مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ساعِد الذين يشردون عن الرعية
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • سَاعِدِ ٱلَّذِينَ يَشْرُدُونَ عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ

      ‏«اِفْرَحُوا مَعِي،‏ لِأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي ٱلضَّائِعَ».‏ —‏ لو ١٥:‏٦‏.‏

      ١ كَيْفَ أَثْبَتَ يَسُوعُ أَنَّهُ رَاعٍ مُحِبٌّ؟‏

      يُدْعَى ٱبْنُ يَهْوَه ٱلْوَحِيدُ،‏ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،‏ «رَاعِيَ ٱلْخِرَافِ ٱلْعَظِيمَ».‏ (‏عب ١٣:‏٢٠‏)‏ وَقَدْ أَنْبَأَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِمَجِيئِهِ وَأَظْهَرَتْ أَنَّهُ رَاعٍ مُمَيَّزٌ سَعَى إِلَى إِيجَادِ ‹خِرَافِ [إِسْرَائِيلَ] ٱلضَّائِعَةِ›.‏ (‏مت ٢:‏١-‏٦؛‏ ١٥:‏٢٤‏)‏ وَتَمَامًا كَمَا يُخَاطِرُ ٱلرَّاعِي ٱلْحَرْفِيُّ بِحَيَاتِهِ لِحِمَايَةِ خِرَافِهِ،‏ بَذَلَ يَسُوعُ نَفْسَهُ وَمَاتَ كَذَبِيحَةٍ فِدَائِيَّةٍ عَنِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ سَيَسْتَفِيدُونَ مِنْ ذَبِيحَتِهِ.‏ —‏ يو ١٠:‏١١،‏ ١٥؛‏ ١ يو ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٢ لِمَاذَا رُبَّمَا صَارَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ خَامِلِينَ؟‏

      ٢ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ بَعْضَ ٱلَّذِينَ قَدَّرُوا قِيمَةَ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ وَٱنْتَذَرُوا لِلّٰهِ تَوَقَّفُوا عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَقَدْ فَتَرَتْ غَيْرَتُهُمْ وَصَارُوا خَامِلِينَ رُبَّمَا بِسَبَبِ ٱلتَّثَبُّطِ،‏ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ،‏ أَوْ عَوَامِلَ أُخْرَى.‏ لِذلِكَ لَمْ يَعُودُوا يَنْعَمُونَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلسَّكِينَةِ ٱللَّتَيْنِ لَا تَنْعَمُ بِهِمَا سِوَى رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ وَٱللَّتَيْنِ تَحَدَّثَ عَنْهُمَا دَاوُدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٢٣‏.‏ رَنَّمَ دَاوُدُ فِي هذَا ٱلْمَزْمُورِ:‏ «يَهْوَهُ رَاعِيَّ،‏ فَلَا يُعْوِزُنِي شَيْءٌ».‏ (‏مز ٢٣:‏١‏)‏ فَٱلَّذِينَ هُمْ دَاخِلَ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ لَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ بِمَعْنًى رُوحِيٍّ،‏ بِعَكْسِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنْهَا.‏ فَمَنْ يُمْكِنُهُ مُسَاعَدَتُهُمْ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ مَدُّ يَدِ ٱلْعَوْنِ إِلَيْهِمْ لِيَعُودُوا إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ؟‏

      مَنْ يُمْكِنُهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ؟‏

      ٣ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ مَا يَلْزَمُ لِإِنْقَاذِ خَرُوفٍ ضَائِعٍ مِنْ مَرْعَى ٱللّٰهِ؟‏

      ٣ لِإِنْقَاذِ غَنَمِ مَرْعَى ٱللّٰهِ ٱلضَّائِعِينَ،‏ يَلْزَمُ بَذْلُ جُهْدٍ دَؤُوبٍ.‏ (‏مز ١٠٠:‏٣‏)‏ وَهذَا مَا أَوْضَحَهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «إِنْ كَانَ لِإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وَشَرَدَ وَاحِدٌ مِنْهَا،‏ أَفَلَا يَتْرُكُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ عَلَى ٱلْجِبَالِ وَيَنْطَلِقُ يَبْحَثُ عَنِ ٱلشَّارِدِ؟‏ وَإِذَا حَدَثَ أَنْ وَجَدَهُ،‏ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتِّسْعَةِ وَٱلتِّسْعِينَ ٱلَّتِي لَمْ تَشْرُدْ.‏ وَهٰكَذَا لَا يَشَاءُ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ».‏ (‏مت ١٨:‏١٢-‏١٤‏)‏ وَمَنْ يُمْكِنُهُ مُسَاعَدَةُ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ؟‏

      ٤،‏ ٥ أَيَّةُ نَظْرَةٍ إِلَى رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَنَّاهَا ٱلشُّيُوخُ؟‏

      ٤ يَجِبُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ مُسَاعَدَةَ ٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا أَنْ يُبْقُوا فِي ذِهْنِهِمْ أَنَّ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ هِيَ جَمَاعَةٌ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُنْتَذِرِينَ لِلّٰهِ،‏ إِنَّهَا ‹قَطِيعُ مَرْعَى ٱللّٰهِ› ٱلْعَزِيزُ عَلَى قَلْبِهِ.‏ (‏مز ٧٩:‏١٣‏)‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْخِرَافُ ٱلْأَعِزَّاءُ يَحْتَاجُونَ إِلَى عِنَايَةٍ رَقِيقَةٍ،‏ مِمَّا يَعْنِي أَنَّ ٱلرُّعَاةَ ٱلْمُحِبِّينَ يَجِبُ أَنْ يُولُوهُمُ ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا.‏ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ ٱلْقِيَامُ بِزِيَارَاتٍ رِعَائِيَّةٍ لَهُمْ.‏ فَٱلتَّشْجِيعُ ٱلْحُبِّيُّ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ ٱلرَّاعِي لَهُمْ قَدْ يَبْنِيهِمْ رُوحِيًّا وَيَزِيدُ رَغْبَتَهُمْ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏ —‏ ١ كو ٨:‏١‏.‏

      ٥ إِنَّ ٱلْبَحْثَ عَنِ ٱلْخِرَافِ ٱلشَّارِدَةِ وَمُسَاعَدَتَهَا هُمَا مَسْؤُولِيَّةٌ مُلْقَاةٌ عَلَى عَاتِقِ رُعَاةِ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ.‏ فَقَدْ ذَكَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلرِّعَائِيَّةِ حِينَ قَالَ:‏ «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ ٱلَّتِي عَيَّنَكُمْ فِيهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ نُظَّارًا،‏ لِتَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ».‏ (‏اع ٢٠:‏٢٨‏)‏ كَمَا حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ قَائِلًا:‏ «اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ،‏ لَا كَرْهًا،‏ بَلْ طَوْعًا،‏ وَلَا مَحَبَّةً لِلرِّبْحِ غَيْرِ ٱلشَّرِيفِ،‏ بَلْ بِٱنْدِفَاعٍ،‏ وَلَا سَائِدِينَ عَلَى مَنْ هُمْ مِيرَاثُ ٱللّٰهِ،‏ بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ».‏ —‏ ١ بط ٥:‏١-‏٣‏.‏

      ٦ لِمَاذَا خِرَافُ ٱللّٰهِ تَحْتَاجُ إِلَى عِنَايَةِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْيَوْمَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ؟‏

      ٦ يَجِبُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِـ‍ «ٱلرَّاعِي ٱلْفَاضِلِ» يَسُوعَ.‏ (‏يو ١٠:‏١١‏)‏ فَيَسُوعُ ٱهْتَمَّ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا بِخِرَافِ ٱللّٰهِ.‏ وَقَدْ شَدَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِهِمْ حِينَ قَالَ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ:‏ «اِرْعَ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ».‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏.‏‏)‏ وَٱلْيَوْمَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ،‏ تَحْتَاجُ ٱلْخِرَافُ إِلَى عِنَايَةٍ كَهذِهِ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ يُكَثِّفُ جُهُودَهُ لِيَكْسِرَ ٱسْتِقَامَةَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ لِلّٰهِ.‏ فَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلضَّعَفَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةَ وَيَسْتَعْمِلُ هذَا ٱلْعَالَمَ لِكَيْ يُضِلَّ خِرَافَ يَهْوَه وَيَدْفَعَهُمْ إِلَى ٱتِّبَاعِ مَسْلَكٍ خَاطِئٍ.‏ (‏١ يو ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٥:‏١٩‏)‏ وَٱلْخَامِلُونَ مُعَرَّضُونَ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ لِهُجُومِهِ،‏ لِذلِكَ هُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ «ٱلسُّلُوكِ .‏ .‏ .‏ بِٱلرُّوحِ».‏ (‏غل ٥:‏١٦-‏٢١،‏ ٢٥‏)‏ وَمُسَاعَدَةُ خِرَافٍ كَهؤُلَاءِ تَتَطَلَّبُ ٱللُّجُوءَ إِلَى يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ طَلَبَ إِرْشَادِ رُوحِهِ،‏ وَٱسْتِخْدَامَ كَلِمَتِهِ بِبَرَاعَةٍ.‏ —‏ ام ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ لو ١١:‏١٣؛‏ عب ٤:‏١٢‏.‏

      ٧ إِلَى أَيِّ حَدٍّ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ يَرْعَى ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ فِي عُهْدَتِهِمْ؟‏

      ٧ كَانَ ٱلرَّاعِي فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ يَسْتَعْمِلُ عَصًا طَوِيلَةً مَعْقُوفَةً لِيُوَجِّهَ خِرَافَهُ.‏ وَحِينَ كَانَتِ ٱلْخِرَافُ تَدْخُلُ أَوْ تَخْرُجُ مِنَ ٱلْحَظِيرَةِ،‏ كَانَ ٱلرَّاعِي يَعُدُّهَا وَاحِدًا فَوَاحِدًا بِجَعْلِهَا ‹تَمُرُّ تَحْتَ عَصَاهُ›.‏ (‏لا ٢٧:‏٣٢؛‏ مي ٢:‏١٢؛‏ ٧:‏١٤‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيُّ خِرَافَ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِ تَمَامَ ٱلْمَعْرِفَةِ وَأَنْ يَكُونَ مُطَّلِعًا جَيِّدًا عَلَى أَحْوَالِهِمْ.‏ (‏قَارِنْ امثال ٢٧:‏٢٣‏.‏)‏ لِذَا فَإِنَّ ٱلرِّعَايَةَ هِيَ إِحْدَى أَهَمِّ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي تُنَاقِشُهَا هَيْئَةُ ٱلشُّيُوخِ.‏ وَيَشْمُلُ ذلِكَ ٱلْقِيَامَ بِٱلتَّرْتِيبَاتِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا.‏ وَيَهْوَه نَفْسُهُ قَالَ إِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ غَنَمِهِ وَيَمْنَحُهَا ٱلْعِنَايَةَ ٱللَّازِمَةَ.‏ (‏حز ٣٤:‏١١‏)‏ لِذلِكَ فَهُوَ يُسَرُّ حِينَ يَقُومُ ٱلشُّيُوخُ بِٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ بِهَدَفِ مُسَاعَدَةِ ٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏

      ٨ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُمْكِنُ أَنْ يُولِيَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْخِرَافَ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلشَّخْصِيَّ؟‏

      ٨ عِنْدَمَا يَمْرَضُ أَحَدُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ مَرَضًا جَسَدِيًّا،‏ تُمِدُّهُ زِيَارَةُ أَحَدِ رُعَاةِ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ بِٱلتَّشْجِيعِ وَتَمْنَحُهُ ٱلْفَرَحَ.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ حِينَ يُولَى ٱلْخَرُوفُ ٱلْمَرِيضُ رُوحِيًّا ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلشَّخْصِيَّ.‏ فَيُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ أَنْ يَقْرَأُوا عَلَى ٱلْخَامِلِ آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يُرَاجِعُوا مَعَهُ إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ،‏ يُنَاقِشُوا مَعَهُ نِقَاطًا مُهِمَّةً ذُكِرَتْ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ،‏ يُصَلُّوا مَعَهُ،‏ وَهَلُمَّ جَرًّا.‏ وَبِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُوضِحُوا لَهُ أَنَّ أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ يَسُرُّهُمْ أَنْ يَرَوْهُ يَسْتَأْنِفُ حُضُورَهُ لِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏٢ كو ١:‏٣-‏٧؛‏ يع ٥:‏١٣-‏١٥‏)‏ وَزِيَارَتُهُ،‏ أَوِ ٱلِٱتِّصَالُ بِهِ هَاتِفِيًّا،‏ أَوْ إِرْسَالُ رِسَالَةٍ لَهُ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِيهِ كَثِيرًا.‏ كَمَا أَنَّ مُسَاعَدَةَ ٱلْخَرُوفِ ٱلَّذِي لَمْ يَعُدْ فِي ٱلرَّعِيَّةِ تَزِيدُ مِنْ فَرَحِ ٱلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُتَعَاطِفِ ٱلَّذِي يَمْنَحُ هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏

      جُهُودٌ مُتَضَافِرَةٌ

      ٩،‏ ١٠ لِمَاذَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِٱلْخَرُوفِ ٱلشَّارِدِ لَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى ٱلشُّيُوخِ؟‏

      ٩ بِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ وَمَحْمُومَةٍ،‏ فَقَدْ لَا نُلَاحِظُ أَنَّ أَحَدَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يَنْجَرِفُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏عب ٢:‏١‏)‏ لكِنَّ خِرَافَ يَهْوَه عَزِيزَةٌ عَلَيْهِ كَثِيرًا.‏ فَكُلٌّ مِنْهُمْ لَهُ قِيمَتُهُ ٱلْفَرْدِيَّةُ تَمَامًا كَمَا أَنَّ كُلَّ عُضْوٍ فِي جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ مُهِمٌّ.‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي لَنَا جَمِيعًا أَنْ نَعْتَنِيَ بِإِخْوَتِنَا وَنَهْتَمَّ أَحَدُنَا بِٱلْآخَرَ.‏ (‏١ كو ١٢:‏٢٥‏)‏ فَهَلْ هذَا هُوَ مَوْقِفُكَ؟‏

      ١٠ رَغْمَ أَنَّ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْخِرَافِ ٱلشَّارِدَةِ وَمُسَاعَدَتِهَا تَقَعُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى عَاتِقِ ٱلشُّيُوخِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ بِهؤُلَاءِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ مَقْصُورًا عَلَى ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلرُّعَاةِ.‏ لِذلِكَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَمْنَحَ ٱلتَّشْجِيعَ وَٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا كَيْ يَعُودُوا إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏

      ١١،‏ ١٢ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ قَدْ نَحْظَى بِهِ لِمُسَاعَدَةِ شَخْصٍ خَامِلٍ؟‏

      ١١ فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ،‏ يُرَتِّبُ ٱلشُّيُوخُ لِيَعْقِدَ نَاشِرُونَ نَاضِجُونَ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ إِخْوَةٍ خَامِلِينَ عَبَّرُوا عَنْ رَغْبَتِهِمْ فِي نَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ وَٱلْهَدَفُ مِنْ ذلِكَ هُوَ إِعَادَةُ إِضْرَامِ «ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي كَانَتْ [لَهُمْ] أَوَّلًا».‏ (‏رؤ ٢:‏١،‏ ٤‏)‏ وَيُمْكِنُ أَنْ يَتَقَوَّى رُوحِيًّا هؤُلَاءِ ٱلرُّفَقَاءُ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِمُرَاجَعَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلَّتِي فَاتَتْهُمْ وَهُمْ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      ١٢ فَإِذَا طَلَبَ مِنْكَ ٱلشُّيُوخُ أَنْ تَدْرُسَ مَعَ أَخٍ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ فَصَلِّ إِلَى يَهْوَه لِيُوَجِّهَ وَيُبَارِكَ جُهُودَكَ ٱلَّتِي تَبْذُلُهَا لِمُسَاعَدَتِهِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ:‏ «أَلْقِ عَلَى يَهْوَهَ أَعْمَالَكَ،‏ فَتُثَبَّتَ مَقَاصِدُكَ».‏ (‏ام ١٦:‏٣‏)‏ تَأَمَّلْ فِي آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلنِّقَاطِ ٱلْبَنَّاءَةِ رُوحِيًّا ٱلَّتِي سَتَسْتَخْدِمُهَا فِي مُنَاقَشَاتِكَ.‏ فَكِّرْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلرَّائِعِ.‏ (‏اِقْرَأْ روما ١:‏١١،‏ ١٢‏.‏‏)‏ فَقَدْ كَانَ مُشْتَاقًا أَنْ يَرَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا لِيَمْنَحَهُمْ عَطِيَّةً رُوحِيَّةً لِتَثْبِيتِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّهُ تَاقَ لِيَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ مَعَهُمْ.‏ أَفَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَحَلَّى بِنَفْسِ ٱلْمَوْقِفِ حِينَ نُسَاعِدُ ٱلْخِرَافَ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٣ مَاذَا يُمْكِنُ مُنَاقَشَتُهُ مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلْخَامِلِ؟‏

      ١٣ خِلَالَ ٱلدَّرْسِ،‏ ٱسْأَلِ ٱلشَّخْصَ ٱلْخَامِلَ:‏ «كَيْفَ تَعَرَّفْتَ بِٱلْحَقِّ؟‏».‏ ذَكِّرْهُ بِٱلْأَفْرَاحِ ٱلَّتِي ٱخْتَبَرَهَا فِي ٱلْمَاضِي،‏ مُشَجِّعًا إِيَّاهُ أَنْ يَرْوِيَ ٱخْتِبَارَاتٍ مُفْرِحَةً حَصَلَتْ مَعَهُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ،‏ وَٱلْمَحَافِلِ.‏ اِسْتَعِدْ مَعَهُ ٱلْأَوْقَاتَ ٱلسَّعِيدَةَ ٱلَّتِي رُبَّمَا قَضَيْتُمَاهَا مَعًا فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ عَبِّرْ أَمَامَهُ عَنْ فَرَحِكَ ٱلنَّابِعِ مِنِ ٱقْتِرَابِكَ إِلَى يَهْوَه.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ أَظْهِرْ تَقْدِيرَكَ لِلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا يَهْوَه بِهَا ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلرَّجَاءَ فِي ضِيقَاتِنَا.‏ —‏ رو ١٥:‏٤؛‏ ٢ كو ١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ كَانَ يَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْخَامِلُونَ مِنَ ٱلْمُفِيدِ تَذْكِيرُهُمْ بِهَا؟‏

      ١٤ مِنَ ٱلْمُفِيدِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَذْكِيرُ ٱلْخَامِلِ بِبَعْضِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي كَانَ يَتَمَتَّعُ بِهَا نَتِيجَةَ مُعَاشَرَتِهِ لِلْجَمَاعَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ تَمَتَّعَ بِبَرَكَةِ ٱلنُّمُوِّ فِي مَعْرِفَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَمَقَاصِدِهِ.‏ (‏ام ٤:‏١٨‏)‏ وَعِنْدَمَا كَانَ ‹يَسْلُكُ بِٱلرُّوحِ›،‏ كَانَ مِنَ ٱلْأَسْهَلِ عَلَيْهِ حَتْمًا أَنْ يُقَاوِمَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ لِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢-‏٢٦‏)‏ وَٱلضَّمِيرُ ٱلطَّاهِرُ ٱلنَّاجِمُ عَنْ ذلِكَ مَكَّنَهُ دُونَ شَكٍّ مِنَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّمَتُّعِ ‹بِسَلَامِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ وَٱلَّذِي يَحْرُسُ قُلُوبَنَا وَقُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ›.‏ (‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فَأَبْقِ هذِهِ ٱلنِّقَاطَ فِي بَالِكَ،‏ أَظْهِرِ ٱهْتِمَامَكَ ٱلْأَصِيلَ بِأَخِيكَ ٱلرُّوحِيِّ،‏ وَشَجِّعْهُ بِمَحَبَّةٍ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ فيلبي ٢:‏٤‏.‏

      ١٥ وَإِذَا كُنْتَ شَيْخًا يَقُومُ بِزِيَارَةٍ رِعَائِيَّةٍ لِزَوْجَيْنِ خَامِلَيْنِ،‏ فَشَجِّعْهُمَا أَنْ يَتَذَكَّرَا كَيْفَ شَعَرَا حِينَ تَعَرَّفَا بِحَقِّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ فَقَدْ وَجَدَا ٱلْحَقَّ رَائِعًا،‏ مَنْطِقِيًّا،‏ يَمْنَحُ ٱلِٱكْتِفَاءَ،‏ وَيَجْلُبُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ (‏يو ٨:‏٣٢‏)‏ وَكَمْ طَفَحَ قَلْبُهُمَا بِٱلتَّقْدِيرِ لِمَا تَعَلَّمَاهُ عَنْ يَهْوَه،‏ مَحَبَّتِهِ،‏ وَمَقَاصِدِهِ ٱلْمَجِيدَةِ!‏ (‏قَارِنْ لوقا ٢٤:‏٣٢‏.‏)‏ ذَكِّرْهُمَا أَيْضًا بِٱلْعَلَاقَةِ ٱللَّصِيقَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَرْبُطُهُمَا بِيَهْوَه وَبِٱمْتِيَازِ ٱلصَّلَاةِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُنْتَذِرُونَ.‏ شَجِّعْهُمَا بِحَرَارَةٍ أَنْ يَتَجَاوَبَا مِنْ جَدِيدٍ مَعَ «بِشَارَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّعِيدِ ٱلْمَجِيدَةِ».‏ —‏ ١ تي ١:‏١١‏.‏

      اِسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لَهُمْ

      ١٦ اُذْكُرُوا مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْجُهُودَ لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ لَا تَذْهَبُ سُدًى.‏

      ١٦ هَلْ تَنْجَحُ فِعْلًا ٱلِٱقْتِرَاحَاتُ ٱلْوَارِدَةُ آنِفًا؟‏ نَعَمْ.‏ مَثَلًا،‏ ثَمَّةَ حَدَثٌ صَارَ نَاشِرًا لِلْمَلَكُوتِ وَهُوَ فِي ٱلثَّانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ،‏ لكِنَّهُ أَصْبَحَ خَامِلًا عِنْدَمَا كَانَ عُمْرُهُ ١٥ سَنَةً.‏ إِلَّا أَنَّهُ عَادَ لَاحِقًا فَصَارَ نَاشِرًا نَشِيطًا،‏ وَهُوَ مُنْخَرِطٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً.‏ وَمَاذَا كَانَ سَبَبُ شِفَائِهِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ يَعُودُ ذلِكَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ إِلَى ٱلْعَوْنِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ لَهُ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ.‏ وَهُوَ مُمْتَنٌّ جِدًّا لِلشَّيْخِ عَلَى هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏

      ١٧،‏ ١٨ أَيَّةُ صِفَاتٍ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِمُسَاعَدَةِ شَخْصٍ شَرَدَ عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٧ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مَا يَدْفَعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْخَامِلِينَ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا،‏ تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي،‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».‏ (‏يو ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ نَعَمِ،‏ ٱلْمَحَبَّةُ هِيَ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ لِذَا يَنْبَغِي أَنْ نُعْرِبَ عَنْ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ ٱلَّذِينَ صَارُوا خَامِلِينَ.‏ لكِنَّ تَقْدِيمَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱللَّازِمَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلْإِعْرَابَ عَنْ صِفَاتٍ إِلهِيَّةٍ أُخْرَى.‏

      ١٨ فَأَيَّةُ صِفَاتٍ يَلْزَمُ أَنْ تُعْرِبَ عَنْهَا إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُسَاعِدَ شَخْصًا شَرَدَ عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ؟‏ إِلَى جَانِبِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ عَلَيْكَ إِظْهَارُ ٱلرَّأْفَةِ،‏ ٱللُّطْفِ،‏ ٱلْوَدَاعَةِ،‏ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ.‏ وَأَحْيَانًا،‏ رُبَّمَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُسَامِحًا.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ،‏ وَٱللُّطْفَ،‏ وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ،‏ وَٱلْوَدَاعَةَ،‏ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ.‏ اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ.‏ كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا.‏ وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا،‏ ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ،‏ فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ».‏ —‏ كو ٣:‏١٢-‏١٤‏.‏

      ١٩ لِمَاذَا ٱلْجُهْدُ ٱلْمَبْذُولُ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ؟‏

      ١٩ سَتُنَاقِشُ مَقَالَةُ ٱلدَّرْسِ ٱلتَّالِيَةُ فِي هذَا ٱلْعَدَدِ أَسْبَابًا تَجْعَلُ ٱلْبَعْضَ يَشْرُدُونَ عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ.‏ كَمَا أَنَّهَا سَتُظْهِرُ كَيْفَ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِنَا عِنْدَمَا يَعُودُ شَخْصٌ خَامِلٌ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَفِيمَا تَتَأَمَّلُ فِي هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ،‏ كُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي تَبْذُلُهُ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ.‏ فَفِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ،‏ يُكَرِّسُ كَثِيرُونَ حَيَاتَهُمْ كُلَّهَا لِجَمْعِ ٱلْمَالِ،‏ لكِنَّ حَيَاةَ شَخْصٍ وَاحِدٍ هِيَ أَثْمَنُ مِنْ مَالِ ٱلْعَالَمِ بِأَجْمَعِهِ.‏ وَهذَا مَا شَدَّدَ عَلَيْهِ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلْخَرُوفِ ٱلضَّائِعِ.‏ (‏مت ١٨:‏١٢-‏١٤‏)‏ فَأَبْقِ هذَا ٱلْأَمْرَ فِي بَالِكَ وَأَنْتَ تَبْذُلُ جُهْدًا حَثِيثًا وَدَؤُوبًا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلْأَعِزَّاءِ عَلَى قَلْبِ يَهْوَه ٱلَّذِينَ شَرَدُوا كَيْ يَعُودُوا إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ.‏

  • ساعِدهم على العودة دونما تأخير
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • سَاعِدْهُمْ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ دُونَمَا تَأْخِيرٍ

      ‏«إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟‏ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ —‏ يو ٦:‏٦٨‏.‏

      ١ مَاذَا قَالَ بُطْرُسُ عِنْدَمَا تَرَكَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ يَسُوعَ؟‏

      تَوَقَّفَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ذَاتَ مَرَّةٍ عَنِ ٱتِّبَاعِهِ وَتَرَكُوهُ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَقَبَّلُوا أَحَدَ تَعَالِيمِهِ.‏ لِذلِكَ سَأَلَ يَسُوعُ رُسُلَهُ:‏ «هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟‏».‏ فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟‏ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ (‏يو ٦:‏٥١-‏٦٩‏)‏ فَلَمْ يَكُنْ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ لِيَذْهَبُوا إِلَيْهِ،‏ إِذْ إِنَّ ٱلدِّينَ ٱلْيَهُودِيَّ آنَذَاكَ لَمْ يَمْتَلِكْ «كَلَامَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ هذَا ٱلْكَلَامُ لَيْسَ مَوْجُودًا لَدَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ لِذَا ‹إِنَّهَا ٱلْآنَ ٱلسَّاعَةُ لِيَسْتَيْقِظَ› وَيَعُودَ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ كُلُّ مَنْ شَرَدَ عَنْ رَعِيَّةِ يَهْوَه ٱللّٰهِ وَيَرْغَبُ فِي إِرْضَائِهِ.‏ —‏ رو ١٣:‏١١‏.‏

      ٢ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا بِشَأْنِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلسِّرِّيَّةِ أَوِ ٱلْقَضَائِيَّةِ؟‏

      ٢ فِي ٱلْمَاضِي،‏ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِخِرَافِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّائِعَةِ.‏ (‏اِقْرَأْ حزقيال ٣٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ،‏ لَدَى ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ رَغْبَةٌ وَمَسْؤُولِيَّةٌ أَنْ يُسَاعِدُوا ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ.‏ وَأَحْيَانًا،‏ قَدْ يُعَيِّنُ ٱلشُّيُوخُ أَحَدَ ٱلنَّاشِرِينَ لِيَدْرُسَ مَعَ شَخْصٍ خَامِلٍ يَرْغَبُ فِي نَيْلِ ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا عَلِمَ هذَا ٱلنَّاشِرُ أَنَّ ٱلْخَامِلَ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟‏ بَدَلًا مِنْ تَقْدِيمِ ٱلْمَشُورَةِ بِشَأْنِ أَيَّةِ مَسْأَلَةٍ قَضَائِيَّةٍ أَوْ سِرِّيَّةٍ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَنْصَحَهُ بِٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلشُّيُوخِ.‏ وَلكِنْ إِذَا لَمْ يُصْغِ ٱلْخَامِلُ إِلَى هذِهِ ٱلنَّصِيحَةِ،‏ فَعَلَى ٱلنَّاشِرِ أَنْ يُعْلِمَ ٱلشُّيُوخَ بِذلِكَ.‏ —‏ لا ٥:‏١؛‏ غل ٦:‏١‏.‏

      ٣ كَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَمْلِكُ ١٠٠ خَرُوفٍ عِنْدَمَا وَجَدَ خَرُوفَهُ ٱلضَّائِعَ؟‏

      ٣ أَشَارَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلسَّابِقَةُ إِلَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنْ رَجُلٍ يَمْلِكُ ١٠٠ خَرُوفٍ.‏ وَعِنْدَمَا فُقِدَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْحَظِيرَةِ،‏ تَرَكَ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ وَذَهَبَ لِيَبْحَثَ عَنِ ٱلْخَرُوفِ ٱلضَّائِعِ.‏ وَكَمْ فَرِحَ حِينَ وَجَدَهُ!‏ (‏لو ١٥:‏٤-‏٧‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يَغْمُرُنَا فَرَحٌ مُمَاثِلٌ عِنْدَمَا يَعُودُ أَحَدُ خِرَافِ ٱللّٰهِ ٱلضَّائِعَةِ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ وَأَفْرَادًا آخَرِينَ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ يَزُورُونَ هذَا ٱلشَّخْصَ ٱلْخَامِلَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَهُمْ أَيْضًا يَرْغَبُونَ فِي رُؤْيَتِهِ يَرْجِعُ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ وَيَتَمَتَّعُ بِدَعْمِ ٱللّٰهِ،‏ حِمَايَتِهِ،‏ وَبَرَكَتِهِ.‏ (‏تث ٣٣:‏٢٧؛‏ مز ٩١:‏١٤؛‏ ام ١٠:‏٢٢‏)‏ فَمَاذَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا لِمُسَاعَدَةِ شَخْصٍ كَهذَا؟‏

      ٤ مَاذَا تُظْهِرُ لَنَا غَلَاطِيَةُ ٦:‏٢،‏ ٥‏؟‏

      ٤ يُمْكِنُهُمْ تَشْجِيعُ ٱلشَّخْصِ ٱلْخَامِلِ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ بِٱلْإِظْهَارِ لَهُ بِلُطْفٍ أَنَّ يَهْوَه يُحِبُّ خِرَافَهُ وَأَنَّهُ لَا يَطْلُبُ مِنَّا سِوَى أُمُورٍ فِي وُسْعِنَا ٱلْقِيَامُ بِهَا.‏ وَتَشْمُلُ هذِهِ دَرْسَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَقَدْ يَكُونُ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ يَقْرَأُوا غَلَاطِيَةَ ٦:‏٢،‏ ٥ وَيُوضِحُوا أَنَّهُ رَغْمَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَحْمِلُوا بَعْضُهُمْ أَعْبَاءَ بَعْضٍ،‏ لكِنَّ «كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ» فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَلَا أَحَدَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا لِلّٰهِ بَدَلًا مِنَّا.‏

      هَلْ شَرَدُوا نَتِيجَةَ «هُمُومِ ٱلْحَيَاةِ»؟‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُصْغِيَ بِٱنْتِبَاهٍ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْخَامِلِينَ وَهُمْ يُعَبِّرُونَ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْخَامِلِينَ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ عَدَمَ مُعَاشَرَتِهِمِ ٱلْجَمَاعَةَ يُؤَدِّي إِلَى ضَرَرِهِمْ؟‏

      ٥ لِكَيْ يَعْرِفَ ٱلشُّيُوخُ وَٱلنَّاشِرُونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْآخَرُونَ كَيْفَ يَسْتَطِيعُونَ مُسَاعَدَةَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْخَامِلِينَ،‏ عَلَيْهِمْ أَنْ يُصْغُوا بِٱنْتِبَاهٍ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يُعَبِّرُونَ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ.‏ لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّكَ شَيْخٌ يَزُورُ زَوْجَينِ خَمَلَا نَتِيجَةَ «هُمُومِ ٱلْحَيَاةِ».‏ (‏لو ٢١:‏٣٤‏)‏ فَلَرُبَّمَا جَعَلَتْهُمَا ٱلْمَشَاكِلُ ٱلْمَالِيَّةُ أَوِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتُ ٱلْعَائِلِيَّةُ يَتَوَقَّفَانِ تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَقَدْ يُبَرِّرَانِ أَنْفُسَهُمَا بِٱلْقَوْلِ إِنَّهُمَا بِحَاجَةٍ إِلَى بَعْضِ ٱلرَّاحَةِ مِنَ ٱلْأَعْبَاءِ ٱلَّتِي تُثْقِلُ كَاهِلَهُمَا.‏ إِذَّاكَ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تُوضِحَ لَهُمَا أَنَّ ٱلِٱعْتِزَالَ لَيْسَ ٱلْحَلَّ لِمُشْكِلَتِهِمَا.‏ (‏اِقْرَأْ امثال ١٨:‏١‏.‏‏)‏ فَبِإِمْكَانِكَ أَنْ تَسْأَلَهُمَا بِلَبَاقَةٍ:‏ «هَلْ شَعَرْتُمَا بِسَعَادَةٍ أَكْبَرَ بَعْدَمَا تَوَقَّفْتُمَا عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟‏ هَلْ حَيَاتُكُمَا ٱلْعَائِلِيَّةُ أَفْضَلُ ٱلْآنَ؟‏ وَهَلْ لَا يَزَالُ فَرَحُ يَهْوَهَ حِصْنَكُمَا؟‏».‏ —‏ نح ٨:‏١٠‏.‏

      ٦ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَسْئِلَةٍ كَهذِهِ قَدْ يُسَاعِدُ ٱلْخَامِلِينَ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ رُوحِيَّاتِهِمْ تَدَهْوَرَتْ وَسَعَادَتَهُمْ تَضَاءَلَتْ بِسَبَبِ عَدَمِ مُعَاشَرَتِهِمِ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ (‏مت ٥:‏٣؛‏ عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وَرُبَّمَا يَكُونُ بِٱلْإِمْكَانِ مُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ عَدَمَ ٱشْتِرَاكِهِمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ أَدَّى إِلَى خَسَارَتِهِمْ فَرَحَهُمْ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَأَيُّ مَسْلَكٍ حَكِيمٍ عَلَيْهِمِ ٱتِّخَاذُهُ؟‏

      ٧ عَلَامَ يَنْبَغِي تَشْجِيعُ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ؟‏

      ٧ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ لِئَلَّا تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ بِٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ وَهُمُومِ ٱلْحَيَاةِ ‏.‏ .‏ .‏ فَٱبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ،‏ مُتَضَرِّعِينَ فِي كُلِّ وَقْتٍ،‏ لِكَيْ تَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْإِفْلَاتِ مِنْ كُلِّ هٰذَا ٱلْمَحْتُومِ أَنْ يَكُونَ».‏ (‏لو ٢١:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ فَٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنِ ٱلرَّعِيَّةِ وَيَرْغَبُونَ فِي ٱسْتِعَادَةِ سَعَادَتِهِمْ يَجِبُ تَشْجِيعُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَمُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ وَأَنْ يَعْمَلُوا بِمُوجِبِ صَلَوَاتِهِمْ.‏ —‏ لو ١١:‏١٣‏.‏

      هَلِ ٱلْعَثَرَةُ هِيَ ٱلسَّبَبُ؟‏

      ٨،‏ ٩ مَاذَا يَقُولُ ٱلشَّيْخُ لِشَخْصٍ صَارَ خَامِلًا بِسَبَبِ ٱلْعَثَرَةِ؟‏

      ٨ قَدْ تَنْشَأُ ٱلْخِلَافَاتُ نَتِيجَةَ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ،‏ مَا يُسَبِّبُ ٱلْعَثَرَةَ لِلْبَعْضِ.‏ أَمَّا آخَرُونَ فَيُعْثَرُونَ جَرَّاءَ تَصَرُّفِ شَخْصٍ نَاضِجٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِشَكْلٍ يَتَنَاقَضُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَإِذَا كَانَ ٱلشَّخْصُ خَامِلًا بِسَبَبِ ٱلْعَثَرَةِ،‏ يُمْكِنُ لِلشَّيْخِ ٱلَّذِي يَزُورُهُ أَنْ يُوضِحَ لَهُ أَنَّ يَهْوَه لَا يُسَبِّبُ ٱلْعَثَرَةَ لِأَحَدٍ.‏ إِذًا،‏ لِمَ يُفْسِدُ ٱلشَّخْصُ عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ وَشَعْبِهِ؟‏!‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ أَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ،‏ وَاثِقًا أَنَّ «دَيَّانَ كُلِّ ٱلْأَرْضِ» يَعْرِفُ مَا جَرَى وَأَنَّهُ سَيُعَالِجُ ٱلْمَسْأَلَةَ كَمَا يَجِبُ؟‏ (‏تك ١٨:‏٢٥؛‏ كو ٣:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ فَإِذَا تَعَثَّرَ شَخْصٌ حَرْفِيًّا وَوَقَعَ،‏ فَلَنْ يَظَلَّ مُرْتَمِيًا عَلَى ٱلْأَرْضِ دُونَ أَنْ يُحَاوِلَ ٱلنُّهُوضَ.‏

      ٩ بِإِمْكَانِ ٱلشَّيْخِ أَيْضًا أَنْ يُوضِحَ لِلْخَامِلِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَكْتَشِفُونَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ أَنَّ مَا أَعْثَرَهُمْ لَمْ يَعُدْ ذَا أَهَمِّيَّةٍ بَالِغَةٍ فِي نَظَرِهِمْ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْحَالَةَ ٱلَّتِي سَبَّبَتْ لَهُمُ ٱلْعَثَرَةَ رُبَّمَا لَمْ تَعُدْ مَوْجُودَةً.‏ وَإِذَا كَانَ ٱلْخَامِلُ قَدْ عَثَرَ بِسَبَبِ نَيْلِهِ ٱلتَّأْدِيبَ،‏ فَإِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ قَدْ يَجْعَلُهُ يُدْرِكُ أَنَّهُ كَانَ بِحَاجَةٍ إِلَى هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ وَأَنَّهُ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَدَعَ ٱلتَّأْدِيبَ يُعْثِرُهُ.‏ —‏ مز ١١٩:‏١٦٥؛‏ عب ١٢:‏٥-‏١٣‏.‏

      هَلْ أَحَدُ ٱلتَّعَالِيمِ هُوَ ٱلْمُشْكِلَةُ؟‏

      ١٠،‏ ١١ مَاذَا قَدْ يَكُونُ فَعَّالًا عِنْدَ مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ لَدَيْهِ فَهْمٌ مُخْتَلِفٌ لِأَحَدِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ١٠ رُبَّمَا تَرَكَ ٱلْبَعْضُ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ لِأَنَّهُمْ لَا يُوَافِقُونَ عَلَى أَحَدِ تَعَالِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَهذَا يُذَكِّرُنَا بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ بَعْدَمَا تَحَرَّرُوا مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلْمِصْرِيَّةِ،‏ «نَسُوا أَعْمَالَ» ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِهِمْ وَ «لَمْ يَنْتَظِرُوا مَشُورَتَهُ».‏ (‏مز ١٠٦:‏١٣‏)‏ فِي حَالَةٍ كَهذِهِ،‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ تَذْكِيرُ ٱلْخَامِلِ أَنَّ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» يُعْطِي ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلْجَيِّدَ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ وَقَدْ تَعَرَّفَ هُوَ بِٱلْحَقِّ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ فَلِمَ لَا يُصَمِّمُ إذًا أَنْ يَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ مِنْ جَدِيدٍ؟‏!‏ —‏ ٢ يو ٤‏.‏

      ١١ يُمْكِنُ أَيْضًا لِلشَّيْخِ ٱلَّذِي يُحَاوِلُ مُسَاعَدَةَ ٱلَّذِينَ شَرَدُوا عَنْ رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ أَنْ يَذْكُرَ مِثَالَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ تَرَكُوا يَسُوعَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَقَبَّلُوا أَحَدَ تَعَالِيمِهِ.‏ (‏يو ٦:‏٥٣،‏ ٦٦‏)‏ فَعِنْدَمَا تَوَقَّفَ هؤُلَاءِ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْمَسِيحِ وَلَمْ يَعُودُوا أَتْبَاعًا أُمَنَاءَ لَهُ،‏ خَسِرُوا رُوحِيَّاتِهِمْ وَفَرَحَهُمْ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ هَلْ وَجَدَ ٱلَّذِينَ تَوَقَّفُوا عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مَكَانًا آخَرَ لِيَأْخُذُوا مِنْهُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُغَذِّيَ؟‏ كَلَّا،‏ فَمَا مِنْ مَكَانٍ آخَرَ أَلْبَتَّةَ.‏

      هَلِ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟‏

      ١٢،‏ ١٣ كَيْفَ نُسَاعِدُ شَخْصًا خَامِلًا ٱعْتَرَفَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟‏

      ١٢ يَتَوَقَّفُ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ لِأَنَّهُمُ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً خَطِيرَةً.‏ فَرُبَّمَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ سَيُفْصَلُونَ إِذَا ٱعْتَرَفُوا بِخَطِيَّتِهِمْ لِلشُّيُوخِ.‏ لكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ لَنْ يُطْرَدُوا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ إِذَا تَوَقَّفُوا عَنِ ٱلْمُمَارَسَةِ ٱلْخَاطِئَةِ وَتَابُوا تَوْبَةً أَصِيلَةً.‏ (‏٢ كو ٧:‏١٠،‏ ١١‏)‏ بَلْ سَيُلَاقَوْنَ بِٱلتِّرْحَابِ،‏ وَسَيَمْنَحُهُمُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱللَّازِمَةَ.‏

      ١٣ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا كُنْتَ نَاشِرًا نَاضِجًا عُيِّنَ لَكَ أَنْ تُسَاعِدَ شَخْصًا خَامِلًا أَخْبَرَكَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟‏ كَمَا ذُكِرَ آنِفًا،‏ لَا تُعَالِجْ أَنْتَ ٱلْمُشْكِلَةَ مَعَهُ،‏ بَلْ شَجِّعْهُ أَنْ يُعْلِمَ ٱلشُّيُوخَ بِٱلْأَمْرِ.‏ وَإِذَا لَمْ يَرْغَبْ فِي ذلِكَ،‏ يَجِبُ أَنْ تُطَبِّقَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلْإِلهِيَّ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ وَبِذلِكَ تُبَرْهِنُ أَنَّكَ تَحْتَرِمُ ٱسْمَ يَهْوَه وَتَهْتَمَّ بِخَيْرِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏اِقْرَأْ لاويين ٥:‏١‏.‏‏)‏ وَٱلشُّيُوخُ يَعْرِفُونَ كَيْفَ يُسَاعِدُونَ كُلَّ مَنْ يَرْغَبُ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى كَنَفِ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْعَيْشِ بِمُقْتَضَى مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَقَدْ يَكُونُ ٱلتَّأْدِيبُ ٱلْحُبِّيُّ لَازِمًا أَحْيَانًا.‏ (‏عب ١٢:‏٧-‏١١‏)‏ وَلكِنْ إِذَا ٱعْتَرَفَ ٱلشَّخْصُ أَنَّهُ أَخْطَأَ إِلَى ٱللّٰهِ وَتَوَقَّفَ عَنْ مُمَارَسَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَتَابَ تَوْبَةً أَصِيلَةً،‏ فَسَيُسَاعِدُهُ ٱلشُّيُوخُ وَسَيَنَالُ غُفْرَانَ يَهْوَه.‏ —‏ اش ١:‏١٨؛‏ ٥٥:‏٧؛‏ يع ٥:‏١٣-‏١٦‏.‏

      عَوْدَةُ ٱبْنٍ ضَالٍّ تَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ

      ١٤ اُذْكُرُوا بِكَلِمَاتِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ مَا هُوَ فَحْوَى مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ.‏

      ١٤ بِإِمْكَانِ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُعَيَّنِ لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ لِخَرُوفٍ شَرَدَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُشِيرَ إِلَى مَثَلِ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلِ فِي لوقا ١٥:‏١١-‏٢٤‏.‏ فَفِي هذَا ٱلْمَثَلِ،‏ يُبَدِّدُ شَابٌّ مِيرَاثَهُ فِي حَيَاةِ ٱلطَّيْشِ.‏ لكِنَّهُ بَعْدَ فَتْرَةٍ يَشْمَئِزُّ مِنْ حَيَاتِهِ ٱلْخَلِيعَةِ.‏ وَمَعِدَتُهُ خَاوِيَةٌ وَهُوَ مُشْتَاقٌ جِدًّا إِلَى عَائِلَتِهِ،‏ لِذلِكَ يُقَرِّرُ ٱلرُّجُوعَ إِلَى مَوْطِنِهِ.‏ وَفِيمَا هُوَ لَا يَزَالُ بَعِيدًا،‏ يَرَاهُ أَبُوهُ فَيَرْكُضُ وَيَقَعُ عَلَى عُنُقِهِ وَيُقَبِّلُهُ فَرِحًا بِعَوْدَتِهِ.‏ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي هذَا ٱلْمَثَلِ قَدْ يَدْفَعُ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي ٱنْجَرَفَ بَعِيدًا أَنْ يَعُودَ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ.‏ وَبِمَا أَنَّ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا سَيُدَمَّرُ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يَعُودَ دُونَمَا تَأْخِيرٍ.‏

      ١٥ لِمَاذَا يَنْجَرِفُ ٱلْبَعْضُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ١٥ إِنَّ حَالَةَ مُعْظَمِ ٱلَّذِينَ يَنْجَرِفُونَ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لَا تُشْبِهُ بِٱلضَّبْطِ حَالَةَ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ.‏ فَقَلِيلُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَنْهَمِكُونَ فِي مَسْلَكٍ خَاطِئٍ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ يَنْجَرِفُ ٱلْبَعْضُ تَدْرِيجِيًّا تَمَامًا كَمَرْكَبٍ دُونَ مَرْسَاةٍ يَبْتَعِدُ رُوَيْدًا رُوَيْدًا عَنِ ٱلشَّاطِئِ.‏ أَمَّا آخَرُونَ فَتُثْقِلُ كَاهِلَهُمُ ٱلْهُمُومُ بِحَيْثُ يُهْمِلُونَ رُوحِيَّاتِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّ آخَرِينَ يَسْمَحُونَ لِتَصَرُّفِ أَحَدِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ بِأَنْ يُعْثِرَهُمْ،‏ أَوْ يَتْرُكُونَ ٱلْجَمَاعَةَ لِأَنَّهُمْ لَا يُوَافِقُونَ عَلَى أَحَدِ تَعَالِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلنَّصَائِحَ ٱلْآنِفَةَ ٱلذِّكْرِ عَنْ هذِهِ ٱلْحَالَاتِ سَتُفِيدُكَ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ تَرَكُوا ٱلْحَظِيرَةَ لِهذِهِ ٱلْأَسْبَابِ أَوْ غَيْرِهَا عَلَى ٱلْعَوْدَةِ قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ.‏

      ‏«أَهْلًا بِكَ يَا بُنَيَّ»‏

      ١٦-‏١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ سَاعَدَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَخًا بَقِيَ خَامِلًا طَوَالَ سَنَوَاتٍ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا صَارَ هذَا ٱلْأَخُ خَامِلًا،‏ كَيْفَ جَرَتْ مُسَاعَدَتُهُ،‏ وَكَيْفَ ٱسْتُقْبِلَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ١٦ يَقُولُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «تُولِي هَيْئَةُ ٱلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَتِنَا زِيَارَةَ ٱلْخَامِلِينَ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا.‏ وَقَدْ خَطَرَ عَلَى بَالِي أَخٌ دَرَسْتُ مَعَهُ وَسَاعَدْتُهُ أَنْ يَتَعَرَّفَ بِٱلْحَقِّ،‏ لكِنَّهُ تَرَكَ ٱلْجَمَاعَةَ وَبَقِيَ خَامِلًا طَوَالَ ٢٥ سَنَةً تَقْرِيبًا.‏ كَانَ هذَا ٱلْأَخُ يَمُرُّ بِظُرُوفٍ عَصِيبَةٍ،‏ فَأَوْضَحْتُ لَهُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُسَاعِدَهُ.‏ بَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ أَتَى إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَوَافَقَ أَنْ يُعْقَدَ مَعَهُ دَرْسٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بُغْيَةَ تَشْدِيدِ عَزْمِهِ عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْحَظِيرَةِ».‏

      ١٧ وَلِمَاذَا صَارَ هذَا ٱلْأَخُ خَامِلًا؟‏ يَعْتَرِفُ هُوَ نَفْسُهُ:‏ «اِبْتَدَأْتُ أُولِي ٱلِٱهْتِمَامَ لِلْأُمُورِ ٱلْعَالَمِيَّةِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ ثُمَّ تَوَقَّفْتُ عَنِ ٱلدَّرْسِ،‏ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ وَهكَذَا دُونَ أَنْ أَدْرِيَ،‏ تَوَقَّفْتُ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ إلَّا أَنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلشَّخْصِيَّ وَٱلْمُخْلِصَ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ لِي ٱلشَّيْخُ سَاعَدَنِي عَلَى ٱلْعَوْدَةِ».‏ وَقَدِ ٱبْتَدَأَتْ مَشَاكِلُ هذَا ٱلْأَخِ تَتَضَاءَلُ بَعْدَمَا وَافَقَ عَلَى دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ يَقُولُ:‏ «أَدْرَكْتُ أَنَّ مَا يَنْقُصُنِي فِي ٱلْحَيَاةِ هُوَ مَحَبَّةُ وَإِرْشَادُ يَهْوَه وَهَيْئَتِهِ».‏

      ١٨ وَكَيْفَ ٱسْتُقْبِلَ هذَا ٱلْأَخُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ يَقُولُ:‏ «أَشْعُرُ وَكَأَنِّي ٱلِٱبْنُ ٱلضَّالُّ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ فَقَدْ قَالَتْ لِي أُخْتٌ مُسِنَّةٌ كَانَتْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مُنْذُ ٣٠ سَنَةً وَلَا تَزَالُ تَخْدُمُ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ:‏ ‹أَهْلًا بِكَ يَا بُنَيَّ›.‏ فَأَثَّرَ ذلِكَ فِيَّ كَثِيرًا.‏ حَقًّا،‏ شَعَرْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي أَنْتَمِي إِلَيْهِ.‏ وَأَوَدُّ أَنْ أُعَبِّرَ عَنْ خَالِصِ تَقْدِيرِي لِلْمَحَبَّةِ،‏ ٱلدِّفْءِ،‏ ٱلصَّبْرِ،‏ وَٱلِٱهْتِمَامِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا لِي هذَا ٱلشَّيْخُ وٱلْجَمَاعَةُ بِأَكْمَلِهَا.‏ فَمَحَبَّتُهُمْ لِيَهْوَه وَلِلْقَرِيبِ سَاعَدَتْنِي أَنْ أَعُودَ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ».‏

      شَجِّعْهُمْ عَلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ فَوْرِيٍّ

      ١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلْخَامِلِينَ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ دُونَمَا تَأْخِيرٍ وَنُظْهِرُ لَهُمْ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا؟‏

      ١٩ نَحْنُ نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ وَنِهَايَةُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ بَاتَتْ وَشِيكَةً.‏ لِذَا عَلَيْكَ تَشْجِيعُ ٱلْخَامِلِينَ عَلَى حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ حُثَّهُمْ عَلَى ٱلْبَدْءِ بِٱلْحُضُورِ فَوْرًا.‏ ذَكِّرْهُمْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ تَقْوِيضَ عَلَاقَتِهِمْ بِٱللّٰهِ وَجَعْلَهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ تَرْكَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ يَجْلُبُ لَهُمُ ٱلرَّاحَةَ مِنْ أَعْبَاءِ ٱلْحَيَاةِ.‏ أَكِّدْ لَهُمْ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُهُمْ نَيْلُ ٱلِٱنْتِعَاشِ ٱلْحَقِيقِيِّ إِلَّا إِذَا كَانُوا أَتْبَاعًا أُمَنَاءَ لِيَسُوعَ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      ٢٠ ذَكِّرْهُمْ أَيْضًا أَنَّ ٱللّٰهِ لَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَالَ يَسُوعُ عِنْدَمَا ٱنْتُقِدَتْ مَرْيَمُ أَخْتُ لِعَازَرَ لِأَنَّهَا سَكَبَتِ ٱلزَّيْتَ ٱلْعَطِرَ ٱلْغَالِيَ ٱلثَّمَنِ عَلَى رَأْسِهِ قُبَيْلَ مَوْتِهِ:‏ «دَعُوهَا وَشَأْنَهَا.‏ .‏ .‏ .‏ لَقَدْ فَعَلَتْ مَا فِي وُسْعِهَا».‏ (‏مر ١٤:‏٦-‏٨‏)‏ كَمَا أَنَّهُ مَدَحَ ٱلْأَرْمَلَةَ ٱلْمُحْتَاجَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَتْ تَبَرُّعًا زَهِيدًا فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَهِيَ أَيْضًا فَعَلَتْ مَا فِي وُسْعِهَا.‏ (‏لو ٢١:‏١-‏٤‏)‏ إِنَّ مُعْظَمَنَا فِي وُسْعِهِ حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلِٱشْتِرَاكُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه،‏ سَيَتَمَكَّنُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْخَامِلِينَ ٱلْآنَ أَنْ يَفْعَلُوا هُمْ أَيْضًا ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ.‏

      ٢١،‏ ٢٢ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُؤَكِّدَ لِلَّذِينَ يَرْجِعُونَ إِلَى يَهْوَه؟‏

      ٢١ إِذَا كَانَ شَخْصٌ خَامِلٌ يَخْشَى أَنْ يَلْتَقِيَ إِخْوَتَهُ مُجَدَّدًا،‏ يُمْكِنُكَ تَذْكِيرُهُ بِٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي سَادَ حِينَ رَجَعَ ٱلِٱبْنُ ٱلضَّالُّ إِلَى عَائِلَتِهِ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِنَّ عَوْدَةَ ٱلْخَامِلِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ هِيَ سَبَبٌ لِلْفَرَحِ.‏ شَجِّعْهُ أَنْ يَتَّخِذَ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلْآنَ لِمُقَاوَمَةِ إِبْلِيسَ وَٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ —‏ يع ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ٢٢ إِنَّ تَرْحِيبًا حَارًّا هُوَ بِٱنْتِظَارِ ٱلَّذِينَ يَرْجِعُونَ إِلَى يَهْوَه.‏ (‏مرا ٣:‏٤٠‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱخْتِبَارَاتِهِمِ ٱلْمَاضِيَةَ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ جَلَبَتْ لَهُمْ فَرَحًا كَبِيرًا.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ هِيَ فِي ٱنْتِظَارِ ٱلَّذِينَ يَعُودُونَ إِلَى رَعِيَّةِ ٱللّٰهِ دُونَمَا تَأْخِيرٍ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة