مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تطلعوا الى يهوه من اجل التعزية
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • تطلعوا الى يهوه من اجل التعزية

      ‏«ليعطكم اله الصبر والتعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم بحسب المسيح يسوع.‏» —‏ رومية ١٥:‏٥‏.‏

      ١ لماذا يحمل كل يوم حاجة اعظم الى التعزية؟‏

      كل يوم يمرّ يحمل معه حاجة متزايدة الى التعزية.‏ وكما لاحظ احد كتبة الكتاب المقدس قبل اكثر من ٩٠٠‏,١ سنة،‏ «كل الخليقة تئن وتتمخض [«تتألم،‏» ع‌ج‏] معا الى الآن.‏» (‏رومية ٨:‏٢٢‏)‏ وفي زمننا تعاظم ‹الانين› و‹الالم› اكثر من ايّ وقت مضى.‏ فمنذ الحرب العالمية الاولى،‏ يعاني الجنس البشري ازمة بعد اخرى في شكل حروب،‏ جرائم،‏ وكوارث طبيعية ترتبط في الغالب بسوء ادارة الانسان للارض.‏ —‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ مَن هو الاكثر ملامة على ويلات الجنس البشري الحاضرة؟‏ (‏ب)‏ ايّ واقع يمنحنا اساسا للتعزية؟‏

      ٢ ولماذا هنالك الكثير من الالم في زمننا؟‏ يجيب الكتاب المقدس،‏ واصفا طرح الشيطان من السموات عقب ولادة الملكوت سنة ١٩١٤:‏ «ويل لساكني الارض والبحر لأن ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.‏» (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ والدليل الواضح على اتمام هذه النبوة يعني اننا وصلنا تقريبا الى نهاية الحكم الشرير للشيطان.‏ فكم هو معزٍّ ان نعرف ان الحياة على الارض ستتحوَّل قريبا الى الحالة السلمية التي كانت سائدة قبل ان قاد الشيطان ابوينا الاولين الى التمرد!‏

      ٣ متى لم يكن البشر بحاجة الى التعزية والراحة؟‏

      ٣ في البداية،‏ زوَّد خالق الانسان جنة جميلة موطنا للزوجين البشريين الاولين.‏ وكانت تقع في منطقة تدعى عدن،‏ وتعني «بهجة» او «سرورا.‏» (‏تكوين ٢:‏٨‏،‏ حاشية ع‌ج‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كان آدم وحواء يتمتعان بصحة كاملة،‏ بأمل عدم الموت ابدا.‏ فكِّروا في المجالات الكثيرة التي كان يمكن ان يطوِّرا مقدراتهما فيها —‏ غرس الحدائق،‏ الفن،‏ البناء،‏ الموسيقى.‏ فكِّروا ايضا في كل الاعمال الخلقية التي كان بإمكانهما ان يدرساها فيما يتمِّمان مهمتهما ان يُخضعا الارض ويجعلاها فردوسا.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ حقا،‏ كانت حياة آدم وحواء ستصير ملآنة،‏ لا بالأنين والالم،‏ بل بالسرور والبهجة.‏ ومن الواضح انهما لم يكونا بحاجة الى التعزية والراحة.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لماذا فشل آدم وحواء في امتحان الطاعة؟‏ (‏ب)‏ كيف صار الجنس البشري بحاجة الى التعزية والراحة؟‏

      ٤ لكنَّ آدم وحواء كانا بحاجة الى تنمية محبة وتقدير عميقين لأبيهما السماوي اللطيف.‏ ومحبة كهذه كانت ستدفعهما الى اطاعة اللّٰه في كل الظروف.‏ (‏قارنوا يوحنا ١٤:‏٣١‏.‏)‏ ومن المؤسف ان ابوينا الاصليين كليهما لم يطيعا المتسلط الشرعي عليهما،‏ يهوه.‏ وعوضا عن ذلك،‏ سمحا لأنفسهما بأن يصيرا تحت الحكم الشرير لملاك منحط،‏ الشيطان ابليس.‏ والشيطان هو مَن اغوى حواء لتخطئ وتأكل من الثمر المحرَّم.‏ ثم اخطأ آدم عندما اكل هو ايضا من ثمر الشجرة التي كان اللّٰه قد حذَّره بوضوح بشأنها:‏ «يوم تأكل منها موتا تموت.‏» —‏ تكوين ٢:‏١٧‏.‏

      ٥ بهذه الطريقة،‏ ابتدأ الزوجان الخاطئان يموتان.‏ وعندما اصدر اللّٰه حكم الموت،‏ ذكر ايضا لآدم:‏ «ملعونة الارض بسببك.‏ بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك.‏ وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل.‏» (‏تكوين ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وهكذا خسر آدم وحواء توقع جعل الارض البور فردوسا.‏ وإذ طُردا من عدن،‏ كان عليهما ان يعملا جاهدَين لتحصيل طعامهما من ارض كانت قد لُعنت.‏ وإذ ورث المتحدرون منهما حالة الخطية والموت هذه،‏ صاروا بحاجة ماسة الى التعزية والراحة.‏ —‏ رومية ٥:‏١٢‏.‏

      إتمام وعد معزٍّ

      ٦ (‏أ)‏ ايّ وعد معزٍّ قطعه اللّٰه بعد وقوع الجنس البشري في الخطية؟‏ (‏ب)‏ اية نبوة تتعلق بالتعزية تلفظ بها لامك؟‏

      ٦ اثبت يهوه انه ‹اله التعزية› عندما حكم على المحرِّض على تمرد الانسان.‏ (‏رومية ١٥:‏٥‏)‏ وفَعَل ذلك بوعده بإرسال «نسل» ينقذ اخيرا ذرية آدم من تأثيرات تمرده المأساوية.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وفي الوقت المناسب،‏ زوَّد اللّٰه ايضا ومضات مسبقة تتعلق بهذا الانقاذ.‏ مثلا،‏ اوحى الى لامك،‏ متحدر بعيد من آدم عبر ابنه شيث،‏ ان يتنبأ بما سيفعله ابن لامك:‏ «هذا يعزِّينا عن عملنا وتعب ايدينا من قِبَل الارض التي لعنها الرب.‏» (‏تكوين ٥:‏٢٩‏)‏ وانسجاما مع هذا الوعد،‏ سُمِّي الصبي نوحا،‏ المفهوم انه يعني «راحة» او «مؤاساة.‏»‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ايّ وضع جعل يهوه يتأسف على خلقه الانسان،‏ وماذا قصد ان يفعل تجاوبا مع ذلك؟‏ (‏ب)‏ كيف عاش نوح وفقا لمعنى اسمه؟‏

      ٧ في هذه الاثناء،‏ كان الشيطان يكسب أتباعا بين بعض الملائكة السماويين.‏ فتجسَّد هؤلاء كبشر وتزوَّجوا متحدرات جذَّابات من آدم.‏ وهذه الروابط غير الطبيعية افسدت ايضا المجتمع البشري وأنتجت سلالة شريرة من النفاليم،‏ «المسقِطين،‏» الذين ملأوا الارض عنفا.‏ (‏تكوين ٦:‏١،‏ ٢،‏ ٤،‏ ١١‏،‏ ع‌ج‏؛‏ يهوذا ٦‏)‏ «ورأى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض.‏ .‏ .‏ .‏ فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض.‏ وتأسف في قلبه.‏» —‏ تكوين ٦:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٨ قصد يهوه ان يهلك ذلك العالم الشرير بواسطة طوفان عالمي،‏ لكنه قبْل ذلك جعل نوحا يبني فلكا لحفظ الحياة.‏ وهكذا خلص الجنس البشري والانواع الحيوانية.‏ فكم ارتاح نوح وعائلته دون شك بعد الطوفان اذ خرجوا من الفلك الى ارض مطهَّرة!‏ وكم كان معزيا ان يجدوا ان اللعنة على الارض كانت قد رُفعت،‏ مما جعل النشاط الزراعي اسهل بكثير!‏ لقد تبرهنت صحة نبوة لامك،‏ وعاش نوح وفقا لمعنى اسمه.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١‏)‏ وكخادم امين للّٰه،‏ كان نوح وسيلة لجلب مقدار من «التعزية» للجنس البشري.‏ لكنَّ التأثير الشرير للشيطان وملائكته الابالسة لم ينتهِ بالطوفان،‏ ويستمر الجنس البشري في الانين تحت وطأة الخطية،‏ المرض،‏ والموت.‏

      شخص اعظم من نوح

      ٩ كيف تبرهن ان يسوع المسيح شفيع ومعزٍّ للبشر التائبين؟‏

      ٩ اخيرا،‏ عند نهاية ٠٠٠‏,٤ سنة تقريبا من التاريخ البشري،‏ اتى النسل الموعود به.‏ فبدافع المحبة العظيمة للجنس البشري،‏ ارسل يهوه اللّٰه ابنه الوحيد الى الارض ليموت فدية عن الجنس البشري الخاطئ.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ ويجلب يسوع المسيح راحة كبيرة للخطاة التائبين الذين يمارسون الايمان بموته الفدائي.‏ فكل مَن ينذرون حياتهم ليهوه ويصيرون تلاميذ معتمدين لابنه يشعرون بانتعاش وتعزية دائمَين.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ١٦:‏٢٤‏)‏ ورغم نقصهم،‏ يجدون فرحا عميقا في خدمة اللّٰه بضمير طاهر.‏ وكم هو معزٍّ لهم ان يعرفوا انه اذا استمروا في ممارسة الايمان بيسوع،‏ فسيُكافأون بالحياة الابدية!‏ (‏يوحنا ٣:‏٣٦‏،‏ ع‌ج‏؛‏ عبرانيين ٥:‏٩‏)‏ واذا ارتكبوا خطية خطيرة بسبب ضعفهم،‏ فلهم شفيع،‏ او معزٍّ،‏ الرب يسوع المسيح المقام.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وبالاعتراف بخطية كهذه وباتِّخاذ الخطوات المؤسسة على الاسفار المقدسة لتجنب الصيرورة ممارسين للخطية،‏ ينالون الراحة،‏ عارفين ان ‹اللّٰه امين وعادل حتى يغفر لهم خطيتهم.‏› —‏ ١ يوحنا ١:‏٩؛‏ ٣:‏٦‏،‏ ع‌ج‏؛‏ امثال ٢٨:‏١٣‏.‏

      ١٠ ماذا نتعلَّم من العجائب التي صنعها يسوع عندما كان على الارض؟‏

      ١٠ عندما كان يسوع على الارض جلب ايضا الانتعاش بتحرير مَن فيهم ابالسة،‏ بشفاء كل انواع المرض،‏ وبإقامة الاحباء الموتى وإعادتهم الى الحياة.‏ صحيح ان مثل هذه العجائب كانت ذات فائدة وقتية فقط،‏ لأن الذين بوركوا بها شاخوا بعد ذلك وماتوا.‏ لكنَّ يسوع اشار بواسطتها الى البركات المستقبلية الدائمة التي سيغدقها على كل الجنس البشري.‏ وكملك سماوي قدير الآن،‏ سيفعل قريبا اكثر بكثير من مجرد إخراج الابالسة.‏ فسيجعلهم هم وقائدهم،‏ الشيطان،‏ في حالة خمول.‏ ثم سيبدأ حكم المسيح الالفي المجيد.‏ —‏ لوقا ٨:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ رؤيا ٢٠:‏١،‏ ٢،‏ ٦‏.‏

      ١١ لماذا دعا يسوع نفسه «رب السبت»؟‏

      ١١ قال يسوع انه «رب السبت،‏» والعديد من أشفيته صُنع يوم السبت.‏ (‏متى ١٢:‏٨-‏١٣؛‏ لوقا ١٣:‏١٤-‏١٧؛‏ يوحنا ٥:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ٩:‏١٤‏)‏ فلمَ فعل ذلك؟‏ كان السبت جزءا من ناموس اللّٰه لاسرائيل وخدم بالتالي ‹كظل الخيرات العتيدة.‏› (‏عبرانيين ١٠:‏١‏)‏ وتذكِّرنا ايام الاسبوع الستة من العمل بالسنوات الـ‍ ٠٠٠‏,٦ الماضية لعبودية الانسان للحكم الظالم الذي يمارسه الشيطان.‏ ويوم السبت الذي كان في نهاية الاسبوع يذكِّرنا بالراحة التي سيتمتع بها الجنس البشري خلال حكم نوح الاعظم،‏ يسوع المسيح،‏ الف سنة.‏ —‏ قارنوا ٢ بطرس ٣:‏٨‏.‏

      ١٢ الى اية اختبارات معزِّية يمكننا ان نتطلع؟‏

      ١٢ يا للراحة التي سيشعر بها الرعايا الارضيون لحكم المسيح عندما يجدون اخيرا انهم احرار كاملا من التأثير الشرير للشيطان!‏ وستأتي راحة اضافية فيما يشفون من امراضهم الجسدية،‏ العاطفية،‏ والعقلية.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏١٧‏)‏ ثم،‏ فكِّروا في ابتهاجهم الغامر فيما يبدأون بالترحيب بالاحباء العائدين من الموت!‏ بهذه الطرائق «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم.‏» (‏رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ وإذ تُطبَّق تدريجيا فوائد ذبيحة يسوع الفدائية،‏ سيتقدم الرعايا الطائعون لملكوت اللّٰه الى الكمال،‏ متحرِّرين كاملا من كل التأثيرات الرديئة لخطية آدم.‏ (‏رؤيا ٢٢:‏١-‏٥‏)‏ ثم سيُطلَق سراح الشيطان «زمانا يسيرا.‏» (‏رؤيا ٢٠:‏٣،‏ ٧‏)‏ وكل البشر الذين يؤيدون بأمانة سلطان يهوه الشرعي سيُكافأون بحياة ابدية.‏ تصوروا الفرح والراحة اللذين لا يوصفان للصيرورة ‹معتَقين كاملا من عبودية الفساد›!‏ وهكذا سيتمتع الجنس البشري الطائع ‹بحرية مجد اولاد اللّٰه.‏› —‏ رومية ٨:‏٢١‏.‏

      ١٣ لماذا يحتاج كل المسيحيين الحقيقيين الى التعزية التي يزوِّدها اللّٰه؟‏

      ١٣ في هذه الاثناء،‏ لا نزال خاضعين للأنين والالم المشتركَين بين جميع الذين يحيون في النظام الشرير للشيطان.‏ وازدياد المرض الجسدي والاضطرابات العاطفية يؤثر في كل انواع الناس،‏ بمن فيهم المسيحيون الامناء.‏ (‏فيلبي ٢:‏٢٥-‏٢٧؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ بالاضافة الى ذلك،‏ غالبا ما نعاني كمسيحيين السخرية والاضطهاد الظالمَين اللذين يكوِّمهما الشيطان علينا بسبب ‹اطاعة اللّٰه اكثر من الناس.‏› (‏اعمال ٥:‏٢٩‏)‏ وهكذا،‏ لكي نحتمل في فعل مشيئة اللّٰه حتى نهاية عالم الشيطان،‏ نحتاج الى التعزية،‏ المساعدة،‏ والقوة التي يزوِّدها اللّٰه.‏

      اين نجد التعزية

      ١٤ (‏أ)‏ ايّ وعد قطعه يسوع في الليلة التي سبقت موته؟‏ (‏ب)‏ ايّ امر هو ضروري لكي نستفيد كاملا من تعزية روح اللّٰه القدوس؟‏

      ١٤ اوضح يسوع لرسله الامناء في الليلة التي سبقت موته انه سيتركهم قريبا ويعود الى ابيه.‏ وهذا اقلقهم وأحزنهم.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٣،‏ ٣٦؛‏ ١٤:‏٢٧-‏٣١‏)‏ وإذ ادرك يسوع حاجتهم الى تعزية مستمرة،‏ وعدهم:‏ «انا اطلب من الآب فيعطيكم معزِّيا آخر ليمكث معكم الى الابد.‏» (‏يوحنا ١٤:‏١٦‏)‏ اشار يسوع هنا الى روح اللّٰه القدوس،‏ الذي سُكب على تلاميذه بعد ٥٠ يوما من قيامته.‏a وبين امور اخرى،‏ عزَّاهم روح اللّٰه خلال تجاربهم وقوَّاهم ليستمروا في فعل مشيئة اللّٰه.‏ (‏اعمال ٤:‏٣١‏)‏ لكن،‏ ينبغي ألّا نعتبر مساعدة كهذه امرا آليا.‏ فللاستفادة منها كاملا،‏ يجب ان يستمر كل مسيحي في الصلاة من اجل المساعدة المعزِّية التي يزوِّدها اللّٰه بواسطة روحه القدوس.‏ —‏ لوقا ١١:‏١٣‏.‏

      ١٥ ما هي بعض الطرائق التي يزوِّدنا بها يهوه التعزية؟‏

      ١٥ والطريقة الاخرى التي يزوِّد بها اللّٰه التعزية هي كلمته،‏ الكتاب المقدس.‏ كتب بولس:‏ «كل ما سبق فكُتب كُتب لأجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء.‏» (‏رومية ١٥:‏٤‏)‏ وهذا يظهر الحاجة الى ان ندرس ونتأمل قانونيا في الامور المكتوبة في الكتاب المقدس والمطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ ويلزم ايضا ان نكون قانونيين في حضور الاجتماعات المسيحية حيث يجري التداول في الافكار المعزِّية من كلمة اللّٰه.‏ وأحد المقاصد الرئيسية لهذه التجمعات هو تشجيع واحدنا الآخر.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٥‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٦ الى فعل ماذا ينبغي ان تدفعنا تدابير اللّٰه المعزِّية؟‏

      ١٦ تمضي رسالة بولس الى اهل رومية في اظهار النتائج الجيدة التي ننالها من الاستفادة من تدابير اللّٰه المعزِّية.‏ كتب بولس:‏ «ليعطكم اله الصبر والتعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم بحسب المسيح يسوع لكي تمجِّدوا اللّٰه أبا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة وفم واحد.‏» (‏رومية ١٥:‏٥،‏ ٦‏)‏ نعم،‏ بالاستفادة كاملا من تدابير اللّٰه المعزِّية،‏ سنتمثَّل اكثر بقائدنا الشجاع،‏ يسوع المسيح.‏ وسيدفعنا هذا الى الاستمرار في استعمال افواهنا لتمجيد اللّٰه في عمل شهادتنا،‏ في اجتماعاتنا،‏ في محادثتنا الشخصية مع الرفقاء المؤمنين،‏ وفي صلواتنا.‏

      في اوقات التجربة القاسية

      ١٧ كيف منح يهوه ابنه التعزية،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٧ صار يسوع ‹مكتئبا› و‹حزينا جدا› في الليلة التي سبقت موته الاليم.‏ (‏متى ٢٦:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ فابتعد مسافة قليلة عن تلاميذه وصلَّى الى ابيه طلبا للمساعدة.‏ وقد «سُمع له من اجل تقواه.‏» (‏عبرانيين ٥:‏٧‏)‏ ويخبر الكتاب المقدس انه «ظهر [ليسوع] ملاك من السماء يقوِّيه.‏» (‏لوقا ٢٢:‏٤٣‏)‏ وشجاعة يسوع ورجوليته في مواجهة مقاوميه هما دليل على ان تعزية اللّٰه لابنه كانت فعَّالة جدا.‏ —‏ يوحنا ١٨:‏٣-‏٨،‏ ٣٣-‏٣٨‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ اية فترة في حياة الرسول بولس كانت عصيبة خصوصا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نكون مصدر تعزية للشيوخ المتصفين بالرأفة الذين يعملون بكد؟‏

      ١٨ مرَّ الرسول بولس ايضا بفترات تجربة قاسية.‏ مثلا،‏ كانت خدمته في افسس متّسمة ‹بدموع كثيرة وبتجارب اصابته بمكايد اليهود.‏› (‏اعمال ٢٠:‏١٧-‏٢٠‏)‏ وأخيرا،‏ ترك بولس افسس بعدما اثار انصار الالاهة ارطاميس الشغب في المدينة بسبب نشاطه الكرازي.‏ (‏اعمال ١٩:‏٢٣-‏٢٩؛‏ ٢٠:‏١‏)‏ وإذ كان بولس متَّجها شمالا الى مدينة ترواس،‏ كان هنالك امر آخر يقلقه كثيرا.‏ ففي وقت ما قبل الشغب في افسس،‏ تسلَّم تقريرا مقلقا.‏ فقد حدث انقسام في الجماعة الحديثة في كورنثوس،‏ وكان هنالك تساهل في مسألة العهارة.‏ لذلك كتب بولس من افسس رسالة توبيخ قوي آملا تقويم الوضع.‏ ولم يكن ذلك امرا سهلا عليه.‏ كشف لاحقا في رسالة ثانية:‏ «من حزن كثير وكآ‌بة قلب كتبت اليكم بدموع كثيرة.‏» (‏٢ كورنثوس ٢:‏٤‏)‏ وكبولس،‏ ليس سهلا على الشيوخ المتصفين بالرأفة ان يقدِّموا المشورة والتوبيخ للتقويم،‏ وهذا جزئيا لأنهم يدركون ضعفاتهم الخاصة جيدا.‏ (‏غلاطية ٦:‏١‏)‏ فلنكن،‏ اذًا،‏ مصدر تعزية للذين يأخذون القيادة بيننا بالتجاوب سريعا مع المشورة الحبية المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٧ .‏

      ١٩ لماذا انتقل بولس من ترواس الى مكدونية،‏ وكيف نال اخيرا الراحة؟‏

      ١٩ عندما كان بولس في افسس،‏ لم يكتفِ بالكتابة الى الاخوة في كورنثوس بل ارسل ايضا تيطس لمساعدتهم،‏ مكلِّفا اياه بإخباره بتجاوبهم مع الرسالة.‏ وكان بولس يأمل ان يلتقي تيطس في ترواس.‏ هناك بورك بولس بفرص جيدة للتلمذة.‏ لكنَّ ذلك لم يرِحه من قلقه لأن تيطس لم يكن قد وصل بعد.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فسافر الى مكدونية،‏ آملا ان يلتقي تيطس هناك.‏ والمقاومة الشديدة لخدمة بولس زادت حالة قلقه.‏ يوضح:‏ «لمّا اتينا الى مكدونية لم يكن لجسدنا شيء من الراحة بل كنا مكتئبين في كل شيء.‏ من خارج خصومات.‏ من داخل مخاوف.‏ لكنَّ اللّٰه الذي يعزِّي المتَّضعين عزَّانا بمجيء تيطس.‏» (‏٢ كورنثوس ٧:‏٥،‏ ٦‏)‏ وكم شعر بولس بالراحة عندما وصل تيطس اخيرا ليخبره بتجاوب الكورنثيين الايجابي مع رسالته!‏

      ٢٠ (‏أ)‏ كما في حالة بولس،‏ ما هي الطريقة المهمة الاخرى التي يزوِّد بها يهوه التعزية؟‏ (‏ب)‏ فيمَ سيجري التأمل في المقالة التالية؟‏

      ٢٠ ان اختبار بولس معزٍّ لخدام اللّٰه اليوم الذين يواجه كثيرون منهم ايضا تجارب تجعلهم «متَّضعين،‏» او «مسحوقين.‏» (‏ترجمة تفسيرية‏)‏ نعم،‏ يعرف ‹اله التعزية› حاجاتنا الفردية ويمكنه ان يستخدمنا لنكون مصدر تعزية واحدنا للآخر،‏ تماما كما نال بولس التعزية من تقرير تيطس عن موقف التوبة عند الكورنثيين.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏١١-‏١٣‏)‏ وفي مقالتنا التالية،‏ سنتأمل في تجاوب بولس الحار مع الكورنثيين وكيف يمكن ان يساعدنا ذلك لنكون شركاء فعَّالين في تعزية اللّٰه اليوم.‏

  • الاشتراك في التعزية التي يزوِّدها يهوه
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • الاشتراك في التعزية التي يزوِّدها يهوه

      ‏«رجاؤنا من اجلكم ثابت.‏ عالمين انكم كما انتم شركاء في الآلام كذلك [«ستشتركون،‏» ع‌ج] في التعزية ايضا.‏» —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٧‏.‏

      ١،‏ ٢ ما هو اختبار كثيرين ممن صاروا مسيحيين اليوم؟‏

      تربَّى كثيرون من قراء برج المراقبة الحاليين دون معرفة حق اللّٰه.‏ وربما تكونون احدهم.‏ فإذا كان الامر كذلك،‏ فتذكَّروا كيف شعرتم عندما ابتدأت عينا فهمكم تنفتح.‏ مثلا،‏ ألم ترتاحوا عندما فهمتم للمرة الاولى ان الموتى لا يتألمون لكنهم في حالة عدم وعي؟‏ أولم تتعزَّوا عندما علمتم برجاء الموتى،‏ ان البلايين سيُقامون الى الحياة في عالم اللّٰه الجديد؟‏ —‏ جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠؛‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ٢ وماذا عن وعد اللّٰه بإنهاء الشر وتحويل هذه الارض الى فردوس؟‏ عندما علمتم بذلك،‏ ألم تتعزَّوا وتمتلئوا توقعا شديدا؟‏ كيف شعرتم عندما علمتم للمرة الاولى بإمكانية عدم الموت ابدا بل العيش في ذاك الفردوس الارضي القادم؟‏ لا شك انكم ابتهجتم.‏ نعم،‏ لقد تسلَّمتم رسالة اللّٰه المعزِّية التي يكرز بها الآن شهود يهوه حول الارض.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٩-‏١١،‏ ٢٩؛‏ يوحنا ١١:‏٢٦؛‏ رؤيا ٢١:‏٣-‏٥‏.‏

      ٣ لماذا يعاني الذين يخبرون الآخرين برسالة اللّٰه المعزِّية ضيقا ايضا؟‏

      ٣ لكن،‏ عندما حاولتم اخبار الآخرين برسالة الكتاب المقدس،‏ ادركتم ايضا ان «الايمان ليس للجميع.‏» (‏٢ تسالونيكي ٣:‏٢‏)‏ فربما استهزأ بكم بعض اصدقائكم السابقين بسبب تعبيركم عن الايمان بوعود الكتاب المقدس.‏ وربما عانيتم ايضا الاضطهاد بسبب متابعتكم درس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ وقد تكون المقاومة اشتدت عندما ابتدأتم بصنع التغييرات لجعل حياتكم تنسجم مع مبادئ الكتاب المقدس.‏ وابتدأتم تمرّون بالضيق الذي يجلبه الشيطان وعالمه على كل مَن يقبلون تعزية اللّٰه.‏

      ٤ بأية طريقتين مختلفتين قد يتجاوب المهتمون حديثا مع الضيق؟‏

      ٤ من المؤسف ان الضيق،‏ كما انبأ يسوع،‏ يجعل البعض يعثرون ويتوقفون عن معاشرة الجماعة المسيحية.‏ (‏متى ١٣:‏٥،‏ ٦،‏ ٢٠،‏ ٢١‏)‏ وآخرون يحتملون الضيق بإبقاء اذهانهم مركَّزة على الوعود المعزِّية التي يتعلَّمونها.‏ وأخيرا ينذرون حياتهم ليهوه ويعتمدون كتلاميذ لابنه،‏ يسوع المسيح.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ مرقس ٨:‏٣٤‏)‏ طبعا،‏ لا يتوقف الضيق عندما يعتمد المسيحي.‏ مثلا،‏ ان محافظة الشخص الذي كان فاسدا ادبيا على الطهارة يمكن ان تكون صراعا حادا.‏ ويضطر آخرون ان يحتملوا المقاومة المستمرة من اعضاء العائلة غير المؤمنين.‏ ومهما كان الضيق،‏ فإن كل مَن يسلكون بأمانة بموجب حياة الانتذار للّٰه يمكنهم ان يكونوا على يقين من امر واحد.‏ انهم سيلمسون شخصيا تعزية اللّٰه ومساعدته.‏

      ‏«اله كل تعزية»‏

      ٥ بمَ شعر بولس فيما كان يعاني تجارب كثيرة؟‏

      ٥ كان الرسول بولس احد الذين قدَّروا بعمق التعزية التي يزوِّدها اللّٰه.‏ فبعد وقت عصيب خصوصا في أسيا ومكدونية،‏ شعر براحة كبيرة عندما سمع ان جماعة كورنثوس تجاوبت مع رسالة التوبيخ التي ارسلها.‏ فدفعه ذلك الى كتابة رسالة ثانية اليهم تحتوي على تعبير التسبيح التالي:‏ «مبارك اللّٰه ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرأفة [«المراحم الرقيقة،‏» ع‌ج‏] وإله كل تعزية الذي يعزِّينا في كل ضيقتنا.‏» —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٦ ماذا نتعلَّم من كلمات بولس في ٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏؟‏

      ٦ ان في هذه الكلمات الموحى بها معلومات كثيرة.‏ فلنحلِّلها معا.‏ عندما يعبِّر بولس عن التسبيح او الشكر للّٰه او يلتمس منه شيئا في رسائله،‏ نجد عادة انه يعبِّر ايضا عن تقدير عميق ليسوع،‏ رأس الجماعة المسيحية.‏ (‏رومية ١:‏٨؛‏ ٧:‏٢٥؛‏ افسس ١:‏٣؛‏ عبرانيين ١٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ لذلك،‏ يوجِّه بولس تعبير التسبيح هذا الى ‹اللّٰه ابي ربنا يسوع المسيح.‏›‏ انه يستعمل ايضا،‏ وللمرة الاولى في كتاباته،‏ اسما يونانيا مترجما الى «مراحم رقيقة.‏» ويشتَق هذا الاسم من كلمة تُستعمَل للتعبير عن الحزن على تألُّم شخص آخر.‏ فيصف بولس مشاعر اللّٰه الرقيقة نحو ايّ من خدامه الامناء الذين يعانون ضيقا —‏ المشاعر الرقيقة التي تدفع اللّٰه الى العمل برحمة لمصلحتهم.‏ وأخيرا،‏ تطلع بولس الى يهوه بصفته مصدر هذه الصفة المرغوب فيها فدعاه ‏‹ابا المراحم الرقيقة.‏›‏

      ٧ لماذا يمكن القول ان يهوه «اله كل تعزية»؟‏

      ٧ تُنتج «مراحم [اللّٰه] الرقيقة» الراحة للذي يعاني ضيقا.‏ لذلك يمضي بولس ليصف يهوه بأنه «اله كل تعزية.‏» فمهما كانت التعزية التي قد نستمدها من لطف الرفقاء المؤمنين،‏ يمكننا ان نتطلع الى يهوه بصفته المصدر.‏ فالتعزية الحقيقية والدائمة لا يمكن ان تنشأ إلا من اللّٰه.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ انه هو مَن خلق الانسان على صورته،‏ ممكِّنا ايانا بالتالي من ان نكون معزِّين.‏ وروح اللّٰه القدوس هو مَن يدفع خدامه الى اظهار رحمة رقيقة للذين هم بحاجة الى التعزية.‏

      مدرَّبون لنكون معزِّين

      ٨ مع ان اللّٰه ليس مصدر تجاربنا،‏ ايّ تأثير مفيد يمكن ان يتركه احتمال الضيق فينا؟‏

      ٨ في حين ان يهوه اللّٰه يسمح بالتجارب المتنوعة التي تأتي على خدامه الامناء،‏ فهو ليس مصدر تجارب كهذه على الاطلاق.‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ لكنَّ التعزية التي يزوِّدها عندما نحتمل الضيق يمكن ان تدرِّبنا لنشعر اكثر بحاجات الآخرين.‏ وبأية نتيجة؟‏ «حتى نستطيع ان نعزِّي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزَّى نحن بها من اللّٰه.‏» (‏٢ كورنثوس ١:‏٤‏)‏ فيهوه يدرِّبنا لنشترك بفعّالية في تعزيته مع الرفقاء المؤمنين والذين نلتقيهم في خدمتنا فيما نتمثَّل بالمسيح و‹نعزِّي كل النائحين.‏› —‏ اشعياء ٦١:‏٢؛‏ متى ٥:‏٤‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ ماذا سيساعدنا على احتمال الالم؟‏ (‏ب)‏ كيف يتعزَّى الآخرون عندما نحتمل الضيق بأمانة؟‏

      ٩ احتمل بولس آلامه الكثيرة بفضل التعزية الكبيرة التي نالها من اللّٰه بواسطة المسيح.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٥‏)‏ ويمكننا نحن ايضا ان ننال تعزية كبيرة بالتأمل في وعود اللّٰه الثمينة،‏ بالصلاة طلبا لدعم روحه القدوس،‏ وبالشعور باستجابة اللّٰه لصلواتنا.‏ وهكذا نتقوَّى للاستمرار في تأييد سلطان يهوه والاثبات ان ابليس كذاب.‏ (‏ايوب ٢:‏٤؛‏ امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وكبولس،‏ عندما نحتمل بأمانة ايّ شكل من اشكال الضيق،‏ ينبغي ان نعطي كل الفضل ليهوه الذي تُمكِّن تعزيته المسيحيين من البقاء امناء تحت التجربة.‏ ولاحتمال المسيحيين الامناء اثر معزٍّ في معشر الاخوة،‏ اذ يجعل الآخرين يصمِّمون على «احتمال نفس الآلام.‏» —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٦‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ ما هي بعض الامور التي سبَّبت الالم للجماعة في كورنثوس القديمة؟‏ (‏ب)‏ كيف عزَّى بولس جماعة كورنثوس،‏ وأيّ رجاء عبَّر عنه؟‏

      ١٠ كانت للكورنثيين حصتهم من الآلام التي يقاسيها جميع المسيحيين الحقيقيين.‏ وفوق كل ذلك،‏ كانوا بحاجة الى المشورة لفصل عاهر غير تائب.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١،‏ ٢،‏ ١١،‏ ١٣‏)‏ فعدم اتخاذهم هذا الاجراء وعدم انهائهم النزاع والانقسامات كانا قد ألحقا العار بالجماعة.‏ لكنهم طبَّقوا اخيرا مشورة بولس وأعربوا عن توبة اصيلة.‏ لذلك مدحهم بحرارة وذكر ان تجاوبهم الحسن مع رسالته عزَّاه.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏٨،‏ ١٠،‏ ١١،‏ ١٣‏)‏ ومن الواضح ان الشخص المفصول تاب ايضا.‏ فنصحهم بولس ان ‹يسامحوه ويعزُّوه لئلا يُبتلع مثل هذا من الحزن المفرط.‏› —‏ ٢ كورنثوس ٢:‏٧‏.‏

      ١١ لا شك ان رسالة بولس الثانية عزَّت جماعة كورنثوس.‏ وهذا كان احد اهدافه.‏ اوضح:‏ «رجاؤنا من اجلكم ثابت.‏ عالمين انكم كما انتم شركاء في الآلام كذلك [«ستشتركون،‏» ع‌ج‏] في التعزية ايضا.‏» (‏٢ كورنثوس ١:‏٧‏)‏ وفي ختام رسالته حث بولس:‏ «تعزَّوا .‏ .‏ .‏ وإله المحبة والسلام سيكون معكم.‏» —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏.‏

      ١٢ إلامَ يحتاج جميع المسيحيين؟‏

      ١٢ يا له من درس مهم يمكن ان نتعلَّمه من ذلك!‏ ان كل اعضاء الجماعة المسيحية يحتاجون الى «التعزية» التي يزوِّدها اللّٰه بواسطة كلمته،‏ روحه القدوس،‏ وهيئته الارضية.‏ حتى المفصولون قد يحتاجون الى التعزية اذا تابوا عن مسلكهم الخاطئ وقوَّموه.‏ لذلك اسَّس «العبد الامين الحكيم» تدبيرا رحيما لمساعدتهم.‏ فمرة في السنة يمكن ان يزور شيخان بعض المفصولين.‏ فربما لم يعد هؤلاء يظهرون موقفا متمردا او يمارسون خطية جسيمة وقد يحتاجون الى المساعدة على اتخاذ الخطوات الضرورية لكي يعودوا.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥؛‏ حزقيال ٣٤:‏١٦‏.‏

      ضيقة بولس في أسيا

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ كيف وصف بولس ضيقة شديدة مرّ بها في أسيا؟‏ (‏ب)‏ اية حادثة ربما كان بولس يفكِّر فيها؟‏

      ١٣ لا مجال للمقارنة بين الالم الذي قاسته جماعة كورنثوس حتى هذه المرحلة والضيقات الكثيرة التي اضطر بولس ان يحتملها.‏ لذلك استطاع ان يذكِّرهم:‏ «لا نريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة ضيقتنا التي اصابتنا في أسيا اننا تثقَّلنا جدا فوق الطاقة حتى أيسنا [«كنا على غير يقين،‏» ع‌ج‏] من الحياة ايضا.‏ لكن كان لنا في انفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على انفسنا بل على اللّٰه الذي يقيم الاموات.‏ الذي نجَّانا من موت مثل هذا وهو ينجِّي.‏ الذي لنا رجاء فيه انه سينجِّي ايضا فيما بعد.‏» —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٨-‏١٠‏.‏

      ١٤ يعتقد بعض علماء الكتاب المقدس ان بولس كان يشير الى الشغب في افسس الذي كان يمكن ان يكلِّف بولس ورفيقيه في السفر،‏ غايوس وأرسترخس المكدونيَّين،‏ حياتهم.‏ فهذان المسيحيان أُخذا بالقوة الى مسرح كان يعجّ برعاع «صارخين نحو مدة ساعتين عظيمة هي ارطاميس [الاهة] الافسسيين.‏» وأخيرا،‏ نجح رسمي في المدينة في تهدئة الجمع.‏ ولا بد ان هذا التهديد لحياة غايوس وأرسترخس اقلق بولس كثيرا.‏ وفي الواقع،‏ اراد ان يذهب الى هناك ليحاول اقناع الرعاع المتعصبين،‏ لكنه مُنع من المجازفة بحياته هكذا.‏ —‏ اعمال ١٩:‏٢٦-‏٤١‏.‏

      ١٥ ايّ وضع متطرف ربما يوصف في ١ كورنثوس ١٥:‏٣٢‏؟‏

      ١٥ ولكن،‏ ربما كان بولس يصف وضعا متطرفا اكثر بكثير من الحادثة الآنفة الذكر.‏ فقد سأل في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس:‏ «ان كنت كإنسان قد حاربت وحوشا في افسس فما المنفعة لي.‏» (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٢‏)‏ وقد يعني هذا ان حياة بولس لم تكن مهدَّدة فقط من قِبَل اناس متوحشين بل ايضا من قِبَل حيوانات برية حرفية في مدرَّج افسس.‏ فالمجرمون كانوا يُعاقبون احيانا بإجبارهم على مصارعة الوحوش البرية فيما تشاهدهم الجموع المتعطشة الى الدم.‏ وإذا كان بولس يعني انه واجه وحوشا برية حرفية،‏ فلا بد انه نجا بأعجوبة في اللحظة الاخيرة من موت وحشي،‏ تماما كما أُنقذ دانيال من فم اسود حرفية.‏ —‏ دانيال ٦:‏٢٢‏.‏

      امثلة عصرية

      ١٦ (‏أ)‏ لماذا يمكن ان يتفهم كثيرون من شهود يهوه الضيقات التي عاناها بولس؟‏ (‏ب)‏ ممَّ يمكننا ان نكون على يقين في ما يتعلق بالذين ماتوا بسبب ايمانهم؟‏ (‏ج)‏ ايّ تأثير جيد ينتج عندما ينجو المسيحيون من موت محتَّم؟‏

      ١٦ يمكن ان يكون للضيقات التي عاناها بولس معنى لمسيحيين عصريين كثيرين.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٧‏)‏ فالمسيحيون اليوم هم ايضا ‹متثقلون جدا فوق طاقتهم،‏› وواجه كثيرون اوضاعا فيها ‹كانوا على غير يقين من الحياة.‏› (‏٢ كورنثوس ١:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومات البعض على ايدي جماعة من القتلة والمضطهِدين المتوحشين.‏ ويمكننا ان نكون على يقين من ان قوة اللّٰه المعزِّية مكَّنتهم من الاحتمال وأنهم ماتوا بقلوب وعقول مركَّزة بثبات على اتمام رجائهم،‏ سواء كان رجاء سماويا او رجاء ارضيا.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣؛‏ فيلبي ٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏؛‏ رؤيا ٢:‏١٠‏)‏ وفي حالات اخرى،‏ وجَّه يهوه الامور،‏ وأُنقذ اخوتنا من الموت.‏ ولا شك ان الذين لمسوا انقاذا كهذا ازدادت ثقتهم ‏‹باللّٰه الذي يقيم الاموات.‏› (‏٢ كورنثوس ١:‏٩‏)‏ وصار بإمكانهم بعد ذلك ان يتكلموا باقتناع اكبر وهم يخبرون الآخرين برسالة اللّٰه المعزّية.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ١٧-‏١٩ اية اختبارات تظهر ان اخوتنا في رواندا اشتركوا في تعزية اللّٰه؟‏

      ١٧ مرّ مؤخرا اخوتنا الاعزاء في رواندا باختبار مماثل لاختبار بولس ورفيقَيه.‏ فقد خسر كثيرون حياتهم،‏ لكنَّ جهود الشيطان لتقويض ايمانهم باءت بالفشل.‏ وبدلا من ذلك،‏ لمس اخوتنا في هذا البلد تعزية اللّٰه بطرائق شخصية عديدة.‏ فأثناء الابادة الجماعية للتوتسي والهوتو العائشين في رواندا،‏ جازف افراد من الهوتو بحياتهم لحماية افراد من التوتسي وحمى افراد من التوتسي افرادا من الهوتو.‏ والبعض قتلهم المتطرفون لأنهم حموا رفقاءهم المؤمنين.‏ مثلا،‏ قُتل شاهد من الهوتو يدعى ڠاهيزي بعد ان خبَّأ اختا من التوتسي تدعى شانتال.‏ وجان زوج شانتال،‏ وهو من التوتسي،‏ خبَّأته في مكان آخر اخت من الهوتو تدعى شارلوت.‏ فبقي جان وأخ آخر من التوتسي مختبئَين طوال ٤٠ يوما في مدخنة كبيرة،‏ لا يخرجان الا فترات قصيرة اثناء الليل.‏ وخلال كل هذا الوقت،‏ كانت شارلوت تزوِّدهما بالطعام والحماية رغم انها تعيش بالقرب من معسكر جيش للهوتو.‏ وفي هذه الصفحة،‏ يمكنكم ان تروا صورة لجان وشانتال اللذين اتحدا ثانية،‏ وهما شاكران ان رفيقيهما العابدَين من الهوتو «وضعا عنقيهما» من اجلهما كما فعل بريسكلا وأكيلا من اجل الرسول بولس.‏ —‏ رومية ١٦:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٨ وهنالك شاهد آخر من الهوتو،‏ واسمه رواكابوبو،‏ مدحته صحيفة إنتاريمارا على حمايته رفقاء مؤمنين من التوتسي.‏a ذكرت:‏ «هنالك ايضا رواكابوبو،‏ واحد من شهود يهوه،‏ الذي ظل يخبئ اشخاصا من اخوته (‏هكذا يدعو الرفقاء المؤمنون واحدهم الآخر)‏ هنا وهناك.‏ وكان يقضي اليوم بكامله حاملا اليهم الطعام ومياه الشرب مع انه مصاب بالربو.‏ لكنَّ اللّٰه منحه قوة غير عادية.‏»‏

      ١٩ تأملوا ايضا في زوجَين مهتمَّين من الهوتو يدعيان نيكودام وأتانازي.‏ قبل ابتداء الابادة الجماعية،‏ كان هذان الزوجان يدرسان الكتاب المقدس مع شاهد من التوتسي يدعى ألفونس.‏ فخبَّأا ألفونس في بيتهما مجازفَين بحياتهما.‏ وأدركا لاحقا ان المنزل لم يكن مكانا آمنا لأن جيرانهما الذين من الهوتو عرفوا بأمر صديقهما الذي من التوتسي.‏ لذلك،‏ خبَّأ نيكودام وأتانازي ألفونس في حفرة في فنائهما.‏ وكان ذلك اجراء حكيما لأن الجيران ابتدأوا يأتون بحثا عن ألفونس كل يوم تقريبا.‏ وفيما كان ألفونس في هذه الحفرة طيلة ٢٨ يوما،‏ كان يتأمل في روايات الكتاب المقدس كرواية راحاب التي خبَّأت اسرائيليَّين على سطح بيتها في اريحا.‏ (‏يشوع ٦:‏١٧‏)‏ واليوم يتابع ألفونس خدمته في رواندا ككارز بالبشارة،‏ شاكرا ان تلميذَيه للكتاب المقدس اللذين من الهوتو جازفا بحياتهما من اجله.‏ وماذا عن نيكودام وأتانازي؟‏ انهما الآن شاهدان ليهوه معتمدان ويديران اكثر من ٢٠ درسا في الكتاب المقدس مع اشخاص مهتمين.‏

      ٢٠ كيف زوَّد يهوه التعزية لإخوتنا في رواندا،‏ ولكن اية حاجة مستمرة لدى كثيرين منهم؟‏

      ٢٠ عندما ابتدأت الابادة الجماعية في رواندا،‏ كان هنالك ٥٠٠‏,٢ منادٍ بالبشارة في البلد.‏ ومع ان المئات خسروا حياتهم او أُجبروا على الهرب من البلد،‏ ازداد عدد الشهود الى اكثر من ٠٠٠‏,٣.‏ وهذا دليل على ان اللّٰه زوَّد التعزية فعلا لإخوتنا.‏ وماذا عن اليتامى والارامل الكثيرين بين شهود يهوه؟‏ طبعا،‏ لا يزال هؤلاء يعانون ضيقا ويحتاجون الى التعزية المستمرة.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ فدموعهم لن تُمسح كاملا إلا عندما تحدث القيامة في عالم اللّٰه الجديد.‏ ولكنهم يتمكَّنون من مواجهة ظروف الحياة بفضل مساعدة اخوتهم ولأنهم يعبدون «اله كل تعزية.‏»‏

      ٢١ (‏أ)‏ في اية اماكن ايضا اخوتنا هم بحاجة ماسة جدا الى تعزية اللّٰه،‏ وما هي احدى الطرائق التي بها يمكننا جميعا ان نقدِّم المساعدة؟‏ (‏انظروا الاطار «التعزية خلال اربع سنوات من الحرب.‏»)‏ (‏ب)‏ متى ستُشبَع كاملا حاجتنا الى التعزية والراحة؟‏

      ٢١ في اماكن اخرى عديدة مثل ارتريا،‏ سنڠافورة،‏ ويوغوسلاڤيا السابقة،‏ يستمر اخوتنا في خدمة يهوه بأمانة رغم الضيق.‏ فلنساعد هؤلاء الاخوة بأن نتضرع دائما ان ينالوا التعزية.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏١١‏)‏ ولنحتمل بأمانة حتى ‹يمسح اللّٰه كل دمعة من عيوننا› بالمعنى الاكمل بواسطة يسوع المسيح.‏ عندئذ سنلمس كاملا التعزية والراحة اللتين سيزوِّدهما يهوه في عالمه الجديد البار.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١٧؛‏ ٢١:‏٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

  • التعزية خلال اربع سنوات من الحرب
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • التعزية خلال اربع سنوات من الحرب

      خلال سنوات الحرب الاربع في مقاطعة يوغوسلاڤيا السابقة،‏ عانى كثيرون المشقات والعوز الشديد.‏ وكان بينهم مئات من شهود يهوه استمروا بأمانة في عبادة «اله كل تعزية.‏» —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣‏.‏

      في ساراييڤو،‏ عانى الناس مشقة اضافية بسبب العيش في مدينة كبيرة كانت تحت الحصار طوال الحرب.‏ وكان هنالك نقص في الكهرباء،‏ الماء،‏ الحطب،‏ والطعام.‏ فكيف عملت جماعة شهود يهوه في ساراييڤو في هذه الاوضاع العصيبة؟‏ جازف المسيحيون من بلدان مجاورة بحياتهم لجلب كمية كبيرة من مؤن الاغاثة.‏ (‏انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١ تشرين الثاني ١٩٩٤،‏ الصفحات ٢٣-‏٢٧‏.‏)‏ وتَشارك ايضا الاخوة في ساراييڤو في ما كانوا يملكونه،‏ مشدِّدين اولا على الاشتراك في الامور الروحية.‏ وخلال الحصار قدَّم ناظر مسيحي في تلك المدينة التقرير التالي:‏

      ‏«نحن نقدِّر اجتماعاتنا كثيرا.‏ فنسير زوجتي وأنا،‏ مع ٣٠ شخصا آخر،‏ ١٥ كيلومترا [٩ اميال] ذهابا الى الاجتماعات.‏ وأحيانا كان يُعلَن ان الماء سيُزوَّد خلال الاوقات التي تُعقَد فيها الاجتماعات.‏ فماذا كان الاخوة يفعلون؟‏ هل يبقون في البيت ام يحضرون الاجتماعات؟‏ لقد كان اخوتنا يفضِّلون ان يحضروا الاجتماعات.‏ ويساعد الاخوة واحدهم الآخر دائما؛‏ ويتشاركون في اي شيء يملكونه،‏ مهما كان.‏ تعيش احدى الاخوات في جماعتنا في ضواحي المدينة،‏ قرب الغابة؛‏ لذلك من الاسهل عليها قليلا ان تحصل على بعض الحطب.‏ وهي تعمل ايضا في احد المخابز،‏ وتنال الطحين اجرًا لها.‏ وحين يكون ممكنا،‏ تخبز رغيف خبز كبيرا وتجلبه الى الاجتماع.‏ وبعد الاجتماع،‏ تعطي كل شخص قطعة وهو خارج.‏

      ‏«من المهم ألّا يشعر ابدا ايّ اخ او اخت بأنه مُهمَل.‏ فلا احد يعرف مَن منا سيكون الشخص التالي الذي يحتاج الى المساعدة في الظروف الصعبة.‏ فعندما غطى الجليد الطرقات وكانت احدى الاخوات مريضة،‏ جرَّها الاخوة الشبان الاقوياء الى الاجتماعات على عربة جليد.‏

      ‏«نشارك جميعا في عمل الكرازة،‏ ويهوه يبارك جهودنا.‏ فقد رأى وضعنا الاليم في البوسنة،‏ لكنه باركنا بزيادة —‏ زيادة لم نشهدها قبل الحرب.‏»‏

      وبشكل مماثل،‏ في انحاء اخرى مزَّقتها الحرب من يوغوسلاڤيا السابقة،‏ تمتع شهود يهوه بزيادات رغم المشقات الصعبة.‏ ومن مكتب شهود يهوه في كرواتيا يأتي هذا التقرير عن فريق من الشهود:‏ «واجه الاخوة الذين يعيشون في ڤيليكا كلادوشا اوقاتا صعبة جدا.‏ فقد هوجمت البلدة في عدة مناسبات.‏ وكان على الاخوة ان يوضحوا حيادهم للقوات الكرواتية،‏ الصِّربية،‏ ومختلف المقاتلين الاسلاميين.‏ صحيح انه كان عليهم ان يحتملوا الكثير —‏ السجن،‏ الضرب،‏ الجوع،‏ خطر الموت.‏ لكنَّهم بقوا جميعا امناء وتمتعوا بالامتياز الرائع ان يروا بركة يهوه على نشاطاتهم.‏»‏

      رغم هذه المشقات،‏ لا يزال شهود يهوه في ڤيليكا كلادوشا وبيهاتش المجاورة يتمتعون بالزيادات فيما يخبرون جيرانهم بغيرة برسالة التعزية التي يزوِّدها اللّٰه.‏ ويدير ما مجموعه ٢٦ ناشرا للملكوت من هاتين المنطقتين ٣٩ درسا بيتيا في الكتاب المقدس!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة