مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه —‏ ابونا الرقيق في رأفته
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • يهوه —‏ ابونا الرقيق في رأفته

      ‏«يهوه رقيق في المودة جدا ورؤوف.‏» —‏ يعقوب ٥:‏١١‏،‏ حاشية ع‌ج.‏

      ١ لماذا ينجذب المتَّضعون الى يهوه اللّٰه؟‏

      الكون فسيح جدا حتى ان علماء الفلك لا يستطيعون ان يعدّوا كل مجرّاته.‏ ومجرّتنا،‏ درب التبانة،‏ فسيحة جدا حتى ان الانسان لا يستطيع ان يعدّ كل نجومها.‏ وبعض النجوم،‏ مثل قلب العقرب،‏ اكبر وأسطع من شمسنا بآ‌لاف المرات.‏ فكم هو قدير دون شك الخالقُ العظيم لكل النجوم في الكون!‏ فعلا،‏ انه «الذي يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء.‏» (‏اشعياء ٤٠:‏٢٦‏)‏ ومع ذلك،‏ فإن هذا الاله الموحي بالرهبة عينه هو ايضا «رقيق في المودة جدا ورؤوف.‏» فكم هي منعشة معرفة كهذه لخدام يهوه المتواضعين،‏ وخصوصا لاولئك الذين يعانون الاضطهاد،‏ المرض،‏ الاكتئاب،‏ او مشقات اخرى!‏

      ٢ كيف ينظر اناس هذا العالم غالبا الى العواطف الرقيقة؟‏

      ٢ يعتبر كثيرون العواطف الارقّ،‏ مثل «المودة الرقيقة والرأفة» التي للمسيح،‏ ضعفات.‏ (‏فيلبي ٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبسبب تأثُّرهم بفلسفة التطور،‏ يشجِّعون الناس على وضع انفسهم اولا حتى ولو عنى ذلك الدوس على مشاعر الآخرين.‏ فعدد من نجوم التسلية والرياضة هم معتدّون لا يذرفون الدموع او يظهرون المودة الرقيقة.‏ ويتصرف بعض الحكام السياسيين بطريقة مماثلة.‏ فقد شدَّد الفيلسوف الرواقي سنيكا،‏ الذي علَّم الامبراطور القاسي نيرون،‏ ان «الشفقة هي ضعف.‏» وتذكر دائرة معارف مكلنتوك وسترونڠ:‏ «ان تأثير الرواقية .‏ .‏ .‏ لا يزال موجودا في اذهان الناس حتى في الوقت الحاضر.‏»‏

      ٣ كيف وصف يهوه نفسه لموسى؟‏

      ٣ وبالتباين مع ذلك،‏ فإن شخصية خالق الجنس البشري تبهج القلب.‏ فقد وصف نفسه لموسى بهذه الكلمات:‏ «الرب اله رؤوف رحيم،‏ بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء .‏ .‏ .‏ اغفر الاثم والمعصية والخطيئة.‏ ولكني لا اعفي المذنب من العقاب.‏» (‏خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ صحيح ان يهوه اختتم هذا الوصف لنفسه بإبراز عدله.‏ فهو لن يعفي الخطاة المتعمِّدين من العقاب المستحَق.‏ ومع ذلك،‏ يصف نفسه اولا بأنه اله رحيم.‏

      ٤ ما هو المعنى الذي يبهج القلب للكلمة العبرانية المترجمة غالبا «رحمة»؟‏

      ٤ يجري التفكير احيانا في الكلمة «رحمة» بمعناها القضائي الخالي من الشعور للامتناع عن العقاب.‏ ولكنَّ مقارنة ترجمات الكتاب المقدس تُظهر المعنى الغني للنعت العبراني المشتق من الفعل رَحَم.‏ فاستنادا الى بعض العلماء،‏ يعني جذره «ان يكون طريا.‏» والفعل «‏رَحَم،‏»‏ يوضح كتاب مرادفات العهد القديم،‏ «يعبِّر عن شعور الرأفة العميق والرقيق،‏ كالذي تثيره رؤية الضعف او الالم عند اعزائنا او المحتاجين الى مساعدتنا.‏» ويمكن ايجاد تعريفات اخرى تبهج القلب لهذه الصفة المرغوب فيها في بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ الصفحات ٣٧٥-‏٣٧٩،‏ بالانكليزية.‏

      ٥ كيف ظهرت الرحمة في الناموس الموسوي؟‏

      ٥ تَظهر مودة اللّٰه الرقيقة بوضوح في الناموس الذي اعطاه لأمة اسرائيل.‏ فالمحرومون،‏ كالارامل،‏ اليتامى،‏ والفقراء،‏ كان يجب معاملتهم برأفة.‏ (‏خروج ٢٢:‏٢٢-‏٢٧؛‏ لاويين ١٩:‏٩،‏ ١٠؛‏ تثنية ١٥:‏٧-‏١١‏)‏ والجميع،‏ بمن فيهم العبيد والحيوانات،‏ كان يجب ان يستفيدوا من سبت الراحة الاسبوعي.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٠‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كان اللّٰه يلاحظ الافراد الذين يعاملون الفقراء برقة.‏ تذكر الامثال ١٩:‏١٧‏:‏ «مَنْ يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه.‏»‏

      حدود الرأفة الالهية

      ٦ لماذا ارسل يهوه انبياء ورسلا الى شعبه؟‏

      ٦ كان الاسرائيليون يحملون اسم اللّٰه ويقدِّمون العبادة في الهيكل في اورشليم،‏ الذي كان «بيتا لاسم (‏يهوه)‏.‏» (‏٢ أخبار الايام ٢:‏٤؛‏ ٦:‏٣٣‏)‏ ولكن،‏ بمرور الوقت،‏ ابتدأوا يبيحون الفساد الادبي،‏ الصنمية،‏ والقتل،‏ جالبين تعييرا عظيما على اسم يهوه.‏ وانسجاما مع شخصيته الرؤوفة،‏ حاول اللّٰه بصبر ان يقوِّم هذا الوضع السيِّئ دون جلب الكارثة على كامل الامة.‏ «ارسل .‏ .‏ .‏ عن يد رسله مبكرا ومرسلا لأنه (‏ترأف)‏ على شعبه وعلى مسكنه.‏ فكانوا يهزأون برسل اللّٰه ورذلوا كلامه وتهاونوا بأنبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه حتى لم يكن شفاء.‏» —‏ ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ٧ عندما بلغت رأفة يهوه حدّها الاقصى،‏ ماذا حدث لمملكة يهوذا؟‏

      ٧ ومع ان يهوه رؤوف وبطيء الغضب،‏ فهو يعرب عن الغضب البار عندما يكون ذلك ضروريا.‏ وقديما،‏ بلغت الرأفة الالهية حدّها الاقصى.‏ نقرأ عن العواقب:‏ «فأصعد [يهوه] عليهم ملك الكلدانيين فقتل مختاريهم بالسيف في بيت مقدسهم.‏ ولم (‏يترأف)‏ على فتى او عذراء ولا على شيخ او اشيب بل دفع الجميع ليده.‏» (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٧‏)‏ وهكذا دُمِّرت اورشليم وهيكلها،‏ وأُخذت الامة الى الاسر في بابل.‏

      الرأفة على اسمه

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ لماذا اعلن يهوه انه سيترأف على اسمه؟‏ (‏ب)‏ كيف أُسكت اعداء يهوه؟‏

      ٨ ابتهجت الامم المجاورة بهذه الكارثة.‏ وبسخرية قالوا:‏ «هؤلاء شعب (‏يهوه)‏ وقد خرجوا من ارضه.‏» وإذ تأثَّر يهوه كثيرا من هذا التعيير،‏ اعلن:‏ «(‏سأترأف)‏ على اسمي القدوس .‏ .‏ .‏ فأقدس اسمي العظيم .‏ .‏ .‏ فتعلم الامم اني انا (‏يهوه)‏.‏» —‏ حزقيال ٣٦:‏٢٠-‏٢٣‏.‏

      ٩ بعد ان ظلت امته في الاسر ٧٠ سنة،‏ حرَّرهم يهوه،‏ الاله الرؤوف،‏ وسمح لهم بالعودة وإعادة بناء الهيكل في اورشليم.‏ وقد أسكت ذلك الامم المحيطة التي كانت تراقب بدهشة.‏ (‏حزقيال ٣٦:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ ولكن،‏ من المحزن ان امة اسرائيل عادت الى الممارسات الرديئة.‏ وقد ساعد نحميا،‏ احد اليهود الامناء،‏ على تقويم الوضع.‏ ففي صلاة علنية،‏ راجع تعاملات اللّٰه الرؤوفة مع الامة،‏ قائلا:‏

      ١٠ كيف أبرز نحميا رأفة يهوه؟‏

      ١٠ «في وقت ضيقهم صرخوا اليك وأنت من السماء سمعت وحسب مراحمك الكثيرة اعطيتهم مخلِّصين خلَّصوهم من يد مضايقيهم.‏ ولكن لما استراحوا رجعوا الى عمل الشر قدامك فتركتهم بيد اعدائهم فتسلطوا عليهم ثم رجعوا وصرخوا اليك وأنت من السماء سمعت وأنقذتهم حسب مراحمك الكثيرة احيانا كثيرة.‏ .‏ .‏ .‏ احتملتهم سنين كثيرة.‏» —‏ نحميا ٩:‏٢٦-‏٣٠‏؛‏ انظروا ايضا اشعياء ٦٣:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١١ ايّ تباين هنالك بين يهوه وآلهة البشر؟‏

      ١١ وأخيرا،‏ بعدما رفضت الامة اليهودية ابن اللّٰه الحبيب بقساوة،‏ خسرت حظوتها الى الابد.‏ فقد دام ارتباط اللّٰه الوليّ بهم اكثر من ٥٠٠‏,١ سنة.‏ وسيبقى ذلك شهادة ابدية على واقع ان يهوه هو فعلا اله رحمة.‏ فيا له من تباين حادّ مع الآلهة القاسية والمعبودات العديمة الشعور التي اخترعها البشر الخطاة!‏ —‏ انظروا الصفحة ٨.‏

      اعظم تعبير عن الرأفة

      ١٢ ماذا كان اعظم تعبير عن رأفة اللّٰه؟‏

      ١٢ ان اعظم تعبير عن رأفة اللّٰه كان ارساله ابنه الحبيب الى الارض.‏ حقا،‏ ان سيرة يسوع المستقيمة فرَّحت يهوه كثيرا،‏ مما زوَّده جوابا كاملا عن تهم ابليس الباطلة.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ ولكن،‏ في الوقت عينه،‏ لا شك ان رؤية ابنه الحبيب يموت ميتة قاسية ومخزية سبَّبت ليهوه الما اعظم من ايّ الم كان على ايّ والد بشري ان يتحمله على الاطلاق.‏ لقد كان ذلك تضحية حبية جدا،‏ مما فتح الطريق لخلاص الجنس البشري.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وكما سبق وأنبأ زكريا،‏ ابو يوحنا المعمدان،‏ عظَّم ذلك «رأفة الهنا الرقيقة.‏» —‏ لوقا ١:‏٧٧،‏ ٧٨‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٣ بأية طريقة مهمة عكس يسوع شخصية ابيه؟‏

      ١٣ وإرسال ابن اللّٰه الى الارض اعطى ايضا الجنس البشري رؤية اوضح لشخصية يهوه.‏ وكيف ذلك؟‏ لأن يسوع عكس كاملا شخصية ابيه،‏ وخصوصا بالرأفة الرقيقة التي عامل بها المتضعين!‏ (‏يوحنا ١:‏١٤؛‏ ١٤:‏٩‏)‏ وفي هذا الخصوص،‏ يستعمل كتبة الاناجيل الثلاثة متى،‏ مرقس،‏ ولوقا الفعل اليوناني سپلاجخنيزوماي،‏ الذي يأتي من الكلمة اليونانية المقابلة لِـ‍ «احشاء.‏» و «من اشتقاقه،‏» يوضح عالِم الكتاب المقدس وليم باركلي،‏ «يمكن ان يُرى انه لا يصف شفقة او رأفة عادية،‏ بل عاطفة تحرِّك الشخص الى اعماق كيانه.‏ انه اقوى كلمة في اليونانية للتعبير عن شعور الرأفة.‏» ويُترجم بأشكال مختلفة «اشفق» او «تحنن.‏» —‏ مرقس ٦:‏٣٤؛‏ ٨:‏٢‏.‏

      عندما اشفق يسوع

      ١٤،‏ ١٥ كيف يتحنن يسوع في مدينة في الجليل،‏ وماذا يوضح ذلك؟‏

      ١٤ مسرح الاحداث هو مدينة في الجليل.‏ يقترب رجل «مملوء برصا» من يسوع دون اعطاء التحذير المعتاد.‏ (‏لوقا ٥:‏١٢‏)‏ فهل يوبِّخه يسوع بفظاظة على عدم صراخه «نجس نجس،‏» كما هو مطلوب في ناموس اللّٰه؟‏ (‏لاويين ١٣:‏٤٥‏)‏ لا.‏ وعوضا عن ذلك،‏ يصغي يسوع الى التماس الرجل اليائس:‏ «إنْ اردتَ تقدر ان تطهرني.‏» وإذ ‹يتحنن› عليه،‏ يمد يسوع يده ويلمس الابرص،‏ قائلا:‏ «اريد فاطهر.‏» فيستعيد الرجل صحته على الفور.‏ وهكذا لا يظهر يسوع القوى العجائبية المعطاة من اللّٰه فحسب بل ايضا المشاعر الرقيقة التي تدفعه الى استخدام قوى كهذه.‏ —‏ مرقس ١:‏٤٠-‏٤٢‏.‏

      ١٥ وهل كان يلزم الاقتراب الى يسوع حتى يظهر مشاعر الرأفة؟‏ لا.‏ ففي وقت لاحق،‏ يلتقي موكبا جنائزيا خارجا من مدينة نايين.‏ لا شك ان يسوع شهد قبلا مآ‌تم عديدة،‏ لكنَّ هذا المأتم مأساوي بشكل خصوصي.‏ فالميت هو الابن الوحيد لأرملة.‏ وإذ ‹يتحنن› يسوع عليها،‏ يقترب منها ويقول:‏ «لا تبكي.‏» ثم يصنع العجيبة البارزة لإقامة ابنها الى الحياة.‏ —‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٥‏.‏

      ١٦ لماذا يشفق يسوع على الجمع الكبير الذي يتبعه؟‏

      ١٦ ان الدرس اللافت للنظر الذي يجري تعلُّمه من الحادثتين الآنفتَي الذكر هو انه عندما ‹يتحنن› يسوع،‏ يقوم بشيء ايجابي للمساعدة.‏ وفي مناسبة اخرى،‏ يتفقَّد يسوع الجموع الكبيرة التي تتبعه.‏ ويخبر متّى انه «تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.‏» (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ والفريسيون قلما يفعلون شيئا ليشبعوا الجوع الروحي لعامة الشعب.‏ وبدلا من ذلك،‏ يُثقلون المتواضعين بقواعد كثيرة غير ضرورية.‏ (‏متى ١٢:‏١،‏ ٢؛‏ ١٥:‏١-‏٩؛‏ ٢٣:‏٤،‏ ٢٣‏)‏ ونظرتهم الى عامة الشعب انكشفت عندما قالوا لاولئك الذين اصغوا الى يسوع:‏ «هذا الشعب الذي لا يفهم الناموس هو ملعون.‏» —‏ يوحنا ٧:‏٤٩‏.‏

      ١٧ كيف تؤثر شفقة يسوع على الجموع فيه،‏ وأيّ توجيه بعيد المدى يزوِّده هناك؟‏

      ١٧ بالتباين مع ذلك،‏ يتأثَّر يسوع عميقا بحالة الجموع الروحية السيئة.‏ ولكن هنالك اشخاص مهتمون اكثر من ان يعتني بهم افراديا.‏ لذلك يقول لتلاميذه ان يصلّوا من اجل مزيد من الفعلة.‏ (‏متى ٩:‏٣٥-‏٣٨‏)‏ وانسجاما مع صلوات كهذه،‏ يرسل يسوع رسله بهذه الرسالة:‏ «قد اقترب ملكوت السموات.‏» وقد خدمت الارشادات المعطاة في هذه المناسبة كتوجيه قيِّم للمسيحيين حتى الوقت الحاضر.‏ ودون شك،‏ فإن مشاعر الرأفة عند يسوع تدفعه الى اشباع الجوع الروحي للجنس البشري.‏ —‏ متى ١٠:‏٥-‏٧‏.‏

      ١٨ كيف يتجاوب يسوع عندما تتطفل الجموع على خلوته،‏ وأيّ درس نتعلَّمه من ذلك؟‏

      ١٨ وفي مناسبة اخرى،‏ يهتم يسوع مرة اخرى بالحاجات الروحية للجموع.‏ وهذه المرة،‏ يكون يسوع ورسله متعبين بعد جولة كرازية نشيطة،‏ فيطلبون مكانا ليرتاحوا.‏ ولكن سرعان ما يجدهم الناس.‏ وبدلا من ان يغضب يسوع بسبب هذا التطفل على خلوتهم،‏ يسجِّل مرقس انه «تحنن عليهم.‏» وماذا كان سبب مشاعر يسوع العميقة؟‏ «كانوا كخراف لا راعي لها.‏» ومجددا،‏ يعبِّر يسوع عن مشاعره بالعمل ويبتدئ يعلِّم الجموع «عن ملكوت اللّٰه.‏» نعم،‏ لقد تأثَّر بعمق بجوعهم الروحي حتى انه ضحى بحاجته الى الراحة ليعلِّمهم.‏ —‏ مرقس ٦:‏٣٤؛‏ لوقا ٩:‏١١‏.‏

      ١٩ كيف امتدّ اهتمام يسوع بالجموع حتى الى ابعد من حاجاتهم الروحية؟‏

      ١٩ في حين انه كان مهتما بشكل رئيسي بحاجات الناس الروحية،‏ لم يتغاضَ يسوع قط عن حاجاتهم الجسدية الاساسية.‏ ففي هذه المناسبة عينها،‏ ‹شفى ايضا المحتاجين الى الشفاء.‏› (‏لوقا ٩:‏١١‏)‏ وفي مناسبة اخرى،‏ كانت الجموع معه لفترة طويلة،‏ وكانوا بعيدين عن بيتهم.‏ وإذ شعر بحاجتهم الجسدية،‏ قال يسوع لتلاميذه:‏ «اني اشفق على الجمع لأن الآن لهم ثلاثة ايام معي وليس لهم ما يأكلون.‏ ولست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق.‏» (‏متى ١٥:‏٣٢‏)‏ والآن يفعل يسوع شيئا ليتجنب الالم المحتمَل.‏ فيزوِّد عجائبيا آلاف الرجال،‏ النساء،‏ والاولاد بوجبة ناتجة من سبعة ارغفة خبز وقليل من صغار السمك.‏

      ٢٠ ماذا نتعلم من آخر حادثة مسجَّلة عن تحنن يسوع؟‏

      ٢٠ ان آخر حادثة مسجَّلة عن تحنن يسوع هي في رحلته الاخيرة الى اورشليم.‏ فجموع كبيرة مسافرة معه للاحتفال بالفصح.‏ وفي الطريق قرب اريحا،‏ يصرخ متسولان اعميان:‏ «ارحمنا يا سيد.‏» فتحاول الجموع اسكاتهما،‏ لكنَّ يسوع يدعوهما ويسألهما ماذا يريدان ان يفعل.‏ فيلتمسان:‏ «يا سيد ان تنفتح اعيننا.‏» وإذ ‹يتحنن› عليهما،‏ يلمس اعينهما،‏ فيبصران.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٩-‏٣٤‏)‏ فيا له من درس مهم نتعلَّمه من ذلك!‏ ان يسوع على وشك دخول الاسبوع الاخير من خدمته الارضية.‏ ولديه الكثير من العمل لإنجازه قبل ان يموت ميتة قاسية على ايدي عملاء الشيطان.‏ ومع ذلك،‏ فهو لا يسمح للضغط في هذا الوقت الحرج بأن يمنعه من اظهار مشاعر الرأفة الرقيقة التي لديه تجاه الحاجات البشرية الاقل اهمية.‏

      ايضاحات تبرز الرأفة

      ٢١ ماذا يوضح تركُ السيد الدَّينَ الكبير لعبده؟‏

      ٢١ ان الفعل اليوناني سپلاجخنيزوماي،‏ المستعمَل في هذه الروايات عن حياة يسوع،‏ يُستعمل ايضا في ثلاثة من ايضاحات يسوع.‏ ففي احدى القصص،‏ يتوسل عبد طلبا للوقت ليوفي دينا كبيرا.‏ وإذ ‹يتحنن› سيده عليه،‏ يترك له الدَّين.‏ وهذا يوضح ان يهوه اللّٰه قد اظهر رأفة عظيمة في ترك دَين كبير من الخطايا لكل فرد مسيحي يمارس الايمان بذبيحة يسوع الفدائية.‏ —‏ متى ١٨:‏٢٧؛‏ ٢٠:‏٢٨‏.‏

      ٢٢ ماذا يوضح مثل الابن الضال؟‏

      ٢٢ ثم هنالك قصة الابن الضال.‏ تذكَّروا ماذا يحدث عندما يعود الابن العاصي الى البيت.‏ «وإذ كان لم يزل بعيدا رآه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله.‏» (‏لوقا ١٥:‏٢٠‏)‏ وهذا يظهر انه عندما يظهر مسيحي صار عاصيا توبة اصيلة،‏ سيشفق يهوه على الشخص ويقبله برقة.‏ وهكذا،‏ بهذين الايضاحين يظهر يسوع ان ابانا يهوه «رقيق في المودة جدا ورؤوف.‏» —‏ يعقوب ٥:‏١١‏،‏ حاشية ع‌ج.‏

      ٢٣ ايّ درس نتعلَّمه من ايضاح يسوع عن السامري الودّي؟‏

      ٢٣ والاستعمال الايضاحي الثالث للفعل سپلاجخنيزوماي يتعلق بالسامري الرؤوف الذي «تحنن» عند رؤية الحالة السيئة ليهودي سُرق وتُرك بين حي وميت.‏ (‏لوقا ١٠:‏٣٣‏)‏ وإذ عبَّر السامري عن مشاعره بالعمل،‏ قام بكل ما في وسعه لمساعدة الغريب.‏ وهذا يظهر ان يهوه ويسوع يتوقَّعان من المسيحيين الحقيقيين ان يتَّبعوا مثالَيهما في إظهار الرقة والرأفة.‏ وستُناقَش بعض الطرائق التي يمكننا بها ذلك في المقالة التالية.‏

  • يهوه —‏ ابونا الرقيق في رأفته
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ‏[الاطار في الصفحتين ١٢،‏ ١٣]‏

      تعبير تصويري عن «العناية الحبية الرقيقة»‏

      صرخ النبي ارميا:‏ «احشائي احشائي.‏» فهل كان يشكو اعتلالا معويا ناجما عن اكله شيئا فاسدا؟‏ لا.‏ فقد كان ارميا يستعمل استعارة بالعبرانية ليصف اهتمامه العميق بالكارثة التي ستحل بمملكة يهوذا.‏ —‏ ارميا ٤:‏١٩‏.‏

      بما ان يهوه اللّٰه لديه مشاعر عميقة،‏ تُستعمل ايضا الكلمة العبرانية التي تقابل «احشاء،‏» او «امعاء» (‏مِعيم)‏،‏ لوصف عواطفه الرقيقة.‏ مثلا،‏ قبل عقود من ايام ارميا،‏ اخذ ملك اشور مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط الى الاسر.‏ وسمح يهوه بذلك عقابا على خيانتهم.‏ ولكن هل نسيهم اللّٰه في السبي؟‏ لا.‏ فقد كان لا يزال متعلقا بشدة بهم كجزء من شعب عهده.‏ وإذ اشار اليهم باسم السبط البارز افرايم،‏ سأل يهوه:‏ «هل افرايم ابن عزيز لديّ او ولد مسرّ.‏ لأني كلما تكلمت به اذكره بعد ذكرا.‏ من اجل ذلك حنَّت احشائي اليه.‏ رحمة ارحمه يقول الرب.‏» —‏ ارميا ٣١:‏٢٠‏.‏

      وبقوله «حنَّت احشائي اليه،‏» استعمل يهوه صورة بلاغية لوصف مشاعر مودته العميقة لشعبه المسبي.‏ كتب عالِم الكتاب المقدس في القرن الـ‍ ١٩ إ.‏ هندرسون في تعليقه على هذا العدد:‏ «لا شيء يمكن ان يفوق الإعراب المؤثِّر عن الشعور الابوي الرقيق نحو ضالٍّ عائد،‏ الشعور الذي اظهره يهوه هنا.‏ .‏ .‏ .‏ على الرغم من انه تكلم هكذا على [الافرايميين الصنميين] وعاقبهم .‏ .‏ .‏،‏ لم ينسَهم قط،‏ بل على العكس،‏ سُرَّ بتوقع شفائهم الاخير.‏»‏

      وتُستعمل الكلمة اليونانية التي تقابل «امعاء،‏» او «احشاء،‏» بطريقة مماثلة في الاسفار اليونانية المسيحية.‏ وعندما لا تُستعمل حرفيا،‏ كما في الاعمال ١:‏١٨‏،‏ تشير الى العواطف الرقيقة للمودة او الرأفة.‏ (‏فليمون ١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وأحيانا تُضم الكلمة الى الكلمة اليونانية التي تعني «جيد» او «حسن.‏» وقد استعمل الرسولان بولس وبطرس العبارة المركَّبة عند تشجيع المسيحيين ان ‹يتصفوا بالرقة في رأفتهم،‏› مما يعني حرفيا ان يكونوا «ميّالين جيدا الى الشفقة.‏» (‏افسس ٤:‏٣٢‏،‏ ع‌ج؛‏ ١ بطرس ٣:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ويمكن ان تُضم ايضا الكلمة اليونانية التي تقابل «امعاء» الى الكلمة اليونانية پولي.‏ ويعني التركيب حرفيا «امتلاك امعاء كثيرة.‏» وتُستعمل هذه العبارة اليونانية النادرة جدا مرة واحدة فقط في الكتاب المقدس،‏ وهي تشير الى يهوه اللّٰه.‏ وتنقلها ترجمة العالم الجديد على هذا النحو:‏ «يهوه رقيق في المودة جدا.‏»‏ —‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

      فكم ينبغي ان نكون شاكرين ان الاقوى في الكون،‏ يهوه اللّٰه،‏ يختلف عن الآلهة القاسية التي اخترعها البشر العديمو الرأفة!‏ وإذ يتمثلون بإلههم «الرقيق في رأفته،‏» يندفع المسيحيون الحقيقيون الى التصرف بشكل مماثل في تعاملاتهم بعضهم مع بعض.‏ —‏ افسس ٥:‏١‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      عندما بلغت الرأفة الالهية حدّها الاقصى،‏ سمح يهوه للبابليين بأن يُخضعوا شعبه العصاة

      ‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

      لا بد ان رؤية ابنه الحبيب يموت سبَّبت ليهوه اللّٰه اعظم الم كان على ايّ شخص ان يعانيه على الاطلاق

      ‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

      عكس يسوع كاملا شخصية ابيه الرؤوفة

  • اتصِفوا بالرقة في رأفتكم
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • اتصِفوا بالرقة في رأفتكم

      ‏«البسوا .‏ .‏ .‏ مشاعر المودة الرقيقة للرأفة واللطف.‏» —‏ كولوسي ٣:‏١٢‏،‏ ع‌ج.‏

      ١ لماذا هنالك اليوم حاجة عظيمة الى الرأفة؟‏

      لم يحتَجْ في التاريخ من قبل قط اشخاص كثيرون الى هذا الحد الى المساعدة الرؤوفة.‏ ففي وجه المرض،‏ الجوع،‏ البطالة،‏ الجريمة،‏ الحروب،‏ الفوضى،‏ والكوارث الطبيعية،‏ يحتاج الملايين الى المساعدة.‏ ولكن هنالك مشكلة اخطر ايضا،‏ وهي حالة الجنس البشري الروحية اليائسة.‏ فالشيطان الذي يعرف ان وقته قصير،‏ «يضل العالم كله.‏» (‏رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٢‏)‏ لذلك فان الذين خارج الجماعة المسيحية الحقيقية هم خصوصا في خطر خسارة حياتهم،‏ والكتاب المقدس ينفي ايّ رجاء بالقيامة لاولئك الذين يُحكم عليهم خلال يوم دينونة اللّٰه القادم.‏ —‏ متى ٢٥:‏٣١-‏٣٣،‏ ٤١،‏ ٤٦؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٩‏.‏

      ٢ لماذا يمتنع يهوه عن اهلاك الاشرار؟‏

      ٢ مع ذلك،‏ يستمر يهوه اللّٰه في اظهار الصبر والرأفة لغير الشاكرين والاشرار حتى هذا الوقت المتأخر من آخر الايام.‏ (‏متى ٥:‏٤٥؛‏ لوقا ٦:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ وقد فعل ذلك للسبب عينه الذي من اجله اخَّر معاقبة امة اسرائيل الخائنة.‏ «حيّ انا يقول السيد الرب اني لا اسرُّ بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا.‏ ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة.‏ فلماذا تموتون يا بيت اسرائيل.‏» —‏ حزقيال ٣٣:‏١١‏.‏

      ٣ ايّ مثال لدينا لرأفة يهوه على الذين ليسوا من شعبه،‏ وماذا نتعلَّم من ذلك؟‏

      ٣ امتدت رأفة يهوه ايضا الى اهل نينوى الاشرار.‏ فقد ارسل يهوه نبيَّه يونان ليحذِّرهم من الدمار الوشيك.‏ وقد تجاوبوا ايجابيا مع كرازة يونان وتابوا.‏ فدفع ذلك الاله الرؤوف يهوه الى الامتناع عن تدمير المدينة في ذلك الوقت.‏ (‏يونان ٣:‏١٠؛‏ ٤:‏١١‏)‏ فإذا اشفق اللّٰه على اهل نينوى،‏ الذين كان من المحتمل ان يُقاموا،‏ فكم بالاحرى يترأف دون شك اكثر بكثير على الاشخاص الذين يواجهون اليوم هلاكا ابديا!‏ —‏ لوقا ١١:‏٣٢‏.‏

      عمل رأفة لم يسبق له مثيل

      ٤ كيف يعرب يهوه عن الرأفة للناس اليوم؟‏

      ٤ انسجاما مع شخصيته الرؤوفة،‏ فوَّض يهوه الى شهوده ان يستمروا في زيارة جيرانهم حاملين ‏«بشارة الملكوت.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وعندما يتجاوب الناس بتقدير مع هذا العمل المنقذ الحياة،‏ يفتح يهوه قلوبهم ليفهموا رسالة الملكوت.‏ (‏متى ١١:‏٢٥؛‏ اعمال ١٦:‏١٤‏)‏ وإذ يتمثَّل المسيحيون الحقيقيون بإلههم،‏ يظهرون الرأفة الرقيقة بالعودة الى زيارة المهتمين،‏ بمساعدتهم،‏ حيثما امكن،‏ بواسطة درس في الكتاب المقدس.‏ وهكذا،‏ في السنة ١٩٩٣،‏ صرف اكثر من اربعة ملايين ونصف مليون شاهد ليهوه في ٢٣١ بلدا اكثر من بليون ساعة وهم يكرزون من بيت الى بيت ويدرسون الكتاب المقدس مع جيرانهم.‏ وبدورهم،‏ لدى هؤلاء المهتمين حديثا فرصة نذر حياتهم ليهوه والانضمام الى صفوف شهوده المعتمدين.‏ وهكذا،‏ يأخذون على عاتقهم هم ايضا عمل الرأفة هذا الذي لم يسبق له مثيل لمصلحة التلاميذ المحتمَلين الذين لا يزالون واقعين في شرك عالم الشيطان الزائل.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ يوحنا ١٤:‏١٢‏.‏

      ٥ عندما تكون الرأفة الالهية قد بلغت حدّها الاقصى،‏ ماذا سيحدث للدين الذي يسيء تمثيل اللّٰه؟‏

      ٥ وقريبا سيعمل يهوه ‹كرجل حرب.‏› (‏خروج ١٥:‏٣‏)‏ فبدافع الرأفة على اسمه وشعبه،‏ سيزيل الشر ويؤسِّس عالما جديدا بارا.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وأول مَن سيختبرون يوم سخط اللّٰه هم كنائس العالم المسيحي.‏ وتماما كما ان اللّٰه لم يستثنِ هيكله الخاص في اورشليم من الدمار على يدَي ملك بابل،‏ فإنه لن يستثني الهيئات الدينية التي اساءت تمثيله.‏ وسيضع اللّٰه في قلب اعضاء الامم المتحدة ان يخرِّبوا العالم المسيحي وكل اشكال الدين الباطل الاخرى.‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ «وأنا،‏» يعلن يهوه،‏ «عيني لا تشفق ولا (‏اترأف)‏ اجلب طريقهم على رؤوسهم.‏» —‏ حزقيال ٩:‏٥،‏ ١٠‏.‏

      ٦ بأية طرائق يندفع شهود يهوه الى اظهار الرأفة؟‏

      ٦ وفيما لا يزال هنالك وقت،‏ يستمر شهود يهوه في اظهار الرأفة لجيرانهم بالكرازة بغيرة برسالة اللّٰه للخلاص.‏ وحيثما امكن،‏ يكون طبيعيا ان يساعدوا ايضا المحتاجين ماديا.‏ لكنَّ مسؤوليتهم الاولى،‏ من هذا القبيل،‏ هي الاعتناء بحاجات اعضاء العائلة الاقربين وأهل الايمان.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٤،‏ ٨‏)‏ وبعثات الاغاثة العديدة التي انجزها شهود يهوه لمصلحة الرفقاء المؤمنين الذين عانوا كوارث متنوعة كانت امثلة مدهشة للرأفة.‏ ولكن لا يلزم ان ينتظر المسيحيون وقوع كارثة حتى يظهروا الرأفة الرقيقة.‏ فهم يعربون بسرعة عن هذه الصفة في معالجة تقلُّبات الظروف في الحياة اليومية.‏

      جزء من الشخصية الجديدة

      ٧ (‏أ)‏ كيف ترتبط الرأفة بالشخصية الجديدة في كولوسي ٣:‏٨-‏١٣‏؟‏ (‏ب)‏ المودة الرقيقة تجعل اسهل على المسيحيين ان يفعلوا ماذا؟‏

      ٧ صحيح ان طبيعتنا البشرية الخاطئة والتأثير الرديء لعالم الشيطان هما من العوائق في طريق اتصافنا بالرقة في رأفتنا.‏ ولهذا السبب يحثنا الكتاب المقدس ان نطرح «الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح.‏» وبدلا من ذلك يجري نصحنا ان ‹نلبس (‏الشخصية الجديدة)‏› —‏ شخصية تطابق صورة اللّٰه.‏ وقبل كل شيء،‏ نؤمر بأن نلبس «(‏مشاعر المودة الرقيقة للرأفة)‏ ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة.‏» ثم يظهر لنا الكتاب المقدس طريقة عملية للاعراب عن هذه الصفات.‏ «محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لأحد على احد شكوى.‏ كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا.‏» ويكون اسهل ان نكون متسامحين اذا نمَّينا ‹شعور المودة الرقيقة للرأفة.‏› —‏ كولوسي ٣:‏٨-‏١٣‏.‏

      ٨ لماذا من المهم ان تكون لدينا روح التسامح؟‏

      ٨ ومن ناحية اخرى،‏ فإن الفشل في الاعراب عن التسامح الرؤوف يعرِّض علاقتنا بيهوه للخطر.‏ لقد اظهر يسوع ذلك بقوة في ايضاحه عن العبد غير المتسامح،‏ الذي وضعه سيده في السجن «حتى يوفي كل ما كان له عليه.‏» واستحق العبد هذه المعاملة لأنه فشل فشلا ذريعا في اظهار الرأفة لعبد رفيقه توسل اليه طالبا الرحمة.‏ واختتم يسوع الايضاح بالقول:‏ «فهكذا ابي السماوي يفعل بكم إنْ لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته.‏» —‏ متى ١٨:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ٩ كيف ترتبط الرأفة الرقيقة بأهمّ وجه من اوجه الشخصية الجديدة؟‏

      ٩ ان اتصافنا بالرقة في رأفتنا هو وجه مهم من اوجه المحبة.‏ والمحبة هي السمة التي تحدِّد هوية المسيحية الحقيقية.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ لذلك يختتم وصف الكتاب المقدس للشخصية الجديدة:‏ «على جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط (‏كامل للوحدة)‏.‏» —‏ كولوسي ٣:‏١٤‏.‏

      الحسد —‏ عائق في طريق الرأفة

      ١٠ (‏أ)‏ ماذا يمكن ان يجعل الغيرة تتأصل في قلوبنا؟‏ (‏ب)‏ اية نتائج رديئة يمكن ان تأتي من الغيرة؟‏

      ١٠ بسبب طبيعتنا البشرية الناقصة،‏ يمكن ان تتأصل بسهولة مشاعر الحسد في قلوبنا.‏ فربما أُنعم على اخ او اخت بقدرات طبيعية او وضع افضل ماديا لا نتمتع نحن به.‏ او ربما نال شخص ما بركات وامتيازات روحية خصوصية.‏ فإذا حسدنا اشخاصا كهؤلاء،‏ فهل نستطيع ان نعاملهم برأفة رقيقة؟‏ على الارجح لن نستطيع.‏ وبدلا من ذلك،‏ يمكن ان تظهر اخيرا مشاعر الغيرة في حديث انتقادي او تصرفات فظَّة،‏ لأن يسوع قال عن البشر:‏ «من فضلة القلب يتكلم فمه.‏» (‏لوقا ٦:‏٤٥‏)‏ وقد يؤيِّد آخرون انتقادا كهذا.‏ وهكذا يمكن ان يُعكَّر السلام في عائلة او جماعة من شعب اللّٰه.‏

      ١١ كيف لم يترك اخوة يوسف العشرة مكانا في قلوبهم للرأفة،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١١ تأملوا في ما حدث في احدى العائلات الكبيرة.‏ صار الابناء العشرة الاكبر ليعقوب يغارون من اخيهم الاصغر يوسف لأنه كان المفضَّل لدى ابيه.‏ ونتيجة لذلك،‏ «لم يستطيعوا ان يكلِّموه بسلام.‏» ولاحقا،‏ أُنعم على يوسف بأحلام الهية،‏ مما اثبت انه ينال رضى يهوه.‏ وقد جعل ذلك اخوته ‹يزدادون ايضا بغضا له.‏› ولأنهم لم يستأصلوا الغيرة من قلوبهم،‏ لم يترك ذلك مكانا للرأفة وقادهم الى خطية خطيرة.‏ —‏ تكوين ٣٧:‏٤،‏ ٥،‏ ١١‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ ماذا يجب ان نفعل عندما تدخل مشاعر الغيرة قلبنا؟‏

      ١٢ وبقساوة باعوا يوسف الى العبودية.‏ وفي محاولة لتغطية اثمهم،‏ خدعوا اباهم ليعتقد ان يوسف قد قتله حيوان برّي.‏ وبعد سنوات ظهرت خطيتهم عندما اجبرتهم المجاعة على النزول الى مصر وشراء الطعام.‏ فاتَّهمهم المسؤول عن الطعام،‏ الذي لم يعرفوا انه يوسف،‏ بالتجسُّس وقال لهم ألّا يطلبوا مساعدته مجدَّدا إلّا اذا جلبوا اخاهم الاصغر،‏ بنيامين.‏ وبحلول هذا الوقت كان بنيامين قد صار المفضَّل لدى ابيهم،‏ فعرفوا ان يعقوب لن يدعه يذهب.‏

      ١٣ لذلك فيما هم واقفون امام يوسف،‏ دفعتهم ضمائرهم الى الاعتراف:‏ «حقا اننا مذنبون الى اخينا [يوسف] الذي رأينا ضيقة نفسه لما (‏التمس منا الرأفة)‏ ولم نسمع.‏ لذلك جاءت علينا هذه الضيقة.‏» (‏تكوين ٤٢:‏٢١‏)‏ وبتعاملاته الرؤوفة ولكن الجازمة،‏ ساعد يوسف اخوته على اثبات اصالة توبتهم.‏ ثم اظهر لهم هويته وسامحهم بسخاء.‏ فاستُعيدت وحدة العائلة.‏ (‏تكوين ٤٥:‏٤-‏٨‏)‏ كمسيحيين،‏ يجب ان نتعلَّم درسا من ذلك.‏ وإذ نعرف عواقب الحسد الوخيمة،‏ يجب ان نصلي الى يهوه طلبا للمساعدة على استبدال مشاعر الغيرة ‹بالمودة الرقيقة للرأفة.‏›‏

      عوائق اخرى في طريق الرأفة

      ١٤ لماذا يجب ان نتجنب التعرّض غير الضروري للعنف؟‏

      ١٤ يمكن ان تنتج عوائق اخرى في طريق كوننا رؤفاء بسبب تعريض انفسنا بشكل غير ضروري للعنف.‏ فالرياضة والتسلية اللتان تبرزان العنف تعزِّزان محبة سفك الدماء من اجل الاثارة.‏ وفي ازمنة الكتاب المقدس،‏ كان الوثنيون يشاهدون قانونيا مباريات المجالدة والاشكال الاخرى للتعذيب البشري في ميادين المصارعات في الامبراطورية الرومانية.‏ واستنادا الى احد المؤرخين،‏ فإن تسلية كهذه «قضت على مشاعر التعاطف ازاء الالم التي تميِّز البشر عن الخليقة الحيوانية.‏» والكثير من التسلية في عالم اليوم العصري له التأثير عينه.‏ والمسيحيون،‏ الذين يجاهدون ليتصفوا بالرقة في رأفتهم،‏ يلزمهم ان يكونوا انتقائيين جدا في اختيارهم موادّ القراءة،‏ الافلام،‏ وبرامج التلفزيون.‏ ومن الحكمة ان يبقوا في ذهنهم كلمات المزمور ١١:‏٥‏:‏ «محبّ الظلم .‏ .‏ .‏ تبغضه نفس [يهوه].‏»‏

      ١٥ (‏أ)‏ كيف يمكن ان يظهر الشخص نقصا خطيرا في الرأفة؟‏ (‏ب)‏ كيف يتجاوب المسيحيون الحقيقيون مع حاجات الرفقاء المؤمنين والجيران؟‏

      ١٥ ان الشخص الاناني تنقصه على الارجح الرأفة ايضا.‏ وهذا خطير،‏ لأن الرسول يوحنا يوضح:‏ «مَن كان له معيشة العالم ونظر اخاه محتاجا وأغلق (‏باب رأفته الرقيقة)‏ عنه .‏ .‏ .‏ كيف تثبت محبة اللّٰه فيه.‏» (‏١ يوحنا ٣:‏١٧‏)‏ لقد اظهر نقصا مماثلا في الرأفة الكاهن الذي لديه البرّ الذاتي واللاوي في ايضاح يسوع عن السامري الودي.‏ فعند رؤية بليَّة اخيهما اليهودي الذي كان بين حيّ وميت،‏ عبَرا الى الجانب الآخر من الطريق وتابعا سيرهما.‏ (‏لوقا ١٠:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ وعلى الضد من ذلك،‏ يتجاوب المسيحيون الرؤفاء بسرعة مع حاجات اخوتهم المادية والروحية.‏ وكالسامري في ايضاح يسوع،‏ يهتمون ايضا بحاجات الغرباء.‏ وهكذا ينفقون بفرح وقتهم،‏ طاقتهم،‏ ومواردهم المادية في سبيل تقدُّم عمل التلمذة.‏ وبهذه الطريقة يساهمون في خلاص الملايين.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

      الرأفة على المرضى

      ١٦ اية حدود نواجهها في معالجة حالات المرض؟‏

      ١٦ المرض هو نصيب الجنس البشري الخاطئ والمائت.‏ والمسيحيون ليسوا مستثنَين،‏ ومعظمهم ليسوا اختصاصيين في حقل الطب،‏ ولا ينجزون العجائب كما كان يفعل المسيحيون الاولون الذين نالوا قدرات كهذه من المسيح ورسله.‏ وبموت رسل المسيح وعشرائهم الاقربين،‏ زالت قدرات عجائبية كهذه.‏ لذلك فإن قدرتنا على مساعدة الذين يعانون مرضا جسديا،‏ بما في ذلك الخلل الوظيفي في الدماغ والهلوسة،‏ هي محدودة.‏ —‏ اعمال ٨:‏١٣،‏ ١٨؛‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٨‏.‏

      ١٧ ايّ درس نتعلَّمه من الطريقة التي عومل بها ايوب المريض والثكلان؟‏

      ١٧ وغالبا ما يرافق الاكتئابُ المرض.‏ مثلا،‏ اكتأب كثيرا ايوب الخائف اللّٰه بسبب مرضه الشديد والمصائب التي جلبها عليه الشيطان.‏ (‏ايوب ١:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٢:‏٧؛‏ ٣:‏٣،‏ ١١-‏١٣‏)‏ وكان بحاجة الى اصدقاء يعاملونه برأفة رقيقة و ‹يتكلمون بمؤاساة› معه.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وعوضا عن ذلك،‏ زاره ثلاثة معزِّين مزعومين ووصلوا بسرعة الى استنتاجات خاطئة.‏ وزادوا حالة ايوب سوءًا بالاقتراح ان مصائبه ناجمة عن خطإ من جهته.‏ واذ يكون المسيحيون متصفين بالرقة في رأفتهم،‏ يتجنبون الوقوع في شرك مماثل عندما يكون الرفقاء المؤمنون مرضى او مكتئبين.‏ وأحيانا يكون الامر الاساسي الذي يحتاج اليه اشخاص كهؤلاء هو زيارات عطوفة قليلة من الشيوخ او المسيحيين الناضجين الآخرين الذين يصغون بتعاطف،‏ يظهرون التفهم،‏ ويزوِّدون مشورة الاسفار المقدسة الحبيَّة.‏ —‏ رومية ١٢:‏١٥؛‏ يعقوب ١:‏١٩‏.‏

      الرأفة على الضعفاء

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كيف يجب ان يتعامل الشيوخ مع الضعفاء والخطاة؟‏ (‏ب)‏ حتى اذا كان ضروريا تشكيل لجنة قضائية،‏ فلماذا من المهم ان يعامل الشيوخ الخطاة برأفة رقيقة؟‏

      ١٨ يجب ان يتصف الشيوخ خصوصا بالرقة في رأفتهم.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٥‏)‏ يوصي الكتاب المقدس:‏ «يجب علينا نحن الاقوياء ان نحتمل اضعاف الضعفاء.‏» (‏رومية ١٥:‏١‏)‏ ولكوننا ناقصين،‏ نرتكب جميعا الاخطاء.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ والرقة لازمة عند التعامل مع شخص ‹يتَّخذ خطوة خاطئة قبل ان يدري بها.‏› (‏غلاطية ٦:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولا يريد الشيوخ ابدا ان يكونوا كالفريسيين ذوي البر الذاتي الذين كانوا غير منطقيين في تطبيقهم لناموس اللّٰه.‏

      ١٩ وبالتباين،‏ يتبع الشيوخ مثالَي يهوه اللّٰه ويسوع المسيح المتصفين بالرقة في رأفتهما.‏ وعملهم الرئيسي هو ان يعضدوا،‏ يشجِّعوا،‏ وينعشوا خراف اللّٰه.‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وبدلا من محاولة ضبط الامور بقواعد كثيرة،‏ يلجأون الى المبادئ الرقيقة في كلمة اللّٰه.‏ لذلك فإن مهمة الشيوخ يجب ان تكون البنيان،‏ جلب الفرح والتقدير لصلاح يهوه لقلوب اخوتهم.‏ وإذا ارتكب احد الرفقاء المؤمنين خطأ غير خطير،‏ يتجنب عادة الشيخ توبيخه على مسمع من الآخرين.‏ وإذا كان لا بد من التكلم،‏ تدفع مشاعر الرأفة الرقيقة الشيخ الى اخذ ذلك الشخص جانبا ومناقشة المشكلة بعيدا عن مسمع الآخرين.‏ (‏قارنوا متى ١٨:‏١٥‏.‏)‏ ومهما كان صعبا الانسجام مع احد الاشخاص،‏ يجب ان يكون اقتراب الشيخ صبورا ومساعِدا.‏ وهو لا يريد ابدا ان يبحث عن اعذار لطرد شخص كهذا من الجماعة.‏ وحتى عندما يكون ضروريا تشكيل لجنة قضائية،‏ يُظهر الشيوخ رأفة رقيقة في التعامل مع الشخص الذي تورَّط في خطإ خطير.‏ فقد يساعد ترفُّقهم على جلب ذلك الشخص الى التوبة.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤-‏٢٦‏.‏

      ٢٠ متى تكون التعابير العاطفية عن الرأفة غير لائقة،‏ ولماذا؟‏

      ٢٠ ولكن،‏ هنالك اوقات لا يمكن لخادم يهوه ان يظهر فيها الرأفة.‏ (‏قارنوا تثنية ١٣:‏٦-‏٩‏.‏)‏ وبالنسبة الى المسيحي،‏ فإن ‹عدم مخالطة› صديق حميم او قريب مفصول يمكن ان يكون امتحانا حقيقيا.‏ وفي حالة كهذه،‏ من المهم ألّا يستسلم المرء لمشاعر الشفقة.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١١-‏١٣‏)‏ وثبات كهذا يمكن ايضا ان يشجع الخاطئ على التوبة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يجب ان يتجنب المسيحيون عند تعاملهم مع الجنس الآخر الاعراب غير الملائم عن العطف الذي يمكن ان يقود الى الفساد الادبي الجنسي.‏

      ٢١ في اية مجالات اخرى يلزمنا اظهار الرأفة الرقيقة،‏ وما هي الفوائد؟‏

      ٢١ لا يسمح لنا ضيق المجال بأن نناقش المجالات العديدة كلها التي تكون فيها الرأفة لازمة —‏ في التعامل مع الكبار السن،‏ الثكالى،‏ والذين يعانون الاضطهاد من رفقاء الزواج غير المؤمنين.‏ والشيوخ الذين يعملون بكد يجب ان يُعامَلوا بشكل مماثل برأفة رقيقة.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏١٧‏)‏ فاحترموهم وادعموهم.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٧،‏ ١٧‏)‏ كتب الرسول بطرس:‏ «كونوا جميعا .‏ .‏ .‏ (‏متصفين بالرقة في رأفتكم)‏.‏» (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ وبالتصرف على هذا النحو في كل الظروف التي تتطلب ذلك،‏ نعزِّز الوحدة والسعادة في الجماعة ونجذب الغرباء الى الحق.‏ والاهم هو اننا نجلب بذلك الاكرام ليهوه،‏ ابينا المتصف بالرقة في رأفته.‏

  • اتصِفوا بالرقة في رأفتكم
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ١٩]‏

      الفريسيون غير الرؤفاء

      كان سبت الراحة مُعَدًّا ليكون بركة روحية وجسدية لشعب اللّٰه.‏ ولكنَّ القادة الدينيين اليهود وضعوا قواعد كثيرة تحط من قدر شريعة اللّٰه ليوم السبت وتجعلها ثقيلة على الشعب.‏ مثلا،‏ اذا حصل حادث لشخص او عانى من مرض،‏ فلم يكن بالامكان ان ينال المساعدة يوم السبت إلّا اذا كانت حياته في خطر.‏

      كانت احدى المدارس الفكرية للفريسيين متزمتة جدا في تفسيرها لشريعة يوم السبت بحيث قالت:‏ «لا يجب ان يعزِّي المرء النائحين،‏ ولا يجب ان يزور المرضى يوم السبت.‏» وقد سمح قادة دينيون آخرون بزيارات كهذه يوم السبت لكنهم اشترطوا:‏ «الدموع ممنوعة.‏»‏

      لذلك دان يسوع بحقّ القادة الدينيين اليهود بسبب تغاضيهم عن متطلبات الناموس الاكثر اهمية،‏ كالعدل،‏ المحبة،‏ والرحمة.‏ فلا عجب انه قال للفريسيين:‏ ‹تبطلون كلام اللّٰه بتقليدكم›!‏ —‏ مرقس ٧:‏٨،‏ ١٣؛‏ متى ٢٣:‏٢٣‏،‏ ع‌ج‏؛‏ لوقا ١١:‏٤٢‏.‏

      ‏[الصور في الصفحة ١٧]‏

      يقوم شهود يهوه في ٢٣١ بلدا بعمل رأفة لم يسبق له مثيل في بيوت الناس،‏ في الشوارع،‏ حتى في السجون

      ‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

      التعرُّض للعنف،‏ كذاك الذي على التلفزيون،‏ يُضعف الرأفة الرقيقة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة