مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«مبغَضين من جميع الامم»‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • معاملة وحشية في معسكرات الاعتقال

      كان ادولف هتلر حليفا طوعيا لرجال الدين.‏ وفي السنة ١٩٣٣،‏ السنة نفسها التي وُقِّعت فيها اتفاقية بين الڤاتيكان والمانيا النازية،‏ شنَّ هتلر حملة لابادة شهود يهوه في المانيا.‏ وبحلول السنة ١٩٣٥ حُرموا من حماية القانون في الامة بكاملها.‏ ولكن مَن حرَّض على ذلك؟‏

      اذ كتب كاهن كاثوليكي في دِر دوتشه ڤايڠ (‏جريدة تصدر باللغة الالمانية في لودز،‏ پولندا)‏،‏ قال في عددها الصادر في ٢٩ ايار ١٩٣٨:‏ «هنالك الآن بلد واحد على الارض حيث المدعوون .‏ .‏ .‏ تلاميذ الكتاب المقدس [شهود يهوه] تحت الحظر.‏ انه المانيا!‏ .‏ .‏ .‏ وعندما تولَّى ادولف هتلر السلطة،‏ وكرَّرت الاسقفية الكاثوليكية الالمانية طلبها،‏ قال هتلر:‏ ‹ان المدعوين تلاميذ الكتاب المقدس الجدّيين [شهود يهوه] هؤلاء هم مثيرون للمتاعب؛‏ .‏ .‏ .‏ انا اعتبرهم دجالين؛‏ ولا احتمل ان يلوِّث القاضي الاميركي رذرفورد هذا الكاثوليك الالمان بهذه الطريقة؛‏ انا احلّ [شهود يهوه] في المانيا.‏›» —‏ الحروف المائلة لنا.‏

      وهل كانت الاسقفية الكاثوليكة الالمانية وحدها التي ارادت اتخاذ اجراء كهذا؟‏ كما ورد في Oschatzer Gemeinnützige‏،‏ عدد ٢١ نيسان ١٩٣٣،‏ تكلم القس اللوثري أوتو في خطاب اذاعي في ٢٠ نيسان عن «التعاون الاوثق» من جهة الكنيسة اللوثرية الالمانية لولاية سكسونيا مع القادة السياسيين للامة،‏ ثم اعلن:‏ «ان اولى نتائج هذا التعاون يمكن ان يُخبَر بها في الحظر الذي فُرض اليوم على جمعية تلاميذ الكتاب المقدس الجدّيين من جميع الامم [شهود يهوه] وأقسامها الفرعية في سكسونيا.‏»‏

      وبعد ذلك اطلقت الدولة النازية العنان لاحد اكثر الاضطهادات بربرية ضد المسيحيين في التاريخ المسجَّل.‏ فأُلقي آلاف من شهود يهوه —‏ من المانيا،‏ النمسا،‏ پولندا،‏ تشيكوسلوڤاكيا،‏ النَّذَرلند،‏ فرنسا،‏ وبلدان اخرى —‏ في معسكرات الاعتقال.‏ وهناك أُخضعوا لاكثر المعاملات قساوة وسادية التي يمكن تصورها.‏ ولم يكن غير عادي ان يُشتموا ويُرفسوا،‏ ثم ان يُجبَروا على القيام بحركات شاقة تشمل حني الجسم عند الركبتين،‏ القفز،‏ والزحف ساعات دون انقطاع،‏ حتى يُغمَى عليهم او ينهاروا من التعب الشديد،‏ فيما يضحك الحرّاس بابتهاج.‏ وأُجبر البعض على الوقوف عراة او بثياب قليلة في الفِناء في منتصف الشتاء.‏ وجُلد كثيرون حتى أُغمي عليهم وتغطَّت ظهورهم بالدم.‏ واستُخدم آخرون كحقول تجارب في الاختبارات الطبية.‏ وعُلِّق البعض من معاصمهم وأذرعهم مربوطة وراء ظهرهم.‏ ورغم ضعفهم بسبب الجوع ولباسهم غير الكافي في الطقس القارس،‏ كانوا يُجبَرون على القيام بأشغال شاقة،‏ عاملين ساعات طويلة،‏ مستعملين غالبا ايديهم فيما كانت تلزم الرفوش والادوات الاخرى.‏ والرجال والنساء على السواء أُسيئت معاملتهم على هذا النحو.‏ وكانت اعمارهم تتراوح بين سنوات المراهقة والسبعينات.‏ وكان معذِّبوهم يصرخون متحدّين يهوه.‏

      وفي محاولة لاضعاف معنويات الشهود،‏ امر قائد المعسكر في زاكسنهاوزن باعدام اوڠست ديكمان،‏ شاهد حدث،‏ في حضور جميع السجناء،‏ مع وجود شهود يهوه في المقدِّمة حيث يكون الوقع شديدا عليهم.‏ وبعد ذلك صُرف باقي السجناء ولكن كان على شهود يهوه ان يبقوا.‏ وبتشديد كبير سألهم القائد،‏ ‹مَن هو مستعد الآن لتوقيع البيان؟‏› —‏ بيان ينكر فيه المرء ايمانه ويعبِّر عن الرغبة في الصيرورة جنديا.‏ فلم يُجب احد من الشهود الـ‍ ٤٠٠ او اكثر.‏ ثم تقدَّم اثنان!‏ كلا،‏ لا ليوقِّعا،‏ بل ليطلبا الغاء توقيعيهما اللذين أُعطيا قبل سنة تقريبا.‏

      وفي معسكر بوكنْوُلد مورس ضغط مماثل.‏ فقد ابلغ الضابط النازي رودل الشهود:‏ «اذا رفض احدكم ان يقاتل ضد فرنسا او انكلترا،‏ فستموتون كلكم!‏» وكانت تنتظر عند بيت الحراسة فرقتان من وحدات الحماية الـ‍ SS مدجَّجتان بالسلاح.‏ فلم يستسلم ولا واحد من الشهود.‏ وتبعت ذلك معاملة قاسية،‏ لكنَّ تهديد الضابط لم يُنفَّذ.‏ وصار معروفا جيدا ان الشهود،‏ فيما يقومون في المعسكر بأيّ نوع تقريبا من العمل يعيَّن لهم وعلى الرغم من معاقبتهم بالتجويع المنظَّم والعمل الشاق،‏ يرفضون بثبات ان يفعلوا شيئا يدعم الحرب او موجَّها ضد رفيق سجين.‏

      يعجز الكلام عن وصف اختباراتهم المريعة.‏ لقد مات مئات منهم.‏ وبعد تحرير الناجين من المعسكرات في نهاية الحرب كتب شاهد من فلاندر:‏ «الرغبة الثابتة في العيش،‏ الرجاء والثقة بيهوه،‏ الذي هو كلي القدرة،‏ والمحبة للثيوقراطية،‏ هي التي مكَّنتنا من احتمال كل هذا واحراز النصر.‏ —‏ رومية ٨:‏٣٧‏.‏»‏

      لقد أُبعد الوالدون عن اولادهم بلا رحمة.‏ وأُبعد رفقاء الزواج احدهم عن الآخر،‏ والبعض لم يسمعوا ثانية قط احدهم عن الآخر.‏ وبعد وقت قصير من زواجه قُبض على مارتن پويتسنڠر وأُخذ الى المعسكر السيئ السمعة في داخاو،‏ ثم الى ماوتهاوزن.‏ وسُجنت زوجته،‏ ڠيرتْرُوت،‏ في رَڤنْسْبروك.‏ ولم يريا واحدهما الآخر طوال تسع سنوات.‏ واذ تذكَّر اختباراته في ماوتهاوزن،‏ كتب لاحقا:‏ «جرَّب الڠستاپو كل طريقة لحملنا على كسر ايماننا بيهوه.‏ فنظام التجويع،‏ الصداقات الخدَّاعة،‏ الاعمال الوحشية،‏ الاجبار على الوقوف في زنزانة ضيقة جدا يوما بعد يوم،‏ التعليق بعمود طوله عشر اقدام (‏٣ م)‏ من المعصمين وهما ملويَّان وراء الظهر،‏ الجَلد —‏ كل هذه وغيرها من الامور التي ذكْرها مخز جدا،‏ جُرِّبت.‏» لكنه بقي وليا ليهوه.‏ وكان بين الناجين ايضا،‏ وخدم لاحقا كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏

      مسجونون بسبب ايمانهم

      لم يكن شهود يهوه في معسكرات الاعتقال لأنهم مجرمون.‏ فعندما كان الضباط يريدون ان يحلق لهم احد،‏ كانوا يستأمنون شاهدا على موسى الحلاقة،‏ لأنهم يعرفون انه ما من شاهد يستعمل في وقت من الاوقات اداة كهذه كسلاح لايذاء انسان آخر.‏ وفي معسكر الابادة أَوشڤيتس عندما كان ضباط وحدات الحماية الـ‍ SS يحتاجون الى شخص ينظِّف بيوتهم او يعتني بأولادهم،‏ كانوا يختارون الشهود،‏ لأنهم يعرفون ان هؤلاء لن يحاولوا تسميمهم او يحاولوا الهرب.‏ وعند اخلاء معسكر زاكسنهاوزن في نهاية الحرب وضع الحرّاس عربة فيها غنيمتهم وسط فريق من الشهود.‏ ولماذا؟‏ لأنهم عرفوا ان الشهود لن يسرقوا منها.‏

      سُجن شهود يهوه بسبب ايمانهم.‏ ووُعدوا تكرارا باطلاق سراحهم من المعسكرات اذا وقَّعوا فقط بيانا ينكرون فيه معتقداتهم.‏ وفعلت وحدات الحماية الـ‍ SS كل ما في وسعها لاغراء او اجبار الشهود على توقيع بيان كهذا.‏ فهذا ما ارادوه قبل كل شيء.‏

      برهن جميع الشهود باستثناء قليلين ان استقامتهم لا تنثلم.‏ لقد تألموا بسبب ولائهم ليهوه وإخلاصهم لاسم المسيح.‏ واحتملوا تعذيب الاستجواب الذي أُنزل بهم.‏ وأكثر من ذلك حافظوا ايضا على رُبُط قوية من الوحدة الروحية.‏

      لم تكن روحهم روح الاهتمام بنجاة انفسهم مهما كلَّف الامر.‏ لقد اظهروا محبة التضحية بالذات واحدهم للآخر.‏ فعندما كان يضعف واحد منهم،‏ كان الآخرون يعطونه من حصتهم القليلة من الطعام.‏ وعندما كانوا يُحرَمون من كل معالجة طبية،‏ كانوا يعتنون بمحبة واحدهم بالآخر.‏

      ورغم كل جهود مضطهديهم لمنع ذلك،‏ كانت تصل مواد درس الكتاب المقدس الى الشهود —‏ مخفية في رزم الهدايا من الخارج،‏ مَرويَّة بلسان السجناء الذين يصلون حديثا،‏ وحتى مخبَّأة في الرِّجل الخشبية لسجين جديد،‏ او بوسائل اخرى وهم في تعيينات العمل خارج المعسكرات.‏ وكانت النسخ تُمرَّر من واحد الى آخر؛‏ وفي بعض الاحيان كانت تُنسخ سرا على آلات في مكاتب ضباط المعسكرات نفسها.‏ حتى ان بعض الاجتماعات المسيحية كانت تُعقد في المعسكرات،‏ رغم ان ذلك كان ينطوي على خطر كبير.‏

      استمر الشهود يكرزون بأن ملكوت اللّٰه هو الرجاء الوحيد للجنس البشري —‏ وقد فعلوا ذلك هناك في معسكرات الاعتقال!‏ ونتيجة للنشاط المنظَّم داخل بوكنْوُلد سمع آلاف السجناء البشارة.‏ وفي معسكر نوينڠاما،‏ قرب هامبورڠ،‏ خُطط باعتناء لحملة شهادة مكثَّفة ونُفِّذت في وقت باكر من السنة ١٩٤٣.‏ وجُهِّزت بطاقات شهادة بمختلف اللغات التي يجري التكلم بها في المعسكر.‏ وبُذلت الجهود للوصول الى كل معتقل.‏ وصُنعت الترتيبات من اجل درس شخصي قانوني في الكتاب المقدس مع المهتمين.‏ وكان الشهود غيورين في كرازتهم حتى ان بعض السجناء السياسيين تذمروا:‏ «حيثما تذهبون،‏ كل ما تسمعونه هو حديث عن يهوه!‏» وعندما أتت اوامر من برلين بتفريق الشهود بين السجناء الآخرين لاضعافهم،‏ مكَّنهم ذلك فعلا من الشهادة لاشخاص اكثر.‏

      وفي ما يتعلق بالشاهدات الامينات الـ‍ ٥٠٠ او اكثر في رَڤنْسْبروك،‏ كتبت ابنة اخي الجنرال الفرنسي شارل ديڠول بعد ان أُطلق سراحها:‏ «انا معجبة حقا بهنَّ.‏ لقد انتمين الى قوميات متنوعة:‏ الالمانية،‏ الپولندية،‏ الروسية والتشيكية،‏ واحتملن آلاما عظيمة جدا من اجل معتقداتهن.‏ .‏ .‏ .‏ وجميعهن اظهرن شجاعة كبيرة جدا وموقفهن نال اخيرا احترام حتى وحدات الحماية الـ‍ SS‏.‏ وكان بامكانهن نيل الحرية فورا لو انكرن ايمانهن.‏ لكنهن،‏ على العكس،‏ لم يتوقفن عن المقاومة،‏ حتى انهن نجحن في ادخال الكتب والنشرات الى المعسكر.‏»‏

      وكيسوع المسيح،‏ برهنوا انهم غلبوا العالم الذي حاول ان يضعهم في قالبه الشيطاني.‏ (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ وتقول كريستين كينڠ عنهم في كتاب الحركات الدينية الجديدة:‏ صورة لفهم المجتمع:‏ «قدَّم شهود يهوه تحديا للمفهوم الكلِّياني للمجتمع الجديد،‏ وهذا التحدي،‏ وكذلك الاصرار على بقائه،‏ ازعج على نحو يمكن اثباته مهندسي النظام الجديد.‏ .‏ .‏ .‏ ان الاساليب القديمة العهد للاضطهاد،‏ التعذيب،‏ السجن والسخرية لم تكن تؤدي الى تحويل ايّ من الشهود الى الموقف النازي وكانت في الواقع تعطي نتائج عكسية ضد مثيريها.‏ .‏ .‏ .‏ بين هذين المتنافسين اللذين يطالبان بالولاء كان القتال مرا،‏ وخصوصا لأن النازيين الاقوى جسديا كانوا بطرائق عديدة اقل يقينا،‏ اقل رسوخا في اقتناعهم،‏ اقل تأكدا من بقاء رايخهم للـ‍ ٠٠٠‏,١ سنة.‏ والشهود لم يشكّوا في رسوخهم،‏ لان ايمانهم كان واضحا منذ زمن هابيل.‏ وبينما كان على النازيين ان يخمدوا المقاومة ويقنعوا مؤيديهم،‏ مقتبسين غالبا اللغة والتخيلات من المسيحية الطائفية،‏ كان الشهود على يقين من ولاء اعضائهم الكامل الذي لا ينثني حتى الموت.‏» —‏ نُشر في السنة ١٩٨٢.‏

      عند نهاية الحرب خرج اكثر من الف شاهد ناجٍ من المعسكرات وإيمانهم سليم ومحبتهم بعضهم لبعض قوية.‏ واذ اقتربت الجيوش الروسية،‏ اخلى الحرّاس بسرعة زاكسنهاوزن.‏ وجمعوا السجناء بحسب القومية.‏ لكنَّ شهود يهوه بقوا معا كفريق واحد —‏ ٢٣٠ منهم من هذا المعسكر.‏ واذ اقترب الروس خلفهم،‏ اضطرب الحرّاس.‏ لم يكن هنالك طعام،‏ والسجناء كانوا ضعفاء؛‏ ومع ذلك،‏ كل مَن يتلكأ او ينهار بسبب الانهاك كان يُقتل.‏ فانتشرت جثث الآلاف منهم على طول خط سيرهم.‏ لكنَّ الشهود ساعدوا واحدهم الآخر بحيث لم يقع حتى الاضعف فيهم على الطريق!‏ مع ان بعضهم كانت تتراوح اعمارهم بين ٦٥ و ٧٢ سنة.‏ وحاول سجناء آخرون ان يسرقوا الطعام في الطريق،‏ فرُمي كثيرون بالرصاص وهم يفعلون ذلك.‏ وعلى سبيل التباين،‏ انتهز شهود يهوه الفرص وهم في طريق الاجلاء لاخبار الناس عن مقاصد يهوه الحبية،‏ وبعض هؤلاء،‏ بدافع الشكر على الرسالة المعزية،‏ زوَّدوهم وإخوتهم المسيحيين بالطعام.‏

  • ‏«مبغَضين من جميع الامم»‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • ‏[الاطار/‏​الصورة في الصفحة ٦٦٠]‏

      ترجمة البيان الذي حاولت وحدات الحماية الـ‍ SS ان تجبر الشهود على توقيعه

      معسكر الاعتقال .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏

      القسم ٢

      بيان

      انا .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏

      المولود بتاريخ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏

      في .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏

      بهذا أُدلي بالبيان التالي:‏

      ١-‏ صرت اعرف ان جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم تنادي بتعاليم خاطئة وتحت غطاء الدين تتبع اهدافا عدائية ضد الدولة.‏

      ٢-‏ لذلك تركت الهيئة كليا وتحرَّرت تماما من تعاليم هذه الطائفة.‏

      ٣-‏ بهذا اؤكد انني لن اشترك ثانية ابدا في نشاط جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم.‏ والاشخاص الذين يقتربون اليَّ بتعليم تلاميذ الكتاب المقدس،‏ او الذين بأية طريقة يظهرون صِلاتهم بهم،‏ ابلِّغ عنهم فورا.‏ وكل المطبوعات من تلاميذ الكتاب المقدس التي تُرسَل الى عنواني اسلِّمها فورا الى اقرب مخفر للشرطة.‏

      ٤-‏ سأحترم في المستقبل قوانين الدولة،‏ وخصوصا في حالة الحرب سأدافع عن الوطن والسلاح في يدي،‏ وأنضمّ بكل طريقة الى مجتمع الناس.‏

      ٥-‏ أُعلمت بأنني سأُحتجز فورا مرة ثانية في السجن الوقائي اذا عملت بخلاف البيان المعطى اليوم.‏

      ‏.‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ ،‏ مؤرَّخ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏.‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏

      التوقيع

      ‏[الاطار في الصفحة ٦٦٢]‏

      رسائل من بعض الذين حُكم عليهم بالموت

      من فرانز رايتر (‏الذي كان يواجه الموت بالمقصلة)‏ الى امه،‏ ٦ كانون الثاني ١٩٤٠،‏ من مركز سجن برلين-‏پْلُتْزَنسي:‏

      «انا مقتنع بشدة باعتقادي انني اعمل الصواب.‏ ما زال بامكاني ان اغيِّر رأيي ما دمت هنا،‏ ولكنَّ اللّٰه سيعتبر ذلك عدم ولاء.‏ جميعنا هنا نتمنَّى ان نبقى امناء للّٰه،‏ لمجده.‏ .‏ .‏ .‏ وكما اعرف،‏ لو اقسمت اليمين [العسكرية] لارتكبت خطية تستحق الموت.‏ ولكان ذلك شرا لي.‏ فلا انال قيامة.‏ لكنني التصق بما قاله المسيح:‏ ‹من يخلّص حياته يهلكها.‏ ومن يهلك حياته من اجلي يجدها.‏› والآن،‏ يا امي العزيزة ويا جميع اخوتي وأخواتي،‏ أُخبرت اليوم بالحكم عليَّ،‏ فلا ترتاعوا،‏ انه الموت،‏ وسأُعدم غدا صباحا.‏ انني استمد قوتي من اللّٰه،‏ كما كانت الحال دائما مع كل المسيحيين الحقيقيين في الماضي.‏ يكتب الرسل،‏ ‹مَن يولد من اللّٰه لا يفعل خطية.‏› ويصحّ الامر نفسه فيَّ.‏ لقد برهنت هذا لكم،‏ ويمكنكم ان تعرفوا ذلك.‏ امي العزيزة،‏ لا تحزني.‏ سيكون لخيركم جميعا ان تزدادوا في معرفة الاسفار المقدسة اكثر ايضا.‏ واذا بقيتم ثابتين حتى الموت،‏ فسنلتقي ثانية في القيامة.‏ .‏ .‏ .‏

      ‏«ابنك فرانز

      ‏«حتى نلتقي ثانية.‏»‏

      من بِرْتولت سابو،‏ الذي أُعدم رميا بالرصاص،‏ في كُرْمَند،‏ هنڠاريا،‏ في ٢ آذار ١٩٤٥:‏

      «اختي العزيزة،‏ ماريكا!‏

      «بقي لي ساعة ونصف،‏ وسأحاول ان اكتب اليك لكي تتمكني من اخبار والدَينا بحالتي،‏ اذ سأواجه الموت بعد قليل.‏

      «اتمنى لهما سلام العقل نفسه الذي اختبره في هذه اللحظات الاخيرة في هذا العالم الحافل بالكوارث.‏ انها العاشرة الآن،‏ وسأُعدم في الحادية عشرة والنصف؛‏ لكنني هادئ تماما.‏ لقد وضعت حياتي المستقبلية بين يدي يهوه وابنه الحبيب،‏ يسوع المسيح،‏ الملك،‏ اللذين لن ينسيا ابدا الذين يحبونهما باخلاص.‏ انا اعرف ايضا انه ستكون هنالك قريبا قيامة للذين ماتوا،‏ او بالاحرى رقدوا في المسيح.‏ اريد ايضا ان اذكر خصوصا انني اتمنى لكم جميعا اسخى بركات يهوه بسبب المحبة التي اظهرتموها لي.‏ من فضلك قبِّلي عني ابي وأمي،‏ وأَنوش ايضا.‏ لا يجب ان يقلقوا عليَّ؛‏ فسنرى احدنا الآخر ثانية عن قريب.‏ يدي هادئة الآن،‏ وأنا ذاهب لاستريح الى ان يناديني يهوه ثانية.‏ وحتى الآن سأحافظ على النذر الذي نذرته له.‏

      «انتهى وقتي الآن.‏ ليكن اللّٰه معكم ومعي.‏

      ‏«مع فائق محبتي،‏ .‏ .‏ .‏

      ‏«بيرتي»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦٦٣]‏

      مشهورون بالشجاعة والايمان الراسخ

      ◆ «على الرغم من كل الصعاب،‏ كان الشهود في المعسكرات يجتمعون ويصلّون معا،‏ ينتجون المطبوعات ويهدون الآخرين.‏ واذ نالوا الدعم من اخوَّتهم،‏ وأدركوا جيدا بخلاف كثيرين من السجناء الآخرين الاسباب التي من اجلها توجد هذه الاماكن وسبب تألمهم على هذا النحو،‏ كان الشهود فريقا من السجناء صغيرا ولكن لا يُنسى،‏ مميَّزين بعلامة المثلث الارجواني ومشهورين بشجاعتهم وايمانهم الراسخ.‏» هذا ما كتبته الدكتورة كريستين كينڠ في «الدولة النازية والاديان الجديدة:‏ دراسات لخمس قضايا في عدم الموافقة.‏»‏

      ◆ يذكر «القيم والعنف في أَوشڤيتس،‏» لواضعته آنا پاڤلزينسكا:‏ «كان هذا الفريق من المسجونين قوة عقائدية متينة وقد ربحوا معركتهم ضد النازية.‏ فالفريق الالماني من هذه الطائفة كان جماعة صغيرة من المقاومة التي لا تضعف موجودة وسط امة مذعورة،‏ وبروح عدم الرعب هذه نفسها عملوا في معسكر أَوشڤيتس.‏ لقد تمكَّنوا من ربح احترام رفقائهم المسجونين .‏ .‏ .‏ وموظفي السجن،‏ وحتى ضباط وحدات الحماية الـ‍ SS.‏ وكل فرد كان يعرف انه ما من ‹بيبل فورشر› [شاهد ليهوه] ينفِّذ امرا يخالف معتقده الديني.‏»‏

      ◆ رودولف هوس،‏ في سيرة حياته،‏ الصادرة في كتاب «قائد أَوشڤيتس،‏» اخبر عن تنفيذ الحكم في بعض شهود يهوه بسبب رفضهم مخالفة حيادهم المسيحي.‏ قال:‏ «هكذا اتخيَّل وضع الشهداء المسيحيين الاولين وهم ينتظرون في الميدان لتمزقهم الحيوانات المفترسة اربا اربا.‏ لقد مضوا الى الموت ووجوههم متغيِّرة كاملا،‏ عيونهم موجَّهة الى السماء،‏ وأيديهم مشبوكة ومرفوعة في الصلاة.‏ وجميع الذين رأوهم يموتون تأثروا بعمق،‏ وحتى فرقة الاعدام نفسها تأثرت.‏» (‏صدر هذا الكتاب في پولندا بعنوان Hössa-komendanta obozu oświęcimskiego « » Autobiografia Rudolfa .‏)‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة