-
المسيحيون يقدِّمون العبادة بالروح والحقبرج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
للإجابة عن هذين السؤالين، سنركِّز بحثنا على المسيحيين الاولين ونفحص الحق المؤسس على الاسفار المقدسة المتعلق بـ (١) المعتقدات (٢) طريقة العبادة و (٣) السلوك الشخصي.
الحق والمعتقدات
١٤، ١٥ ما هو موقف المسيحيين الاولين وشهود يهوه من الاسفار المقدسة؟
١٤ قدَّر المسيحيون الاولون كلمة يهوه المكتوبة تقديرا عميقا. (يوحنا ١٧:١٧) فقد كانت المقياس الذي اتَّبعوه في ما يتعلق بالمعتقدات والممارسات. قال إقليمس الاسكندري الذي عاش في القرنين الثاني والثالث: «ان الذين يجاهدون سعيا الى المقياس الرفيع لن يوقفوا بحثهم عن الحق حتى يحصلوا على اثبات من الاسفار المقدسة لِما يؤمنون به».
١٥ ومثل المسيحيين الاولين، يقدِّر شهود يهوه الكتاب المقدس تقديرا عميقا. وهم يؤمنون ان «الأسفار المقدسة كاملة هي موحى بها من اللّٰه ونافعة للتعليم». (٢ تيموثاوس ٣:١٦) فلنتأمل في بعض معتقدات المسيحيين الاولين ونقارنها بما تعلَّمه خدام يهوه العصريون لأنهم يستخدمون الكتاب المقدس بصفته كتابهم الدراسي الرئيسي.
الحق عن النفس
١٦ ما هو الحق عن النفس؟
١٦ علَّم المسيحيون الاولون الحق عن النفس لأنهم آمنوا بما تقوله الاسفار المقدسة. لقد عرفوا ان الانسان «صار . . . نفسا حية» عندما خلقه اللّٰه. (تكوين ٢:٧) وبالاضافة الى ذلك، اعترفوا ان النفس البشرية تموت. (حزقيال ١٨:٤؛ يعقوب ٥:٢٠) كما عرفوا ان ‹الموتى لا يعلمون شيئا›. — جامعة ٩:٥، ١٠.
١٧ كيف نوضح رجاء الموتى؟
١٧ امتلك تلاميذ يسوع الاولون الرجاء الاكيد ان الموتى الذين في ذاكرة اللّٰه سيُقامون، او يُعادون الى الحياة. وقد احسن بولس التعبير عن هذا المعتقد معلنا: «لي رجاء باللّٰه . . . أنه سوف تكون قيامة للأبرار والأثمة». (اعمال ٢٤:١٥) وفي وقت لاحق ايضا، كتب احد مدَّعي المسيحية، مينوكيوس فِليكس: «مَن هو بليد الذهن او احمق ليتجرأ على التأكيد ان اللّٰه الذي خلق الانسان في الاصل لا يستطيع صنعه من جديد؟». وكالمسيحيين الاولين، يلتصق شهود يهوه بالحق المؤسس على الاسفار المقدسة المتعلق بالنفس البشرية، الموت، والقيامة. لنتأمل الآن في هوية اللّٰه والمسيح.
الحق والثالوث
١٨، ١٩ لماذا يمكن القول ان الثالوث ليس تعليما مؤسسا على الاسفار المقدسة؟
١٨ لم يعتبر المسيحيون الاولون اللّٰه، المسيح، والروح القدس ثالوثا. تقول دائرة المعارف البريطانية: «لا تظهر كلمة ثالوث ولا العقيدة الواضحة في العهد الجديد، ولا قصَد يسوع وأتباعه ان يناقضوا ‹السماع› [صلاة عبرانية] في العهد القديم: ‹اسمع يا اسرائيل. الرب الهنا رب واحد› (تثنية ٦:٤)». لم يعبد المسيحيون ثالوثا رومانيًّا او اية آلهة اخرى. وقد قبِلوا عبارة يسوع ان يهوه وحده يجب ان يُعبَد. (متى ٤:١٠) وبالاضافة الى ذلك، آمنوا بكلمات المسيح: «الآب اعظم مني». (يوحنا ١٤:٢٨) ويؤمن شهود يهوه اليوم بالمعتقدات نفسها.
١٩ لقد ميَّز أتباع يسوع الاولون بين اللّٰه، المسيح، والروح القدس. وعمَّدوا التلاميذ (١) باسم الآب، (٢) باسم الابن، و (٣) باسم الروح القدس، وليس باسم ثالوث. بشكل مماثل، يعلِّم شهود يهوه الحق المؤسس على الاسفار المقدسة الذي يميّز بين اللّٰه، ابنه، والروح القدس. — متى ٢٨:١٩.
الحق والمعمودية
٢٠ اية معرفة يلزم ان تكون لدى المرشحين للمعمودية؟
٢٠ أوكل يسوع الى أتباعه مهمة تلمذة الناس بتعليمهم الحق. ولكن لكي يصبحوا اهلا للمعمودية، تلزمهم معرفة اساسية للأسفار المقدسة. مثلا، يلزم ان يعترفوا بمكانة وسلطة الآب وابنه يسوع المسيح. (يوحنا ٣:١٦) وينبغي ان يفهم المرشحون للمعمودية ان الروح القدس ليس شخصا بل قوة اللّٰه الفعالة. — اعمال ٢:١-٤.
٢١، ٢٢ لماذا نقول ان المعمودية هي للمؤمنين؟
٢١ لم يعمِّد المسيحيون الاولون سوى الاشخاص الذين تعلموا وتابوا ونذروا انفسهم للّٰه لفعل مشيئته دون قيد او شرط. لقد امتلك اليهود والمهتدون المجتمعون في اورشليم يوم الخمسين سنة ٣٣ بم معرفة للأسفار العبرانية. وعند سماع الرسول بولس يتكلم عن يسوع المسيّا، نحو ٠٠٠,٣ شخص «قبلوا كلمته من القلب» و «اعتمدوا». — اعمال ٢:٤١؛ ٣:١٩–٤:٤؛ ١٠:٣٤-٣٨.
٢٢ ان المعمودية المسيحية هي للمؤمنين. فالناس الذين في السامرة قبلوا الحق، و «لما صدقوا فيلبس، الذي كان يبشر بملكوت اللّٰه وباسم يسوع المسيح، أخذوا يعتمدون، رجالا ونساء». (اعمال ٨:١٢) والخصي الحبشي، الذي سبق ان نال معرفة عن يهوه وكان مهتديا ومتعبدا، قبِل اولا كلام فيلبس عن اتمام النبوة المسيانية ثم اعتمد. (اعمال ٨:٣٤-٣٦) ولاحقا، قال بولس لكرنيليوس وآخرين من الامم ان «من يخاف [اللّٰه] ويعمل البر يكون مقبولا عنده»، وإن كل من يؤمن بيسوع المسيح ينال غفران الخطايا. (اعمال ١٠:٣٥، ٤٣؛ ١١:١٨) وينسجم كل ذلك مع وصية يسوع ‹ان يُتلمَذ الناس ويُعلَّموا ان يحفظوا جميع ما اوصاهم به›. (متى ٢٨:١٩، ٢٠؛ اعمال ١:٨) يلتصق شهود يهوه بالمقياس نفسه، اذ لا يعمِّدون الا الذين لديهم معرفة اساسية للاسفار المقدسة وسبق ان انتذروا للّٰه.
٢٣، ٢٤ ما هي الطريقة الصحيحة للمعمودية المسيحية؟
٢٣ ان التغطيس الكلي في الماء هو الطريقة الصحيحة لمعمودية المؤمنين. فبعد معمودية يسوع في نهر الاردن ‹صعد من الماء›. (مرقس ١:١٠) واعتمد الخصي الحبشي في «مجتمع ماء». فقد «نزل» هو وفيلبس «في الماء» ثم «صعدا» منه. (اعمال ٨:٣٦-٤٠) ويشير ايضا ربط الاسفار المقدسة للمعمودية بالدفن الرمزي الى التغطيس الكامل في الماء. — روما ٦:٤-٦؛ كولوسي ٢:١٢.
٢٤ يقول دليل أوكسفورد الى الكتاب المقدس (بالانكليزية): «ان وصف معموديات معيَّنة في العهد الجديد يدل ان الشخص الذي يُعمَّد كان يُغمَر بالماء». وبحسب المرجع الفرنسي المشهور لاروس القرن العشرين (پاريس، ١٩٢٨): «اعتمد المسيحيون الاولون بالتغطيس حيثما وُجد ماء». ويذكر كتاب بعد يسوع — انتصار المسيحية (بالانكليزية): «كانت المعمودية، وفق الطريقة الاساسية لإجرائها، تقتضي من طالبها ان يجهر بإيمانه، ويلي ذلك تغطيسه كاملا في الماء باسم يسوع».
٢٥ ماذا سنناقش في المقالة التالية؟
٢٥ ان النقاط الآنفة الذكر المتعلقة بالمعتقدات والممارسات المؤسسة على الكتاب المقدس التي تبناها المسيحيون الاولون هي بعض الامثلة. فمن الممكن ان نذكر اوجه شبه اخرى بين معتقداتهم ومعتقدات شهود يهوه. وسنناقش في المقالة التالية طرائق اضافية تحدِّد هوية الذين يعلّمون الناس الحق.
-
-
انهم يواصلون السير في الحقبرج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
الحق والعبادة المسيحية
٣ ماذا كان القصد والفائدة من الاجتماعات التي عقدها المسيحيون الاولون؟
٣ بغية تعلم الحق، كان المسيحيون الاولون يجتمعون كجماعات، وعلى الاغلب في بيوت خاصة. (روما ١٦:٣-٥) وكانوا بذلك ينالون التشجيع ويحرِّضون واحدهم الآخر على المحبة والاعمال الحسنة. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) وعن المدّعين المسيحية في الازمنة اللاحقة، كتب ترتليانوس (نحو ١٥٥- بعد ٢٢٠ بم): «نحن نجتمع لنقرأ اسفار اللّٰه . . . فبهذه الكلمات المقدسة نغذي ايماننا، نرفع رجاءنا، نثبِّت ثقتنا». — الدفاع، الفصل ٣٩.
٤ ايّ دور يلعبه الترنيم في الاجتماعات المسيحية؟
٤ كان الترنيم على الارجح جزءا من اجتماعات المسيحيين الاولين. (افسس ٥:١٩؛ كولوسي ٣:١٦) يكتب الپروفسور هنري تشادويك ان الناقد سلسُس للقرن الثاني وجد ان الترانيم اللحنية التي استخدمها المدّعون المسيحية «جميلة للغاية حتى انه استاء من تأثيرها العاطفي». ويضيف تشادويك: «إقليمس الاسكندري هو اول كاتب مسيحي يناقش نوع الموسيقى الملائمة للاستعمال المسيحي. وهو يوصي الّا تكون من نوع الموسيقى الراقصة المثيرة للشهوات». (الكنيسة الباكرة، الصفحتان ٢٧٤-٢٧٥) تماما مثلما رنَّم المسيحيون الاولون كما يبدو عندما كانوا يجتمعون معا، غالبا ما ينشد شهود يهوه ترانيم مؤثرة مؤسسة على الكتاب المقدس تسبيحا للّٰه وترفيعا للملكوت.
٥ (أ) كيف كان يزوَّد التوجيه الروحي في الجماعات المسيحية الباكرة؟ (ب) كيف طبَّق المسيحيون الحقيقيون كلمات يسوع في متى ٢٣:٨، ٩؟
٥ في الجماعات المسيحية الاولى، علَّم النظار الحق، وساعد الخدام المساعدون الرفقاء المؤمنين بشتى الطرق. (فيلبي ١:١) وزُوِّد الارشاد الروحي من خلال هيئة حاكمة اعتمدت على كلمة اللّٰه والروح القدس. (اعمال ١٥:٦، ٢٣-٣١) كما انه لم تُستعمَل الالقاب الدينية لأن يسوع امر اتباعه: «لا تُدْعَوا رابِّي، لأن معلمكم واحد، وأنتم جميعا إخوة. ولا تَدْعُوا احدا ابا لكم على الارض، لأن اباكم واحد، وهو السماوي». (متى ٢٣:٨، ٩) من هذه النواحي والكثير غيرها، هنالك اوجه شبه بين المسيحيين الاولين وشهود يهوه.
مضطهَدون من اجل الكرازة بالحق
٦، ٧ رغم انهم ينادون برسالة سلمية، كيف عومل المسيحيون الحقيقيون؟
٦ رغم ان المسيحيين الاولين نادوا برسالة الملكوت السلمية، فقد اضطُهِدوا تماما كما اضطُهِد يسوع. (يوحنا ١٥:٢٠؛ ١٧:١٤) دعا المؤرخ جون. ل. فون موشايم مسيحيي القرن الاول «مجموعة من الناس المتصفين بعدم الاذية وعدم الاساءة، الذين لا يخفون في اذهانهم ابدا رغبة او فكرة معادية لخير الدولة». وذكر الدكتور موشايم ان «الرومان اغتاظوا من المسيحيين بسبب بساطة عبادتهم، التي لم تشبه على الاطلاق الطقوس المقدسة التي كانت تقوم بها الشعوب الاخرى». وأضاف: «لم يكن لديهم ذبائح، هياكل، تماثيل، وسطاء ارواحيون، او فئات كهنوتية؛ وهذا كان كافيا ليجلب عليهم لوم الجماهير العديمة المعرفة، التي لم تكن تتخيل دينا دون هذه الامور. لذلك كان يُنظَر اليهم كملحدين؛ وبحسب القوانين الرومانية، كل من يُتَّهم بالالحاد يُعتبَر آفة المجتمع».
٧ وقد حرَّض الكهنة والحِرَفيون وغيرهم ممن يعيشون من الممارسات الصنمية الناسَ على المسيحيين، الذين لم ينهمكوا في هذه الممارسات. (اعمال ١٩:٢٣-٤٠؛ ١ كورنثوس ١٠:١٤) كتب ترتليانوس: «يُعتقَد ان المسيحيين هم سبب كل كارثة عامة تحدث وبلية تصيب الناس. فإذا وصلت مياه التيبر الى اعلى اسوار المدينة، وإذا لم يفِض النيل لري الحقول، وإذا لم يتغير الطقس، وإن حدثت زلزلة، مجاعة، وبأ — فسرعان ما تعلو الصرخة: ‹ألقوا بالمسيحيين الى الاسود!›». ولكن بغض النظر عن العواقب، ‹يحفظ› المسيحيون الحقيقيون ‹انفسهم من الاصنام›. — ١ يوحنا ٥:٢١.
الحق والاحتفالات الدينية
٨ لماذا لا يحتفل الذين يسيرون في الحق بعيد الميلاد؟
٨ يتجنب الذين يسيرون في الحق الاحتفالات غير المؤسسة على الاسفار المقدسة لأن ‹لا شركة للنور مع الظلمة›. (٢ كورنثوس ٦:١٤-١٨) مثلا، انهم لا يحتفلون بعيد الميلاد، الذي يُقام في ٢٥ كانون الاول (ديسمبر). تعترف دائرة معارف الكتاب العالمي (بالانكليزية): «لا احد يعرف التاريخ الدقيق لولادة المسيح». وتذكر دائرة المعارف الاميركية (طبعة ١٩٥٦): «زوَّد عيد زحل — عيد روماني يُحتفَل به في اواسط كانون الاول (ديسمبر) — نموذجا لكثير من عادات القصف التي لعيد الميلاد». وتشير دائرة معارف مكلنتوك وسترونڠ: «حفْظ عيد الميلاد ليس من تعيين إلهي ولا من اصل يتعلق بالعهد الجديد». ويلاحظ كتاب الحياة اليومية في زمن يسوع (بالانكليزية): «القطعان . . . تقضي الشتاء مخبَّأة؛ ومن هذا وحده يمكن ان يُرى ان التاريخ التقليدي لعيد الميلاد، في الشتاء، لا يُحتمل ان يكون صحيحا، لأن الانجيل يقول ان الرعاة كانوا في الحقول». — لوقا ٢:٨-١١.
٩ لماذا لم يحتفل خدام يهوه بالفصح في الماضي ولا يحتفلون به اليوم؟
٩ يُفترَض ان الفصح (إيستر بالانكليزية) هو احتفال بذِكرى قيامة المسيح، لكنَّ مراجع جديرة بالثقة تربطه بالعبادة الباطلة. يقول قاموس وستمنستر للكتاب المقدس (بالانكليزية) ان الفصح كان «في الاصل عيد الربيع تكريما لإلاهة النور والربيع التيوتونية المعروفة باللغة الانڠلوسكسونية بـ إيستر»، او أُوْستر. على اية حال، تذكر دائرة المعارف البريطانية (الطبعة الـ ١١): «ليست هنالك اشارة الى الاحتفال بعيد الفصح في العهد الجديد». اذًا، لم يحتفل المسيحيون الاولون بالفصح كما لا يحتفل به شعب يهوه اليوم.
١٠ ايّ احتفال أسسه يسوع، ومن يحتفل به كما ينبغي؟
١٠ لم يأمر يسوع أتباعه ان يحتفلوا بولادته ولا بقيامته، لكنه اسس ذِكرى موته الفدائي. (روما ٥:٨) وفي الواقع، انه الحدث الوحيد الذي امر تلاميذه ان يحتفلوا به. (لوقا ٢٢:١٩، ٢٠) ولا يزال شهود يهوه يحتفلون بهذا الحدث السنوي الذي يُدعى ايضا عشاء الرب. — ١ كورنثوس ١١:٢٠-٢٦.
الحق يُعلَن في كل الارض
١١، ١٢ كيف دعم الذين يسيرون في الحق نشاطهم الكرازي في الماضي ويدعمونه اليوم؟
١١ ان الذين يعرفون الحق يعتبرونه امتيازا ان يصرفوا وقتهم ويبذلوا طاقتهم ومواردهم الاخرى من اجل عمل الكرازة بالبشارة. (مرقس ١٣:١٠) لقد كانت التبرعات الطوعية تدعم نشاط كرازة المسيحيين الاولين. (٢ كورنثوس ٨:١٢؛ ٩:٧) كتب ترتليانوس: «حتى اذا كان هنالك صندوق من نوع ما، فهو لا يؤلِّف المال المدفوع كرسوم دخول، كما لو كان الدِّين قضية عقد. فكل انسان مرة كل شهر يجلب قطعة نقدية متواضعة — او كلما شاء، وفقط اذا شاء، وإذا استطاع؛ لأنه ليس احد مجبرا؛ وهي تقدمة طوعية». — الدفاع، الفصل ٣٩.
١٢ ان عمل الكرازة بالملكوت العالمي الذي يقوم به شهود يهوه تدعمه ايضا التبرعات الطوعية. وفضلا عن الشهود انفسهم، فإن كثيرين من الاشخاص المهتمين ذوي التقدير يعتبرونه امتيازا ان يدعموا هذا العمل المسيحي بتبرعاتهم. هنا ايضا يوجد وجه شبه يجمع بين المسيحيين الاولين وشهود يهوه.
الحق والسلوك الشخصي
١٣ اية نصيحة اعطاها بطرس في ما يتعلق بالسلوك يعمل شهود يهوه بموجبها؟
١٣ كأشخاص يسيرون في الحق، اطاع المسيحيون الاولون مشورة الرسول بطرس: «حافظوا على سلوككم الحسن بين الامم، ليكونوا في ما يتكلمون عليكم كفاعلي سوء، يمجدون اللّٰه في يوم تفقده نتيجة اعمالكم الحسنة التي هم شهود عيان لها». (١ بطرس ٢:١٢) وشهود يهوه يعملون بموجب هذه النصيحة.
١٤ ما هي النظرة المسيحية الى التسلية الفاسدة ادبيا؟
١٤ حتى بعد تغلغل الارتداد، تجنب المسيحيون الاسميون النشاطات الفاسدة ادبيا. كتب پروفسور التاريخ الكنسي و. د. كيلِن: «في القرنين الثاني والثالث كان المسرح في كل بلدة كبيرة المكان الذي يجذب الجماهير؛ ورغم ان الممثلين كانوا عموما منحطين ادبيا الى ابعد الحدود، فإن اداءهم المسرحي ارضى دوما رغبات الناس المنحرفة في ذلك الحين. . . . اما المسيحيون الحقيقيون كلهم فقد نظروا الى المسرح نظرة اشمئزاز. . . . فكانوا ينفرون من الممارسات الفاحشة في ذلك المكان؛ والالتماسات الدائمة من الآلهة والإلاهات الوثنية انتهكت معتقداتهم الدينية». (الكنيسة القديمة (بالانكليزية)، الصفحتان ٣١٨-٣١٩) واليوم ايضا يتجنب أتباع يسوع الحقيقيون اشكال التسلية الفاحشة والمنحطة ادبيا. — افسس ٥:٣-٥.
الحق و «السلطات الفائقة»
١٥، ١٦ من هي «السلطات الفائقة»، وكيف ينظر اليها الذين يسيرون في الحق؟
١٥ رغم سلوك المسيحيين الاولين الحسن، اخطأ معظم الاباطرة الرومان في الحكم عليهم. يقول المؤرخ إ. جي. هاردي ان الاباطرة اعتبروهم «متحمسين مزدرى بهم نوعا ما». وتظهر الرسائل التي تبادلها حاكم بيثينية پلينيوس الاصغر والامبراطور تراجان ان الطبقات الحاكمة كانت تجهل عموما الطبيعة الحقيقية للمسيحية. ولكن كيف ينظر المسيحيون الى الحكومات؟
١٦ كأتباع يسوع الاولين، يقدِّم شهود يهوه خضوعا نسبيا «للسلطات الفائقة» الحكومية. (روما ١٣:١-٧) وإذا نشأ تعارض بين اوامر بشرية ومشيئة اللّٰه، يتخذون الموقف التالي: «ينبغي ان يطاع اللّٰه حاكما لا الناس». (اعمال ٥:٢٩) يقول كتاب بعد يسوع — انتصار المسيحية (بالانكليزية): «صحيح ان المسيحيين لم يشتركوا في عبادة الامبراطور، الا انهم لم يكونوا خطباء مهيِّجين؛ ومع ان دينهم كان غريبا وبغيضا في بعض الاحيان من وجهة نظر الوثنيين، فلم يشكِّل تهديدا حقيقيا للامبراطورية».
١٧ (أ) اية حكومة ايّدها المسيحيون الاولون؟ (ب) كيف يطبق أتباع المسيح الحقيقيون كلمات اشعياء ٢:٤ في حياتهم؟
١٧ ايّد المسيحيون الاولون ملكوت اللّٰه، تماما كما مارس الآباء الاجلاء ابراهيم واسحاق ويعقوب الايمان بتلك المدينة الموعود بها، «التي اللّٰه . . . صانعها». (عبرانيين ١١:٨-١٠) وتلاميذ يسوع، كسيدهم، لم يكونوا «جزءا من العالم». (يوحنا ١٧:١٤-١٦) ففي ما يتعلق بالحروب والنزاعات البشرية، اتّبعوا السلام ‹طابعين سيوفهم سككا›. (اشعياء ٢:٤) علَّق الكاتب في تاريخ الكنيسة جفري ف. نتول مشيرا الى وجه شبه مثير للاهتمام: «ان موقف المسيحيين الاولين من الحرب يشبه الى حد بعيد موقف الافراد الذين يدعون انفسهم شهود يهوه، ونحن نجد صعوبة في تقبل هذا الواقع».
١٨ لماذا لا يوجد لدى اية حكومة سبب يجعلها تخاف من شهود يهوه؟
١٨ كأفراد حياديين خاضعين للسلطات الفائقة، لم يشكِّل المسيحيون الاولون — ولا يشكّل شهود يهوه — اي تهديد للكيانات السياسية. ذكر كاتب افتتاحيات في اميركا الشمالية: «يلزم خيال متعصب ومتصف بجنون الاضطهاد للاعتقاد ان شهود يهوه يشكِّلون ايّ نوع من التهديد لأيّ نظام سياسي؛ فهم غير مخرِّبين ومحبون للسلام كما يمكن ان تكون هيئة دينية». والسلطات المطَّلعة تعرف ان لا داعي الى الخوف من شهود يهوه.
١٩ في ما يتعلق بالضرائب، ماذا يمكن القول عن المسيحيين الاولين وشهود يهوه؟
١٩ احدى الطرائق التي اظهر من خلالها المسيحيون الاولون الاحترام للسلطات الفائقة هي دفع الضرائب المتوجبة عليهم. اكَّد يوستينوس الشهيد في رسالة الى الامبراطور الروماني انطونينوس پيوس (١٣٨- ١٦١ بم) ان المسيحيين كانوا «على استعداد اكثر من كل الناس» ليدفعوا ضرائبهم. (الدفاع الاول، الفصل ١٧) وأخبر ترتليان الحكَّام الرومان ان جباة ضرائبهم «مدينون بالشكر للمسيحيين» على طريقة دفعهم ضرائبهم بضمير حي. (الدفاع، الفصل ٤٢) لقد استفاد المسيحيون من الـ پاكس رومانا، او السلام الروماني، بقانونه ونظامه، طرقاته الجيدة، والسفر البحري الآمن الذي اتاحه نسبيا. وإذ ادركوا انهم يدينون للمجتمع، اصغوا الى كلمات يسوع: «أوفوا ما لقيصر لقيصر، وما للّٰه للّٰه». (مرقس ١٢:١٧) ويتبع شعب يهوه اليوم هذه النصيحة ويُمدَحون على استقامتهم، كما في دفع الضرائب. — عبرانيين ١٣:١٨.
الحق — رباط موحِّد
٢٠، ٢١ ماذا صحّ في المسيحيين الاولين ويصحّ اليوم ايضا في خدام يهوه من جهة كونهم معشر اخوة مسالما؟
٢٠ بما ان المسيحيين الاولين كانوا يسيرون في الحق، فقد جمع بينهم رباط من الاخوَّة المسالمة، تماما كشهود يهوه اليوم. (اعمال ١٠:٣٤، ٣٥) ذكرت رسالة نُشرت في صحيفة ذا موسكو تايمز: «[شهود يهوه] معروفون جيدا بأنهم اشخاص ودِّيون، لطفاء، ومتواضعون يسهل جدا التعامل معهم، لا يضغطون ابدا على الآخرين ويسعون دائما الى السلام في علاقتهم بالآخرين. . . . لا يوجد بينهم مَن يأخذ رشوة او يسكر او يتعاطى المخدِّرات، والسبب بسيط جدا: انهم يحاولون جعل اقتناعاتهم المؤسسة على الكتاب المقدس ترشدهم في كل ما يفعلونه او يقولونه. على الاقل اذا حاول كل الناس في العالم ان يعيشوا بموجب الكتاب المقدس كما يفعل شهود يهوه، يكون عالمنا المتوحش مختلفا كليا».
٢١ وتذكر دائرة معارف المسيحية الباكرة (بالانكليزية): «اعتبرت الكنيسة الاولى نفسها عائلة بشرية جديدة واحدة حيث تعيش الفرق التي كانت متعادية سابقا، كاليهود والامم، في سلام». وشهود يهوه ايضا هم معشر اخوة عالمي يحب السلام — انهم حقا مجتمع عالم جديد. (افسس ٢:١١-١٨؛ ١ بطرس ٥:٩؛ ٢ بطرس ٣:١٣) عندما رأى ضابط الامن في مركز المعارض في پريتوريا بجنوب افريقيا كيف يجتمع الشهود من كل العروق هناك بسلام كمندوبين في المحفل، علَّق قائلا: «الجميع ظرفاء، اناس يتكلمون بلطف واحدهم الى الآخر، والموقف الذي جرى الاعراب عنه خلال الايام القليلة الماضية — كل ذلك يشهد على المزايا الادبية التي لدى اعضاء مجتمعكم، وعلى انكم جميعا تعيشون معا كعائلة سعيدة واحدة».
-