مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل عطاء عيد الميلاد معقول؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • كيف ينظر يسوع الى العطاء

      لا يدين يسوع العطاء بالتأكيد.‏ وعلى العكس،‏ اذ كان مستعدا دائما ليعطي بشكل غير اناني من نفسه في خدمة الآخرين،‏ علَّم تلاميذه:‏ «مارسوا العطاء.‏» واذ اظهر ان العطاء يؤدي الى مباركة المعطين انفسهم،‏ اضاف:‏ «فتُعطَوْا.‏» —‏ لوقا ٦:‏٣٨‏،‏ ع‌ج.‏

      لكنَّ يسوع لم يكن يشير هنا الى تبادل الهدايا.‏ وعوضا عن ذلك،‏ كان يظهر الحقيقة العامة ان العطاء غير الاناني يُقابل عادة بالمثل.‏ ويصح ذلك خصوصا حين يكون للمعطي دافع صائب ويحبّ الشخص الآخر «من قلب طاهر بشدة.‏» —‏ ١ بطرس ١:‏٢٢‏.‏

      لا تطلب المحبة مكافأة على خدماتها،‏ ولذلك نصح يسوع:‏ «متى صنعت صدقة فلا تعرّف شمالك ما تفعل يمينك.‏ لكي تكون صدقتك في الخفاء.‏» فعلى نحو لائق لا يلفت المعطي الانتباه الى نفسه او هديته،‏ ومع ذلك لن يذهب دون مكافأة.‏ وأظهر يسوع ذلك عندما اضاف:‏ «ابوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.‏» (‏متى ٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ يجب على المعطي،‏ كما يقول الكتاب المقدس،‏ ان يعطي «كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار.‏ لان المعطي المسرور يحبه اللّٰه.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏

      وهكذا فإن العطاء الذي يرضي المسيح تدفعه المحبة،‏ تجري ممارسته دون توقُّع ايّ شيء بالمقابل،‏ ولا يجري القيام به عن حزن او اضطرار.‏ وكم يختلف عطاء كهذا عن الكثير جدا من العطاء الذي يجري القيام به في عيد الميلاد!‏

      ولذلك فان العطاء الذي هو مصدر للفرح،‏ لا يعتمد على التقويم او على العادات.‏ وهو ايضا لا يكشف شيئا عن مقدار غنى المعطي،‏ وانما عن مقدار سخائه.‏ حقا،‏ قد ضلَّل عيد الميلاد الملايين بحيث اعطوا الاشياء الخاطئة،‏ وغالبا لاسباب خاطئة.‏ اذًا،‏ لِمَ لا تجرِّبون شيئا افضل من عطاء عيد الميلاد؟‏ جرِّبوا نوع العطاء الذي يجلب بركات سخية وفرحا حقيقيا،‏ الذي هو موضوع المقالة التالية.‏

  • شيء افضل من عطاء عيد الميلاد
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • شيء افضل من عطاء عيد الميلاد

      ‏«اخبرني كريستوفر البالغ ست سنوات من العمر،‏ وكأنما ذلك اكثر الامور طبيعيةً في العالم،‏ انه لا يحصل ‹على شيء اطلاقا› في عيد الميلاد.‏ لكنه تكلَّم دون ايّ اثر للخيبة.‏ وعبَّر الكسندر (‏٨)‏ عن نفسه على نحو مماثل،‏ قائلا:‏ ‹نحن من شهود يهوه.‏›»‏

      هكذا افتتحت الصحيفة الالمانية كولنِر ستاتانْتْسايڠِر مقالة عن عائلة تقول الصحيفة انها «تتجاهل عيد الميلاد لانه ليس تاريخ ميلاد يسوع ولأن له اصولا وثنية.‏» ولكن ألا يثير كريستوفر والكسندر الشفقة؟‏ كلا على الاطلاق،‏ لأنَّ رفوف لُعَب الصبيَّيْن،‏ كما اوضحت المقالة،‏ لا تحمل دليلا على الاهمال الابوي.‏

      لكنَّ بعض الوالدين الذين حضروا مناقشة الوالدين-‏المعلمين في جنوب المانيا اكَّدوا ان فشل شهود يهوه في تقديم هدايا عيد الميلاد لاولادهم يجعلهم يشعرون بعدم الاطمئنان.‏ إلا ان ذلك غير صحيح،‏ كما ذكرت معلِّمتهم.‏ فقد قالت ان «اولاد شهود يهوه يعبِّرون عن انفسهم بحرية،‏ وهم متَّزنون جدا،‏ وقادرون على ايضاح ايمانهم كاملا،‏ الامر الذي لا يستطيع الاولاد الآخرون ان يفعلوه.‏»‏

      حقا،‏ استبدلت عشرات الآلاف من العائلات في كل انحاء العالم عطاء عيد الميلاد بشيء افضل،‏ جاعلينه هدفا ان يجلبوا هدايا لاولادهم على مدار السنة.‏ وبرهن ذلك انه مصدر فرح للجميع.‏

      واحدى الحسنات هي ان ذلك يؤدي الى مناسبات سعيدة عديدة في السنة،‏ ويمكن ان يقدِّر الاولاد اكثر كل هدية على حِدَة.‏ والحسنة الاخرى هي ان الاولاد يعرفون ان والديهم هم الذين يقدِّمون الهدايا بدافع المحبة،‏ فيعود تقديرهم اليهم.‏ فلا ينفق الوالدون المال والجهد بسخاء لمجرد ان يعود شكر اولادهم الى سانتا كلوز خيالي او ليصيِّروهم جاحدين،‏ اذ يشعرون بأنها مسؤولية سانتا ان يجلب الهدايا وأنه ما من شكر واجب.‏

      الهدية ذات القيمة الفائقة

      كثيرا ما يجد دومينيك،‏ في العاشرة من العمر،‏ وتينا،‏ في السادسة،‏ مفاجآ‌ت صغيرة من والديهما —‏ قطعة شوكولاتة على الوسادة،‏ قلمًا او مفكِّرة يمكنهما استعماله في المدرسة،‏ او لعبة ملائمة لابقائهما منشغلَيْن خلال اشهر الشتاء.‏ ولكن ماذا يقدِّرانه اكثر؟‏ يجيب والداهما:‏ «عندما نقضي وقتا معهما مثلا،‏ لاعبين بالثلج.‏»‏

      ويتفق في الرأي والدون آخرون كثيرون من شهود يهوه.‏ «في هذا العالم المضطرب،‏» توضح ايديلڠارت،‏ «الوقت هو الشيء الاهمّ الذي يمكنني ان اقدِّمه لاولادي.‏» ويوافق الاحداث على ذلك!‏ وتقول أُورسولا ان اولادها يعتبرون الوقت الذي يقضونه معا في النزه العائلية «افضل هدية على الاطلاق.‏» وحتى رئيس مجلس نقابة المعلمين في المانيا قال مؤخرا ان افضل هدايا عيد الميلاد التي يمكن ان يقدِّمها الوالدون لاولادهم هي الوقت والصبر.‏

      ولا شك في ذلك،‏ فالعطاء من الذات —‏ وقت المرء،‏ اهتمامه،‏ وانتباهه —‏ سواء كان لعائلة المرء او اصدقائه،‏ هو هدية ذات قيمة فائقة حقا.‏ ويجب ان يكون واضحا ان هدايا كهذه لا يلزم ان تقتصر على ايام معيَّنة من السنة.‏

      العطاء المفرح الذي يجلب الاكتفاء

      تأملوا في امثلة شهود يهوه الذين يشتركون في شيء افضل من عطاء عيد الميلاد.‏ قال ڤِلفريت وإنڠي في المانيا:‏ «نحن عموما نقدِّم الهدايا تلقائيا،‏ مع اننا نخطط للهدايا الاكبر.‏» وعلى نحو مماثل،‏ يبذل ديتِر ودايبورا جهدا واعيا لتزويد ابنهما الصغير بالهدايا على مدار السنة.‏ ويوضحان ان «حجم او قيمة الهدية هو ثانوي،‏ والهدايا الكبيرة او الغالية هي نادرة.‏»‏

      يتوقع اولاد كثيرون الهدايا في وقت عيد الميلاد،‏ ولذلك يُفقَد عنصر المفاجأة.‏ تقول هِلڠا ان «اولادها يفرحون عندما يحصلون على هدايا غير متوقَّعة اكثر منه عندما يحصلون على اشياء في مناسبات تكون فيها الهدايا متوقَّعة.‏» وناتاشا،‏ البالغة من العمر ١٥ سنة،‏ توافق ان «تلقِّي هدية مفاجئة تأتي من القلب سارٌّ اكثر من تلقِّي هدية تُقدَّم في وقت محدَّد لأن العادة تقتضي ذلك.‏»‏

      وعلى نحو مماثل،‏ من المهمّ الانتباه لنوع الهدايا الذي يتمتع به الاولاد.‏ وفي ما يتعلق بذلك،‏ يخبر فورتوناتو،‏ الذي يعيش ايضا في المانيا:‏ «ان الهدايا التي نزوِّدها هي في الاغلب اشياء اشار الاولاد الى انهم يرغبون في امتلاكها.‏ لكننا نحاول ان نزوِّدهم اياها في وقت غير متوقَّع.‏ ويا ليتكم ترون فرحهم!‏»‏

      ويجد الوالدون ايضا ان تقديم هدية للاولاد عندما يكونون في البيت مرضى في الفراش انما يُبهجهم.‏ ويزوِّد آخرون الهدايا قبل عطلة المدرسة لمساعدة الاولاد على البقاء منشغلين.‏ مثلا،‏ قبل العطلة،‏ قُدِّم لشتِفان ميكروسكوپ.‏ «كان ذلك مفاجأة تامة،‏» يخبر والده،‏ «وقفز حرفيا من الفرح.‏» حقا،‏ يجلب العطاء التلقائي وغير الالزامي سعادة عظيمة للمعطي وللمتلقِّي كليهما.‏

      حقا،‏ ان للاولاد رغبات خاصة بهم.‏ يوضح يورڠ وأُورسولا:‏ «عندما تخبرنا ابنتنا بما ترغب فيه،‏ نتحدث اليها عنه.‏ هل رغبتها معقولة؟‏ هل الشيء ملائم لعمرها؟‏ هل في بيتنا مكان له؟‏ وإن لم نتمكن من إشباع رغبتها على الفور،‏ نبقي ذلك في الذهن على الاقل ونحاول ان نستجيب في مناسبة ملائمة لاحقا.‏» طبعا،‏ من الحكمة ألا ندلِّل الاولاد بإشباع كل نزوة من نزواتهم،‏ الامر الذي يحرمهم الفرح الذي يمكن ان يجلبه تلقِّي الهدايا.‏

      والوالدون الذين يمارسون العطاء ينقلون الى اولادهم روحا ستنعكس على نحو مفرح.‏ يقول زايباستيان البالغ من العمر عشر سنوات:‏ «ليس عليَّ ان انتظر حتى الاعياد لاجعل والدَيَّ او أخواتي سعداء.‏ فيلزمني فقط ان اكون جيد المزاج وأملك نقودا قليلة في جيبي.‏»‏

      تجد عائلات من شهود يهوه ان هدايا من نوع آخر ايضا هي افضل بكثير من عطاء عيد الميلاد.‏ وهذه هي الرحلات او النزه المخطَّط لها،‏ مثلا،‏ الى حديقة للحيوانات،‏ مُتحف،‏ معرض،‏ او مكان ما في الجبل.‏ وهذه الهدايا هي حقا مثقِّفة وممتعة على السواء للاحداث.‏

      بركات العطاء المفرح

      بتطبيق مبادئ الكتاب المقدس في العطاء،‏ سنتجنب الضغط والخيبة اللذين يرافقان عطاء عيد الميلاد.‏ واذكروا ان العطاء من وقتنا ومقدراتنا لتنوير وبناء الآخرين فكريا وروحيا هو هدية ذات قيمة اكبر من الهدايا المادية.‏ وهذا العطاء الاهم يقوِّي رُبُط العائلة،‏ يعزِّز الصداقات،‏ ويجلب فرحا حقيقيا على مدار السنة ليس فقط للمتلقِّي بل بشكل خاص للمعطي.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      ولذلك عوضا عن العطاء القسري الذي يجري وفقا للعادة في وقت عيد الميلاد هذه السنة،‏ لِمَ لا تجرِّبون اقترابا مختلفا؟‏ لِمَ لا تجرِّبون طريقة افضل؟‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٢]‏

      لكن ألَن يفتقده الاولاد؟‏

      رايبِكا،‏ ١٦ سنة:‏ «لا افتقد عيد الميلاد،‏ لأنني احصل على الهدايا على مدار السنة.‏ وأنا اتمتع بهدية مفاجئة اكثر بكثير منه بهدية قسرية.‏»‏

      تينا،‏ ١٢ سنة:‏ «اتمتع حقا بالحصول على هدايا ملائمة،‏ لا في وقت محدَّد،‏ بل في ايّ وقت خلال السنة —‏ وليس على هدايا يجب ان اشكر عليها ولكنني لا اريدها حقا.‏»‏

      بيرڠيت،‏ ١٥ سنة:‏ «كل الهدايا في العالم عديمة القيمة اذا كانت هنالك مشاكل في العائلة.‏ ولهذا السبب نقوم بأشياء عديدة معا كعائلة.‏»‏

      يانوش،‏ ١٢ سنة:‏ «نحن الاولاد نحبّ والدَينا حتى عندما لا يقدِّمان لنا اية هدية.‏ فمحبتهما هي هدية عظيمة بحدّ ذاتها.‏»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      هدية جميلة —‏ وقتكم!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة