مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الوحدة سمة تميِّز العبادة الحقة
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • اَلْوَحْدَةُ سِمَةٌ تُمَيِّزُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ

      ‏«أَجْعَلُهُمْ فِي وَحْدَةٍ،‏ كَغَنَمٍ فِي ٱلصِّيرَةِ».‏ —‏ مي ٢:‏١٢‏.‏

      ١ كَيْفَ تَتَجَلَّى حِكْمَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْخَلِيقَةِ؟‏

      هَتَفَ أَحَدُ ٱلْمُرَنِّمِينَ ٱلْمُلْهَمِينَ:‏ «يَا لَكَثْرَةِ أَعْمَالِكَ يَا يَهْوَهُ!‏ كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ.‏ مَلْآنَةٌ ٱلْأَرْضُ مِنْ نِتَاجِكَ».‏ (‏مز ١٠٤:‏٢٤‏)‏ نَعَمْ،‏ تَتَجَلَّى حِكْمَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱعْتِمَادِ مَلَايِينِ ضُرُوبِ ٱلنَّبَاتَاتِ،‏ وَٱلْحَشَرَاتِ،‏ وَٱلْحَيَوَانَاتِ،‏ وَٱلْبَكْتِيرْيَا وَاحِدِهَا عَلَى ٱلْآخَرِ فِي شَبَكَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمُذْهِلَةِ وَٱلْمُعَقَّدَةِ عَلَى أَرْضِنَا هذِهِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ هُنَالِكَ فِي جِسْمِكَ آلَافُ ٱلْآلِيَّاتِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ —‏ بَدْءًا مِنْ أَعْضَائِكَ ٱلْكَبِيرَةِ وُصُولًا إِلَى ٱلْجُزَيْئَاتِ ٱلْمُتَنَاهِيَةِ ٱلصِّغَرِ فِي خَلَايَاكَ —‏ ٱلَّتِي تَعْمَلُ مَعًا لِتَجْعَلَ مِنْكَ كَائِنًا مُتَكَامِلًا.‏

      ٢ حَسَبَ ٱلصُّورَةِ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٣،‏ لِمَاذَا لَا بُدَّ أَنَّ وَحْدَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بَدَتْ مُعْجِزَةً؟‏

      ٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ خَلَقَ يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ بِحَاجَةٍ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ.‏ فَقَدْ مَنَحَهُمْ شَخْصِيَّاتٍ وَمَهَارَاتٍ وَأَشْكَالًا مُتَنَوِّعَةً.‏ كَمَا وَهَبَ ٱلرَّجُلَ وَٱلْمَرْأَةَ ٱلْأَوَّلَيْنِ صِفَاتٍ إِلهِيَّةً تُمَكِّنُهُمَا مِنَ ٱلتَّعَاوُنِ مَعًا وَٱلِٱعْتِمَادِ وَاحِدَهُمَا عَلَى ٱلْآخَرِ.‏ (‏تك ١:‏٢٧؛‏ ٢:‏١٨‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْبَشَرَ بِشَكْلٍ عَامٍّ مُبْعَدُونَ عَنِ ٱللّٰهِ وَلَمْ يَنْجَحُوا يَوْمًا فِي ٱلْعَمَلِ مَعًا بِوَحْدَةٍ.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ نَظَرًا إِلَى ذلِكَ،‏ لَا بُدَّ أَنَّ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَدَتْ مُعْجِزَةً.‏ فَتِلْكَ ٱلْجَمَاعَةُ كَانَتْ تَضُمُّ أُنَاسًا مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ:‏ عَبِيدًا أفَسُسِيِّينَ،‏ نِسَاءً يُونَانِيَّاتٍ بَارِزَاتٍ،‏ رِجَالًا يَهُودًا مُثَقَّفِينَ،‏ وَعَبَدَةَ أَصْنَامٍ سَابِقِينَ.‏ —‏ اع ١٣:‏١؛‏ ١٧:‏٤؛‏ ١ تس ١:‏٩؛‏ ١ تي ٦:‏١‏.‏

      ٣ كَيْفَ يَصِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَحْدَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذَا ٱلدَّرْسِ؟‏

      ٣ إِنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ تُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلتَّعَاوُنِ مَعًا تَمَامًا كَأَعْضَاءِ ٱلْجَسَدِ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏‏)‏ وَبِهذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ سَنُعَالِجُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ كَيْفَ تُوَحِّدُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ ٱلنَّاسَ؟‏ لِمَاذَا يَهْوَهُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي فِي وُسْعِهِ أَنْ يُوَحِّدَ مَلَايِينَ ٱلْأَشْخَاصِ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ؟‏ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا؟‏ وَكَيْفَ تَخْتَلِفُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْحَقَّةُ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْوَحْدَةِ؟‏

      كَيْفَ تُوَحِّدُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ ٱلنَّاسَ؟‏

      ٤ كَيْفَ تُوَحِّدُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ ٱلنَّاسَ؟‏

      ٤ يُدْرِكُ مُمَارِسُو ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ أَنَّ يَهْوَهَ،‏ بِوَصْفِهِ خَالِقَ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ،‏ هُوَ ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلشَّرْعِيُّ فِي ٱلْكَوْنِ.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ،‏ يُطَبِّقُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلشَّرَائِعَ ٱلْإِلهِيَّةَ نَفْسَهَا وَيَتَقَيَّدُونَ بِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَيْنِهَا رَغْمَ ٱخْتِلَافِ مُحِيطِهِمْ وَظُرُوفِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ جَمِيعًا يَدْعُونَ يَهْوَهَ «أَبَانَا».‏ (‏اش ٦٤:‏٨؛‏ مت ٦:‏٩‏)‏ لِذلِكَ هُمْ إِخْوَةٌ فِي ٱلْإِيمَانِ وَيَنْعَمُونَ بِٱلْوَحْدَةِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي وَصَفَهَا صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ حِينَ قَالَ:‏ «هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَحْلَى أَنْ يَسْكُنَ ٱلْإِخْوَةُ مَعًا فِي وَحْدَةٍ!‏».‏ —‏ مز ١٣٣:‏١‏.‏

      ٥ أَيَّةُ صِفَةٍ تُسَاهِمُ فِي وَحْدَةِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟‏

      ٥ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ نَاقِصُونَ،‏ لكِنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ ٱلْعِبَادَةَ مَعًا بِوَحْدَةٍ لِأَنَّهُمْ تَعَلَّمُوا أَنْ يُحِبُّوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرُ.‏ فَيَهْوَهُ هُوَ خَيْرُ مَنْ يُعَلِّمُهُمُ ٱلْمَحَبَّةَ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ يوحنا ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ تَقُولُ كَلِمَتُهُ:‏ «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ،‏ وَٱللُّطْفَ،‏ وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ،‏ وَٱلْوَدَاعَةَ،‏ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ.‏ اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ.‏ كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا.‏ وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا،‏ ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ،‏ فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ».‏ (‏كو ٣:‏١٢-‏١٤‏)‏ فَرِبَاطُ ٱلْوَحْدَةِ ٱلْكَامِلُ هذَا —‏ ٱلْمَحَبَّةُ —‏ هُوَ ٱلسِّمَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ أَوَلَمْ تَلْمُسْ أَنْتَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ ٱلْوَحْدَةَ هِيَ عَلَامَةٌ فَارِقَةٌ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟‏ —‏ يو ١٣:‏٣٥‏.‏

      ٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا رَجَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْوَحْدَةِ؟‏

      ٦ وَٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُوَحَّدُونَ أَيْضًا لِأَنَّهُمْ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى أَنَّهُ ٱلرَّجَاءُ ٱلْوَحِيدُ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ فَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ سَيَحِلُّ قَرِيبًا مَحَلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَيُبَارِكُ ٱلنَّاسَ ٱلطَّائِعِينَ بِسَلَامٍ أَصِيلٍ لَا نِهَايَةَ لَهُ.‏ (‏اش ١١:‏٤-‏٩؛‏ دا ٢:‏٤٤‏)‏ لِذلِكَ يُطَبِّقُونَ مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنْ أَتْبَاعِهِ:‏ «لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏يو ١٧:‏١٦‏)‏ وَلِأَنَّهُمْ يَبْقَوْنَ حِيَادِيِّينَ فِي ٱلنِّزَاعَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةِ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْوَحْدَةِ حَتَّى عِنْدَمَا يَكُونُ ٱلْآخَرُونَ فِي سَاحَةِ ٱلْمَعْرَكَةِ.‏

      اَلْمَصْدَرُ ٱلْوَحِيدُ لِلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ

      ٧،‏ ٨ كَيْفَ يُسَاهِمُ ٱلْإِرْشَادُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي وَحْدَتِنَا؟‏

      ٧ كَانَ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مُوَحَّدِينَ لِأَنَّهُمْ نَالُوا جَمِيعًا ٱلتَّشْجِيعَ وَٱلْإِرْشَادَ مِنَ ٱلْمَصْدَرِ ذَاتِهِ.‏ فَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّ يَسُوعَ يُعَلِّمُ ٱلْجَمَاعَةَ وَيُوَجِّهُهَا مِنْ خِلَالِ هَيْئَةٍ حَاكِمَةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَقَدْ أَسَّسَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْأُمَنَاءُ قَرَارَاتِهِمْ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَنَقَلُوا إِرْشَادَاتِهِمْ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ عَنْ طَرِيقِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ بَعْضِ هؤُلَاءِ ٱلنُّظَّارِ:‏ «إِذْ كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي ٱلْمُدُنِ كَانُوا يُسَلِّمُونَهُمُ ٱلْأَحْكَامَ ٱلَّتِي قَرَّرَهَا ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِكَيْ يَحْفَظُوهَا».‏ —‏ اع ١٥:‏٦،‏ ١٩-‏٢٢؛‏ ١٦:‏٤‏.‏

      ٨ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ تُسَاهِمُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْمُؤَلَّفَةُ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏ فَهِيَ تَنْشُرُ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ بِلُغَاتٍ عَدِيدَةٍ.‏ وَهذَا ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ مُؤَسَّسٌ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ لِذَا فَإِنَّ مَا نَتَعَلَّمُهُ مَصْدَرُهُ يَهْوَهُ لَا ٱلْبَشَرُ.‏ —‏ اش ٥٤:‏١٣‏.‏

      ٩ كَيْفَ يُوَحِّدُنَا ٱلْعَمَلُ ٱلْمُوكَلُ إِلَيْنَا مِنَ ٱللّٰهِ؟‏

      ٩ يُرَوِّجُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَيْضًا ٱلْوَحْدَةَ بِأَخْذِهِمِ ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ وَمَنْ يَقُومُونَ مَعًا بِهذَا ٱلْعَمَلِ تَتَوَلَّدُ بَيْنَهُمْ عَلَاقَةٌ أَوْثَقُ بِكَثِيرٍ مِنْ تِلْكَ ٱلَّتِي تَجْمَعُ أَهْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ يُعَاشِرُونَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ لِمُجَرَّدِ قَضَاءِ ٱلْوَقْتِ.‏ فَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ لَمْ تَتَأَسَّسْ لِتَكُونَ نَادِيًا ٱجْتِمَاعِيًّا،‏ بَلْ لِإِكْرَامِ يَهْوَهَ وَإِنْجَازِ ٱلْعَمَلِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهَا:‏ اَلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ ٱلتَّلْمَذَةِ،‏ وَبِنَاءِ ٱلْإِخْوَةِ.‏ (‏رو ١:‏١١،‏ ١٢؛‏ ١ تس ٥:‏١١؛‏ عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَقَدْ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «إِنَّكُمْ ثَابِتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ،‏ وَتُنَاضِلُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ فِي سَبِيلِ إِيمَانِ ٱلْبِشَارَةِ».‏ —‏ في ١:‏٢٧‏.‏

      ١٠ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي تُوَحِّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٠ خُلَاصَةُ ٱلْكَلَامِ هِيَ أَنَّنَا مُوَحَّدُونَ لِأَنَّنَا نَقْبَلُ يَهْوَهَ مُتَسَلِّطًا،‏ نُحِبُّ إِخْوَتَنَا،‏ نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِصِفَتِهِ ٱلرَّجَاءَ ٱلْوَحِيدَ،‏ وَنَحْتَرِمُ ٱلَّذِينَ يَسْتَخْدِمُهُمُ ٱللّٰهُ لِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ بَيْنَنَا.‏ وَمَا يُسَاهِمُ فِي وَحْدَتِنَا أَيْضًا هُوَ مُسَاعَدَةُ يَهْوَهَ لَنَا عَلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنْ بَعْضِ ٱلْمَوَاقِفِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ،‏ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ،‏ أَنْ تُعَرِّضَ وَحْدَتَنَا لِلْخَطَرِ.‏ —‏ رو ١٢:‏٢‏.‏

      اَلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلْكِبْرِيَاءِ وَٱلْحَسَدِ

      ١١ لِمَاذَا تُفَرِّقُ ٱلْكِبْرِيَاءُ ٱلنَّاسَ،‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا؟‏

      ١١ اَلْكِبْرِيَاءُ تُفَرِّقُ ٱلنَّاسَ.‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَكَبِّرُ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ أَسْمَى مِنَ ٱلْآخَرِينَ وَغَالِبًا مَا يُرْضِي غُرُورَهُ بِٱلتَّفَاخُرِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ذلِكَ يَقِفُ عَادَةً عَقَبَةً فِي وَجْهِ ٱلْوَحْدَةِ لِأَنَّ ٱلْحَسَدَ يُمْكِنُ أَنْ يَدِبَّ فِي ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ يَتَفَاخَرُ.‏ يَقُولُ لَنَا ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ بِصَرَاحَةٍ:‏ «كُلُّ ٱفْتِخَارٍ كَهٰذَا شِرِّيرٌ».‏ (‏يع ٤:‏١٦‏)‏ فَمُعَامَلَةُ ٱلْغَيْرِ وَكَأَنَّهُمْ أَقَلُّ شَأْنًا لَا تَنِمُّ عَنْ مَحَبَّةٍ.‏ وَٱللَّافِتُ هُوَ مِثَالُ يَهْوَهَ فِي ٱلتَّوَاضُعِ؛‏ فَهُوَ يَتَعَامَلُ مَعَ أُنَاسٍ نَاقِصِينَ مِثْلِنَا.‏ كَتَبَ دَاوُدُ:‏ «تَوَاضُعُكَ [يَا اَللّٰهُ] يُعَظِّمُنِي».‏ (‏٢ صم ٢٢:‏٣٦‏)‏ وَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تُعَلِّمُنَا أَنْ نُفَكِّرَ بِطَرِيقَةٍ صَائِبَةٍ بُغْيَةَ ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ.‏ فَقَدْ سَأَلَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ:‏ «مَنْ يَجْعَلُكَ مُخْتَلِفًا عَنْ غَيْرِكَ؟‏ بَلْ أَيُّ شَيْءٍ عِنْدَكَ لَمْ تَنَلْهُ؟‏ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ نِلْتَهُ،‏ فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَنَلْهُ؟‏».‏ —‏ ١ كو ٤:‏٧‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ لِمَاذَا مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَحْسُدَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَنْجُمُ عَنْ تَبَنِّي نَظْرَةِ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ١٢ وَٱلْحَسَدُ صِفَةٌ شَائِعَةٌ أُخْرَى تَقِفُ عَقَبَةً فِي وَجْهِ ٱلْوَحْدَةِ.‏ فَبِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْمَوْرُوثِ،‏ لَدَيْنَا كُلِّنَا «نَزْعَةٌ إِلَى ٱلْحَسَدِ».‏ حَتَّى ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ قَدْ يَحْسُدُونَ أَحْيَانًا ٱلْغَيْرَ عَلَى ظُرُوفِهِمْ،‏ مُمْتَلَكَاتِهِمِ،‏ ٱمْتِيَازَاتِهِمْ،‏ أَوْ قُدُرَاتِهِمْ.‏ (‏يع ٤:‏٥‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَدْ يَحْسُدُ أَخٌ لَدَيْهِ عَائِلَةٌ خَادِمًا كَامِلَ ٱلْوَقْتِ بِسَبَبِ ٱمْتِيَازَاتِهِ،‏ دُونَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ هذَا ٱلْأَخِيرَ رُبَّمَا يَحْسُدُهُ قَلِيلًا لِأَنَّ لَدَيْهِ أَوْلَادًا.‏ فَكَيْفَ نَمْنَعُ ٱلْحَسَدَ مِنْ تَمْزِيقِ وَحْدَتِنَا؟‏

      ١٣ مِنَ ٱلْمُفِيدِ ٱلتَّذَكُّرُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُشَبِّهُ أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِأَعْضَاءِ ٱلْجَسَدِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٢:‏١٤-‏١٨‏.‏‏)‏ مَثَلًا،‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَيْنَ عُضْوٌ بَارِزٌ فِي ٱلْجَسَدِ بِخِلَافِ ٱلْقَلْبِ،‏ وَلكِنْ أَلَيْسَ ٱلْعُضْوَانِ مُهِمَّيْنِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ؟‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُقَدِّرُ يَهْوَهُ كُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ حَتَّى لَوْ بَرَزَ ٱلْبَعْضُ لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ.‏ لِذلِكَ،‏ عِوَضَ أَنْ نَحْسُدَ إِخْوَتَنَا،‏ لِنَتَبَنَّ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَيْهِمْ وَنُعْرِبْ عَنِ ٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ بِهِمْ.‏ وَهكَذَا،‏ نُسَاهِمُ فِي جَعْلِ ٱلْفَرْقِ وَاضِحًا بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَكَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏

      اَلِٱنْقِسَامُ يَسِمُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ

      ١٤،‏ ١٥ كَيْفَ تَمَزَّقَتْ وَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُرْتَدَّةِ؟‏

      ١٤ هُنَالِكَ تَبَايُنٌ شَاسِعٌ بَيْنَ وَحْدَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَٱلشِّقَاقِ فِي كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ فَبِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلرَّابِعِ،‏ كَانَتِ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْمُرْتَدَّةُ قَدِ ٱنْتَشَرَتْ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ،‏ فَقَامَ إِمْبَرَاطُورٌ رُومَانِيٌّ وَثَنِيٌّ بِتَوَلِّي شُؤُونِهَا.‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ هُوَ مَا سَاهَمَ فِي نُشُوءِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ لكِنْ بَعْدَ ذلِكَ،‏ ٱنْشَقَّ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمَمَالِكِ عَنْ رُومَا ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى وَأَقَامَتْ دِينَهَا ٱلْخَاصَّ.‏

      ١٥ وَطَوَالَ قُرُونٍ،‏ تَحَارَبَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ هذِهِ ٱلْمَمَالِكِ فِي مَا بَيْنَهَا.‏ وَفِي ٱلْقَرْنَيْنِ الـ‍ ١٧ وَالـ‍ ١٨،‏ رَوَّجَ ٱلْبَعْضُ فِي بَرِيطَانْيَا وَفَرَنْسَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْوَلَاءَ لِلدَّوْلَةِ،‏ بِحَيْثُ صَارَتِ ٱلْقَوْمِيَّةُ بِمَثَابَةِ دِينٍ.‏ ثُمَّ فِي ٱلْقَرْنَيْنِ الـ‍ ١٩ وَالـ‍ ٢٠،‏ بَدَأَتِ ٱلْقَوْمِيَّةُ تَسْتَحْوِذُ عَلَى تَفْكِيرِ مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ.‏ وَفِي آخِرِ ٱلْمَطَافِ،‏ ٱنْقَسَمَتْ كَنَائِسُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ إِلَى عِدَّةِ طَوَائِفَ تُجِيزُ غَالِبِيَّتُهَا رُوحَ ٱلْقَوْمِيَّةِ.‏ وَهكَذَا،‏ رَاحَ مُرْتَادُو ٱلْكَنَائِسِ يُحَارِبُونَ نُظَرَاءَهُمْ فِي ٱلدُّوَلِ ٱلْأُخْرَى.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ نَرَى ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْيَوْمَ مُنْقَسِمًا بِسَبَبِ ٱلطَّائِفِيَّةِ وَٱلْقَوْمِيَّةِ.‏

      ١٦ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي تُقَسِّمُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ؟‏

      ١٦ فِي ٱلْقَرْنِ الـ‍ ٢٠،‏ أَنْشَأَ ٱلْبَعْضُ مِنْ مِئَاتِ طَوَائِفِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْحَرَكَةَ ٱلْمَسْكُونِيَّةَ سَعْيًا وَرَاءَ ٱلْوَحْدَةِ.‏ لكِنْ بَعْدَ عُقُودٍ مِنَ ٱلْجُهُودِ،‏ لَمْ تَنْدَمِجْ سِوَى قِلَّةٍ مِنْهَا،‏ وَلَا يَزَالُ مُرْتَادُو ٱلْكَنَائِسِ مُنْقَسِمِينَ حَوْلَ مَسَائِلَ كَٱلتَّطَوُّرِ،‏ ٱلْإِجْهَاضِ،‏ مُضَاجَعَةِ ٱلنَّظِيرِ،‏ وَرَسْمِ ٱلنِّسَاءِ كَاهِنَاتٍ.‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ يُحَاوِلُونَ تَوْحِيدَ ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلطَّوَائِفِ بِٱلتَّقْلِيلِ مِنْ شَأْنِ عَقَائِدَ كَانَتْ تُسَبِّبُ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ سَابِقًا.‏ إِلَّا أَنَّ هذَا ٱلْأَمْرَ يُضْعِفُ ٱلْإِيمَانَ وَلَا يُوَحِّدُ إِطْلَاقًا ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُنْقَسِمَ.‏

      اَلتَّرَفُّعُ عَنِ ٱلْقَوْمِيَّةِ

      ١٧ كَيْفَ أُنْبِئَ أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ سَتُوَحِّدُ ٱلنَّاسَ «فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ»؟‏

      ١٧ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ مُنْقَسِمٌ ٱلْآنَ إِلَى حَدٍّ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ،‏ لَا تَزَالُ ٱلْوَحْدَةُ تُمَيِّزُ ٱلْعُبَّادَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ فَقَدْ تَنَبَّأَ نَبِيُّ ٱللّٰهِ مِيخَا:‏ «أَجْعَلُهُمْ فِي وَحْدَةٍ،‏ كَغَنَمٍ فِي ٱلصِّيرَةِ».‏ (‏مي ٢:‏١٢‏)‏ كَمَا أَنْبَأَ أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ سَتَكُونُ مُرَفَّعَةً فَوْقَ سَائِرِ أَشْكَالِ ٱلْعِبَادَةِ،‏ سَوَاءٌ كَانَتْ تُقَدَّمُ لِلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ أَوْ لِلدَّوْلَةِ.‏ كَتَبَ:‏ «يَكُونُ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ يَهْوَهَ يَكُونُ ثَابِتًا فَوْقَ رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ،‏ وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ ٱلتِّلَالِ،‏ وَتَجْرِي إِلَيْهِ شُعُوبٌ.‏ .‏ .‏ .‏ جَمِيعُ ٱلشُّعُوبِ يَسِيرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ،‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَسِيرُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا».‏ —‏ مي ٤:‏١،‏ ٥‏.‏

      ١٨ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ تُسَاعِدُنَا ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِهَا؟‏

      ١٨ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ وَصَفَ مِيخَا كَيْفَ سَتُوَحِّدُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ أَعْدَاءً سَابِقِينَ.‏ قَالَ:‏ «تَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ:‏ ‹هَلُمَّ نَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ يَهْوَهَ وَإِلَى بَيْتِ إِلٰهِ يَعْقُوبَ،‏ فَيُعَلِّمُنَا عَنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكُ فِي سُبُلِهِ›.‏ .‏ .‏ .‏ فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ.‏ لَا تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا وَلَا يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ».‏ (‏مي ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَٱلَّذِينَ يَهْجُرُونَ عِبَادَةَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلصُّنْعِ أَوْ يَتَحَرَّرُونَ مِنْ رُوحِ ٱلْقَوْمِيَّةِ لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ يَتَمَتَّعُونَ بِوَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ.‏ فَٱللّٰهُ يُعَلِّمُهُمْ طُرُقَ ٱلْمَحَبَّةِ.‏

      ١٩ عَلَامَ يَدُلُّ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ تَوْحِيدُ مَلَايِينِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟‏

      ١٩ إِنَّ وَحْدَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْعَالَمِيَّةَ فَرِيدَةٌ مِنْ نَوْعِهَا،‏ وَهِيَ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَزَالُ يُرْشِدُ شَعْبَهُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ.‏ فَأُنَاسٌ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ يَتَّحِدُونَ مَعًا عَلَى نِطَاقٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ.‏ وَهذَا إِتْمَامٌ لَافِتٌ لِكَلِمَاتِ ٱلرُّؤْيَا ٧:‏٩،‏ ١٤‏،‏ وَيُظْهِرُ أَنَّ مَلَائِكَةَ ٱللّٰهِ سَيُطْلِقُونَ عَمَّا قَرِيبٍ ‹ٱلرِّيَاحَ› ٱلَّتِي سَتُدَمِّرُ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرَ ٱلْحَاضِرَ.‏ (‏اِقْرَأْ رؤيا ٧:‏١-‏٤،‏ ٩،‏ ١٠،‏ ١٤‏.‏‏)‏ أَوَلَيْسَ شَرَفًا عَظِيمًا أَنْ نَكُونَ جُزْءًا مِنْ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلْمُوَحَّدِ؟‏ لكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَلْعَبَ دَوْرًا فِي تَعْزِيزِ هذِهِ ٱلْوَحْدَةِ؟‏ هذَا مَا سَتُنَاقِشُهُ مَقَالَتُنَا ٱلتَّالِيَةُ.‏

  • الوحدة المسيحية تمجِّد اللّٰه
    برج المراقبة ٢٠١٠ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • اَلْوَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تُمَجِّدُ ٱللّٰهَ

      ‏‹لِنَسْعَ بِجِدٍّ أَنْ نَحْفَظَ وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ›.‏ —‏ اف ٤:‏٣‏.‏

      ١ كَيْفَ جَلَبَ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فِي أَفَسُسَ ٱلْمَجْدَ لِلّٰهِ؟‏

      جَلَبَتْ وَحْدَةُ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي أَفَسُسَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلْمَجْدَ لِلْإِلهِ ٱلْحَقِّ،‏ يَهْوَهَ.‏ فَفِي ذلِكَ ٱلْمَرْكَزِ ٱلتِّجَارِيِّ ٱلْمُزْدَهِرِ،‏ كَانَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حَسْبَمَا يَتَّضِحُ مَالِكِي عَبِيدٍ وَاسِعِي ٱلثَّرَاءِ،‏ فِي حِينِ كَانَ آخَرُونَ عَبِيدًا وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ فُقَرَاءَ جِدًّا.‏ (‏اف ٦:‏٥،‏ ٩‏)‏ وَكَانَ ٱلْبَعْضُ يَهُودًا تَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ فِي ٱلْأَشْهُرِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّتِي كَرَزَ خِلَالَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي مَجْمَعِهِمْ.‏ أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فَكَانُوا فِي ٱلسَّابِقِ عُبَّادًا لِأَرْطَامِيسَ يُمَارِسُونَ ٱلْفُنُونَ ٱلسِّحْرِيَّةَ.‏ (‏اع ١٩:‏٨،‏ ١٩،‏ ٢٦‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْحَقَّةَ ٱسْتَقْطَبَتْ أُنَاسًا مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ.‏ وَإِذْ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ وَحْدَةَ هذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ تُمَجِّدُ يَهْوَهَ،‏ كَتَبَ:‏ «لَهُ ٱلْمَجْدُ بِوَاسِطَةِ ٱلْجَمَاعَةِ».‏ —‏ اف ٣:‏٢١‏.‏

      ٢ لِمَاذَا كَانَتْ وَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِأَفَسُسَ فِي خَطَرٍ؟‏

      ٢ مَعَ ذلِكَ،‏ كَانَتِ ٱلْوَحْدَةُ ٱلرَّائِعَةُ ٱلَّتِي نَعِمَتْ بِهَا جَمَاعَةُ أَفَسُسَ فِي خَطَرٍ.‏ فَقَدْ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلشُّيُوخَ هُنَاكَ:‏ «مِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ».‏ (‏اع ٢٠:‏٣٠‏)‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ لَمْ يَكُونُوا قَدْ تَخَلَّصُوا كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْمُقَسِّمِ ٱلَّذِي قَالَ عَنْهُ بُولُسُ إِنَّهُ «يَعْمَلُ .‏ .‏ .‏ فِي أَبْنَاءِ ٱلْعِصْيَانِ».‏ —‏ اف ٢:‏٢؛‏ ٤:‏٢٢‏.‏

      رِسَالَةٌ تُشَدِّدُ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ

      ٣،‏ ٤ كَيْفَ تُشَدِّدُ رِسَالَةُ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ؟‏

      ٣ عَرَفَ بُولُسُ أَنَّهُ كَيْ يَتَمَكَّنَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنَ ٱلتَّعَاوُنِ مَعًا بِٱسْتِمْرَارٍ،‏ عَلَى كُلٍّ مِنْهُمْ أَنْ يَبْذُلَ جُهْدًا جِدِّيًّا لِتَعْزِيزِ ٱلْوَحْدَةِ.‏ وَقَدْ أَوْحَى ٱللّٰهُ إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ رِسَالَةً إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ٱلْوَحْدَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَتَبَ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَنْ «يَجْمَعَ ثَانِيَةً كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ فِي ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏اف ١:‏١٠‏)‏ كَمَا أَنَّهُ شَبَّهَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلْحِجَارَةِ ٱلَّتِي تُؤَلِّفُ ٱلْبِنَاءَ،‏ قَائِلًا:‏ «يَنْمُو كُلُّ ٱلْبِنَاءِ،‏ وَهُوَ مُقْتَرِنٌ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ،‏ لِيَصِيرَ هَيْكَلًا مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ».‏ (‏اف ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ إِلَى جَانِبِ ذلِكَ،‏ شَدَّدَ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ ٱلْقَائِمَةِ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ وَذَكَّرَهُمْ بِأَنَّ ٱللّٰهَ خَلَقَهُمْ جَمِيعًا.‏ فَقَدْ أَشَارَ إِلَى يَهْوَهَ عَلَى أَنَّهُ «ٱلْآبُ،‏ ٱلَّذِي لَهُ تَدِينُ كُلُّ عَائِلَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ بِٱسْمِهَا».‏ —‏ اف ٣:‏٥،‏ ٦،‏ ١٠-‏١٥‏.‏

      ٤ فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ٱلْإِصْحَاحَ ٤ مِنَ ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَفَسُسَ وَنَرَ لِمَاذَا تَتَطَلَّبُ ٱلْوَحْدَةُ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ،‏ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَتَّحِدَ،‏ وَأَيَّةُ أُمُورٍ تَلْعَبُ دَوْرًا فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا.‏ فَمَا رَأْيُكَ أَنْ تَقْرَأَ هذَا ٱلْإِصْحَاحَ بِكَامِلِهِ لِتَكْتَسِبَ فَائِدَةً أَكْبَرَ مِنْ مُنَاقَشَتِنَا هذِهِ؟‏

      لِمَاذَا تَتَطَلَّبُ ٱلْوَحْدَةُ جُهْدًا جِدِّيًّا

      ٥ لِمَاذَا تَسْتَطِيعُ ٱلْمَلَائِكَةُ خِدْمَةَ ٱللّٰهِ بِوَحْدَةٍ،‏ وَأَيُّ أَمْرٍ يُصَعِّبُ عَلَيْنَا بُلُوغَ ٱلْوَحْدَةِ؟‏

      ٥ نَاشَدَ بُولُسُ إِخْوَتَهُ فِي أَفَسُسَ أَنْ ‹يَسْعَوْا بِجِدٍّ لِحِفْظِ وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ›.‏ (‏اف ٤:‏٣‏)‏ وَلِنَفْهَمَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْجُهْدِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ ٱلتَّأَمُّلُ فِي حَالَةِ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ.‏ بِمَا أَنَّهُ مَا مِنْ كَائِنَيْنِ أَرْضِيَّيْنِ مُتَمَاثِلَانِ بِٱلتَّمَامِ،‏ فَمِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ كُلًّا مِنْ مَلَائِكَتِهِ ٱلَّذِينَ يُعَدُّونَ بِٱلْمَلَايِينِ بِشَخْصِيَّةٍ مُتَمَيِّزَةٍ.‏ (‏دا ٧:‏١٠‏)‏ إِلَّا أَنَّهُمْ جَمِيعًا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِوَحْدَةٍ لِأَنَّهُمْ يُصْغُونَ إِلَيْهِ وَيَعْمَلُونَ مَشِيئَتَهُ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ١٠٣:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏‏)‏ اَلْمَسِيحِيُّونَ أَيْضًا لَدَيْهِمْ مِيزَاتٌ مُتَنَوِّعَةٌ،‏ لكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ يَمْلِكُونَ عُيُوبًا مُخْتَلِفَةً.‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ هُوَ مَا يُصَعِّبُ عَلَيْهِمْ بُلُوغَ ٱلْوَحْدَةِ.‏

      ٦ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّعَاوُنِ مَعَ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ عُيُوبٌ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ عُيُوبِنَا؟‏

      ٦ مِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ تَنْشَأَ ٱلْخِلَافَاتُ حِينَ يُحَاوِلُ أُنَاسٌ نَاقِصُونَ ٱلتَّعَاوُنَ مَعًا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ مَاذَا لَوْ كَانَ أَخَوَانِ يَخْدُمَانِ يَهْوَهَ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ،‏ أَحَدُهُمَا وَدِيعٌ لكِنْ مِنْ عَادَتِهِ ٱلْوُصُولُ مُتَأَخِّرًا وَٱلْآخَرُ دَقِيقٌ فِي ٱلْمَوَاعِيدِ إِنَّمَا سَرِيعُ ٱلْغَضَبِ؟‏ قَدْ يَشْعُرُ كُلٌّ مِنْهُمَا أَنَّ تَصَرُّفَ ٱلْآخَرِ غَيْرُ لَائِقٍ وَرُبَّمَا يَنْسَيَانِ أَنَّهُمَا كِلَيْهِمَا يُقَصِّرَانِ فِي نَاحِيَةٍ مَا.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِهذَيْنِ ٱلْأَخَوَيْنِ ٱلْخِدْمَةُ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ؟‏ لَاحِظْ كَيْفَ تُسَاعِدُهُمَا ٱلصِّفَاتُ ٱلَّتِي نَصَحَ بِهَا بُولُسُ،‏ وَفَكِّرْ كَيْفَ نَسْتَطِيعُ نَحْنُ تَنْمِيَتَهَا لِتَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ.‏ كَتَبَ:‏ «أُنَاشِدُكُمْ .‏ .‏ .‏ أَنْ تَسِيرُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا،‏ بِكُلِّ ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ وَوَدَاعَةٍ،‏ بِطُولِ أَنَاةٍ،‏ مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ،‏ سَاعِينَ بِجِدٍّ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ».‏ —‏ اف ٤:‏١-‏٣‏.‏

      ٧ لِمَاذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَسْعَى لِلْعَمَلِ بِٱتِّحَادٍ مَعَ غَيْرِنَا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاقِصِينَ؟‏

      ٧ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نَخْدُمُ ٱللّٰهَ بِوَحْدَةٍ إِلَى جَانِبِ أَشْخَاصٍ نَاقِصِينَ مِثْلِنَا لِأَنَّ هُنَالِكَ جَمَاعَةً وَاحِدَةً مِنَ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَا غَيْرُ.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «هُنَاكَ جَسَدٌ وَاحِدٌ،‏ وَرُوحٌ وَاحِدٌ،‏ كَمَا دُعِيتُمْ فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ ٱلْوَاحِدِ؛‏ رَبٌّ وَاحِدٌ،‏ إِيمَانٌ وَاحِدٌ،‏ مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ،‏ إِلٰهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ».‏ (‏اف ٤:‏٤-‏٦‏)‏ فَرُوحُ يَهْوَهَ وَبَرَكَاتُهُ هِيَ عَلَى مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْوَاحِدِ ٱلَّذِي يَتَعَامَلُ مَعَهُ.‏ لِذَا،‏ حَتَّى لَوْ ضَايَقَنَا أَحَدٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ فَإِلَى أَيْنَ نَذْهَبُ؟‏!‏ فَمَا مِنْ مَكَانٍ آخَرَ نَسْمَعُ فِيهِ كَلَامَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ يو ٦:‏٦٨‏.‏

      ‏«عَطَايَا فِي رِجَالٍ» يُرَوِّجُونَ ٱلْوَحْدَةَ

      ٨ مَنْ يَسْتَخْدِمُ ٱلْمَسِيحُ لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى صَدِّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُقَسِّمَةِ؟‏

      ٨ أَشَارَ بُولُسُ إِلَى مُمَارَسَةٍ كَانَتْ شَائِعَةً بَيْنَ ٱلْجُنُودِ قَدِيمًا لِيُوضِحَ كَيْفَ أَعْطَى يَسُوعُ «عَطَايَا فِي رِجَالٍ» مِنْ أَجْلِ تَوْحِيدِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَٱلْجُنْدِيُّ ٱلْمُنْتَصِرُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ مَعَهُ أَسِيرًا أَجْنَبِيًّا وَيَجْعَلَهُ عَبْدًا يَخْدُمُ زَوْجَتَهُ.‏ (‏مز ٦٨:‏١،‏ ١٢،‏ ١٨‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ غَلَبَ يَسُوعُ ٱلْعَالَمَ وَأَخَذَ كَثِيرِينَ أَسْرَى وَلكِنْ بِمِلْءِ إِرَادَتِهِمْ.‏ (‏اِقْرَأْ افسس ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ فَكَيْفَ يَسْتَخْدِمُ هؤُلَاءِ ٱلْأَسْرَى؟‏ لَقَدْ «أَعْطَى بَعْضًا كَرُسُلٍ،‏ وَبَعْضًا كَأَنْبِيَاءَ،‏ وَبَعْضًا كَمُبَشِّرِينَ،‏ وَبَعْضًا كَرُعَاةٍ وَمُعَلِّمِينَ،‏ لِأَجْلِ إِصْلَاحِ ٱلْقِدِّيسِينَ،‏ لِعَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ،‏ لِبُنْيَانِ جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ،‏ إِلَى أَنْ نَبْلُغَ جَمِيعُنَا إِلَى ٱلْوَحْدَانِيَّةِ فِي ٱلْإِيمَانِ».‏ —‏ اف ٤:‏١١-‏١٣‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ يُحَافِظُ ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› عَلَى وَحْدَتِنَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُسَاهِمَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ٩ كَرُعَاةٍ مُحِبِّينَ،‏ يَسْعَى ‹ٱلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› لِلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا.‏ مِثَالًا عَلَى ذلِكَ،‏ إِذَا لَاحَظَ شَيْخٌ أَنَّ أَخَوَيْنِ ‹يُنَافِسَانِ بَعْضُهُمَا بَعْضًا›،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَعْمَلَ عَلَى صَوْنِ وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ بِمَنْحِهِمَا ٱلْمَشُورَةَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ،‏ وَذلِكَ بُغْيَةَ ‹إِصْلَاحِهِمَا بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ›.‏ (‏غل ٥:‏٢٦–‏٦:‏١‏)‏ وَكَمُعَلِّمِينَ،‏ يُسَاعِدُنَا هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ عَلَى تَنْمِيَةِ إِيمَانٍ رَاسِخٍ مُؤَسَّسٍ عَلَى تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَهكَذَا،‏ يُرَوِّجُونَ ٱلْوَحْدَةَ وَيُعِينُونَنَا عَلَى إِحْرَازِ ٱلنُّضْجِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَقَدْ ذَكَرَ بُولُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱلنُّضْجِ قَائِلًا:‏ «كَيْ لَا نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا،‏ كَأَنَّمَا تَتَقَاذَفُنَا ٱلْأَمْوَاجُ،‏ وَيَحْمِلُنَا إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ كُلُّ رِيحِ تَعْلِيمٍ بِحِيلَةِ ٱلنَّاسِ،‏ بِٱلْمَكْرِ فِي ٱبْتِدَاعِ ٱلضَّلَالِ».‏ (‏اف ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنَّا نَحْنُ؟‏ لَدَى كُلٍّ مِنَّا مَسْؤُولِيَّةُ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي وَحْدَةِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ،‏ تَمَامًا كَمَا يَبْنِي كُلُّ عُضْوٍ فِي جَسَدِنَا ٱلْحَرْفِيِّ ٱلْأَعْضَاءَ ٱلْأُخْرَى بِتَأْدِيَةِ دَوْرِهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ افسس ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      تَبَنَّ مَوَاقِفَ جَدِيدَةً

      ١٠ كَيْفَ يُهَدِّدُ ٱلسُّلُوكُ ٱلْفَاسِدُ أَدَبِيًّا وَحْدَتَنَا؟‏

      ١٠ يُوضِحُ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ مِنْ رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى ٱلْأَفَسُسِيِّينَ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِفْتَاحُ بُلُوغِ ٱلْوَحْدَةِ كمَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ.‏ وَيُظْهِرُ أَيْضًا مَا تَنْطَوِي عَلَيْهِ هذِهِ ٱلصِّفَةُ.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ مَنْ يَسِيرُ بِحَسَبِ ٱلْمَحَبَّةِ لَا يُمَارِسُ ٱلْعَهَارَةَ وَٱلْفُجُورَ.‏ فَقَدْ حَثَّ بُولُسُ إِخْوَتَهُ ‹أَلَّا يَسِيرُوا بَعْدُ كَمَا يَسِيرُ ٱلْأُمَمُ ٱلَّذِينَ فَقَدُوا كُلَّ حِسٍّ أَدَبِيٍّ وَأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَى ٱلْفُجُورِ›.‏ (‏اف ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ فِعْلًا،‏ إِنَّ ٱلْعَالَمَ ٱلْفَاسِدَ أَدَبِيًّا يُهَدِّدُ وَحْدَتَنَا.‏ فَٱلنَّاسُ يُلْقُونَ نُكَتًا حَوْلَ ٱلْعَهَارَةِ،‏ يُغَنُّونَ أَغَانِيَ عَنْهَا،‏ يَتَسَلَّوْنَ بِمُشَاهَدَتِهَا،‏ وَيُمَارِسُونَهَا خُفْيَةً أَوْ فِي ٱلْعَلَنِ.‏ لكِنْ حَتَّى ٱلْعَبَثُ مَعَ شَخْصٍ مَا،‏ أَيِ ٱلْإِيحَاءُ لَهُ بِأَنَّكَ مُنْجَذِبٌ إِلَيْهِ جِنْسِيًّا مَعَ أَنَّكَ لَا تَنْوِي ٱلزَّوَاجَ بِهِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُبْعِدَكَ عَنْ يَهْوَهَ وَعَنِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْعَهَارَةِ بِكُلِّ سُهُولَةٍ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْعَبَثَ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ ٱلَّذِي يُوقِعُ شَخْصًا مُتَزَوِّجًا فِي ٱلزِّنَى يُمْكِنُ أَنْ يُفَرِّقَ بِقَسْوَةٍ ٱلْأَوْلَادَ عَنْ وَالِدِيهِمْ وَٱلطَّرَفَ ٱلْبَرِيءَ عَنْ رَفِيقِ زَوَاجِهِ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ عَامِلٍ مُقَسِّمٍ!‏ فَقَدْ كَانَ لَدَى بُولُسَ سَبَبٌ وَجِيهٌ حِينَ كَتَبَ:‏ «لَمْ تَتَعَلَّمُوا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ هٰكَذَا».‏ —‏ اف ٤:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ١١ أَيُّ تَغْيِيرٍ يُشَجِّعُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى صُنْعِهِ؟‏

      ١١ شَدَّدَ بُولُسُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلتَّخَلِّي عَنْ طَرِيقَةِ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُقَسِّمَةِ وَتَبَنِّي مَوَاقِفَ تُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْعَيْشِ بِوِئَامٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ كَتَبَ:‏ ‹اِطْرَحُوا عَنْكُمُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ ٱلَّتِي تُشَاكِلُ سِيرَتَكُمُ ٱلسَّابِقَةَ وَتُفْسَدُ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهَا ٱلْخَادِعَةِ،‏ وَتَجَدَّدُوا فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَكُمْ،‏ وَٱلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ›.‏ (‏اف ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وَكَيْفَ ‹نَتَجَدَّدُ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَنَا›؟‏ إِذَا تَأَمَّلْنَا بِتَقْدِيرٍ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَمِنَ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ لِلْإِخْوَةِ ٱلنَّاضِجِينَ،‏ يُمْكِنُنَا بِبَذْلِ ٱلْجُهْدِ أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ «ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ».‏

      تَبَنَّ طَرِيقَةَ كَلَامٍ جَدِيدَةً

      ١٢ كَيْفَ يُرَوِّجُ ٱلتَّكَلُّمُ بِٱلْحَقِّ ٱلْوَحْدَةَ،‏ وَلِمَاذَا يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ ذلِكَ؟‏

      ١٢ إِنَّ ٱلتَّكَلُّمَ بِٱلْحَقِّ مُهِمٌّ جِدًّا لِأَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَٱلْكَلَامُ ٱلْوَاضِحُ وَٱلصَّرِيحُ وَٱللَّطِيفُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَرِّبَ ٱلْأَشْخَاصَ وَاحِدَهُمْ مِنَ ٱلْآخَرِ.‏ (‏يو ١٥:‏١٥‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا لَوْ كَذَبَ ٱلْمَرْءُ عَلَى أَخِيهِ؟‏ حِينَ يَكْتَشِفُ ٱلطَّرَفُ ٱلْآخَرُ هذَا ٱلْأَمْرَ،‏ تَتَزَعْزَعُ ٱلثِّقَةُ بَيْنَهُمَا.‏ لِذلِكَ كَانَ بُولُسُ مُصِيبًا حِينَ كَتَبَ:‏ «تَكَلَّمُوا بِٱلْحَقِّ كُلٌّ مَعَ قَرِيبِهِ،‏ لِأَنَّنَا أَعْضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ».‏ (‏اف ٤:‏٢٥‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي ٱعْتَادَ عَلَى ٱلْكَذِبِ رُبَّمَا مِنْ صِغَرِهِ قَدْ يَسْتَصْعِبُ ٱلتَّكَلُّمَ بِٱلصِّدْقِ،‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَرَى جُهُودَهُ وَيُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلتَّغْيِيرِ.‏

      ١٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَطْرَحَ عَنَّا كَلَامَ ٱلْإِهَانَةِ؟‏

      ١٣ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ أَنَّهُ بِوَضْعِ ضَوَابِطَ صَارِمَةٍ لِكَلَامِنَا نُعَزِّزُ ٱلِٱحْتِرَامَ وَٱلْوَحْدَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْعَائِلَةِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.‏ يَرِدُ فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى أَفَسُسَ:‏ «لَا يَخْرُجْ مِنْ فَمِكُمْ كَلَامٌ فَاسِدٌ .‏ .‏ .‏ لِيُنْزَعْ مِنْكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَغَضَبٍ وَسُخْطٍ وَصِيَاحٍ وَكَلَامِ إِهَانَةٍ مَعَ كُلِّ سُوءٍ».‏ (‏اف ٤:‏٢٩،‏ ٣١‏)‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِتَجَنُّبِ ٱلْكَلَامِ ٱلْمُؤْذِي هِيَ زِيَادَةُ ٱحْتِرَامِنَا لِلْغَيْرِ.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي يُهِينُ زَوْجَتَهُ بِكَلَامِهِ يَنْبَغِي أَنْ يَسْعَى إِلَى تَغْيِيرِ مَوْقِفِهِ مِنْهَا،‏ وَخُصُوصًا فِيمَا يَتَعَلَّمُ كَيْفَ يُكْرِمُ يَهْوَهُ ٱلنِّسَاءَ.‏ فَقَدْ مَسَحَ بَعْضَ ٱلنِّسَاءِ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مُعْطِيًا إِيَّاهُنَّ رَجَاءَ ٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏غل ٣:‏٢٨؛‏ ١ بط ٣:‏٧‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِنَّ ٱلزَّوْجَةَ ٱلَّتِي ٱعْتَادَتْ أَنْ تَصِيحَ فِي وَجْهِ زَوْجِهَا يَجِبُ أَنْ تَنْدَفِعَ إِلَى ٱلْكَفِّ عَنْ ذلِكَ فِيمَا تَتَعَلَّمُ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ.‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١-‏٢٣‏.‏

      ١٤ لِمَاذَا عَدَمُ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ أَمْرٌ خَطِيرٌ؟‏

      ١٤ إِنَّ كَلَامَ ٱلْإِهَانَةِ مُرْتَبِطٌ إِلَى حَدٍّ وَثِيقٍ بِعَدَمِ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ.‏ فَهذَا ٱلطَّبْعُ يُمْكِنُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ.‏ فَٱلْغَضَبُ هُوَ كَٱلنَّارِ إِذْ إِنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ تُفْقَدَ ٱلسَّيْطَرَةُ عَلَيْهِ فَيُسَبِّبَ كَارِثَةً.‏ (‏ام ٢٩:‏٢٢‏)‏ لِذلِكَ حَتَّى عِنْدَمَا يَكُونُ ٱلْمَرْءُ مُبَرَّرًا فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱسْتِيَائِهِ،‏ عَلَيْهِ أَنْ يَضْبِطَ غَضَبَهُ لِئَلَّا يُدَمِّرَ عَلَاقَتَهُ بِأَحِبَّائِهِ.‏ كَمَا يَلْزَمُ أَنْ يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى مُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَأَلَّا يُضْمِرُوا ٱلضَّغِينَةَ وَيُثِيرُوا ٱلْمَسْأَلَةَ مُجَدَّدًا.‏ (‏مز ٣٧:‏٨؛‏ ١٠٣:‏٨،‏ ٩؛‏ ام ١٧:‏٩‏)‏ حَضَّ بُولُسُ ٱلْأَفَسُسِيِّينَ:‏ «اِسْخَطُوا،‏ وَلٰكِنْ لَا تُخْطِئُوا.‏ لَا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ،‏ وَلَا تُفْسِحُوا لِإِبْلِيسَ مَكَانًا».‏ (‏اف ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فَعَدَمُ ضَبْطِ ٱلْغَضَبِ يُعْطِي إِبْلِيسَ ٱلْفُرْصَةَ لِزَرْعِ ٱلشِّقَاقِ وَٱلنِّزَاعِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      ١٥ مَاذَا يَنْجُمُ عَنْ أَخْذِ مَا لَيْسَ لَنَا؟‏

      ١٥ ثَمَّةَ أَمْرٌ آخَرُ يَلْعَبُ دَوْرًا فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ أَلَا وَهُوَ ٱحْتِرَامُ مُمْتَلَكَاتِ ٱلْغَيْرِ.‏ فَنَحْنُ نَقْرَأُ فِي أَفَسُسَ:‏ «لَا يَسْرِقِ ٱلسَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ».‏ (‏اف ٤:‏٢٨‏)‏ إِنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلثِّقَةِ وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ.‏ وَلكِنْ إِذَا خَانَ مَسِيحِيٌّ هذِهِ ٱلثِّقَةَ بِأَخْذِ مَا لَيْسَ لَهُ يُعَرِّضُ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ لِلْخَطَرِ.‏

      مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ تُوَحِّدُنَا

      ١٦ كَيْفَ نُقَوِّي وَحْدَتَنَا بِٱلْكَلَامِ ٱلْبَنَّاءِ؟‏

      ١٦ اَلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ مُوَحَّدَةٌ لِأَنَّ مَحَبَّتَنَا لِلّٰهِ تَدْفَعُنَا جَمِيعًا إِلَى مُعَامَلَةِ ٱلْآخَرِينَ بِمَحَبَّةٍ.‏ كَمَا أَنَّ تَقْدِيرَنَا لِلُطْفِ يَهْوَهَ يَحُثُّنَا أَنْ نَجِدَّ فِي تَطْبِيقِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «[لِيَخْرُجْ مِنْ فَمِكُمْ] كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ،‏ لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ.‏ .‏ .‏ .‏ كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ،‏ ذَوِي حَنَانٍ،‏ مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللّٰهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ».‏ (‏اف ٤:‏٢٩،‏ ٣٢‏)‏ فَإِذَا كَانَ يَهْوَهُ يُسَامِحُنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ،‏ أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُسَامِحَ إِخْوَتَنَا عَلَى نَقَائِصِهِمْ؟‏

      ١٧ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى بِجِدٍّ إِلَى تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ؟‏

      ١٧ تَجْلُبُ وَحْدَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ.‏ كَمَا أَنَّ رُوحَهُ يَدْفَعُنَا بِعِدَّةِ طَرَائِقَ إِلَى تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ.‏ وَنَحْنُ طَبْعًا لَا نَرْغَبُ فِي مُقَاوَمَةِ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «لَا تُحْزِنُوا رُوحَ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسَ».‏ (‏اف ٤:‏٣٠‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلْوَحْدَةَ كَنْزٌ يَسْتَأْهِلُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَيْهِ.‏ فَهِيَ تُفَرِّحُ كُلَّ مَنْ يَنْعَمُونَ بِهَا وَتَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ.‏ فَلْنَعْمَلْ إِذًا بِمُوجِبِ حَضِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ،‏ وَسِيرُوا فِي ٱلْمَحَبَّةِ».‏ —‏ اف ٥:‏١،‏ ٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة