مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • السلام الالهي للمتعلمين من يهوه
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • السلام الالهي للمتعلمين من يهوه

      ‏«كل بنيك يكونون اشخاصا متعلمين من يهوه،‏ وسلام بنيك يكون كثيرا.‏» —‏ اشعياء ٥٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج.‏

      ١ و ٢ على اي شيء يتوقف التمتع بالسلام؟‏

      السلام!‏ كم مستحب هو!‏ ولكنّ سجل الجنس البشري لم يكن قط سلميا.‏ فلماذا ذلك؟‏

      ٢ ان التمتع بالسلام مرتبط بشكل وثيق بالاحترام للسلطة.‏ ومَن هو السلطة الاعلى في الكون؟‏ انه الخالق،‏ يهوه اللّٰه.‏ والعلاقة المقبولة به هي اذاً ضرورية للسلام.‏ (‏مزمور ٢٩:‏١١؛‏ ١١٩:‏١٦٥‏)‏ فاذا تحطمت هذه العلاقة الاكثر اهمية من المستحيل ان يكون للمرء سلام حقيقي مع اللّٰه،‏ مع رفيقه الانسان،‏ او داخل نفسه.‏ —‏ اشعياء ٥٧:‏٢١‏.‏

      لماذا ليس للعالم سلام

      ٣ كيف أُفسدت علاقة الجنس البشري باللّٰه؟‏

      ٣ كما نعرف جيدا،‏ بعد فجر التاريخ البشري بوقت قصير،‏ حدث ان تمرد ابن روحاني للّٰه على يهوه.‏ والتمرد انما هو حالة حرب.‏ ومحطم السلام هذا،‏ الذي صار يُعرف بالشيطان ابليس،‏ حثّ حواء على عدم السماح لشريعة اللّٰه بالوقوف في طريق فعلها شيئا اذا شعرت بأنه لمصلحتها.‏ فحرَّف ابليس الوقائع لجعلها تظن انها تُحرم شيئا جيدا بمنح الانتباه للّٰه.‏ واللجوء كان الى الانانية،‏ الى موقف انا اولا.‏ وسرعان ما انضم اليها زوجها في المسلك الاثيم،‏ ونتيجة لذلك انتقلت عدوى هذه الروح الى كل ذريتهما.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏٦،‏ ٢٣،‏ ٢٤،‏ رومية ٥:‏١٢‏.‏

      ٤ و ٥ (‏أ)‏ الى اي حد نجح الشيطان في التأثير في تفكير الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ اي تأثير كان لذلك في جهود الانسان في تحقيق السلام؟‏

      ٤ وليس مجرد جزء صغير من الجنس البشري يُلقون بالشريعة الالهية جانبا.‏ تخبرنا الاسفار المقدسة ان الشيطان «يضل العالم كله.‏» (‏رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ فبعض الناس هم اثمة بشكل جسيم،‏ مظهرين الاستخفاف التام باللّٰه وبرفيقهم الانسان.‏ والآخرون هم اقل اثما.‏ ولكنّ الشيطان كان ناجحا جدا في التأثير في تفكير الجنس البشري حتى ان الرسول يوحنا استطاع القول:‏ «العالم كله قد وُضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وسواء ادّعى الناس الاعتقاد ان الشيطان موجود او لا فانهم يفعلون ما يريده.‏ وهم يطيعونه،‏ ولذلك فهو رئيسهم.‏ ونتيجة لذلك فان الجنس البشري مبتعد عن اللّٰه،‏ في عداوة معه.‏ وفي محيط كهذا،‏ هل عجيب ان تفشل الجهود البشرية في تحقيق السلام؟‏ —‏ كولوسي ١:‏٢١‏.‏

      ٥ ومع ذلك يختبر عدد متزايد من الناس من جميع الامم السلام الالهي،‏ السلام الذي يأتي من اللّٰه.‏ فكيف يحدث ذلك؟‏

      السلام المانح الاكتفاء الذي يعطيه اللّٰه

      ٦ (‏أ)‏ اي تشديد يضعه الكتاب المقدس على السلام؟‏ (‏ب)‏ بواسطة من يمكننا التمتع بالسلام الذي يعطيه اللّٰه؟‏

      ٦ في رومية ١٥:‏٣٣ (‏ع‌ج)‏ يجري وصف يهوه على نحو ملائم بأنه «الاله الذي يعطي السلام.‏» ومن البداية عينها كان قصد اللّٰه ان تتمتع كل خلائقه بالسلام.‏ وكلمته الملهمة،‏ الكتاب المقدس،‏ تشير الى السلام اكثر من ٣٠٠ مرة.‏ وهي توضح ان يسوع المسيح هو «رئيس السلام.‏» (‏اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ فهو الشخص المعطى من اللّٰه مهمة نقض اعمال ذلك المحطم الرئيسي للسلام،‏ الشيطان ابليس.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏٨‏)‏ وبواسطة «رئيس السلام» يمكن لكلٍّ منا ان يتمتع بالسلام المانح الاكتفاء الذي يعطيه اللّٰه.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يشمله السلام المعطى من اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ لماذا ليس هو شيئا يجب ان ننتظره حتى زوال النظام القديم وبلوغنا الكمال اخيرا؟‏

      ٧ وما ابدع هذا السلام!‏ انه اكثر من عدم وجود الحرب.‏ فالكلمة العبرانية «شالوم،‏» المترجمة عادة الى «سلام،‏» تدل على الصحة والازدهار والخير.‏ وسلام اللّٰه الذي يملكه المسيحيون الحقيقيون لا نظير له لانه لا يعتمد على محيطهم.‏ وهذا لا يعني ان البيئات الكريهة لا تؤثر فيهم.‏ ولكنهم يأتون الى امتلاك قوة داخلية تمكِّنهم من تجنب المساهمة في الشغب بالانتقام عندما يمسهم ذلك.‏ (‏رومية ١٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ورغم ان الشخص قد يكون مريضا جسديا او يملك القليل ماديا بامكانه مع ذلك ان يكون معافى ومزدهرا من وجهة روحية ويتمتع بالتالي بالسلام الذي يعطيه اللّٰه.‏ ومن الواضح ان السلام الذي يختبره مثل هؤلاء الاشخاص سيزداد عند زوال هذا العالم الاناني ويعمق عند بلوغ كل الجنس البشري الكمال.‏ ولكنّ السلام الالهي الممكن الآن هو حالة هادئة للعقل والقلب،‏ حالة داخلية من الاطمئنان بصرف النظر عما قد يحدث في الخارج.‏ (‏مزمور ٤:‏٨‏)‏ وهو ينبثق من علاقة مقبولة باللّٰه.‏ فيا له من مقتنى لا يقدَّر بثمن!‏

      بنون متعلمون من يهوه

      ٨ مَن كانوا اول الذين يتمتعون بهذا السلام مع اللّٰه بواسطة يسوع المسيح؟‏

      ٨ ومَن لهم مثل هذا السلام بسبب تعلمهم من يهوه وانتباههم لوصاياه؟‏ في الاجابة يلفت الكتاب المقدس انتباهنا اولا الى اولئك الذين يؤلفون اسرائيل الروحي.‏ ويجري التحدث عنهم في غلاطية ٦:‏١٦ حيث نقرأ:‏ «فكل الذين يسلكون بحسب (‏قاعدة السلوك هذه)‏ عليهم سلام ورحمة وعلى اسرائيل اللّٰه.‏» هؤلاء هم الـ‍ ٠٠٠،‏ ١٤٤ الذين اختارهم اللّٰه للاشتراك في الحياة السماوية مع يسوع المسيح.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏١‏.‏

      ٩ ماذا كانت «قاعدة السلوك» المقترنة بتمتع اسرائيل الروحي بالسلام؟‏

      ٩ قديما في القرن الاول كان اعضاء اسرائيل الروحي يتعلمون حقيقة اساسية،‏ ‹قاعدة سلوك،‏› تتعلق مباشرة بتمتعهم بالسلام.‏ فكان ضروريا ان يدركوا هذه القاعدة.‏ ولأكثر من ١٥ قرنا استخدم يهوه الناموس الموسوي ليبيِّن ظلال الخيرات العتيدة.‏ أما بعد الموت الفدائي ليسوع المسيح فلم تعد مطالب الناموس الموسوي ملزمة.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١،‏ رومية ٦:‏١٤‏)‏ وقد اظهر ذلك قرار الهيئة الحاكمة المسيحية في اورشليم حول قضية الختان.‏ (‏اعمال ١٥:‏٥،‏ ٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وجرى التشديد على ذلك ثانية في الرسالة الموحى بها الى اهل غلاطية.‏ فالخيرات التي رمز اليها الناموس الموسوي صارت سارية المفعول.‏ وبصبر كان يهوه يطبع في عقول وقلوب أتباع المسيح الممسوحين اهمية لطفه غير المستحق المعبَّر عنه بالمسيح.‏ فبممارسة الايمان بهذا التدبير،‏ بالسلوك وفقا لذلك،‏ يمكنهم التمتع بسلام من نوع لم يكن من قبل قط ممكنا للبشر الخطاة.‏ —‏ غلاطية ٣:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ ٦:‏١٦،‏ ١٨‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ كان اسرائيل الروحي يختبر اتمام اي وعد مسجل في اشعياء ٥٤:‏١٣‏؟‏ (‏ب)‏ كيف كان تأديب يهوه لهم عاملا في اختبارهم السلام؟‏

      ١٠ واعضاء اسرائيل الروحي كانوا يختبرون اتمام الوعد العظيم المسجل في اشعياء ٥٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج.‏ فهنا قال اللّٰه نفسه لهيئته المشبَّهة بزوجة من الخلائق الروحانية المتصفة بالولاء:‏ «كل بنيك يكونون اشخاصا متعلمين من يهوه،‏ و سلام بنيك يكون كثيرا.‏‏» وطبعا،‏ ان ابنها الرئيسي هو يسوع المسيح نفسه،‏ الذي وُلد بصفته المسيّا عندما مُسح بالروح القدس في سنة ٢٩ ب‌م.‏ ولكنّ «امرأة» يهوه السماوية لها مزيد من البنين —‏ ٠٠٠،‏ ١٤٤ آخرون يصيرون الجزء الثانوي من النسل المنبإ به في التكوين ٣:‏١٥‏.‏ وقد وعد يهوه بأن يكون المعلم العظيم لهؤلاء البنين جميعا.‏ فعلمهم الحق عن نفسه وعن مقاصده.‏ وأخبرهم كيف يخدمونه.‏ وأحيانا كان عليه ان يؤدبهم.‏ وكان ذلك ضروريا عندما فشلوا في الاصغاء الى كلمته.‏ ويمكن ان يكون التأديب صعب القبول.‏ ولكنهم اعترفوا بتواضع بحاجتهم الى ذلك وصنعوا التغييرات اللازمة،‏ فأعطى هذا التأديب نتائج جيدة —‏ «ثمر بر للسلام.‏» —‏ عبرانيين ١٢:‏٧،‏ ١١،‏ مزمور ٨٥:‏٨‏.‏

      ‏«جمع كثير» متعلِّم من طرق اللّٰه

      ١١ (‏أ)‏ مَن ايضا يتعلم من يهوه في ايامنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يُظهرون ان الوصف الموجود في اشعياء ٢:‏٢،‏ ٣ يلائمهم،‏ وبأي تأثير في الآخرين؟‏

      ١١ وفي ايامنا ليس اسرائيل الروحي الفريق الوحيد الذي يعلّمه يهوه.‏ فخلال نصف قرن مضى جرى لفت الانتباه ايضا الى آخرين.‏ وقد اوحي الى اشعياء بأن يكتب عنهم في الاصحاح ٢،‏ العددين ٢،‏ ٣‏:‏ «يكون في آخر الايام أنَّ جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه كل الامم.‏» اجل،‏ ان اولئك الذين يعتنقون عبادة الاله الحقيقي الوحيد يمنحونها المكان الارفع في حياتهم.‏ وهكذا تبرز مرتفعة فوق كل نوع آخر من العبادة التي انهمكوا فيها سابقا والتي يواصل العالم حولهم الانهماك فيها.‏ وقد لاحظ ذلك اناس من كل الامم.‏ لقد رأوا انه،‏ بصرف النظر عن المطالب التي تفرضها السلطات العالمية او انتشار الممارسات غير المسيحية في العالم،‏ يضع الذين يعبدون يهوه علاقتهم به فوق كل شيء آخر.‏ وقد رأى المراقبون ايضا الثمار التي ينتجها ذلك في حياة مثل هؤلاء العباد،‏ ويرغب كثيرون في الاشتراك في العبادة الحقيقية.‏ ولذلك فان اكثر من ثلاثة ملايين من الناس يقولون الآن للآخرين:‏ «هلمَّ نصعد الى جبل الرب الى بيت اله يعقوب فيعلِّمنا من طرقه ونسلك في سبله.‏» —‏ انظروا ايضا زكريا ٨:‏٢٣‏.‏

      ١٢ كيف يستفيد اولئك المذكورون في اشعياء ٢:‏٢،‏ ٣ من كون اللّٰه معلما لهم،‏ وما هو الجزء البارز من التعليم الذي يمنحهم اياه؟‏

      ١٢ تأملوا في ما يعنيه ذلك —‏ ان يكون اللّٰه معلمهم!‏ فاولئك الذين ينالون مثل هذا التعليم ويقدِّرون حقا مصدره ليسوا مصابين بصراع فكري دائم.‏ وهم لا يجدون انفسهم ممزقين بين رأيين او في ورطة في ما يتعلق بما هو صائب.‏ فالحق من كلمة اللّٰه صاف كالبلور.‏ وماذا تدل اشعياء ٢:‏٤ انه سيكون جزءا بارزا من التعليم الذي ينالونه؟‏ انه يشمل كيفية التمتع بالسلام في عالم يمزقه النزاع.‏ وهكذا بصرف النظر عما يختار الآخرون فعله فان المتعلمين من يهوه يأخذون المبادرة في طبع سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ وهم لا يتعلمون الحرب في ما بعد.‏

      ١٣ من اية خلفيات اتى «الجمع الكثير،‏» ولكن ماذا جعلهم ما هم عليه؟‏

      ١٣ وهذا الفريق نفسه هو الموصوف في الرؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٤ بالناجين الى ارض اللّٰه الجديدة السلمية التي تلي «الضيقة العظيمة» القادمة.‏ و «الجمع الكثير» الناجون يأتون من كل العروق والقبائل والشعوب والألسنة.‏ وكثيرون منهم كانوا سابقا ينتمون الى احزاب يحارب بعضها بعضا.‏ واتَّبع آخرون مسلك حياة انانيا من حيث الاساس غير ان ذلك ايضا اعاق التمتع بالسلام.‏ أما الآن فاولئك الذين اتوا من كل الامم هم شعب محب للسلام،‏ مروِّج للسلام.‏ فماذا جعلهم هكذا؟‏ انهم متعلمون من يهوه.‏ —‏ اشعياء ١١:‏٩‏.‏

      سلام فريد من نوعه

      ١٤ على اي شيء يتأسس سلام شعب يهوه،‏ وكيف يكون ذلك على هذا النحو؟‏

      ١٤ ان السلام الذي ينعم به يهوه على شعبه هو حقا منقطع النظير.‏ فهو ليس من النوع الذي ينتج عن عقد اتفاق متقلقل بين حزبين لا يثق احدهما بالآخر.‏ وهو لا يشمل اية مسايرات.‏ انه يتأسس على البر.‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١٧‏،‏ ع‌ج)‏ ولكن كيف يمكن ان يصح ذلك في السلام الذي يشمل البشر الناقصين؟‏ فكخطاة،‏ ايّ بر يملكه ايّ منا؟‏ حسنا،‏ بالايمان يمكننا ان نتمتع بالبر الذي يصير ممكنا بالقيمة المكفرة عن الخطية لذبيحة يسوع.‏

      ١٥ في اثناء خدمة يسوع الارضية ماذا كان يهوه يعلّم بنيه المقبلين مما هو حيوي للسلام؟‏

      ١٥ يساعدنا ذلك على تقدير ما قاله يسوع كما هو مسجل في يوحنا ٦:‏٤٥-‏٤٧‏.‏ فهنا كان يخاطب اليهود الذين لم ينجذبوا اليه بصفته المسيّا وكانوا بالتالي يتذمرون عليه.‏ ولكنه بالاشارة الى تلاميذه قال:‏ «انه مكتوب في الانبياء [وخصوصا في اشعياء ٥٤:‏١٣‏] ويكون الجميع متعلمين من اللّٰه.‏ فكل من سمع من الآب وتعلَّم يُقبل اليَّ.‏ ليس أنَّ احدا رأى الآب إلا الذي من اللّٰه.‏ هذا قد رأى الآب.‏ الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية.‏» واولئك التلاميذ قبلوا التعليم الذي كان يهوه يعطيهم اياه.‏ فانجذبوا الى يسوع.‏ وعندما رفض الآخرون الامور التي علَّمها وتركوا يسوع بقي رسله.‏ وكما قال بطرس:‏ «نحن قد آمنا وعرفنا أنك انت المسيح ابن اللّٰه الحي.‏» (‏يوحنا ٦:‏٦٩‏)‏ فبسبب ايمانهم بيسوع المسيح يكون ممكنا لهم ان يأتوا الى علاقة سلمية بيهوه اللّٰه،‏ علاقة تحمل معها يقين الحياة الابدية.‏

      ١٦ (‏أ)‏ منذ يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م كيف استفاد أتباع يسوع من التدبير المصنوع بواسطة المسيح؟‏ (‏ب)‏ بعد ذلك ماذا كان مطلوبا منهم؟‏

      ١٦ منذ يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م ابتدأ تطبيق فوائد ذبيحة المسيح على اولئك الاتباع الامناء ليسوع.‏ وما كتبه بولس في ما بعد في رومية ٥:‏١ صحَّ فيهم:‏ «اذ قد تبررنا بالايمان (‏فلنتمتع بالسلام)‏ مع اللّٰه بربنا يسوع المسيح.‏» فبالولادة تحدر جميع هؤلاء من آدم.‏ وكخطاة،‏ كانوا مبتعدين عن اللّٰه.‏ ولم يكن ممكنا للاعمال الصالحة التي ربما قاموا بها شخصيا ان تُبطل وراثتهم للخطية.‏ ولكنّ يهوه بلطفه غير المستحق قبل ذبيحة حياة يسوع البشرية الكاملة لاجل ذرية آدم.‏ واولئك الذين مارسوا الايمان بهذا التدبير صار الآن ممكنا ان ينسب اللّٰه البر اليهم وأن يتبناهم كبنين برجاء الحياة السماوية.‏ (‏افسس ١:‏٥-‏٧‏)‏ ولكن هل كان المزيد مطلوبا من جهتهم؟‏ اجل،‏ كان يجب ان يسلكوا في طرق يهوه.‏ وكان يجب ان لا يمارسوا الخطية في ما بعد.‏ ولكنهم يدركون ان ايّ بر يملكونه انما هو نتيجة لطف اللّٰه غير المستحق المعبَّر عنه بواسطة المسيح.‏ وكما تقول الآية،‏ انهم ‹(‏يتمتعون بالسلام)‏ مع اللّٰه بيسوع المسيح.‏›‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ هل يتمتع «الخراف الاخر» بمثل هذا السلام مع اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة اضافية تستحق البحث؟‏

      ١٧ وماذا عن اولئك الذين اشار اليهم يسوع بصفتهم ‹خرافه الاخر›؟‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ هل يتمتعون بمثل هذا السلام مع اللّٰه؟‏ ليس كبنين للّٰه،‏ ولكنّ كولوسي ١:‏١٩،‏ ٢٠ (‏ع‌ج)‏ تشملهم كنائلين للسلام الالهي.‏ فهي تقول ان اللّٰه استحسن «ان يصالح [بالمسيح] لنفسه ثانية كل شيء آخر صانعا السلام بالدم الذي سفكه [يسوع] على خشبة الآلام،‏ سواء كان ما على الارض [اي الذين سيُنعَم عليهم بالحياة الابدية على ارض فردوسية] او ما في السموات.‏» وذوو الآمال الارضية هؤلاء يتبررون ويتمتعون بالسلام مع اللّٰه الآن ايضا،‏ ليس كبنين،‏ بل كاصدقاء للّٰه،‏ كما كان ابرهيم.‏ فيا له من مركز حظوة!‏ —‏ يعقوب ٢:‏٢٣‏.‏

      ١٨ فهل تتمتعون شخصيا بهذا السلام؟‏ هل تختبرونه كاملا قدر ما هو ممكن للبشر العائشين في هذا الوقت الاكثر اهمية في التاريخ؟‏ في المقالة التالية سنبحث في بعض الامور التي يمكن ان تساعد على جعل ذلك ممكنا.‏

  • كيف يمكنكم ان تختبروا السلام الالهي بشكل اكمل
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • كيف يمكنكم ان تختبروا السلام الالهي بشكل اكمل

      ‏«ليتك (‏انتبهت)‏ لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر.‏» —‏ اشعياء ٤٨:‏١٨‏.‏

      ١ ماذا يلزم اذا اردنا ان نختبر السلام كاملا قدر ما نستطيع؟‏

      ان الذين يشتركون قانونيا في الدرس الجماعي للكتاب المقدس بمساعدة هذه المجلة يدركون قيمة السلام الذي يعطيه اللّٰه،‏ وهم يريدون هذا السلام.‏ والغالبية دون شك يتمتعون به.‏ ولكن لا يختبره الجميع كاملا قدر ما يستطيعون.‏ فلماذا ذلك؟‏ في ما يتعلق بالذين كانوا سينالون السلام الالهي يقول يهوه:‏ «انا الرب الهك معلمك لتنتفع وأمشيك في طريق تسلك فيه.‏ ليتك (‏انتبهت)‏ لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر.‏» —‏ اشعياء ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا تتضمنه كلمة «(‏انتبهت)‏»؟‏ (‏ب)‏ لكم من وصايا اللّٰه يجب ان ننتبه؟‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏

      ٢ من الواضح ان ايّ شخص يمكنه ان يستفيد من حضور الاجتماعات حيث نناقش الكتاب المقدس.‏ ولكنّ اولئك الذين ينتبهون لوصايا يهوه فقط،‏ مطبقين اياها شخصيا وعاملين بها،‏ يتمتعون حقا بالسلام الالهي.‏ فهل هنالك مجالات يلزمكم فيها القيام بذلك بشكل اكمل؟‏ (‏٢ بطرس ١:‏٢‏)‏ لا يكفي ان نصغي الى قليل من مطالب اللّٰه وبعد ذلك ان نتجنب تلك التي نجدها غير ملائمة او اكثر صعوبة.‏ فعندما حاول ابليس استمالة يسوع المسيح الى طريقة تفكيره الانانية اجاب يسوع بحزم:‏ «مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم اللّٰه.‏‏» —‏ متى ٤:‏٤‏.‏

      ٣ اية اوجه من حياتنا يجب ان نجعلها على انسجام مع طرق يهوه اذا اردنا حقا ان يكون لنا سلام كثير؟‏

      ٣ ان وصايا اللّٰه تمسّ كل وجه من اوجه حياتنا.‏ فهي تشمل اولا علاقتنا بيهوه.‏ ومن ثم تؤثر في وجهة نظرنا من هيئته المنظورة والخدمة المسيحية،‏ الطريقة التي بها نعامل اعضاء العائلة،‏ وتعاملاتنا مع اهل العالم.‏ واولئك الذين ينتبهون جديا لوصايا يهوه في جميع هذه الامور هم المباركون بسلام كثير.‏ فلنبحث في بضعة امور يمكن ان تساعدنا على اختبار ذلك شخصيا.‏

      هل يحتاج ايّ من هذه الامور الى انتباهكم؟‏

      ٤ (‏أ)‏ لماذا التمتع بدرس بيتي للكتاب المقدس او الذهاب الى قاعة الملكوت لا يضمن اننا في سلام مع اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا تشمله ممارسة الايمان بيسوع المسيح؟‏ (‏يوحنا ٣:‏٣٦‏)‏

      ٤ هل بدأتم مؤخرا بدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه؟‏ او ربما تعاشرون الجماعة المحلية لعدد من الاشهر او حتى السنين؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ لا شك في انكم وجدتم الفرح في اتضاح المعرفة عن مقاصد اللّٰه امامكم.‏ ولكنّ واقع كون الشخص يتمتع بدرس بيتي للكتاب المقدس او يسرّ بالذهاب الى قاعة الملكوت لا يبرهن انه في سلام مع اللّٰه.‏ فقد ولدنا جميعا في الخطية،‏ والسلام مع اللّٰه ممكن لنا فقط بواسطة يسوع المسيح.‏ (‏اشعياء ٥٣:‏٥،‏ اعمال ١٠:‏٣٦‏)‏ ومجرد الايمان السلبي بيسوع لا يجلب هذا السلام.‏ فمن الضروري ان نقدّر شخصيا حاجتنا الى الفدية،‏ ان نمارس الايمان بقيمة ذبيحة يسوع،‏ ومن ثم ان نعطي الدليل على هذا الايمان باطاعة وصاياه.‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٦‏)‏ واحدى الوصايا التي اعطاها يسوع عندما كان على الارض هي ان الذين يصيرون تلاميذه يجب ان يعتمدوا في الماء.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فهل جرى تغطيسكم رمزا الى انتذاركم ليهوه بواسطة يسوع المسيح؟‏

      ٥ لماذا الانتذار والمعمودية مهمان لكوننا في سلام مع اللّٰه؟‏

      ٥ وهل هنالك شيء في حياتكم يجعلكم غير مؤهلين للمعمودية؟‏ اذا عرفتم ان الامر هو كذلك،‏ او اذا علمتم في اثناء درسكم ان هذه هي الحال،‏ لا تتوانوا في تقويم الامور.‏ وأدركوا ان ايّ موقف او مسلك يجعل الشخص غير مؤهَّل للمعمودية هو ايضا عائق في وجه كونه في سلام مع اللّٰه.‏ اعملوا بالحاح فيما لا تزال هنالك فرصة.‏ وكما هو مبيَّن في ١ بطرس ٣:‏٢١ فان الذين يمنحهم يهوه اللّٰه ضميرا صالحا ينذرون اولا انفسهم له على اساس الايمان بذبيحة المسيح،‏ ويعتمدون رمزا الى هذا الانتذار،‏ ويفعلون مشيئة اللّٰه.‏ وحينئذ يمتلكون السلام الذي يرافق الضمير الصالح لسبب حيازة موقف مقبول امام اللّٰه.‏ ولا يمكن ذلك بأية طريقة اخرى.‏ وطبعا،‏ هذا هو مجرد البداية.‏

      ٦ لماذا يؤثر موقفنا من اجتماعات الجماعة في تمتعنا بالسلام؟‏

      ٦ وبعد ذلك افحصوا قانونيتكم في حضور اجتماعات الجماعة ومساهمتكم فيها قدر المستطاع.‏ فهل تحتل هذه الاجتماعات مكانا في حياتكم بحيث لا تسمحون للعالم او النشاطات الشخصية الاخرى بانتهاكها؟‏ وهل تستعدون للاجتماعات وتعتبرون المساهمة فيها امتيازا؟‏ فهذه الامور ايضا لها تأثير واضح في تمتع المرء بالسلام.‏ ولماذا؟‏ لان روح اللّٰه هو مع شعبه المجتمع،‏ والسلام هو من ثمار هذا الروح.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ وفي هذه الاجتماعات تجري مساعدتنا على فهم مطالب يهوه،‏ ونحن في حاجة الى ذلك لكي نفعل ما هو مَرضيّ في عينيه.‏ وهنا ايضا نتعلم كيف نروِّج السلام في علاقاتنا برفقائنا البشر —‏ في الجماعة،‏ في البيت،‏ في المدرسة،‏ وفي عملنا الدنيوي.‏ واجتماعاتنا هي احدى الطرائق الرئيسية التي بها نكون متعلمين من يهوه،‏ وكما تشير الاسفار المقدسة فان المتعلمين من يهوه هم الذين يتمتعون بسلام كثير.‏ —‏ اشعياء ٥٤:‏١٣‏.‏

      ٧ اية ملاحقة للامور التي تناقَش في اجتماعاتنا هي لازمة؟‏

      ٧ والنقطة الوثيقة الصلة التي تستحق الانتباه انما هي التطبيق التدريجي في حياتنا الشخصية لما نتعلمه.‏ فنحن لا نريد ان نكون كاولئك الاسرائيليين الذين قال يهوه انهم ‹يسمعون سمعا ولا يفهمون.‏› (‏اشعياء ٦:‏٩‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ هل نريد ان نكون كاولئك الذين وصفهم يهوه لحزقيال —‏ الناس الذين يسمعون نبي يهوه ولكنهم لا يعملون بما يقوله لانهم يختارون ان يُشبعوا رغباتهم النجسة او المادية؟‏ (‏حزقيال ٣٣:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ وعلى سبيل التباين،‏ فان الذين يجتمعون في بيت يهوه في ايامنا وينالون رضاه يجري وصفهم بأنهم يقولون:‏ «هلمَّ نصعد الى جبل الرب والى بيت اله يعقوب فيعلِّمنا من طرقه و نسلك في سبله‏.‏» (‏ميخا ٤:‏٢‏)‏ فاذا كنا حقا نفكر جديا في التعليم الذي نناله في اجتماعاتنا،‏ اذا كنا في كل اجتماع نفرز على الاقل نقطة واحدة نحتاج اليها شخصيا ثم نعمل على تحسينها،‏ فاننا سنحصد ثمارا سلمية.‏ وكما قال يسوع في لوقا ١١:‏٢٨‏:‏ «طوبى للذين يسمعون كلام اللّٰه ويحفظونه.‏‏»‏

      ٨ كيف يمكن للاشتراك في خدمة الحقل الى المدى الاكمل الذي تسمح به ظروفنا ان يفيدنا شخصيا؟‏

      ٨ وأحد الامور التي يجري التشديد عليها في اجتماعاتنا هو اهمية الاشتراك كاملا في المناداة بملكوت اللّٰه وفي مساعدة الآخرين على الصيرورة تلاميذ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩‏)‏ فكم بارزة هي هذه النشاطات في حياتكم؟‏ واذا انتبهنا حقا لما يقوله لنا يهوه من خلال كلمته وبواسطة هيئته نعرف ان هذا هو العمل الاهم الجاري على الارض اليوم.‏ (‏رؤيا ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ والحقيقة المعروفة جيدا هي ان اولئك الذين هم في الخدمة كامل الوقت —‏ بالاضافة الى الذين،‏ رغم عدم تمكنهم من ان يكونوا فاتحين،‏ هم حقا غيورون في الخدمة —‏ هم السعداء بيننا بشكل بارز.‏ والسلام الذي يتمتعون به ليس كمجرد نقطة من ماء بل،‏ كما قال يهوه،‏ يصير «كنهر.‏» (‏اشعياء ٤٨:‏١٨‏)‏ فهل هذا ما تختبرونه؟‏ نستطيع ذلك جميعا.‏

      ٩ ماذا يمكن ان يساعدنا كي نحافظ على سلامنا المعطى من اللّٰه حتى عندما نختبر مصاعب قاسية جدا؟‏

      ٩ ولكنّ اصغاءنا الى هذه المشورة كلها لا يحصِّننا من ضغوط الحياة في نظام الاشياء الحاضر.‏ ولكن،‏ بصرف النظر عن مقدار صعوبة الظروف،‏ يؤكد لنا اللّٰه مساعدته الحبية اذا التفتنا اليه.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ فهل تعلَّمنا ان نطلب عون يهوه وتوجيهه في كل ما نفعله ملتفتين اليه بحرية في الصلاة،‏ وبعد قيامنا بما نستطيعه بشأن الظروف الصعبة ملقين كل اعبائنا على يهوه،‏ تاركين اياها بثقة لديه؟‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦،‏ مزمور ٥٥:‏٢٢‏)‏ يجري تشجيعنا بحرارة في فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏:‏ «لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى اللّٰه.‏ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع.‏» يا له من تدبير بديع!‏ فهل تعلمتم ان تستفيدوا كاملا من سلام اللّٰه الذي يُجعل ممكنا على هذا النحو؟‏

      جدّوا في اثر السلام باستمرار

      ١٠ بعد طلب السلام ماذا يلزم من جهتنا؟‏

      ١٠ واذ نملك مثل هذا السلام لا نقدر ان نكون غير مبالين به.‏ فالجهد المتواصل لازم للمحافظة عليه.‏ وهكذا تقول ١ بطرس ٣:‏١٠،‏ ١١‏:‏ «من أراد ان يحبّ الحياة ويرى اياما صالحة.‏ .‏ .‏ ليطلب السلام ويجدّ في اثره.‏» واذ يطلب الشخص هدفا ويحققه من الغباوة ان ينظر الى هذا الهدف باستخفاف.‏ فبعد طلب السلام وتحقيقه يلزم ان نحترز من الامور التي يمكن ان تهدمه.‏ واكثر من ذلك،‏ ينبغي لنا ان نجدّ بنشاط في اثر تلك الامور التي تساهم في السلام.‏

      ١١ (‏أ)‏ اي موقف قد يعرِّض علاقتنا بيهوه للخطر؟‏ (‏ب)‏ متى يجب ان نطلب حقا عون اللّٰه في ما يتعلق بالتجارب؟‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏

      ١١ واذا حققنا السلام مع اللّٰه عبر الوسيلة التي زوَّدها يلزم ان ننتبه لئلا نهدم هذه العلاقة بالعودة الى ممارسة الخطية.‏ وطبعا،‏ بما اننا جميعا ناقصون فنحن جميعا نخطئ.‏ ولكن يكون هنالك خطر عندما يبرر الشخص في نفسه مواقف وتصرفات يدينها اللّٰه.‏ ولا يمكننا ببساطة ان نعبِّر عن عدم المبالاة ونقول،‏ «هذا ما انا عليه.‏» (‏رومية ٦:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فيلزم ان نتوب عن الخطإ عوضا عن تبريره،‏ ومن ثم ينبغي لنا ان نلتمس من اللّٰه ان يسامحنا على اساس ايماننا بذبيحة يسوع.‏ ويلزم ايضا ان نتعلم ان نلتفت الى اللّٰه من اجل المساعدة قبل ان نفعل الخطأ،‏ بدلا من ان نحاول خوض المعركة وحدنا،‏ مستسلمين اخيرا،‏ ومن ثم ملتمسين المغفرة.‏ فبعون اللّٰه يمكننا ان ننجح في لبس «الشخصية الجديدة المخلوقة بحسب مشيئة اللّٰه في البر والولاء الحقيقيين.‏» —‏ افسس ٤:‏٢٠-‏٢٤‏،‏ ع‌ج.‏

      ١٢ (‏أ)‏ للتمتع بالسلام اية علاقات اخرى تحتاج الى انتباه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يلزمنا من هذا القبيل؟‏

      ١٢ والتمتع بالسلام،‏ طبعا،‏ يشمل ايضا العلاقات بالناس الآخرين.‏ فالمسيحيون الحقيقيون يخدمون اللّٰه كجزء من هيئة.‏ انهم ‹(‏معشر)‏ اخوة.‏› (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏)‏ وكما قال يسوع انه يصح في أتباعه فهم بارزون في محبتهم بعضهم لبعض.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ ولكن لا احد منهم كامل.‏ وبسبب نقائصنا الخاصة وتلك التي للآخرين قد نحتاج الى الصلاة جدّيا بشأن حالات معيَّنة والعمل باجتهاد على حل المشاكل.‏ تحثنا عبرانيين ١٢:‏١٤‏:‏ «اتبعوا السلام مع الجميع.‏» وفي علاقاتنا باخوتنا واخواتنا المسيحيين هنالك التزام خصوصي ان نستمر في اتّباع السلام.‏ تقول ١ تسالونيكي ٥:‏١٣ بوضوح:‏ «سالموا بعضكم بعضا.‏» ولا يعني ذلك مجرد الامتناع عن الانتقام بل ان نكون مروِّجين فعالين للسلام،‏ متخذين الخطوة الاولى لردّ السلام وراغبين في الاذعان لمصلحة السلام.‏ —‏ افسس ٤:‏١-‏٣‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ في ترويج السلام مع غير المؤمنين ماذا يمكننا فعله،‏ ولكن كيف نظهر ان السلام مع اللّٰه يأتي اولا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يكون لنا سلام عندما يكون هنالك اضطراب حولنا؟‏

      ١٣ أما خارج الجماعة فليس كل واحد براغب في ان يكون مسالما.‏ ولذلك،‏ بشكل واقعي،‏ تنصحنا رومية ١٢:‏١٨‏:‏ «‏ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.‏» ولكنّ جهودنا في ترويج السلام لا تشمل المسايرة في ما يتعلق بمطالب يهوه البارة.‏ فقد نعدِّل الاوقات للقيام بأمور معيَّنة،‏ ولكننا نعرف انه ليس من الحكمة ان نتوقف عن حضور اجتماعات الجماعة او نمتنع عن الاشتراك في خدمة الحقل بغية المحافظة على السلام مع رفقاء الزواج او الاقرباء.‏ ونعرف ان يهوه لا يرضى عن اشتراكنا في ممارسات اثيمة مع زملاء العمل او رفقاء المدرسة لكسب رضاهم.‏ وندرك ان السلام الحقيقي هو فقط لاولئك الذين يتمتعون اولا بالسلام مع اللّٰه،‏ لاولئك الذين يحبون شريعة يهوه ويسلكون في سبله.‏ هذا هو السلام الذي نقدّره اكثر من ايّ شيء آخر.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦٥‏)‏ صحيح انه قد يكون هنالك اضطراب حولنا.‏ وقد يتنازع غير المؤمنين ويحاربون بعضهم بعضا.‏ حتى انهم قد يكوِّمون التجديف علينا بسبب ايماننا.‏ ولكننا نعرف كيف علَّمتنا كلمة اللّٰه ان نسلك.‏ وبالاستمرار في اتِّباع مسلك منسجم مع طرق يهوه البارة لا نُحرم السلام الاكثر قيمة.‏ —‏ قارنوا مزمور ٤٦:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٤ رغم اختبارنا الضيق شخصيا،‏ ماذا يمكِّننا من الاستمرار في المحافظة على هدوء داخلي ونظرة مشرقة؟‏

      ١٤ في الليلة الاخيرة قبل موته قال يسوع لرسله الامناء:‏ «قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام.‏ في العالم سيكون لكم ضيق.‏ ولكن ثقوا.‏ انا قد غلبت العالم.‏» (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ اجل،‏ نحن نختبر الضيق.‏ وكمسيحيين،‏ نتحمل الاضطهاد من مختلف الانواع.‏ وقد نختبر الظلم،‏ وكثيرون يعانون المرض الشديد.‏ ولكنّ السلام الالهي يعضدنا وسط كل ذلك.‏ وبسبب تعلُّمنا من يهوه نعرف لماذا يجري اضطهاد المسيحيين.‏ ونحن لسنا في شك من سبب وجود الظلم وسبب معاناتنا المرض.‏ ونعرف ايضا ما يخبئه المستقبل.‏ ونعرف انه نتيجة لمسلك حياة يسوع الامين وموته الفدائي يكون الانقاذ اكيدا.‏ وفضلا عن ذلك،‏ نعرف انه بصرف النظر عن المشاكل التي تواجهنا الآن يمكننا الالتفات الى يهوه في الصلاة واثقين بأنه يعتني بنا بمحبة ويعضدنا بواسطة روحه.‏ —‏ رومية ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

      ١٥ كيف يصحّ ان السلام الذي يجعله المسيح ممكنا ليس كالذي يعطيه العالم؟‏

      ١٥ وعلى نحو ملائم قال يسوع في يوحنا ١٤:‏٢٧‏:‏ «سلاما اترك لكم.‏ سلامي اعطيكم.‏ ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا.‏ لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.‏» ذلك صحيح حقا —‏ فليس للعالم ما يشبه السلام الذي يعطيه اللّٰه بواسطة يسوع المسيح.‏ فهو يجعلنا اقوياء في وجه الاحوال التي تُفقد الآخرين كل رجاء.‏

      ١٦ (‏أ)‏ اي امل يكمن امام الذين يقدِّرون الآن حقا السلام الذي يعطيه اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نظهر اننا نقدِّر حقا هذا السلام؟‏

      ١٦ ما ابدع المستقبل الذي يكمن امام جميع الذين يعتنقون الآن السلام الآتي من اللّٰه والذين يمنحونه المكان الاول الذي يستحقه في حياتهم!‏ وعما قريب سيكون العالم المعادي للّٰه قد ولّى.‏ وستكون كل الخليقة في الوقت المعيَّن متحدة كاملا في السلام بواسطة المطالب البارة للمتسلط الكوني.‏ فليدفعنا شكرنا على هذا الامل العظيم الى العمل بانسجام كامل معه الآن.‏ ولنصغِ جميعا بانتباه الى تعليم يهوه ونغرس وصاياه بشكل ثابت في قلبنا لكي نحب حقا طرقه ونفعل ما يتطلبه.‏ وكما تقول الامثال ٣:‏١،‏ ٢‏:‏ «يا ابني لا تنسَ شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي.‏ فانها تزيدك طول ايام وسني حياة وسلامة‏.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة