-
اثبات هوية «انسان الخطية»برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ شباط (فبراير)
-
-
اثبات هوية «انسان الخطية»
«سيُستعلن الأثيم الذي الرب (يسوع) يبيده.» — ٢ تسالونيكي ٢:٨.
١ و ٢ لماذا من الحيوي ان نثبت هوية انسان الخطية؟
نحن نعيش في عصر من الإثم. وهو ظاهرة عالمية الانتشار. ففي كل مكان هنالك خوف من المفترسين الأثماء والتهديد الذي يشكِّلونه لشخصنا وملْكنا. ومع ذلك، هنالك عنصر أثيم اكثر مكرا بكثير ما انْفكَّ يعمل لقرون عديدة. وفي الكتاب المقدس يدعى «انسان الخطية.»
٢ من الحيوي ان نثبت هوية انسان الخطية هذا. ولماذا؟ لأنه مصمِّم على إضعاف موقفنا الجيد لدى اللّٰه ورجائنا بالحياة الابدية. كيف؟ بجعلنا نتخلَّى عن الحق ونؤمن عوضا عنه بالأكاذيب، محوِّلا ايانا بذلك عن عبادة اللّٰه «بالروح والحق.» (يوحنا ٤:٢٣) وواضح من اعماله ان هذا العنصر الأثيم الخصوصي يقاوم اللّٰه ومقاصده، بالاضافة الى شعبه المنتذر.
٣ كيف يلفت الكتاب المقدس انتباهنا الى الأثيم؟
٣ يخبر الكتاب المقدس عن انسان الخطية هذا في ٢ تسالونيكي ٢:٣. وإذ أُوحي اليه بواسطة روح اللّٰه كتب الرسول بولس: «لا يخدعنَّكم احد على طريقة ما. لأن [يوم يهوه لإهلاك هذا النظام الشرير] لا يأتي إنْ لم يأتِ الارتداد اولا ويُستعلن انسان الخطية.» هنا أنبأ بولس بأن الارتداد سيتطور، وسيظهر انسان خطية قبل نهاية هذا النظام. وفي الواقع، ذكر بولس في العدد ٧: «سرّ الإثم الآن يعمل.» وهكذا، في القرن الاول، كان هذا الأثيم قد بدأ يُظهر نفسه.
مَنشأ الانسان الأثيم
٤ مَن هو مُنشئ وداعم انسان الخطية؟
٤ مَن أنشأ ويؤيِّد انسانَ الخطية هذا؟ يجيب بولس: «الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا.» (٢ تسالونيكي ٢:٩، ١٠) فالشيطان، اذًا، هو ابو وداعم انسان الخطية. وتماما كما ان الشيطان مقاوم ليهوه، مقاصده، وشعبه، كذلك هو انسان الخطية، سواء ادرك ذلك او لا.
٥ اي مصير ينتظر الأثيم وأولئك الذين يتبعونه؟
٥ ان اولئك الذين يسيرون الى جانب انسان الخطية سيعانون المصير نفسه الذي سيعانيه — الهلاك: «سيُستعلن الأثيم الذي الرب (يسوع) يبيده . . . ويبطله بظهور مجيئه.» (٢ تسالونيكي ٢:٨) وذلك الوقت لإهلاك انسان الخطية ومؤيِّديه («الهالكين») سيأتي قريبا «عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون اللّٰه والذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقَبون بهلاك ابدي.» — ٢ تسالونيكي ١:٦-٩.
٦ اية معلومات اضافية يعطيها بولس عن الأثيم؟
٦ ويصف بولس ايضا هذا الأثيم، قائلا: «المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلها او معبودا حتى انه يجلس في هيكل اللّٰه كإله مظهرا نفسه انه إله.» (٢ تسالونيكي ٢:٤) وهكذا يحذِّر بولس ان الشيطان كان سيقيم أثيما، معبودا باطلا، الذي كان ايضا سيضع نفسه فوق شريعة اللّٰه.
اثبات هوية الأثيم
٧ لماذا نستنتج ان بولس لم يكن يتحدّث عن فرد واحد، وماذا يمثِّل انسان الخطية؟
٧ هل كان بولس يتكلَّم عن فرد واحد؟ لا، لأنه يذكر ان هذا ‹الانسان› كان ظاهرا في ايام بولس وكان سيستمر في الوجود الى ان يهلكه يهوه عند نهاية هذا النظام. وهكذا فهو موجود لقرون كثيرة. ومن الواضح انه لم يعش ايّ انسان حرفي تلك المدة الطويلة. لذلك فإن عبارة «انسان الخطية» لا بدّ ان تمثِّل هيئة، او صفًّا، من الناس.
٨ من هو انسان الخطية، وما هي بعض النواحي البارزة التي تثبت هويته؟
٨ فمَن هم؟ يُظهر الدليل انهم هيئة رجال دين العالم المسيحي المتكبِّرين الطموحين، الذين على مرّ القرون رفَّعوا انفسهم بصفتهم شريعة لأنفسهم. ويمكن رؤية ذلك من واقع ان هنالك آلاف الاديان والطوائف المختلفة في العالم المسيحي، كلٌّ برجال دينه، وكلٌّ ايضا يتعارض مع الاخرى في وجه ما من العقيدة او الممارسة. وهذا الوضع المقسَّم دليل واضح على انها لا تتَّبع شريعة اللّٰه. ولا يمكن ان تكون من اللّٰه. (قارنوا ميخا ٢:١٢؛ مرقس ٣:٢٤؛ رومية ١٦:١٧؛ ١ كورنثوس ١:١٠.) وما هو مشترك لدى كل هذه الاديان هو انها لا تتمسك بتعاليم الكتاب المقدس، اذ تخالف القاعدة: «لا تفتكروا فوق ما هو مكتوب.» — ١ كورنثوس ٤:٦؛ انظروا ايضا متى ١٥:٣، ٩، ١٤.
٩ بأية معتقدات غير مؤسَّسة على الاسفار المقدسة استبدل الأثيم حقائق الكتاب المقدس؟
٩ وهكذا فإن هذا الأثيم هو شخص مركَّب: رجال دين العالم المسيحي. وجميعهم، سواء كانوا بابوات، كهنة، بطاركة، او كارزين پروتستانتيين، يشتركون في المسؤولية عن خطايا العالم المسيحي الدينية. لقد استبدلوا حق اللّٰه بالأكاذيب الوثنية، معلِّمين عقائد غير مؤسَّسة على الاسفار المقدسة مثل خلود النفس البشرية، نار الهاوية، المطهر، والثالوث. انهم كالقادة الدينيين الذين قال لهم يسوع: «انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا . . . انه كذّاب وأبو الكذّاب.» (يوحنا ٨:٤٤) وممارساتهم ايضا تشهِّرهم بصفتهم أثمة، لأنهم يشاركون في نشاطات تخالف شرائع اللّٰه. ولمثل هؤلاء يقول يسوع: «اذهبوا عني يا فاعلي الاثم.» — متى ٧:٢١-٢٣.
ترفيع انفسهم
١٠ اية علاقة كانت للأثيم بالحكام السياسيين؟
١٠ يُظهر التاريخ ان اولئك الذين في صف انسان الخطية هذا قد اعربوا عن الكبرياء والغطرسة الى حدّ انهم في الواقع أمْلَوْا ارادتهم على حكام العالم. وتحت ستار عقيدة ‹حق الملوك الالهي› ادَّعى رجال الدين انهم الوسيط الاساسي بين الحكام واللّٰه. وقد توَّجوا وخلعوا عن العرش ملوكا وأباطرة وكانوا قادرين على تأليب الناس مع الحكام او عليهم. وفي الواقع، قالوا كما قال رؤساء الكهنة اليهود الذين رفضوا يسوع: «ليس لنا ملك إلاّ قيصر.» (يوحنا ١٩:١٥) ومع ذلك، فقد علَّم يسوع بوضوح: «مملكتي ليست (جزءا) من هذا العالم.» — يوحنا ١٨:٣٦.
١١ كيف رفَّع رجال الدين انفسهم؟
١١ ولترفيع انفسهم اكثر ايضا على عامة الشعب تبنَّى هذا الصف الأثيم زِيًّا مختلفا، اسود عادة. وعلاوة على ذلك، زيَّنوا انفسهم بكل انواع شارات المنصب الفخمة، الى جانب التيجان، الصلبان، وقلانيس الاساقفة. (قارنوا متى ٢٣:٥، ٦.) ولكنّ يسوع وأتباعه لم يكن لديهم مثل هذا الزِّيّ؛ فقد ارتدَوْا كما يرتدي عامة الشعب. واتَّخذ رجال الدين ايضا لأنفسهم ألقابا مثل «الاب،» «الاب الاقدس،» «الموقَّر،» «المبجَّل،» «صاحب الغبطة،» و «نيافته،» التي تزيد في ‹ارتفاعهم على الكل.› ومع ذلك، فقد علَّم يسوع في ما يتعلَّق بالالقاب الدينية: «لا تدعوا لكم ابًا على الارض.» (متى ٢٣:٩) وعلى نحو مشابه، في الردّ على معزِّي ايوب الزائفين، قال أليهو: «لا أحابينَّ وجه رجل ولا (أمنح) انسانا (لقبا).» — ايوب ٣٢:٢١.
١٢ مَن قال بولس ان رجال الدين يخدمون حقا؟
١٢ عندما ذكر بولس قديما في ايامه ان انسان الخطية سبق وابتدأ بنشاطه قال ايضا عن اولئك الذين يعكسون الموقف الأثيم لذلك الانسان: «لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيِّرون شكلهم الى شبه رسل المسيح. ولا عجب. لأن الشيطان نفسه يغيِّر شكله الى شبه ملاك نور. فليس عظيما إنْ كان خدامه ايضا يغيِّرون شكلهم كخدام للبر. الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم.» — ٢ كورنثوس ١١:١٣-١٥.
التمرُّد على العبادة الحقة
١٣ ما هو الارتداد الذي انبأ به بولس؟
١٣ قال بولس ان انسان الخطية هذا سيتطور بالاضافة الى الارتداد. وفي الواقع، ان اول مفتاح زوَّده بولس بالنسبة الى هوية هذا الصف الأثيم هو ان «يوم (يهوه) [عندما يُهلك يهوه نظام الاشياء الشرير هذا] . . . لا يأتي إنْ لم يأتِ الارتداد اولا.» (٢ تسالونيكي ٢:٢، ٣) ولكن ماذا يعني «الارتداد»؟ في هذه القرينة لا يعني مجرد انحراف موقَّت او زيغان بسبب ضعف روحي. فالكلمة اليونانية المستعملة هنا مقابل «الارتداد» عنت، بين امور اخرى، «نقض الولاء» او «العصيان.» وعدة ترجمات تنقلها الى «التمرُّد.» وتذكر ترجمة وليم باركلي: «ان ذلك اليوم لا يمكن ان يأتي حتى يحصل التمرُّد العظيم.» والكتاب المقدس الاورشليمي يدعوه «العصيان العظيم.» لذلك، في قرينةِ ما يناقشه بولس، يعني «الارتداد» عصيانا على العبادة الحقة.
١٤ متى بدأ الارتداد يتطوَّر جِدِّيا؟
١٤ وكيف تطوَّر هذا الارتداد، هذا التمرُّد؟ في ٢ تسالونيكي ٢:٦ كتب بولس، في ما يتعلق بأيامه، عن «ما (يعمل كرادع)» للأثيم. فماذا كان ذلك؟ لقد كان القوة الرادعة للرسل. فحضورهم، بمواهبهم الفعالة الممنوحة بواسطة الروح القدس، منع الارتداد من الصيرورة وباء في ذلك الحين. (اعمال ٢:١-٤؛ ١ كورنثوس ١٢:٢٨) ولكنْ عندما مات الرسل، نحو نهاية القرن الاول، أُزيلت المكابح الرادعة.
صف رجال دين غير مؤسَّس على الاسفار المقدسة يتطوَّر
١٥ اي ترتيب أسَّسه يسوع للجماعة المسيحية؟
١٥ ان الجماعة التي أسَّسها يسوع نمت في خلال القرن الاول تحت ارشاد الشيوخ (النظار) والخدام المساعدين. (متى ٢٠:٢٥-٢٧؛ ١ تيموثاوس ٣:١-١٣؛ تيطس ١:٥-٩) وكان هؤلاء يؤخَذون من الجماعة. لقد كانوا رجالا روحيين مقتدرين دون ايّ تدريب لاهوتي خصوصي، تماما كما ان يسوع لم ينل تدريبا كهذا. وفي الحقيقة، تعجَّب مقاوموه: «كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلَّم.» (يوحنا ٧:١٥) وفي ما يتعلَّق بالرسل لاحظ الحكام الدينيون الامر نفسه: «فلمّا رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا ووجدوا انهما انسانان عديما العلم وعاميان تعجَّبوا. فعرفوهما انهما كانا مع يسوع.» — اعمال ٤:١٣.
١٦ كيف سبَّب الارتداد انحرافا عن نموذج القرن الاول المسيحي لتنظيم الجماعات؟
١٦ ولكنّ الارتداد ادخل مفاهيم مأخوذة من رجال الدين اليهود وأخيرا من البنية الدينية لرومية الوثنية. وإذ مرّ الوقت وحصل التحوُّل عن الايمان الحقيقي تطوَّر صف رجال دين غير مؤسَّس على الاسفار المقدسة. وبدأ بابا متوَّج يحكم على مجمع كرادلة، الذين بدورهم كانوا مأخوذين من مئات الأساقفة والمطارنة، الذين بدورهم ترقَّوا من كهنة مدرَّبين في معاهد لاهوتية. وهكذا، بعد القرن الاول بوقت غير طويل، تولَّى السلطة صف رجال دين غامض في العالم المسيحي. وهذا الصف لم يكن مصمَّما على نموذج الشيوخ والخدام المساعدين المسيحيين للقرن الاول بل كان مصمَّما على نموذج الانظمة الدينية الوثنية.
١٧ متى، خصوصا، ترسَّخت سلطة الأثيم؟
١٧ في وقت مبكر كالقرن الثالث بم كان المؤمنون العاديون قد أُنزلوا الى مرتبة الدرجة الثانية لمَنْ هم دون الإِكليرُس. وتقلَّد تدريجيا انسان الخطية المرتدّ زمام السلطة. وهذه السلطة ترسَّخت خلال عهد الامبراطور الروماني قسطنطين، وخصوصا بعد مجمع نيقية في سنة ٣٢٥ بم. عندئذ صارت الكنيسة والدولة متلاحمتين. وهكذا، صار انسان الخطية — رجال دين العالم المسيحي — سلالة، طولها قرون، من المرتدّين في عصيان على الإله الحقيقي، يهوه. والشرائع والترتيبات التي اتَّبعوها هي لهم وليست للّٰه.
التعاليم الوثنية
١٨ اية تعاليم وثنية تجديفية تبنّاها الأثيم؟
١٨ وإنسان الخطية المتطوِّر اقتبس ايضا التعاليم الوثنية. مثلا، حلَّ إله ثالوثي مبهم غامض محلَّ الاله الواحد الذي يقول: «انا (يهوه) هذا اسمي ومجدي لا اعطيه لآخر.» «انا (يهوه) وليس آخر. لا إله سواي.» (اشعياء ٤٢:٨؛ ٤٥:٥) وهذا الحلول لمفاهيم بشرية، وحتى وثنية، محلَّ حقائق اللّٰه اتَّسع ليشمل تجديفا اضافيا: تبجيل مريم الكتاب المقدس المتواضعة بصفتها «أُمّ اللّٰه» التي للعالم المسيحي. وهكذا فإن مروِّجي مثل هذه التعاليم الباطلة، صف رجال الدين، صاروا «الزوان» الاغزر نموًّا الذي زرعه الشيطان ليحاول خنق الزرع الجيد الذي زرعه المسيح. — متى ١٣:٣٦-٣٩.
١٩ كيف تجزَّأ العالم المسيحي على مرّ القرون، ولكنْ ما الذي أُديم؟
١٩ وإذ حصلت الانشقاقات والصدوع تجزَّأ العالم المسيحي الى مئات الاديان والطوائف. ولكنّ كل دين او طائفة جديدة، باستثناءات قليلة، احتفظ بانقسامه الى رجال الدين ومَنْ هم دون الإِكليرُس. وهكذا أُديم صف انسان الخطية حتى هذا اليوم. ولا يزال يستمر في ترفيع نفسه على عامة الشعب بزِيِّه المميِّز وألقابه الطنَّانة. ومن الواضح ان بولس لم يبالغ عندما قال ان صف انسان الخطية سيمجِّد ذاته ويعلِّي ذاته الى مركز شبيه بإله.
البابوية
٢٠ كيف يصف مصدر كاثوليكي البابا؟
٢٠ والمثال لتمجيد كهذا هو ذاك الذي لبابوية روما. ان قاموسا إِكليريكيا من وضع لوتشيو فِرّاريس، صادرا في ايطاليا، يصف البابا بصفته «من الجلال والسموّ بمكان بحيث انه ليس مجرد انسان بل، اذا جاز القول، اللّٰه، والنائب عن اللّٰه.» وتاجه تاج مثلث «كملك للسماء والارض والهاوية.» ويتابع القاموس نفسه: «البابا هو، اذا جاز القول، اللّٰه على الارض، الامير الوحيد لأُمَناء المسيح، ملك الملوك الاعظم قاطبة.» ويضيف: «البابا يمكنه احيانا ان يُبطل الشريعة الالهية.» وأيضا، يذكر القاموس الكاثوليكي الجديد عن البابا: «سفراؤه لهم الاسبقية على الاعضاء الآخرين للجسم الدپلوماسي.»
٢١ أَظهِروا تباين اعمال البابا مع تلك التي لبطرس وأحد الملائكة؟
٢١ وبخلاف تلاميذ يسوع، يرتدي البابا غالبا زِيًّا مُتقَنا جدا ويرحِّب بتملُّق البشر. ويسمح البابا للناس بالانحناء له، تقبيل خاتمه، وحمله على اكتافهم في كرسي خصوصي. فيا للزُهُوّ الذي اعرب عنه البابوات على مرّ القرون! تباينٌ فعلا مع البساطة المتواضعة لبطرس الذي قال لكرنيليوس، قائد المئة الروماني الذي جثا عند قدمي بطرس ليسجد له: «قم . . . انا ايضا انسان»! (اعمال ١٠:٢٥، ٢٦، الترجمة اليسوعية الكاثوليكية) ويا للتباين مع الملاك الذي اعطى الرسول يوحنا الرؤيا! لقد حاول يوحنا ان يخرّ ليسجد لذلك الملاك، ولكنّ الملاك اعلن: «انظُرْ لا تفعل. لأني عبد معك ومع اخوتك الانبياء والذين يحفظون اقوال هذا الكتاب. اسجد للّٰه.» — رؤيا ٢٢:٨، ٩.
٢٢ بأية قاعدة مؤسَّسة على الاسفار المقدسة يمكن اثبات هوية الأثيم؟
٢٢ هل هذا التقييم لصف رجال الدين متطرِّف اكثر مما ينبغي؟ يمكننا ان نحدِّد ذلك بتطبيق القاعدة التي اعطاها يسوع لإثبات هوية الانبياء الكذبة: «من ثمارهم تعرفونهم.» (متى ٧:١٥، ١٦) فماذا كانت ثمار رجال الدين على مرّ القرون وفي قرننا الـ ٢٠؟ ماذا سيكون مصير انسان الخطية هذا، ومَن سيشتركون في هذا المصير؟ وأية مسؤولية يملكها اولئك الذين يخافون اللّٰه حقا في ما يتعلق بهذا الأثيم؟ المقالتان التاليتان ستناقشان هذه النقاط.
-
-
دينونة اللّٰه على «انسان الخطية»برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ شباط (فبراير)
-
-
دينونة اللّٰه على «انسان الخطية»
«كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار.» — متى ٧:١٩.
١ و ٢ ما هو انسان الخطية، وكيف تطوَّر؟
عندما اوحى اللّٰه الى الرسول بولس ان ينبئ بمجيء «انسان الخطية» قال انه يبتدئ بالظهور حتى في ايامه. وكما شرحت المقالة السابقة، كان بولس يتحدث عن صف من الافراد سيأخذ القيادة في الارتداد عن المسيحية الحقيقية. وهذا التحوُّل عن الحق ابتدأ في اواخر القرن الاول، وخصوصا بعد موت آخر الرسل. فأدخل الصف الأثيم عقائد وممارسات تتعارض مع كلمة اللّٰه. — ٢ تسالونيكي ٢:٣، ٧؛ اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧؛ ٤:٣، ٤.
٢ وبمرور الوقت تطوَّر هذا الصف الأثيم ليصير رجال دين العالم المسيحي. وأرسخ سلطته الامبراطور الروماني قسطنطين في القرن الرابع عندما اقترنت الكنائس المرتدّة بالدولة الوثنية. وإذ استمر العالم المسيحي في التجزُّؤ الى عدد كبير من الطوائف استمر رجال الدين في ترفيع انفسهم على مَن هم دون الإِكليرُس وغالبا على الحكام الدنيويين ايضا. — ٢ تسالونيكي ٢:٤.
٣ ماذا سيكون مصير انسان الخطية؟
٣ وماذا يكون مصير انسان الخطية؟ أنبأ بولس: «سيُستعلن الأثيم الذي الرب (يسوع) يبيده . . . ويبطله بظهور مجيئه.» (٢ تسالونيكي ٢:٨) ويعني ذلك ان هلاك رجال الدين سيحصل عندما ينهي اللّٰه كامل نظام الشيطان. ويستخدم اللّٰه ملكه السماوي، المسيح يسوع، ليقود قوى تنفيذ الحكم الملائكية. (٢ تسالونيكي ١:٦-٩؛ رؤيا ١٩:١١-٢١) وهذا المصير ينتظر رجال الدين لأنهم اهانوا اللّٰه والمسيح وقادوا ملايين الناس بعيدا عن العبادة الحقة.
٤ بأي مبدإ يُدان انسان الخطية؟
٤ اعطى يسوع المبدأ الذي به يُدان انسان الخطية، قائلا: «احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة. وأمّا الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية. لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار. . . . ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات.» — متى ٧:١٥-٢١؛ انظروا ايضا تيطس ١:١٦؛ ١ يوحنا ٢:١٧.
الثمار المسيحية الجيدة
٥ ما هو الاساس للثمار المسيحية الجيدة، وما هي احدى الوصايا الاساسية؟
٥ ان الاساس للثمار المسيحية الجيدة مدوَّن في ١ يوحنا ٥:٣، التي تذكر: «هذه هي محبة اللّٰه ان نحفظ وصاياه.» وإحدى الوصايا الاساسية هي هذه: «تحب قريبك كنفسك.» (متى ٢٢:٣٩) وهكذا، لا بدّ ان يملك خدام اللّٰه الحقيقيون المحبة لقريبهم بصرف النظر عن جنسهم او قوميتهم. — متى ٥:٤٣-٤٨؛ رومية ١٢:١٧-٢١.
٦ نحو مَن خصوصا لا بدّ من اظهار المحبة المسيحية؟
٦ وعلى نحو خصوصي لا بدّ ان يملك خدام اللّٰه المحبة لأولئك الذين هم اخوتهم الروحيون. «إنْ قال احد اني احب اللّٰه وأبغض اخاه فهو كاذب. لأن مَن لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب اللّٰه الذي لم يبصره. ولنا هذه الوصية منه ان من يحب اللّٰه يحب اخاه ايضا.» (١ يوحنا ٤:٢٠، ٢١) وهذه المحبة، قال يسوع، تكون علامة تثبت هوية المسيحيين الحقيقيين: «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إنْ كان لكم حب بعضا لبعض.» — يوحنا ١٣:٣٥؛ انظروا ايضا رومية ١٤:١٩؛ غلاطية ٦:١٠؛ ١ يوحنا ٣:١٠-١٢.
٧ كيف يجري ربط المسيحيين الحقيقيين معا في كل العالم؟
٧ ان المحبة الاخوية هي «الغِراء» الذي يربط خدام اللّٰه في وحدة: «البسوا المحبة التي هي رباط (كامل للاتِّحاد).» (كولوسي ٣:١٤) فالمسيحيون الحقيقيون لا بدّ ان يكونوا في وحدة مع اخوتهم في كل العالم، لأن كلمة اللّٰه توصي: «ان تقولوا جميعكم قولا واحدا . . . لا يكون بينكم انشقاقات . . . كونوا (متحدين بلياقة) في فكر واحد ورأي واحد.» (١ كورنثوس ١:١٠) وللمحافظة على هذه المحبة والوحدة على نطاق عالمي لا بدّ ان يكون خدام اللّٰه حياديين في شؤون هذا العالم السياسية. قال يسوع: «ليسوا (جزءا) من العالم كما اني انا لست (جزءا) من العالم.» — يوحنا ١٧:١٦.
٨ كيف اظهر يسوع ما يجب ان يفعله المسيحيون؟
٨ اظهر يسوع مدى ما كان يفكِّر فيه عندما استعمل بطرس سيفا لقطع أذن احد الرجال الذين اتوا لإلقاء القبض على يسوع. فهل شجَّع يسوع على مثل هذا الاستعمال للقوة حتى لحماية ابن اللّٰه من المقاومين؟ لا، ولكنه قال لبطرس: «ردَّ سيفك الى مكانه.» (متى ٢٦:٥٢) وهكذا فإن المسيحيين الحقيقيين لا يتورَّطون في حروب الامم او في ايّ سفك آخر للدم البشري حتى ولو أدّى الرفض الى استشهادهم من اجل موقفهم الحيادي، كما استُشهد كثيرون على مرّ القرون وحتى في وقتنا. انهم يعرفون ان ملكوت اللّٰه فقط تحت حكم المسيح سيزيل الحرب وسفك الدم الى الابد. — مزمور ٤٦:٩؛ متى ٦:٩، ١٠؛ ٢ بطرس ٣:١١-١٣.
٩ (أ) ماذا يخبرنا التاريخ عن المسيحيين الاولين؟ (ب) كيف يتباين ذلك مع اديان العالم المسيحي؟
٩ يؤكِّد التاريخ ان مسيحيي القرن الاول ما كانوا ليسفكوا الدم البشري. وثمة پروفسور سابق في اللاهوت من انكلترا، پيتر دي روزا، يكتب: «كان سفك الدم خطية فاحشة. وذلك كان سبب مقاومة المسيحيين المصارعة حتى الموت. . . . وفيما كانت الحرب واستعمال القوة ضروريين لحفظ روما، شعر المسيحيون انهم لا يقدرون ان يشتركوا. . . . واعتبر المسيحيون انفسهم، كيسوع، رسل سلام؛ ولا بأيّ حال امكنهم ان يكونوا وكلاء للموت.» ومن ناحية اخرى، خالفت اديان العالم المسيحي المنقسمة وصية المحبة وسفكت مقدارا هائلا من الدم. ولم يكونوا رسل سلام بل كانوا على نحو متكرِّر وكلاء للموت.
بابل العظيمة المذنبة بسفك الدم
١٠ ما هي بابل العظيمة، ولماذا تُدعى كذلك؟
١٠ ان الشيطان هو «رئيس هذا العالم،» «إله هذا الدهر.» (يوحنا ١٢:٣١؛ ٢ كورنثوس ٤:٤) وجزء من عالم الشيطان هو نظام الدين الباطل الشاملُ الارض الذي انشأه لقرون، بما فيه العالم المسيحي ورجال دينه. ويدعو الكتاب المقدس هذا النظام العالمي للدين الباطل «بابل العظيمة ام الزواني [الروحيات] ورجاسات الارض.» (رؤيا ١٧:٥) وجذور الاديان الباطلة اليوم ترجع الى مدينة بابل القديمة، التي كانت منغمسة في الدين الباطل وفي عقائد وممارسات مهينة للّٰه. من اجل ذلك تدعى نظيرة بابل القديمةِ بابل العظيمةَ، الامبراطورية العالمية للدين الباطل.
١١ ماذا يقول الكتاب المقدس عن بابل العظيمة، ولماذا؟
١١ وفي ما يتعلَّق ببابل الدينية تقول كلمة اللّٰه: «فيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع مَن قُتل على الارض.» (رؤيا ١٨:٢٤) وكيف تكون اديان هذا العالم مسؤولة عن دم جميع اولئك الذين قُتلوا؟ من حيث ان جميع هذه الاديان — كنائس العالم المسيحي والاديان غير المسيحية على السواء — أيَّدت، تغاضت عن، او حتى اخذت القيادة في حروب الامم؛ وقد اضطهدت ايضا وقتلت الاشخاص الخائفين اللّٰه الذين خالفوها.
سجل مهين للّٰه
١٢ لماذا يستحقّ رجال دين العالم المسيحي اللوم اكثر من القادة الدينيين الآخرين؟
١٢ ان رجال دين العالم المسيحي يستحقّون اللوم على سفك الدم اكثر من القادة الدينيين الآخرين. ولماذا؟ لأنهم، فضلا عن اخذهم اسم اللّٰه على عاتقهم، اخذوا اسم المسيح ايضا. وبذلك ألزموا انفسهم ان يتَّبعوا تعاليم يسوع. (يوحنا ١٥:١٠-١٤) ولكنهم لم يتَّبعوا هذه التعاليم، جالبين بالتالي تعييرا كبيرا على اللّٰه والمسيح كليهما. ومسؤولية سفك الدم من قبل رجال الدين كانت مباشرة، في الحملات الصليبية والحروب الدينية الاخرى ومحاكم التفتيش والاضطهادات، وكذلك غير مباشرة، في التغاضي عن الحروب التي فيها قتل اعضاء الكنائس رفقاءهم البشر في بلدان اخرى.
١٣ عن اي شيء كان رجال الدين مسؤولين من القرن الـ ١١ الى الـ ١٣؟
١٣ مثلا، من القرن الـ ١١ الى الـ ١٣، أدخل رجال دين العالم المسيحي للمرة الاولى الحملات الصليبية. وقد أدَّت هذه الى سفك دم وسلب رهيبين باسم اللّٰه والمسيح. فمئات الآلاف قُتلوا. وشملت الحملات الصليبية الموت العديم الشعور لآلاف الاولاد الذين جرى حثّهم على الاشتراك في حملة الاولاد الصليبية للسنة ١٢١٢.
١٤ و ١٥ كيف يعلِّق مؤلف كاثوليكي على ما ادخلته الكنيسة الكاثوليكية للمرة الاولى في القرن الـ ١٣؟
١٤ وفي القرن الـ ١٣ أقرَّت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية رسميا هولا آخر مهينا للّٰه — محكمة التفتيش. وقد بدأت في اوروپا وانتشرت الى الاميركتين، دائمة اكثر من ستَّة قرون. وإذ انشأتها ودعمتها البابوية كانت محاولة فتّاكة لتعذيب وقمع كل الذين يخالفون الكنيسة. وبينما كانت الكنيسة سابقا قد اضطهدت غير الكاثوليك كانت محكمة التفتيش اوسع مدى بكثير.
١٥ يقول پيتر دي روزا، الذي يعلن انه «كاثوليكي وطني،» في كتابه الاخير نوّاب المسيح — الجانب المظلم للبابوية: «كانت الكنيسة مسؤولة عن اضطهاد اليهود، عن محكمة التفتيش، عن قتل الهرطوقيين بالآلاف، عن ادخال التعذيب من جديد الى اوروپا كجزء من الدعوى القضائية. . . . كان البابوات يعيِّنون ويصرفون حتى الاباطرة، يطالبون بأن يفرضوا المسيحية على رعاياهم تحت التهديد بالعذاب والموت. . . . والكلفة لرسالة الانجيل كانت رهيبة.» و «الجريمة» الوحيدة لبعض الذين قُتلوا كانت انهم يملكون كتابا مقدسا.
١٦ و ١٧ اية تعليقات تقدَّم عن محكمة التفتيش؟
١٦ وفي ما يتعلَّق بالبابا إينوسنت الثالث لأوائل القرن الـ ١٣ يعلن دي روزا: «جرى التقدير انه في الاضطهاد الاخير والاكثر وحشية تحت سلطة الامبراطور [الروماني] ديوقليتيانُس [القرن الثالث] مات حوالي ألفي مسيحي في كل العالم. وفي الواقعة الشرسة الاولى في الحملة الصليبية للبابا إينوسنت [ضد «الهرطوقيين» في فرنسا] قُتل عشرة اضعاف هذا العدد من الاشخاص. . . . إنه يأتي كصدمة ان يكتشف المرء انه، بضربة واحدة، قتل احد البابوات مسيحيين اكثر بكثير من ديوقليتيانُس. . . . ولم يكن لدى [إينوسنت] ايّ وخز للضمير بشأن استعمال اسم المسيح لفعل كل ما رفضه المسيح.»
١٧ ويلاحظ دي روزا انه «باسم البابا، كان [اعضاء محاكم التفتيش] مسؤولين عن الهجوم الاكثر وحشية ودواما على اللياقة البشرية في تاريخ الجنس البشري.» وعن العضو الدومينيكاني في محكمة التفتيش توركيمادا في اسپانيا يقول: «اذ عُيِّن في سنة ١٤٨٣ حكم باستبداد خمس عشرة سنة. وبلغ عدد ضحاياه اكثر من ٠٠٠,١١٤ حُرق منهم ٢٢٠,١٠.»
١٨ كيف يميِّز احد الكتبة محكمة التفتيش، وأي سبب يعطيه لاستمرارها اكثر من ستة قرون؟
١٨ ويختتم هذا الكاتب: «كان سجل محكمة التفتيش سيصير مربكا لأية هيئة؛ بالنسبة الى الكنيسة الكاثوليكية، انه مخرِّب. . . . وما يُظهره التاريخ هو انه، طوال اكثر من ستَّة قرون دون انقطاع، كانت البابوية العدو اللدود للعدل البدائي. ومن بين ثمانين بابا في سلسلة من القرن الثالث عشر فصاعدا لم يرفض ولا واحد منهم لاهوت ونظام محكمة التفتيش. وعلى الضد من ذلك، اضاف الواحد تلو الآخَر لمساته القاسية الى اعمال هذه الآلة المميتة. والسر هو: كيف امكن البابوات الاستمرار في هذه الهرطقة العملية جيلا بعد جيل؟ كيف امكنهم انكار انجيل يسوع كل الوقت؟» ويجيب: «لقد فضَّل الأحبار العظام مناقضة الانجيل على مناقضة السلف ‹المعصوم،› لأن ذلك يُذِلّ البابوية نفسها.»
١٩ اي نشاط أثيم آخر تغاضى عنه معظم رجال الدين؟
١٩ وأثيم ايضا كان الدور الذي قام به رجال الدين في مؤسسة العبودية العنيفة. فأمم العالم المسيحي خطفت آلافا كثيرة من الافريقيين، ابعدتهم عن بلدانهم، وطوال قرون عاملتهم بوحشية جسديا وفكريا كعبيد. والقليل نسبيا من صف رجال الدين قاوموا ذلك فعليا. حتى ان البعض منهم ادَّعوا انها مشيئة اللّٰه. — انظروا متى ٧:١٢.
ذنب سفك الدم في القرن الـ ٢٠
٢٠ كيف وصل ذنب سفك الدم لإنسان الخطية الى ذروة في هذا القرن؟
٢٠ وذنب سفك الدم لإنسان الخطية وصل الى الذروة في قرننا. فرجال الدين دعموا الحروب التي أودت بحياة عشرات الملايين، اسوأ الحروب في كل التاريخ. وأيَّدوا كلا الجانبين في الحربين العالميتن اللتين فيهما قتل الناس من الدين نفسه، «الاخوة،» بعضهم بعضا. مثلا، في الحرب العالمية الثانية، قتل الكاثوليك الفرنسيون والاميركيون الكاثوليك الالمان والايطاليين؛ وقتل الپروتستانت البريطانيون والاميركيون الپروتستانت الالمان. وأحيانا قتلوا آخرين ممّن كانوا ليس فقط من الدين نفسه بل ايضا من الخلفية القومية نفسها. لقد اندلعت الحربان العالميتان في قلب العالم المسيحي ولم يكن حدوثهما ليصير ممكنا لو ان رجال الدين اطاعوا وصية المحبة، وعلَّموا أتباعهم فعل الامر نفسه.
٢١ ماذا تقول المصادر الدنيوية عن تورُّط رجال الدين في الحرب؟
٢١ وأكَّدت ذا نيويورك تايمز: «في الماضي كان الاساقفة الكاثوليك المحليون يؤيِّدون دائما تقريبا حروب اممهم، مبارِكين الجنود ومقدِّمين الصلوات من اجل النصر، فيما كان فريق آخر من الاساقفة في الجانب الآخر يصلّي علنًا من اجل النتيجة المضادة. . . . والتناقض بين الروح المسيحية وسلوك الحرب . . . يبدو واضحا على نحو متزايد لكثيرين، اذ تصير الاسلحة اكثر وحشية.» ولاحظت اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم: «ان مكانة المسيحية في العالم اضعفها على نحو خطير التكرار الذي استعملت به الامم المدعوة مسيحية العنف.»
٢٢ عن اي شيء آخر رجال الدين مسؤولون في زمننا؟
٢٢ وأيضا، فيما لا تكون هنالك محكمة تفتيش رسمية اليوم، يستعمل رجال الدين سلطة الدولة ليضطهدوا ‹الانبياء› و «القديسين» الذين يختلفون عنهم. وهم يضغطون على القادة السياسيين ‹ليدبِّروا الاذى تحت غطاء القانون.› وبهذه الطريقة يسبِّبون او يُسرّون بحظر وسجن وضرب وتعذيب وحتى بموت الاشخاص الخائفين اللّٰه في قرننا. — رؤيا ١٧:٦؛ مزمور ٩٤:٢٠، الترجمة الانكليزية الجديدة.
المعاقبة
٢٣ لماذا سيعاقب اللّٰه انسان الخطية؟
٢٣ حقا، في الدين الباطل يوجد دم انبياء، وقديسين، وجميع مَن قُتل على الارض. (رؤيا ١٨:٢٤) وبما ان اسوأ سفك للدم نشأ في العالم المسيحي فإن ذنب رجال الدين هو الاعظم. فكم يصفهم الكتاب المقدس على نحو ملائم ‹بإنسان الخطية›! ولكنّ كلمة اللّٰه تذكر ايضا: «لا تضلوا. اللّٰه لا يُشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا.» (غلاطية ٦:٧) وهكذا فإن اللّٰه سيعاقب رجال الدين الأثماء.
٢٤ اية حوادث تهزّ العالم ستحصل قريبا؟
٢٤ قال يسوع: «اذهبوا عني يا فاعلي الإثم.» (متى ٧:٢٣) وأعلن: «كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار.» (متى ٧:١٩) وبسرعة يقترب الوقت للنهاية النارية لإنسان الخطية، مع كل الدين الباطل، حين تنقلب عليهم العناصر السياسية التي معها مثَّلوا دور الزانية: «هؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.» (رؤيا ١٧:١٦) وبما ان مثل هذه الحوادث التي تهزّ العالم ستحصل قريبا يجب ان يجعلها خدام اللّٰه معروفة لدى الآخرين. والمقالة التالية ستفحص كيف يفعلون ذلك.
-
-
تشهير «انسان الخطية»برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ شباط (فبراير)
-
-
تشهير «انسان الخطية»
«اخرجوا منها يا شعبي لئلاّ تشتركوا في خطاياها و . . . تأخذوا من ضرباتها.» — رؤيا ١٨:٤.
١ و ٢ (أ) كيف يمكن اثبات هوية انسان الخطية؟ (ب) ما هي نظرة اللّٰه الى اولئك الذين يدَّعون انهم يخدمونه ولكنهم مذنبون بسفك الدم؟ (متى ٧:٢١-٢٣)
أنبأت كلمة اللّٰه بمجيء «انسان الخطية.» وأنبأت ايضا بأن هذا العنصر الأثيم ‹سيبيده ويبطله› منفِّذ احكام اللّٰه السماوي، المسيح يسوع. (٢ تسالونيكي ٢:٣-٨) وكما اظهرت المقالتان السابقتان فإن انسان الخطية هذا هو رجال دين العالم المسيحي. فمنذ زمن طويل هجروا حقائق كلمة اللّٰه وتبنَّوا التعاليم الوثنية، كالثالوث، نار الهاوية، وخلود النفس. وبالاضافة الى ذلك، انتجوا اعمالا تخالف شرائع اللّٰه. مِن مثل هؤلاء حذَّر بولس تيطس، «يعترفون بأنهم يعرفون اللّٰه ولكنهم بالاعمال ينكرونه اذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفوضون.» — تيطس ١:١٦.
٢ قال يسوع: «احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم.» فالانبياء الكذبة ينتجون «اثمارا ردية.» (متى ٧:١٥-١٧) والدليل على ثمر رجال الدين الرديء هو سفكهم الجسيم للدم. فطوال قرون أيَّدوا الحملات الصليبية، محاكم التفتيش، والحروب التي سفكت دم الملايين. وقد صلَّوا من اجل كلا الجانبين وباركوهما في الحروب التي فيها قتل اعضاء في اديانهم بعضهم بعضا. وعلى سبيل التباين، كان الرسول بولس قادرا ان يذكر: «اني بريء من دم الجميع.» (اعمال ٢٠:٢٦) فرجال الدين ليسوا كذلك. ولمثل هؤلاء يعلن اللّٰه: «إن كثَّرتم الصلاة لا اسمع. ايديكم ملآنة دما.» — اشعياء ١:١٥.
٣ اية حوادث ذات اهمية عالمية تقترب بسرعة؟
٣ ان الوقت لتنفيذ اللّٰه دينونته في انسان الخطية يقترب بسرعة. وقريبا، كما أنبأ يسوع، «يكون . . . ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.» (متى ٢٤:٢١) ووقت الاضطراب هذا الذي لم يسبق له مثيل سيبتدئ عند تنفيذ الحكم في بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل، التي تشمل اديان العالم المسيحي. فالعناصر السياسية «سيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.» (رؤيا ١٧:١٦) والضيق العظيم سينتهي الى دمار باقي عالم الشيطان في هرمجدون، «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء.» — رؤيا ١٦:١٤، ١٦؛ ١٩:١١-٢١.
ملزمون بمحبة الآخرين
٤ ماذا يجب على الذين يعبدون اللّٰه «بالروح والحق» ان يذكروا؟
٤ وبما ان هذه الحوادث التي تهزّ العالم ستأتي قريبا على المسكونة، اية التزامات تقع على اولئك الذين «يسجدون للآب بالروح والحق»؟ (يوحنا ٤:٢٣) اولا، يجب ان يذكروا ان يسوع قال: «إنْ حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما اني انا قد حفظت وصايا ابي وأثبت في محبته. . . . هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم. ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لأجل احبائه. انتم احبائي ان فعلتم ما اوصيكم به.» — يوحنا ١٥:١٠-١٤؛ ١ يوحنا ٥:٣.
٥ و ٦ (أ) ماذا اوصى يسوع تلاميذه ان يفعلوا مما يثبت هويتهم؟ (ب) بأي معنى كانت هذه وصية جديدة؟
٥ وهكذا فإن المسيحيين الحقيقيين ملزمون بمحبة الناس الآخرين، وخصوصا اخوتهم وأخواتهم المسيحيين في كل البلدان. (اعمال ١٠:٣٤؛ غلاطية ٦:١٠؛ ١ يوحنا ٤:٢٠، ٢١) حقا، يجب على الرفقاء المسيحيين ان تكون ‹محبتهم بعضهم لبعض شديدة.› (١ بطرس ٤:٨) وهذا النوع من المحبة على نطاق عالمي يُثبت هويتهم كعباد حقيقيين، لأن يسوع قال: «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إنْ كان لكم حب بعضا لبعض.» — يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥.
٦ وماذا كان جديدا بشأن هذه الوصية؟ ألم يجرِ اعطاء اليهود تحت الناموس الموسوي الامر، «تحب قريبك كنفسك»؟ (لاويين ١٩:١٨) بلى، ولكنّ يسوع اشار الى شيء اضافي عندما قال، «كما احببتكم انا.» فمحبته شملت التخلّي عن حياته من اجل الآخرين، وتلاميذه يجب ان يكونوا على استعداد لفعل الامر عينه. (يوحنا ١٥:١٣) لقد كان ذلك مستوى اعلى للمحبة، اذ ان مثل هذه التضحية لم يتطلَّبها الناموس الموسوي.
٧ اي دين يطيع ناموس المحبة في هذا القرن؟
٧ وفي قرننا، ايّ دين يطيع ناموس المحبة هذا؟ بالتأكيد، لست اديان العالم المسيحي، لأنهم قتلوا بعضهم بعضا بعشرات الملايين في حربين عالميتين ونزاعات اخرى. ان شهود يهوه هم الذين اطاعوا ناموس المحبة في كل الارض. وهم يحافظون على الحياد التام في حروب الامم، لأن يسوع قال ان أتباعه لا يجب ان يكونوا ‹(جزءا) من العالم.› (يوحنا ١٧:١٦) وهكذا يمكنهم القول، كما قال بولس، انهم ‹ابرياء من دم الجميع.› ومثالا لذلك، لاحظوا الجزء الافتتاحي من قرار تبنّاه خدام يهوه في محفل واشنطن دي. سي. الكوري في ٢٧ تشرين الثاني ١٩٢١:
«كمسيحيين مجاهدين جِدِّيّا لاتِّباع تعاليم المسيح يسوع ربنا ورسله، نعتقد: أن الحرب هي من مخلَّفات الهمجية، مدمِّرة للآداب الجيدة وتعيير للشعوب المسيحية؛ أن المبادئ التي علَّمها الرب يسوع المسيح تجعله متعذِّرا على المسيحيين المكرَّسين ان ينهمكوا في الحرب او سفك الدم او العنف بأي شكل.»
٨ ماذا يقول السجل التاريخي عن شهود يهوه خلال الحرب العالمية الثانية؟
٨ وكيف طُبِّقت هذه النظرة خلال الحرب العالمية الثانية؟ في تلك الحرب الاسوإ في كل التاريخ البشري قُتل نحو ٥٠ مليون شخص. ولكن ما من احد قتله واحد من شهود يهوه! مثلا، ان كل رجال الدين الالمان تقريبا أيَّدوا النازية إما ايجابيا او سلبيا. وعلى سبيل التباين، حافظ شهود يهوه تحت الحكم النازي على الحياد التام ورفضوا ان يحيّوا هتلر او يكونوا جزءا من جهازه العسكري. ولذلك، لم يقتلوا أيًّا من اخوتهم الروحيين في بلدان اخرى، او في الواقع ايّ شخص آخر. وشهود يهوه في كل البلدان الاخرى بقوا حياديين ايضا.
٩ ماذا حدث لشهود يهوه في المانيا والنمسا تحت الحكم النازي؟
٩ ان كثيرين من شهود يهوه وضعوا نفسهم لأجل احبائهم إطاعة لناموس المحبة. وثمة مراجعة لكتاب كفاح الكنائس في المانيا، بواسطة فريدريك زيپفل، تقول عن الشهود: «سبعة وتسعون في المئة من اعضاء هذا الفريق الديني الصغير كانوا ضحايا الاضطهاد القومي الاشتراكي [النازي]. ثلثهم قُتلوا، إمّا بالاعدام او الاعمال العنيفة الاخرى او الجوع او المرض او الاشغال الشاقة. وقسوة هذا الاخضاع لم تكن لها سابقة وكانت نتيجة للايمان العديم المسايرة الذي لا يمكن ان ينسجم مع الايديولوجية القومية الاشتراكية.» و ٢٥ في المئة من شهود يهوه في النمسا أُعدموا، ضُربوا حتى الموت، او ماتوا من المرض او الاعياء في المعسكرات النازية.
١٠ اية ثقة كانت لأولئك الذين ماتوا من اجل إطاعة ناموس المحبة؟
١٠ وأولئك الذين استُشهدوا من اجل إطاعة ناموس المحبة كانوا واثقين بأن «اللّٰه ليس بظالم حتى ينسى [عملهم] وتعب المحبة التي [اظهروها] نحو اسمه.» (عبرانيين ٦:١٠) وعرفوا ان «العالم يمضي وشهوته وأمّا الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.» (١ يوحنا ٢:١٧) وكان لهم الرجاء الاكيد بالقيامة بهدف الحياة الابدية. — يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ اعمال ٢٤:١٥.
١١ بأية طريقة خدام يهوه منفردون، وأية نبوة تتمّ فيهم؟
١١ وخدام اللّٰه منفردون بإطاعة القاعدة التي بها كلَّم بطرس والرسل الآخرون المحكمةَ العليا: «ينبغي ان يُطاع اللّٰه اكثر من الناس.» (اعمال ٥:٢٩) ولأن شهود يهوه يفعلون ذلك يدعمهم «الروح القدس . . . الذي اعطاه اللّٰه للذين يطيعونه.» (اعمال ٥:٣٢) هذا هو القوة التي تمكِّنهم من اتمام النبوة في اشعياء ٢:٢-٤. فقد أنبأت انه في زمننا سيُعاد تأسيس العبادة الحقة وأن اناسا من كل الامم والاديان سيجرون اليها. وتكون احدى النتائج: «يطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل. لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلَّمون الحرب في ما بعد.» ولأن خدام يهوه يستعدّون للحياة في عالم جديد سلمي لن يتعلَّموا الحرب في ما بعد. فهم يتعلَّمون ناموس المحبة. — يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥.
١٢ ماذا يجب على اولئك الذين يطيعون ناموس المحبة ان يفعلوا للآخرين؟
١٢ وبما ان المحبة المسيحية تشمل ان «تحب قريبك كنفسك» لا يمكن ان يكون خدام اللّٰه انانيين بشأن ما يعرفونه. (متى ٢٢:٣٩) فلا يزال هنالك آخرون كثيرون يرغبون في خدمة اللّٰه والعيش في عالمه الجديد. وفيما لا يزال هنالك وقت يلزم هؤلاء ايضا ان يتعلَّموا عن ناموس المحبة والحقائق الاخرى الكثيرة المتعلِّقة بالمتسلِّط الكوني، يهوه اللّٰه. فيجب ان يتعلَّموا ان يهوه وحده يستحق عبادتنا، وكيفية تقديم هذه العبادة. (متى ٤:١٠؛ رؤيا ٤:١١) وأولئك الذين سبقوا وتعلَّموا هذه الامور عليهم التزام اخبار الآخرين عنها لكي يأتوا هم ايضا الى رضى يهوه. — حزقيال ٣٣:٧-٩، ١٤-١٦.
تشهير انسان الخطية
١٣ كجزء من شهادتنا العالمية، ماذا يجب ان نجعله معروفا، ولماذا؟
١٣ قال يسوع انه «يُكرز ببشارة الملكوت . . . في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» (متى ٢٤:١٤) وكجزء من هذه الشهادة العالمية، على خدام اللّٰه الالتزام ان يجعلوا دينونته على الدين الباطل معروفة، وخصوصا على رجال دين العالم المسيحي. فهم اكثر استحقاقا للَّوم في نظر اللّٰه لأنهم يدَّعون انهم مسيحيون. ولا بدّ من تشهيرهم لكي يتمكَّن اولئك الذين يرغبون في خدمة اللّٰه ان يتحرَّروا من نفوذهم ويتَّخذوا الخطوات الملائمة للنجاة. وكما قال يسوع: «الحق يحرِّركم.» — يوحنا ٨:٣٢.
١٤ اية رسالة واضحة يجب المناداة بها في ما يتعلَّق بالدين الباطل؟
١٤ وهكذا يجب على شهود يهوه ان يجعلوا هذه الرسالة الموحى بها في ما يتعلَّق بالدين الباطل معروفة: «اخرجوا منها يا شعبي لئلاّ تشتركوا في خطاياها ولئلاّ تأخذوا من ضرباتها. لأن خطاياها لحقت السماء وتذكَّر اللّٰه آثامها. . . . في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن الرب الإله الذي يدينها قوي.» — رؤيا ١٨:٤-٨.
١٥ كيف لعبت السنة ١٩١٤ دورا في جدول يهوه الزمني، وماذا نتج بعد الحرب العالمية الاولى؟
١٥ تظهر نبوات الكتاب المقدس ان «الايام الاخيرة» لنظام الاشياء هذا ابتدأت في السنة الحاسمة ١٩١٤. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥، ١٣؛ متى ٢٤:٣-١٣) ومنذ تلك السنة نحن في «وقت النهاية.» (دانيال ١٢:٤) ومباشرة بعد الحرب العالمية الاولى، انسجاما مع جدول يهوه الزمني، ابتدأ خدامه بزخم يوسِّعون اعلانهم ملكوت اللّٰه كما أُنبئ في متى ٢٤:١٤. وابتدأوا ايضا بتشهير الدين الباطل بأكثر قوة، وخصوصا صف رجال الدين الأثيم للعالم المسيحي المرتدّ.
١٦ كيف يزداد تشهير انسان الخطية قوة لأكثر من ٧٠ سنة؟
١٦ ولأكثر من ٧٠ سنة الآن، بقوة اعظم على الدوام، ينبِّه خدام اللّٰه الناس الى النشاط الخادع لإنسان الخطية. وكان هنالك آلاف قليلة فقط من الشهود يفعلون ذلك بعد الحرب العالمية الاولى. أمّا الآن فقد صاروا «امة قوية» من اكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون خادم نشيط منظَّمين في اكثر من ٠٠٠,٦٠ جماعة في كل انحاء الارض. (اشعياء ٦٠:٢٢) وعلى نطاق آخذ في الاتِّساع ينادي خدام اللّٰه بغيرة بملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الوحيد للجنس البشري، وفي الوقت نفسه يشهِّرون رجال الدين بما هم عليه — انسان الخطية الخادع.
لماذا بمثل هذه القوة؟
١٧ لماذا شهَّر خدام يهوه بقوة انسان الخطية؟
١٧ ولماذا شهَّر خدام يهوه بقوة انسان الخطية كل هذه السنين؟ لأن الملايين من الجمع الكثير من خراف يهوه الذين هم الآن في الطريق الى الخلاص يجب حمايتهم من عالم الشيطان ودينه الباطل. (يوحنا ١٠:١٦؛ رؤيا ٧:٩-١٤) وفضلا عن ذلك، إن لم يجرِ تشهير رجال الدين، فان الناس ذوي القلوب المستقيمة الذين ليسوا بعدُ جزءا من رعية اللّٰه لن يعرفوا كيف يتجنَّبون المسلك الخاطئ. فيجب اعلامهم، تماما كما اعلم يسوع الناس عندما قال عن القادة الدينيين المرائين لأيامه: «هم عميان قادة عميان. وإن كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة.» — متى ١٥:١٤؛ انظروا ايضا ٢ كورنثوس ٤:٤؛ ١١:١٣-١٥.
١٨ ماذا يلزم طالبي الحق ان يعرفوا؟
١٨ رجال الدين هم جزء من عالم الشيطان. (يوحنا ٨:٤٤) ولكنه عالم سيزيله اللّٰه قريبا من الوجود. (٢ بطرس ٣:١١-١٣؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧) لذلك تحذِّر كلمة اللّٰه: «فمَن اراد ان يكون محبًّا للعالم فقد صار عدوًّا للّٰه.» (يعقوب ٤:٤) ورجال الدين يتجاهلون هذا التحذير ويستمرّون في التدخُّل في الشؤون السياسية. ويقولون لأتباعهم ان عالما افضل سيأتي بواسطة جهود السياسيين. ولكنّ ذلك رجاء باطل، لأن هذا العالم تحت رئاسة الشيطان هو في طريقه الى الزوال. وهكذا فإن الاشخاص الذين يتطلَّعون الى هذا العالم من اجل الرجاء ينخدعون. ويلزم إخبارهم الحق عن المكان الذي يتَّجه اليه العالم وما سيحلُّ محلَّه. — امثال ١٤:١٢؛ ١٩:٢١؛ متى ٦:٩، ١٠؛ رؤيا ٢١:٤، ٥.
١٩ كيف جرى تشهير انغماس بعض رجال الدين في الامور الدنيوية في وسائل الإعلام في الآونة الاخيرة؟
١٩ وانغماس بعض رجال الدين في الامور الدنيوية جرى تشهيره ايضا في وسائل الإعلام في الآونة الاخيرة، كأنماط الحياة الإباحية والمترَفة لبعض رجال دين التلفزيون مثلا. وأحد ناظمي الاغاني العصريين ألَّف اغنية بعنوان: «هل يلبس يسوع [ساعة] رولِكس [ثمنها ٠٠٠,١٠ دولار اميركي] في عرضه التلفزيوني؟» وتمضي الاغنية قائلة: «هل يكون يسوع سياسيا اذا عاد الى الارض، ويكون له بيته الثاني في پالم سپرينڠز [المترَفة] ويحاول ان يخفي ثروته؟» وبالاضافة الى ذلك، ان عددا اكثر فأكثر من رجال الدين يتغاضون عن مضاجعة النظير او يمارسونها. والآن ايضا تدفع الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة ملايين الدولارات كأضرار لتعوِّض عن خطأ الكهنة المذنبين بالاساءة الجنسية الى الاولاد. — رومية ١:٢٤-٢٧؛ ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠.
٢٠ لماذا يجب ان يداوم خدام اللّٰه على تشهير انسان الخطية؟
٢٠ ان مثل هذا التعدّي لا يمكن ان يتجاهله خدام اللّٰه بل يجب تشهيره لمنفعة الآخرين. فالجمع الكثير من الخراف الاخر يجب حمايتهم من اولئك الذين يحاولون قيادتهم الى كسر شرائع اللّٰه. وأولئك الذين «يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة» يلزم البحث عنهم وتجميعهم الى الارشاد الواقي للراعي العظيم، يهوه اللّٰه، و «الراعي الصالح،» المسيح يسوع. — حزقيال ٩:٤؛ يوحنا ١٠:١١؛ امثال ١٨:١٠.
٢١ ماذا سيستمر شهود يهوه في اعلانه؟
٢١ ولذلك لن يتردَّد شعب اللّٰه في اعلان نقمته على عالم الشيطان كله، بمَن فيه انسان الخطية الذي له، رجال دين العالم المسيحي. وسينادون بزخم بالرسالة الملائكية للرؤيا ١٤:٧: «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا لأنه قد جاءت ساعة دينونته.» وسيستخدمون في هذه المناداة التحذير الملحّ للرؤيا ١٨:٤ في ما يتعلَّق بالدين الباطل: «اخرجوا منها يا شعبي لئلاّ تشتركوا في خطاياها و . . . تأخذوا من ضرباتها.»
-