-
«كونوا قديسين . . .»برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ آذار (مارس)
-
-
«كونوا قديسين . . .»
«نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة. لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس.» — ١ بطرس ١:١٥و١٦.
١ و ٢ (أ) اي مذكِّر كان ظاهرا على عمامة رئيس الكهنة، واي قصد خدم؟ (ب) لماذا المذكِّر بقداسة يهوه مناسب اليوم؟ (ج) اي نصح يعطيه بطرس يتعلق بالقداسة؟
«القداسة ليهوه.» كانت هذه الكلمات المثيرة ظاهرة ليراها الجميع، منقوشة على صفيحة من ذهب نقي مربوطة على العمامة التي يلبسها رئيس كهنة اسرائيل. (خروج ٢٨:٣٦-٣٨، عج) وكانت تخدم كمذكِّر لامع بأنه، بخلاف الامم الوثنية التي تقدم الاكرام للآلهة النجسة، كانت اسرائيل تعبد الها طاهرا قدوسا.
٢ فاذا كنتم الآن واحدا من شهود يهوه، هل تقدِّرون تماما كم نقي طاهر قدوس وبار هو الاله الذي تعبدونه؟ ان مذكِّرا بحقيقةٍ اوليةٍ كهذه ربما لا يبدو ضروريا. على اية حال، كشعب ليهوه، بوركنا ببصيرة في «اعماق اللّٰه» — نبوات الكتاب المقدس المعقَّدة، تطبيق مبادئ الكتاب المقدس، عقيدة الكتاب المقدس. (١ كورنثوس ٢:١٠، قارنوا دانيال ١٢:٤.) ومع ذلك يتضح ان التقدير القلبي لقداسة يهوه ناقص من جهة البعض. ولماذا؟ لان الآلاف كل سنة يسقطون في اشكال الفساد الادبي. وآلاف اكثر يطلبون الكارثة بالانهماك في اعمال هي قريبة من ان تصير تعديات على شريعة الكتاب المقدس. وبوضوح، لا يدرك البعض خطورة الكلمات في ١ بطرس ١:١٥، ١٦: «نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة. لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس.»
اله قدوس، عبّاد مقدَّسون
٣ على ماذا تدل ترنيمة موسى في ما يتعلق بيهوه؟
٣ ‹الشخص الناقص — مقدَّس؟ مستحيل!› قد تقولون. ومع ذلك تأملوا في خلفية نصح بطرس. فالرسول هنا اقتبس كلمات وُجِّهت اولا الى اسرائيل بعد وقت قصير من الخروج من مصر. وبهذا الانقاذ العجائبي ظهر يهوه بأنه المنقذ، متمم الوعود، «رجل الحرب.» (خروج ٣:١٤-١٧؛ ١٥:٣) وفي ترنيمة تعلن هزيمة المصريين الكاملة في البحر الاحمر اظهر موسى الآن وجها آخر ليهوه: «مَن مثلك بين الآلهة يا (يهوه). مَن مثلك معتزا في القداسة.» (خروج ١٥:١١) هذه هي المناسبة المسجلة الاولى التي فيها نُسبت القداسة الى يهوه.
٤ (أ) بأية طريقة يكون يهوه «معتزا في القداسة»؟ (ب) وهكذا كيف كان يهوه في تباين مع آلهة كنعان؟
٤ ان الكلمتين العبرانية واليونانية المنقولتين الى «قدوس» في الكتاب المقدس تنقلان فكرة الكينونة ‹مشرقا، جديدا، نقيا، غير ملطخ وطاهرا.› وهكذا صوَّر موسى يهوه بأنه طاهر الى درجة متفوقة، خال من الدنس، غير قابل للفساد، لا يحتمل النجاسة على الاطلاق. (حبقوق ١:١٣) فيهوه كان في تباين ساطع مع آلهة الارض التي كان الاسرائيليون سيسكنونها قريبا — كنعان. والوثائق المستخرجة من باطن الارض في رأس شمرا، بلدة على الساحل الشمالي لسورية، تعطي لمحة محدودة، ولكنها مع ذلك تلقي الضوء على آلهة الكنعانيين. وهذه النصوص تصف الآلهة بأنها كانت، بحسب كتاب «الكنعانيون» لجون غراي، «مخاصِمة، غيورة، انتقامية، شهوانية.»
٥ و ٦ (أ) كيف أثَّرت عبادة الآلهة الفاسقة في الكنعانيين؟ (ب) كيف أثَّرت عبادة الاله القدوس في الاسرائيليين؟
٥ وعلى نحو يمكن التكهن به عكست الحضارة الكنعانية الآلهة الفاسقة التي عبدوها. يوضح «دين شعب اسرائيل»: «كانت الاعمال تمثلا بالآلهة تُعتبر خدمة للاله. . . . [وإلاهة الجنس] عشتروت كان لها عدد من الخدام الرجال والنساء الموصوفين بأشخاص مكرَّسين . . . فقد كرَّسوا انفسهم في خدمتها للعهارة.» ويضيف العالِم وليم ف. ألبرايت: «ولكنّ الوجه الشهواني لحضارتهم، في اسوإ احواله، لا بد انه غرق في اعماقٍ قذرةٍ للغاية من الانحطاط الاجتماعي.» فعبادة ‹السواري (المقدسة)› للعضو الذكر، تقديم الاولاد ذبيحة، السحر، الرقية، سفاح القربى، السدومية، والبهيمية — كل هذه صارت ‹عمل الارض› في كنعان. — خروج ٣٤:١٣، لاويين ١٨:٢-٢٥، تثنية ١٨:٩-١٢.
٦ ويهوه، من جهة اخرى، هو ‹معتز في القداسة.› فكان لا يستطيع ان يحتمل انحطاطا كهذا في عبّاده. (مزمور ١٥) ولذلك، بخلاف آلهة الكنعانيين المنحطة، رفع يهوه شعبه. واذ تلفظ بالكلمات، التي يقتبسها بطرس في ما بعد، نصح يهوه تكرارا: «تكونون قديسين لأني قدوس (يهوه) الهكم.» — لاويين ١١:٤٤؛ ١٩:٢؛ ٢٠:٢٦.
‹الناموس مقدَّس، بار، وصالح›
٧ و ٨ (أ) كيف تمكن الاسرائيليون من ان ‹يكونوا قديسين›؟ (ب) قابلوا ناموس يهوه بمدوَّنة حمورابي البابلية؟
٧ و ‹كينونتهم قديسين› لم تعنِ الكمال ولا التظاهر بتقوى باطلة؛ فقد عنت الطاعة لمجموعة واسعة من الشرائع المعطاة لاسرائيل بواسطة موسى. (خروج ١٩:٥، ٦) وبخلاف اية شريعة قومية اخرى كان يمكن وصف ناموس اللّٰه بأنه ‹مقدَّس وبار وصالح.› — رومية ٧:١٢، عج.
٨ صحيح ان مدوَّنة حمورابي البابلية، التي يقال بأنها وُضعت قبل الناموس الموسوي، غطت امتدادا مماثلا من المواضيع. فبعض تشريعاتها، مثل شريعة ‹العين بالعين،› مماثل للمبادئ الموسوية. وهكذا يدعي النقاد ان موسى استعار شرائعه من مدوَّنة حمورابي. ولكنّ مدوَّنة حمورابي لم تفعل اكثر من تمجيد حمورابي وخدمة مصالحه السياسية. وناموس اللّٰه أُعطي لاسرائيل ‹ليكون لهم خير كل الايام لكي يبقوا احياء.› (تثنية ٦:٢٤) وليس هنالك ايضا دليل على ان شريعة حمورابي كانت يوما ما مُلزِمة شرعيا في بابل، اذ لم تكن اكثر من «عون شرعي للاشخاص الباحثين عن نصيحة.» (دائرة المعارف البريطانية الجديدة، طبعة ١٩٨٥، المجلد ٢١، الصفحة ٩٢١) أما الناموس الموسوي فكان مُلزِما ويحتوي على عقوبات عادلة على العصيان. وأخيرا تركِّز مدوَّنة حمورابي على كيفية التعامل مع الخطاة؛ و ٥ فقط من بنودها الـ ٢٨٠ هي محظورات مباشرة. أما القوة الدافعة لناموس اللّٰه فكانت نحو منع الخطإ لا المعاقبة عليه.
٩ اي تأثير كان للناموس الموسوي في حياة اليهود؟
٩ ولأن الناموس الموسوي كان ‹مقدَّسا، بارا، وصالحا› فقد كان له تأثير قوي في حياة اليهود الشخصية. فنظم عبادتهم، زوَّد السبوت للامتناع عن العمل، ضبط بناء الامة الاقتصادي، حدَّد بعض المطالب في ما يتعلق باللباس، وأعطى ارشادا مفيدا في قضايا الطعام والنشاط الجنسي والعادات الصحية. وحتى اعمال الجسد العادية صارت تحت تدقيق الناموس الموسوي.
«وصية يهوه طاهرة»
١٠ (أ) لماذا اهتم الناموس بمجالات كثيرة للحياة؟ (ب) كيف روَّج الناموس الطهارة الجسدية والصحة الجيدة؟ (اشملوا الحاشية.)
١٠ ان فرائض تفصيلية كهذه تغطي الحياة اليومية كان لها قصد رفيع: جَعْل الاسرائيليين طاهرين — جسديا وروحيا وعقليا وأدبيا. مثلا، ان الشرائع التي تتطلب منهم الاستحمام، تغطية برازهم، حَجْر ذوي الامراض المعدية، وتجنب بعض الاطعمة، كل ذلك روَّج الصحة والطهارة الجسدية.a — خروج ٣٠:١٨-٢٠، لاويين الاصحاح ١١؛ ١٣:٤ و ٥، ٢١، ٢٦؛ ١٥:١٦-١٨، ٢١-٢٣، تثنية ٢٣:١٢-١٤.
١١ ماذا عنت الكينونة نجسا طقسيا؟
١١ ومع ذلك فان الصحة الجيدة والوقاية الصحية كانتا حقا ثانويتين بالنسبة الى الطهارة الروحية. ولهذا السبب فان الشخص الذي ربما اكل احد الاطعمة المحرَّمة او انهمك في علاقات جنسية او مسّ جسدا ميتا كان يتنجس ايضا بطريقة طقسية. (لاويين الاصحاحان ١١، ١٥، عدد الاصحاح ١٩) وهكذا فان نجسا كهذا كان يُمنع من المساهمة في العبادة — وفي بعض الحالات تحت عقوبة الموت! (لاويين ١٥:٣١؛ ٢٢:٣-٨) ولكن ماذا كانت علاقة محظورات كهذه بالطهارة الروحية؟
١٢ كيف روَّجت شرائع الطهارة الطقسية الطهارة الروحية؟
١٢ تميزت العبادة الوثنية بالعهارة وعبادة الموتى والعربدة. لكنّ «دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية» تُظهر: «ما من عمل جنسي كان يُسمح به كوسيلة لعبادة يهوه. فمثل هذا النشاط كله من هذا القبيل كان يجعل المرء نجسا. . . . وفي اسرائيل نال الموتى اكرامهم اللائق ولكنهم لم يعطَوا بطريقة ما توقيرا غير ملائم ولم يصيروا هدفا للعبادة . . . والمرافقة الاضافية في اعياد الجيران الوثنيين، التي تتضمن صنع الولائم، كانت مستحيلة على الاسرائيلي لأن طعامهم كان نجسا.» ففرائض الناموس شكَّلت «حائط» الانفصال عن العناصر الدينية النجسة. — افسس ٢:١٤.
١٣ كيف روَّج الناموس الطهارة العقلية؟
١٣ والناموس عمل ايضا في سبيل طهارة الاسرائيليين العقلية. مثلا، عملت تشريعاته المتعلقة بالشؤون الزوجية على تهذيب تفكير الانسان. (لاويين ١٥:١٦-٣٣) وتعلَّم الاسرائيليون ضبط النفس في الامور الجنسية، غير مستسلمين للعاطفة غير المضبوطة كالكنعانيين. والناموس علَّم ايضا الملتصقين به ان يسيطروا على مشاعرهم ورغباتهم، اذ دان التفكير الشهواني. — خروج ٢٠:١٧.
١٤ كيف كانت شريعة اللّٰه فريدة في ما يتعلق بترويج الطهارة الادبية؟
١٤ ولكنّ الجدير بالملاحظة اكثر من كل ذلك هو تشديد الناموس على الطهارة الادبية. صحيح ان مدوَّنة حمورابي دانت ايضا اخطاء كالزنا. لكنّ احدى المقالات في «عالِم الآثار المتعلقة بالكتاب المقدس» علَّقت: «بخلاف البابليين والاشوريين الذين اعتبروا الزنا مجرد جريمة ضد حقوق ملكية الزوج فان تشريع العهد القديم يعتبر الزنا ايضا اساءة خطيرة الى الآداب.»
١٥ (أ) اوضحوا كيف كان يجب على الاسرائيلي ان يبذل جهدا كبيرا ليبقى طاهرا. (ب) كيف استفاد الاسرائيليون من جهود كهذه؟
١٥ فما أصح كلمات المرنم الملهم: «وصية يهوه طاهرة تنير العينين.» (مزمور ١٩:٨، عج) ومن المسلَّم به ان بقاء الشخص طاهرا كان يتطلب احيانا جهدا كبيرا. فالامهات الجدد، بعد مجرد اسابيع من ولادة اولادهن، كان يجب ان يصعدن الى اورشليم للانهماك في اجراءات التطهير. (لاويين ١٢:١-٨، لوقا ٢:٢٢-٢٤) والرجال والنساء على السواء كان يلزم ان يتطهروا طقسيا بعد العلاقات الزوجية، وكذلك في الحالات الاخرى ذات العلاقة. (لاويين ١٥:١٦، ١٨، تثنية ٢٣:٩-١٤؛ ٢ صموئيل ١١:١١-١٣) فاذا اتَّبعوا الناموس بضمير حي وبقوا طاهرين ‹ينتفعون› — جسديا، عقليا، ادبيا، وروحيا. (اشعياء ٤٨:١٧) وفضلا عن ذلك، فان اهمية وخطورة البقاء طاهرين كانت ستنطبع في اذهانهم بشكل لا يُمحى. والافضل من كل ذلك فان مثل هذه الجهود المخلصة للمحافظة على القداسة كانت ستكسبهم رضى اللّٰه.
طاهرون في عالم نجس
١٦، ١٧ (أ) الى اي حد يلزم المسيحيين اليوم ان يبقوا طاهرين؟ (ب) لماذا بقاء المرء طاهرا صعب جدا اليوم؟ (ج) كيف فشل افراد بارزون في ان يكونوا امثلة يُقتدى بها؟
١٦ نستطيع الآن ان نقدّر بشكل افضل كلمات بطرس الى المسيحيين: «كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة. لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس.» — ١ بطرس ١:١٤-١٦.
١٧ من المعترف به ان ذلك ليس سهلا. فحيثما نظرنا نشاهد اناسا يمارسون الخداع، عدم الاستقامة، الفساد الادبي الجنسي. اخبرت «النيويورك تايمز»: «الاميركيون يختارون على نحو متزايد ان يسكنوا معا قبل الزواج.» وحتى الناس البارزون يرسمون امثلة رديئة. وبعض الناس الاكثر شهرة في العالم اليوم في حقول الرياضة والسياسة والتسلية يمارسون علنا اشكالا من النجاسة. «من المخيب جدا للامل،» تحسَّر احد هواة الرياضة، «ان يكون للمرء ايمان بشخص كمثال يُقتدى به وأن يثبت اخيرا انه فاسد.» والمشكلة؟ اعترف عديدون من الرياضيين المشهورين باساءة استعمال المخدرات. وما اكثر الافراد الذين يجري ترفيعهم كآلهة والذين يحيون حياة نجسة، نعم، حياة دنيئة ايضا، كزناة، عاهرين، مضاجعي ذكور، مضاجعات اناث، سارقين، مبتزين، ومدمني مخدرات! فقد يبدون طاهرين جسديا لكنّ افواههم مليئة بلغة بذيئة قذرة. وقد يبتهجون ايضا بالاستهزاء بآداب الحشمة العامة، مفتخرين بطيشهم الفاسد ادبيا.
١٨ كيف يحصد الكثيرون الذين يحيون حياة نجسة ما زرعوه؟
١٨ ولكنّ كلمات الكتاب المقدس لا يمكن تجاهلها بسهولة: «اللّٰه لا يُشمخ عليه. [«لا ازدراء باللّٰه.» — باينغتن] فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا. لان مَن يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا.» (غلاطية ٦:٧، ٨) فالتصرف الفاسق غالبا ما ينتج الاسقام او حتى الموت قبل الاوان من امراض مثل الزهري، السيلان، والآيدس، هذا اذا سمّينا الامراض البارزة. وعدم الاتزان العقلي والعاطفي، الكآبة، وحتى الانتحار هي ايضا في بعض الاحيان نتيجة انماط حياة لا تقتصر على علاقات جنسية مع رفيق واحد. ولذلك فيما قد يضحك اولئك الذين يشتركون في الممارسات الفاسدة ادبيا بازدراء على الذين يحاولون ان يحفظوا انفسهم طاهرين فان الضحك يتوقف عندما يبتدئ المستهزئون ‹بحصد ما زرعوه.› — قارنوا رومية ١:٢٤-٢٧.
١٩، ٢٠ كيف برهن رجال دين العالم المسيحي انهم فاسدون دينيا وأدبيا؟
١٩ نحن نعيش ايضا في عالم دنس دينيا. فرجال الدين قد يلبسون ثيابا نظيفة جميلة، ولكنهم يعلِّمون ممارسات وعقائد بابلية غير نقية، كالصنمية، الثالوث، نار الهاوية، خلود النفس البشرية، والمطهر. انهم كالقادة الدينيين الذين قال عنهم يسوع: «ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيَّضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة. هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما.» — متى ٢٣:٢٧، ٢٨.
٢٠ ورجال الدين يتغاضون ايضا عن النجاسة في رعيتهم. فالافراد المعروفون بأنهم فاسدون ادبيا ونجسون — ممارسو العهارة، الزناة، مضاجعو النظير — يُسمح لهم بالبقاء في موقف جيد. وعن هذه النقطة تذكر «نيوزويك»: «عالِم النفس في ماريلند ريتشارد سايب، كاهن سابق، يستنتج ان نحو ٢٠ في المئة من الـ ٠٠٠,٥٧ كاهن كاثوليكي هم مضاجعو نظير . . . ويعتقد اختصاصيون في المعالجة آخرون ان الرقم الحقيقي اليوم قد يكون اقرب الى ٤٠ في المئة.» واللاهوتي الكاثوليكي جون ج. ماكنيل (مضاجع نظير معترف به) يبرر علنا مضاجعة النظير: «ان الحب بين مضاجعتَي اناث او مضاجعَي ذكور، بافتراض انه حب بشري بنّاء، ليس خاطئا ولا يُبعد المحبين عن قصد اللّٰه، ولكن يمكن ان يكون حبا مقدسا.» — القرن المسيحي.
٢١ كيف يكون المذكِّر «القداسة ليهوه» ملائما لنا اليوم؟
٢١ وهكذا فان المذكِّر الذي ظهر على عمامة رئيس الكهنة هو اكثر ملاءمة من ايّ وقت مضى: «القداسة ليهوه.» (خروج ٢٨:٣٦، عج) فيهوه يتطلب، نعم، يستلزم ان نبقى طاهرين من كل ناحية! ولكن كيف يمكن للمرء ان يفعل ذلك؟ وأية مجالات قد تحتاج الى انتباه خصوصي؟ المقالة التالية ستناقش هذين السؤالين.
[الحاشية]
a لم تكن لشريعة حمورابي تدابير كهذه؛ ولم يجرِ اكتشاف مجموعة قوانين صحية مشابهة بين المصريين القدماء رغم انهم مارسوا شكلا متقدما نسبيا من الطب. يقول كتاب «مصر القديمة»: «الرقى السحرية والوصفات الطبية منثورة بكثرة [في النصوص الطبية المصرية] مع علاجات معقولة.» لكنّ ناموس اللّٰه لم يكن له طابع ابليسي بل كان سليما من الناحية العلمية. مثلا، في الازمنة العصرية فقط رأى الاطباء الحاجة الى الاغتسال بعد مسّ الجثث، الامر الذي تطلَّبه الناموس الموسوي منذ آلاف السنين! — عدد الاصحاح ١٩.
-
-
هل تبقون طاهرين من كل ناحية؟برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ آذار (مارس)
-
-
هل تبقون طاهرين من كل ناحية؟
«اعتزلوا اعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسوا نجسا. اخرجوا من وسطها. تطهَّروا يا حاملي آنية (يهوه).» — اشعياء ٥٢:١١.
١ (أ) كيف سمح مرسوم ملكي باعادة آنية يهوه الى اورشليم؟ (ب) كيف جرى تدنيس بعض هذه الآنية؟
فجأة تحرروا — بعد ٧٠ سنة من العبودية! لقد سمح مرسوم ملكي نحو السنة ٥٣٨ قم للامة اليهودية بأن ترجع و ‹تبني بيت (يهوه) اله اسرائيل.› (عزرا ١:٢، ٣) ثم حدث تطور مروّع آخر: «الملك كورش [الفارسي] أخرج آنية بيت (يهوه) التي اخرجها نبوخذناصر من اورشليم.» (عزرا ١:٧، ٨) وبينها كانت الآنية المقدسة التي دنسها بيلشاصر وعظماؤه في ليلة سقوط بابل باستعمالها بوقاحة لتسبيح الآلهة الباطلة! (دانيال ٥:٣، ٤) والآن يستطيع المسبيون سابقا ان يُعيدوا هذه الآنية الى اورشليم ويستعملوها في تسبيح يهوه!
٢ (أ) اية نبوة لاشعياء يتذكرها العائدون؟ وعلى مَن تنطبق؟ (ب) لماذا جرى حثهم ان لا يمسوا نجسا؟
٢ واذ استعدوا للرحيل بابتهاج تذكَّر اليهود العائدون دون شك كلمات النبي اشعياء: «اعتزلوا اعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسوا نجسا. اخرجوا من وسطها. تطهَّروا يا حاملي آنية (يهوه).» (اشعياء ٥٢:١١) واللاويون، طبعا، قاموا بالنقل الفعلي للآنية. (عدد ١:٥٠، ٥١؛ ٤:١٥) إلا ان اشعياء كان قد انبأ بأن جميع العائدين سيكونون حاملي آنية فخريين. وهكذا كانوا جميعا ملزمين بأن يكونوا طاهرين. ولم يكونوا ليسلبوا البابليين اشياءهم الثمينة كما فعل الاسرائيليون عند تركهم مصر. (قارنوا خروج ١٢:٣٤-٣٨.) فكان يجب ان يتحرروا من ايّ دافع مادي او اناني في العودة. أما «الاصنام (القذرة)» لبابل فان مجرد لمس واحد منها يكون منجِّسا.a (ارميا ٥٠:١، ٢) وبكونهم طاهرين بكل طريقة كان يمكن لليهود ان يسلكوا في «الطريق المقدسة» رجوعا الى اورشليم. — اشعياء ٣٥:٨، ٩.
٣ من يحملون اليوم «آنية» يهوه؟ ولماذا يكون تحديا ان يبقوا طاهرين؟
٣ ان شهود يهوه اليوم يجب ان يكونوا بشكل مماثل طاهرين كحاملي «آنية» يهوه. والرسول بولس اقتبس كلمات اشعياء وطبقها على المسيحيين في ايامه قائلا: «لنطهِّر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكمِّلين القداسة في خوف اللّٰه.» (٢ كورنثوس ٦:١٧–٧:١) وفضلا عن العيش في عالم نجس، يجب ان نتصارع مع ميولنا الساقطة الموروثة. (تكوين ٨:٢١) وارميا ١٧:٩ تذكِّرنا: «القلب اخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه.» فالبعض يخدعون انفسهم والآخرين بالاعتقاد ان حياتهم طاهرة ومقبولة عند اللّٰه فيما لا تكون الحقيقة كذلك في الواقع. وهم يمارسون شكلا من الرياء. فيجب على كل منا ان يسأل، ‹هل ابذل كل جهد لأكون طاهرا امام يهوه من كل ناحية؟› لمساعدتنا على ذلك دعونا نركِّز الآن على اربعة اوجه للطهارة.
الطهارة الجسدية: اولوية
٤ (أ) لماذا الطهارة الجسدية اولوية بين شعب يهوه؟ (ب) لماذا قد يكون صعبا احيانا ان نحافظ على مقياس سام للطهارة؟
٤ ان الطهارة الجسدية هي اولوية بين شعب يهوه اليوم كما كانت في الازمنة القديمة. (خروج ٣٠:١٧-٢١؛ ٤٠:٣٠-٣٢) ولكن هل نعامل «آنية (يهوه)» باحترام اذا كان شعرنا، يدانا، وجهنا، اسناننا، او اظافرنا وسخة او اذا كانت تصدر منا رائحة جسد كريهة؟ ومع ذلك من السهل ان ندع مقاييس العالم المنحطة تؤثر فينا. — رومية ١٢:٢.
٥ (أ) لماذا من المهم جدا ان نُبقي مقياس طهارتنا ساميا؟ أعطوا امثلة محلية تظهر كيف يمكن تطبيق هذه النصيحة. (ب) كيف يستطيع الشيوخ ان يساعدوا؟
٥ وكيف يمكننا ان نبرز كأشخاص مختلفين عن العالم اذا انحدرنا الى مقاييس العالم المنحطة؟ ألا يسبب البيت الوسخ او مكان العبادة القذر ‹تجديفا على كلمة اللّٰه›؟ (تيطس ٢:٥) أما عندما نمارس عادات صحية شخصية جيدة، نلتقط الاوراق المبعثرة في ارض المحفل، نساعد في صيانة قاعة الملكوت ونحفظ بيوتنا — حتى المسكن الاكثر تواضعا — انيقة ونظيفة فاننا نجلب المجد للّٰه! (قارنوا ١ بطرس ٢:١٢.) ويا ايها الشيوخ، ارسموا مثالا شخصيا جيدا في النظافة. لا ‹تتأخروا› عن اعطاء المشورة الملائمة عند الضرورة. — اعمال ٢٠:٢٠.
٦ ماذا يجب ان يكون مقياس لباسنا لاجل الاجتماعات وخدمة الحقل؟
٦ وما القول في الثياب التي نلبسها وقت العبادة في الاجتماعات وعندما نكون في خدمة الحقل؟ ألا يجب ان تكون ‹محتشمة وحسنة الترتيب›؟ (١ تيموثاوس ٢:٩، عج، عبرانيين ١٠:٢٣-٢٥) لا تفكِّروا اننا ملزمون بأن نلبس ثيابا رسمية فقط اذا كان لدينا دور في الاجتماع. فاللباس الذي هو غير رسمي اكثر من اللازم هو غير محتشم وغير ملائم للعبادة. ومحفظة الكتب البالية والكتب المقدسة الوسخة او التي زوايا صفحاتها مثنيَّة تحطّ ايضا من قدر رسالة الملكوت.
متجنبون التلوث العقلي
٧ ما هو مفتاح الطهارة العقلية بحسب فيلبي ٤:٨؟
٧ في فيلبي ٤:٨ نصح بولس: «اخيرا ايها الاخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا.» ومع ذلك ففي كل مكان تجري مهاجمتنا بالتجارب لكي ننعم النظر في «اعماق الشيطان.» — رؤيا ٢:٢٤.
٨ كيف يمكن ايضاح الاخطار التي تقدمها مختلف اشكال التسلية؟ أعطوا امثلة محلية.
٨ مثلا، ان امكانية الحصول السهلة على صور الدعارة ومواد العنف الشديد قد انتجت مشاكل خطيرة لبعض مستعملي آلات تسجيل الفيديو. وفي اوروبا اعتاد اخ متزوج ان يشاهد شُرُطا قذرة بعد ذهاب زوجته الى الفراش. فزُرعت بزرة ارتكاب الخطإ بشكل راسخ، منتجة الزنا. (قارنوا يعقوب ١:١٤، ١٥.) وفي احد البلدان الافريقية كان فريق من الشهود الاحداث يستعيرون شُرُطا قذرة من رفقاء المدرسة ويشاهدونها في اثناء غياب آبائهم. ومن ناحية ثانية يعلّق شيخ في نيجيريا: ‹غالبا ما يكمن الخطر الاعظم في برامج التلفزيون القانونية التي تصور على نحو مماثل العنف، الجريمة، الحرب، المشاهد الغرامية، والازدراء بالاستقامة الزوجية.› والصحف المصوَّرة الرخيصة، مجلات الدعارة، الروايات المثيرة جنسيا، الافلام السينمائية، والموسيقى المنحطة هي ايضا اخطار سائدة.
٩ (أ) لماذا يجب ان نكون انتقائيين بشأن ما نسمعه ونشاهده ونقرأه؟ (ب) كيف يجب ان نتجاوب اذا واجهتنا مواد مشكوك فيها؟
٩ ولا يمكننا تلويث عقولنا بأمور «ذكرها ايضا قبيح.» (افسس ٥:١٢) ولذلك كونوا انتقائيين بشأن ما تسمعونه وتشاهدونه وتقرأونه. كونوا متيقظين وتجاوبوا بسرعة لرفض المواد غير المرغوب فيها. (مزمور ١١٩:٣٧) ويتطلب ذلك ضبطا حقيقيا للنفس، وربما مجازيا ‹قمع جسدكم واستعباده.› (١ كورنثوس ٩:٢٧) ومع ذلك تذكَّروا ان ما نشاهده في الخفاء يلاحظه «مَن لا يُرى.» (عبرانيين ١١:٢٧) لذلك تجنبوا ما هو مشكوك فيه. كونوا «مختبرين ما هو مَرضيّ عند الرب.» — افسس ٥:١٠.
‹مداومون على التيقظ› للبقاء طاهرين ادبيا
١٠ (أ) ما هو احد اسباب توبيخ او فصل الكثيرين كل سنة؟ (ب) اي مبدإ للكتاب المقدس يجب ان يرشد سلوكنا في العطل وفي العمل؟
١٠ في افسس ٥:٥ حذر بولس: «فانكم تعلمون هذا ان كل زان او نجس او طماع الذي هو عابد للاوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح واللّٰه.» ومع ذلك فان الآلاف كل سنة يجري توبيخهم او فصلهم بسبب الفساد الادبي الجنسي — ‹الخطية الى الجسد.› (١ كورنثوس ٦:١٨) وغالبا ما يكون ذلك نتيجة عدم ‹المداومة على التيقظ حسب كلام اللّٰه.› (مزمور ١١٩:٩) فكثيرون من الاخوة، مثلا، يطرحون جانبا تيقظهم الادبي في فترات العطلة. واذ يهملون معاشرتهم الثيوقراطية يشرعون في صداقات مع مستمتعين عالميين بالعطلة. واذ يفكرون ان هؤلاء هم ‹اناس ظرفاء حقا› ينضم بعض المسيحيين اليهم في نشاطات مشكوك فيها. وعلى نحو مماثل، صار آخرون ودّيين اكثر مما ينبغي مع زملاء عملهم. وأحد الشيوخ المسيحيين تورط جدا مع مستخدَمة حتى هجر عائلته واختار السكن معها! وأدى ذلك الى الفصل. فما أصح كلمات الكتاب المقدس، «المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة»! — ١ كورنثوس ١٥:٣٣.
١١ لماذا يجب الاشراف على التجمعات المسيحية بلياقة؟
١١ ومن جنوب افريقيا يأتي هذا التقرير: «ان الخطر الآخر الذي يهدد الاستقامة الادبية لكثيرين هو الحفلات الكبيرة . . . التي كان بعضها يجري بعد فترات المحفل الكوري.» ومن ناحية اخرى فان التجمعات المسيحية الاصغر التي يجري الاشراف عليها جيدا نادرا ما تنحط الى «عربدة.» (غلاطية ٥:٢١، عج) واذا كان سيجري تقديم المشروبات الكحولية فافعلوا ذلك تحت اشراف وباعتدال. «الخمر مستهزئة،» وتحت تأثيرها طرح بعض الاخوة جانبا تيقظهم الادبي او ايقظوا الضعفات الراقدة. (امثال ٢٠:١) وهكذا انهمك اثنان من الخدام الاحداث في اعمال مضاجعة النظير بعد الافراط في الكحول.
١٢، ١٣ (أ) كيف برَّر البعض السلوك الفاسد ادبيا؟ ولماذا تفكير كهذا مضلل؟ (ب) كيف يمكننا ان نبقى متيقظين للتهديدات التي تواجه الآداب الجيدة؟
١٢ عندما تجرَّبون لكي تخطئوا تذكروا انه مهما ظهرنا نظفاء خارجيا فان الشيء المهم هو ما نحن عليه في الداخل. (امثال ٢١:٢) ويظهر ان البعض يشعرون بأن اللّٰه يغفر الزيغانات المتكررة الى السلوك الفاسد ادبيا لانهم ضعفاء. ولكن أليس ذلك ‹تحويلا لنعمة الهنا الى الدعارة›؟ (يهوذا ٤) حتى ان البعض يتصورون ان «(يهوه) لا يرانا.» (حزقيال ٨:١٢) ولكن تذكَّروا انه «ليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه امرنا.» — عبرانيين ٤:١٣.
١٣ ولذلك كونوا متيقظين للتهديدات التي تواجه الآداب الجيدة! «وأما الزنا وكل نجاسة او طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التي لا تليق.» (افسس ٥:٣، ٤) «كونوا كارهين الشر» مهما كان ممتعا للجسد. — رومية ١٢:٩.
محافظون على الطهارة روحيا
١٤، ١٥ (أ) كيف عرَّض البعض انفسهم للتلوث الروحي؟ (ب) كيف يستعمل المرتدّون ‹فمهم ليخربوا صاحبهم›؟ (ج) بأية طرائق يكون المرتدّون نجسين حقا، وماذا نسوا؟
١٤ عرَّض البعض انفسهم لتلوث روحي محتمل بتحويل جهاز الراديو والتلفزيون الى محطات تبثّ برامج دينية. وفي احد البلدان الافريقية شاهد البعض مسرحيات تلفزيونية تصوِّر خرافات الاديان الارواحية التقليدية في ضوء مؤات. ومع ذلك فقد حذَّر الرسول بولس من خطر مميت اكثر — الرجال المرتدّين الذين كانوا ‹يقلبون ايمان قوم.› (٢ تيموثاوس ٢:١٦-١٨) وأفراد كهؤلاء لا يزالون يوجدون! (٢ بطرس ٢:١-٣) وقد نجحوا احيانا في تلويث تفكير الآخرين. وكما تقول الامثال ١١:٩: «بالفم يخرب (المرتدّ) صاحبه.»
١٥ غالبا ما يلجأ المرتدّون الى الغرور، مدَّعين اننا حُرمنا حرياتنا، بما فيها حرية تفسير الكتاب المقدس لانفسنا. (قارنوا تكوين ٣:١-٥.) وفي الواقع، ان هؤلاء المدنِّسين المدَّعين لا يقدِّمون شيئا اكثر من الرجوع الى تعاليم «بابل العظيمة» الكريهة. (رؤيا ١٧:٥؛ ٢ بطرس ٢:١٩-٢٢) ويلجأ الآخرون الى الجسد، حاثّين العشراء السابقين ان «يهوِّنوا عليهم» لان العمل المتواضع للشهادة من بيت الى بيت «غير ضروري» او «غير مؤسس على الكتاب المقدس.» (قارنوا متى ١٦:٢٢، ٢٣.) صحيح ان متكلمين متملقين كهؤلاء قد يبدون طاهرين خارجيا بطريقة جسدية وأدبية. ولكنهم في الداخل نجسون روحيا اذ يستسلمون لتفكير الكبرياء والاستقلال. لقد نسوا كل ما تعلَّموه عن يهوه واسمه القدوس وصفاته. ولا يعودون يعترفون بأن كل ما تعلَّموه عن حق الكتاب المقدس — الرجاء المجيد للملكوت والارض الفردوسية وهدم العقائد الباطلة، كالثالوث، خلود النفس البشرية، العذاب الابدي، والمطهر — نعم، كل ذلك اتى اليهم بواسطة «العبد الامين الحكيم.» — متى ٢٤:٤٥-٤٧.
١٦ كيف ينجو الصدّيقون «بالمعرفة»؟
١٦ وعلى نحو مثير للانتباه يعلّق ناظر دائرة في فرنسا: «ينخدع بعض الاخوة لانه تنقصهم المعرفة الصحيحة.» ولهذا السبب تذكر الامثال ١١:٩: «بالمعرفة ينجو الصدّيقون.» ولا يعني ذلك منح المرتدّين اذنا صاغية او التنقيب في كتاباتهم. ولكنه يعني المجيء الى «معرفة سر اللّٰه» بواسطة الدرس الشخصي الجدّي للكتاب المقدس ومطبوعات الجمعية المؤسسة على الكتاب المقدس. وبامتلاك هذه المعرفة الصحيحة، مَن يصير فضوليا جدا الى حد الانتباه لاقوال المرتدّين؟ فلا «يخدعكم احد بكلام ملق»! (كولوسي ٢:٢-٤) والدعاية الدينية الباطلة من ايّ مصدر كان يجب تجنبها كالسم! حقا، بما ان ربنا استخدم «العبد الامين الحكيم» لينقل الينا «كلام الحياة الابدية،» لماذا نريد يوما ما ان نلتفت الى مكان آخر؟ — يوحنا ٦:٦٨.
هل تبقون طاهرين؟
١٧، ١٨ لماذا من الحيوي ان ننمي (أ) الطهارة الجسدية، (ب) الطهارة العقلية، (ج) الطهارة الادبية، و (د) الطهارة الروحية؟
١٧ ولذلك يتعلق الشيء الكثير بالبقاء طاهرين امام يهوه اللّٰه. فالمحافظة على اجسادنا، بيوتنا، لباسنا، وقاعات ملكوتنا طاهرة ماديا تزيِّن رسالة ملكوتنا. والمحافظة على الطهارة عقليا تساعدنا على البقاء طاهرين ادبيا وروحيا. ويتطلب ذلك اصغاءنا الى نصح بولس في فيلبي ٤:٨ بالافتكار دائما في ما هو حق وطاهر ويستحق المدح.
١٨ ويمكننا ان نقدِّر ايضا اكثر من ايّ وقت مضى انه يجب علينا ان نبقى طاهرين ادبيا قولا وعملا على حد سواء. ويهوه يحذِّرنا بصراحة من ان الذين ينهمكون في ايّ شكل من اشكال الفساد الادبي لا يرثون ملكوت اللّٰه. (١ كورنثوس ٦:٩-١١) ومهما بدت امور نجسة كهذه ممتعة فاذا زرعنا للجسد فمن الجسد نحصد فسادا. (غلاطية ٦:٨) وأخيرا هنالك قضية البقاء طاهرين روحيا، طاهرين عقائديا. ومثل هذه الطهارة تساعدنا على المحافظة على نقاوة قلوبنا وعقولنا. وهكذا نندفع دائما الى طلب افكار اللّٰه في الامور — لا افكارنا.
١٩ ماذا يمكن ان يساعد الممسوحين و ‹الجمع الكثير› على السواء في البقاء طاهرين من كل ناحية؟
١٩ ان المروِّج الاساسي للنجاسة — الشيطان ابليس — سيُطرح مع ابالسته قريبا في المهواة عميقا. وحتى ذلك الحين فليبقَ جميع خدام يهوه — البقية و ‹الجمع الكثير› — طاهرين كحاملين لآنية يهوه. (رؤيا ٧:٩، ١٣-١٥؛ ١٩:٧، ٨؛ ٢٠:١-٣) والحرب قاسية لا تلين. ولكن تذكَّروا ان يهوه يعطي بسخاء ‹روح قداسته.› (رومية ١:٤) وهيئته الطاهرة، بشيوخها، تقف ايضا مستعدة لمساعدتنا بتقديم النصيحة السليمة المؤسسة على الاسفار المقدسة. وبمساعدة كهذه، وبتصميمنا، يمكننا ان نبقى طاهرين من كل ناحية!
[الحاشية]
a ان الكلمة العبرانية التي تقابل الاصنام القذرة، «جل-لو-ليم،» كانت تعبير ازدراء يعني في الاصل «كرات البعر» — وهي شيء كريه بالنسبة الى اليهود. — تثنية ٢٣:١٢-١٤؛ ١ ملوك ١٤:١٠، حزقيال ٤:١٢-١٧.
-