-
السلام الالهي للمتعلمين من يهوهبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
السلام الالهي للمتعلمين من يهوه
«كل بنيك يكونون اشخاصا متعلمين من يهوه، وسلام بنيك يكون كثيرا.» — اشعياء ٥٤:١٣، عج.
١ و ٢ على اي شيء يتوقف التمتع بالسلام؟
السلام! كم مستحب هو! ولكنّ سجل الجنس البشري لم يكن قط سلميا. فلماذا ذلك؟
٢ ان التمتع بالسلام مرتبط بشكل وثيق بالاحترام للسلطة. ومَن هو السلطة الاعلى في الكون؟ انه الخالق، يهوه اللّٰه. والعلاقة المقبولة به هي اذاً ضرورية للسلام. (مزمور ٢٩:١١؛ ١١٩:١٦٥) فاذا تحطمت هذه العلاقة الاكثر اهمية من المستحيل ان يكون للمرء سلام حقيقي مع اللّٰه، مع رفيقه الانسان، او داخل نفسه. — اشعياء ٥٧:٢١.
لماذا ليس للعالم سلام
٣ كيف أُفسدت علاقة الجنس البشري باللّٰه؟
٣ كما نعرف جيدا، بعد فجر التاريخ البشري بوقت قصير، حدث ان تمرد ابن روحاني للّٰه على يهوه. والتمرد انما هو حالة حرب. ومحطم السلام هذا، الذي صار يُعرف بالشيطان ابليس، حثّ حواء على عدم السماح لشريعة اللّٰه بالوقوف في طريق فعلها شيئا اذا شعرت بأنه لمصلحتها. فحرَّف ابليس الوقائع لجعلها تظن انها تُحرم شيئا جيدا بمنح الانتباه للّٰه. واللجوء كان الى الانانية، الى موقف انا اولا. وسرعان ما انضم اليها زوجها في المسلك الاثيم، ونتيجة لذلك انتقلت عدوى هذه الروح الى كل ذريتهما. — تكوين ٣:١-٦، ٢٣، ٢٤، رومية ٥:١٢.
٤ و ٥ (أ) الى اي حد نجح الشيطان في التأثير في تفكير الجنس البشري؟ (ب) اي تأثير كان لذلك في جهود الانسان في تحقيق السلام؟
٤ وليس مجرد جزء صغير من الجنس البشري يُلقون بالشريعة الالهية جانبا. تخبرنا الاسفار المقدسة ان الشيطان «يضل العالم كله.» (رؤيا ١٢:٩) فبعض الناس هم اثمة بشكل جسيم، مظهرين الاستخفاف التام باللّٰه وبرفيقهم الانسان. والآخرون هم اقل اثما. ولكنّ الشيطان كان ناجحا جدا في التأثير في تفكير الجنس البشري حتى ان الرسول يوحنا استطاع القول: «العالم كله قد وُضع في الشرير.» (١ يوحنا ٥:١٩) وسواء ادّعى الناس الاعتقاد ان الشيطان موجود او لا فانهم يفعلون ما يريده. وهم يطيعونه، ولذلك فهو رئيسهم. ونتيجة لذلك فان الجنس البشري مبتعد عن اللّٰه، في عداوة معه. وفي محيط كهذا، هل عجيب ان تفشل الجهود البشرية في تحقيق السلام؟ — كولوسي ١:٢١.
٥ ومع ذلك يختبر عدد متزايد من الناس من جميع الامم السلام الالهي، السلام الذي يأتي من اللّٰه. فكيف يحدث ذلك؟
السلام المانح الاكتفاء الذي يعطيه اللّٰه
٦ (أ) اي تشديد يضعه الكتاب المقدس على السلام؟ (ب) بواسطة من يمكننا التمتع بالسلام الذي يعطيه اللّٰه؟
٦ في رومية ١٥:٣٣ (عج) يجري وصف يهوه على نحو ملائم بأنه «الاله الذي يعطي السلام.» ومن البداية عينها كان قصد اللّٰه ان تتمتع كل خلائقه بالسلام. وكلمته الملهمة، الكتاب المقدس، تشير الى السلام اكثر من ٣٠٠ مرة. وهي توضح ان يسوع المسيح هو «رئيس السلام.» (اشعياء ٩:٦، ٧) فهو الشخص المعطى من اللّٰه مهمة نقض اعمال ذلك المحطم الرئيسي للسلام، الشيطان ابليس. (١ يوحنا ٣:٨) وبواسطة «رئيس السلام» يمكن لكلٍّ منا ان يتمتع بالسلام المانح الاكتفاء الذي يعطيه اللّٰه.
٧ (أ) ماذا يشمله السلام المعطى من اللّٰه؟ (ب) لماذا ليس هو شيئا يجب ان ننتظره حتى زوال النظام القديم وبلوغنا الكمال اخيرا؟
٧ وما ابدع هذا السلام! انه اكثر من عدم وجود الحرب. فالكلمة العبرانية «شالوم،» المترجمة عادة الى «سلام،» تدل على الصحة والازدهار والخير. وسلام اللّٰه الذي يملكه المسيحيون الحقيقيون لا نظير له لانه لا يعتمد على محيطهم. وهذا لا يعني ان البيئات الكريهة لا تؤثر فيهم. ولكنهم يأتون الى امتلاك قوة داخلية تمكِّنهم من تجنب المساهمة في الشغب بالانتقام عندما يمسهم ذلك. (رومية ١٢:١٧، ١٨) ورغم ان الشخص قد يكون مريضا جسديا او يملك القليل ماديا بامكانه مع ذلك ان يكون معافى ومزدهرا من وجهة روحية ويتمتع بالتالي بالسلام الذي يعطيه اللّٰه. ومن الواضح ان السلام الذي يختبره مثل هؤلاء الاشخاص سيزداد عند زوال هذا العالم الاناني ويعمق عند بلوغ كل الجنس البشري الكمال. ولكنّ السلام الالهي الممكن الآن هو حالة هادئة للعقل والقلب، حالة داخلية من الاطمئنان بصرف النظر عما قد يحدث في الخارج. (مزمور ٤:٨) وهو ينبثق من علاقة مقبولة باللّٰه. فيا له من مقتنى لا يقدَّر بثمن!
بنون متعلمون من يهوه
٨ مَن كانوا اول الذين يتمتعون بهذا السلام مع اللّٰه بواسطة يسوع المسيح؟
٨ ومَن لهم مثل هذا السلام بسبب تعلمهم من يهوه وانتباههم لوصاياه؟ في الاجابة يلفت الكتاب المقدس انتباهنا اولا الى اولئك الذين يؤلفون اسرائيل الروحي. ويجري التحدث عنهم في غلاطية ٦:١٦ حيث نقرأ: «فكل الذين يسلكون بحسب (قاعدة السلوك هذه) عليهم سلام ورحمة وعلى اسرائيل اللّٰه.» هؤلاء هم الـ ٠٠٠، ١٤٤ الذين اختارهم اللّٰه للاشتراك في الحياة السماوية مع يسوع المسيح. — رؤيا ١٤:١.
٩ ماذا كانت «قاعدة السلوك» المقترنة بتمتع اسرائيل الروحي بالسلام؟
٩ قديما في القرن الاول كان اعضاء اسرائيل الروحي يتعلمون حقيقة اساسية، ‹قاعدة سلوك،› تتعلق مباشرة بتمتعهم بالسلام. فكان ضروريا ان يدركوا هذه القاعدة. ولأكثر من ١٥ قرنا استخدم يهوه الناموس الموسوي ليبيِّن ظلال الخيرات العتيدة. أما بعد الموت الفدائي ليسوع المسيح فلم تعد مطالب الناموس الموسوي ملزمة. (عبرانيين ١٠:١، رومية ٦:١٤) وقد اظهر ذلك قرار الهيئة الحاكمة المسيحية في اورشليم حول قضية الختان. (اعمال ١٥:٥، ٢٨، ٢٩) وجرى التشديد على ذلك ثانية في الرسالة الموحى بها الى اهل غلاطية. فالخيرات التي رمز اليها الناموس الموسوي صارت سارية المفعول. وبصبر كان يهوه يطبع في عقول وقلوب أتباع المسيح الممسوحين اهمية لطفه غير المستحق المعبَّر عنه بالمسيح. فبممارسة الايمان بهذا التدبير، بالسلوك وفقا لذلك، يمكنهم التمتع بسلام من نوع لم يكن من قبل قط ممكنا للبشر الخطاة. — غلاطية ٣:٢٤، ٢٥؛ ٦:١٦، ١٨.
١٠ (أ) كان اسرائيل الروحي يختبر اتمام اي وعد مسجل في اشعياء ٥٤:١٣؟ (ب) كيف كان تأديب يهوه لهم عاملا في اختبارهم السلام؟
١٠ واعضاء اسرائيل الروحي كانوا يختبرون اتمام الوعد العظيم المسجل في اشعياء ٥٤:١٣، عج. فهنا قال اللّٰه نفسه لهيئته المشبَّهة بزوجة من الخلائق الروحانية المتصفة بالولاء: «كل بنيك يكونون اشخاصا متعلمين من يهوه، و سلام بنيك يكون كثيرا.» وطبعا، ان ابنها الرئيسي هو يسوع المسيح نفسه، الذي وُلد بصفته المسيّا عندما مُسح بالروح القدس في سنة ٢٩ بم. ولكنّ «امرأة» يهوه السماوية لها مزيد من البنين — ٠٠٠، ١٤٤ آخرون يصيرون الجزء الثانوي من النسل المنبإ به في التكوين ٣:١٥. وقد وعد يهوه بأن يكون المعلم العظيم لهؤلاء البنين جميعا. فعلمهم الحق عن نفسه وعن مقاصده. وأخبرهم كيف يخدمونه. وأحيانا كان عليه ان يؤدبهم. وكان ذلك ضروريا عندما فشلوا في الاصغاء الى كلمته. ويمكن ان يكون التأديب صعب القبول. ولكنهم اعترفوا بتواضع بحاجتهم الى ذلك وصنعوا التغييرات اللازمة، فأعطى هذا التأديب نتائج جيدة — «ثمر بر للسلام.» — عبرانيين ١٢:٧، ١١، مزمور ٨٥:٨.
«جمع كثير» متعلِّم من طرق اللّٰه
١١ (أ) مَن ايضا يتعلم من يهوه في ايامنا؟ (ب) كيف يُظهرون ان الوصف الموجود في اشعياء ٢:٢، ٣ يلائمهم، وبأي تأثير في الآخرين؟
١١ وفي ايامنا ليس اسرائيل الروحي الفريق الوحيد الذي يعلّمه يهوه. فخلال نصف قرن مضى جرى لفت الانتباه ايضا الى آخرين. وقد اوحي الى اشعياء بأن يكتب عنهم في الاصحاح ٢، العددين ٢، ٣: «يكون في آخر الايام أنَّ جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه كل الامم.» اجل، ان اولئك الذين يعتنقون عبادة الاله الحقيقي الوحيد يمنحونها المكان الارفع في حياتهم. وهكذا تبرز مرتفعة فوق كل نوع آخر من العبادة التي انهمكوا فيها سابقا والتي يواصل العالم حولهم الانهماك فيها. وقد لاحظ ذلك اناس من كل الامم. لقد رأوا انه، بصرف النظر عن المطالب التي تفرضها السلطات العالمية او انتشار الممارسات غير المسيحية في العالم، يضع الذين يعبدون يهوه علاقتهم به فوق كل شيء آخر. وقد رأى المراقبون ايضا الثمار التي ينتجها ذلك في حياة مثل هؤلاء العباد، ويرغب كثيرون في الاشتراك في العبادة الحقيقية. ولذلك فان اكثر من ثلاثة ملايين من الناس يقولون الآن للآخرين: «هلمَّ نصعد الى جبل الرب الى بيت اله يعقوب فيعلِّمنا من طرقه ونسلك في سبله.» — انظروا ايضا زكريا ٨:٢٣.
١٢ كيف يستفيد اولئك المذكورون في اشعياء ٢:٢، ٣ من كون اللّٰه معلما لهم، وما هو الجزء البارز من التعليم الذي يمنحهم اياه؟
١٢ تأملوا في ما يعنيه ذلك — ان يكون اللّٰه معلمهم! فاولئك الذين ينالون مثل هذا التعليم ويقدِّرون حقا مصدره ليسوا مصابين بصراع فكري دائم. وهم لا يجدون انفسهم ممزقين بين رأيين او في ورطة في ما يتعلق بما هو صائب. فالحق من كلمة اللّٰه صاف كالبلور. وماذا تدل اشعياء ٢:٤ انه سيكون جزءا بارزا من التعليم الذي ينالونه؟ انه يشمل كيفية التمتع بالسلام في عالم يمزقه النزاع. وهكذا بصرف النظر عما يختار الآخرون فعله فان المتعلمين من يهوه يأخذون المبادرة في طبع سيوفهم سككا ورماحهم مناجل. وهم لا يتعلمون الحرب في ما بعد.
١٣ من اية خلفيات اتى «الجمع الكثير،» ولكن ماذا جعلهم ما هم عليه؟
١٣ وهذا الفريق نفسه هو الموصوف في الرؤيا ٧:٩، ١٠، ١٤ بالناجين الى ارض اللّٰه الجديدة السلمية التي تلي «الضيقة العظيمة» القادمة. و «الجمع الكثير» الناجون يأتون من كل العروق والقبائل والشعوب والألسنة. وكثيرون منهم كانوا سابقا ينتمون الى احزاب يحارب بعضها بعضا. واتَّبع آخرون مسلك حياة انانيا من حيث الاساس غير ان ذلك ايضا اعاق التمتع بالسلام. أما الآن فاولئك الذين اتوا من كل الامم هم شعب محب للسلام، مروِّج للسلام. فماذا جعلهم هكذا؟ انهم متعلمون من يهوه. — اشعياء ١١:٩.
سلام فريد من نوعه
١٤ على اي شيء يتأسس سلام شعب يهوه، وكيف يكون ذلك على هذا النحو؟
١٤ ان السلام الذي ينعم به يهوه على شعبه هو حقا منقطع النظير. فهو ليس من النوع الذي ينتج عن عقد اتفاق متقلقل بين حزبين لا يثق احدهما بالآخر. وهو لا يشمل اية مسايرات. انه يتأسس على البر. (اشعياء ٣٢:١٧، عج) ولكن كيف يمكن ان يصح ذلك في السلام الذي يشمل البشر الناقصين؟ فكخطاة، ايّ بر يملكه ايّ منا؟ حسنا، بالايمان يمكننا ان نتمتع بالبر الذي يصير ممكنا بالقيمة المكفرة عن الخطية لذبيحة يسوع.
١٥ في اثناء خدمة يسوع الارضية ماذا كان يهوه يعلّم بنيه المقبلين مما هو حيوي للسلام؟
١٥ يساعدنا ذلك على تقدير ما قاله يسوع كما هو مسجل في يوحنا ٦:٤٥-٤٧. فهنا كان يخاطب اليهود الذين لم ينجذبوا اليه بصفته المسيّا وكانوا بالتالي يتذمرون عليه. ولكنه بالاشارة الى تلاميذه قال: «انه مكتوب في الانبياء [وخصوصا في اشعياء ٥٤:١٣] ويكون الجميع متعلمين من اللّٰه. فكل من سمع من الآب وتعلَّم يُقبل اليَّ. ليس أنَّ احدا رأى الآب إلا الذي من اللّٰه. هذا قد رأى الآب. الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية.» واولئك التلاميذ قبلوا التعليم الذي كان يهوه يعطيهم اياه. فانجذبوا الى يسوع. وعندما رفض الآخرون الامور التي علَّمها وتركوا يسوع بقي رسله. وكما قال بطرس: «نحن قد آمنا وعرفنا أنك انت المسيح ابن اللّٰه الحي.» (يوحنا ٦:٦٩) فبسبب ايمانهم بيسوع المسيح يكون ممكنا لهم ان يأتوا الى علاقة سلمية بيهوه اللّٰه، علاقة تحمل معها يقين الحياة الابدية.
١٦ (أ) منذ يوم الخمسين سنة ٣٣ بم كيف استفاد أتباع يسوع من التدبير المصنوع بواسطة المسيح؟ (ب) بعد ذلك ماذا كان مطلوبا منهم؟
١٦ منذ يوم الخمسين سنة ٣٣ بم ابتدأ تطبيق فوائد ذبيحة المسيح على اولئك الاتباع الامناء ليسوع. وما كتبه بولس في ما بعد في رومية ٥:١ صحَّ فيهم: «اذ قد تبررنا بالايمان (فلنتمتع بالسلام) مع اللّٰه بربنا يسوع المسيح.» فبالولادة تحدر جميع هؤلاء من آدم. وكخطاة، كانوا مبتعدين عن اللّٰه. ولم يكن ممكنا للاعمال الصالحة التي ربما قاموا بها شخصيا ان تُبطل وراثتهم للخطية. ولكنّ يهوه بلطفه غير المستحق قبل ذبيحة حياة يسوع البشرية الكاملة لاجل ذرية آدم. واولئك الذين مارسوا الايمان بهذا التدبير صار الآن ممكنا ان ينسب اللّٰه البر اليهم وأن يتبناهم كبنين برجاء الحياة السماوية. (افسس ١:٥-٧) ولكن هل كان المزيد مطلوبا من جهتهم؟ اجل، كان يجب ان يسلكوا في طرق يهوه. وكان يجب ان لا يمارسوا الخطية في ما بعد. ولكنهم يدركون ان ايّ بر يملكونه انما هو نتيجة لطف اللّٰه غير المستحق المعبَّر عنه بواسطة المسيح. وكما تقول الآية، انهم ‹(يتمتعون بالسلام) مع اللّٰه بيسوع المسيح.›
١٧، ١٨ (أ) هل يتمتع «الخراف الاخر» بمثل هذا السلام مع اللّٰه؟ (ب) اية اسئلة اضافية تستحق البحث؟
١٧ وماذا عن اولئك الذين اشار اليهم يسوع بصفتهم ‹خرافه الاخر›؟ (يوحنا ١٠:١٦) هل يتمتعون بمثل هذا السلام مع اللّٰه؟ ليس كبنين للّٰه، ولكنّ كولوسي ١:١٩، ٢٠ (عج) تشملهم كنائلين للسلام الالهي. فهي تقول ان اللّٰه استحسن «ان يصالح [بالمسيح] لنفسه ثانية كل شيء آخر صانعا السلام بالدم الذي سفكه [يسوع] على خشبة الآلام، سواء كان ما على الارض [اي الذين سيُنعَم عليهم بالحياة الابدية على ارض فردوسية] او ما في السموات.» وذوو الآمال الارضية هؤلاء يتبررون ويتمتعون بالسلام مع اللّٰه الآن ايضا، ليس كبنين، بل كاصدقاء للّٰه، كما كان ابرهيم. فيا له من مركز حظوة! — يعقوب ٢:٢٣.
١٨ فهل تتمتعون شخصيا بهذا السلام؟ هل تختبرونه كاملا قدر ما هو ممكن للبشر العائشين في هذا الوقت الاكثر اهمية في التاريخ؟ في المقالة التالية سنبحث في بعض الامور التي يمكن ان تساعد على جعل ذلك ممكنا.
-
-
كيف يمكنكم ان تختبروا السلام الالهي بشكل اكملبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
كيف يمكنكم ان تختبروا السلام الالهي بشكل اكمل
«ليتك (انتبهت) لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر.» — اشعياء ٤٨:١٨.
١ ماذا يلزم اذا اردنا ان نختبر السلام كاملا قدر ما نستطيع؟
ان الذين يشتركون قانونيا في الدرس الجماعي للكتاب المقدس بمساعدة هذه المجلة يدركون قيمة السلام الذي يعطيه اللّٰه، وهم يريدون هذا السلام. والغالبية دون شك يتمتعون به. ولكن لا يختبره الجميع كاملا قدر ما يستطيعون. فلماذا ذلك؟ في ما يتعلق بالذين كانوا سينالون السلام الالهي يقول يهوه: «انا الرب الهك معلمك لتنتفع وأمشيك في طريق تسلك فيه. ليتك (انتبهت) لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر.» — اشعياء ٤٨:١٧، ١٨.
٢ (أ) ماذا تتضمنه كلمة «(انتبهت)»؟ (ب) لكم من وصايا اللّٰه يجب ان ننتبه؟ (١ يوحنا ٥:٣)
٢ من الواضح ان ايّ شخص يمكنه ان يستفيد من حضور الاجتماعات حيث نناقش الكتاب المقدس. ولكنّ اولئك الذين ينتبهون لوصايا يهوه فقط، مطبقين اياها شخصيا وعاملين بها، يتمتعون حقا بالسلام الالهي. فهل هنالك مجالات يلزمكم فيها القيام بذلك بشكل اكمل؟ (٢ بطرس ١:٢) لا يكفي ان نصغي الى قليل من مطالب اللّٰه وبعد ذلك ان نتجنب تلك التي نجدها غير ملائمة او اكثر صعوبة. فعندما حاول ابليس استمالة يسوع المسيح الى طريقة تفكيره الانانية اجاب يسوع بحزم: «مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم اللّٰه.» — متى ٤:٤.
٣ اية اوجه من حياتنا يجب ان نجعلها على انسجام مع طرق يهوه اذا اردنا حقا ان يكون لنا سلام كثير؟
٣ ان وصايا اللّٰه تمسّ كل وجه من اوجه حياتنا. فهي تشمل اولا علاقتنا بيهوه. ومن ثم تؤثر في وجهة نظرنا من هيئته المنظورة والخدمة المسيحية، الطريقة التي بها نعامل اعضاء العائلة، وتعاملاتنا مع اهل العالم. واولئك الذين ينتبهون جديا لوصايا يهوه في جميع هذه الامور هم المباركون بسلام كثير. فلنبحث في بضعة امور يمكن ان تساعدنا على اختبار ذلك شخصيا.
هل يحتاج ايّ من هذه الامور الى انتباهكم؟
٤ (أ) لماذا التمتع بدرس بيتي للكتاب المقدس او الذهاب الى قاعة الملكوت لا يضمن اننا في سلام مع اللّٰه؟ (ب) ماذا تشمله ممارسة الايمان بيسوع المسيح؟ (يوحنا ٣:٣٦)
٤ هل بدأتم مؤخرا بدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه؟ او ربما تعاشرون الجماعة المحلية لعدد من الاشهر او حتى السنين؟ اذا كان الامر كذلك، لا شك في انكم وجدتم الفرح في اتضاح المعرفة عن مقاصد اللّٰه امامكم. ولكنّ واقع كون الشخص يتمتع بدرس بيتي للكتاب المقدس او يسرّ بالذهاب الى قاعة الملكوت لا يبرهن انه في سلام مع اللّٰه. فقد ولدنا جميعا في الخطية، والسلام مع اللّٰه ممكن لنا فقط بواسطة يسوع المسيح. (اشعياء ٥٣:٥، اعمال ١٠:٣٦) ومجرد الايمان السلبي بيسوع لا يجلب هذا السلام. فمن الضروري ان نقدّر شخصيا حاجتنا الى الفدية، ان نمارس الايمان بقيمة ذبيحة يسوع، ومن ثم ان نعطي الدليل على هذا الايمان باطاعة وصاياه. (يعقوب ٢:٢٦) واحدى الوصايا التي اعطاها يسوع عندما كان على الارض هي ان الذين يصيرون تلاميذه يجب ان يعتمدوا في الماء. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) فهل جرى تغطيسكم رمزا الى انتذاركم ليهوه بواسطة يسوع المسيح؟
٥ لماذا الانتذار والمعمودية مهمان لكوننا في سلام مع اللّٰه؟
٥ وهل هنالك شيء في حياتكم يجعلكم غير مؤهلين للمعمودية؟ اذا عرفتم ان الامر هو كذلك، او اذا علمتم في اثناء درسكم ان هذه هي الحال، لا تتوانوا في تقويم الامور. وأدركوا ان ايّ موقف او مسلك يجعل الشخص غير مؤهَّل للمعمودية هو ايضا عائق في وجه كونه في سلام مع اللّٰه. اعملوا بالحاح فيما لا تزال هنالك فرصة. وكما هو مبيَّن في ١ بطرس ٣:٢١ فان الذين يمنحهم يهوه اللّٰه ضميرا صالحا ينذرون اولا انفسهم له على اساس الايمان بذبيحة المسيح، ويعتمدون رمزا الى هذا الانتذار، ويفعلون مشيئة اللّٰه. وحينئذ يمتلكون السلام الذي يرافق الضمير الصالح لسبب حيازة موقف مقبول امام اللّٰه. ولا يمكن ذلك بأية طريقة اخرى. وطبعا، هذا هو مجرد البداية.
٦ لماذا يؤثر موقفنا من اجتماعات الجماعة في تمتعنا بالسلام؟
٦ وبعد ذلك افحصوا قانونيتكم في حضور اجتماعات الجماعة ومساهمتكم فيها قدر المستطاع. فهل تحتل هذه الاجتماعات مكانا في حياتكم بحيث لا تسمحون للعالم او النشاطات الشخصية الاخرى بانتهاكها؟ وهل تستعدون للاجتماعات وتعتبرون المساهمة فيها امتيازا؟ فهذه الامور ايضا لها تأثير واضح في تمتع المرء بالسلام. ولماذا؟ لان روح اللّٰه هو مع شعبه المجتمع، والسلام هو من ثمار هذا الروح. (غلاطية ٥:٢٢) وفي هذه الاجتماعات تجري مساعدتنا على فهم مطالب يهوه، ونحن في حاجة الى ذلك لكي نفعل ما هو مَرضيّ في عينيه. وهنا ايضا نتعلم كيف نروِّج السلام في علاقاتنا برفقائنا البشر — في الجماعة، في البيت، في المدرسة، وفي عملنا الدنيوي. واجتماعاتنا هي احدى الطرائق الرئيسية التي بها نكون متعلمين من يهوه، وكما تشير الاسفار المقدسة فان المتعلمين من يهوه هم الذين يتمتعون بسلام كثير. — اشعياء ٥٤:١٣.
٧ اية ملاحقة للامور التي تناقَش في اجتماعاتنا هي لازمة؟
٧ والنقطة الوثيقة الصلة التي تستحق الانتباه انما هي التطبيق التدريجي في حياتنا الشخصية لما نتعلمه. فنحن لا نريد ان نكون كاولئك الاسرائيليين الذين قال يهوه انهم ‹يسمعون سمعا ولا يفهمون.› (اشعياء ٦:٩) وفضلا عن ذلك، هل نريد ان نكون كاولئك الذين وصفهم يهوه لحزقيال — الناس الذين يسمعون نبي يهوه ولكنهم لا يعملون بما يقوله لانهم يختارون ان يُشبعوا رغباتهم النجسة او المادية؟ (حزقيال ٣٣:٣١، ٣٢) وعلى سبيل التباين، فان الذين يجتمعون في بيت يهوه في ايامنا وينالون رضاه يجري وصفهم بأنهم يقولون: «هلمَّ نصعد الى جبل الرب والى بيت اله يعقوب فيعلِّمنا من طرقه و نسلك في سبله.» (ميخا ٤:٢) فاذا كنا حقا نفكر جديا في التعليم الذي نناله في اجتماعاتنا، اذا كنا في كل اجتماع نفرز على الاقل نقطة واحدة نحتاج اليها شخصيا ثم نعمل على تحسينها، فاننا سنحصد ثمارا سلمية. وكما قال يسوع في لوقا ١١:٢٨: «طوبى للذين يسمعون كلام اللّٰه ويحفظونه.»
٨ كيف يمكن للاشتراك في خدمة الحقل الى المدى الاكمل الذي تسمح به ظروفنا ان يفيدنا شخصيا؟
٨ وأحد الامور التي يجري التشديد عليها في اجتماعاتنا هو اهمية الاشتراك كاملا في المناداة بملكوت اللّٰه وفي مساعدة الآخرين على الصيرورة تلاميذ. (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩) فكم بارزة هي هذه النشاطات في حياتكم؟ واذا انتبهنا حقا لما يقوله لنا يهوه من خلال كلمته وبواسطة هيئته نعرف ان هذا هو العمل الاهم الجاري على الارض اليوم. (رؤيا ١٤:٦، ٧) والحقيقة المعروفة جيدا هي ان اولئك الذين هم في الخدمة كامل الوقت — بالاضافة الى الذين، رغم عدم تمكنهم من ان يكونوا فاتحين، هم حقا غيورون في الخدمة — هم السعداء بيننا بشكل بارز. والسلام الذي يتمتعون به ليس كمجرد نقطة من ماء بل، كما قال يهوه، يصير «كنهر.» (اشعياء ٤٨:١٨) فهل هذا ما تختبرونه؟ نستطيع ذلك جميعا.
٩ ماذا يمكن ان يساعدنا كي نحافظ على سلامنا المعطى من اللّٰه حتى عندما نختبر مصاعب قاسية جدا؟
٩ ولكنّ اصغاءنا الى هذه المشورة كلها لا يحصِّننا من ضغوط الحياة في نظام الاشياء الحاضر. ولكن، بصرف النظر عن مقدار صعوبة الظروف، يؤكد لنا اللّٰه مساعدته الحبية اذا التفتنا اليه. (١ بطرس ٥:٦، ٧) فهل تعلَّمنا ان نطلب عون يهوه وتوجيهه في كل ما نفعله ملتفتين اليه بحرية في الصلاة، وبعد قيامنا بما نستطيعه بشأن الظروف الصعبة ملقين كل اعبائنا على يهوه، تاركين اياها بثقة لديه؟ (امثال ٣:٥، ٦، مزمور ٥٥:٢٢) يجري تشجيعنا بحرارة في فيلبي ٤:٦، ٧: «لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى اللّٰه. وسلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع.» يا له من تدبير بديع! فهل تعلمتم ان تستفيدوا كاملا من سلام اللّٰه الذي يُجعل ممكنا على هذا النحو؟
جدّوا في اثر السلام باستمرار
١٠ بعد طلب السلام ماذا يلزم من جهتنا؟
١٠ واذ نملك مثل هذا السلام لا نقدر ان نكون غير مبالين به. فالجهد المتواصل لازم للمحافظة عليه. وهكذا تقول ١ بطرس ٣:١٠، ١١: «من أراد ان يحبّ الحياة ويرى اياما صالحة. . . ليطلب السلام ويجدّ في اثره.» واذ يطلب الشخص هدفا ويحققه من الغباوة ان ينظر الى هذا الهدف باستخفاف. فبعد طلب السلام وتحقيقه يلزم ان نحترز من الامور التي يمكن ان تهدمه. واكثر من ذلك، ينبغي لنا ان نجدّ بنشاط في اثر تلك الامور التي تساهم في السلام.
١١ (أ) اي موقف قد يعرِّض علاقتنا بيهوه للخطر؟ (ب) متى يجب ان نطلب حقا عون اللّٰه في ما يتعلق بالتجارب؟ (متى ٦:١٣)
١١ واذا حققنا السلام مع اللّٰه عبر الوسيلة التي زوَّدها يلزم ان ننتبه لئلا نهدم هذه العلاقة بالعودة الى ممارسة الخطية. وطبعا، بما اننا جميعا ناقصون فنحن جميعا نخطئ. ولكن يكون هنالك خطر عندما يبرر الشخص في نفسه مواقف وتصرفات يدينها اللّٰه. ولا يمكننا ببساطة ان نعبِّر عن عدم المبالاة ونقول، «هذا ما انا عليه.» (رومية ٦:١٦، ١٧) فيلزم ان نتوب عن الخطإ عوضا عن تبريره، ومن ثم ينبغي لنا ان نلتمس من اللّٰه ان يسامحنا على اساس ايماننا بذبيحة يسوع. ويلزم ايضا ان نتعلم ان نلتفت الى اللّٰه من اجل المساعدة قبل ان نفعل الخطأ، بدلا من ان نحاول خوض المعركة وحدنا، مستسلمين اخيرا، ومن ثم ملتمسين المغفرة. فبعون اللّٰه يمكننا ان ننجح في لبس «الشخصية الجديدة المخلوقة بحسب مشيئة اللّٰه في البر والولاء الحقيقيين.» — افسس ٤:٢٠-٢٤، عج.
١٢ (أ) للتمتع بالسلام اية علاقات اخرى تحتاج الى انتباه؟ (ب) ماذا يلزمنا من هذا القبيل؟
١٢ والتمتع بالسلام، طبعا، يشمل ايضا العلاقات بالناس الآخرين. فالمسيحيون الحقيقيون يخدمون اللّٰه كجزء من هيئة. انهم ‹(معشر) اخوة.› (١ بطرس ٢:١٧) وكما قال يسوع انه يصح في أتباعه فهم بارزون في محبتهم بعضهم لبعض. (يوحنا ١٣:٣٥) ولكن لا احد منهم كامل. وبسبب نقائصنا الخاصة وتلك التي للآخرين قد نحتاج الى الصلاة جدّيا بشأن حالات معيَّنة والعمل باجتهاد على حل المشاكل. تحثنا عبرانيين ١٢:١٤: «اتبعوا السلام مع الجميع.» وفي علاقاتنا باخوتنا واخواتنا المسيحيين هنالك التزام خصوصي ان نستمر في اتّباع السلام. تقول ١ تسالونيكي ٥:١٣ بوضوح: «سالموا بعضكم بعضا.» ولا يعني ذلك مجرد الامتناع عن الانتقام بل ان نكون مروِّجين فعالين للسلام، متخذين الخطوة الاولى لردّ السلام وراغبين في الاذعان لمصلحة السلام. — افسس ٤:١-٣.
١٣ (أ) في ترويج السلام مع غير المؤمنين ماذا يمكننا فعله، ولكن كيف نظهر ان السلام مع اللّٰه يأتي اولا؟ (ب) كيف يمكن ان يكون لنا سلام عندما يكون هنالك اضطراب حولنا؟
١٣ أما خارج الجماعة فليس كل واحد براغب في ان يكون مسالما. ولذلك، بشكل واقعي، تنصحنا رومية ١٢:١٨: «ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.» ولكنّ جهودنا في ترويج السلام لا تشمل المسايرة في ما يتعلق بمطالب يهوه البارة. فقد نعدِّل الاوقات للقيام بأمور معيَّنة، ولكننا نعرف انه ليس من الحكمة ان نتوقف عن حضور اجتماعات الجماعة او نمتنع عن الاشتراك في خدمة الحقل بغية المحافظة على السلام مع رفقاء الزواج او الاقرباء. ونعرف ان يهوه لا يرضى عن اشتراكنا في ممارسات اثيمة مع زملاء العمل او رفقاء المدرسة لكسب رضاهم. وندرك ان السلام الحقيقي هو فقط لاولئك الذين يتمتعون اولا بالسلام مع اللّٰه، لاولئك الذين يحبون شريعة يهوه ويسلكون في سبله. هذا هو السلام الذي نقدّره اكثر من ايّ شيء آخر. (مزمور ١١٩:١٦٥) صحيح انه قد يكون هنالك اضطراب حولنا. وقد يتنازع غير المؤمنين ويحاربون بعضهم بعضا. حتى انهم قد يكوِّمون التجديف علينا بسبب ايماننا. ولكننا نعرف كيف علَّمتنا كلمة اللّٰه ان نسلك. وبالاستمرار في اتِّباع مسلك منسجم مع طرق يهوه البارة لا نُحرم السلام الاكثر قيمة. — قارنوا مزمور ٤٦:١، ٢.
١٤ رغم اختبارنا الضيق شخصيا، ماذا يمكِّننا من الاستمرار في المحافظة على هدوء داخلي ونظرة مشرقة؟
١٤ في الليلة الاخيرة قبل موته قال يسوع لرسله الامناء: «قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. انا قد غلبت العالم.» (يوحنا ١٦:٣٣) اجل، نحن نختبر الضيق. وكمسيحيين، نتحمل الاضطهاد من مختلف الانواع. وقد نختبر الظلم، وكثيرون يعانون المرض الشديد. ولكنّ السلام الالهي يعضدنا وسط كل ذلك. وبسبب تعلُّمنا من يهوه نعرف لماذا يجري اضطهاد المسيحيين. ونحن لسنا في شك من سبب وجود الظلم وسبب معاناتنا المرض. ونعرف ايضا ما يخبئه المستقبل. ونعرف انه نتيجة لمسلك حياة يسوع الامين وموته الفدائي يكون الانقاذ اكيدا. وفضلا عن ذلك، نعرف انه بصرف النظر عن المشاكل التي تواجهنا الآن يمكننا الالتفات الى يهوه في الصلاة واثقين بأنه يعتني بنا بمحبة ويعضدنا بواسطة روحه. — رومية ٨:٣٨، ٣٩.
١٥ كيف يصحّ ان السلام الذي يجعله المسيح ممكنا ليس كالذي يعطيه العالم؟
١٥ وعلى نحو ملائم قال يسوع في يوحنا ١٤:٢٧: «سلاما اترك لكم. سلامي اعطيكم. ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.» ذلك صحيح حقا — فليس للعالم ما يشبه السلام الذي يعطيه اللّٰه بواسطة يسوع المسيح. فهو يجعلنا اقوياء في وجه الاحوال التي تُفقد الآخرين كل رجاء.
١٦ (أ) اي امل يكمن امام الذين يقدِّرون الآن حقا السلام الذي يعطيه اللّٰه؟ (ب) كيف يمكننا ان نظهر اننا نقدِّر حقا هذا السلام؟
١٦ ما ابدع المستقبل الذي يكمن امام جميع الذين يعتنقون الآن السلام الآتي من اللّٰه والذين يمنحونه المكان الاول الذي يستحقه في حياتهم! وعما قريب سيكون العالم المعادي للّٰه قد ولّى. وستكون كل الخليقة في الوقت المعيَّن متحدة كاملا في السلام بواسطة المطالب البارة للمتسلط الكوني. فليدفعنا شكرنا على هذا الامل العظيم الى العمل بانسجام كامل معه الآن. ولنصغِ جميعا بانتباه الى تعليم يهوه ونغرس وصاياه بشكل ثابت في قلبنا لكي نحب حقا طرقه ونفعل ما يتطلبه. وكما تقول الامثال ٣:١، ٢: «يا ابني لا تنسَ شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي. فانها تزيدك طول ايام وسني حياة وسلامة.»
-