهِ مِيخَا: «أَجْعَلُهُمْ فِي وَحْدَةٍ، كَغَنَمٍ فِي ٱلصِّيرَةِ». (مي ٢:١٢) كَمَا أَنْبَأَ أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ سَتَكُونُ مُرَفَّعَةً فَوْقَ سَائِرِ أَشْكَالِ ٱلْعِبَادَةِ، سَوَاءٌ كَانَتْ تُقَدَّمُ لِلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ أَوْ لِلدَّوْلَةِ. كَتَبَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ يَهْوَهَ يَكُونُ ثَابِتًا فَوْقَ رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ ٱلتِّلَالِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ شُعُوبٌ. . . . جَمِيعُ ٱلشُّعُوبِ يَسِيرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسِيرُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا». — مي ٤:١، ٥.
١٨ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ تُسَاعِدُنَا ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِهَا؟
١٨ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، وَصَفَ مِيخَا كَيْفَ سَتُوَحِّدُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ أَعْدَاءً سَابِقِينَ. قَالَ: «تَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: ‹هَلُمَّ نَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ يَهْوَهَ وَإِلَى بَيْتِ إِلٰهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمُنَا عَنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكُ فِي سُبُلِهِ›. . . . فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لَا تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا وَلَا يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ». (مي ٤:٢، ٣) فَٱلَّذِينَ يَهْجُرُونَ عِبَادَةَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلصُّنْعِ أَوْ يَتَحَرَّرُونَ مِنْ رُوحِ ٱلْقَوْمِيَّةِ لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ يَتَمَتَّعُونَ بِوَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ. فَٱللّٰهُ يُعَلِّمُهُمْ طُرُقَ ٱلْمَحَبَّةِ.
١٩ عَلَامَ يَدُلُّ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ تَوْحِيدُ مَلَايِينِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟
١٩ إِنَّ وَحْدَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْعَالَمِيَّةَ فَرِيدَةٌ مِنْ نَوْعِهَا، وَهِيَ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَزَالُ يُرْشِدُ شَعْبَهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ. فَأُنَاسٌ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ يَتَّحِدُونَ مَعًا عَلَى نِطَاقٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ. وَهذَا إِتْمَامٌ لَافِتٌ لِكَلِمَاتِ ٱلرُّؤْيَا ٧:٩، ١٤، وَيُظْهِرُ أَنَّ مَلَائِكَةَ ٱللّٰهِ سَيُطْلِقُونَ عَمَّا قَرِيبٍ ‹ٱلرِّيَاحَ› ٱلَّتِي سَتُدَمِّرُ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرَ ٱلْحَاضِرَ. (اِقْرَأْ رؤيا ٧:١-٤، ٩، ١٠، ١٤.) أَوَلَيْسَ شَرَفًا عَظِيمًا أَنْ نَكُونَ جُزْءًا مِنْ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلْمُوَحَّدِ؟ لكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَلْعَبَ دَوْرًا فِي تَعْزِيزِ هذِهِ ٱلْوَحْدَةِ؟ هذَا مَا سَتُنَاقِشُهُ مَقَالَتُنَا ٱلتَّالِيَةُ.
-
-
الوحدة المسيحية تمجِّد اللّٰهبرج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
اَلْوَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تُمَجِّدُ ٱللّٰهَ
‹لِنَسْعَ بِجِدٍّ أَنْ نَحْفَظَ وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ›. — اف ٤:٣.
١ كَيْفَ جَلَبَ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فِي أَفَسُسَ ٱلْمَجْدَ لِلّٰهِ؟
جَلَبَتْ وَحْدَةُ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي أَفَسُسَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلْمَجْدَ لِلْإِلهِ ٱلْحَقِّ، يَهْوَهَ. فَفِي ذلِكَ ٱلْمَرْكَزِ ٱلتِّجَارِيِّ ٱلْمُزْدَهِرِ، كَانَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حَسْبَمَا يَتَّضِحُ مَالِكِي عَبِيدٍ وَاسِعِي ٱلثَّرَاءِ، فِي حِينِ كَانَ آخَرُونَ عَبِيدًا وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ فُقَرَاءَ جِدًّا. (اف ٦:٥، ٩) وَكَانَ ٱلْبَعْضُ يَهُودًا تَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ فِي ٱلْأَشْهُرِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّتِي كَرَزَ خِلَالَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي مَجْمَعِهِمْ. أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فَكَانُوا فِي ٱلسَّابِقِ عُبَّادًا لِأَرْطَامِيسَ يُمَارِسُونَ ٱلْفُنُونَ ٱلسِّحْرِيَّةَ. (اع ١٩:٨، ١٩، ٢٦) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْحَقَّةَ ٱسْتَقْطَبَتْ أُنَاسًا مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ. وَإِذْ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ وَحْدَةَ هذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ تُمَجِّدُ يَهْوَهَ، كَتَبَ: «لَهُ ٱلْمَجْدُ بِوَاسِطَةِ ٱلْجَمَاعَةِ». — اف ٣:٢١.
٢ لِمَاذَا كَانَتْ وَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِأَفَسُسَ فِي خَطَرٍ؟
٢ مَعَ ذلِكَ، كَانَتِ ٱلْوَحْدَةُ ٱلرَّائِعَةُ ٱلَّتِي نَعِمَتْ بِهَا جَمَاعَةُ أَفَسُسَ فِي خَطَرٍ. فَقَدْ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلشُّيُوخَ هُنَاكَ: «مِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ». (اع ٢٠:٣٠) كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ لَمْ يَكُونُوا قَدْ تَخَلَّصُوا كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْمُقَسِّمِ ٱلَّذِي قَالَ عَنْهُ بُولُسُ إِنَّهُ «يَعْمَلُ . . . فِي أَبْنَاءِ ٱلْعِصْيَانِ». — اف ٢:٢؛ ٤:٢٢.
رِسَالَةٌ تُشَدِّدُ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ
٣، ٤ كَيْفَ تُشَدِّدُ رِسَالَةُ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ؟
٣ عَرَفَ بُولُسُ أَنَّهُ كَيْ يَتَمَكَّنَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنَ ٱلتَّعَاوُنِ مَعًا بِٱسْتِمْرَارٍ، عَلَى كُلٍّ مِنْهُمْ أَنْ يَبْذُلَ جُهْدًا جِدِّيًّا لِتَعْزِيزِ ٱلْوَحْدَةِ. وَقَدْ أَوْحَى ٱللّٰهُ إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ رِسَالَةً إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ٱلْوَحْدَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، كَتَبَ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَنْ «يَجْمَعَ ثَانِيَةً كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ فِي ٱلْمَسِيحِ». (اف ١:١٠) كَمَا أَنَّهُ شَبَّهَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلْحِجَارَةِ ٱلَّتِي تُؤَلِّفُ ٱلْبِنَاءَ، قَائِلًا: «يَنْمُو كُلُّ ٱلْبِنَاءِ، وَهُوَ مُقْتَرِنٌ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ، لِيَصِيرَ هَيْكَلًا مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ». (اف ٢:٢٠، ٢١) إِلَى جَانِبِ ذلِكَ، شَدَّدَ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ ٱلْقَائِمَةِ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ وَذَكَّرَهُمْ بِأَنَّ ٱللّٰهَ خَلَقَهُمْ جَمِيعًا. فَقَدْ أَشَارَ إِلَى يَهْوَهَ عَلَى أَنَّهُ «ٱلْآبُ، ٱلَّذِي لَهُ تَدِينُ كُلُّ عَائِلَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ بِٱسْمِهَا». — اف ٣:٥، ٦، ١٠-١٥.
٤ فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ٱلْإِصْحَاحَ ٤ مِنَ ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَفَسُسَ وَنَرَ لِمَاذَا تَتَطَلَّبُ ٱلْوَحْدَةُ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ، كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَتَّحِدَ، وَأَيَّةُ أُمُورٍ تَلْعَبُ دَوْرًا فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا. فَمَا رَأْيُكَ أَنْ تَقْرَأَ هذَا ٱلْإِصْحَاحَ بِكَامِلِهِ لِتَكْتَسِبَ فَائِدَةً أَكْبَرَ مِنْ مُنَاقَشَتِنَا هذِهِ؟
لِمَاذَا تَتَطَلَّبُ ٱلْوَحْدَةُ جُهْدًا جِدِّيًّا
٥ لِمَاذَا تَسْتَطِيعُ ٱلْمَلَائِكَةُ خِدْمَةَ ٱللّٰهِ بِوَحْدَةٍ، وَأَيُّ أَمْرٍ يُصَعِّبُ عَلَيْنَا بُلُوغَ ٱلْوَحْدَةِ؟
٥ نَاشَدَ بُولُسُ إِخْوَتَهُ فِي أَفَسُسَ أَنْ ‹يَسْعَوْا بِجِدٍّ لِحِفْظِ وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ›. (اف ٤:٣) وَلِنَفْهَمَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْجُهْدِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ، مِنَ ٱلْمُفِيدِ ٱلتَّأَمُّلُ فِي حَالَةِ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ. بِمَا أَنَّهُ مَا مِنْ كَائِنَيْنِ أَرْضِيَّيْنِ مُتَمَاثِلَانِ بِٱلتَّمَامِ، فَمِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ كُلًّا مِنْ مَلَائِكَتِهِ ٱلَّذِينَ يُعَدُّونَ بِٱلْمَلَايِينِ بِشَخْصِيَّةٍ مُتَمَيِّزَةٍ. (دا ٧:١٠) إِلَّا أَنَّهُمْ جَمِيعًا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِوَحْدَةٍ لِأَنَّهُمْ يُصْغُونَ إِلَيْهِ وَيَعْمَلُونَ مَشِيئَتَهُ. (اِقْرَأْ مزمور ١٠٣:٢٠، ٢١.) اَلْمَسِيحِيُّونَ أَيْضًا لَدَيْهِمْ مِيزَاتٌ مُتَنَوِّعَةٌ، لكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ يَمْلِكُونَ عُيُوبًا مُخْتَلِفَةً. وَهذَا ٱلْأَمْرُ هُوَ مَا يُصَعِّبُ عَلَيْهِمْ بُلُوغَ ٱلْوَحْدَةِ.
٦ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّعَاوُنِ مَعَ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ عُيُوبٌ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ عُيُوبِنَا؟
٦ مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ تَنْشَأَ ٱلْخِلَافَاتُ حِينَ يُحَاوِلُ أُنَاسٌ نَاقِصُونَ ٱلتَّعَاوُنَ مَعًا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، مَاذَا لَوْ كَانَ أَخَوَانِ يَخْدُمَانِ يَهْوَهَ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ، أَحَدُهُمَا وَدِيعٌ لكِنْ مِنْ عَادَتِهِ ٱلْوُصُولُ مُتَأَخِّرًا وَٱلْآخَرُ دَقِيقٌ فِي ٱلْمَوَاعِيدِ إِنَّمَا سَرِيعُ ٱلْغَضَبِ؟ قَدْ يَشْعُرُ كُلٌّ مِنْهُمَا أَنَّ تَصَرُّفَ ٱلْآخَرِ غَيْرُ لَائِقٍ وَرُبَّمَا يَنْسَيَانِ أَنَّهُمَا كِلَيْهِمَا يُقَصِّرَانِ فِي نَاحِيَةٍ مَا. فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِهذَيْنِ ٱلْأَخَوَيْنِ ٱلْخِدْمَةُ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ؟ لَاحِظْ كَيْفَ تُسَاعِدُهُمَا ٱلصِّفَاتُ ٱلَّتِي نَصَحَ بِهَا بُولُسُ، وَفَكِّرْ كَيْفَ نَسْتَطِيعُ نَحْنُ تَنْمِيَتَهَا لِتَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ. كَتَبَ: «أُنَاشِدُكُمْ . . . أَنْ تَسِيرُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا، بِكُلِّ ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ وَوَدَاعَةٍ، بِطُولِ أَنَاةٍ، مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ، سَاعِينَ بِجِدٍّ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ». — اف ٤:١-٣.
٧ لِمَاذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَسْعَى لِلْعَمَلِ بِٱتِّحَادٍ مَعَ غَيْرِنَا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاقِصِينَ؟
٧ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نَخْدُمُ ٱللّٰهَ بِوَحْدَةٍ إِلَى جَانِبِ أَشْخَاصٍ نَاقِصِينَ مِثْلِنَا لِأَنَّ هُنَالِكَ جَمَاعَةً وَاحِدَةً مِنَ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَا غَيْرُ. قَالَ بُولُسُ: «هُنَاكَ جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ ٱلْوَاحِدِ؛ رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلٰهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ». (اف ٤:٤-٦) فَرُوحُ يَهْوَهَ وَبَرَكَاتُهُ هِيَ عَلَى مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْوَاحِدِ ٱلَّذِي يَتَعَامَلُ مَعَهُ. لِذَا، حَتَّى لَوْ ضَايَقَنَا أَحَدٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، فَإِلَى أَيْنَ نَذْهَبُ؟! فَمَا مِنْ مَكَانٍ آخَرَ نَسْمَعُ فِيهِ كَلَامَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — يو ٦:٦٨.
«عَطَايَا فِي رِجَالٍ» يُرَوِّجُونَ ٱلْوَحْدَةَ
٨ مَنْ يَسْتَخْدِمُ ٱلْمَسِيحُ لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى صَدِّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُقَسِّمَةِ؟
٨ أَشَارَ بُولُسُ إِلَى مُمَارَسَةٍ كَانَتْ شَائِعَةً بَيْنَ ٱلْجُنُودِ قَدِيمًا لِيُوضِحَ كَيْفَ أَعْطَى يَسُوعُ «عَطَايَا فِي رِجَالٍ» مِنْ أَجْلِ تَوْحِيدِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَٱلْجُنْدِيُّ ٱلْمُنْتَصِرُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ مَعَهُ أَسِيرًا أَجْنَبِيًّا وَيَجْعَلَهُ عَبْدًا يَخْدُمُ زَوْجَتَهُ. (مز ٦٨:١، ١٢، ١٨) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، غَلَبَ يَسُوعُ ٱلْعَالَمَ وَأَخَذَ كَثِيرِينَ أَسْرَى وَلكِنْ بِمِلْءِ إِرَادَتِهِمْ. (اِقْرَأْ افسس ٤:٧، ٨.) فَكَيْفَ يَسْتَخْدِمُ هؤُلَاءِ ٱلْأَسْرَى؟ لَقَدْ «أَعْطَى بَعْضًا كَرُسُلٍ، وَبَعْضًا كَأَنْبِيَاءَ، وَبَعْضًا كَمُبَشِّرِينَ، وَبَعْضًا كَرُعَاةٍ وَمُعَلِّمِينَ، لِأَجْلِ إِصْلَاحِ ٱلْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ، إِلَى أَنْ نَبْلُغَ جَمِيعُنَا إِلَى ٱلْوَحْدَانِيَّةِ فِي ٱلْإِيمَانِ». — اف ٤:١١-١٣.
٩ (أ) كَيْفَ يُحَافِظُ ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› عَلَى وَحْدَتِنَا؟ (ب) لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُسَاهِمَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
٩ كَرُعَاةٍ مُحِبِّينَ، يَسْعَى ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› لِلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا. مِثَالًا عَلَى ذلِكَ، إِذَا لَاحَظَ شَيْخٌ أَنَّ أَخَوَيْنِ ‹يُنَافِسَانِ بَعْضُهُمَا بَعْضًا›، يُمْكِنُ أَنْ يَعْمَلَ عَلَى صَوْنِ وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ بِمَنْحِهِمَا ٱلْمَشُورَةَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ، وَذلِكَ بُغْيَةَ ‹إِصْلَاحِهِمَا بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ›. (غل ٥:٢٦–٦:١) وَكَمُعَلِّمِينَ، يُسَاعِدُنَا هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ عَلَى تَنْمِيَةِ إِيمَانٍ رَاسِخٍ مُؤَسَّسٍ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَهكَذَا، يُرَوِّجُونَ ٱلْوَحْدَةَ وَيُعِينُونَنَا عَلَى إِحْرَازِ ٱلنُّضْجِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَقَدْ ذَكَرَ بُولُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱلنُّضْجِ قَائِلًا: «كَيْ لَا نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا، كَأَنَّمَا تَتَقَاذَفُنَا ٱلْأَمْوَاجُ، وَيَحْمِلُنَا إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ كُلُّ رِيحِ تَعْلِيمٍ بِحِيلَةِ ٱلنَّاسِ، بِٱلْمَكْرِ فِي ٱبْتِدَاعِ ٱلضَّلَالِ». (اف ٤:١٣، ١٤) وَلكِنْ مَاذَا عَنَّا نَحْنُ؟ لَدَى كُلٍّ مِنَّا مَسْؤُولِيَّةُ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي وَحْدَةِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ، تَمَامًا كَمَا يَبْنِي كُلُّ عُضْوٍ فِي جَسَدِنَا ٱلْحَرْفِيِّ ٱلْأَعْضَاءَ ٱلْأُخْرَى بِتَأْدِيَةِ دَوْرِهِ. — اِقْرَأْ افسس ٤:١٥، ١٦.
تَبَنَّ مَوَاقِفَ جَدِيدَةً
١٠ كَيْفَ يُهَدِّدُ ٱلسُّلُوكُ ٱلْفَاسِدُ أَدَبِيًّا وَحْدَتَنَا؟
١٠ يُوضِحُ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ مِنْ رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى ٱلْأَفَسُسِيِّينَ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِفْتَاحُ بُلُوغِ ٱلْوَحْدَةِ كمَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ. وَيُظْهِرُ أَيْضًا مَا تَنْطَوِي عَلَيْهِ هذِهِ ٱلصِّفَةُ. مَثَلًا، إِنَّ مَنْ يَسِيرُ بِحَسَبِ ٱلْمَحَبَّةِ لَا يُمَارِسُ ٱلْعَهَارَةَ وَٱلْفُجُورَ. فَقَدْ حَثَّ بُولُسُ إِخْوَتَهُ ‹أَلَّا يَسِيرُوا بَعْدُ كَمَا يَسِيرُ ٱلْأُمَمُ ٱلَّذِينَ فَقَدُوا كُلَّ حِسٍّ أَدَبِيٍّ وَأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَى ٱلْفُجُورِ›. (اف ٤:١٧-١٩) فِعْلًا، إِنَّ ٱلْعَالَمَ ٱلْفَاسِدَ أَدَبِيًّا يُهَدِّدُ وَحْدَتَنَا. فَٱلنَّاسُ يُلْقُونَ نُكَتًا حَوْلَ ٱلْعَهَارَةِ، يُغَنُّونَ أَغَانِيَ عَنْهَا، يَتَسَلَّوْنَ بِمُشَاهَدَتِهَا، وَيُمَارِسُونَهَا خُفْيَةً أَوْ فِي ٱلْعَلَنِ. لكِنْ حَتَّى ٱلْعَبَثُ مَعَ شَخْصٍ مَا، أَيِ ٱلْإِيحَاءُ لَهُ بِأَنَّكَ مُنْجَذِبٌ إِلَيْهِ جِنْسِيًّا مَعَ أَنَّكَ لَا تَنْوِي ٱلزَّوَاجَ بِهِ، يُمْكِنُ أَنْ يُبْعِدَكَ عَنْ يَهْوَهَ وَعَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْعَهَارَةِ بِكُلِّ سُهُولَةٍ. كَمَا أَنَّ ٱلْعَبَثَ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ ٱلَّذِي يُوقِعُ شَخْصًا مُتَزَوِّجًا فِي ٱلزِّنَى يُمْكِنُ أَنْ يُفَرِّقَ بِقَسْوَةٍ ٱلْأَوْلَادَ عَنْ وَالِدِيهِمْ وَٱلطَّرَفَ ٱلْبَرِيءَ عَنْ رَفِيقِ زَوَاجِهِ. فَيَا لَهُ مِنْ عَامِلٍ مُقَسِّمٍ! فَقَدْ كَانَ لَدَى بُولُسَ سَبَبٌ وَجِيهٌ حِينَ كَتَبَ: «لَمْ تَتَعَلَّمُوا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ هٰكَذَا». — اف ٤:٢٠، ٢١.
١١ أَيُّ تَغْيِيرٍ يُشَجِّعُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى صُنْعِهِ؟
١١ شَدَّدَ بُولُسُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلتَّخَلِّي عَنْ طَرِيقَةِ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُقَسِّمَةِ وَتَبَنِّي مَوَاقِفَ تُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْعَيْشِ بِوِئَامٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. كَتَبَ: ‹اِطْرَحُوا عَنْكُمُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ ٱلَّتِي تُشَاكِلُ سِيرَتَكُمُ ٱلسَّابِقَةَ وَتُفْسَدُ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهَا ٱلْخَادِعَةِ، وَتَجَدَّدُوا فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَكُمْ، وَٱلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ›. (اف ٤:٢٢-٢٤) وَكَيْفَ ‹نَتَجَدَّدُ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَنَا›؟ إِذَا تَأَمَّلْنَا بِتَقْدِيرٍ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَمِنَ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ لِلْإِخْوَةِ ٱلنَّاضِجِينَ، يُمْكِنُنَا بِبَذْلِ ٱلْجُهْدِ أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ «ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ».
تَبَنَّ طَرِيقَةَ كَلَامٍ جَدِيدَةً
١٢ كَيْفَ يُرَوِّجُ ٱلتَّكَلُّمُ بِٱلْحَقِّ ٱلْوَحْدَةَ، وَلِمَاذَا يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ ذلِكَ؟
١٢ إِنَّ ٱلتَّكَلُّمَ بِٱلْحَقِّ مُهِمٌّ جِدًّا لِأَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَٱلْكَلَامُ ٱلْوَاضِحُ وَٱلصَّرِيحُ وَٱللَّطِيفُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَرِّبَ ٱلْأَشْخَاصَ وَاحِدَهُمْ مِنَ ٱلْآخَرِ. (يو ١٥:١٥) وَلكِنْ مَاذَا لَوْ كَذَبَ ٱلْمَرْءُ عَلَى أَخِيهِ؟ حِينَ يَكْتَشِفُ ٱلطَّرَفُ ٱلْآخَرُ هذَا ٱلْأَمْرَ، تَتَزَعْزَعُ ٱلثِّقَةُ بَيْنَهُمَا. لِذلِكَ كَانَ بُولُسُ مُصِيبًا حِينَ كَتَبَ: «تَكَلَّمُوا بِٱلْحَقِّ كُلٌّ مَعَ قَرِيبِهِ، لِأَنَّنَا أَعْضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ». (اف ٤:٢٥) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي ٱعْتَادَ عَلَى ٱلْكَذِبِ رُبَّمَا مِنْ صِغَرِهِ قَدْ يَسْتَصْعِبُ ٱلتَّكَلُّمَ بِٱلصِّدْقِ، إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَرَى جُهُودَهُ وَيُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلتَّغْيِيرِ.
١٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَطْرَحَ عَنَّا كَلَامَ ٱلْإِهَانَةِ؟
١٣ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ أَنَّهُ بِوَضْعِ ضَوَابِطَ صَارِمَةٍ لِكَلَامِنَا نُعَزِّزُ ٱلِٱحْتِرَامَ وَٱلْوَحْدَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْعَائِلَةِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. يَرِدُ فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَفَسُسَ: «لَا يَخْرُجْ مِنْ فَمِكُمْ كَلَامٌ فَاسِدٌ . . . لِيُنْزَعْ مِنْكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَغَضَبٍ وَسُخْطٍ وَصِيَاحٍ وَكَلَامِ إِهَانَةٍ مَعَ كُلِّ سُوءٍ». (اف ٤:٢٩، ٣١) وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِتَجَنُّبِ ٱلْكَلَامِ ٱلْمُؤْذِي هِيَ زِيَادَةُ ٱحْتِرَامِنَا لِلْغَيْرِ. مَثَلًا، إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي يُهِينُ زَوْجَتَهُ بِكَلَامِهِ يَنْبَغِي أَنْ يَسْعَى إِلَى تَغْيِيرِ مَوْقِفِهِ مِنْهَا، وَخُصُوصًا فِيمَا يَتَعَلَّمُ كَيْفَ يُكْرِمُ يَهْوَهُ ٱلنِّسَاءَ. فَقَدْ مَسَحَ بَعْضَ ٱلنِّسَاءِ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مُعْطِيًا إِيَّاهُنَّ رَجَاءَ ٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. (غل ٣:٢٨؛ ١ بط ٣:٧) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ ٱلزَّوْجَةَ ٱلَّتِي ٱعْتَادَتْ أَنْ تَصِيحَ فِي وَجْهِ زَوْجِهَا يَجِبُ أَنْ تَنْدَفِعَ إِلَى ٱلْكَفِّ عَنْ ذلِكَ فِيمَا تَتَعَلَّمُ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ. — ١ بط ٢:٢١-٢٣.
١٤ لِمَاذَا عَدَمُ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ أَمْرٌ خَطِيرٌ؟
١٤ إِنَّ كَلَامَ ٱلْإِهَانَةِ مُرْتَبِطٌ إِلَى حَدٍّ وَثِيقٍ بِعَدَمِ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ. فَهذَا ٱلطَّبْعُ يُمْكِنُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ. فَٱلْغَضَبُ هُوَ كَٱلنَّارِ إِذْ إِنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ تُفْقَدَ ٱلسَّيْطَرَةُ عَلَيْهِ فَيُسَبِّبَ كَارِثَةً. (ام ٢٩:٢٢) لِذلِكَ حَتَّى عِنْدَمَا يَكُونُ ٱلْمَرْءُ مُبَرَّرًا فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱسْتِيَائِهِ، عَلَيْهِ أَنْ يَضْبِطَ غَضَبَهُ لِئَلَّا يُدَمِّرَ عَلَاقَتَهُ بِأَحِبَّائِهِ. كَمَا يَلْزَمُ أَنْ يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى مُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ، وَأَلَّا يُضْمِرُوا ٱلضَّغِينَةَ وَيُثِيرُوا ٱلْمَسْأَلَةَ مُجَدَّدًا. (مز ٣٧:٨؛ ١٠٣:٨، ٩؛ ام ١٧:٩) حَضَّ بُولُسُ ٱلْأَفَسُسِيِّينَ: «اِسْخَطُوا، وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا. لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا». (اف ٤:٢٦، ٢٧) فَعَدَمُ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ يُعْطِي إِبْلِيسَ ٱلْفُرْصَةَ لِزَرْعِ ٱلشِّقَاقِ وَٱلنِّزَاعِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
١٥ مَاذَا يَنْجُمُ عَنْ أَخْذِ مَا لَيْسَ لَنَا؟
١٥ ثَمَّةَ أَمْرٌ آخَرُ يَلْعَبُ دَوْرًا فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ، أَلَا وَهُوَ ٱحْتِرَامُ مُمْتَلَكَاتِ ٱلْغَيْرِ. فَنَحْنُ نَقْرَأُ فِي أَفَسُسَ: «لَا يَسْرِقِ ٱلسَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ». (اف ٤:٢٨) إِنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلثِّقَةِ وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ. وَلكِنْ إِذَا خَانَ مَسِيحِيٌّ هذِهِ ٱلثِّقَةَ بِأَخْذِ مَا لَيْسَ لَهُ يُعَرِّضُ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ لِلْخَطَرِ.
مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ تُوَحِّدُنَا
١٦ كَيْفَ نُقَوِّي وَحْدَتَنَا بِٱلْكَلَامِ ٱلْبَنَّاءِ؟
١٦ اَلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ مُوَحَّدَةٌ لِأَنَّ مَحَبَّتَنَا لِلّٰهِ تَدْفَعُنَا جَمِيعًا إِلَى مُعَامَلَةِ ٱلْآخَرِينَ بِمَحَبَّةٍ. كَمَا أَنَّ تَقْدِيرَنَا لِلُطْفِ يَهْوَهَ يَحُثُّنَا أَنْ نَجِدَّ فِي تَطْبِيقِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «[لِيَخْرُجْ مِنْ فَمِكُمْ] كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ، لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ. . . . كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، ذَوِي حَنَانٍ، مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللّٰهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ». (اف ٤:٢٩، ٣٢) فَإِذَا كَانَ يَهْوَهُ يُسَامِحُنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ، أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُسَامِحَ إِخْوَتَنَا عَلَى نَقَائِصِهِمْ؟
١٧ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى بِجِدٍّ إِلَى تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ؟
١٧ تَجْلُبُ وَحْدَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ. كَمَا أَنَّ رُوحَهُ يَدْفَعُنَا بِعِدَّةِ طَرَائِقَ إِلَى تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ. وَنَحْنُ طَبْعًا لَا نَرْغَبُ فِي مُقَاوَمَةِ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ. كَتَبَ بُولُسُ: «لَا تُحْزِنُوا رُوحَ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسَ». (اف ٤:٣٠) نَعَمْ، إِنَّ ٱلْوَحْدَةَ كَنْزٌ يَسْتَأْهِلُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَيْهِ. فَهِيَ تُفَرِّحُ كُلَّ مَنْ يَنْعَمُونَ بِهَا وَتَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ. فَلْنَعْمَلْ إِذًا بِمُوجِبِ حَضِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ، وَسِيرُوا فِي ٱلْمَحَبَّةِ». — اف ٥:١، ٢.
-