على سبيل المثال،‏ يعيش نيل،‏ احد هنود الوايو،‏ في بلدة ماناورِه ويعاني عاهة جسدية منذ ولادته.‏ ولأنه كان يلوم اللّٰه على مصيبته،‏ غرق في يأس شديد دفعه الى محاولة الانتحار.‏ في تلك الفترة،‏ كان احد الشهود يكرز من بيت الى بيت وهو يتنقل بين البلدات اثناء عمله الدنيوي.‏ فصادف نيل البالغ من العمر ١٤ سنة وأخبره عن ملكوت يهوه.‏ ابدى نيل اهتماما كبيرا بالرسالة،‏ مما دفع الشاهد الى البدء بدرس الكتاب المقدس معه.‏ ففرح نيل بالتعلم عن شخصية يهوه المُحبة،‏ وبات مقتنعا ان اللّٰه ليس السبب وراء معاناته.‏ وتخيّل كم تأثّر حين قرأ عن وعد اللّٰه بفردوس ارضي خالٍ من الامراض بكل اشكالها!‏ —‏ اشعيا ٣٣:‏٢٤؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

في هذه الاثناء،‏ كان هنالك ثأر بين عائلة نيل وعائلة اخرى.‏ وكان اقاربه يمارسون بعض الشعائر القبلية لحماية العائلة من الاذى.‏ يخبر نيل:‏ «في البداية خفت من مفاتحة عائلتي في ايماني الجديد،‏ وخصوصا وجهاء العائلة المعتبَرين».‏ وقد غضب والداه جدا حين علِما انه يرفض اية معتقدات غير مؤسسة على الكتاب المقدس ولن يمارس اية ممارسات ارواحية.‏ لكنه في ما بعد انتقل الى ريواتشا،‏ فانضمّ الى الجماعة المحلية واعتمد.‏ ثم في سنة ١٩٩٣ عُيِّن خادما مساعدا،‏ وانخرط في الفتح العادي بعد ثلاث سنوات.‏ وفي سنة ١٩٩٧،‏ عُيِّن شيخا في الجماعة المسيحية.‏ وقد وسّع خدمته سنة ٢٠٠٠ حين انضمّ الى صفوف الفاتحين الخصوصيين.‏

لنتأمل ايضا في قصة تيريسا،‏ امرأة من هنود الوايو.‏ حين بدأت تيريسا تدرس الكتاب المقدس مع الشهود راح دانيال،‏ الرجل الذي تساكنه،‏ يستهزئ بها ويؤذيها جسديا هي وأولادهما الثلاثة.‏ ورغم انه وافق لاحقا على درس الكتاب المقدس،‏ غالبا ما كان يفرط في الشرب مع اصحابه ويبقى ثملا اربعة او خمسة ايام.‏ نتيجة ذلك،‏ تُركت عائلته في عوز شديد.‏ اما تيريسا فقد استمرت تدرس بأمانة وتحضر الاجتماعات المسيحية.‏ وهذا ما ساعد دانيال على ادراك اهمية درس الكتاب المقدس.‏ لكن من المحزن ان احد ابنائهما وقع في قدر تغلي ومات متأثِّرا بحروقه البالغة الخطورة.‏ فتعرّضت تيريسا المحزونة للضغط من قِبل اصدقائها وجيرانها كي تمارس عادات دفن لا تنسجم مع الكتاب المقدس.‏

هبّ افراد الجماعات المجاورة لتعزية تيريسا ودانيال والوقوف الى جانبهما في هذا الوقت العصيب.‏ وبعد الدفن،‏ استمر الاخوة في الجماعة المحلية الناطقة بالوايوونايكي في زيارة هذين الزوجين لدعمهما.‏ وعندما رأى دانيال كيف يعرب الاخوة عن المحبة المسيحية بالاعمال،‏ اندفع الى التقدم روحيا.‏ فتوقف عن الشرب ولم يعد يسيء معاملة تيريسا،‏ كما بدأ يعمل باجتهاد كي يعيل عائلته.‏ وقد سجّل دانيال وتيريسا زواجهما شرعيا،‏ تقدّما روحيا،‏ واعتمدا سنة ٢٠٠٣.‏ وهما يعقدان في الوقت الحالي عدة دروس في الكتاب المقدس.‏ وبفضل الشهادة الرائعة التي قدمتها تيريسا لعائلتها،‏ يصغي اقرباؤها الآن الى الشهود حين يزورونهم.‏ وقد اصبح احد ابناء اخت دانيال ناشرا غير معتمد،‏ كما تدرس ابنة اخيه وابنة اخته الكتاب المقدس وتحضران الاجتماعات المسيحية.‏ وبالاضافة اليهم،‏ اعربت اخت دانيال،‏ التي فقدت احد ابنائها في حادث سير،‏ عن اهتمام بدرس الكتاب المقدس هي وعائلتها.‏

حقل مزدهر

اوريبيا بلدة تبعد ١٠٠ كيلومتر تقريبا شمال شرق ريواتشا.‏ وتضمّ جماعة اوريبيا الناطقة بالوايوونايكي ١٦ ناشرا للملكوت،‏ يبذل عديدون منهم الجهد للكرازة للهنود القاطنين في المناطق الريفية.‏ يقول شيخ في الجماعة عن احدى الرحلات الى هذه القرى:‏ «زرنا مزرعة مؤلفة من نحو عشرة بيوت ذات سقوف واطئة ونوافذ صغيرة.‏ وأمام كل بيت سقيفة مصنوعة من الساق الخشبية الداخلية لنبتة الصبّار تقي العائلة والزوار من حرارة الشمس اللاذعة.‏ وقد فرحنا بإيجاد مهتمين كثيرين ورتبنا لزيارتهم مجددا ودرس الكتاب المقدس معهم.‏ ولدى عودتنا،‏ علمنا ان كثيرين منهم امّيون.‏ لكنهم اخبرونا ان هنالك مدرسة مهجورة بسبب عدم وجود اموال كافية لإدارتها.‏ فأعطانا المسؤول عنها الاذن باستعمال احدى غرفها لعقد صفوف لتعليم القراءة والكتابة ودروس في الكتاب المقدس.‏ لقد تعلّم ستة اشخاص من قبيلة الوايو القراءة والكتابة وهم يحرزون تقدما في درسهم للكتاب المقدس.‏ والتقدير الذي يعربون عنه مؤثر جدا،‏ لذلك نحن نخطط لعقد اجتماعات في المزرعة».‏