مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏‹سيُقام الاموات›‏
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • لكنَّ يسوع قال لتلاميذه:‏ «لا تخف ايها القطيع الصغير لأن اباكم قد سُرَّ ان يعطيكم الملكوت».‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢‏)‏ ان ملكوت اللّٰه هو سماوي.‏ لذلك يعني هذا الوعد ان ‹قطيعا صغيرا› يجب ان يكونوا مع يسوع في السماء كمخلوقات روحانية.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢،‏ ٣؛‏ ١ بطرس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فما امجد هذا الرجاء!‏ وكشف يسوع ايضا للرسول يوحنا ان عدد هذا «القطيع الصغير» سيكون ٠٠٠‏,١٤٤ فقط.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏١‏.‏

      ٤ ولكن كيف يدخل الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ المجد السماوي؟‏ لقد «انار يسوع الحياة وعدم الفساد بواسطة البشارة».‏ فبواسطة دمه،‏ كرَّس ‹طريقا حيًّا حديثا› الى السماء.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏؛‏ عبرانيين ١٠:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فقد مات كما انبأ الكتاب المقدس.‏ (‏اشعياء ٥٣:‏١٢‏)‏ ثم كما اعلن الرسول بطرس لاحقا،‏ «يسوع هذا اقامه اللّٰه».‏ (‏اعمال ٢:‏٣٢‏)‏ ولكنَّ يسوع لم يُقم شخصا بشريا.‏ فسبق ان قال:‏ «الخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم».‏ (‏يوحنا ٦:‏٥١‏)‏ واستعادة جسده ستكون بمثابة إلغاء للذبيحة.‏ لذلك ‹مات يسوع في الجسد ولكن أُحيي في الروح›.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٨‏)‏ وبذلك ‹كسب يسوع الخلاص الابدي لنا›،‏ اي ‹للقطيع الصغير›.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٢‏،‏ الترجمة العربية الجديدة‏)‏ وقدَّم للّٰه قيمة حياته البشرية الكاملة فدية عن الجنس البشري الخاطئ،‏ وكان الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ اول المستفيدين.‏

      ٥ ايّ رجاء أُعطي لأتباع يسوع في القرن الاول؟‏

      ٥ لم يكن يسوع الوحيد الذي كان سيُقام الى الحياة السماوية.‏ فقد قال بولس للرفقاء المسيحيين في رومية انهم مُسحوا بالروح القدس ليكونوا ابناء اللّٰه وورثة معاونين مع المسيح اذا ثبَّتوا مسحهم بالاحتمال حتى المنتهى.‏ (‏رومية ٨:‏١٦،‏ ١٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وأوضح بولس ايضا:‏ «إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير ايضا بقيامته».‏ —‏ رومية ٦:‏٥‏.‏

      الدفاع عن رجاء القيامة

      ٦ لماذا هوجم الايمان بالقيامة في كورنثوس،‏ وماذا كان ردّ فعل الرسول بولس؟‏

      ٦ ان القيامة جزء من «العقيدة الابتدائية» للمسيحية.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١‏،‏ ع‌ج‏،‏ ٢‏)‏ ومع ذلك،‏ هوجمت هذه العقيدة في كورنثوس.‏ فلأن البعض في الجماعة تأثروا كما يبدو بالفلسفة اليونانية،‏ كانوا يقولون:‏ «ليس قيامة اموات».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٢‏)‏ وعندما بلغت هذه التقارير مسامع الرسول بولس،‏ دافع عن رجاء القيامة،‏ وخصوصا رجاء المسيحيين الممسوحين.‏ فلنعالج كلمات بولس المسجلة في ١ كورنثوس الاصحاح ١٥‏.‏ وسيكون من المساعد لكم ان تقرأوا الاصحاح بكامله،‏ كما اوصت المقالة السابقة.‏

      ٧ (‏أ)‏ اية قضية رئيسية ركَّز عليها بولس؟‏ (‏ب)‏ مَن رأوا يسوع المُقام؟‏

      ٧ في اول عددين من ١ كورنثوس الاصحاح ١٥‏،‏ يضع بولس محور مناقشته:‏ «أعرِّفكم ايها الاخوة بالانجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه ايضا تخلُصون .‏ .‏ .‏ إلا اذا كنتم قد آمنتم عبثا».‏ فإذا لم يستطع الكورنثيون الثبات في الانجيل،‏ يكونون قد قبلوا الحق عبثا.‏ تابع بولس:‏ «سلّمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب.‏ وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.‏ وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر.‏ وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة اخ اكثرهم باقٍ الى الآن ولكنَّ بعضهم قد رقدوا.‏ وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين.‏ وآخِر الكل كأنه للسِّقط ظهر لي انا [«ظهر لي انا ايضا كأنه لمولود قبل اوانه»،‏ ع‌ج‏]».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣-‏٨‏.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ الى ايّ حد هو مهم الايمان بالقيامة؟‏ (‏ب)‏ في اية مناسبة على الارجح ظهر يسوع «لأكثر من خمسمئة اخ»؟‏

      ٨ لم يكن الايمان بالقيامة اختياريا بالنسبة الى الذين قبلوا البشارة.‏ فقد كان هنالك شهود عيان ليؤكدوا ان «المسيح مات من اجل خطايانا» وأنه أُقيم.‏ وأحدهم كان صفا،‏ او بطرس،‏ الاسم الذي كان معروفا به اكثر.‏ فبعد ان انكر بطرس يسوع ليلة خيانته واعتقاله،‏ لا بد ان ظهور يسوع له عزاه كثيرا.‏ وقد زار يسوع المُقام ايضا ‹الاثني عشر›،‏ الرسل ككل،‏ مما ساعدهم دون شك على التغلب على خوفهم وجعلهم شهودا يتصفون بالجرأة لقيامة يسوع.‏ —‏ يوحنا ٢٠:‏١٩-‏٢٣؛‏ اعمال ٢:‏٣٢‏.‏

      ٩ وظهر يسوع ايضا لفريق اكبر،‏ «لأكثر من خمسمئة اخ».‏ وربما تكون هذه هي المناسبة الموصوفة في متى ٢٨:‏١٦-‏٢٠‏،‏ حين اوصى يسوع بالتلمذة،‏ لأنه لم يكن له أتباع بهذا العدد الكبير إلا في الجليل.‏ فما اعظم الشهادة التي كان بإمكان هؤلاء التلاميذ ان يقدموها!‏ وكان البعض لا يزالون احياء في سنة ٥٥ ب‌م،‏ عندما كتب بولس رسالته الاولى هذه الى اهل كورنثوس.‏ ولكن لاحظوا ان الذين ماتوا يُقال عنهم انهم «رقدوا».‏ فلم يكونوا قد أُقيموا بعد لنيل مكافأتهم السماوية.‏

      ١٠ (‏أ)‏ ايّ اثر كان لاجتماع يسوع الاخير مع تلاميذه؟‏ (‏ب)‏ كيف ظهر يسوع لبولس «كأنه لمولود قبل اوانه»؟‏

      ١٠ والشاهد البارز الآخر لقيامة يسوع كان يعقوب،‏ ابن يوسف ومريم ام يسوع.‏ وكما يبدو،‏ لم يكن يعقوب مؤمنا قبل القيامة.‏ (‏يوحنا ٧:‏٥‏)‏ ولكن بعد ان ظهر له يسوع،‏ صار مؤمنا وربما لعب دورا في هداية اخوته الآخرين.‏ (‏اعمال ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وفي اجتماع يسوع الاخير مع تلاميذه،‏ عندما صعد الى السماء،‏ فوَّض اليهم ان ‹يكونوا شهودا الى اقصى الارض›.‏ (‏اعمال ١:‏٦-‏١١‏)‏ وظهر لاحقا لشاول الطرسوسي،‏ الذي كان مضطهدا للمسيحيين.‏ (‏اعمال ٢٢:‏٦-‏٨‏)‏ وقد ظهر يسوع لشاول «كأنه لمولود قبل اوانه».‏ فكان كما لو ان شاول أُقيم الى الحياة الروحانية وكان بإمكانه رؤية الرب الممجَّد قبل قرون من قيامة الممسوحين.‏ وقد اوقف ذلك شاول عن مقاومة الجماعة المسيحية وقتلهم وغيَّر حياته تغييرا جذريا.‏ (‏اعمال ٩:‏٣-‏٩،‏ ١٧-‏١٩‏)‏ وصار شاول الرسول بولس،‏ احد ابرز المدافعين عن الايمان المسيحي.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      الايمان بالقيامة ضروري

      ١١ كيف فضح بولس بطلان القول:‏ «ليس قيامة اموات»؟‏

      ١١ بناء على ما تقدَّم،‏ نرى ان قيامة يسوع كانت واقعا مشهودا لصحته.‏ يقدِّم بولس هذه الحجة:‏ «ولكن إن كان المسيح يُكرَز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٢‏)‏ ان هؤلاء الاشخاص لم تكن لديهم شكوك او تساؤلات عن القيامة فحسب بل كانوا ايضا يعبِّرون علنا عن عدم ايمانهم بها.‏ لذلك يفضح بولس بطلان تفكيرهم.‏ فيقول انه اذا لم يكن المسيح قد قام،‏ تكون الرسالة المسيحية كذبة،‏ ويكون الذين يشهدون لقيامة المسيح «شهود زور للّٰه».‏ وإن لم يكن المسيح قد قام،‏ فلم تُدفع اية فدية للّٰه؛‏ ويكون المسيحيون ‹بعد في خطاياهم›.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏ ١٣-‏١٩؛‏ رومية ٣:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ عبرانيين ٩:‏١١-‏١٤‏)‏ والمسيحيون الذين «رقدوا»،‏ الذين استشهد البعض منهم،‏ يكونون قد ماتوا دون رجاء حقيقي.‏ وإذا كانت هذه الحياة هي كل ما كان يمكن ان يتوقعه المسيحيون،‏ فسيكونون في حالة يرثى لها.‏ وكل معاناتهم ستكون بلا جدوى.‏

      ١٢ (‏أ)‏ إلامَ تشير دعوة المسيح «باكورة الراقدين»؟‏ (‏ب)‏ كيف جعل المسيح القيامة ممكنة؟‏

      ١٢ ولكن لم تكن هذه هي الحال.‏ يتابع بولس:‏ «قد قام المسيح من الاموات».‏ وهو ايضا «باكورة الراقدين».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٠‏)‏ عندما كان الاسرائيليون يقدِّمون ليهوه بطاعة باكورة غلتهم،‏ كان يباركهم بحصاد وافر.‏ (‏خروج ٢٢:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢٣:‏١٩؛‏ امثال ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبدعوة المسيح «باكورة»،‏ يشير بولس ان حصادا آخر من الاشخاص سيُقامون من الاموات الى الحياة السماوية.‏ يقول:‏ «اذ الموت بإنسان بإنسان ايضا قيامة الاموات.‏ لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فقد جعل يسوع القيامة ممكنة ببذل حياته البشرية الكاملة فدية،‏ مما فتح الطريق لإعتاق الجنس البشري من عبودية الخطية والموت.‏ —‏ غلاطية ١:‏٤؛‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏a

      ١٣ (‏أ)‏ متى تحدث القيامة السماوية؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون ان بعض الممسوحين لا ‹يرقدون›؟‏

      ١٣ يتابع بولس:‏ «ولكنَّ كل واحد في رتبته.‏ المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه [«حضوره»،‏ ع‌ج‏]».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٣‏)‏ لقد أُقيم المسيح في سنة ٣٣ ب‌م.‏ ولكنَّ أتباعه الممسوحين —‏ «الذين للمسيح» —‏ كان عليهم ان ينتظروا الى ما بعد ابتداء يسوع حضوره الملكي الذي تظهر نبوة الكتاب المقدس انه حدث سنة ١٩١٤.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٤-‏١٦؛‏ رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ وماذا عن الذين يكونون احياء في اثناء حضوره؟‏ يقول بولس:‏ «هوذا سر اقوله لكم.‏ لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير.‏ فإنه سيبوَّق فيُقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥١،‏ ٥٢‏)‏ من الواضح ان الممسوحين لا يرقدون كلهم في القبر منتظرين القيامة.‏ فالذين يموتون في اثناء حضور المسيح يتغيرون فورا.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏١٣‏.‏

      ١٤ كيف ‹يعتمد الممسوحون بهدف الصيرورة امواتا›؟‏

      ١٤ يسأل بولس:‏ «وإلا فالذين يعتمدون بهدف الصيرورة امواتا ماذا سيصنعون؟‏ إن كان الاموات لا يقامون ابدا،‏ فلماذا يعتمدون ايضا بهدف الصيرورة هكذا؟‏ ولماذا نخاطر نحن ايضا كل ساعة؟‏».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ لم يقصد بولس ان الاحياء كانوا يعتمدون من اجل الاموات،‏ كما تقول بعض ترجمات الكتاب المقدس.‏ فالمعمودية تتعلق بالتلمذة،‏ والانفس الميتة لا يمكن ان تكون تلاميذ.‏ (‏يوحنا ٤:‏١‏)‏ ولكنَّ بولس كان يتكلم عن كثيرين من المسيحيين الاحياء الذين،‏ مثل بولس،‏ كانوا ‹يخاطرون كل ساعة›.‏ والمسيحيون الممسوحون ‹اعتمدوا في موت المسيح›.‏ (‏رومية ٦:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فمنذ مسحهم،‏ يكون كما لو انهم ‹اعتمدوا› في مسلك يؤدي الى موت كموت المسيح.‏ (‏مرقس ١٠:‏٣٥-‏٤٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهم سيموتون على رجاء القيامة السماوية المجيدة.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٤؛‏ فيلبي ٣:‏١٠،‏ ١١‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٥ اية اخطار ربما تعرض لها بولس،‏ وكيف لعب الايمان بالقيامة دورا في احتمالها؟‏

      ١٥ يوضح بولس الآن انه هو ايضا واجه خطرا حتى تمكن من القول:‏ «اواجه الموت كل يوم».‏ ولئلا يتَّهمه البعض بالمبالغة يضيف:‏ «أُؤكد هذا بما لي من ابتهاج بكم،‏ ايها الاخوة،‏ في المسيح يسوع ربنا».‏ وتنقل الترجمة اليسوعية هذا العدد:‏ «ايها الاخوة اقسم بالفخر الذي لي بكم في المسيح يسوع ربنا اني اموت كل يوم».‏ وكمثال للمخاطر التي واجهها،‏ يتحدث بولس في العدد ٣٢ عن ‹محاربة وحوش في افسس›.‏ فغالبا ما كان الرومان يعدمون المجرمين برميهم للوحوش في ميادين المصارعات.‏ وإذا كان بولس قد حارب وحوشا حرفية،‏ فلم يكن لينجو لولا مساعدة يهوه.‏ ولولا رجاء القيامة،‏ يكون من التهور اختيار مسلك حياة يعرضه لهذا الخطر.‏ ولولا رجاء الحياة المقبلة،‏ لا يكون هنالك ايّ معنى لاحتمال المشقات والتضحيات التي ترافق خدمة اللّٰه.‏ يقول بولس:‏ «إن كان الاموات لا يقومون فلنأكل ونشرب لأننا غدا نموت».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣١‏،‏ ع‌ج‏،‏ ٣٢‏؛‏ انظروا ٢ كورنثوس ١:‏٨‏،‏ ع‌ج‏،‏ ٩‏؛‏ ١١:‏٢٣-‏٢٧ ‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ من اين ربما نشأت عبارة «لنأكل ونشرب لأننا غدا نموت»؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت مخاطر تبني هذا الموقف؟‏

      ١٦ ربما اقتبس بولس من اشعياء ٢٢:‏١٣‏،‏ التي تصف موقف سكان اورشليم العصاة المؤسس على مذهب الجبرية.‏ او ربما كان يفكر في عقائد الابيكوريين،‏ الذين كانوا يزدرون بأيّ رجاء بحياة بعد الموت ويؤمنون بأن المتعة الجسدية هي افضل ما في الحياة.‏ وفي الحالتين كلتيهما،‏ لم تكن فلسفة «لنأكل ونشرب» تقوية.‏ لذلك يحذر بولس:‏ «لا تضلوا.‏ فإن المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ فمعاشرة الذين يرفضون القيامة كان يمكن ان تكون مؤذية.‏ وربما تكون هذه المعاشرة قد لعبت دورا في المشاكل التي اضطر بولس ان يعالجها في جماعة كورنثوس،‏ مثل الفساد الادبي الجنسي،‏ الانقسامات،‏ الدعاوى،‏ وعدم الاحترام لعشاء الرب.‏ —‏ ١ كورنثوس ١:‏١١؛‏ ٥:‏١؛‏ ٦:‏١؛‏ ١١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ايّ حضّ قدَّمه بولس للكورنثيين؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تبقى للاجابة عنها؟‏

      ١٧ لذلك يقدِّم بولس للكورنثيين هذا الحض الايجابي:‏ «اصحوا للبر ولا تخطئوا لأن قوما ليست لهم معرفة باللّٰه.‏ اقول ذلك لتخجيلكم».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٤‏)‏ ان النظرة السلبية الى القيامة قادت البعض الى الخدر الروحي،‏ كما لو كانوا سكارى.‏ فكان يلزم ان يصحوا.‏ والمسيحيون الممسوحون اليوم يلزم ايضا ان يكونوا صاحين روحيا،‏ غير متأثرين بآ‌راء العالم التي تعبِّر عن الشك.‏ فيجب ان يلتصقوا برجائهم بالقيامة السماوية.‏ ولكن كانت لا تزال هنالك اسئلة ينبغي للكورنثيين ان يعرفوا الاجابة عنها كما ينبغي لنا ايضا.‏ مثلا،‏ بأيّ شكل يُقام الـ‍ ٠٠٠،‏ ١٤٤ الى السماء؟‏ وماذا عن الملايين الآخرين الذين لا يزالون في القبر والذين لا يملكون رجاء سماويا؟‏ وماذا ستعني القيامة لهم؟‏ سنعالج في مقالتنا التالية ما تبقى من مناقشة بولس عن القيامة.‏

  • ‏‹الموت سيُبطل›‏
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏‹الموت سيُبطل›‏

      ‏«آخِر عدو يُبطل هو الموت».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٦‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ رجاء قدَّمه بولس للاموات؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال عن القيامة عالجه بولس؟‏

      ‏«نؤمن بـ‍ .‏ .‏ .‏ قيامة الموتى.‏ والحياة في الدهر الآتي».‏ هذا ما يقوله دستور الايمان المنسوب الى الرسل.‏ فالكاثوليك والپروتستانت الطائعون يتلونه،‏ غير مدركين ان معتقداتهم اقرب الى الفلسفة اليونانية منها الى معتقدات الرسل.‏ ولكنَّ الرسول بولس رفض الفلسفة اليونانية ولم يؤمن بخلود النفس.‏ ومع ذلك،‏ كان يؤمن ايمانا راسخا بحياة مقبلة وكتب بالوحي:‏ «آخِر عدو يُبطل هو الموت».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٦‏)‏ فماذا يعني ذلك للجنس البشري المائت؟‏

      ٢ للاجابة عن هذا السؤال،‏ لنعد الى مناقشة بولس عن القيامة المسجلة في ١ كورنثوس الاصحاح ١٥‏.‏ لا شك انكم تتذكرون انه في الاعداد الافتتاحية،‏ بيَّن بولس ان القيامة جزء حيوي من العقيدة المسيحية.‏ والآن يعالج سؤالا محددا:‏ «لكن يقول قائل كيف يُقام الاموات وبأيّ جسم يأتون».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٥‏.‏

      بأي جسم؟‏

      ٣ لماذا رفض البعض القيامة؟‏

      ٣ عندما طرح بولس هذا السؤال،‏ كان في نيته ان يُبطل تأثير فلسفة افلاطون.‏ فقد علَّم افلاطون ان للانسان نفسا خالدة تبقى حية بعد موت الجسد.‏ ولا شك انه في نظر الذين نشأوا على هذه الفكرة كان تعليم المسيحيين بلا لزوم.‏ فما الهدف من القيامة اذا كانت النفس تبقى حية بعد الموت؟‏ هذا بالاضافة الى ان القيامة كانت تبدو لهم على الارجح غير منطقية.‏ فكيف تكون هنالك قيامة بعد انحلال الجسد الى تراب؟‏ يقول المعلِّق على الكتاب المقدس هاينريخ ماير ان عداوة بعض الكورنثيين ربما كانت مرتكزة «على الفلسفة القائلة انه من المستحيل إعادة المادة التي تؤلف الجسد».‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لماذا لم تكن اعتراضات غير الامناء منطقية؟‏ (‏ب)‏ اوضحوا مثل بولس عن ‹الحبة المجرَّدة›.‏ (‏ج)‏ بأية اجسام يقيم اللّٰه الممسوحين؟‏

      ٤ يشهِّر بولس حماقة منطقهم:‏ «يا غبي.‏ الذي تزرعه لا يُحيا إن لم يمت.‏ والذي تزرعه لستَ تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي.‏ ولكنَّ اللّٰه يعطيها جسما كما اراد ولكل واحد من البزور جسمه».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٦-‏٣٨‏)‏ فاللّٰه لن يقيم الاجساد التي كانت للاشخاص وهم على الارض بل سيكون هنالك تحول.‏

      ٥ يشبِّه بولس القيامة ببزرة تنبت.‏ فبزرة الحنطة الصغيرة لا تشبه البتة النبتة التي تتحول اليها.‏ تقول دائرة معارف الكتاب العالمي (‏بالانكليزية)‏:‏ «عندما تبدأ البزرة تنبت،‏ تمتص كميات كبيرة من الماء.‏ وينتج الماء تغييرات كيميائية عديدة داخل البزرة.‏ ويجعل ايضا انسجة البزرة الداخلية تنتفخ وتمزق قشرة البزرة».‏ فالبزرة تموت كبزرة وتصير نبتة ظاهرة للعيان.‏ و«اللّٰه يعطيها جسما» لأنه هو الذي وضع القوانين العلمية التي تضبط نموها،‏ وكل بزرة تنال جسما حسب جنسها.‏ (‏تكوين ١:‏١١‏)‏ وهذا ما يحدث ايضا للمسيحيين الممسوحين.‏ فهم يموتون كبشر،‏ ثم في وقت اللّٰه المعيَّن،‏ يعيدهم الى الحياة بأجسام جديدة كليًّا.‏ فكما قال بولس لأهل فيلبي:‏ «يسوع المسيح .‏ .‏ .‏ سيحوِّل جسدنا الوضيع الى صورة مطابقة لجسده المجيد».‏ (‏فيلبي ٣:‏ ٢٠،‏ ٢١‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فسيُقامون بأجسام روحانية ويعيشون في الحيز الروحي.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏٢‏.‏

      ٦ لماذا من المنطقي الاعتقاد انه يمكن للّٰه تزويد اجسام روحانية ملائمة للمقامين؟‏

      ٦ هل هذا اصعب من ان يصدَّق؟‏ كلا.‏ يعطي بولس الحجة ان للحيوانات اجساما مختلفة عديدة.‏ ويقارن ايضا بين الملائكة السماويين والبشر المصنوعين من لحم ودم،‏ قائلا ان هنالك ‹اجساما سماوية وأجساما ارضية›.‏ وهنالك ايضا تنوع كبير في الخليقة الجامدة.‏ قال بولس قبل وقت طويل من اكتشاف العلم للاجسام السماوية مثل النجوم الزرقاء،‏ العمالقة الحمر،‏ والاقزام البيض:‏ «لأن نجما يمتاز عن نجم في المجد».‏ نظرا الى ذلك،‏ أليس من المنطقي انه يمكن للّٰه تزويد اجسام روحانية ملائمة للممسوحين المقامين؟‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٩-‏٤١‏.‏

      ٧ ما معنى عدم الفساد؟‏ الخلود؟‏

      ٧ ثم يقول بولس:‏ «هكذا ايضا قيامة الاموات.‏ يُزرع في فساد ويُقام في عدم فساد».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٢‏)‏ ان الجسم البشري قابل للفساد،‏ حتى ولو كان في حالة الكمال.‏ فيمكن ان يُقتل.‏ مثلا،‏ قال بولس ان يسوع المُقام «غير عتيد ان يعود ايضا الى فساد».‏ (‏اعمال ١٣:‏٣٤‏)‏ فهو لن يعود الى الحياة في جسم بشري قابل للفساد،‏ رغم انه في حالة الكمال.‏ والاجسام التي يعطيها اللّٰه للممسوحين المقامين عديمة الفساد —‏ اي انها غير قابلة للموت او الانحلال.‏ يتابع بولس:‏ «يُزرع في هوان ويقام في مجد.‏ يُزرع في ضعف ويقام في قوة.‏ يُزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٣،‏ ٤٤‏)‏ ويقول بولس ايضا:‏ «هذا المائت يلبس عدم موت [«الخلود»،‏ ع‌ج‏]».‏ والخلود يعني حياة بلا نهاية وغير قابلة للزوال.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٣؛‏ عبرانيين ٧:‏١٦‏)‏ بهذه الطريقة،‏ سيلبس المقامون «صورة السماوي»،‏ يسوع،‏ الذي جعل قيامتهم ممكنة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥-‏٤٩‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ كيف نعرف ان المقامين هم الاشخاص نفسهم الذين كانوا احياء على الارض؟‏ (‏ب)‏ اية نبوات تتم عندما تحدث القيامة؟‏

      ٨ ورغم هذا التحول،‏ يظل المقامون الاشخاص نفسهم الذين ماتوا.‏ فسيملكون الذكريات نفسها والصفات المسيحية الرفيعة نفسها.‏ (‏ملاخي ٣:‏٣؛‏ رؤيا ٢١:‏١٠،‏ ١٨‏)‏ ومن هذه الناحية،‏ يشبهون يسوع المسيح.‏ فقد تغير من شخص روحاني الى شخص بشري.‏ ثم مات وأُقيم كشخص روحاني.‏ ومع ذلك،‏ «يسوع المسيح هو هو امسا واليوم وإلى الابد».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٨‏)‏ فما امجد الامتياز الرائع الذي يملكه الممسوحون!‏ يقول بولس:‏ «ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتُلع الموت الى غلبة.‏ اين شوكتك يا موت.‏ اين غلبَتكِ يا هاوية».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٤،‏ ٥٥؛‏ اشعياء ٢٥:‏٨؛‏ هوشع ١٣:‏١٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة