-
الروح يشهد مع روحنابرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | كانون الثاني (يناير)
-
-
اَلرُّوحُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا
«اَلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللّٰهِ». — رو ٨:١٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٠٩، ١٠٨
١-٣ مَاذَا مَيَّزَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، وَكَيْفَ تَمَّ آنَذَاكَ مَا أَنْبَأَتْ بِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
إِنَّهُ صَبَاحُ ٱلْأَحَدِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم. اَلْبَهْجَةُ تَعُمُّ أُورُشَلِيمَ فِي هٰذَا ٱلْعِيدِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي يَسِمُ بِدَايَةَ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ. وَقَدْ قَرَّبَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ مُحْرَقَةَ ٱلصَّبَاحِ فِي ٱلْهَيْكَلِ كَبَاقِي ٱلْأَيَّامِ. ثُمَّ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ، قَدَّمَ قُرْبَانَ ٱلتَّرْدِيدِ ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ رَغِيفَيْنِ مُخْتَمِرَيْنِ مِنْ بَاكُورَةِ ٱلْحِنْطَةِ، أَوَّلِ ٱلْمَحْصُولِ. — لا ٢٣:١٥-٢٠.
٢ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ، ثَمَّةَ حَادِثَةٌ عَلَى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ تُوشِكُ أَنْ تَقَعَ، وَلٰكِنْ لَيْسَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، بَلْ فِي عُلِّيَّةٍ بِأُورُشَلِيمَ حَيْثُ ٱجْتَمَعَ فَرِيقٌ مِنْ نَحْوِ ١٢٠ مَسِيحِيًّا «كَانُوا يُدَاوِمُونَ مَعًا عَلَى ٱلصَّلَاةِ». (اع ١:١٣-١٥) وَهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱرْتَبَطَتِ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِمَا كَانَ يَفْعَلُهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ سَنَوِيًّا فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ. كَمَا أَنَّهَا تَمَّمَتْ نُبُوَّةً تَفَوَّهَ بِهَا ٱلنَّبِيُّ يُوئِيلُ قَبْلَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ بِنَحْوِ ٨٠٠ سَنَةٍ. (يوء ٢:٢٨-٣٢؛ اع ٢:١٦-٢١) فَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْبَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟
٣ اقرإ الاعمال ٢:٢-٤. لَقَدْ سَكَبَ ٱللّٰهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ عَلَى أُولٰئِكَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُجْتَمِعِينَ فِي ٱلْعُلِّيَّةِ. (اع ١:٨) فَأَخَذُوا يَتَنَبَّأُونَ، أَيْ يَشْهَدُونَ، عَنْ عَظَائِمِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي رَأَوْهَا وَسَمِعُوهَا. وَسُرْعَانَ مَا ٱحْتَشَدَ حَوْلَهُمْ جَمْعٌ غَفِيرٌ. فَأَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لِلْجَمْعِ مَغْزَى مَا حَدَثَ، وَحَثَّهُمْ قَائِلًا: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِمَغْفِرَةِ خَطَايَاكُمْ، فَتَنَالُوا هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». فَلَبَّى ٱلدَّعْوَةَ نَحْوُ ثَلَاثَةِ آلَافٍ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ، وَٱعْتَمَدُوا وَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ. — اع ٢:٣٧، ٣٨، ٤١.
٤ (أ) لِمَ يَهُمُّنَا مَا حَدَثَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ؟ (ب) أَيُّ حَدَثٍ مُهِمٍّ رُبَّمَا حَصَلَ فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ قَبْلَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٤ وَلِمَ يَهُمُّنَا مَا حَدَثَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم؟ لَقَدْ مَثَّلَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. وَمَثَّلَ رَغِيفَا ٱلتَّقْدِمَةِ ٱلْمُخْتَمِرَانِ تَلَامِيذَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ ٱخْتِيرُوا مِنْ بَيْنِ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ، وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَدْعُوهُمْ «بَاكُورَةً». (يع ١:١٨) فَقَدْ تَبَنَّاهُمُ ٱللّٰهُ وَٱخْتَارَهُمْ لِيَحْكُمُوا فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي سَيُغْدِقُ عَلَى بَاقِي ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ بَرَكَاتٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. (١ بط ٢:٩) إِذًا، إِنَّ مَا حَدَثَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ لَهُ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي حَيَاتِنَا، سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُنَا هُوَ ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ يَسُوعَ أَوِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.[١]
كَيْفَ يَتَلَقَّى ٱلْمَمْسُوحُونَ دَعْوَتَهُمْ؟
٥ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ لَا يَتَلَقَّوْنَ دَعْوَتَهُمْ جَمِيعًا بِٱلطَّرِيقَةِ ذَاتِهَا؟
٥ لَوْ كُنْتَ أَحَدَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَقَرَّتْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، لَٱنْطَبَعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ فِي ذَاكِرَتِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَلَمَا رَاوَدَكَ أَدْنَى شَكٍّ فِي أَنَّكَ مُسِحْتَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، لَا سِيَّمَا إِذَا نِلْتَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ ٱلتَّكَلُّمِ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ. (اع ٢:٦-١٢) لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلظَّوَاهِرَ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ لَا تَحْصُلُ مَعَ جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُمْسَحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، إِنَّ ٱلْآلَافَ ٱلَّذِينَ مُسِحُوا لَاحِقًا يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ فِي أُورُشَلِيمَ نَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ، وَلَمْ تَظْهَرْ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ. (اع ٢:٣٨) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، لَا يَنَالُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ. فَٱلسَّامِرِيُّونَ مُسِحُوا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ. (اع ٨:١٤-١٧) وَفِي حَالَةٍ ٱسْتِثْنَائِيَّةٍ، مُسِحَ كَرْنِيلِيُوسُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَعْتَمِدُوا. — اع ١٠:٤٤-٤٨.
٦ مَاذَا يَنَالُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ لَهُمْ؟
٦ إِذًا، لَا يَتَلَقَّى جَمِيعُ ٱلْمَمْسُوحِينَ دَعْوَتَهُمْ بِٱلطَّرِيقَةِ ذَاتِهَا. فَبَيْنَمَا أَدْرَكَ ٱلْبَعْضُ فَوْرًا أَنَّهُمْ مُسِحُوا، تَيَقَّنَ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ دَعْوَتَهُمْ تَدْرِيجِيًّا. غَيْرَ أَنَّ كُلَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ يَنَالُونَ مَا وَصَفَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَائِلًا: «بَعْدَمَا آمَنْتُمْ، خُتِمْتُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ، ٱلَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا». (اف ١:١٣، ١٤) فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يَكْشِفُ لَهُمْ يَهْوَهُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ مِيرَاثَهُمْ سَمَاوِيٌّ. وَهٰكَذَا يَكُونُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عُرْبُونَ مَا سَيَأْتِي، أَوْ تَأْكِيدًا أَنَّ ٱللّٰهَ ٱخْتَارَهُمْ لِيَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ. — اقرأ ٢ كورنثوس ١:٢١، ٢٢؛ ٥:٥.
٧ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ كَيْ يَنَالَ مُكَافَأَتَهُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟
٧ وَلٰكِنْ هَلْ يَضْمَنُ هٰذَا ٱلْعُرْبُونُ لِمَنْ يَنَالُهُ أَنَّهُ سَيُحْرِزُ مُكَافَأَتَهُ لَا مَحَالَةَ؟ كَلَّا. فَذٰلِكَ ٱلشَّخْصُ يَكُونُ أَكِيدًا أَنَّهُ تَلَقَّى ٱلدَّعْوَةَ. غَيْرَ أَنَّ حُصُولَهُ عَلَى ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ يَتَوَقَّفُ عَلَى بَقَائِهِ أَمِينًا. يُوضِحُ بُطْرُسُ: «لِذٰلِكَ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، ٱبْذُلُوا بِٱلْأَكْثَرِ قُصَارَى جُهْدِكُمْ لِتَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَٱخْتِيَارَكُمْ أَكِيدَيْنِ، لِأَنَّكُمْ إِذَا دَاوَمْتُمْ عَلَى فِعْلِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ، فَلَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا. وَهٰكَذَا يُعْطَى لَكُمْ بِسَخَاءٍ أَنْ تَدْخُلُوا إِلَى مَمْلَكَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». (٢ بط ١:١٠، ١١) فَعَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ أَنْ يَسْعَى جَاهِدًا لِيُحَافِظَ عَلَى أَمَانَتِهِ؛ وَإِلَّا أَصْبَحَتْ دَعْوَتُهُ بِلَا قِيمَةٍ. — عب ٣:١؛ رؤ ٢:١٠.
كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّهُ تَلَقَّى ٱلدَّعْوَةَ؟
٨، ٩ (أ) لِمَ يَصْعُبُ عَلَى غَالِبِيَّةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَسْتَوْعِبُوا مَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا يَمْسَحُ ٱللّٰهُ أَحَدًا؟ (ب) كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّ دَعْوَتَهُ سَمَاوِيَّةٌ؟
٨ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى ٱلْغَالِبِيَّةِ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَسْتَوْعِبُوا مَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا يَمْسَحُ يَهْوَهُ أَحَدًا. وَلَا عَجَبَ، فَهٰذَا شَيْءٌ لَمْ يَخْتَبِرُوهُ. فَقَصْدُ ٱللّٰهِ أَسَاسًا هُوَ أَنْ يَعِيشَ ٱلْبَشَرُ إِلَى ٱلْأَبَدِ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. (تك ١:٢٨؛ مز ٣٧:٢٩) أَمَّا دَعْوَةُ ٱلْبَعْضِ لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلسَّمَاءِ فَتَرْتِيبٌ ٱسْتِثْنَائِيٌّ. وَهٰذِهِ ٱلدَّعْوَةُ تُؤَدِّي إِلَى تَغْيِيرٍ جَذْرِيٍّ فِي تَفْكِيرِهِمْ وَرَجَائِهِمْ. — اقرأ افسس ١:١٨.
٩ وَلٰكِنْ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّ دَعْوَتَهُ سَمَاوِيَّةٌ؟ يَتَّضِحُ ٱلْجَوَابُ مِنْ كَلِمَاتِ بُولُسَ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي رُومَا «ٱلْمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِينَ». قَالَ لَهُمْ: «لَمْ تَنَالُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلَّذِي يُعِيدُكُمْ إِلَى ٱلْخَوْفِ، بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: ‹أَبَّا، أَيُّهَا ٱلْآبُ!›. وَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللّٰهِ». (رو ١:٧؛ ٨:١٥، ١٦) فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يَكْشِفُ ٱللّٰهُ لِلشَّخْصِ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّهُ مَدْعُوٌّ لِيَكُونَ مِنْ وَرَثَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. — ١ تس ٢:١٢.
١٠ مَاذَا تَعْنِي ١ يُوحَنَّا ٢:٢٧ بِٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ لَا يَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ أَحَدٌ؟
١٠ لِذٰلِكَ، فَإِنَّ مَنْ يُوَجِّهُ ٱللّٰهُ إِلَيْهِمْ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلْخُصُوصِيَّةَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى شَهَادَةٍ إِضَافِيَّةٍ مِنْ أَحَدٍ لِيَتَأَكَّدُوا مِنْ مَسْحِهِمْ. فَيَهْوَهُ لَا يَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي عُقُولِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ. خَاطَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ قَائِلًا: «لَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ ٱلْقُدُّوسِ، وَكُلُّكُمْ لَدَيْكُمُ ٱلْمَعْرِفَةُ». وَأَضَافَ: «أَمَّا أَنْتُمْ فَٱلْمَسْحَةُ ٱلَّتِي نِلْتُمُوهَا مِنْهُ تَبْقَى فِيكُمْ، وَلَا حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ. وَلٰكِنَّ ٱلْمَسْحَةَ مِنْهُ هِيَ حَقٌّ وَلَيْسَتْ كَذِبًا، وَهِيَ تُعَلِّمُكُمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَكَمَا عَلَّمَتْكُمُ، ٱبْقَوْا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ». (١ يو ٢:٢٠، ٢٧) فَهٰؤُلَاءِ ٱلْأَفْرَادُ لَيْسُوا فِي غِنًى عَنِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ، إِذْ يَحْتَاجُونَ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَهُمْ يَهْوَهُ مَثَلُهُمْ مَثَلُ غَيْرِهِمْ. وَلٰكِنْ لَا يَلْزَمُهُمْ تَأْكِيدٌ مِنْ أَحَدٍ أَنَّهُمْ مُسِحُوا. فَهٰذِهِ ٱلْقَنَاعَةُ تَأْتِيهِمْ مِنْ أَعْظَمِ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ، ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
يُولَدُونَ «وِلَادَةً جَدِيدَةً»
١١، ١٢ أَيُّ تَسَاؤُلَاتٍ قَدْ تُرَاوِدُ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمَمْسُوحَ، وَلٰكِنْ أَيُّ حَقِيقَةٍ لَا يَشُكُّ فِيهَا مُطْلَقًا؟
١١ يَمُرُّ ٱلْمَسِيحِيُّ بِتَغْيِيرٍ دَاخِلِيٍّ حِينَ يَغْرِسُ فِيهِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ هٰذِهِ ٱلْقَنَاعَةَ. وَهٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ كَبِيرٌ جِدًّا بِحَيْثُ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ «يُولَدُ ثَانِيَةً»، أَوْ «يُولَدُ مِنْ فَوْقُ» بِحَسَبِ بَعْضِ ٱلتَّرْجَمَاتِ.[٢] (يو ٣:٣، ٥) ثُمَّ أَوْضَحَ لِلَّذِي سَأَلَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْوِلَادَةِ، قَائِلًا: «لَا تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَجِبُ أَنْ تُولَدُوا ثَانِيَةً. اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لٰكِنَّكَ لَا تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلَا إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هٰكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ ٱلرُّوحِ». (يو ٣:٧، ٨) إِذًا، مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ شَرْحُ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ شَرْحًا وَافِيًا لِشَخْصٍ لَمْ يَمُرَّ بِهٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ.
١٢ قَدْ يَتَسَاءَلُ مَنْ يَنَالُ نَصِيبًا فِي ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ: ‹لِمَ خَصَّنِي ٱللّٰهُ بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ؟ لِمَ لَمْ يَخْتَرْ غَيْرِي؟›. حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُشَكِّكُ فِي أَهْلِيَّتِهِ. لٰكِنَّهُ لَا يَشُكُّ مُطْلَقًا فِي أَنَّ يَهْوَهَ قَدِ ٱخْتَارَهُ. بَلْ يَفِيضُ قَلْبُهُ فَرَحًا وَتَقْدِيرًا لِهٰذِهِ ٱلْهِبَةِ. فَهُوَ يُشَاطِرُ بُطْرُسَ مَشَاعِرَهُ حِينَ قَالَ بِٱلْوَحْيِ: «تَبَارَكَ إِلٰهُ وَأَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ!، فَهُوَ بِعَظِيمِ رَحْمَتِهِ وَلَدَنَا وِلَادَةً جَدِيدَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ غَيْرِ قَابِلٍ لِلْفَسَادِ، لَا يَتَدَنَّسُ وَلَا يَذْبُلُ، مَحْفُوظٍ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ لَكُمْ». (١ بط ١:٣، ٤) فَعِنْدَمَا يَقْرَأُ ٱلْمَمْسُوحُونَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، لَا تُسَاوِرُهُمْ ذَرَّةُ شَكٍّ أَنَّهَا مُوَجَّهَةٌ إِلَيْهِمْ شَخْصِيًّا.
١٣ كَيْفَ يَتَغَيَّرُ تَفْكِيرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَلِمَاذَا؟
١٣ لَقَدْ كَانَ بَعْضُ ٱلْمَمْسُوحِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يَنَالُوا شَهَادَةَ رُوحِ ٱللّٰهِ. فَكَانُوا يَتُوقُونَ إِلَى رُؤْيَةِ ٱلْأَرْضِ فِرْدَوْسًا خَالِيًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ. كَمَا تَخَيَّلُوا أَنْفُسَهُمْ يَسْتَقْبِلُونَ أَحِبَّاءَهُمُ ٱلْمُقَامِينَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَتَطَلَّعُوا إِلَى بِنَاءِ بُيُوتٍ وَٱلسَّكَنِ فِيهَا، وَغَرْسِ أَشْجَارٍ وَٱلْأَكْلِ مِنْ ثَمَرِهَا. (اش ٦٥:٢١-٢٣) فَهَلْ تَغَيَّرَ تَفْكِيرُهُمْ لِأَنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلْأَرْضِيَّ مَا عَادَ يُعْجِبُهُمْ؟ هَلْ غَيَّرُوا رَأْيَهُمْ إِثْرَ مُعَانَاةٍ مَرِيرَةٍ أَوْ تَحْتَ وَطْأَةِ ٱضْطِرَابٍ عَاطِفِيٍّ؟ أَلَعَلَّهُمْ يَئِسُوا مِنَ ٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَشَعَرُوا بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَتَكُونُ مُضْجِرَةً وَمُمِلَّةً؟ أَوْ هَلِ ٱسْتَهْوَاهُمُ ٱكْتِشَافُ آفَاقٍ جَدِيدَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ؟ اَلْجَوَابُ هُوَ كَلَّا. فَهٰذَا ٱلْقَرَارُ يَرْجِعُ إِلَى ٱللّٰهِ. وَرُوحُهُ ٱلْقُدُسُ لَمْ يَدْعُهُمْ فَحَسْبُ، بَلْ غَيَّرَ تَفْكِيرَهُمْ وَرَجَاءَهُمْ أَيْضًا.
١٤ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى حَيَاتِهِمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٤ هَلْ نَسْتَنْتِجُ إِذًا أَنَّ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ يُرِيدُونَ أَنْ يَمُوتُوا؟ لَقَدْ وَصَفَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ مَشَاعِرَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، فَشَبَّهَ جَسَدَهُمُ ٱلْمَائِتَ بِخَيْمَةٍ، قَائِلًا: «إِنَّنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْخَيْمَةِ، نَئِنُّ مُثَقَّلِينَ؛ لَا لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَلْبَسَ ٱلْآخَرَ، لِكَيْ تَبْتَلِعَ ٱلْحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ». (٢ كو ٥:٤) فَهُمْ لَا يَرْغَبُونَ فِي أَنْ تَنْتَهِيَ حَيَاتُهُمْ سَرِيعًا، وَكَأَنَّ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَمْ تَعُدْ تَعْنِي لَهُمْ شَيْئًا. بَلْ يَسْتَمْتِعُونَ بِهَا وَيَحْرِصُونَ عَلَى ٱسْتِغْلَالِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ أَصْدِقَائِهِمْ وَأَقْرِبَائِهِمْ. إِلَّا أَنَّ رَجَاءَهُمُ ٱلْمَجِيدَ لَا يَغِيبُ لَحْظَةً عَنْ بَالِهِمْ مَهْمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ. — ١ كو ١٥:٥٣؛ ٢ بط ١:٤؛ ١ يو ٣:٢، ٣؛ رؤ ٢٠:٦.
هَلْ دَعَاكَ يَهْوَهُ؟
١٥ أَيَّةُ عَوَامِلَ لَا تَعْنِي أَنَّ ٱلشَّخْصَ مُسِحَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
١٥ إِذَا كُنْتَ تَتَسَاءَلُ هَلْ تَلَقَّيْتَ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلرَّائِعَةَ، فَتَأَمَّلْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلتَّالِيَةِ: هَلْ تَشْعُرُ أَنَّ غَيْرَتَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ؟ هَلْ تَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِٱجْتِهَادٍ وَيَلَذُّ لَكَ ٱلْغَوْصُ فِي «أَعْمَاقِ ٱللّٰهِ»؟ (١ كو ٢:١٠) هَلْ لَمَسْتَ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ خِدْمَتَكَ بَرَكَةً خُصُوصِيَّةً؟ هَلْ تَتَّقِدُ حَمَاسًا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ؟ هَلْ لَدَيْكَ إِحْسَاسٌ قَوِيٌّ بِمَسْؤُولِيَّةِ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ رُوحِيًّا؟ هَلْ رَأَيْتَ يَدَ يَهْوَهَ تَعْمَلُ بِطَرَائِقَ مُحَدَّدَةٍ فِي حَيَاتِكَ؟ إِذَا أَجَبْتَ بِنَعَمْ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ، فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكَ تَلَقَّيْتَ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟ كَلَّا. وَلِمَ لَا؟ لِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ لَيْسَتْ حُكْرًا عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَرُوحُ يَهْوَهَ يَعْمَلُ بِٱلْمِقْدَارِ نَفْسِهِ فِي ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِذَا كُنْتَ تَتَسَاءَلُ عَنْ دَعْوَتِكَ أَهِيَ سَمَاوِيَّةٌ أَمْ لَا، فَهٰذَا بِحَدِّ ذَاتِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّكَ لَسْتَ مَدْعُوًّا إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَٱلَّذِينَ دَعَاهُمْ يَهْوَهُ لَا يُسَاوِرُهُمْ شَكٌّ فِي ذٰلِكَ، بَلْ يَكُونُونَ عَلَى يَقِينٍ تَامٍّ.
١٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ رُوحَ ٱللّٰهِ لَا يَتَلَقَّوْنَ بِٱلضَّرُورَةِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟
١٦ تَزْخَرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِأَمْثِلَةِ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ عَمِلَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِيهِمْ بِطَرِيقَةٍ بَارِزَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَرْجُوا ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَأَحَدُهُمْ هُوَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ. فَرَغْمَ أَنَّ يَسُوعَ أَشَادَ بِهِ كَثِيرًا، ذَكَرَ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاءِ. (مت ١١:١٠، ١١) كَمَا عَمِلَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي دَاوُدَ أَيْضًا. (١ صم ١٦:١٣) فَقَدْ فَهِمَ حَقَائِقَ رُوحِيَّةً عَمِيقَةً وَكَتَبَ بِٱلْوَحْيِ أَجْزَاءً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (مر ١٢:٣٦) مَعَ ذٰلِكَ، قَالَ بُطْرُسُ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ إِنَّ دَاوُدَ «لَمْ يَصْعَدْ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ». (اع ٢:٣٤) فَرَغْمَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ قَوَّى أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ لِيُنْجِزُوا أَعْمَالًا عَظِيمَةً، لَمْ يَخْتَرْهُمْ يَهْوَهُ لِيَحْيَوْا فِي ٱلسَّمَاءِ. فَهَلْ كَانُوا مُقَصِّرِينَ أَوْ غَيْرَ مُسْتَحِقِّينَ لِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ؟ كَلَّا، فَكُلُّ مَا فِي ٱلْأَمْرِ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقِيمُهُمْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. — يو ٥:٢٨، ٢٩؛ اع ٢٤:١٥.
١٧، ١٨ (أ) مَاذَا تَرْجُو ٱلْغَالِبِيَّةُ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ إِنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ لَنْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ. بَلْ يَرْجُونَ أَنْ يَحْيَوْا عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ، عَلَى غِرَارِ إِبْرَاهِيمَ وَدَاوُدَ وَيُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا. (عب ١١:١٠) وَخِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا، لَا يُوجَدُ عَلَى ٱلْأَرْضِ سِوَى بَقِيَّةٍ صَغِيرَةٍ مِمَّنِ ٱخْتَارَهُمُ ٱللّٰهُ لِيَحْيَوْا فِي ٱلسَّمَاءِ. (رؤ ١٢:١٧) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ قَدْ أَنْهَوْا حَيَاتَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِأَمَانَةٍ.
١٨ وَلٰكِنْ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ إِلَى مَنْ يَدَّعِي أَنَّ رَجَاءَهُ سَمَاوِيٌّ؟ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِكَ إِذَا بَدَأَ شَخْصٌ فِي جَمَاعَتِكَ بِٱلتَّنَاوُلِ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ؟ وَهَلْ يَجِبُ أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ أَيَّةُ زِيَادَةٍ فِي عَدَدِ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّ دَعْوَتَهُمْ سَمَاوِيَّةٌ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ٤) مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّ عِيدَ ٱلْخَمْسِينَ وَقَعَ فِي نَفْسِ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلَّذِي أُعْطِيَتْ فِيهِ ٱلشَّرِيعَةُ لِمُوسَى فِي سِينَاءَ. (خر ١٩:١) وَإِذَا صَحَّ ذٰلِكَ، يَكُونُ يَسُوعُ قَدْ أَدْخَلَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ فِي ذَاتِ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلَّذِي دَخَلَتْ فِيهِ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ فِي عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ بِوَاسِطَةِ مُوسَى.
^ [٢] (اَلْفِقْرَةُ ١١) يَرِدُ شَرْحٌ إِضَافِيٌّ لِمَعْنَى ٱلْوِلَادَةِ ٱلثَّانِيَةِ فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ ١ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠٠٩، ٱلصَّفَحَاتِ ٣-١١.
-
-
«نذهب معكم»برج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | كانون الثاني (يناير)
-
-
«نَذْهَبُ مَعَكُمْ»
«نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ». — زك ٨:٢٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٥، ١٢٢
١، ٢ (أ) مَاذَا قَالَ يَهْوَهُ إِنَّهُ سَيَحْدُثُ فِي أَيَّامِنَا؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى نَبِيِّهِ زَكَرِيَّا أَنْ يَكْتُبَ عَنْ زَمَنِنَا قَائِلًا: «فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ يَتَمَسَّكُ عَشَرَةُ رِجَالٍ مِنْ جَمِيعِ لُغَاتِ ٱلْأُمَمِ بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ: ‹نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ›». (زك ٨:٢٣) وَإِتْمَامًا لِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، «يَتَمَسَّكُ» ذَوُو ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ مَجَازِيًّا «بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ». فَهُمْ كَٱلرِّجَالِ ٱلْعَشَرَةِ يَعْرِفُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ خُدَّامَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ، «إِسْرَائِيلَ ٱللّٰهِ»، وَيُشَرِّفُهُمْ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَيْهِمْ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ. — غل ٦:١٦.
٢ وَعَلَى غِرَارِ زَكَرِيَّا، أَبْرَزَ يَسُوعُ ٱلْوَحْدَةَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي يَنْعَمُ بِهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ. فَقَدْ ذَكَرَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيُشَكِّلُونَ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» بِقِيَادَةِ «رَاعٍ وَاحِدٍ»، سَوَاءٌ كَانُوا مِنَ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» أَمْ مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (لو ١٢:٣٢؛ يو ١٠:١٦) وَلٰكِنْ ثَمَّةَ أَسْئِلَةٌ تَنْشَأُ عَنِ ٱلْعَلَاقَةِ بَيْنَ هٰذَيْنِ ٱلْفَرِيقَيْنِ: (١) هَلْ يَحْتَاجُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ أَنْ يَعْرِفُوا أَسْمَاءَ كُلِّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ؟ (٢) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟ (٣) مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِكَ إِذَا بَدَأَ شَخْصٌ فِي جَمَاعَتِكَ بِٱلتَّنَاوُلِ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى؟ وَ (٤) هَلْ يَلْزَمُ أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ أَيَّةُ زِيَادَةٍ فِي عَدَدِ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ؟ لِنَتَفَحَّصِ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
هَلْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ كُلِّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ ٱلْيَوْمَ؟
٣ لِمَ يَسْتَحِيلُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ يَقِينًا مَنْ سَيَكُونُونَ مِنَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤؟
٣ لَيْسَ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ كُلِّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ ٱلْيَوْمَ. وَلِمَ لَا؟ لِأَنَّهُ حَتَّى لَوْ تَلَقَّى أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ، فَهٰذَا لَا يَعْنِي أَنَّ مُكَافَأَتَهُ تَأَكَّدَتْ بِصُورَةٍ نِهَائِيَّةٍ. وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يُقِيمُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْبِيَاءَ دَجَّالِينَ «حَتَّى يُضِلُّوا ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا، لَوْ أَمْكَنَ». (مت ٢٤:٢٤) فَهٰذِهِ ٱلْمُكَافَأَةُ لَا تَصِيرُ أَكِيدَةً حَتَّى يُقَرِّرَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ أَهْلٌ لَهَا وَيَخْتِمَهُ ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ، إِمَّا قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَمَانَةٍ أَوْ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». (رؤ ٢:١٠؛ ٧:٣، ١٤) لِذَا لَا جَدْوَى ٱلْيَوْمَ أَنْ نَتَحَقَّقَ مَنْ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ سَيَكُونُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ مِنَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤.[١]
٤ إِذَا ٱسْتَحَالَتْ مَعْرِفَةُ أَسْمَاءِ كُلِّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ، فَكَيْفَ نَتَمَكَّنُ مِنَ ‹ٱلذَّهَابِ مَعَهُمْ›؟
٤ وَلٰكِنْ إِذَا ٱسْتَحَالَتْ مَعْرِفَةُ أَسْمَاءِ كُلِّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلْمَوْجُودِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ، فَكَيْفَ يَتَمَكَّنُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ مِنَ ‹ٱلذَّهَابِ مَعَهُمْ›؟ لَاحِظْ أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ فِي زَكَرِيَّا تَقُولُ إِنَّ ٱلرِّجَالَ ٱلْعَشَرَةَ سَيَتَمَسَّكُونَ «بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ: ‹نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ›». فَٱلْآيَةُ تَتَحَدَّثُ عَنْ «رَجُلٍ يَهُودِيٍّ» وَاحِدٍ، لٰكِنَّهُ يُخَاطَبُ فِيهَا مَرَّتَيْنِ بِصِيغَةِ ٱلْجَمْعِ («مَعَكُمْ»). وَيُشِيرُ ذٰلِكَ إِلَى أَنَّ هٰذَا ٱلْيَهُودِيَّ ٱلرُّوحِيَّ لَيْسَ شَخْصًا وَاحِدًا، بَلْ يُمَثِّلُ فَرِيقًا مُؤَلَّفًا مِنْ أَفْرَادٍ عَدِيدِينَ. وَعَلَيْهِ، لَا يَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَ هُوِيَّةَ ٱلْيَهُودِ ٱلرُّوحِيِّينَ فَرْدًا فَرْدًا وَنَتْبَعَ كُلًّا مِنْهُمْ. بِٱلْأَحْرَى، عَلَيْنَا أَنْ نُحَدِّدَ هُوِيَّتَهُمْ كَفَرِيقٍ وَنَدْعَمَهُمْ عَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ لَا تُشَجِّعُنَا إِطْلَاقًا أَنْ نَتْبَعَ أَفْرَادًا، لِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ قَائِدُنَا. — مت ٢٣:١٠.
كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟
٥ أَيُّ تَحْذِيرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهِ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَلِيًّا، وَلِمَاذَا؟
٥ يَنْبَغِي لِلَّذِينَ يَتَنَاوَلُونَ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى أَنْ يَتَأَمَّلُوا مَلِيًّا فِي ٱلتَّحْذِيرِ ٱلْمُدَوَّنِ فِي ١ كُورِنْثُوسَ ١١:٢٧-٢٩. (اقرأها.) فَمَاذَا قَصَدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمَمْسُوحَ ٱلَّذِي يَأْكُلُ مِنَ ٱلْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ ٱلْخَمْرِ يَتَنَاوَلُ بِدُونِ ٱسْتِحْقَاقٍ إِذَا لَمْ يُحَافِظْ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ. (عب ٦:٤-٦؛ ١٠:٢٦-٢٩) وَيُذَكِّرُ هٰذَا ٱلتَّحْذِيرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنَّهُمْ لَمْ يُمْسِكُوا بِٱلْجَائِزَةِ بَعْدُ، بَلْ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي ٱلسَّعْيِ «نَحْوَ ٱلْهَدَفِ لِأَجْلِ جَائِزَةِ دَعْوَةِ ٱللّٰهِ ٱلْعُلْيَا بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». — في ٣:١٣-١٦.
٦ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟
٦ نَاشَدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ‹أَنْ يَسِيرُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي دُعُوا بِهَا›. وَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟ تَابَعَ بُولُسُ قَائِلًا: «بِكُلِّ ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ وَوَدَاعَةٍ، بِطُولِ أَنَاةٍ، مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ، سَاعِينَ بِجِدٍّ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ». (اف ٤:١-٣) فَرُوحُ يَهْوَهَ يَبُثُّ فِي خُدَّامِهِ ٱلِٱتِّضَاعَ، لَا ٱلتَّكَبُّرَ. (كو ٣:١٢) لِذَا يُدْرِكُ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱحْتِشَامٍ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُعْطِيهِمْ بِٱلضَّرُورَةِ رُوحًا قُدُسًا أَكْثَرَ مِنْ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ. وَهُمْ لَا يَدَّعُونَ مَعْرِفَةً أَوْ بَصِيرَةً خُصُوصِيَّةً، أَوْ يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ أَسْمَى مِنْ غَيْرِهِمْ. كَمَا أَنَّهُمْ لَا يُشَجِّعُونَ أَحَدًا لِيَبْدَأَ بِٱلتَّنَاوُلِ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ لِأَنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ مَمْسُوحٌ. فَهُمْ يَعْتَرِفُونَ بِتَوَاضُعٍ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُوَجِّهُ ٱلدَّعْوَةَ إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ.
٧، ٨ كَيْفَ يَتَعَامَلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ، وَلِمَاذَا؟
٧ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ ٱمْتِيَازٌ رَائِعٌ، لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمَمْسُوحَ لَا يَعْتَبِرُ أَنَّ مِنْ حَقِّهِ نَيْلَ إِكْرَامٍ خُصُوصِيٍّ مِنَ ٱلْآخَرِينَ. (اف ١:١٨، ١٩؛ اقرأ فيلبي ٢:٢، ٣.) وَبِمَا أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ شَهِدَ لَهُ عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ، وَلَيْسَ عَلَانِيَةً، لَا يَسْتَغْرِبُ إِنْ لَمْ يُصَدِّقِ ٱلْبَعْضُ عَلَى ٱلْفَوْرِ أَنَّهُ مُسِحَ فِعْلًا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُوصِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يُسَارِعُوا إِلَى تَصْدِيقِ شَخْصٍ يَدَّعِي أَنَّ ٱللّٰهَ أَوْكَلَ إِلَيْهِ تَعْيِينًا خُصُوصِيًّا. (رؤ ٢:٢) وَتَجَنُّبًا لِلَفْتِ ٱلْأَنْظَارِ، لَا يُقَدِّمُ نَفْسَهُ لِمَنْ يَلْتَقِيهِمْ عَلَى أَنَّهُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. حَتَّى إِنَّهُ قَدْ لَا يَتَطَرَّقُ بِٱلْمَرَّةِ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ أَمَامَ أَحَدٍ. كَمَا أَنَّهُ لَا يَفْتَخِرُ أَوْ يَتَبَاهَى بِمُكَافَأَتِهِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ. — ١ كو ١:٢٨، ٢٩؛ اقرأ ١ كورنثوس ٤:٦-٨.
٨ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، لَا يَعْتَبِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ أَنْفُسَهُمْ أَعْضَاءً فِي نَادٍ لِلنُّخْبَةِ. فَهُمْ لَا يُفَتِّشُونَ عَنْ أَمْثَالِهِمْ لِيَتَحَادَثُوا مَعًا عَنْ مَسْحِهِمْ أَوْ يُشَكِّلُوا مَجْمُوعَاتٍ مُغْلَقَةً لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (غل ١:١٥-١٧) فَمَسَاعٍ كَهٰذِهِ تُسَبِّبُ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَتُعِيقُ عَمَلَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يُشِيعُ ٱلسَّلَامَ وَٱلْوَحْدَةَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ. — اقرأ روما ١٦:١٧، ١٨.
مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِكَ؟
٩ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى كَيْفِيَّةِ مُعَامَلَتِنَا لِلَّذِينَ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ رَمْزَيِ ٱلذِّكْرَى؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ: «اَلْمَحَبَّةُ ‹لَا تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ›».)
٩ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى مَنْ يَتَنَاوَلُونَ فِي ٱلذِّكْرَى؟ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «أَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ». وَأَضَافَ: «مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ». (مت ٢٣:٨-١٢) لِذَا مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُرَفِّعَ أَفْرَادًا، حَتَّى لَوْ كَانُوا مِنْ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُثُّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِيمَانِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ، لٰكِنَّهُ لَا يُوصِينَا إِطْلَاقًا بِتَرْفِيعِ أَيِّ إِنْسَانٍ قَائِدًا لَنَا. (عب ١٣:٧) صَحِيحٌ أَنَّهُ يَذْكُرُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَسْتَحِقُّونَ «كَرَامَةً مُضَاعَفَةً»، وَلٰكِنْ لَيْسَ لِأَنَّهُمْ مَمْسُوحُونَ، بَلْ لِأَنَّهُمْ «يُشْرِفُونَ حَسَنًا» وَ «يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي ٱلْكَلِمَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ». (١ تي ٥:١٧) وَعَلَيْهِ، فَنَحْنُ نُحْرِجُ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ إِذَا بَالَغْنَا فِي مَدْحِهِمْ أَوْ أَوْلَيْنَاهُمُ ٱعْتِبَارًا زَائِدًا عَنِ ٱلْحَدِّ. وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّ مُعَامَلَةً خُصُوصِيَّةً كَهٰذِهِ قَدْ تُصَعِّبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَبْقَوْا مُتَوَاضِعِينَ. (رو ١٢:٣) وَلَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ هٰؤُلَاءِ وَيُوقِعَهُ فِي خَطَإٍ جَسِيمٍ كَهٰذَا. — لو ١٧:٢.
كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى مَنْ يَتَنَاوَلُ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٩-١١.)
١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
١٠ وَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱللَّائِقَ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ يَخْتَارُهُمْ يَهْوَهُ؟ نَحْنُ نَتَجَنَّبُ أَنْ نَسْأَلَهُمْ كَيْفَ تَلَقَّوْا دَعْوَتَهُمْ. فَلَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ فُضُولِيِّينَ بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ شَخْصِيَّةٍ عَنْ أُمُورٍ لَا تَخُصُّنَا. (١ تس ٤:١١؛ ٢ تس ٣:١١) وَلَا يَنْبَغِي ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ وَالِدَيِ ٱلْمَمْسُوحِ أَوْ رَفِيقَ زَوَاجِهِ أَوْ أَحَدَ أَقْرِبَائِهِ سَيَكُونُونَ مَمْسُوحِينَ أَيْضًا. فَٱلْمَسِيحِيُّونَ لَا يُمْسَحُونَ عَلَى أَسَاسِ ٱلْجِينَاتِ ٱلْوِرَاثِيَّةِ أَوِ ٱلرَّوَابِطِ ٱلزَّوْجِيَّةِ. (١ تس ٢:١٢) كَمَا أَنَّنَا لَا نَطْرَحُ أَسْئِلَةً يُمْكِنُ أَنْ تَجْرَحَ ٱلْآخَرِينَ؛ فَلَا نَسْأَلُ مَثَلًا زَوْجَةَ أَحَدِ ٱلْمَمْسُوحِينَ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ ٱلْعَيْشِ بِدُونِ زَوْجِهَا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَبَدَلَ طَرْحِ أَسْئِلَةٍ كَهٰذِهِ، نَثِقُ جَمِيعُنَا مِلْءَ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ ‹سَيَفْتَحُ يَدَهُ فَيُشْبِعُ رَغْبَةَ كُلِّ حَيٍّ›. — مز ١٤٥:١٦.
١١ أَيُّ خَطَرٍ نَتَجَنَّبُهُ إِذَا لَمْ نَكُنْ «مُعْجَبِينَ بِٱلشَّخْصِيَّاتِ»؟
١١ إِنَّ ٱلنَّظْرَةَ ٱللَّائِقَةَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ تُجَنِّبُنَا أَيْضًا ٱلْوُقُوعَ فِي فَخٍّ خَطِيرٍ. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُخْبِرُنَا أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ قَدْ يَتَسَلَّلُ إِلَيْهَا ‹إِخْوَةٌ دَجَّالُونَ›، حَتَّى إِنَّ هٰؤُلَاءِ قَدْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مَمْسُوحُونَ. (غل ٢:٤، ٥؛ ١ يو ٢:١٩) كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَمْسُوحِينَ رُبَّمَا يَحِيدُونَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ. (مت ٢٥:١٠-١٢؛ ٢ بط ٢:٢٠، ٢١) لِذٰلِكَ، إِذَا لَمْ نَكُنْ «مُعْجَبِينَ بِٱلشَّخْصِيَّاتِ»، فَلَنْ نَنْجَرِفَ بَعِيدًا عَنِ ٱلْحَقِّ بِسَبَبِ أَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ، وَلَنْ يَتَزَعْزَعَ إِيمَانُنَا لَوْ تَرَكَ ٱلْحَقَّ أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْبَارِزِينَ أَوِ ٱلْقُدَامَى. — يه ١٦.
هَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَشْغَلَ بَالَنَا عَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ؟
١٢، ١٣ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ يَشْغَلَ بَالَنَا عَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ فِي ٱلذِّكْرَى؟
١٢ شَهِدَتِ ٱلسَّنَوَاتُ ٱلْأَخِيرَةُ زِيَادَةً فِي عَدَدِ ٱلَّذِينَ يَتَنَاوَلُونَ فِي ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ، عَلَى عَكْسِ ٱلِٱنْخِفَاضِ ٱلَّذِي شَهِدْنَاهُ عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ ٱلسَّابِقَةِ. فَلِمَ لَا يَنْبَغِي أَنْ تُقْلِقَنَا هٰذِهِ ٱلزِّيَادَةُ؟ لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي بَالِنَا.
١٣ «يَعْرِفُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ لَهُ». (٢ تي ٢:١٩) لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يَعُدُّونَ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ فِي ٱلذِّكْرَى أَنْ يَحْكُمُوا مَنْ تَلَقَّى ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ حَقًّا. فَعَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ يَشْمُلُ مَنْ يَظُنُّونَ خَطَأً أَنَّهُمْ مَمْسُوحُونَ. فَٱلْبَعْضُ بَدَأُوا يَتَنَاوَلُونَ فِي مَرْحَلَةٍ مَا، لٰكِنَّهُمْ تَوَقَّفُوا لَاحِقًا. هٰذَا وَيَعْتَقِدُ آخَرُونَ أَنَّهُمْ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ نَتِيجَةَ مُعَانَاتِهِمْ أَمْرَاضًا عَقْلِيَّةً أَوْ نَفْسِيَّةً. لِذٰلِكَ لَيْسَ عَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ مُؤَشِّرًا دَقِيقًا يَدُلُّ عَلَى عَدَدِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١٤ مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ عَدَدِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ عِنْدَ ٱبْتِدَاءِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟
١٤ سَيُوجَدُ مَمْسُوحُونَ فِي أَنْحَاءٍ عَدِيدَةٍ مِنَ ٱلْأَرْضِ حِينَ يَأْتِي يَسُوعُ لِيَجْمَعَهُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ فِي هٰذَا ٱلشَّأْنِ إِنَّ يَسُوعَ «يُرْسِلُ مَلَائِكَتَهُ بِصَوْتِ بُوقٍ عَظِيمٍ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ، مِنْ أَقْصَى ٱلسَّمٰوَاتِ إِلَى أَقْصَاهَا». (مت ٢٤:٣١) وَتُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى وُجُودِ بَقِيَّةٍ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. (رؤ ١٢:١٧) لٰكِنَّهَا لَا تُحَدِّدُ كَمْ وَاحِدًا مِنْهُمْ سَيَكُونُ مَوْجُودًا عَلَى ٱلْأَرْضِ عِنْدَ ٱبْتِدَاءِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.
١٥، ١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا بِخُصُوصِ ٱخْتِيَارِ يَهْوَهَ لِلْـ ٠٠٠,١٤٤؟
١٥ يُحَدِّدُ يَهْوَهُ مَتَى فِي مَجْرَى ٱلزَّمَنِ يَخْتَارُ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (رو ٨:٢٨-٣٠) شَرَعَ يَهْوَهُ فِي ٱخْتِيَارِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ. وَكَمَا يَبْدُو، كَانَ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مَمْسُوحِينَ. ثُمَّ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ حَتَّى بِدَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، زَعَمَ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ. لٰكِنَّ ٱلْأَغْلَبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْهُمْ كَانُوا مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ، وَقَدْ شَبَّهَهُمْ يَسُوعُ ‹بِٱلزِّوَانِ›. رَغْمَ ذٰلِكَ، ٱسْتَمَرَّ يَهْوَهُ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ فِي مَسْحِ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ، وَكَانَ هٰؤُلَاءِ ‹كَٱلْحِنْطَةِ› فِي مَثَلِ يَسُوعَ. (مت ١٣:٢٤-٣٠) وَخِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، تَابَعَ يَهْوَهُ ٱخْتِيَارَ ٱلَّذِينَ سَيُؤَلِّفُونَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤.[٢] وَإِذَا ٱرْتَأَى أَنْ يَخْتَارَ ٱلْبَعْضَ فِي أَوَاخِرِ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، فَمَنْ نَحْنُ لِنُشَكِّكَ فِي حِكْمَتِهِ؟! (اش ٤٥:٩؛ دا ٤:٣٥؛ اقرأ روما ٩:١١، ١٦.)[٣] فَيَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا نَتَصَرَّفَ كَٱلْعُمَّالِ ٱلَّذِينَ تَذَمَّرُوا مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي تَعَامَلَ بِهَا سَيِّدُهُمْ مَعَ عُمَّالِ ٱلسَّاعَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشْرَةَ. — اقرأ متى ٢٠:٨-١٥.
١٦ لَيْسَ كُلُّ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ جُزْءًا مِنَ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (مت ٢٤:٤٥-٤٧) يُطْعِمُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ ٱلْيَوْمَ كَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي قَلِيلِينَ، مِثْلَمَا حَصَلَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَٱللّٰهُ لَمْ يَسْتَخْدِمْ سِوَى عَدَدٍ صَغِيرٍ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِكِتَابَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، أُوكِلَتْ مَسْؤُولِيَّةُ تَزْوِيدِ ‹ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ› إِلَى عَدَدٍ صَغِيرٍ فَقَطْ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.
١٧ مَا هِيَ خُلَاصَةُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
١٧ خُلَاصَةُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ هِيَ أَنَّ يَهْوَهَ يَحْفَظُ مُكَافَأَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ لِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ: اَلْحَيَاةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ لِلْيَهُودِ ٱلرُّوحِيِّينَ، وَٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِلْمُشَبَّهِينَ بِٱلرِّجَالِ ٱلْعَشَرَةِ. لٰكِنَّهُ يَطْلُبُ مِنَ ٱلْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا ٱلْقَدْرَ نَفْسَهُ مِنَ ٱلْأَمَانَةِ. كَمَا يَنْبَغِي لِكِلَا ٱلْفَرِيقَيْنِ أَنْ يَخْدُمَا مَعًا بِتَوَاضُعٍ وَوَحْدَةٍ، وَيُعَزِّزَا ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَلْنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ جَمِيعًا أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ رَعِيَّةً وَاحِدَةً تَحْتَ قِيَادَةِ ٱلْمَسِيحِ فِيمَا تَدْنُو ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ مِنْ نِهَايَتِهَا.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ٣) بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُورِ ٨٧:٥، ٦، مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكْشِفَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ أَسْمَاءَ كُلِّ ٱلْمُقَامِينَ لِيَحْكُمُوا مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ. — رو ٨:١٩.
^ [٢] (اَلْفِقْرَةُ ١٥) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَعْمَالَ ٢:٣٣ تُشِيرُ إِلَى دَوْرِ يَسُوعَ فِي سَكْبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، إِلَّا أَنَّ صَاحِبَ ٱلدَّعْوَةِ هُوَ يَهْوَهُ.
^ [٣] (اَلْفِقْرَةُ ١٥) لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، ٱنْظُرْ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي عَدَدِ ١ أَيَّارَ (مَايُو) ٢٠٠٧ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٣٠-٣١.
-