مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الروح يشهد مع روحنا
    برج المراقبة (‏الطبعة الدراسية)‏ ٢٠١٦ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ألسنة كأنها من نار تستقر علی رؤوس المسيحيين الممسوحين يوم الخمسين سنة ٣٣  ب‌م

      اَلرُّوحُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا

      ‏«اَلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللّٰهِ».‏ —‏ رو ٨:‏١٦‏.‏

      اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٠٩،‏ ١٠٨

      مَاذَا تُعَلِّمُنَا ٱلْآيَاتُ ٱلتَّالِيَةُ عَنِ ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ؟‏

      • ٢ كو ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ٢ بط ١:‏١٠،‏ ١١

      • رو ٨:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ١ يو ٢:‏٢٠،‏ ٢٧

      ١-‏٣ مَاذَا مَيَّزَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣  ب‌م،‏ وَكَيْفَ تَمَّ آنَذَاكَ مَا أَنْبَأَتْ بِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      إِنَّهُ صَبَاحُ ٱلْأَحَدِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ اَلْبَهْجَةُ تَعُمُّ أُورُشَلِيمَ فِي هٰذَا ٱلْعِيدِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي يَسِمُ بِدَايَةَ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ.‏ وَقَدْ قَرَّبَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ مُحْرَقَةَ ٱلصَّبَاحِ فِي ٱلْهَيْكَلِ كَبَاقِي ٱلْأَيَّامِ.‏ ثُمَّ نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ،‏ قَدَّمَ قُرْبَانَ ٱلتَّرْدِيدِ ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ رَغِيفَيْنِ مُخْتَمِرَيْنِ مِنْ بَاكُورَةِ ٱلْحِنْطَةِ،‏ أَوَّلِ ٱلْمَحْصُولِ.‏ —‏ لا ٢٣:‏١٥-‏٢٠‏.‏

      ٢ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ ثَمَّةَ حَادِثَةٌ عَلَى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ تُوشِكُ أَنْ تَقَعَ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ بَلْ فِي عُلِّيَّةٍ بِأُورُشَلِيمَ حَيْثُ ٱجْتَمَعَ فَرِيقٌ مِنْ نَحْوِ ١٢٠ مَسِيحِيًّا «كَانُوا يُدَاوِمُونَ مَعًا عَلَى ٱلصَّلَاةِ».‏ (‏اع ١:‏١٣-‏١٥‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱرْتَبَطَتِ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِمَا كَانَ يَفْعَلُهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ سَنَوِيًّا فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ.‏ كَمَا أَنَّهَا تَمَّمَتْ نُبُوَّةً تَفَوَّهَ بِهَا ٱلنَّبِيُّ يُوئِيلُ قَبْلَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ بِنَحْوِ ٨٠٠ سَنَةٍ.‏ (‏يوء ٢:‏٢٨-‏٣٢؛‏ اع ٢:‏١٦-‏٢١‏)‏ فَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْبَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏

      ٣ اقرإ الاعمال ٢:‏٢-‏٤‏.‏ لَقَدْ سَكَبَ ٱللّٰهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ عَلَى أُولٰئِكَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُجْتَمِعِينَ فِي ٱلْعُلِّيَّةِ.‏ (‏اع ١:‏٨‏)‏ فَأَخَذُوا يَتَنَبَّأُونَ،‏ أَيْ يَشْهَدُونَ،‏ عَنْ عَظَائِمِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي رَأَوْهَا وَسَمِعُوهَا.‏ وَسُرْعَانَ مَا ٱحْتَشَدَ حَوْلَهُمْ جَمْعٌ غَفِيرٌ.‏ فَأَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لِلْجَمْعِ مَغْزَى مَا حَدَثَ،‏ وَحَثَّهُمْ قَائِلًا:‏ «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِمَغْفِرَةِ خَطَايَاكُمْ،‏ فَتَنَالُوا هِبَةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ».‏ فَلَبَّى ٱلدَّعْوَةَ نَحْوُ ثَلَاثَةِ آلَافٍ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ،‏ وَٱعْتَمَدُوا وَنَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ.‏ —‏ اع ٢:‏٣٧،‏ ٣٨،‏ ٤١‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ لِمَ يَهُمُّنَا مَا حَدَثَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ حَدَثٍ مُهِمٍّ رُبَّمَا حَصَلَ فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ قَبْلَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      ٤ وَلِمَ يَهُمُّنَا مَا حَدَثَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م؟‏ لَقَدْ مَثَّلَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ.‏ وَمَثَّلَ رَغِيفَا ٱلتَّقْدِمَةِ ٱلْمُخْتَمِرَانِ تَلَامِيذَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ ٱخْتِيرُوا مِنْ بَيْنِ ٱلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ،‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَدْعُوهُمْ «بَاكُورَةً».‏ (‏يع ١:‏١٨‏)‏ فَقَدْ تَبَنَّاهُمُ ٱللّٰهُ وَٱخْتَارَهُمْ لِيَحْكُمُوا فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي سَيُغْدِقُ عَلَى بَاقِي ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ بَرَكَاتٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى.‏ (‏١ بط ٢:‏٩‏)‏ إِذًا،‏ إِنَّ مَا حَدَثَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ لَهُ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي حَيَاتِنَا،‏ سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُنَا هُوَ ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ يَسُوعَ أَوِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏‏[١]‏

      كَيْفَ يَتَلَقَّى ٱلْمَمْسُوحُونَ دَعْوَتَهُمْ؟‏

      ٥ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ لَا يَتَلَقَّوْنَ دَعْوَتَهُمْ جَمِيعًا بِٱلطَّرِيقَةِ ذَاتِهَا؟‏

      ٥ لَوْ كُنْتَ أَحَدَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَقَرَّتْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ،‏ لَٱنْطَبَعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ فِي ذَاكِرَتِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَلَمَا رَاوَدَكَ أَدْنَى شَكٍّ فِي أَنَّكَ مُسِحْتَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ لَا سِيَّمَا إِذَا نِلْتَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ ٱلتَّكَلُّمِ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ.‏ (‏اع ٢:‏٦-‏١٢‏)‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلظَّوَاهِرَ ٱلْعَجَائِبِيَّةَ لَا تَحْصُلُ مَعَ جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُمْسَحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِنَّ ٱلْآلَافَ ٱلَّذِينَ مُسِحُوا لَاحِقًا يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ فِي أُورُشَلِيمَ نَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ،‏ وَلَمْ تَظْهَرْ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ.‏ (‏اع ٢:‏٣٨‏)‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ لَا يَنَالُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ فَٱلسَّامِرِيُّونَ مُسِحُوا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ (‏اع ٨:‏١٤-‏١٧‏)‏ وَفِي حَالَةٍ ٱسْتِثْنَائِيَّةٍ،‏ مُسِحَ كَرْنِيلِيُوسُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَعْتَمِدُوا.‏ —‏ اع ١٠:‏٤٤-‏٤٨‏.‏

      ٦ مَاذَا يَنَالُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ لَهُمْ؟‏

      ٦ إِذًا،‏ لَا يَتَلَقَّى جَمِيعُ ٱلْمَمْسُوحِينَ دَعْوَتَهُمْ بِٱلطَّرِيقَةِ ذَاتِهَا.‏ فَبَيْنَمَا أَدْرَكَ ٱلْبَعْضُ فَوْرًا أَنَّهُمْ مُسِحُوا،‏ تَيَقَّنَ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ دَعْوَتَهُمْ تَدْرِيجِيًّا.‏ غَيْرَ أَنَّ كُلَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ يَنَالُونَ مَا وَصَفَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَائِلًا:‏ «بَعْدَمَا آمَنْتُمْ،‏ خُتِمْتُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ،‏ ٱلَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا».‏ (‏اف ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَكْشِفُ لَهُمْ يَهْوَهُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ مِيرَاثَهُمْ سَمَاوِيٌّ.‏ وَهٰكَذَا يَكُونُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عُرْبُونَ مَا سَيَأْتِي،‏ أَوْ تَأْكِيدًا أَنَّ ٱللّٰهَ ٱخْتَارَهُمْ لِيَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ —‏ اقرأ ٢ كورنثوس ١:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ٥:‏٥‏.‏

      ٧ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ كَيْ يَنَالَ مُكَافَأَتَهُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟‏

      ٧ وَلٰكِنْ هَلْ يَضْمَنُ هٰذَا ٱلْعُرْبُونُ لِمَنْ يَنَالُهُ أَنَّهُ سَيُحْرِزُ مُكَافَأَتَهُ لَا مَحَالَةَ؟‏ كَلَّا.‏ فَذٰلِكَ ٱلشَّخْصُ يَكُونُ أَكِيدًا أَنَّهُ تَلَقَّى ٱلدَّعْوَةَ.‏ غَيْرَ أَنَّ حُصُولَهُ عَلَى ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ يَتَوَقَّفُ عَلَى بَقَائِهِ أَمِينًا.‏ يُوضِحُ بُطْرُسُ:‏ «لِذٰلِكَ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ ٱبْذُلُوا بِٱلْأَكْثَرِ قُصَارَى جُهْدِكُمْ لِتَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَٱخْتِيَارَكُمْ أَكِيدَيْنِ،‏ لِأَنَّكُمْ إِذَا دَاوَمْتُمْ عَلَى فِعْلِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ،‏ فَلَنْ تَسْقُطُوا أَبَدًا.‏ وَهٰكَذَا يُعْطَى لَكُمْ بِسَخَاءٍ أَنْ تَدْخُلُوا إِلَى مَمْلَكَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ (‏٢ بط ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فَعَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ أَنْ يَسْعَى جَاهِدًا لِيُحَافِظَ عَلَى أَمَانَتِهِ؛‏ وَإِلَّا أَصْبَحَتْ دَعْوَتُهُ بِلَا قِيمَةٍ.‏ —‏ عب ٣:‏١؛‏ رؤ ٢:‏١٠‏.‏

      كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّهُ تَلَقَّى ٱلدَّعْوَةَ؟‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ لِمَ يَصْعُبُ عَلَى غَالِبِيَّةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَسْتَوْعِبُوا مَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا يَمْسَحُ ٱللّٰهُ أَحَدًا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّ دَعْوَتَهُ سَمَاوِيَّةٌ؟‏

      ٨ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى ٱلْغَالِبِيَّةِ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَسْتَوْعِبُوا مَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا يَمْسَحُ يَهْوَهُ أَحَدًا.‏ وَلَا عَجَبَ،‏ فَهٰذَا شَيْءٌ لَمْ يَخْتَبِرُوهُ.‏ فَقَصْدُ ٱللّٰهِ أَسَاسًا هُوَ أَنْ يَعِيشَ ٱلْبَشَرُ إِلَى ٱلْأَبَدِ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏تك ١:‏٢٨؛‏ مز ٣٧:‏٢٩‏)‏ أَمَّا دَعْوَةُ ٱلْبَعْضِ لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلسَّمَاءِ فَتَرْتِيبٌ ٱسْتِثْنَائِيٌّ.‏ وَهٰذِهِ ٱلدَّعْوَةُ تُؤَدِّي إِلَى تَغْيِيرٍ جَذْرِيٍّ فِي تَفْكِيرِهِمْ وَرَجَائِهِمْ.‏ —‏ اقرأ افسس ١:‏١٨‏.‏

      ٩ وَلٰكِنْ كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَرْءُ أَنَّ دَعْوَتَهُ سَمَاوِيَّةٌ؟‏ يَتَّضِحُ ٱلْجَوَابُ مِنْ كَلِمَاتِ بُولُسَ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي رُومَا «ٱلْمَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِينَ».‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَمْ تَنَالُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلَّذِي يُعِيدُكُمْ إِلَى ٱلْخَوْفِ،‏ بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:‏ ‏‹أَبَّا،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ!‏›.‏ وَٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ رُوحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللّٰهِ».‏ (‏رو ١:‏٧؛‏ ٨:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فَبِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَكْشِفُ ٱللّٰهُ لِلشَّخْصِ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّهُ مَدْعُوٌّ لِيَكُونَ مِنْ وَرَثَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ ١ تس ٢:‏١٢‏.‏

      ١٠ مَاذَا تَعْنِي ١ يُوحَنَّا ٢:‏٢٧ بِٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ لَا يَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ أَحَدٌ؟‏

      ١٠ لِذٰلِكَ،‏ فَإِنَّ مَنْ يُوَجِّهُ ٱللّٰهُ إِلَيْهِمْ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلْخُصُوصِيَّةَ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى شَهَادَةٍ إِضَافِيَّةٍ مِنْ أَحَدٍ لِيَتَأَكَّدُوا مِنْ مَسْحِهِمْ.‏ فَيَهْوَهُ لَا يَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي عُقُولِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ.‏ خَاطَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ قَائِلًا:‏ «لَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ ٱلْقُدُّوسِ،‏ وَكُلُّكُمْ لَدَيْكُمُ ٱلْمَعْرِفَةُ».‏ وَأَضَافَ:‏ «أَمَّا أَنْتُمْ فَٱلْمَسْحَةُ ٱلَّتِي نِلْتُمُوهَا مِنْهُ تَبْقَى فِيكُمْ،‏ وَلَا حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ.‏ وَلٰكِنَّ ٱلْمَسْحَةَ مِنْهُ هِيَ حَقٌّ وَلَيْسَتْ كَذِبًا،‏ وَهِيَ تُعَلِّمُكُمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ.‏ وَكَمَا عَلَّمَتْكُمُ،‏ ٱبْقَوْا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ».‏ (‏١ يو ٢:‏٢٠،‏ ٢٧‏)‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلْأَفْرَادُ لَيْسُوا فِي غِنًى عَنِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ إِذْ يَحْتَاجُونَ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَهُمْ يَهْوَهُ مَثَلُهُمْ مَثَلُ غَيْرِهِمْ.‏ وَلٰكِنْ لَا يَلْزَمُهُمْ تَأْكِيدٌ مِنْ أَحَدٍ أَنَّهُمْ مُسِحُوا.‏ فَهٰذِهِ ٱلْقَنَاعَةُ تَأْتِيهِمْ مِنْ أَعْظَمِ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ،‏ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

      يُولَدُونَ «وِلَادَةً جَدِيدَةً»‏

      ١١،‏ ١٢ أَيُّ تَسَاؤُلَاتٍ قَدْ تُرَاوِدُ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمَمْسُوحَ،‏ وَلٰكِنْ أَيُّ حَقِيقَةٍ لَا يَشُكُّ فِيهَا مُطْلَقًا؟‏

      ١١ يَمُرُّ ٱلْمَسِيحِيُّ بِتَغْيِيرٍ دَاخِلِيٍّ حِينَ يَغْرِسُ فِيهِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ هٰذِهِ ٱلْقَنَاعَةَ.‏ وَهٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ كَبِيرٌ جِدًّا بِحَيْثُ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ «يُولَدُ ثَانِيَةً»،‏ أَوْ «يُولَدُ مِنْ فَوْقُ» بِحَسَبِ بَعْضِ ٱلتَّرْجَمَاتِ.‏‏[٢]‏ (‏يو ٣:‏٣،‏ ٥‏)‏ ثُمَّ أَوْضَحَ لِلَّذِي سَأَلَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْوِلَادَةِ،‏ قَائِلًا:‏ «لَا تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ:‏ يَجِبُ أَنْ تُولَدُوا ثَانِيَةً.‏ اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ،‏ وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا،‏ لٰكِنَّكَ لَا تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلَا إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ.‏ هٰكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ ٱلرُّوحِ».‏ (‏يو ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ إِذًا،‏ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ شَرْحُ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ شَرْحًا وَافِيًا لِشَخْصٍ لَمْ يَمُرَّ بِهٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ.‏

      ١٢ قَدْ يَتَسَاءَلُ مَنْ يَنَالُ نَصِيبًا فِي ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ:‏ ‹لِمَ خَصَّنِي ٱللّٰهُ بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ؟‏ لِمَ لَمْ يَخْتَرْ غَيْرِي؟‏›.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُشَكِّكُ فِي أَهْلِيَّتِهِ.‏ لٰكِنَّهُ لَا يَشُكُّ مُطْلَقًا فِي أَنَّ يَهْوَهَ قَدِ ٱخْتَارَهُ.‏ بَلْ يَفِيضُ قَلْبُهُ فَرَحًا وَتَقْدِيرًا لِهٰذِهِ ٱلْهِبَةِ.‏ فَهُوَ يُشَاطِرُ بُطْرُسَ مَشَاعِرَهُ حِينَ قَالَ بِٱلْوَحْيِ:‏ «تَبَارَكَ إِلٰهُ وَأَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ!‏،‏ فَهُوَ بِعَظِيمِ رَحْمَتِهِ وَلَدَنَا وِلَادَةً جَدِيدَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ لِمِيرَاثٍ غَيْرِ قَابِلٍ لِلْفَسَادِ،‏ لَا يَتَدَنَّسُ وَلَا يَذْبُلُ،‏ مَحْفُوظٍ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ لَكُمْ».‏ (‏١ بط ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَعِنْدَمَا يَقْرَأُ ٱلْمَمْسُوحُونَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ لَا تُسَاوِرُهُمْ ذَرَّةُ شَكٍّ أَنَّهَا مُوَجَّهَةٌ إِلَيْهِمْ شَخْصِيًّا.‏

      ١٣ كَيْفَ يَتَغَيَّرُ تَفْكِيرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٣ لَقَدْ كَانَ بَعْضُ ٱلْمَمْسُوحِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يَنَالُوا شَهَادَةَ رُوحِ ٱللّٰهِ.‏ فَكَانُوا يَتُوقُونَ إِلَى رُؤْيَةِ ٱلْأَرْضِ فِرْدَوْسًا خَالِيًا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.‏ كَمَا تَخَيَّلُوا أَنْفُسَهُمْ يَسْتَقْبِلُونَ أَحِبَّاءَهُمُ ٱلْمُقَامِينَ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ وَتَطَلَّعُوا إِلَى بِنَاءِ بُيُوتٍ وَٱلسَّكَنِ فِيهَا،‏ وَغَرْسِ أَشْجَارٍ وَٱلْأَكْلِ مِنْ ثَمَرِهَا.‏ (‏اش ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏)‏ فَهَلْ تَغَيَّرَ تَفْكِيرُهُمْ لِأَنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلْأَرْضِيَّ مَا عَادَ يُعْجِبُهُمْ؟‏ هَلْ غَيَّرُوا رَأْيَهُمْ إِثْرَ مُعَانَاةٍ مَرِيرَةٍ أَوْ تَحْتَ وَطْأَةِ ٱضْطِرَابٍ عَاطِفِيٍّ؟‏ أَلَعَلَّهُمْ يَئِسُوا مِنَ ٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ فَشَعَرُوا بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَتَكُونُ مُضْجِرَةً وَمُمِلَّةً؟‏ أَوْ هَلِ ٱسْتَهْوَاهُمُ ٱكْتِشَافُ آفَاقٍ جَدِيدَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏ اَلْجَوَابُ هُوَ كَلَّا.‏ فَهٰذَا ٱلْقَرَارُ يَرْجِعُ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ وَرُوحُهُ ٱلْقُدُسُ لَمْ يَدْعُهُمْ فَحَسْبُ،‏ بَلْ غَيَّرَ تَفْكِيرَهُمْ وَرَجَاءَهُمْ أَيْضًا.‏

      ١٤ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى حَيَاتِهِمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

      ١٤ هَلْ نَسْتَنْتِجُ إِذًا أَنَّ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ يُرِيدُونَ أَنْ يَمُوتُوا؟‏ لَقَدْ وَصَفَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ مَشَاعِرَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ فَشَبَّهَ جَسَدَهُمُ ٱلْمَائِتَ بِخَيْمَةٍ،‏ قَائِلًا:‏ «إِنَّنَا،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْخَيْمَةِ،‏ نَئِنُّ مُثَقَّلِينَ؛‏ لَا لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَلْبَسَ ٱلْآخَرَ،‏ لِكَيْ تَبْتَلِعَ ٱلْحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ».‏ (‏٢ كو ٥:‏٤‏)‏ فَهُمْ لَا يَرْغَبُونَ فِي أَنْ تَنْتَهِيَ حَيَاتُهُمْ سَرِيعًا،‏ وَكَأَنَّ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَمْ تَعُدْ تَعْنِي لَهُمْ شَيْئًا.‏ بَلْ يَسْتَمْتِعُونَ بِهَا وَيَحْرِصُونَ عَلَى ٱسْتِغْلَالِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ أَصْدِقَائِهِمْ وَأَقْرِبَائِهِمْ.‏ إِلَّا أَنَّ رَجَاءَهُمُ ٱلْمَجِيدَ لَا يَغِيبُ لَحْظَةً عَنْ بَالِهِمْ مَهْمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٣؛‏ ٢ بط ١:‏٤؛‏ ١ يو ٣:‏٢،‏ ٣؛‏ رؤ ٢٠:‏٦‏.‏

      هَلْ دَعَاكَ يَهْوَهُ؟‏

      ١٥ أَيَّةُ عَوَامِلَ لَا تَعْنِي أَنَّ ٱلشَّخْصَ مُسِحَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

      ١٥ إِذَا كُنْتَ تَتَسَاءَلُ هَلْ تَلَقَّيْتَ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلرَّائِعَةَ،‏ فَتَأَمَّلْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ هَلْ تَشْعُرُ أَنَّ غَيْرَتَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ؟‏ هَلْ تَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِٱجْتِهَادٍ وَيَلَذُّ لَكَ ٱلْغَوْصُ فِي «أَعْمَاقِ ٱللّٰهِ»؟‏ ‏(‏١ كو ٢:‏١٠‏)‏ هَلْ لَمَسْتَ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ خِدْمَتَكَ بَرَكَةً خُصُوصِيَّةً؟‏ هَلْ تَتَّقِدُ حَمَاسًا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ؟‏ هَلْ لَدَيْكَ إِحْسَاسٌ قَوِيٌّ بِمَسْؤُولِيَّةِ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ رُوحِيًّا؟‏ هَلْ رَأَيْتَ يَدَ يَهْوَهَ تَعْمَلُ بِطَرَائِقَ مُحَدَّدَةٍ فِي حَيَاتِكَ؟‏ إِذَا أَجَبْتَ بِنَعَمْ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ،‏ فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكَ تَلَقَّيْتَ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟‏ كَلَّا.‏ وَلِمَ لَا؟‏ لِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ لَيْسَتْ حُكْرًا عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَرُوحُ يَهْوَهَ يَعْمَلُ بِٱلْمِقْدَارِ نَفْسِهِ فِي ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ إِذَا كُنْتَ تَتَسَاءَلُ عَنْ دَعْوَتِكَ أَهِيَ سَمَاوِيَّةٌ أَمْ لَا،‏ فَهٰذَا بِحَدِّ ذَاتِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّكَ لَسْتَ مَدْعُوًّا إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَٱلَّذِينَ دَعَاهُمْ يَهْوَهُ لَا يُسَاوِرُهُمْ شَكٌّ فِي ذٰلِكَ،‏ بَلْ يَكُونُونَ عَلَى يَقِينٍ تَامٍّ.‏

      ١٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ رُوحَ ٱللّٰهِ لَا يَتَلَقَّوْنَ بِٱلضَّرُورَةِ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟‏

      ١٦ تَزْخَرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِأَمْثِلَةِ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ عَمِلَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِيهِمْ بِطَرِيقَةٍ بَارِزَةٍ،‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَرْجُوا ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَأَحَدُهُمْ هُوَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ يَسُوعَ أَشَادَ بِهِ كَثِيرًا،‏ ذَكَرَ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏مت ١١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ كَمَا عَمِلَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي دَاوُدَ أَيْضًا.‏ (‏١ صم ١٦:‏١٣‏)‏ فَقَدْ فَهِمَ حَقَائِقَ رُوحِيَّةً عَمِيقَةً وَكَتَبَ بِٱلْوَحْيِ أَجْزَاءً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏مر ١٢:‏٣٦‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ قَالَ بُطْرُسُ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ إِنَّ دَاوُدَ «لَمْ يَصْعَدْ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏اع ٢:‏٣٤‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ قَوَّى أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ لِيُنْجِزُوا أَعْمَالًا عَظِيمَةً،‏ لَمْ يَخْتَرْهُمْ يَهْوَهُ لِيَحْيَوْا فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَهَلْ كَانُوا مُقَصِّرِينَ أَوْ غَيْرَ مُسْتَحِقِّينَ لِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ؟‏ كَلَّا،‏ فَكُلُّ مَا فِي ٱلْأَمْرِ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقِيمُهُمْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ —‏ يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ اع ٢٤:‏١٥‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ مَاذَا تَرْجُو ٱلْغَالِبِيَّةُ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٧ إِنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ لَنْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ بَلْ يَرْجُونَ أَنْ يَحْيَوْا عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ عَلَى غِرَارِ إِبْرَاهِيمَ وَدَاوُدَ وَيُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا.‏ (‏عب ١١:‏١٠‏)‏ وَخِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا،‏ لَا يُوجَدُ عَلَى ٱلْأَرْضِ سِوَى بَقِيَّةٍ صَغِيرَةٍ مِمَّنِ ٱخْتَارَهُمُ ٱللّٰهُ لِيَحْيَوْا فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٧‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ أَغْلَبِيَّةَ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ قَدْ أَنْهَوْا حَيَاتَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِأَمَانَةٍ.‏

      ١٨ وَلٰكِنْ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ إِلَى مَنْ يَدَّعِي أَنَّ رَجَاءَهُ سَمَاوِيٌّ؟‏ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِكَ إِذَا بَدَأَ شَخْصٌ فِي جَمَاعَتِكَ بِٱلتَّنَاوُلِ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ؟‏ وَهَلْ يَجِبُ أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ أَيَّةُ زِيَادَةٍ فِي عَدَدِ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّ دَعْوَتَهُمْ سَمَاوِيَّةٌ؟‏ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.‏

      ^ ‏[١]‏ (‏اَلْفِقْرَةُ ٤)‏ مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّ عِيدَ ٱلْخَمْسِينَ وَقَعَ فِي نَفْسِ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلَّذِي أُعْطِيَتْ فِيهِ ٱلشَّرِيعَةُ لِمُوسَى فِي سِينَاءَ.‏ (‏خر ١٩:‏١‏)‏ وَإِذَا صَحَّ ذٰلِكَ،‏ يَكُونُ يَسُوعُ قَدْ أَدْخَلَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ فِي ذَاتِ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلَّذِي دَخَلَتْ فِيهِ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ فِي عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ بِوَاسِطَةِ مُوسَى.‏

      ^ ‏[٢]‏ (‏اَلْفِقْرَةُ ١١)‏ يَرِدُ شَرْحٌ إِضَافِيٌّ لِمَعْنَى ٱلْوِلَادَةِ ٱلثَّانِيَةِ فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدِ ١ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ ٢٠٠٩،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٣-‏١١‏.‏

  • ‏«نذهب معكم»‏
    برج المراقبة (‏الطبعة الدراسية)‏ ٢٠١٦ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • خراف تتبع راعيا علی منحدر تلة

      ‏«نَذْهَبُ مَعَكُمْ»‏

      ‏«نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ».‏ —‏ زك ٨:‏٢٣‏.‏

      اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٥،‏ ١٢٢

      مَا جَوَابُكَ عَلَى ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      • كَيْفَ تَتِمُّ زَكَرِيَّا ٨:‏٢٣ فِي أَيَّامِنَا؟‏

      • كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟‏ —‏ ١ كو ٤:‏٦-‏٨‏.‏

      • لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ يَشْغَلَ بَالَنَا عَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ فِي ٱلذِّكْرَى؟‏ —‏ رو ٩:‏١١،‏ ١٦‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا قَالَ يَهْوَهُ إِنَّهُ سَيَحْدُثُ فِي أَيَّامِنَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى نَبِيِّهِ زَكَرِيَّا أَنْ يَكْتُبَ عَنْ زَمَنِنَا قَائِلًا:‏ «فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ يَتَمَسَّكُ عَشَرَةُ رِجَالٍ مِنْ جَمِيعِ لُغَاتِ ٱلْأُمَمِ بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ:‏ ‹نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ›».‏ (‏زك ٨:‏٢٣‏)‏ وَإِتْمَامًا لِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ،‏ «يَتَمَسَّكُ» ذَوُو ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ مَجَازِيًّا «بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ».‏ فَهُمْ كَٱلرِّجَالِ ٱلْعَشَرَةِ يَعْرِفُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ خُدَّامَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ «إِسْرَائِيلَ ٱللّٰهِ»،‏ وَيُشَرِّفُهُمْ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَيْهِمْ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ.‏ —‏ غل ٦:‏١٦‏.‏

      ٢ وَعَلَى غِرَارِ زَكَرِيَّا،‏ أَبْرَزَ يَسُوعُ ٱلْوَحْدَةَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي يَنْعَمُ بِهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيُشَكِّلُونَ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» بِقِيَادَةِ «رَاعٍ وَاحِدٍ»،‏ سَوَاءٌ كَانُوا مِنَ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» أَمْ مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏لو ١٢:‏٣٢؛‏ يو ١٠:‏١٦‏)‏ وَلٰكِنْ ثَمَّةَ أَسْئِلَةٌ تَنْشَأُ عَنِ ٱلْعَلَاقَةِ بَيْنَ هٰذَيْنِ ٱلْفَرِيقَيْنِ:‏ (‏١)‏ هَلْ يَحْتَاجُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ أَنْ يَعْرِفُوا أَسْمَاءَ كُلِّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏٢)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟‏ (‏٣)‏ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِكَ إِذَا بَدَأَ شَخْصٌ فِي جَمَاعَتِكَ بِٱلتَّنَاوُلِ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى؟‏ وَ (‏٤)‏ هَلْ يَلْزَمُ أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ أَيَّةُ زِيَادَةٍ فِي عَدَدِ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ؟‏ لِنَتَفَحَّصِ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏

      هَلْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ كُلِّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ ٱلْيَوْمَ؟‏

      ٣ لِمَ يَسْتَحِيلُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ يَقِينًا مَنْ سَيَكُونُونَ مِنَ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤؟‏

      ٣ لَيْسَ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ كُلِّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ ٱلْيَوْمَ.‏ وَلِمَ لَا؟‏ لِأَنَّهُ حَتَّى لَوْ تَلَقَّى أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ،‏ فَهٰذَا لَا يَعْنِي أَنَّ مُكَافَأَتَهُ تَأَكَّدَتْ بِصُورَةٍ نِهَائِيَّةٍ.‏ وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يُقِيمُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْبِيَاءَ دَجَّالِينَ «حَتَّى يُضِلُّوا ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا،‏ لَوْ أَمْكَنَ».‏ (‏مت ٢٤:‏٢٤‏)‏ فَهٰذِهِ ٱلْمُكَافَأَةُ لَا تَصِيرُ أَكِيدَةً حَتَّى يُقَرِّرَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ أَهْلٌ لَهَا وَيَخْتِمَهُ ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ،‏ إِمَّا قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَمَانَةٍ أَوْ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ».‏ (‏رؤ ٢:‏١٠؛‏ ٧:‏٣،‏ ١٤‏)‏ لِذَا لَا جَدْوَى ٱلْيَوْمَ أَنْ نَتَحَقَّقَ مَنْ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ سَيَكُونُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ مِنَ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏‏[١]‏

      ٤ إِذَا ٱسْتَحَالَتْ مَعْرِفَةُ أَسْمَاءِ كُلِّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ،‏ فَكَيْفَ نَتَمَكَّنُ مِنَ ‹ٱلذَّهَابِ مَعَهُمْ›؟‏

      ٤ وَلٰكِنْ إِذَا ٱسْتَحَالَتْ مَعْرِفَةُ أَسْمَاءِ كُلِّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلْمَوْجُودِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ،‏ فَكَيْفَ يَتَمَكَّنُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ مِنَ ‹ٱلذَّهَابِ مَعَهُمْ›؟‏ لَاحِظْ أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ فِي زَكَرِيَّا تَقُولُ إِنَّ ٱلرِّجَالَ ٱلْعَشَرَةَ سَيَتَمَسَّكُونَ «بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ:‏ ‹نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ›».‏ فَٱلْآيَةُ تَتَحَدَّثُ عَنْ «رَجُلٍ يَهُودِيٍّ» وَاحِدٍ،‏ لٰكِنَّهُ يُخَاطَبُ فِيهَا مَرَّتَيْنِ بِصِيغَةِ ٱلْجَمْعِ (‏«مَعَكُمْ»)‏.‏ وَيُشِيرُ ذٰلِكَ إِلَى أَنَّ هٰذَا ٱلْيَهُودِيَّ ٱلرُّوحِيَّ لَيْسَ شَخْصًا وَاحِدًا،‏ بَلْ يُمَثِّلُ فَرِيقًا مُؤَلَّفًا مِنْ أَفْرَادٍ عَدِيدِينَ.‏ وَعَلَيْهِ،‏ لَا يَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَ هُوِيَّةَ ٱلْيَهُودِ ٱلرُّوحِيِّينَ فَرْدًا فَرْدًا وَنَتْبَعَ كُلًّا مِنْهُمْ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُحَدِّدَ هُوِيَّتَهُمْ كَفَرِيقٍ وَنَدْعَمَهُمْ عَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ.‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ لَا تُشَجِّعُنَا إِطْلَاقًا أَنْ نَتْبَعَ أَفْرَادًا،‏ لِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ قَائِدُنَا.‏ —‏ مت ٢٣:‏١٠‏.‏

      كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟‏

      ٥ أَيُّ تَحْذِيرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهِ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَلِيًّا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٥ يَنْبَغِي لِلَّذِينَ يَتَنَاوَلُونَ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى أَنْ يَتَأَمَّلُوا مَلِيًّا فِي ٱلتَّحْذِيرِ ٱلْمُدَوَّنِ فِي ١ كُورِنْثُوسَ ١١:‏٢٧-‏٢٩‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ فَمَاذَا قَصَدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟‏ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمَمْسُوحَ ٱلَّذِي يَأْكُلُ مِنَ ٱلْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ ٱلْخَمْرِ يَتَنَاوَلُ بِدُونِ ٱسْتِحْقَاقٍ إِذَا لَمْ يُحَافِظْ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ.‏ (‏عب ٦:‏٤-‏٦؛‏ ١٠:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ وَيُذَكِّرُ هٰذَا ٱلتَّحْذِيرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنَّهُمْ لَمْ يُمْسِكُوا بِٱلْجَائِزَةِ بَعْدُ،‏ بَلْ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي ٱلسَّعْيِ «نَحْوَ ٱلْهَدَفِ لِأَجْلِ جَائِزَةِ دَعْوَةِ ٱللّٰهِ ٱلْعُلْيَا بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ —‏ في ٣:‏١٣-‏١٦‏.‏

      ٦ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ؟‏

      ٦ نَاشَدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ‹أَنْ يَسِيرُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي دُعُوا بِهَا›.‏ وَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟‏ تَابَعَ بُولُسُ قَائِلًا:‏ «بِكُلِّ ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ وَوَدَاعَةٍ،‏ بِطُولِ أَنَاةٍ،‏ مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ،‏ سَاعِينَ بِجِدٍّ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ».‏ (‏اف ٤:‏١-‏٣‏)‏ فَرُوحُ يَهْوَهَ يَبُثُّ فِي خُدَّامِهِ ٱلِٱتِّضَاعَ،‏ لَا ٱلتَّكَبُّرَ.‏ (‏كو ٣:‏١٢‏)‏ لِذَا يُدْرِكُ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱحْتِشَامٍ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُعْطِيهِمْ بِٱلضَّرُورَةِ رُوحًا قُدُسًا أَكْثَرَ مِنْ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ.‏ وَهُمْ لَا يَدَّعُونَ مَعْرِفَةً أَوْ بَصِيرَةً خُصُوصِيَّةً،‏ أَوْ يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ أَسْمَى مِنْ غَيْرِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ لَا يُشَجِّعُونَ أَحَدًا لِيَبْدَأَ بِٱلتَّنَاوُلِ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ لِأَنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ مَمْسُوحٌ.‏ فَهُمْ يَعْتَرِفُونَ بِتَوَاضُعٍ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُوَجِّهُ ٱلدَّعْوَةَ إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏

      ٧،‏ ٨ كَيْفَ يَتَعَامَلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٧ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ ٱمْتِيَازٌ رَائِعٌ،‏ لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمَمْسُوحَ لَا يَعْتَبِرُ أَنَّ مِنْ حَقِّهِ نَيْلَ إِكْرَامٍ خُصُوصِيٍّ مِنَ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏اف ١:‏١٨،‏ ١٩‏؛‏ اقرأ فيلبي ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏)‏ وَبِمَا أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ شَهِدَ لَهُ عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ،‏ وَلَيْسَ عَلَانِيَةً،‏ لَا يَسْتَغْرِبُ إِنْ لَمْ يُصَدِّقِ ٱلْبَعْضُ عَلَى ٱلْفَوْرِ أَنَّهُ مُسِحَ فِعْلًا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُوصِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يُسَارِعُوا إِلَى تَصْدِيقِ شَخْصٍ يَدَّعِي أَنَّ ٱللّٰهَ أَوْكَلَ إِلَيْهِ تَعْيِينًا خُصُوصِيًّا.‏ (‏رؤ ٢:‏٢‏)‏ وَتَجَنُّبًا لِلَفْتِ ٱلْأَنْظَارِ،‏ لَا يُقَدِّمُ نَفْسَهُ لِمَنْ يَلْتَقِيهِمْ عَلَى أَنَّهُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ لَا يَتَطَرَّقُ بِٱلْمَرَّةِ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ أَمَامَ أَحَدٍ.‏ كَمَا أَنَّهُ لَا يَفْتَخِرُ أَوْ يَتَبَاهَى بِمُكَافَأَتِهِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ.‏ —‏ ١ كو ١:‏٢٨،‏ ٢٩‏؛‏ اقرأ ١ كورنثوس ٤:‏٦-‏٨‏.‏

      ٨ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَا يَعْتَبِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ أَنْفُسَهُمْ أَعْضَاءً فِي نَادٍ لِلنُّخْبَةِ.‏ فَهُمْ لَا يُفَتِّشُونَ عَنْ أَمْثَالِهِمْ لِيَتَحَادَثُوا مَعًا عَنْ مَسْحِهِمْ أَوْ يُشَكِّلُوا مَجْمُوعَاتٍ مُغْلَقَةً لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏غل ١:‏١٥-‏١٧‏)‏ فَمَسَاعٍ كَهٰذِهِ تُسَبِّبُ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَتُعِيقُ عَمَلَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يُشِيعُ ٱلسَّلَامَ وَٱلْوَحْدَةَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ اقرأ روما ١٦:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِكَ؟‏

      ٩ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى كَيْفِيَّةِ مُعَامَلَتِنَا لِلَّذِينَ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ رَمْزَيِ ٱلذِّكْرَى؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ:‏ «‏اَلْمَحَبَّةُ ‹لَا تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ›‏‏».‏)‏

      ٩ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى مَنْ يَتَنَاوَلُونَ فِي ٱلذِّكْرَى؟‏ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «أَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ».‏ وَأَضَافَ:‏ «مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ وُضِعَ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ».‏ (‏مت ٢٣:‏٨-‏١٢‏)‏ لِذَا مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُرَفِّعَ أَفْرَادًا،‏ حَتَّى لَوْ كَانُوا مِنْ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُثُّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِيمَانِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ،‏ لٰكِنَّهُ لَا يُوصِينَا إِطْلَاقًا بِتَرْفِيعِ أَيِّ إِنْسَانٍ قَائِدًا لَنَا.‏ (‏عب ١٣:‏٧‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ يَذْكُرُ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَسْتَحِقُّونَ «كَرَامَةً مُضَاعَفَةً»،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِأَنَّهُمْ مَمْسُوحُونَ،‏ بَلْ لِأَنَّهُمْ «يُشْرِفُونَ حَسَنًا» وَ «يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي ٱلْكَلِمَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ».‏ (‏١ تي ٥:‏١٧‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ فَنَحْنُ نُحْرِجُ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ إِذَا بَالَغْنَا فِي مَدْحِهِمْ أَوْ أَوْلَيْنَاهُمُ ٱعْتِبَارًا زَائِدًا عَنِ ٱلْحَدِّ.‏ وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّ مُعَامَلَةً خُصُوصِيَّةً كَهٰذِهِ قَدْ تُصَعِّبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَبْقَوْا مُتَوَاضِعِينَ.‏ (‏رو ١٢:‏٣‏)‏ وَلَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ هٰؤُلَاءِ وَيُوقِعَهُ فِي خَطَإٍ جَسِيمٍ كَهٰذَا.‏ —‏ لو ١٧:‏٢‏.‏

      شاهد ليهوه يتناول من الخبز في الذكری

      كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى مَنْ يَتَنَاوَلُ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلذِّكْرَى؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٩-‏١١.‏)‏

      ١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟‏

      ١٠ وَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱللَّائِقَ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ يَخْتَارُهُمْ يَهْوَهُ؟‏ نَحْنُ نَتَجَنَّبُ أَنْ نَسْأَلَهُمْ كَيْفَ تَلَقَّوْا دَعْوَتَهُمْ.‏ فَلَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ فُضُولِيِّينَ بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ شَخْصِيَّةٍ عَنْ أُمُورٍ لَا تَخُصُّنَا.‏ (‏١ تس ٤:‏١١؛‏ ٢ تس ٣:‏١١‏)‏ وَلَا يَنْبَغِي ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ وَالِدَيِ ٱلْمَمْسُوحِ أَوْ رَفِيقَ زَوَاجِهِ أَوْ أَحَدَ أَقْرِبَائِهِ سَيَكُونُونَ مَمْسُوحِينَ أَيْضًا.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ لَا يُمْسَحُونَ عَلَى أَسَاسِ ٱلْجِينَاتِ ٱلْوِرَاثِيَّةِ أَوِ ٱلرَّوَابِطِ ٱلزَّوْجِيَّةِ.‏ (‏١ تس ٢:‏١٢‏)‏ كَمَا أَنَّنَا لَا نَطْرَحُ أَسْئِلَةً يُمْكِنُ أَنْ تَجْرَحَ ٱلْآخَرِينَ؛‏ فَلَا نَسْأَلُ مَثَلًا زَوْجَةَ أَحَدِ ٱلْمَمْسُوحِينَ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ ٱلْعَيْشِ بِدُونِ زَوْجِهَا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَبَدَلَ طَرْحِ أَسْئِلَةٍ كَهٰذِهِ،‏ نَثِقُ جَمِيعُنَا مِلْءَ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ ‹سَيَفْتَحُ يَدَهُ فَيُشْبِعُ رَغْبَةَ كُلِّ حَيٍّ›.‏ —‏ مز ١٤٥:‏١٦‏.‏

      ١١ أَيُّ خَطَرٍ نَتَجَنَّبُهُ إِذَا لَمْ نَكُنْ «مُعْجَبِينَ بِٱلشَّخْصِيَّاتِ»؟‏

      ١١ إِنَّ ٱلنَّظْرَةَ ٱللَّائِقَةَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ تُجَنِّبُنَا أَيْضًا ٱلْوُقُوعَ فِي فَخٍّ خَطِيرٍ.‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُخْبِرُنَا أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ قَدْ يَتَسَلَّلُ إِلَيْهَا ‹إِخْوَةٌ دَجَّالُونَ›،‏ حَتَّى إِنَّ هٰؤُلَاءِ قَدْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مَمْسُوحُونَ.‏ (‏غل ٢:‏٤،‏ ٥؛‏ ١ يو ٢:‏١٩‏)‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَمْسُوحِينَ رُبَّمَا يَحِيدُونَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ.‏ (‏مت ٢٥:‏١٠-‏١٢؛‏ ٢ بط ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ لِذٰلِكَ،‏ إِذَا لَمْ نَكُنْ «مُعْجَبِينَ بِٱلشَّخْصِيَّاتِ»،‏ فَلَنْ نَنْجَرِفَ بَعِيدًا عَنِ ٱلْحَقِّ بِسَبَبِ أَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ،‏ وَلَنْ يَتَزَعْزَعَ إِيمَانُنَا لَوْ تَرَكَ ٱلْحَقَّ أَحَدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْبَارِزِينَ أَوِ ٱلْقُدَامَى.‏ —‏ يه ١٦‏.‏

      هَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَشْغَلَ بَالَنَا عَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ؟‏

      ١٢،‏ ١٣ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ يَشْغَلَ بَالَنَا عَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ فِي ٱلذِّكْرَى؟‏

      ١٢ شَهِدَتِ ٱلسَّنَوَاتُ ٱلْأَخِيرَةُ زِيَادَةً فِي عَدَدِ ٱلَّذِينَ يَتَنَاوَلُونَ فِي ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ،‏ عَلَى عَكْسِ ٱلِٱنْخِفَاضِ ٱلَّذِي شَهِدْنَاهُ عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ ٱلسَّابِقَةِ.‏ فَلِمَ لَا يَنْبَغِي أَنْ تُقْلِقَنَا هٰذِهِ ٱلزِّيَادَةُ؟‏ لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي بَالِنَا.‏

      ١٣ ‏«يَعْرِفُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ لَهُ».‏ (‏٢ تي ٢:‏١٩‏)‏ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يَعُدُّونَ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ فِي ٱلذِّكْرَى أَنْ يَحْكُمُوا مَنْ تَلَقَّى ٱلدَّعْوَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ حَقًّا.‏ فَعَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ يَشْمُلُ مَنْ يَظُنُّونَ خَطَأً أَنَّهُمْ مَمْسُوحُونَ.‏ فَٱلْبَعْضُ بَدَأُوا يَتَنَاوَلُونَ فِي مَرْحَلَةٍ مَا،‏ لٰكِنَّهُمْ تَوَقَّفُوا لَاحِقًا.‏ هٰذَا وَيَعْتَقِدُ آخَرُونَ أَنَّهُمْ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ نَتِيجَةَ مُعَانَاتِهِمْ أَمْرَاضًا عَقْلِيَّةً أَوْ نَفْسِيَّةً.‏ لِذٰلِكَ لَيْسَ عَدَدُ ٱلْمُتَنَاوِلِينَ مُؤَشِّرًا دَقِيقًا يَدُلُّ عَلَى عَدَدِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

      ١٤ مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ عَدَدِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ عِنْدَ ٱبْتِدَاءِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟‏

      ١٤ سَيُوجَدُ مَمْسُوحُونَ فِي أَنْحَاءٍ عَدِيدَةٍ مِنَ ٱلْأَرْضِ حِينَ يَأْتِي يَسُوعُ لِيَجْمَعَهُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ فِي هٰذَا ٱلشَّأْنِ إِنَّ يَسُوعَ «يُرْسِلُ مَلَائِكَتَهُ بِصَوْتِ بُوقٍ عَظِيمٍ،‏ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ،‏ مِنْ أَقْصَى ٱلسَّمٰوَاتِ إِلَى أَقْصَاهَا».‏ (‏مت ٢٤:‏٣١‏)‏ وَتُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى وُجُودِ بَقِيَّةٍ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٧‏)‏ لٰكِنَّهَا لَا تُحَدِّدُ كَمْ وَاحِدًا مِنْهُمْ سَيَكُونُ مَوْجُودًا عَلَى ٱلْأَرْضِ عِنْدَ ٱبْتِدَاءِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏

      ١٥،‏ ١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا بِخُصُوصِ ٱخْتِيَارِ يَهْوَهَ لِلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤؟‏

      ١٥ يُحَدِّدُ يَهْوَهُ مَتَى فِي مَجْرَى ٱلزَّمَنِ يَخْتَارُ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ (‏رو ٨:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ شَرَعَ يَهْوَهُ فِي ٱخْتِيَارِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ.‏ وَكَمَا يَبْدُو،‏ كَانَ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مَمْسُوحِينَ.‏ ثُمَّ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ حَتَّى بِدَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ زَعَمَ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْأَغْلَبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْهُمْ كَانُوا مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ،‏ وَقَدْ شَبَّهَهُمْ يَسُوعُ ‹بِٱلزِّوَانِ›.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ ٱسْتَمَرَّ يَهْوَهُ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ فِي مَسْحِ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ وَكَانَ هٰؤُلَاءِ ‹كَٱلْحِنْطَةِ› فِي مَثَلِ يَسُوعَ.‏ (‏مت ١٣:‏٢٤-‏٣٠‏)‏ وَخِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ تَابَعَ يَهْوَهُ ٱخْتِيَارَ ٱلَّذِينَ سَيُؤَلِّفُونَ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏‏[٢]‏ وَإِذَا ٱرْتَأَى أَنْ يَخْتَارَ ٱلْبَعْضَ فِي أَوَاخِرِ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ،‏ فَمَنْ نَحْنُ لِنُشَكِّكَ فِي حِكْمَتِهِ؟‏!‏ (‏اش ٤٥:‏٩؛‏ دا ٤:‏٣٥‏؛‏ اقرأ روما ٩:‏١١،‏ ١٦‏.‏)‏‏[٣]‏ فَيَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا نَتَصَرَّفَ كَٱلْعُمَّالِ ٱلَّذِينَ تَذَمَّرُوا مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي تَعَامَلَ بِهَا سَيِّدُهُمْ مَعَ عُمَّالِ ٱلسَّاعَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشْرَةَ.‏ —‏ اقرأ متى ٢٠:‏٨-‏١٥‏.‏

      ١٦ لَيْسَ كُلُّ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ جُزْءًا مِنَ «‏ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ‏».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ يُطْعِمُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ ٱلْيَوْمَ كَثِيرِينَ عَلَى أَيْدِي قَلِيلِينَ‏،‏ مِثْلَمَا حَصَلَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَٱللّٰهُ لَمْ يَسْتَخْدِمْ سِوَى عَدَدٍ صَغِيرٍ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِكِتَابَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ أُوكِلَتْ مَسْؤُولِيَّةُ تَزْوِيدِ ‹ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ› إِلَى عَدَدٍ صَغِيرٍ فَقَطْ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏

      ١٧ مَا هِيَ خُلَاصَةُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ١٧ خُلَاصَةُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ هِيَ أَنَّ يَهْوَهَ يَحْفَظُ مُكَافَأَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ لِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ:‏ اَلْحَيَاةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ لِلْيَهُودِ ٱلرُّوحِيِّينَ،‏ وَٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِلْمُشَبَّهِينَ بِٱلرِّجَالِ ٱلْعَشَرَةِ.‏ لٰكِنَّهُ يَطْلُبُ مِنَ ٱلْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا ٱلْقَدْرَ نَفْسَهُ مِنَ ٱلْأَمَانَةِ.‏ كَمَا يَنْبَغِي لِكِلَا ٱلْفَرِيقَيْنِ أَنْ يَخْدُمَا مَعًا بِتَوَاضُعٍ وَوَحْدَةٍ،‏ وَيُعَزِّزَا ٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَلْنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ جَمِيعًا أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ رَعِيَّةً وَاحِدَةً تَحْتَ قِيَادَةِ ٱلْمَسِيحِ فِيمَا تَدْنُو ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ مِنْ نِهَايَتِهَا.‏

      ^ ‏[١]‏ (‏اَلْفِقْرَةُ ٣)‏ بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُورِ ٨٧:‏٥،‏ ٦‏،‏ مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكْشِفَ ٱللّٰهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ أَسْمَاءَ كُلِّ ٱلْمُقَامِينَ لِيَحْكُمُوا مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ —‏ رو ٨:‏١٩‏.‏

      ^ ‏[٢]‏ (‏اَلْفِقْرَةُ ١٥)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَعْمَالَ ٢:‏٣٣ تُشِيرُ إِلَى دَوْرِ يَسُوعَ فِي سَكْبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ إِلَّا أَنَّ صَاحِبَ ٱلدَّعْوَةِ هُوَ يَهْوَهُ.‏

      ^ ‏[٣]‏ (‏اَلْفِقْرَةُ ١٥)‏ لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ،‏ ٱنْظُرْ «‏أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ‏» فِي عَدَدِ ١ أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ ٢٠٠٧ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ‏،‏ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٣٠-‏٣١.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة