-
السكارى الروحيون — مَن هم؟برج المراقبة ١٩٩١ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
السكارى الروحيون — مَن هم؟
«ويل لإكليل فخر سكارى افرايم.» — اشعياء ٢٨:١.
١ اي تفاؤل يشعر به كثيرون، ولكن هل ستتم آمالهم؟
نحن نعيش في اوقات مثيرة. وقد جرت اثارة اشخاص كثيرين بالتغييرات السياسية الجذرية حول العالم وفي رؤية المزيد من التورط من قِبل الامم المتحدة. وفي كانون الاول ١٩٨٩ قالت ديترويت فري پرس: «فيما يدخل الكوكب تسعينات الـ ١٩٠٠، يبدأ السلام.» وأعلنت مجلة سوڤياتية: «نحن نحضّر لطبع السيوف سككا،» فيما اعلن الامين العام للامم المتحدة: «لم نعد بعدُ في الحرب الباردة.» نعم، ان الآمال عالية، ومشهد العالم دون شك يتغيَّر. ومؤخرا، اوضحت حرب الخليج كيف يمكن ان تحدث التغييرات بشكل سريع. ولكن هل يحقق هذا العالم الحاضر يوما ما وقتا من السلام والامن الحقيقيين مع كل فوائده المرافقة؟ الجواب هو كلا. وفي الواقع، تتجمَّع ازمة خطيرة ستهزّ العالم الى اساساته! انها ازمة متورط فيها الدين بعمق.
٢ كيف كان لحالة اليوم تناظر في اسرائيل ويهوذا القديمتين؟
٢ رمزت الى هذه الازمة الحوادث في اسرائيل ويهوذا القديمتين في خلال القرنين الثامن والسابع قم. فقديما آنذاك ايضا اعتقد الناس انهم قد حقَّقوا السلام. ولكنّ اللّٰه، بواسطة نبيه اشعياء، حذَّر ان رجاءهم بالسلام هو وهم سينكشف سريعا. وبطريقة مماثلة اليوم، يحذر يهوه، بواسطة شهوده، الجنس البشري انه سيجري خدعهم اذا رجوا ان يتحقق سلام دائم بواسطة الجهود البشرية. فلنقرأ تحذير يهوه النبوي ولنرَ كيف ينطبق اليوم. انه موجود في الاصحاح ال ٢٨ من اشعياء وقد كُتب قبل السنة ٧٤٠ قم، على الارجح في اثناء حكم فقح الشرير ملك اسرائيل وآحاز العاصي ملك يهوذا.
«سكارى افرايم»
٣ اية ادانة مروّعة تفوه بها اشعياء؟
٣ في العدد ١ من الاصحاح ٢٨ تهزّنا بعنف عبارة مروِّعة: «ويل لإكليل فخر سكارى افرايم وللزهر الذابل جمال بهائه الذي على رأس (الوادي الخصيب) المضروبين بالخمر.» كم صُعق الاسرائيليون دون شك ان يسمعوا هذه الادانة القاسية! فمَن كان «سكارى افرايم» هؤلاء؟ وماذا كان ‹اكليل فخرهم›؟ وما هو «رأس (الوادي الخصيب)»؟ والمهم اكثر، على ماذا تدل هذه الكلمات بالنسبة الينا اليوم؟
٤ (أ) ماذا كانت افرايم ورأس الوادي الخصيب؟ (ب) لماذا شعرت اسرائيل بأنها آمنة؟
٤ بما ان افرايم كان اكبر اسباط اسرائيل العشرة، تشير الكلمة «افرايم» احيانا الى كامل المملكة الشمالية. لذلك كان «سكارى افرايم» حقا سكارى اسرائيل. وعاصمة اسرائيل كانت السامرة، التي كانت واقعة على مرتفع مشرف عند رأس وادٍ خصيب. ولذلك تشير العبارة «رأس (الوادي الخصيب)» الى السامرة. وعندما كُتبت هذه الكلمات كانت مملكة اسرائيل فاسدة جدا بلغة دينية. وفضلا عن ذلك، كانت قد دخلت في تحالف سياسي مع أرام ضد يهوذا وشعرت آنذاك بأنها آمنة. (اشعياء ٧:١-٩) وكان ذلك على وشك ان يتغيَّر. فثمة ازمة كانت تقترب، بسببها تلفَّظ يهوه بـ «ويل لإكليل فخر سكارى افرايم.»
٥ (أ) ماذا كان اكليل فخر اسرائيل؟ (ب) مَن كانوا سكارى افرايم؟
٥ فماذا كان ‹إكليل الفخر›؟ الإكليل هو رمز السلطة الملكية. وعلى نحو واضح، كان ‹إكليل الفخر› مركز اسرائيل كمملكة منفصلة، مستقلة عن يهوذا. وكان سيحدث شيء يدمِّر استقلال اسرائيل الملكي. اذًا، مَن كانوا «سكارى افرايم»؟ دون شك، كان هنالك سكارى حرفيون في اسرائيل، لأن السامرة كانت مسرح العبادة الوثنية الخليعة. ومع ذلك يتحدث الكتاب المقدس عن نوع اردأ من السكر. ففي اشعياء ٢٩:٩، نقرأ: «قد سكروا وليس من الخمر ترنَّحوا وليس من المسكر.» كان ذلك سكرا روحيا، ثملا نجسا، مميتا. وقادة اسرائيل — وخصوصا قادتها الدينيين — تألموا بوضوح من مثل هذا الثمل الروحي.
٦ ماذا جعل اسرائيل القديمة سكرى؟
٦ ماذا كان سبب السكر الروحي لاسرائيل القديمة؟ من حيث الاساس، كان تحالفها مع أرام ضد يهوذا، مما اعطى قادة الامة شعورا طيبا بالامن. وهذا السكر الروحي قطع اسرائيل عن الاتصال بالواقع. وكسكران حرفي، كانت متفائلة على الرغم من انه لم يكن هنالك سبب لتكون هكذا. وفضلا عن ذلك، لبست اسرائيل تحالفها المسكر مع أرام بافتخار، كزهر جمال. ولكن، كما يقول اشعياء، كان ذلك زهرا ذابلا لم يكن ليدوم فترة اطول بكثير.
٧ و ٨ على الرغم من مشاعرها الطيبة، ماذا كانت اسرائيل القديمة ستختبر؟
٧ يشدد اشعياء على ذلك في الاصحاح ٢٨، العدد ٢: «هوذا شديد وقوي (ليهوه) كانهيال البرَد كنوء مهلك كسيل مياه غزيرة جارفة قد ألقاه الى الارض بشدة.» فمَن كان هذا ‹الشديد والقوي›؟ في زمن اسرائيل القديمة كان الامبراطورية الاشورية القوية. فكانت هذه الدولة العالمية القاسية والعديمة الرحمة ستأتي على اسرائيل كسيل مياه غزيرة جارفة. وبأية نتيجة؟
٨ يمضي اشعياء قائلا: «بالأرجل يداس إكليل فخر سكارى افرايم. ويكون الزهر الذابل جمال بهائه الذي على رأس (الوادي الخصيب) كباكورة التين قبل الصيف التي يراها الناظر فيبلعها وهي في يده.» (اشعياء ٢٨:٣، ٤) كانت عاصمة اسرائيل، السامرة، كتين ناضج بالنسبة الى اشور، حاضر ليُقطف ويُبلع. وتحالف اسرائيل المشبَّه بتاج من زهر مع أرام كان سيداس. فلا تكون له قيمة عندما يأتي يوم الحساب. والاردأ ايضا هو ان مجد استقلالها المشبَّه بإكليل كان سيُسحق تحت ارجل العدوّ الاشوري. فيا لها من كارثة!
‹ترنح النبي والكاهن›
٩ لماذا ربما توقعت يهوذا رسالة من يهوه افضل من تلك التي حصلت عليها اسرائيل القديمة؟
٩ اجل كان حساب رهيب ينتظر اسرائيل، وتماما كما حذر يهوه اللّٰه، اتى هذا الحساب في السنة ٧٤٠ قم عندما دمرت اشور السامرة وامَّحت المملكة الشمالية كأمة مستقلة. وما حدث لاسرائيل القديمة هو بمثابة تحذير مروِّع للدين الباطل الخائن اليوم، كما سنرى. ولكن ماذا عن المملكة الشقيقة لاسرائيل في الجنوب، يهوذا؟ في زمن اشعياء كان هيكل يهوه لا يزال يؤدي وظيفته في اورشليم، عاصمة يهوذا. وكان الكهنوت لا يزال يعمل هناك، والانبياء كاشعياء، هوشع، وميخا تكلموا باسم يهوه. اذًا، اية رسالة كانت لدى يهوه من اجل يهوذا؟
١٠ و ١١ اية حالة مثيرة للاشمئزاز وُجدت في يهوذا؟
١٠ يمضي اشعياء قائلا: «ولكنّ هؤلاء ايضا [اي كهنة وأنبياء اورشليم] ضلّوا بالخمر وتاهوا بالمسكر. الكاهن والنبي ترنَّحا بالمسكر.» (اشعياء ٢٨:٧ أ) من الواضح ان قادة يهوذا الدينيين كانوا ايضا سكارى. وعلى الارجح، كما في اسرائيل، كان البعض سكارى بمعنى حرفي، واذا كان الامر كذلك، فإن ذلك خزي. فشريعة اللّٰه منعت بالتحديد الكهنة عن الشراب المسكر عندما كانوا يخدمون في الهيكل. (لاويين ١٠:٨-١١) فالسكر الحرفي في بيت اللّٰه كان انتهاكا مروّعا لشريعة اللّٰه.
١١ ولكن كان هنالك سكر روحي اكثر خطرا في يهوذا. فكما اصطفَّت اسرائيل مع أرام ضد يهوذا، كذلك طلبت يهوذا الامن بواسطة التحالف مع اشور. (٢ ملوك ١٦:٥-٩) وعلى الرغم من وجود هيكل اللّٰه وانبيائه، آمنت يهوذا بالبشر في حين انه يجب ان تثق بيهوه. وفضلا عن ذلك، اذ شكَّلوا مثل هذا التحالف الطائش، شعر قادتها بالابتهاج كجيرانهم السكارى روحيا في الشمال. فأثار موقفهم غير المسؤول اشمئزاز يهوه.
١٢ ماذا كان سينتج من سكر يهوذا الروحي؟
١٢ يمضي اشعياء قائلا: «(شوَّشتهما) الخمر تاها من المسكر ضلاَّ في الرؤيا قلقا في القضاء. فإن جميع الموائد امتلأت قيئا وقذرا. ليس مكان.» (اشعياء ٢٨:٧ ب، ٨) على الارجح، في حالة سكرهم، تقيَّأ البعض حرفيا في الهيكل. ولكنّ الاردأ ايضا هو ان الكهنة والانبياء الذين كان يجب ان يعطوا الارشاد الديني تقيأوا قذارة روحية. وفضلا عن ذلك، باستثناء اشخاص امناء قليلين كانت أحكام الانبياء ملتوية، وتنبأوا بأمور باطلة للأمة. فكان يهوه سيعاقب يهوذا على هذه النجاسة الروحية.
السكارى الروحيون اليوم
١٣ اي تناظر للحالة في اسرائيل ويهوذا وُجد في القرن الاول قم، واي تناظر يوجد اليوم؟
١٣ هل جرى اتمام نبوات اشعياء في اسرائيل ويهوذا القديمتين فقط؟ كلا على الاطلاق. فيسوع والرسول بولس كلاهما اقتبسا كلماته عن السكر الروحي وطبَّقاها على القادة الدينيين في زمنهما. (اشعياء ٢٩:١٠، ١٣؛ متى ١٥:٨، ٩؛ رومية ١١:٨) واليوم كذلك نشأت حالة كتلك التي في زمن اشعياء — هذه المرة في العالم المسيحي، الهيئة الدينية العالمية التي تدَّعي تمثيل اللّٰه. فعوض اتخاذ موقف ثابت الى جانب الحق والاتكال على يهوه، يضع العالم المسيحي، الكاثوليك والپروتستانت، ايمانه في العالم. وهكذا يترنَّح على نحو غير ثابت كسكارى اسرائيل ويهوذا. والسكارى الروحيون لهاتين الامتين القديمتين يرمزون جيدا الى القادة الروحيين للعالم المسيحي اليوم. فلنرَ كيف بالضبط.
١٤ كيف يسكر القادة الدينيون للعالم المسيحي كما سكر قادة السامرة وأورشليم القديمتين؟
١٤ كالسامرة واورشليم، شرب العالم المسيحي بافراط من خمر التحالفات السياسية. وفي السنة ١٩١٩ كان بين اول مروِّجي عصبة الامم. وفيما قال يسوع ان المسيحيين ليسوا جزءا من العالم ينمّي قادة العالم المسيحي علاقات مع القادة السياسيين. (يوحنا ١٧:١٤-١٦) والخمر المجازية لمثل هذا النشاط مثيرة لرجال الدين. (قارنوا رؤيا ١٧:٤.) فهم يتمتعون بأن يستشيرهم السياسيون وان يقترنوا بعظماء هذا العالم. ونتيجة لذلك، لا يملكون الارشاد الروحي الصحيح ليعطوه. فإنهم يتقيَّأون نجاسة عوض ان يتكلموا برسالة الحق النقية. (صفنيا ٣:٩) وبرؤيتهم المشوَّشة غير الواضحة ليسوا مرشدين امناء للجنس البشري. — متى ١٥:١٤.
«امر على امر»
١٥ و ١٦ كيف تجاوب معاصرو اشعياء مع تحذيراته؟
١٥ في القرن الثامن قم شهَّر اشعياء المسلك الخاطئ لقادة يهوذا الروحيين خصوصا. فكيف تجاوبوا؟ لقد ابغضوا ذلك! وعندما ثابر اشعياء على المناداة بتحذيرات اللّٰه ردَّ القادة الدينيون قائلين: «لمَن يعلِّم معرفة ولمن يُفهِم تعليما. أللمفطومين عن اللبن للمفصولين عن الثُديّ.» (اشعياء ٢٨:٩) نعم، هل اعتقد اشعياء انه يتكلم الى اطفال صغار؟ لقد اعتبر قادة اورشليم الدينيون انفسهم رجالا كبارا، قادرين كاملا على اتخاذ القرارات لأنفسهم. فلم يكونوا يحتاجون الى الاصغاء الى مذكِّرات اشعياء المزعجة.
١٦ حتى ان هؤلاء الدينيين صنعوا أُضحوكة من عمل كرازة اشعياء. فقد غنَّوا له: «لأنه امر على امر. امر على امر. فرض على فرض. فرض على فرض. هنا قليل هناك قليل.» (اشعياء ٢٨:١٠) ‹اشعياء يداوم على التكرار،› ادَّعوا. ‹فهو يداوم على القول: «هذا ما امر به يهوه! هذا ما امر به يهوه! هذا هو مقياس يهوه! هذا هو مقياس يهوه!»› وبالعبرانية الاصلية، تكون اشعياء ٢٨:١٠ سَجْعا تكراريا، وبالحري كحكاية شعرية للاولاد. وهكذا بدا النبي للقادة الدينيين، تكراريا وصبيانيا.
١٧ كيف يتجاوب كثيرون اليوم مع الرسالة التحذيرية التي ينادي بها شهود يهوه؟
١٧ وفي القرن الاول بم بدت كرازة يسوع وتلاميذه بشكل مماثل تكرارية وساذجة. واولئك الذين اتّبعوا يسوع نظر اليهم القادة الدينيون اليهود كملعونين، ريفيين سُذَّج، رجال عديمي العلم وعاميين. (يوحنا ٧:٤٧-٤٩؛ اعمال ٤:١٣) وشهود يهوه اليوم غالبا ما يُنظر اليهم بالطريقة نفسها. فهم لا يحضرون مدارس لاهوت العالم المسيحي، ولا يستعملون ألقابا طنانة او اصطلاحات لاهوتية كما يفعل رجال الدين. لذلك ينظر اليهم ذوو المنزلة الرفيعة في العالم المسيحي بعين الاحتقار، اذ يعتقدون انهم يجب ان يعرفوا مكانهم ويعطوا القادة الدينيين مزيدا من الاحترام.
١٨ اي شيء يُغفله القادة الدينيون اليوم؟
١٨ ولكنّ هنالك شيئا يُغفله هؤلاء القادة الدينيون. فعلى الرغم من ان العظماء ايام اشعياء رفضوا رسالته، كان يتكلم الحق، وتحذيراته صارت حقيقة! وبشكل مماثل، فإن التحذيرات التي يتلفظ بها شهود يهوه اليوم صحيحة، مؤسسة بشكل متين على كلمة حق اللّٰه، الكتاب المقدس. (يوحنا ١٧:١٧) لذلك سيجري اتمامها.
الحساب
١٩ كيف أُجبرت يهوذا على الاصغاء الى الاجنبيين الذين يتكلمون لغة لَكْناء؟
١٩ في اشعياء ٢٨:١١، نقرأ: «انه بشفة لَكْناء وبلسان آخر يكلِّم هذا الشعب.» فتعليم اشعياء بدا ليهوذا ككلام اجنبي غير مفهوم. وعلى الرغم من ان يهوذا نجت من التهديد الاشوري الذي سحق اسرائيل، تعامل يهوه في حينه مع يهوذا بواسطة اجنبي آخر، نبوخذنصر. (ارميا ٥:١٥-١٧) واللغة البابلية بدت خشنة ولَكْناء لهؤلاء العبرانيين. ولكنهم أُجبروا على الاصغاء اليها عندما دُمّرت اورشليم وهيكلها في السنة ٦٠٧ قم وجُرَّ السكان الى السبي البابلي. وبالطريقة نفسها اليوم، لا بد ان يتألم العالم المسيحي قريبا لأنه، كيهوذا قديما، يتجاهل نصح يهوه.
٢٠ و ٢١ بماذا ينادي شهود يهوه بلا انقطاع، ولكن ماذا يرفض قادة العالم المسيحي ان يفعلوا؟
٢٠ تقول النبوة عن مثل هؤلاء: «الذين قال لهم هذه هي الراحة. أريحوا الرازح وهذا هو السكون. ولكن لم يشاءوا ان يسمعوا. فكان لهم قول الرب امرا على امر امرا على امر. فرضا على فرض فرضا على فرض. هنا قليلا هناك قليلا لكي يذهبوا ويسقطوا الى الوراء وينكسروا ويُصادوا فيؤخذوا.» — اشعياء ٢٨:١٢، ١٣.
٢١ تماما كما تكلم اشعياء برسالة اللّٰه، يخبر شهود يهوه بلا انقطاع العالم المسيحي انه يجب ان يلقي رجاءه على كلمة يهوه. ولكنه يرفض ان يصغي. وبالنسبة اليه يبدو ان الشهود يتكلمون بلسان اجنبي غير مفهوم. فهم يتكلمون بلغة لا يستطيع ان يفهمها. ويرفض العالم المسيحي ان يريح المعيي بالإخبار عن ملكوت اللّٰه والعالم الجديد الآتي. وبالاحرى هو سكران من خمر علاقته بهذا العالم. ويفضّل ان يؤيد الحلول السياسية لمشاكل الجنس البشري. وكاليهود ايام يسوع، لم يطلب هو نفسه ملكوت الراحة، ولن يخبر الآخرين عنه. — متى ٢٣:١٣.
٢٢ بماذا يُشعِر يهوه قادة العالم المسيحي؟
٢٢ وهكذا تُشعِر كلمات اشعياء النبوية رجال الدين بأن يهوه لن يتكلم دائما الى العالم المسيحي بواسطة شهوده المسالمين. فقريبا سيقوم يهوه بتنفيذ ‹امره على امر. فرضه على فرض،› وستكون النتيجة مأساوية على العالم المسيحي. فقادته الدينيون ورعاياهم ‹سينكسرون ويُصادون فيؤخذون.› نعم، كأورشليم قديما، سيجري تدمير الانظمة الدينية للعالم المسيحي تماما. فيا له من تطوُّر مروِّع غير متوقَّع! ويا للنتيجة المخيفة لأن رجال الدين يفضّلون السكر الروحي على مذكِّرات يهوه!
-
-
ملجأهم — كذب!برج المراقبة ١٩٩١ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
ملجأهم — كذب!
«جعلنا الكذب ملجأنا وبالغش استترنا.» — اشعياء ٢٨:١٥.
١ و ٢ (أ) اية هيئة اليوم يجب ان تلاحظ ما حدث لمملكة يهوذا القديمة؟ (ب) اية ثقة في غير موضعها كانت لدى يهوذا؟
هل تنطبق هذه الكلمات على العالم المسيحي اليوم كما انطبقت على مملكة يهوذا القديمة ذات السبطين؟ بالتأكيد، تنطبق! وهذا التناظر ينذر بالشر للعالم المسيحي العصري. انه يعني ان كارثة ستفاجئ قريبا هذه الهيئة الدينية المرتدَّة.
٢ الى شمال يهوذا كانت مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط. وعندما كانت اسرائيل عديمة الايمان، سمح يهوه بغزوها من اشور في السنة ٧٤٠ قم. وشقيقتها المملكة، يهوذا، شهدت هذه الحادثة المأساوية ولكنها، بشكل واضح، شعرت بأن امرا كهذا لن يحدث لها ابدا. فقد افتخر قادتها، ‹أليس هيكل يهوه في اورشليم؟ ألسنا شعب اللّٰه المنعَم عليه؟ ألا يتكلم كهنتنا وأنبياؤنا باسم يهوه؟› (قارنوا ارميا ٧:٤، ٨-١١.) لقد كان اولئك القادة الدينيون واثقين بأنهم في مأمن. ولكنهم كانوا على خطإ! فقد كانوا عديمي الايمان تماما كأنسبائهم الشماليين. لذلك فإن ما حدث للسامرة كان سيحدث ايضا لاورشليم.
٣ لماذا يشعر العالم المسيحي بالثقة في ما يتعلق بالمستقبل، ولكن هل هنالك سبب وجيه لثقته؟
٣ وبطريقة مماثلة، يدَّعي العالم المسيحي امتلاك علاقة خصوصية باللّٰه. وهو يفتخر، ‹لدينا عشرات الآلاف من الكنائس وكهنة محترفون، وكذلك مئات الملايين من الأتباع. ونملك ايضا الكتاب المقدس، ونستعمل اسم يسوع في عبادتنا. فبالتأكيد، نحن منعَم علينا من اللّٰه!› ولكنّ ما حدث لأورشليم القديمة يشكّل تحذيرا شديدا. فعلى الرغم من التطورات السياسية الاخيرة فوق العادة، نحن نعلم ان يهوه سيعمل قريبا بشكل حاسم ضد العالم المسيحي وكل الاديان الباطلة الاخرى.
‹عهد مع الموت›
٤ اي عهد اعتقدت يهوذا انها صنعته؟
٤ في الازمنة القديمة، نالت اورشليم الخائنة تحذيرات عديدة بواسطة انبياء اللّٰه الحقيقيين، ولكنها لم تؤمن بها. وعوض ذلك، تفاخرت بأن الموت لن يُنزلها ابدا الى الهاوية، المدفن، كما انزل مملكة اسرائيل الشمالية. وأُوحي الى اشعياء النبي بأن يقول ليهوذا: «لذلك اسمعوا كلام الرب يا (ايها المتفاخرون) ولاة هذا الشعب الذي في اورشليم. لأنكم قلتم قد عقدنا عهدا مع الموت وصنعنا ميثاقا مع الهاوية. (الفيضان) الجارف اذا عبر لا يأتينا لأننا جعلنا الكذب ملجأنا وبالغش استترنا.» — اشعياء ٢٨:١٤، ١٥.
٥ (أ) ماذا كان عهد يهوذا المزعوم مع الموت؟ (ب) اي تحذير أُعطي للملك آسا تغاضت عنه يهوذا؟
٥ اجل، لقد اعتقد قادة اورشليم بأن لديهم اتفاقية، اذا جاز التعبير، مع الموت والهاوية بحيث ان مدينتهم سيجري حفظها. ولكن هل عنى عهد اورشليم المزعوم مع الموت انها تابت عن خطاياها ووثقت الآن بيهوه من اجل الخلاص؟ (ارميا ٨:٦، ٧) كلا على الاطلاق! بل التفتت الى الحكام السياسيين البشر من اجل المساعدة. ولكنّ اتكالها على الحلفاء العالميين كان وهما، كذبا. فالعالميون الذين وثقت بهم كانوا لا يستطيعون انقاذها. وبما انها هجرت يهوه فقد هجر يهوه اورشليم. وحدث تماما كما حذر النبي عزريا الملك آسا: «(يهوه) معكم ما كنتم معه وإن طلبتموه يوجد لكم وإن تركتموه يترككم.» — ٢ أخبار الايام ١٥:٢.
٦ و ٧ اية خطوات اتخذتها يهوذا لتضمن امنها، ولكن بأية نتيجة نهائية؟
٦ واذ وثقوا بتحالفاتهم السياسية، كان قادة اورشليم متأكدين ان «(الفيضان) الجارف» للجيوش الغازية لن يقترب منهم ليعكِّر سلامهم وأمنهم. وعندما هدَّدها تحالف اسرائيل وأرام التفتت يهوذا الى اشور من اجل المساعدة. (٢ ملوك ١٦:٥-٩) ولاحقا عندما هددتها قوى بابل العسكرية لجأت الى مصر من اجل الدعم فتجاوب فرعون، مرسلا جيشا للمساعدة. — ارميا ٣٧:٥-٨؛ حزقيال ١٧:١١-١٥.
٧ ولكنّ جيوش بابل كانت قوية جدا، فاضطرت فيالق مصر الى الانسحاب. ووضع ثقة اورشليم في مصر تبرهن انه غلط، وفي السنة ٦٠٧ قم تركها يهوه للدمار الذي كان قد انبأ به. لذلك كان حكام اورشليم وكهنتها على خطإ! وكانت ثقتهم بالتحالفات العالمية من اجل السلام والامن ‹كذبا› اكتسحه فيضان جيوش بابل.
رفض ‹حجر الامتحان›
٨ كيف يتخذ العالم المسيحي موقفا مشابها جدا لذاك الذي ليهوذا القديمة؟
٨ هل هنالك حالة مناظرة اليوم؟ اجل، هنالك. فرجال دين العالم المسيحي ايضا يشعرون بأنه لن تفاجئهم اية كارثة. وفي الواقع، يقولون كما انبأ اشعياء: «قد عقدنا عهدا مع الموت وصنعنا ميثاقا مع الهاوية. (الفيضان) الجارف اذا عبر لا يأتينا لأننا جعلنا الكذب ملجأنا وبالغش استترنا.» (اشعياء ٢٨:١٥) وكأورشليم القديمة، ينظر العالم المسيحي الى التحالفات العالمية من اجل الامن، ويرفض رجال دينه اللجوء الى يهوه حتى انهم لا يستعملون اسمه، ويسخرون من ويضطهدون اولئك الذين يكرمون هذا الاسم. ويفعل رجال دين العالم المسيحي تماما ما فعله رؤساء الكهنة اليهود في القرن الاول عندما رفضوا المسيح. لقد قالوا، في الواقع، «ليس لنا ملك إلا قيصر.» — يوحنا ١٩:١٥.
٩ (أ) مَن يحذرون العالم المسيحي اليوم بالطريقة نفسها التي حذر بها اشعياء يهوذا؟ (ب) الى مَن يجب ان يلتفت العالم المسيحي؟
٩ واليوم، يحذِّر شهود يهوه من ان فيضان الجيوش التنفيذية سيكتسح العالم المسيحي قريبا. وفضلا عن ذلك، يشيرون الى الملجإ الحقيقي من هذا الفيضان. ويقتبسون اشعياء ٢٨:١٦، التي تقول: «هكذا يقول السيد الرب. هأنذا اؤسس في صهيون حجرا حجر امتحان حجر زاوية كريما اساسا مؤسَّسا. مَن آمن لا يهرب (مذعورا).» فمَن هو ‹حجر الزاوية الكريم› هذا؟ اقتبس الرسول بطرس هذه الكلمات وطبقها على يسوع المسيح. (١ بطرس ٢:٦) فلو طلب العالم المسيحي السلام مع ملك يهوه، يسوع المسيح، لتجنَّب حينئذ الفيضان الآتي. — قارنوا لوقا ١٩:٤٢-٤٤.
١٠ اية تورطات نمّاها العالم المسيحي؟
١٠ ولكنه لم يفعل ذلك. وعوضا عن ذلك، في مسعاه للسلام والامن، ادخل نفسه بمكر لمصلحة القادة السياسيين والامم — وذلك رغم تحذير الكتاب المقدس ان الصداقة مع العالم عداوة للّٰه. (يعقوب ٤:٤، عج) وفضلا عن ذلك، في السنة ١٩١٩ دافع بقوة عن عصبة الامم بصفتها رجاء الانسان الافضل للسلام. ومنذ السنة ١٩٤٥ وضع رجاءه في الامم المتحدة. (قارنوا رؤيا ١٧:٣، ١١.) فإلى اي حد هو شامل تورطه مع هذه الهيئة؟
١١ اي تمثيل لدى الدين في الامم المتحدة؟
١١ يعطي احد الكتب الحديثة فكرة عندما يذكر: «لا اقل من اربع وعشرين هيئة كاثوليكية يجري تمثيلها في الامم المتحدة. وعديدون من قادة العالم الدينيين زاروا الهيئة الدولية. والشيء الجدير بالذكر اكثر كان زيارتي قداسة البابا بولس السادس في اثناء الجمعية العمومية في سنة ١٩٦٥ والبابا يوحنا بولس الثاني في سنة ١٩٧٩. وأديان كثيرة لديها ادعية، صلوات، تراتيل وخدمات خصوصية من اجل الامم المتحدة. والامثلة الاكثر اهمية هي تلك التي للاديان الكاثوليكية، التوحيدية-الخلاصية، المعمدانية والبهائية.»
آمال فارغة للسلام
١٢ و ١٣ على الرغم من الآمال الواسعة الانتشار بأن السلام في الافق، لماذا يثق شهود يهوه بأن تحذيراتهم صحيحة؟
١٢ ردّد احد القادة السياسيين الاكثر قوة في العالم آمال الكثيرين عندما قال: «هذا الجيل من الناس على الارض قد يشهد مجيء عصر لا يُنقض من السلام في تاريخ المدنية.» فهل كان على صواب؟ وهل تعني التطورات الاخيرة ان التحذيرات التي اطلقها شهود يهوه في ما يتعلق بتنفيذ يهوه حكم الدينونة في الامم لن تتحقق؟ وهل شهود يهوه على خطإ؟
١٣ كلا، ليسوا على خطإ. فهم يعرفون انهم يخبرون بالحق لأنهم يضعون ثقتهم في يهوه وفي الكتاب المقدس، الذي هو كلمة حق اللّٰه. تقول تيطس ١:٢: «اللّٰه . . . منزَّه عن الكذب.» لذلك لديهم ثقة تامة بأنه عندما تقول نبوة للكتاب المقدس ان شيئا ما سيحدث، فسيحدث ذلك دون فشل. ويذكر يهوه نفسُه: «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به.» — اشعياء ٥٥:١١.
١٤ و ١٥ (أ) بماذا كان ينادي قادة يهوذا قبل وقت قصير من دمار اورشليم في السنة ٦٠٧ قم؟ (ب) بماذا انبأ بولس انه ستجري المناداة قبل الهلاك المفاجئ الذي سيأتي على هذا العالم؟ (ج) ماذا يمكننا ان نتوقع عند ذروة المناداة المنبإ بها في ١ تسالونيكي ٥:٣؟
١٤ في السنوات التي سبقت دمار اورشليم في السنة ٦٠٧ قم اخبر ارميا بأن القادة كانوا ينادون، «سلام سلام.» (ارميا ٨:١١) ولكنّ ذلك كان كذبا. فأورشليم دمِّرت اتماما للتحذيرات الموحى بها لأنبياء يهوه الحقيقيين. وحذَّر الرسول بولس ان شيئا مماثلا سيحدث في ايامنا. فقال ان الناس سينادون «سلام و (أمن).» ولكن حينئذ، قال، «يفاجئهم هلاك بغتة.» — ١ تسالونيكي ٥:٣.
١٥ واذ دخلنا تسعينات الـ ١٩٠٠، قالت الصحف والمجلات في كل مكان ان الحرب الباردة انتهت وان السلام العالمي اخيرا يصير ظاهرا. ولكنّ حربا حامية اندلعت في الشرق الاوسط حينئذ. ومع ذلك، عاجلا او آجلا ستتطور حالة العالم الى مرحلة يزداد فيها نداء ‹السلام و (الأمن)› المنبأ به في ١ تسالونيكي ٥:٢، ٣ الى الذروة. ومع آمالنا المترسخة في كلمة اللّٰه، نعرف ان احكام اللّٰه، اذ يجري بلوغ الذروة، ستنفَّذ بسرعة ودون خطإ. ولا يجب ان تجعلنا تصريحات السلام والامن المرقّعة نفكّر ان الهلاك الذي انبأ به اللّٰه لن يأتي. فأحكام يهوه مسجَّلة على نحو ثابت في كلمته، الكتاب المقدس. والعالم المسيحي، مع كل الاديان الباطلة الاخرى، سيدمَّر. وبعد ذلك سيعبَّر عن احكام يهوه المهلكة ضد باقي عالم الشيطان. (٢ تسالونيكي ١:٦-٨؛ ٢:٨؛ رؤيا ١٨:٢١؛ ١٩:١٩-٢١) وبما ان شهود يهوه واثقون بأن يهوه سيتمم كلمته، يستمرون في السهر تحت ارشاد صف العبد الامين الحكيم ويلاحظون بانتباه كيف تنكشف الحوادث العالمية. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) وبالتأكيد، لا يجب ان تجعلنا جهود الانسان لصنع السلام نفكّر ان يهوه هجر قصده ان يجلب فيضان الدمار على العالم المسيحي المثقل بالخطية.
‹اللّٰه ملجأنا›
١٦ و ١٧ كيف يتجاوب شهود يهوه اذا استاء البعض من صراحة رسالتهم؟
١٦ قد يستاء البعض من صراحة شهود يهوه في المناداة بذلك. ومع ذلك، عندما يقولون ان الحكام الدينيين للعالم المسيحي قد لجأوا الى ترتيب كاذب انما يسردون ما يقوله الكتاب المقدس. وعندما يقولون ان العالم المسيحي يستحق العقاب لأنه صار جزءا من العالم انما يخبرون بما يقوله اللّٰه نفسه في الكتاب المقدس. (فيلبي ٣:١٨، ١٩) وفضلا عن ذلك، لأن العالم المسيحي يضع ثقته في المشاريع التي يقترحها هذا العالم فإنه في الواقع يؤيد اله هذا العالم، الشيطان ابليس، الذي قال يسوع انه ابو الكذب. — يوحنا ٨:٤٤؛ ٢ كورنثوس ٤:٤.
١٧ لذلك يعلن شهود يهوه: أما نحن فلا نشجع على الآمال الباطلة للسلام العالمي لسبب المشهد السياسي المتغيِّر. وعوض ذلك، نردِّد كلمات صاحب المزمور: «اللّٰه ملجأ لنا. . . . انما باطل بنو آدم. كذب بنو البشر. في الموازين هم الى فوق. هم من باطل اجمعون.» (مزمور ٦٢:٨، ٩) فالمشاريع البشرية لتعزيز وحفظ العالم المسيحي وباقي نظام الاشياء هذا انما هي شيء باطل، كذب! وجميعها معا ليست لها قدرة على إحباط مقاصد يهوه اكثر من مجرد كلام في الهواء!
١٨ اي تحذير لصاحب المزمور ملائم اليوم؟
١٨ ويقتبس شهود يهوه ايضا المزمور ٣٣، الاعداد ١٧ الى ١٩، التي تعلن: «باطل هو الفرس [فرس مصر الذي يرمز الى الحرب] لأجل الخلاص وبشدة قوته لا ينجِّي. هوذا عين (يهوه) على خائفيه الراجين رحمته لينجِّي من الموت انفسهم وليستحييهم في الجوع.» واليوم يثق المسيحيون الحقيقيون بيهوه وملكوته السماوي، الترتيب الوحيد الذي يمكن ان يجلب السلام الدائم.
العالم المسيحي «للدوس»
١٩ لماذا الاتكال على الهيئات السياسية لجلب السلام العالمي انما هو وهم؟
١٩ والثقة بأيّ بديل بشري الصنع لملكوت اللّٰه تجعل هذا البديل تمثالا، هدفا للعبادة. (رؤيا ١٣:١٤، ١٥) وهكذا فإن الاتكال المشجع على المؤسسات السياسية، كالامم المتحدة، من اجل السلام والامن انما هو وهم، كذب. وعن اهداف كهذه للآمال الباطلة يقول ارميا: «مسبوكه كذب ولا روح فيه. هي باطلة صنعة الاضاليل. في وقت عقابها تبيد.» (ارميا ١٠:١٤، ١٥) لذلك فإن أفراس حرب مصر المجازية، اي القدرة العسكرية السياسية للامم اليوم، لن تحمي الحيِّز الديني للعالم المسيحي في يوم ازمته. وتحالف اديان العالم المسيحي مع هذا العالم سيفشل بالتأكيد في حمايتها.
٢٠ و ٢١ (أ) ماذا حدث لعصبة الامم، ولماذا لن يكون مصير الامم المتحدة افضل؟ (ب) كيف اظهر اشعياء ان تحالفات العالم المسيحي مع العالم لن تخلّصه؟
٢٠ علّق العالم المسيحي آماله على عصبة الامم، لكنها انقلبت حتى دون مجيء هرمجدون. والآن نقل ولاءه الى الامم المتحدة. لكنها لا بد ان تواجه قريبا «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء،» ولن تنجو. (رؤيا ١٦:١٤) فحتى الامم المتحدة التي أُعيد احياؤها لن تتمكن ابدا من جلب السلام والامن. وتُظهر كلمة اللّٰه النبوية ان هيئة الامم المتحدة بأممها الاعضاء «سيحاربون الخروف [المسيح في سلطة الملكوت] والخروف يغلبهم لأنه رب الارباب وملك الملوك.» — رؤيا ١٧:١٤.
٢١ يقول شهود يهوه بثقة انه ليس هنالك خلاص للعالم المسيحي في تحالفاته مع عالم الشيطان. وعندما يقولون ذلك فهم انما يشيرون الى ما يقوله الكتاب المقدس نفسه. وتقتبس اشعياء ٢٨:١٧، ١٨ من يهوه قوله: «أجعل (العدل) خيطا و (البر) مطمارا فيخطف البرد ملجأ الكذب ويجرف الماء الستارة. ويُمحى عهدكم مع الموت ولا يثبت ميثاقكم مع الهاوية. (الفيضان) الجارف اذا عبر تكونون له للدوس.»
٢٢ عندما يطبَّق العدل الكامل على العالم المسيحي، ماذا سينتج؟
٢٢ عندما يجري تنفيذ حكم يهوه القضائي سيكون ذلك بحسب العدل الكامل. وأساس العالم المسيحي للثقة، ‹عهده مع الموت،› سيجري اكتساحه كاملا كما لو انه بفيضان. ويمضي اشعياء قائلا: «كل صباح يعبر في النهار وفي الليل ويكون فهم الخبر فقط انزعاجا.» (اشعياء ٢٨:١٩) فكم يكون مرعبا للناظرين ان يشهدوا القوة الكاملة لدينونة يهوه! وكم يكون مخيفا لرجال دين العالم المسيحي وأتباعهم ان يعرفوا، بعد فوات الاوان، انهم وثقوا بكذب!
اسم يهوه «برج حصين»
٢٣ و ٢٤ عوضا عن طلب الامن في هذا العالم، ماذا يفعل شهود يهوه؟
٢٣ ولكن ماذا عن شهود يهوه؟ حتى في وجه البغض والاضطهاد الامميين يثابرون على البقاء منفصلين عن العالم. ولا ينسون ابدا ان يسوع قال عن أتباعه: «ليسوا (جزءا) من العالم كما أني انا لست (جزءا) من العالم.» (يوحنا ١٧:١٦) وفي هذه الايام الاخيرة وضعوا ثقتهم في ملكوت يهوه، لا في المشاريع البشرية. لذلك فإن كارثة العالم المسيحي لن تجعل شهود يهوه يرتعبون. وكما انبأ اشعياء: «مَن آمن لا يهرب (مذعورا).» — اشعياء ٢٨:١٦.
٢٤ تقول الامثال ١٨:١٠: «اسم (يهوه) برج حصين. يركض اليه الصدّيق ويتمنَّع.» لذلك ندعو جميع الاشخاص المشبَّهين بالخراف ان يلجأوا الى يهوه وملكوته برئاسة المسيح. وكسِتارة، فإن يهوه ليس غشا! وملكوته برئاسة المسيح ليس كذبا! فملجأ العالم المسيحي هو كذب، ولكنّ ملجأ المسيحيين الحقيقيين هو الحق.
-
-
داوموا على التحذير من عمل يهوه غير العاديبرج المراقبة ١٩٩١ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
داوموا على التحذير من عمل يهوه غير العادي
«كما في جبل فراصيم يقوم (يهوه) وكما في الوطاء عند جبعون يسخط.» — اشعياء ٢٨:٢١.
١ و ٢ اي عمل غير عادي انجزه يهوه من اجل شعبه في ايام دواد؟
فعل غريب! عمل غير عادي على الاطلاق! هذا ما انجزه يهوه من اجل شعبه في الازمنة القديمة آنذاك في القرن الـ ١١ قم. وهذا الفعل الغريب كان نموذجا لعمل غير عادي اكثر ايضا يوشك ان ينجزه في المستقبل القريب. فماذا كان ذلك الفعل القديم؟ سريعا بعد تتويج داود ملكا في اورشليم، شن الفلسطينيون المجاورون هجوما، مما اثار فعل يهوه الغريب. اولا، ابتدأ الفلسطينيون يُغيرون في وادي الرَّفائيين. وسأل داود يهوه عما يجب ان يفعله فأُمر بأن يهاجم. واذ اطاع كلمة يهوه، هزم داود تماما جيش الفلسطينيين الجبار في بعل فراصيم. ولكنّ الفلسطينيين لم يعترفوا بالهزيمة. فعادوا سريعا ليخرِّبوا وينهبوا اكثر في وادي الرَّفائيين، وثانية طلب داود التوجيه من يهوه.
٢ وهذه المرة أُمر بأن يذهب الى مؤخَّر الفلسطينيين مع جنوده. قال يهوه: «عندما تسمع صوت خطوات في رؤوس اشجار البَكَا حينئذ احترص لأنه اذ ذاك يخرج (يهوه) امامك لضرب محلة الفلسطينيين.» وهذا ما حدث. فقد انتظر داود الى ان انتج يهوه صوت خطوات في رأس اشجار البَكَا — ربما بواسطة ريح قوية. وحالا وثب داود وجنوده من المخبإ وهاجموا الفلسطينيين المتحيِّرين، هازمين اياهم بمجزرة عظيمة. والاصنام الدينية التي تركها الفلسطينيون واقعة في ميدان المعركة جُمعت معا ودمِّرت. — ٢ صموئيل ٥:١٧-٢٥؛ ١ اخبار الايام ١٤:٨-١٧ .
٣ لماذا كان فعل يهوه الغريب ذا اهمية لليهود ايام اشعياء، ولماذا يجب ان يكون ذا اهمية للعالم المسيحي اليوم؟
٣ كان هذا عملا غير عادي، فعلا غريبا، قام به يهوه ضد الفلسطينيين ومن اجل مَلكه الممسوح. وهذا الفعل الجدير بالملاحظة هو ذو اهمية خصوصية لأن النبي اشعياء حذر ان يهوه كان سيفعل شيئا غريبا وقويا على نحو معادل ضد سكارى يهوذا الروحيين. لذلك لزم ان يأخذ القادة الدينيون الخائنون لأيام اشعياء علما بذلك. والعالم المسيحي اليوم يجب ان يأخذ ايضا علما بذلك لأن ما حدث ليهوذا كان نموذجا للمصير الاخير للعالم المسيحي.
«الفراش قد قَصَر»
٤ و ٥ (أ) كيف يوضح اشعياء على نحو تصويري الحالة غير المريحة للقادة الدينيين لأيامه؟ (ب) ما هو سبب عدم راحة العالم المسيحي اليوم؟
٤ اولا، شهَّر اشعياء واقع ان المعاهدات التي وثق بها اولئك السكارى الروحيون القدماء كانت خداعا، كذبا. ثم اوضح على نحو تصويري الحالة غير المريحة لأولئك الذين يرجون ذلك الكذب. قال: «الفراش قد قَصَر عن التمدُّد والغطاء ضاق عن الالتحاف.» (اشعياء ٢٨:٢٠) ان كل مَن يتمدَّد على فراش اقصر مما ينبغي يجد ان قدميه معرّضتان للبرد. ومن جهة اخرى، اذا رفع ركبتيه لملاءمة قِصَر الفراش يكون غطاء الفراش اضيق مما ينبغي والكثير من جسمه يكون مكشوفا بعدُ. ومهما يفعل فإن جزءا منه يكون في البرد.
٥ بصورة مجازية، تلك كانت حالة اولئك الذين في ايام اشعياء وضعوا ثقتهم في ملجإ الكذب. انها ايضا الحالة غير المريحة لأولئك الذين يضعون ثقتهم اليوم في ملجإ كذب العالم المسيحي. انهم خارجا في البرد، اذا جاز التعبير. وهذا ليس وقتا لطلب الراحة ضمن الترتيبات العالمية للسلام والامن. ففي ظل اعمال الدينونة المقبلة من اللّٰه لن تزوِّد التحالفات مع الحكام السياسيين راحة دفء للعالم المسيحي.
فعل يهوه الغريب
٦ كيف كان يهوه سيعمل ضد يهوذا، وكيف سيعمل ضد العالم المسيحي؟
٦ واذ وصف على نحو تصويري الحالة غير المريحة لأورشليم الخائنة لأيامه — وللعالم المسيحي الخائن العصري — مضى اشعياء قائلا: «كما في جبل فراصيم يقوم (يهوه) وكما في الوطاء عند جبعون يسخط ليفعل فعله فعله الغريب وليعمل عمله عمله (غير العادي).» (اشعياء ٢٨:٢١) اجل، حذر اشعياء ان يهوه سيقوم قريبا كما فعل في بعل فراصيم. ولكن هذه المرة سيعمل ضد شعبه العديم الايمان. وسيفعل ذلك كفيضان ماء لا يقاوَم يتدفق من فجوة في سدّ يتفتَّت. وعهد اورشليم مع الموت سيتبيّن انه باطل وعديم القيمة. وبطريقة مماثلة، سيعمل يهوه في المستقبل القريب ضد العالم المسيحي وسيجد ان كل اتفاقاته المسكرة مع هذا العالم هي بلا معنى. فهيئته الواسعة ستتحطم وأتباعه سيتشتتون. وآلهته الباطلة ستُحرَق كاملا.
٧ لماذا دُعيت مقاصد يهوه في ما يتعلق بيهوذا ‹غريبة› و ‹غير عادية›؟
٧ ولماذا يدعو اشعياء عمل يهوه ضد اورشليم عملا غريبا وغير عادي؟ حسنا، كانت اورشليم مقرّ عبادة يهوه ومدينة مَلك يهوه الممسوح. (مزمور ١٣٢:١١-١٨) وبهذه الصفة لم تدمَّر من قبل قط. وهيكلها لم يُحرَق قط. وبيت داود الملكي، الذي تأسس في ما مضى في اورشليم، لم يُقلب قط. فمثل هذه الامور كانت شيئا لا مجال للتفكير فيه. وكان غير عادي على الاطلاق ان يفكّر يهوه في السماح لأمور كهذه بأن تحدث.
٨ اي تحذير اعطاه يهوه من مجيء عمله غير العادي؟
٨ ولكنّ يهوه اعطى تحذيرا عادلا بواسطة انبيائه من ان حوادث مروّعة ستحدث. (ميخا ٣:٩-١٢) مثلا، قال النبي حبقوق، الذي عاش في القرن السابع قم: «انظروا بين الامم وأبصروا وتحيَّروا حيرة. لأني عامل عملا في ايامكم لا تصدِّقون به إن أُخبر به. فهأنذا مقيم الكلدانيين الامة المُرَّة القاحمة السالكة في رحاب الارض لتملك مساكن ليست لها. هي هائلة ومخوفة.» — حبقوق ١:٥-٧.
٩ بأية طريقة تمم يهوه تحذيره ضد اورشليم؟
٩ في السنة ٦٠٧ قم تمَّم يهوه تحذيره. فإذ اتاح للجيوش البابلية ان تأتي ضد اورشليم سمح لها بأن تدمِّر المدينة والهيكل على السواء. (مراثي ارميا ٢:٧-٩) وفضلا عن ذلك، سمح بأن تدمَّر اورشليم مرة ثانية. ولماذا؟ حسنا، بعد ٧٠ سنة من السبي عاد اليهود التائبون الى موطنهم، وأخيرا بُني هيكل آخر في اورشليم. ولكن، ثانية، ابتعد اليهود عن يهوه. ففي القرن الاول بم، اقتبس بولس كلمات حبقوق ليهود ايامه، محذرا بالتالي ان هنالك تطبيقا اضافيا للنبوة. (اعمال ١٣:٤٠، ٤١) ويسوع نفسه حذر خصوصا ان اورشليم وهيكلها سيدمَّران بسبب عدم الايمان من جهة اليهود. (متى ٢٣:٣٧-٢٤:٢) فهل اصغى يهود القرن الاول هؤلاء؟ كلا، فكآبائهم، رفضوا كليا تحذير يهوه. ولذلك كرَّر يهوه عمله الغريب. فجرى تدمير اورشليم وهيكلها في السنة ٧٠ بم بواسطة الفيالق الرومانية.
١٠ كيف سيعمل يهوه ضد العالم المسيحي في المستقبل القريب؟
١٠ فلماذا يعتقد احد ان يهوه لن يفعل شيئا مماثلا في زماننا؟ والواقع هو انه سيتمم قصده على الرغم من انه يبدو غريبا وغير عادي لأصحاب الشكوك. وهذه المرة سيكون هدف عمله العالم المسيحي الذي، كيهوذا القديمة، يدَّعي عبادة اللّٰه ولكنه صار فاسدا على نحو ميؤوس منه. فبواسطة داود الاعظم، المسيح يسوع، الذي له سيأتي يهوه على ‹فلسطينيي› العالم المسيحي في ساعة لا يتوقعونها. وسينجز عمله غير العادي الى حدّ محو آخر آثار الانظمة الدينية للعالم المسيحي. — متى ١٣:٣٦-٤٣؛ ٢ تسالونيكي ١:٦-١٠.
التحذير من عمل يهوه
١١ و ١٢ كيف حذر شهود يهوه من دينونة يهوه الآتية؟
١١ لسنوات كثيرة يحذر شهود يهوه من عمل الدينونة الآتي هذا من يهوه. فقد اوضحوا ان دمار اورشليم وهيكلها في السنة ٦٠٧ قم وثانية في السنة ٧٠ بم كانا تحذيرين نبويين مما سيحدث للعالم المسيحي. وفضلا عن ذلك، اظهروا ان العالم المسيحي، لسبب ارتداده، صار جزءا من الامبراطورية العالمية للدين الباطل، بابل العظيمة. ولسبب ذلك فان أحكام اللّٰه على بابل العظيمة ستنصبّ خصوصا على العالم المسيحي، لأنه الجزء المذنب اكثر من هذا الخليط الشيطاني. — رؤيا ١٩:١-٣.
١٢ وأشار شهود يهوه الى التحذير النبوي للكتاب المقدس انه في وقت يهوه المعيَّن سينقلب العشَّاق السياسيون لبابل العظيمة عليها. واذ ترمز الى هؤلاء بالقرون العشرة لوحش قرمزي تحذِّر الرؤيا: «وأما العشرة القرون التي رأيت على الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية [بابل العظيمة] وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.» (رؤيا ١٧:١٦) فالعالم المسيحي الديني سيُحرَق ويدمَّر مع كل الاديان الباطلة الاخرى. وسيكون ذلك فعل يهوه الغريب، عمله غير العادي لأيامنا.
١٣ كيف يكون التجاوب مع تحذيرات يهوه اليوم مشابها لما واجهه اشعياء؟
١٣ عندما ينقل شهود يهوه التحذير من هذه الكارثة الآتية كثيرا ما يواجهون ضحك الاستهزاء. والناس يتساءلون عمَّن يفكّرون انهم هم ليقولوا امورا كهذه. فالعالم المسيحي يبدو مستقرا جدا، ثابتا جيدا. ويعتقد البعض ان مركزه يتحسَّن ايضا. فالحكومات التي كانت تضايقه سمحت في الآونة الاخيرة بحرية اعظم للعمل. ولكنّ العالم المسيحي في الواقع يجب ان يصغي الى مشورة اشعياء: «لا تكونوا متهكِّمين لئلا تشدَّد رُبُطكم لأني سمعت فناء قضي به من قبل السيد رب الجنود على كل الارض.» — اشعياء ٢٨:٢٢؛ ٢ بطرس ٣:٣، ٤.
١٤ كيف ستصير رُبُط العالم المسيحي اشدَّ وأضيق؟
١٤ وعلى الاغلب سيستمر العالم المسيحي في كونه عدائيا نحو الملك والملكوت. (٢ تسالونيكي ٢:٣، ٤، ٨) ولكن في الوقت نفسه تصير رُبُطه اشدَّ وأضيق. وبكلمات اخرى، يصير دماره اكيدا اكثر فاكثر. ولن يحيد يهوه عن قراره ان يدمَّر العالم المسيحي تماما كما لم يحد عن قراره ان يسمح بدمار اورشليم وهيكلها في السنة ٦٠٧ قم.
«اخرجوا منها»
١٥ اية طريقة للنجاة مفتوحة للافراد ذوي القلوب المستقيمة؟
١٥ وكيف يمكن للشخص ان ينجو من مصير العالم المسيحي؟ قديما في ايام اسرائيل ارسل يهوه انبياءه الامناء لدعوة ذوي القلوب المستقيمة الى الرجوع الى العبادة النقية. واليوم اقام شهوده، الذين يُعَدّون الآن بالملايين، لقصد مماثل. وهم يشهِّرون بلا خوف الحالة الميتة روحيا للعالم المسيحي. واذ يفعلون ذلك يردِّدون بأمانة الاعلانات المشبَّهة بضربات للنفخ الملائكي في الابواق للرؤيا الاصحاحين ٨ و ٩ . وفضلا عن ذلك، فإنهم باجتهاد يذيعون النصح المسجَّل في الرؤيا ١٨:٤: «اخرجوا منها يا شعبي . . . لئلا تأخذوا من ضرباتها.» و «ها» المشار اليها هنا هي بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل، التي يكون فيها العالم المسيحي العضو الرئيسي.
١٦ بأية طريقة ينجو الملايين من الدين الباطل؟
١٦ منذ السنة ١٩١٩، وعلى نحو خصوصي منذ السنة ١٩٢٢، تجاوبا مع هذا الحض، يهجر جمع متزايد من الاشخاص الودعاء بابل العظيمة. اولا آلاف، ثم مئات الآلاف، والآن ملايين اعتزلوا عن الدين الباطل، وخصوصا العالم المسيحي، ونجوا الى العبادة النقية. (اشعياء ٢:٢-٤) ويعرفون انه فقط بتركهم على هذا النحو بابل العظيمة يمكنهم ان يتجنبوا معاناة ضرباتها، التي ستبلغ الذروة في دمارها عندما يأتي الوقت للقيام بعمل يهوه غير العادي.
١٧ و ١٨ كيف يكون يهوه اكليل جمال وتاج بهاء لشعبه؟
١٧ والنبي اشعياء يصف الحالة السعيدة لأولئك الذين يتخذون موقفهم الى جانب العبادة النقية. يقول: «في ذلك اليوم يكون (يهوه) الجنود اكليل جمال وتاج بهاء لبقية شعبه وروح (عدل) للجالس للقضاء وبأسا للذين يردّون الحرب الى الباب.» — اشعياء ٢٨:٥، ٦.
١٨ لسبب ولائهم للحق يكون يهوه اكليل المجد الخالد لأعضاء صف العبد الامين الحكيم. ويصح ذلك خصوصا منذ السنة ١٩٢٦. ففي تلك السنة شدد عدد ١ كانون الثاني من برج المراقبة على الحاجة الحيوية الى تعظيم اسم يهوه في مقالة مثيرة بعنوان «مَن سيكرمون يهوه؟» ومنذ ذلك الحين ينشر المسيحيون الممسوحون هذا الاسم في كل العالم بشكل لم يسبق له مثيل. وفي السنة ١٩٣١ صاروا مقترنين بشكل اوثق ايضا بيهوه اذ قبلوا الاسم شهود يهوه. وفضلا عن ذلك، خرج جمع كثير من الخراف الاخر ايضا من العالم المسيحي وباقي بابل العظيمة. وهؤلاء ايضا اعتنقوا اسم اللّٰه. والنتيجة؟ يصير يهوه نفسه — عوضا عن شيء من الاستقلال القومي الوقتي — اكليل جمال وتاج بهاء لأكثر من اربعة ملايين شخص في نحو ٢١٢ بلدا وجزيرة من جزر البحر. ويا له من شرف لهؤلاء ان يحملوا اسم الاله الحي والحقيقي الوحيد! — رؤيا ٧:٣، ٤، ٩، ١٠؛ ١٥:٤.
«يحلّ عليه روح (يهوه)»
١٩ مَن هو الجالس للقضاء، وكيف صار يهوه روح عدل له؟
١٩ وليسوع، «الجالس للقضاء،» صار يهوه «روح (عدل).» فعندما كان يسوع على الارض رفض ان تتغلب عليه الروح المسكرة للتحالفات العالمية. واليوم، بصفته ملك يهوه المتوَّج، يكون مملوءا بالروح القدس الذي يوجِّهه في اتخاذ قرارات متزنة واضحة النظرة. وفي يسوع تمَّت النبوة: «يحلّ عليه روح (يهوه) روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة (يهوه).» (اشعياء ١١:٢) حقا، بواسطة يسوع، ‹سيجعل يهوه (العدل) خيطا و (البر) مطمارا.› (اشعياء ٢٨:١٧) وفيما يستحق الدمار الاعداء السكارى روحيا سيُجرى العدل لاسم يهوه القدوس وسلطانه الكوني.
٢٠ و ٢١ بأية طريقة تؤثر فيكم كلمات اشعياء ٢٨:١-٢٢؟
٢٠ فيا للمعنى البديع الذي لنبوة اشعياء الاصحاح ٢٨ هذه من اجلنا اليوم! واذا بقينا بعيدين عن السكارى الروحيين للعالم المسيحي وتعلَّقنا بالعبادة النقية فستجري حمايتنا عندما يفعل يهوه فعله الغريب ويعمل عمله غير العادي. فكم نفرح بأن نعرف ذلك! وكم نكون سعداء بأن نفكّر انه عندما تحدث هذه الامور سيضطر كل فرد ان يعرف ان يهوه الجنود قد عمل من اجل شعبه الامين ولأجل تبرئته الخاصة برئاسة يسوع المسيح! — مزمور ٨٣:١٧، ١٨.
٢١ فليستمر كل المسيحيين الحقيقيين بلا خوف في التحذير من فعل يهوه الغريب. وليثابروا على الإخبار عن عمله غير العادي. وفيما يفعلون ذلك، فلينادوا للجميع بأن رجاءنا الذي لا يتزعزع هو في ملكوت اللّٰه تحت سلطة ملكه المتوَّج. ولتساهم غيرتهم، تصميمهم، وولاؤهم في التسبيح الابدي لالهنا الكلي القدرة، يهوه. — مزمور ١٤٦:١، ٢، ١٠.
-