-
المحاسبة على استعمال اموال المسيحالامن العالمي تحت سلطة «رئيس السلام»
-
-
الفصل ٧
المحاسبة على استعمال اموال المسيح
١ اية حكومة هي دون مشاكل اقتصادية، ومَن الآن عليهم ان يقدِّموا الحساب لهذه الحكومة؟
باستثناءٍ واحدٍ، لا توجد حكومة دون مشاكل اقتصادية. فمعظم الحكومات في دين ثقيل. والحكومة الواحدة المستثناة هي «ملكوت السموات» الذي ينادى به الآن على نطاق واسع. (متى ٢٥:١) ولا يزال هنالك على الارض اولئك الاعضاء المقبلون لذلك الملكوت السماوي الذين هم في خدمة تلك الحكومة. وفي اثناء هذه الفترة الاكثر حرجا لكل التاريخ البشري يجري استدعاء خدام «ملكوت السموات» هؤلاء الى الحساب. فعليهم ان يقدِّموا حسابا لهذه الحكومة عن كيفية استعمالهم الاشياء القيِّمة التي اؤتمنوا عليها.
٢ لماذا يجب ان نكون مهتمين جدا بأحد الامثال كما قاله «رئيس السلام»؟
٢ ولإيضاح هذه القضية روى الممثِّل الاول لِـ «ملكوت السموات» هذا منذ زمن بعيد مثلا، او ايضاحا. وهذا يجب ان يهمّنا اليوم، لأن «رئيس السلام» ضمّنه نبوته البعيدة المدى المتعلقة بـ ‹العلامة› التي تسم ‹حضوره› في الملكوت بالسلطة الكاملة ليحكم. (متى ٢٤:٣، عج) ونحن اليوم مشمولون من غير مهرب بالنتائج التي تتبع اتمام المثل النبوي، لان وجودنا المستمر، حياتنا عينها، يتعلق بالامر. لذلك اليكم الآن الطريقة التي قال بها «رئيس السلام» المثل لرسله قبل ايام قليلة من موته الفدائي في الجلجثة.
مثل الوزنات
٣ كيف استعمل العبيد، الذين تسلَّموا الوزنات من السيد قبل رحيله، الوزنات في اثناء غيابه؟
٣ «فاسهروا اذًا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة . . . وكأنما انسان مسافر دعا عبيده وسلَّمهم امواله. فأعطى واحدا خمس وزناتa وآخر وزنتين وآخر وزنة. كل واحد على قدر طاقته. وسافر للوقت. فمضى الذي اخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات أُخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين أُخريين. وأمّا الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض وأخفى فضة سيده.
٤ ماذا قال السيد لذينك العبدين اللذين زادا عدد الوزنات؟
٤ «وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدَّم خمس وزنات أُخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلَّمتني. هوذا خمس وزنات أُخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نِعِمَّا ايها العبد الصالح والامين. كنت امينا في القليل فأُقيمك على الكثير. ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلَّمتني. هوذا وزنتان أُخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده نِعِمَّا ايها العبد الصالح الامين. كنت امينا في القليل فأُقيمك على الكثير. ادخل الى فرح سيدك.
٥ و ٦ اي عذر اعطاه العبد الثالث في اخفائه الوزنة، وماذا فعل به السيد؟
٥ «ثم جاء ايضا الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال. يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم تبذر. فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك في الارض. هوذا الذي لك. فأجاب سيده وقال له ايها العبد الشرير والكسلان عرفت اني احصد حيث لم ازرع وأجمع من حيث لم ابذر. فكان ينبغي ان تضع فضتي عند الصيارفة. فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع ربا.
٦ «فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذي له العشر وزنات. لأن كل من له يعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. والعبد البطّال اطرحوه الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.» — متى ٢٥:١٣-٣٠.
٧ ماذا يجري تمثيله بالوزنات؟
٧ في هذا المثل، ماذا يجري تمثيله بالوزنات؟ يجري تمثيل شيء ذي قيمة ثمينة، ليس من وجهة مالية بل بمعنى روحي. فالوزنات تمثِّل تفويض صنع تلاميذ للمسيح. وترافق هذا التفويض الفرصة ذات الامتياز الرفيع للعمل كسفراء عن المسيح، الملك، لتمثيل الملكوت في كل امم العالم. — افسس ٦:١٩، ٢٠؛ ٢ كورنثوس ٥:٢٠.
٨ (أ) الى اية ظلمة يُطرح صف العبد «الكسلان» في اثناء «اختتام نظام الاشياء» هذا؟ (ب) لماذا لا يتمتع عالم الجنس البشري بنور رضى اللّٰه وبركته؟
٨ ودون اي شك، وصلنا اليوم الى ذروة اتمام هذا المثل النبوي! وتخيِّم على هذا الجيل الفترة الاشد ظلاما لكل التاريخ البشري! حقا، هنالك ظلمة مطبِقة خارج الجزء المنظور لهيئة يهوه يمكن ان يُطرح اليها صف العبد «الكسلان» و «البطّال» بناء على امر السيد. ومثل هذه «الظلمة الخارجية» تصف الحالة المظلمة تماما لعالم الجنس البشري، وخصوصا بمعنى ديني. فعالم الجنس البشري لا يتمتع بنور رضى اللّٰه وبركته. وهو ليس في نور معرفة ملكوت اللّٰه. انه تحت سلطة «إله هذا الدهر» الذي «قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة اللّٰه.» — ٢ كورنثوس ٤:٤.
٩ (أ) في اتمام المثل، مَن يُرمز اليه بِـ ‹الانسان،› وإلى اي مدى سافر؟ (ب) اي دليل هنالك ليشير الى رجوعه؟
٩ واليوم يكون الدليل غامرا ان الشخص المرموز اليه بِـ ‹الانسان،› الذي كانت في حوزته على الاقل ثماني وزنات فضية، قد رجع من اسفاره. وذلك ‹الانسان› هو يسوع المسيح. وسفره اخذه الى حضرة خالق شمس وقمر ونجوم كوننا. ولوسم رجوعه لطَّخت ارضَنا بالدم حربان بأبعاد عالمية، ترافقهما الآن حروب كثيرة اخرى بأبعاد اصغر. وكما انبئ فقد رافقتها مجاعات، اوبئة، وزلازل، وكثرة الاثم والكرازة «ببشارة الملكوت» في كل المسكونة. وقد تمَّم ذلك تفاصيل ما قال يسوع انه سيكون «علامة حضور [ه] واختتام نظام الاشياء.» — متى ٢٤:٣-١٥، عج.
١٠ (أ) لماذا سافر الانسان؟ (ب) لماذا كان ان عالم الجنس البشري لم يرَ في الواقع رجوعه؟
١٠ ومع ان ذلك لا تجري الاشارة اليه بالتحديد في مثل يسوع، فإن الانسان المسافر، اذ كان غائبا مدة طويلة، قام برحلته في الواقع ليربح «ملكوت السموات» المشار اليه في وقت ابكر في متى ٢٥:١. وبالرغم من نشوب الحرب العالمية الاولى فإن يهوه اللّٰه، الذي قُلبت مملكته على اسرائيل في ٦٠٧ قم، توَّج الوارث الشرعي للملكوت في ١٩١٤ بم، في الوقت المناسب لإيقاف الدوس. كلا، لم يرَ الامم ببصرهم الطبيعي تتويج الشخص الذي دعاه الملك داود «ربي.» (مزمور ١١٠:١) فهم لا يستطيعون ذلك لأن انسان المثل، يسوع المسيح، قال لتلاميذه قبل سفره: «بعد قليل لا يراني العالم ايضا.» — يوحنا ١٤:١٩.
١١ (أ) ماذا كان سيصير جزءا من العلامة لوسم رجوعه وحضوره؟ (ب) متى كان هذا سيحصل؟
١١ وبما ان المجيء بسلطة الملكوت السماوي من قِبَل المسيح كان غير منظور للأعين البشرية، كان عليه ان يجعل حضوره في الملكوت السماوي ظاهرا بالعلامة التي طلبها الرسل منه قبل ثلاثة ايام من استشهاده. وجزء من تلك العلامة المقنعة كان ان الانسان سيرجع من السفر ويشرع في محاسبة عبيده الذين ائتمنهم على الوزنات الثمينة القيمة. وإذ تكون هذه هي الحال، فإن اجراء الحساب لأولئك الذين نالوا حظوة استعمال الوزنات كان منتظرا ان يحصل بعد ١٩١٤.
١٢ (أ) على مَن يقع التزام أخْذ القيادة في اعطاء شهادة الملكوت؟ (ب) خلاصهم النهائي يعتمد على ماذا؟
١٢ كان ذلك سيعني اجراء الحساب مع اولئك الذين هم ورثة «ملكوت السموات.» وهذا يعني اجراء حساب مع بقية تلك الهيئة المسيحية، التي وُلدت من روح اللّٰه منذ يوم الخمسين سنة ٣٣ بم. (اعمال، الاصحاح ٢) فكانت ستوجد بقية من هؤلاء على الارض في اثناء «اختتام نظام الاشياء» هذا من ١٩١٤ وصاعدا. وهؤلاء يكونون الاشخاص الذين يقع عليهم التزام أخْذ القيادة في اتمام نبوة يسوع لذلك الوقت: «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» (متى ٢٤:١٤؛ مرقس ١٣:١٠) وعليهم تقع المسؤولية ان يكونوا امناء الى المنتهى، لكي يخلصوا الى ملكوت السموات. (متى ٢٤:١٣) واذ يكون خلاصهم النهائي منتظرا يشدِّدهم اللّٰه القادر على كل شيء ليحتملوا حتى الآن، بالرغم من الاضطهاد العالمي. وهذا الواقع يدل على رضاه عليهم!
مدَّعو الوزنات الكذبة
١٣ (أ) مَن يدّعي انه تسلَّم الوزنات؟ (ب) الى اي حكم عليه نصل؟
١٣ يدّعي العالم المسيحي انه مؤتمن بإكرام على وزنات الانسان الغني في مثل يسوع. لكننا عندما نأخذ سجل مسلك عمله منذ ١٩١٤، الى اي حكم نصل؟ هذا: انه لم يعش على مستوى ادّعاءاته. واذ لم يكن امينا لإنسان المثل تحالف مع ممالك هذا العالم؛ وسياسيّو تلك الحكومات العالمية هم عشّاقه. وهو لا يزال يؤيِّد الامم المتحدة، خليفة عصبة الامم الميتة الآن.
١٤ اين نجد العالم المسيحي اليوم؟
١٤ وهو ايضا لا يناظر عبد الوزنة الواحدة، الذي برهن انه كسلان ولم يزد اموال سيده. لذلك، في هذه الفترة منذ ذروة الحرب العالمية الاولى في ١٩١٨، يجري تشهير العالم المسيحي على نحو واضح بأنه كان دائما في الظلمة خارج بيت السيد المضاء جيدا. وفي سكون الليل خارجا هناك في العالم يكون، بلغة مجازية، بكاؤه وصرير اسنانه قد بدأا يحصلان. والمزيد منهما سيحصل بعدُ عندما ينقلب عشاقه السياسيون عليه ويعرّونه بصفته الجزء الاكثر استحقاقا للتأنيب من كل بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل.
صف «العبد الرديّ» يُطرح خارجا
١٥ مَن تمَّم صورة العبد الكسلان، وأين يجدون انفسهم الآن؟
١٥ ان اولئك الذين كانوا في الواقع جزءا من البقية الممسوحة بالروح وأتُمِنوا على الاشياء القيِّمة للملكوت، لكنهم توقفوا عن صنع الجهد لزيادة أرباح السيد العائد، طُرحوا خارج خدمة السيد الملكية. (متى ٢٤:٤٨-٥١) ولم نعد نجد صف «العبد الرديّ» الكسلان يكرز «ببشارة الملكوت هذه.» وبالاحرى، انهم يركِّزون على خلاصهم الشخصي بدلا من مصالح ملكوت اللّٰه. وهم الآن يجدون انفسهم في «الظلمة الخارجية،» حيث عالم الجنس البشري. ووزنتهم المجازية قد أُخذت منهم وأُعطيت للصف الذي اظهر الاستعداد لاستعمال تلك الوزنة في اثناء الجزء الباقي من «اختتام نظام الاشياء» هذا.
١٦ (أ) لأي استعمال للوزنات المجازية يكون هذا الوقتَ الذي يبشِّر بالنجاح الاكبر؟ (ب) اي التزام الآن يقع على ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر›؟
١٦ لم يكن هنالك قط وقت يبشِّر بنجاح اكثر للمناداة بِـ «بشارة الملكوت» باستخدام «الوزنة،» اي الامتياز غير العادي، الفرصة، للعمل «كسفراء عن المسيح،» الملك الحاكم، وصنع تلاميذ له. (٢ كورنثوس ٥:٢٠) وإذ تقترب النهاية بسرعة يليق بِـ ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر› ان يساعدوا اولئك السفراء المولودين من الروح الباقين فيما هم بغيرة يستعملون كاملا «الوزنة» القيِّمة التي اؤتمنوا عليها.
[الحاشية]
a كانت وزنة الفضة اليونانية تزن ٦٥٤ أونصة تْرويْ (٤,٢٠ كلغ).
-
-
الاشتراك في «فرح» «رئيس السلام»الامن العالمي تحت سلطة «رئيس السلام»
-
-
الفصل ٨
الاشتراك في «فرح» «رئيس السلام»
١ (أ) لأي سبب سافر الانسان؟ (ب) ماذا يُشار اليه ضمنا في مثل يسوع، مع انه غير مذكور مباشرة؟
في مثل يسوع عن الوزنات لم يسافر الانسان الذي كانت في حوزته وزنات الفضة الثماني لمجرد المتعة كما في رحلة لمشاهدة المناظر والاماكن المهمة. فقد كان له سبب جِدِّيّ للسفر؛ لقد رغب ان يؤمِّن شيئا قيِّما. وسافر، كما يُظهر المثل، ليربح ‹فرحا،› الى جانب «الكثير» من الامور. (متى ٢٥:٢١) وهكذا كان عليه ان يسافر مسافة بعيدة، تتطلَّب مدة طويلة من الزمن، لكي يقدِّم طلبا الى الشخص الذي يستطيع ان يعطيه ذلك الفرح.
٢ (أ) في حالة يسوع، الى ماذا رمز سفر الانسان الغني، وإلى مَن ذهب؟ (ب) بماذا رجع السيد؟
٢ وبما ان الانسان الغني في المثل يرمز الى يسوع المسيح، فإن سفر الانسان في رحلة طويلة يرمز الى ذهاب يسوع الى المصدر الوحيد للفرح الخصوصي الذي كان ينتظره. فإلى مَن ذهب؟ تخبرنا عبرانيين ١٢:٢: «ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل (الفرح) الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش اللّٰه.» نعم، حقا، ان يهوه اللّٰه هو مصدر ذلك الفرح. وإليه كان ان يسوع ذهب، تاركا تلاميذه الامناء هنا على الارض مؤتمَنين على ‹وزناته.› وقد رجع السيد مع «الكثير» مما لم يكن له عندما عهد في وزنات الفضة الثماني الى عبيده الثلاثة. والمثل الابكر الذي اعطاه يسوع، مثل الـ «عشرة أمْناء،» يعيِّن ان ما رجع به كان «الملْك.» — لوقا ١٩:١٢-١٥.
٣ اي وقت كان ذلك عندما بدأ اتمام زكريا ٩:٩ في القرن الاول بم؟
٣ عند تنصيبه حديثا يكون للملك سبب ليفرح، وكذلك لرعاياه الاولياء. ونحن نذكر المناسبة عندما ركب ابن اللّٰه الى اورشليم ليتمِّم نبوة زكريا ٩:٩. وبخصوص اتمام تلك النبوة مكتوب: «والجمع الاكثر فرشوا ثيابهم في الطريق. وآخرون قطعوا اغصانا من الشجر وفرشوها في الطريق. والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين أُوصَنّا لابن داود. مبارك الآتي باسم الرب. أُوصَنّا في الاعالي. ولما دخل اورشليم ارتجَّت المدينة كلها قائلة مَن هذا.» — متى ٢١:٤-١٠؛ انظروا ايضا لوقا ١٩:٣٦-٣٨.
٤ بعد تتويجه كملك، لماذا كان لدى يسوع اساس خصوصي ليدعو «عبيده» الامناء الى حالة مفرحة؟
٤ فإذا كان ذلك وقتئذ مناسبة مفرحة عندما قدَّم نفسه فقط لسكان اورشليم بصفته الشخص الممسوح بروح يهوه من اجل الملكية، فكم بالحري كانت الحالة عندما توِّج فعلا كملك عند نهاية ازمنة الامم في ١٩١٤؟ لقد كانت مناسبة مفرحة جدا له. وحينئذ، حقا، دخل الى فرح لم يجرِ اختباره من قبل قط. ولذلك عند المحاسبة استطاع ان يقول للتلاميذ الذين حكم انهم ‹صالحون وأُمناء›: «كنت امينا في القليل فأُقيمك على الكثير. ادخل الى فرح سيدك.» (متى ٢٥:٢١) لقد كان هنالك الآن فرح جديد يستطيع «عبيده» المقبولون ان يشتركوا فيه. ويا لها من مكافأة!
٥ (أ) كان الرسول بولس ‹سفيرا› عن المسيح في اية مرحلة للشؤون؟ (ب) أمّا اليوم فان البقية الممسوحة هم «سفراء» عن المسيح بعد اي تطوُّر؟
٥ في ١٩١٩ دخل التلاميذ الممسوحون للملك الحاكم، يسوع المسيح، الى حالة مقبولة، وقد كانت هذه مصحوبة بفرح عظيم من جهتهم. وقبل ذلك بتسعة عشر قرنا كتب الرسول بولس الى رفقائه المؤمنين ليخبرهم عن مركزهم الرفيع: «اذًا نسعى كسفراء عن المسيح.» (٢ كورنثوس ٥:٢٠) كُتب ذلك عندما كان يسوع لا يزال مجرد الوارث الشرعي بأمل تسلُّم «ملكوت السموات.» (متى ٢٥:١) لذلك، حينئذ، لزم ان يجلس عن يمين اللّٰه وينتظر هناك يوم التنصيب. أمّا الآن، منذ السنة ١٩١٩، فتكون البقية المقبولة «سفراء» مرسَلين من قبل شخص يحكم فعلا كملك. (عبرانيين ١٠:١٢، ١٣) وهذا الواقع لُفت اليه خصوصا انتباه تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم في محفل سيدر پوينت، اوهايو، في ١٩٢٢.
٦ جهود ما بعد الحرب لأولئك الذين تسلَّموا ‹الوزنات› كانت موجَّهة اولا الى اي نوع من العمل؟
٦ في السنة ١٩١٩ كان قد عُهد اليهم في ما يعادل «وزنات» الملك الحاكم، يسوع المسيح. وهذا عظَّم مسؤوليتهم تجاه ملكهم الحاكم. ومن البداية كانت جهودهم لما بعد الحرب موجَّهة الى عمل «حصاد،» تجميع ما هو صف «الحنطة.» (متى ١٣:٢٤-٣٠) وبما ان الحصاد، كما قال يسوع، هو «اختتام نظام اشياء،» كانت سنة ما بعد الحرب ١٩١٩ الوقت المناسب ليبدأ هذا الحصاد لِـ ‹بني الملكوت› المشبَّهين بالحنطة، البقية الممسوحة الامينة. — متى ١٣:٣٧-٣٩، عج.
٧ (أ) الى اي وقت دخل الحصادون مع سيدهم؟ (ب) الى اية حالة اتى يهوه بالحصادين، وأية عبارة نبوية يتبنَّون؟
٧ ان وقت الحصاد هو وقت مفرح للحصادين، فيما رب الحصاد يتمتع بالمناسبة معهم. (مزمور ١٢٦:٦) ووقت الحصاد هذا جرى اغناؤه كثيرا بالدليل المتعاظم ان ملكوت اللّٰه بواسطة يسوع المسيح تأسَّس في السموات في ١٩١٤ وأن يهوه ردّ موقفا بارا لشعبه المنتذر على الارض. وكصف، يتبنَّون كلمات اشعياء ٦١:١٠: «فرحا أفرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر.»
تجميع «جمع كثير» من المشتركين في ‹الفرح›
٨ اي فرح لم تتوقَّعه البقية الممسوحة كان سيصير نصيبهم عند نهاية تجميع ورثة الملكوت؟
٨ ان البقية الممسوحة التي دخلت الى «فرح» سيدها لم تدرك انه، نحو نهاية تجميع آخر اعضاء ورثة الملكوت السماوي، سيكون هنالك فرح آخر، شيء غير متوقَّع. وكان هذا سيصير تجميع صف ارضي يعيش في الارض الفردوسية تحت حكم يسوع المسيح الالفي. فمَن سوى اناس من هذا الصف الارضي يكونون الاشخاص الملائمين لدعوتهم الى ما كان سيصير الكشف الاول للمعلومات المختصة بهم؟
٩ مَن جرت دعوتهم خصوصا ليحضروا محفل واشنطن، دي. سي.، في ١٩٣٥، وأية معلومات في حينها كُشفت هناك لهم؟
٩ وهكذا، تجاوبا مع الدعوة المنشورة في برج المراقبة،a كان ان مئات الذين كانوا ينشدون علاقة مع يهوه، الى جانب شعب اسمه، حضروا المحفل العام لشهود يهوه في واشنطن، دي. سي.، من ٣٠ ايار الى ٢ حزيران ١٩٣٥. وفي ذلك المحفل اثارهم الى اعماق قلوبهم ان يعلموا ان ‹الجمع الكثير› الذي جرت رؤيته مسبقا في الرؤيا ٧:٩-١٧ سيكون صفا ارضيا.
١٠، ١١ لمَن في السماء لا بد ان ذلك كان وقت فرح خصوصي؟
١٠ يا للفرح العظيم الذي جلبه دون شك انعقاد ذلك المحفل في واشنطن، دي. سي.، للإله العلي، يهوه! ويا للفرح العظيم الذي جلبه ايضا دون شك لابنه بصفته الراعي الصالح الذي كان سيبدأ الآن بتجميع اولئك ‹الخراف الاخر› الى ‹الرعية الواحدة›! — يوحنا ١٠:١٦.
١١ وبينما تجري قيادتهم ورعايتهم، بلغة مجازية، فإن اعضاء البقية و ‹الجمع› المتزايد من ‹الخراف الاخر› يمتزجون معا بسلام ومحبة. وقلب ‹راعيهم الواحد› يطفح الآن فرحا دون شك لحيازة «رعية» كبيرة كهذه قرب نهاية «اختتام نظام الاشياء» هذا.
مبعوثو «رئيس السلام»
١٢، ١٣ (أ) مَن جرت دعوتهم الى الاشتراك مع البقية الممسوحة في فرح السيد العائد، وما هو السبب لذلك؟ (ب) ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر› يخدمون مصالح «رئيس السلام» بأية صفة؟
١٢ ان اولئك المشبَّهين بالخراف الذين يؤلِّفون ‹الجمع الكثير› الآن لهم اشتراك هائل في فرح السيد، يسوع المسيح. وهذا ناجم الى حد بعيد عن اشتراكهم اشتراكا فعالا في جلب الاشخاص المطلوبين لإتمام ‹الجمع الكثير،› الذي لا يعطى له عدد في الرؤيا ٧:٩.
١٣ ان عمل التجميع الذي يشترك فيه ‹الخراف الاخر› قد تصاعد الى أبعاد عالمية، فائقا الى حدّ بعيد قدرة العدد المتناقص للبقية الممسوحة على النهوض به. وبناء على ذلك، بات من الضروري على نحو متزايد ان يكون للعدد النامي من ‹الخراف الاخر› اشتراك اعظم من ذي قبل في جلب المزيد ايضا من ‹الخراف الاخر› برجاء ارضي. وهكذا يخدم ‹الخراف الاخر› كمبعوثين امناء لِـ «رئيس السلام.» وتضيف الامثال ٢٥:١٣: «كبرد الثلج في يوم الحصاد الرسول الامين لمرسِليه لأنه يرد نفس سادته.»
١٤ (أ) ماذا يرث الخراف المجازيون لمثل يسوع في متى ٢٥:٣١-٤٦؟ (ب) كيف يجري إعداد الملكوت لهم «منذ تأسيس العالم»؟
١٤ في مثل الخراف والجداء يكون الخراف المجازيون الاشخاص الذين يقول لهم الملك يسوع المسيح: «تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.» (متى ٢٥:٣١-٤٦) فهم يرثون الحيز الارضي الذي عليه سيحكم ملكوت السموات في اثناء العصر الالفي لحكم المسيح. ومنذ زمن هابيل الامين يُعِدّ يهوه هذا الحيز من اجل عالم الجنس البشري المفدي. — لوقا ١١:٥٠، ٥١.
١٥، ١٦ (أ) اية «زينة» للملك، كما ذكر سليمان، هي للسيد اليوم بالرغم من حكمه في وسط اعدائه؟ (ب) في اي شكل تكون للملك الحاكم هذه ‹الزينة› اليوم؟ (ج) ماذا فعل اولئك الذين يؤلِّفون هذه ‹الزينة›؟
١٥ كتب سليمان الحكيم ملك اسرائيل القديمة: «في كثرة الشعب زينة الملك.» (امثال ١٤:٢٨) والسيد الملكي لهذا اليوم، المسيح يسوع، الذي هو رسمي ارفع بكثير من الملك الارضي سليمان، له «زينة» كهذه في ما يتعلق بِـ «كثرة الشعب.» ويصح هذا حتى الآن قبل ابتداء حكمه ألف سنة، نعم، مع انه يحكم في وسط اعدائه الارضيين، الذين يكون عليهم الشيطان ابليس الملك غير المنظور فوق الطبيعة البشرية. — متى ٤:٨، ٩؛ لوقا ٤:٥، ٦.
١٦ ان «زينة» اليوم التي تليق برسمي رفيع برتبة ملك توجد الآن في العدد المتزايد من ‹خرافه الاخر› الذين يؤلفون ‹الجمع الكثير.› وبابتهاج هم يصرخون في تآلف: «الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف.» (رؤيا ٧:٩، ١٠) فهم الآن يختبرون الخلاص من نظام الاشياء المحكوم عليه، الذي يكون الشيطان ابليس ‹إلهه.› (٢ كورنثوس ٤:٤) وهم الآن، بلغة مجازية، قد «غسّلوا ثيابهم . . . في دم الخروف» وبيّضوها لكي يظهروا بلا عيب امام يهوه اللّٰه، الديان. — رؤيا ٧:١٤.
١٧ (أ) الى اي خلاص يتطلَّع ‹الجمع الكثير› مع ذلك بشوق؟ (ب) اي امتياز سيتمتعون به في اثناء حكم «رئيس السلام» الالفي؟
١٧ ومع ذلك فهم يتطلَّعون بشوق الى الخلاص المزوَّد من مصدر إلهي الذي سيختبرونه عند ذروة انتصار يهوه في «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء» في هرمجدون. وانتصاره الباهر هناك سيؤدي الى تبرئة سلطانه الكوني، وسيكونون شهود عيان ارضيين بسبب حفظهم احياء عبر النهاية المريعة لهذا العالم الشرير. (رؤيا ١٦:١٤؛ ٢ بطرس ٣:١٢) فيا له من امتياز ثمين! وما اعظم الفرح الذي سيشترك فيه حينئذ «رئيس السلام» مع ‹الجمع الكثير› الناجين من ‹خرافه الاخر› الاولياء!
-