مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المسيح يخاطب الجماعات
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • المسيح يخاطب الجماعات

      ‏«هذا ما يقوله الممسك النجوم السبعة بيده اليمنى».‏ —‏ كشف ٢:‏١‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا ينبغي ان يهمّنا ما قاله المسيح لسبع جماعات في آسيا الصغرى؟‏

      يسوع المسيح،‏ الابن المولود الوحيد ليهوه،‏ هو رأس الجماعة المسيحية.‏ ولكي يبقي جماعة أتباعه الممسوحين بلا شائبة،‏ يمارس المسيح رئاسته بمدحهم وتقويمهم.‏ (‏افسس ٥:‏٢١-‏٢٧‏)‏ ونجد امثلة على ذلك في الاصحاحين ٢ و ٣ من سفر الكشف،‏ حيث نقرأ رسائل يسوع القوية والحبية الى سبع جماعات في آسيا الصغرى.‏

      ٢ قبل ان يسمع الرسول يوحنا كلمات يسوع الى الجماعات السبع،‏ نال رؤيا عن «يوم الرب».‏ (‏كشف ١:‏١٠‏)‏ لقد ابتدأ هذا ‹اليوم› وقت تأسيس الملكوت المسياني سنة ١٩١٤.‏ لذلك فإن ما قاله المسيح للجماعات مهم جدا في هذه الايام الاخيرة.‏ وتشجيعه ومشورته يساعداننا على مواجهة هذه الازمنة الحرجة.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      ٣ ما هو المعنى الرمزي لـ‍ «النجوم»،‏ «الملائكة»،‏ و «المناير الذهبية» التي رآها الرسول يوحنا؟‏

      ٣ رأى يوحنا يسوع المسيح الممجد ‹ممسكا بالنجوم السبعة بيده اليمنى وماشيا في وسط المناير الذهبية [اي الجماعات] السبع›.‏ «النجوم» هنا هي «ملائكة الجماعات السبع».‏ (‏كشف ١:‏٢٠؛‏ ٢:‏١‏)‏ احيانا،‏ ترمز النجوم الى المخلوقات الملائكية الروحانية،‏ لكنَّ المسيح لن يستخدم انسانا ليكتب رسائل الى المخلوقات الروحانية.‏ لذلك من المنطقي ان تمثل هذه «النجوم» النظار،‏ او هيئات الشيوخ،‏ الممسوحين بالروح.‏ وترتبط الاشارة اليهم كملائكة بدورهم كحملة للرسائل.‏ ولكن مع نمو هيئة اللّٰه،‏ عيّن «الوكيل الأمين» ايضا رجالا ذوي كفاءة من بين ‹خراف يسوع الاخر› ليكونوا نظارا.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٤٢-‏٤٤؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      ٤ كيف يستفيد الشيوخ من الانتباه لما يقوله المسيح للجماعات؟‏

      ٤ ان النظار الممسوحين المرموز اليهم بـ‍ «النجوم» هم بيد يسوع اليمنى —‏ اي انهم تحت سلطته،‏ يخضعون لتوجيهه،‏ ويتمتعون برضاه وحمايته.‏ وبذلك يكونون مسؤولين امامه.‏ وعندما ينتبه الشيوخ اليوم لكلمات يسوع الموجَّهة الى كلٍّ من الجماعات السبع،‏ يدركون كيف يمكنهم معالجة اوضاع مماثلة.‏ وطبعا،‏ يجب على كل المسيحيين ان يسمعوا لابن اللّٰه.‏ (‏مرقس ٩:‏٧‏)‏ فماذا يمكننا ان نتعلّم اذا انتبهنا لكلمات المسيح فيما يخاطب الجماعات؟‏

      الى الملاك في افسس

      ٥ اي نوع من المدن كانت افسس؟‏

      ٥ مدح يسوع الجماعة في افسس ووبّخها ايضا.‏ (‏اقرأوا كشف ٢:‏١-‏٧‏.‏)‏ كان الهيكل الكبير للإلاهة ارطاميس يقع في هذه المدينة الغنية التي كانت مركزا دينيا وتجاريا على الساحل الغربي لآسيا الصغرى.‏ ومع ان افسس كانت مليئة بالفساد الادبي والدين الباطل والممارسات السحرية،‏ فقد بارك اللّٰه خدمة الرسول بولس وغيره من الكارزين في هذه المدينة.‏ —‏ اعمال،‏ الاصحاح ١٩‏.‏

      ٦ كيف يكون المسيحيون الاولياء اليوم مثل نظرائهم في افسس القديمة؟‏

      ٦ مدح المسيح الجماعة في افسس قائلا:‏ «إني أعرف أعمالك،‏ وكدَّك واحتمالك،‏ وأنك لا تستطيع تحمُّل الأردياء،‏ وقد امتحنتَ الذين يقولون إنهم رسل،‏ وليسوا برسل،‏ فوجدتَهم كاذبين».‏ واليوم،‏ فإن الجماعات المؤلفة من أتباع يسوع الحقيقيين تصنع سجلا مماثلا من الاعمال الصالحة،‏ الاجتهاد،‏ والاحتمال.‏ فهي لا تتحمَّل الاخوة الدجالين،‏ الذين يريدون ان يُعتبَروا رسلا.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏١٣،‏ ٢٦‏)‏ وكالأفسسيين،‏ لا يستطيع المسيحيون الاولياء اليوم «تحمُّل الأردياء».‏ فهم لا يعاشرون المرتدين غير التائبين،‏ لأنهم يرغبون في المحافظة على نقاوة عبادة يهوه وحماية الجماعة.‏ —‏ غلاطية ٢:‏٤،‏ ٥؛‏ ٢ يوحنا ٨-‏١١‏.‏

      ٧،‏ ٨ ما المشكلة الخطيرة التي واجهتها جماعة افسس،‏ وكيف يمكننا معالجة حالة مماثلة؟‏

      ٧ غير ان المسيحيين في افسس واجهوا مشكلة خطيرة.‏ قال يسوع:‏ «لي عليك أنك تركت المحبة التي كانت لك أولا».‏ فقد وجب على اعضاء الجماعة ان يعيدوا إضرام محبتهم الاولى ليهوه.‏ (‏مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣٠؛‏ افسس ٢:‏٤؛‏ ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ ويلزمنا نحن ايضا ان نحترز من خسارة محبتنا الاولى للّٰه.‏ (‏٣ يوحنا ٣‏)‏ ولكن ما القول اذا بدأت امور كالرغبة في الغنى المادي او اتّباع الملذات تحتل المكانة الاولى في حياتنا؟‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏٨؛‏ ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ عندئذ ينبغي ان نصلي بحرارة الى اللّٰه طالبين منه ان يساعدنا على استبدال هذه الميول بالمحبة العميقة ليهوه والشكر على كل ما فعله هو وابنه من اجلنا.‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏١٠،‏ ١٦‏.‏

      ٨ حثّ المسيح الافسسيين:‏ «اذكر .‏ .‏ .‏ مما سقطتَ،‏ وتُب واعمل الأعمال السابقة».‏ وماذا إن لم يفعلوا ذلك؟‏ قال يسوع:‏ «إني آتيك وأزيح منارتك من موضعها».‏ فإذا خسر كل الخراف محبتهم الاولى،‏ زالت ‹المنارة› اي الجماعة.‏ فلنجتهد،‏ اذًا،‏ كمسيحيين غيورين لكي يبقى نور الجماعة الروحي مضيئا.‏ —‏ متى ٥:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ٩ كيف ينبغي ان ننظر الى البدع؟‏

      ٩ استحق الافسسيون المدح لأنهم كانوا يبغضون «أعمال بدعة نيقولاوس».‏ لا نعرف شيئا اكيدا عن اصل هذه البدعة،‏ تعاليمها،‏ وممارساتها غير ما هو مذكور في سفر الكشف.‏ لكن بما ان يسوع دان اتِّباع البشر،‏ يلزم ان نستمر في بغض البدع،‏ تماما كما فعل المسيحيون في افسس.‏ —‏ متى ٢٣:‏١٠‏.‏

      ١٠ ماذا سيتمتع به الذين ينتبهون لما يقوله الروح؟‏

      ١٠ قال المسيح:‏ «من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات».‏ حين كان يسوع على الارض،‏ تكلّم بوحي من روح اللّٰه.‏ (‏اشعياء ٦١:‏١؛‏ لوقا ٤:‏١٦-‏٢١‏)‏ لذلك ينبغي ان ننتبه لما يقوله اللّٰه الآن على لسان يسوع بتوجيه من الروح القدس.‏ فقد وعد يسوع بوحي من الروح:‏ «مَن يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس اللّٰه».‏ تعني هذه الكلمات للممسوحين،‏ الذين ينتبهون لما يقوله الروح،‏ الخلود في «فردوس اللّٰه» السماوي،‏ اي في حضرة يهوه.‏ امّا ‹الجمع الكثير›،‏ الذين يصغون ايضا لما يقوله الروح،‏ فسيتمتعون بفردوس على الارض حيث سيشربون من «نهر ماء حياة» وينالون الشفاء من «أوراق الأشجار» التي على جانبيه.‏ —‏ كشف ٧:‏٩؛‏ ٢٢:‏١،‏ ٢؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      ١١ كيف يمكننا تعزيز المحبة ليهوه؟‏

      ١١ لقد خسر الافسسيون محبتهم الاولى.‏ لكن ماذا اذا نشأت حالة مماثلة في احدى الجماعات اليوم؟‏ لنعزِّز المحبة ليهوه بالتكلم عن طرقه الحبّية.‏ فيمكننا ان نعبِّر عن شكرنا على المحبة التي اظهرها اللّٰه من خلال تزويد ابنه الحبيب كفدية.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ روما ٥:‏٨‏)‏ وحين يكون ملائما،‏ يمكننا ان نشير الى محبة اللّٰه في تعليقاتنا وفي الاجزاء التي نعالجها في الاجتماعات.‏ كما نظهر محبتنا ليهوه بتسبيح اسمه في الخدمة المسيحية.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٠-‏١٣‏)‏ نعم،‏ ان كلماتنا وأفعالنا يمكن ان تساعد كثيرا على إعادة إضرام او تقوية المحبة الاولى في الجماعة.‏

      الى الملاك في سميرنا

      ١٢ ماذا يكشف التاريخ عن سميرنا والممارسات الدينية فيها؟‏

      ١٢ نالت جماعة سميرنا المدح من المسيح «‹الأول والآخِر›،‏ الذي مات وعاد الى الحياة» بالقيامة.‏ (‏اقرأوا كشف ٢:‏٨-‏١١‏.‏)‏ بُنيت سميرنا (‏اليوم إزمير في تركيا)‏ على الساحل الغربي لآسيا الصغرى،‏ واستوطنها اليونانيون.‏ إلّا ان الليديين دمَّروها حوالي العام ٥٨٠ ق‌م.‏ ثم عاد خلفاء الاسكندر الكبير فبنوا سميرنا في موقع جديد.‏ ولاحقا،‏ صارت هذه المدينة جزءا من مقاطعة آسيا الرومانية وغدت مركزا تجاريا مزدهرا اشتهر بأبنيته العامة الجميلة.‏ وساهم هيكل القيصر طيباريوس في جعلها مركزا لعبادة الامبراطور.‏ فكان على العبّاد ان يحرقوا القليل من البخور ويقولوا:‏ «قيصر رب».‏ لكنَّ المسيحيين لم ينصاعوا لهذا الامر.‏ فبالنسبة اليهم «يسوع رب».‏ لذلك عانوا ضيقات كثيرة.‏ —‏ روما ١٠:‏٩‏.‏

      ١٣ مع ان المسيحيين في سميرنا كانوا فقراء ماديا،‏ بأي معنى كانوا اغنياء؟‏

      ١٣ بالاضافة الى ما عاناه المسيحيون في سميرنا من ضيق،‏ فقد ابتُلوا ايضا بالفقر،‏ وربما كان ذلك بسبب المشاكل المادية الناجمة عن عدم اشتراكهم في عبادة الامبراطور.‏ واليوم،‏ ليس خدام يهوه بمنأى عن محن كهذه.‏ (‏كشف ١٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ ومع ان البعض منهم فقراء ماديا،‏ فهم كأهل سميرنا اغنياء روحيا.‏ وهذا ما يهمّ حقا!‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢؛‏ ٣ يوحنا ٢‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ اية تعزية يستمدها الممسوحون من الكشف ٢:‏١٠‏؟‏

      ١٤ شكَّل معظم اليهود في سميرنا ‹مجمعا للشيطان› لأنهم تمسَّكوا بتقاليد غير مؤسسة على الأسفار المقدسة،‏ رفضوا ابن اللّٰه،‏ وتكلَّموا بالاهانة على أتباعه المولودين بالروح.‏ (‏روما ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لكنَّ كلمات المسيح التالية تعزّي المسيحيين الممسوحين.‏ فهو يقول:‏ «لا تخَف مما انت موشك ان تعاني.‏ فها إن إبليس سيستمر في إلقاء بعض منكم في السجن لكي تُمتحَنوا كليا،‏ ويكون لكم ضيق عشرة ايام.‏ كن امينا حتى الموت،‏ فأعطيك تاج الحياة».‏ —‏ كشف ٢:‏١٠‏.‏

      ١٥ لم يخشَ يسوع الموت تأييدا لسلطان يهوه.‏ (‏فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏)‏ ومع ان الشيطان يشنّ الآن حربا على البقية الممسوحة،‏ لا يخاف هؤلاء ممّا سيعانونه كمجموعة —‏ الضيق،‏ السجن،‏ او الموت العنيف.‏ ‏(‏كشف ١٢:‏١٧‏)‏ فهم سيغلبون العالم.‏ وبدل اكليل الزهور الفاني الذي كان يُقدَّم للرابحين في الالعاب الرياضية الوثنية،‏ يعِد المسيح الممسوحين المقامين بنيل «تاج الحياة»،‏ الخلود في السماء.‏ فيا لها من هبة ثمينة!‏

      ١٦ اذا كنا جزءا من جماعة كجماعة سميرنا القديمة،‏ علامَ ينبغي ان نركز اهتمامنا؟‏

      ١٦ سواء كان رجاؤنا سماويا او ارضيا،‏ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كنا جزءا من جماعة كجماعة سميرنا القديمة؟‏ لنساعد رفقاءنا الخدام ان يركِّزوا على السبب الرئيسي لسماح اللّٰه بالاضطهاد:‏ قضية السلطان الكوني.‏ فكل شاهد ليهوه يحافظ على استقامته يُظهر ان الشيطان كاذب ويبرهن ان الانسان —‏ حتى لو اضطُهد —‏ يمكن ان يؤيد بثبات حق اللّٰه في الحكم كمتسلِّط كوني.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ فلنشجّع المسيحيين الآخرين على احتمال الاضطهاد والتمتع بالتالي على الدوام بـ‍ «الامتياز ان نؤدي [ليهوه] دون خوف خدمة مقدسة بولاء وبر امامه كل ايامنا» —‏ حتى الى الابد.‏ —‏ لوقا ١:‏٦٨،‏ ٦٩،‏ ٧٤،‏ ٧٥‏.‏

      الى الملاك في برغامس

      ١٧،‏ ١٨ ايّ نوع من العبادة كان يمارَس في برغامس،‏ وماذا كانت عواقب رفض الاشتراك في هذا النوع من الصنمية؟‏

      ١٧ نالت الجماعة في برغامس المدح كما نالت التقويم.‏ (‏اقرأوا كشف ٢:‏١٢-‏١٧‏.‏)‏ كانت مدينة برغامس،‏ الواقعة على مسافة نحو ٨٠ كيلومترا شمالي سميرنا،‏ منغمسة في الوثنية.‏ ويبدو ان المجوس (‏المنجمين)‏ الكلدانيين هربوا اليها من بابل.‏ وكان المرضى يتقاطرون الى هيكل شهير في برغامس هو هيكل اسكليپيوس،‏ الاله الباطل للطب والشفاء.‏ وبسبب وجود هيكل مخصص لعبادة اغسطس قيصر في برغامس،‏ دُعيت المدينة «المركز الرئيسي لعبادة الامبراطور في ظل الامبراطورية الباكرة».‏ —‏ دائرة المعارف البريطانية،‏ ١٩٥٩،‏ المجلد ١٧،‏ الصفحة ٥٠٧.‏

      ١٨ وكان في برغامس ايضا مذبح مخصص لعبادة زفس.‏ كما كانت المدينة مركزا لعبادة البشر التي يروّجها الشيطان.‏ فلا عجب ان يقال عن الجماعة هناك انها قائمة «حيث عرش الشيطان»!‏ وكان يمكن ان يؤدي رفض عبادة الامبراطور الى موت مؤيِّدي سلطان يهوه.‏ واليوم،‏ ما زال العالم تحت سلطة ابليس،‏ ولا تزال الرموز القومية تؤلَّه.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وقد استُشهد مسيحيون امناء كثيرون من القرن الاول حتى ايامنا،‏ تماما كالمسيحي الذي دعاه المسيح:‏ «أنتيباس شاهدي الأمين الذي قُتل عندكم».‏ ولا شك ان يهوه اللّٰه ويسوع المسيح يتذكران هؤلاء الخدام الاولياء.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٢١‏.‏

      ١٩ ماذا فعل بلعام،‏ وممَّ يلزم ان يحذر جميع المسيحيين؟‏

      ١٩ تكلّم المسيح ايضا عن «تعليم بلعام».‏ فقد حاول النبي الدجّال بلعام ان يلعن اسرائيل طمعا بكسب المال.‏ لكن عندما حوَّل اللّٰه لعنته الى بركة،‏ تآ‌مر بلعام مع الملك الموآبي بالاق وجرَّ عددا كبيرا من الاسرائيليين الى الصنمية والفساد الادبي الجنسي.‏ ويلزم ان يلتصق الشيوخ المسيحيون بالبر تماما كما فعل فينحاس الذي حارب تأثير بلعام.‏ (‏عدد ٢٢:‏١–‏٢٥:‏١٥؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١٥،‏ ١٦؛‏ يهوذا ١١‏)‏ وفي الواقع،‏ يلزم ان يحذر جميع المسيحيين من الصنمية وتسلُّل الفساد الادبي الجنسي الى الجماعة.‏ —‏ يهوذا ٣،‏ ٤‏.‏

      ٢٠ ماذا ينبغي ان يفعل المسيحي الذي يبدأ بالتأمل في أفكار المرتدين؟‏

      ٢٠ واجهت جماعة برغامس خطرا شديدا لأنها تغاضت عن بعض افرادها الذين كانوا «يتمسكون .‏ .‏ .‏ بتعليم بدعة نيقولاوس».‏ قال المسيح للجماعة:‏ «تُب.‏ وإلّا فإني آتيك سريعا،‏ وأحاربهم بالسيف الطويل الذي في فمي».‏ يريد مروِّجو البِدَع ان يُلحِقوا الاذى الروحي بالمسيحيين.‏ ولن يرث مروِّجو الانقسامات والبِدَع هؤلاء ملكوت اللّٰه.‏ (‏روما ١٦:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ١ كورنثوس ١:‏١٠؛‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ فإذا بدأ اي من المسيحيين بالتأمل في افكار المرتدين او ترويجها،‏ يلزم ان يعتبر كلمات المسيح بمثابة تحذير له!‏ ولكي يتجنب الكارثة،‏ عليه ان يتوب ويلتمس المساعدة الروحية من شيوخ الجماعة.‏ (‏يعقوب ٥:‏١٣-‏١٨‏)‏ فمن المهم ان يسارع الى تصحيح الامور لأن يسوع سيأتي سريعا لتنفيذ الدينونة.‏

      ٢١،‏ ٢٢ من سيأكلون من «المن المخفى»،‏ وإلامَ يرمز ذلك؟‏

      ٢١ لا يلزم ان يخاف المسيحيون الممسوحون الامناء ورفقاؤهم الاولياء من الدينونة القادمة.‏ فكل من ينتبه لمشورة يسوع المزوَّدة تحت توجيه روح اللّٰه القدس سينال البركات.‏ مثلا،‏ سيُبارَك الممسوحون الذين يغلبون العالم بدعوتهم الى تناول «المنّ المخفى»،‏ ونيلهم «حصاة بيضاء» كُتب عليها «اسم جديد».‏

      ٢٢ زوَّد اللّٰه المنّ لإطعام الاسرائيليين خلال ترحالهم مدة ٤٠ سنة في البرية.‏ وقد حُفظ بعض هذا «الخبز» في جرة ذهبية داخل تابوت العهد.‏ لذا كان مخفى في قدس اقداس المسكن،‏ حيث مثَّل نور عجائبي وجود يهوه.‏ (‏خروج ١٦:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٣،‏ ٢٦،‏ ٣٣؛‏ ٢٦:‏٣٤؛‏ عبرانيين ٩:‏٣،‏ ٤‏)‏ ولم يكن يُسمح لأحد بأكل هذا المنّ المخفى.‏ إلّا ان أتباع يسوع الممسوحين سيلبسون الخلود عند قيامتهم،‏ الامر الذي يرمز اليه تناول «المنّ المخفى».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٣-‏٥٧‏.‏

      ٢٣ إلامَ تشير ‹الحصاة البيضاء› و ‹الاسم الجديد›؟‏

      ٢٣ في المحاكم الرومانية،‏ عنت الحصاة السوداء الإدانة في حين دلّت الحصاة البيضاء على البراءة.‏ ويشير إعطاء يسوع المسيحيين الممسوحين الغالبين «حصاة بيضاء» الى انه يعتبرهم ابرياء،‏ أطهارا،‏ وأنقياء.‏ وبما ان الرومان استعملوا الحصى ايضا كبطاقة دخول الى المناسبات الهامة،‏ يمكن ان تشير ‹الحصاة البيضاء› الى السماح للممسوحين بدخول السماء لحضور عرس الحمل.‏ (‏كشف ١٩:‏٧-‏٩‏)‏ ويشير ‹الاسم الجديد› كما يبدو الى امتياز الاتحاد بيسوع كورثة معاونين في الملكوت السماوي.‏ وكم يشجِّع كل ذلك الممسوحين ورفقاءهم في خدمة يهوه الذين يرجون العيش على ارض فردوسية!‏

      ٢٤ اي موقف ينبغي ان نتخذه في ما يتعلق بالارتداد؟‏

      ٢٤ يحسن بنا التذكر ان خطر المرتدين كان يتهدد جماعة برغامس.‏ فإذا تهدّد خطر مماثل الخير الروحي للجماعة التي نعاشرها،‏ فلنرفض الارتداد رفضا باتّا ولنواصل السير في الحق.‏ (‏يوحنا ٨:‏٣٢،‏ ٤٤؛‏ ٣ يوحنا ٤‏)‏ وبما ان المعلمين الدجّالين او الافراد الذين يميلون الى الارتداد يمكن ان يفسدوا الجماعة بكاملها،‏ يجب ان نقف ثابتين في وجه الارتداد،‏ غير سامحين ابدا لجهود الاقناع الخبيثة بأن تعيقنا عن اطاعة الحق.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٧-‏١٢؛‏ ٢ يوحنا ٨-‏١١‏.‏

      ٢٥ الى اية جماعات وجّه المسيح الرسائل التي سنناقشها في المقالة التالية؟‏

      ٢٥ لقد تأملنا في كلمات التشجيع والمشورة التي وجَّهها يسوع المسيح الممجَّد الى ثلاث من الجماعات السبع في آسيا الصغرى.‏ وكم تدفعنا هذه الكلمات الى التفكير!‏ لكنَّ الروح حثَّ المسيح على قول المزيد للجماعات الاربع الباقية.‏ سنناقش في المقالة التالية هذه الرسائل الموجهة الى ثياتيرا،‏ ساردس،‏ فيلادلفيا،‏ ولاودكية.‏

  • لنسمع ما يقوله الروح!‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ ايار (‏مايو)‏
    • لنسمع ما يقوله الروح!‏

      ‏«من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات».‏ —‏ كشف ٣:‏٢٢‏.‏

      ١،‏ ٢ اية مشورة تتكرر في رسائل يسوع الى الجماعات السبع المذكورة في سفر الكشف؟‏

      يجب ان ينتبه خدام يهوه لكلمات يسوع المسيح الموجَّهة من الروح الى الجماعات السبع التي يشير اليها سفر الكشف في الكتاب المقدس.‏ وفي الواقع،‏ يحتوي كلٌّ من هذه الرسائل على المشورة التالية:‏ «من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات».‏ —‏ كشف ٢:‏٧،‏ ١١،‏ ١٧،‏ ٢٩؛‏ ٣:‏٦،‏ ١٣،‏ ٢٢‏.‏

      ٢ تأملنا حتى الآن في رسائل يسوع الى ملائكة او نظار افسس،‏ سميرنا،‏ وبرغامس.‏ ولكن كيف نستفيد مما قاله بواسطة الروح القدس للجماعات الاربع الاخرى؟‏

      الى الملاك في ثياتيرا

      ٣ اين تقع ثياتيرا،‏ وبِمَ اشتهرت خصوصا؟‏

      ٣ قدَّم «ابن اللّٰه» المدح والتوبيخ ايضا الى جماعة ثياتيرا.‏ (‏اقرأوا الكشف ٢:‏١٨-‏٢٩‏.‏)‏ بُنيت ثياتيرا (‏الآن أكحيصار)‏ على ضفاف احد روافد نهر ڠيديز (‏هرمس قديما)‏ في غرب آسيا الصغرى.‏ وقد اشتهرت هذه المدينة بحِرفها العديدة.‏ فكان صانعو الصباغ يستخرجون من جذور نبات الفوَّة صباغ القرمز،‏ او الارجوان،‏ الشهير.‏ وليدية،‏ التي صارت مسيحية اثناء زيارة بولس الى فيلبي في اليونان،‏ كانت «بائعة أرجوان من مدينة ثياتيرا».‏ —‏ اعمال ١٦:‏١٢-‏١٥‏.‏

      ٤ علامَ مُدحت الجماعة في ثياتيرا؟‏

      ٤ مدح يسوع الجماعة في ثياتيرا على اعمالها الصالحة،‏ محبتها،‏ ايمانها،‏ احتمالها،‏ ونشاطها في الخدمة.‏ وفي الواقع،‏ كانت ‹اعمالها الاخيرة اكثر من السابقة›.‏ لكن حتى اذا كان سجلنا الروحي جيدا،‏ فلا يجب ان نتهاون بمقاييسنا الادبية.‏

      ٥-‏٧ (‏أ)‏ مَن كانت «المرأة إيزابل»،‏ وكيف يجب مواجهة تأثيرها؟‏ (‏ب)‏ علامَ تساعد رسالة المسيح الى جماعة ثياتيرا النساء الخائفات اللّٰه؟‏

      ٥ كانت الجماعة في ثياتيرا تتغاضى عن الصنمية،‏ التعليم الباطل،‏ والفساد الادبي الجنسي.‏ وكان في وسطها «المرأة إيزابل» —‏ ربما مجموعة نساء صفاتهنَّ شبيهة بصفات الملكة إيزابل الشريرة في مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط.‏ ويقترح بعض علماء الكتاب المقدس ان ‹نبيات› ثياتيرا حاولن اغراء المسيحيين بعبادة الآلهة والإلاهات الخاصة بتكتّلات الحِرَفيين،‏ وبالاشتراك في الاحتفالات حيث كانت تُقدَّم أطعمة ذُبحت للأصنام.‏ فاحذرن ايتها النساء لئلا تجعلن من انفسكن نبيات يتلاعبن بالآخرين في الجماعة المسيحية اليوم.‏

      ٦ كان المسيح ‹يوشك أن يلقي المرأة إيزابل في فراش المرض،‏ والذين يزنون معها في ضيق عظيم،‏ إن لم يتوبوا عن أعمالها›.‏ لذلك لا يجب ان يستسلم النظار لهذا التعليم والتأثير الشريرَين.‏ ولا يلزم ان يمارس اي مسيحي العهارة بمعناها الحرفي او الروحي او ان ينهمك في الصنمية لكي يدرك ان «اعماق الشيطان» شريرة جدا.‏ وإذا انتبهنا لتحذير يسوع ‹فسنمسك بما لدينا› ولن تسود علينا الخطية.‏ ولأن الممسوحين المقامين يرفضون الممارسات والشهوات والاهداف الشريرة،‏ فهم ينالون «سلطة على الأمم» وينضمون الى المسيح في سحقهم.‏ واليوم،‏ يشرف نجوم رمزيون على الجماعات،‏ ولكن عندما يقام الممسوحون الى السماء سيحظون بـ‍ «نجم الصباح المتألق»،‏ العريس يسوع المسيح.‏ —‏ كشف ٢٢:‏١٦‏.‏

      ٧ حُذِّرت جماعة ثياتيرا من السكوت عن تأثير النساء المرتدات الشرير.‏ وتساعد رسالة المسيح هذه الموحى بها من الروح النساءَ الخائفات اللّٰه ان يحافظن على المركز الذي عينه اللّٰه لهن.‏ وذلك عندما لا يحاولن ممارسة السلطة على الرجال ولا يغرين ايّ اخ بممارسة العهارة سواء كانت حرفية ام روحية.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏١٢‏)‏ وبدلا من ذلك،‏ ترسم هؤلاء النساء مثالا رائعا في الاعمال الحسنة والخدمة لمجد اللّٰه.‏ (‏مزمور ٦٨:‏١١؛‏ ١ بطرس ٣:‏١-‏٦‏)‏ وإذا حافظت الجماعة على ما لديها —‏ العقائد النقية والسلوك الطاهر والخدمة الثمينة لمصالح الملكوت —‏ فلن يدينها المسيح بل سيغدق عليها البركات.‏

      الى الملاك في ساردس

      ٨ (‏أ)‏ اين تقع ساردس،‏ وماذا نعرف عنها؟‏ (‏ب)‏ لماذا احتاجت الجماعة في ساردس الى المساعدة؟‏

      ٨ احتاجت الجماعة في ساردس الى مساعدة عاجلة لأنها كانت ميتة روحيا.‏ (‏اقرأوا الكشف ٣:‏١-‏٦‏.‏)‏ كانت ساردس،‏ الواقعة على مسافة ٥٠ كيلومترا تقريبا جنوبي ثياتيرا،‏ مدينة مزدهرة.‏ وقد كانت هذه المدينة،‏ التي بلغ عدد سكانها ٠٠٠‏,٥٠ نسمة،‏ غنية بفضل التجارة،‏ خصوبة اراضيها،‏ وإنتاجها للأقمشة والبُسط الصوفية.‏ وبحسب المؤرِّخ يوسيفوس،‏ ضمَّت ساردس في القرن الاول قبل الميلاد جالية يهودية كبيرة.‏ وقد وُجدت بين خرائب المدينة آثار مجمع يهودي وهيكل للإلاهة ارطاميس الافسسية.‏

      ٩ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كان نشاطنا في الخدمة شكليًّا؟‏

      ٩ اخبر المسيح ملاك جماعة ساردس:‏ «إني اعرف أعمالك،‏ ان لك اسما انك حي،‏ ولكنك ميت».‏ ما القول فينا؟‏ قد يكون معروفا عنا اننا مستيقظون روحيا؛‏ لكننا مستغرقون في النوم —‏ او غير مبالين —‏ في ما يتعلق بالمسؤوليات الروحية،‏ ونشاطنا في الخدمة شكلي و ‹عتيد ان يموت› روحيا.‏ اذا كان الامر كذلك،‏ يلزم ان ‹نتذكر كيف نلنا وسمعنا› رسالة الملكوت،‏ وينبغي ان نجدِّد نشاطنا في الخدمة المقدسة.‏ ومن الضروري ان نبدأ بالاشتراك من كل القلب في الاجتماعات المسيحية.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ حذّر المسيح الجماعة في ساردس قائلا:‏ «إن لم تستيقظ آتي كسارق،‏ ولن تعرف مطلقا في اية ساعة آتيك».‏ وماذا عنا اليوم؟‏ قريبا سنقدم نحن ايضا حسابا عن اعمالنا.‏

      ١٠ حتى في حالة شبيهة بحالة ساردس،‏ ماذا قد يصحّ في بعض المسيحيين؟‏

      ١٠ حتى في حالة مشابهة لحالة ساردس،‏ قد يوجد البعض ممّن ‹لم يدنسوا ارديتهم،‏ ويمكنهم ان يمشوا مع المسيح في اردية بيضاء،‏ لأنهم مستحقون›.‏ فهم يحافظون على هويتهم المسيحية،‏ ويبقون غير مدنسين،‏ بلا وصمة ادبية او دينية من هذا العالم.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ لذلك ‹لن يمحو يسوع اسمهم ابدا من كتاب الحياة،‏ بل سيعترف باسمهم امام ابيه وأمام ملائكته›.‏ وبما ان صف عروس يسوع المؤلف من الممسوحين حُسبوا مستحقين ان يمشوا مع المسيح،‏ فسيتسربلون بكتان جيد متألق نقي يرمز الى اعمال قديسي اللّٰه البارة.‏ (‏كشف ١٩:‏٨‏)‏ وتدفعهم امتيازات الخدمة الرائعة التي تنتظرهم في السماء الى غلب العالم.‏ وهنالك ايضا بركات تنتظر مَن سيرثون الحياة الابدية على الارض.‏ فستُكتب اسماؤهم هم ايضا في كتاب الحياة.‏

      ١١ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كنا ننعس روحيا؟‏

      ١١ لا يريد احد منا ان يجد نفسه في حالة جماعة ساردس الروحية السيئة.‏ لكن ماذا اذا لاحظنا اننا ننعس روحيا؟‏ ينبغي ان نتخذ اجراء سريعا.‏ لنفترض مثلا اننا ننجذب الى طرق خاطئة او صرنا نتهاون في حضور الاجتماعات وفي الخدمة.‏ فلنلتمس مساعدة يهوه مصلّين اليه بحرارة.‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧،‏ ١٣‏)‏ كما ان القراءة اليومية للكتاب المقدس ودرس الاسفار المقدسة ومطبوعات «الوكيل الامين» سيساهمان في يقظتنا الروحية.‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٢-‏٤٤‏)‏ حينئذ سنكون مثل الافراد الذين نالوا رضى المسيح في جماعة ساردس،‏ وسنشجع العبّاد الرفقاء.‏

      الى الملاك في فيلادلفيا

      ١٢ كيف تصفون الحالة الدينية في فيلادلفيا القديمة؟‏

      ١٢ مدح يسوع جماعة فيلادلفيا.‏ (‏اقرأوا الكشف ٣:‏٧-‏١٣‏.‏)‏ كانت فيلادلفيا (‏الآن ألاشهير)‏ مركزا مزدهرا لصناعة النبيذ في غرب آسيا الصغرى.‏ وفي الواقع،‏ كان الاله الرئيسي للمدينة ديونيسوس اله الخمر.‏ ويبدو ان اليهود في فيلادلفيا حاولوا عبثا إقناع المسيحيين من اصل يهودي ان يستمروا في حفظ بعض الممارسات التي تطلبتها الشريعة الموسوية او ان يعودوا الى ممارستها.‏

      ١٣ كيف استعمل المسيح «مفتاح داود»؟‏

      ١٣ لدى المسيح «مفتاح داود»،‏ بمعنى انه أُوكل اليه الاشراف على كل مصالح الملكوت وإدارة شؤون اهل الايمان.‏ (‏اشعياء ٢٢:‏٢٢؛‏ لوقا ١:‏٣٢‏)‏ وقد استخدم يسوع هذا المفتاح ليفتح امام المسيحيين في فيلادلفيا القديمة وفي اماكن اخرى باب الفرص والامتيازات في عمل الملكوت.‏ ومنذ سنة ١٩١٩،‏ فتح امام «الوكيل الامين» ‹بابا كبيرا› يؤدي الى الكرازة ببشارة الملكوت ولن يتمكّن اي مقاوم من إغلاقه.‏ (‏١ كورنثوس ١٦:‏٩؛‏ كولوسي ٤:‏٢-‏٤‏)‏ وطبعا،‏ ان باب نيل امتيازات الملكوت مُقفَل في وجه الذين ينتمون الى «مجمع الشيطان»،‏ لأنهم ليسوا اسرائيليين روحيين.‏

      ١٤ (‏أ)‏ ما هو الوعد الذي قطعه يسوع للجماعة في فيلادلفيا؟‏ (‏ب)‏ كيف نتجنب السقوط خلال «ساعة الامتحان»؟‏

      ١٤ قطع يسوع هذا الوعد للمسيحيين في فيلادلفيا القديمة:‏ «لأنك حفظت الكلمة عن احتمالي،‏ فسأحفظك أنا أيضا من ساعة الامتحان التي ستأتي على المسكونة بأسرها».‏ تتطلب الكرازة نوع الاحتمال الذي اظهره يسوع.‏ فهو لم يستسلم للعدو،‏ بل استمر في فعل مشيئة ابيه.‏ لذلك أُقيم المسيح الى الحياة السماوية الخالدة.‏ وإذا تمسكنا بقرارنا ان نعبد يهوه ودعمنا مصالح الملكوت من خلال الكرازة بالبشارة،‏ فسنتجنب السقوط خلال فترة الامتحان،‏ «ساعة الامتحان» الحالية.‏ ونحن نبقى ‹متمسكين بما عندنا› من المسيح بالاجتهاد لترويج مصالح الملكوت.‏ وسيؤدي فعل ذلك الى حصول الممسوحين على تاج سماوي لا يقدَّر بثمن،‏ ونيل رفقائهم الاولياء الحياة الابدية على الارض.‏

      ١٥ ما المطلوب ممَّن يريدون ان يكونوا ‹اعمدة في هيكل اللّٰه›؟‏

      ١٥ ويتابع المسيح:‏ «من يغلب —‏ فسأجعله عمودا في هيكل إلهي،‏ .‏ .‏ .‏ وأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي،‏ أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند إلهي،‏ واسمي الجديد».‏ ينبغي ان يؤيد النظار الممسوحون العبادة الحقة.‏ وينبغي ان يحافظوا على استحقاقهم للعضوية في «أورشليم الجديدة» بالكرازة بملكوت اللّٰه والبقاء اطهارا روحيا.‏ وهذا ضروري اذا ارادوا ان يكونوا اعمدة في الهيكل السماوي الممجَّد ويحملوا اسم مدينة اللّٰه بصفتهم مواطنيها السماويين واسم المسيح بصفتهم عروسه.‏ وطبعا،‏ يجب ان تكون لهم آذان ‹ليسمعوا ما يقوله الروح للجماعات›.‏

      الى الملاك في لاودكية

      ١٦ أعطوا بعض المعلومات عن لاودكية.‏

      ١٦ وبَّخ المسيح جماعة لاودكية المتساهلة.‏ (‏اقرأوا الكشف ٣:‏١٤-‏٢٢‏.‏)‏ كانت لاودكية مدينة صناعية مزدهرة ومركزا مصرفيا هاما.‏ وكانت تقع على مسافة حوالي ١٥٠ كيلومترا شرقي افسس عند ملتقى طرق تجارية مهمة في وادي نهر ليكوس الخصب.‏ وقد ذاع صيت الثياب المصنوعة من صوف المنطقة الاسود.‏ وبوجود كلية طب مشهورة في لاودكية،‏ ربما كانت هذه المدينة المكان حيث يُصنع دواء العيون المعروف بالمسحوق الفريجي.‏ وأحد المعبودات الرئيسية فيها كان اسكليپبوس،‏ اله الطب.‏ ويبدو انه كان هنالك عدد لا يُستهان به من اليهود في لاودكية،‏ ومن الواضح ان بعضهم كانوا وافري الثراء.‏

      ١٧ لماذا وُبِّخ اللاودكيون؟‏

      ١٧ يخاطب يسوع جماعة لاودكية عبر ‹ملاكها›.‏ وهو يتكلم بسلطة لأنه «الشاهد الأمين والحق،‏ بداية خليقة اللّٰه».‏ (‏كولوسي ١:‏١٣-‏١٦‏)‏ وقد وبَّخ اللاودكيين لأنهم ‹ليسوا باردين ولا حارين› روحيا.‏ فلأنهم كانوا فاترين،‏ كان المسيح سيتقيأهم من فمه.‏ ولم يكن فَهْم هذه النقطة صعبا عليهم.‏ ففي هيرابوليس القريبة كانت توجد ينابيع حارة،‏ أما في كولوسي فكان الماء باردا.‏ لكن بما ان الماء كان ينبغي جره الى لاودكية من مسافات بعيدة،‏ فمن المرجَّح انه كان يصل فاترا الى المدينة.‏ وكان ينقَل مسافة معيّنة عبر قنوات مائية،‏ أما بالقرب من لاودكية فقد كان يمرّ عبر سلسلة من الصخور المجوَّفة في الوسط.‏

      ١٨،‏ ١٩ كيف يمكن مساعدة المسيحيين الذين يشبهون اللاودكيين؟‏

      ١٨ هنالك اليوم اشخاص كاللاودكيين.‏ فهم ليسوا حارين بحيث ينشّطون ولا باردين بحيث ينعشون الآخرين.‏ فسوف يُبصقون،‏ كما يُبصَق الماء الفاتر.‏ ولا يريد يسوع ان يكونوا ناطقين باسمه،‏ اي «سفراء [ممسوحين] عن المسيح».‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏٢٠‏)‏ وإن لم يتوبوا،‏ فسيخسرون امتيازهم كمنادين بالملكوت.‏ سعى اللاودكيون وراء الغنى الارضي ‹ولم يعلموا انهم بائسون ومثيرون للشفقة وفقراء وعميان وعريانون›.‏ وأي شخص يشبههم اليوم،‏ ويريد ان يتخلَّص من فقره وعماه وعريه بالمعنى الروحي،‏ عليه ان يشتري من المسيح ‹الذهب الممحَّص› الذي يشير الى الايمان الممتحَن،‏ ‹الاردية البيضاء› التي ترمز الى البر،‏ و ‹الكحل› الذي يعزز البصر الروحي.‏ ويُسَرّ النظار المسيحيون بمساعدة مَن يدركون حاجتهم الروحية لكي يصيروا «اغنياء في الإيمان».‏ (‏يعقوب ٢:‏٥؛‏ متى ٥:‏٣‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يلزم ان يساعدهم النظار على وضع ‹الكحل› الروحي —‏ اي قبول وتطبيق تعليم يسوع،‏ مشورته،‏ مثاله،‏ وموقفه العقلي.‏ وهذا هو العلاج الناجع لـ‍ «شهوة الجسد وشهوة العيون والتباهي بالمعيشة».‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٩ يوبّخ يسوع ويؤدب كل مَن يكنّ له المودة.‏ وعلى النظار المعاونين له ان يفعلوا الامر نفسه برقّة.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ولزم ان ‹يكون اللاودكيون غيورين ويتوبوا›،‏ صانعين التغييرات في طريقة تفكيرهم ونمط حياتهم.‏ فهل صار البعض منا معتادين نمط حياة يضع خدمتنا المقدسة للّٰه في مرتبة ثانوية؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ ‹فلنشترِ كحلا من يسوع› لكي نتمكَّن من رؤية اهمية طلب الملكوت اولا بغيرة.‏ —‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

      ٢٠،‏ ٢١ مَن يتجاوبون اليوم مع «قرع» يسوع،‏ وما هي آمالهم؟‏

      ٢٠ يقول المسيح:‏ «ها انا واقف على الباب وأقرع.‏ إن سمع احد صوتي وفتح الباب،‏ أدخل بيته وأتعشى معه وهو معي».‏ غالبا ما منح يسوع الارشاد الروحي أثناء تناول الوجبات.‏ (‏لوقا ٥:‏٢٩-‏٣٩؛‏ ٧:‏٣٦-‏٥٠؛‏ ١٤:‏١-‏٢٤‏)‏ وهو يقرع الآن باب بعض الجماعات التي تشبه جماعة لاودكية.‏ فهل سيتجاوب اعضاؤها،‏ يعيدون إضرام مودتهم له،‏ يستقبلونه في وسطهم،‏ ويسمحون له بأن يعلِّمهم؟‏ اذا فعلوا ذلك،‏ فسيشاركهم المسيح طعامهم،‏ الامر الذي يجلب لهم فائدة روحية عظمى.‏

      ٢١ وبشكل مجازي اليوم،‏ يسمح «الخراف الاخر» ليسوع بالدخول،‏ الامر الذي يقودهم الى الحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ متى ٢٥:‏٣٤-‏٤٠،‏ ٤٦‏)‏ وسيمنح المسيح كل ممسوح غالب امتياز ‹الجلوس معه على عرشه،‏ كما غلب هو ايضا وجلس مع ابيه على عرشه›.‏ نعم،‏ يعِد يسوع الممسوحين الغالبين بالمكافأة المجيدة ان يمنحهم عرشا عن يمين ابيه في السماء.‏ ويتطلّع الخراف الاخر الغالبون الى العيش على ارض رائعة في ظل حكم الملكوت.‏

      دروس لنا جميعا

      ٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ كيف يمكن ان يستفيد كل المسيحيين من كلمات يسوع الى الجماعات السبع؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينبغي ان يكون تصميمنا؟‏

      ٢٢ لا شك ان جميع المسيحيين يستفيدون كثيرا من كلمات يسوع الى الجماعات السبع في آسيا الصغرى.‏ مثلا،‏ إذ يلاحظ الشيوخ المسيحيون المحبّون ان المسيح أعطى المدح حيث كان ملائما،‏ يندفعون الى مدح الافراد والجماعات الذين في حالة روحية جيدة.‏ وحيث يلاحظ الشيوخ الضعفات،‏ يساعدون رفقاءهم العباد على نيل العلاج الروحي.‏ ويمكننا جميعا ان نستمر في الاستفادة من مختلف اوجه مشورة المسيح للجماعات السبع،‏ ما دمنا نطبقها على الفور بروح الصلاة.‏a

      ٢٣ ليست الايام الاخيرة هذه وقتا للتراخي،‏ المادية،‏ او أي امر يمكن ان يجعل خدمتنا للّٰه شكلية.‏ فلتستمر كل الجماعات في التوهج كمنائر يبقيها يسوع في مكانها.‏ وكمسيحيين امناء،‏ لنكن دائما مصمِّمين على الانتباه حين يتكلم المسيح،‏ ولنسمع ما يقوله الروح.‏ وبفعلنا ذلك،‏ ننال فرحا ابديا كحملة نور لمجد يهوه.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تُناقَش الكشف ٢:‏١–‏٣:‏٢٢ ايضا في الفصول ٧ الى ١٣ في كتاب الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏‏،‏ إصدار شهود يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة