-
المسيح يخاطب الجماعاتبرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
المسيح يخاطب الجماعات
«هذا ما يقوله الممسك النجوم السبعة بيده اليمنى». — كشف ٢:١.
١، ٢ لماذا ينبغي ان يهمّنا ما قاله المسيح لسبع جماعات في آسيا الصغرى؟
يسوع المسيح، الابن المولود الوحيد ليهوه، هو رأس الجماعة المسيحية. ولكي يبقي جماعة أتباعه الممسوحين بلا شائبة، يمارس المسيح رئاسته بمدحهم وتقويمهم. (افسس ٥:٢١-٢٧) ونجد امثلة على ذلك في الاصحاحين ٢ و ٣ من سفر الكشف، حيث نقرأ رسائل يسوع القوية والحبية الى سبع جماعات في آسيا الصغرى.
٢ قبل ان يسمع الرسول يوحنا كلمات يسوع الى الجماعات السبع، نال رؤيا عن «يوم الرب». (كشف ١:١٠) لقد ابتدأ هذا ‹اليوم› وقت تأسيس الملكوت المسياني سنة ١٩١٤. لذلك فإن ما قاله المسيح للجماعات مهم جدا في هذه الايام الاخيرة. وتشجيعه ومشورته يساعداننا على مواجهة هذه الازمنة الحرجة. — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
٣ ما هو المعنى الرمزي لـ «النجوم»، «الملائكة»، و «المناير الذهبية» التي رآها الرسول يوحنا؟
٣ رأى يوحنا يسوع المسيح الممجد ‹ممسكا بالنجوم السبعة بيده اليمنى وماشيا في وسط المناير الذهبية [اي الجماعات] السبع›. «النجوم» هنا هي «ملائكة الجماعات السبع». (كشف ١:٢٠؛ ٢:١) احيانا، ترمز النجوم الى المخلوقات الملائكية الروحانية، لكنَّ المسيح لن يستخدم انسانا ليكتب رسائل الى المخلوقات الروحانية. لذلك من المنطقي ان تمثل هذه «النجوم» النظار، او هيئات الشيوخ، الممسوحين بالروح. وترتبط الاشارة اليهم كملائكة بدورهم كحملة للرسائل. ولكن مع نمو هيئة اللّٰه، عيّن «الوكيل الأمين» ايضا رجالا ذوي كفاءة من بين ‹خراف يسوع الاخر› ليكونوا نظارا. — لوقا ١٢:٤٢-٤٤؛ يوحنا ١٠:١٦.
٤ كيف يستفيد الشيوخ من الانتباه لما يقوله المسيح للجماعات؟
٤ ان النظار الممسوحين المرموز اليهم بـ «النجوم» هم بيد يسوع اليمنى — اي انهم تحت سلطته، يخضعون لتوجيهه، ويتمتعون برضاه وحمايته. وبذلك يكونون مسؤولين امامه. وعندما ينتبه الشيوخ اليوم لكلمات يسوع الموجَّهة الى كلٍّ من الجماعات السبع، يدركون كيف يمكنهم معالجة اوضاع مماثلة. وطبعا، يجب على كل المسيحيين ان يسمعوا لابن اللّٰه. (مرقس ٩:٧) فماذا يمكننا ان نتعلّم اذا انتبهنا لكلمات المسيح فيما يخاطب الجماعات؟
الى الملاك في افسس
٥ اي نوع من المدن كانت افسس؟
٥ مدح يسوع الجماعة في افسس ووبّخها ايضا. (اقرأوا كشف ٢:١-٧.) كان الهيكل الكبير للإلاهة ارطاميس يقع في هذه المدينة الغنية التي كانت مركزا دينيا وتجاريا على الساحل الغربي لآسيا الصغرى. ومع ان افسس كانت مليئة بالفساد الادبي والدين الباطل والممارسات السحرية، فقد بارك اللّٰه خدمة الرسول بولس وغيره من الكارزين في هذه المدينة. — اعمال، الاصحاح ١٩.
٦ كيف يكون المسيحيون الاولياء اليوم مثل نظرائهم في افسس القديمة؟
٦ مدح المسيح الجماعة في افسس قائلا: «إني أعرف أعمالك، وكدَّك واحتمالك، وأنك لا تستطيع تحمُّل الأردياء، وقد امتحنتَ الذين يقولون إنهم رسل، وليسوا برسل، فوجدتَهم كاذبين». واليوم، فإن الجماعات المؤلفة من أتباع يسوع الحقيقيين تصنع سجلا مماثلا من الاعمال الصالحة، الاجتهاد، والاحتمال. فهي لا تتحمَّل الاخوة الدجالين، الذين يريدون ان يُعتبَروا رسلا. (٢ كورنثوس ١١:١٣، ٢٦) وكالأفسسيين، لا يستطيع المسيحيون الاولياء اليوم «تحمُّل الأردياء». فهم لا يعاشرون المرتدين غير التائبين، لأنهم يرغبون في المحافظة على نقاوة عبادة يهوه وحماية الجماعة. — غلاطية ٢:٤، ٥؛ ٢ يوحنا ٨-١١.
٧، ٨ ما المشكلة الخطيرة التي واجهتها جماعة افسس، وكيف يمكننا معالجة حالة مماثلة؟
٧ غير ان المسيحيين في افسس واجهوا مشكلة خطيرة. قال يسوع: «لي عليك أنك تركت المحبة التي كانت لك أولا». فقد وجب على اعضاء الجماعة ان يعيدوا إضرام محبتهم الاولى ليهوه. (مرقس ١٢:٢٨-٣٠؛ افسس ٢:٤؛ ٥:١، ٢) ويلزمنا نحن ايضا ان نحترز من خسارة محبتنا الاولى للّٰه. (٣ يوحنا ٣) ولكن ما القول اذا بدأت امور كالرغبة في الغنى المادي او اتّباع الملذات تحتل المكانة الاولى في حياتنا؟ (١ تيموثاوس ٤:٨؛ ٦:٩، ١٠) عندئذ ينبغي ان نصلي بحرارة الى اللّٰه طالبين منه ان يساعدنا على استبدال هذه الميول بالمحبة العميقة ليهوه والشكر على كل ما فعله هو وابنه من اجلنا. — ١ يوحنا ٤:١٠، ١٦.
٨ حثّ المسيح الافسسيين: «اذكر . . . مما سقطتَ، وتُب واعمل الأعمال السابقة». وماذا إن لم يفعلوا ذلك؟ قال يسوع: «إني آتيك وأزيح منارتك من موضعها». فإذا خسر كل الخراف محبتهم الاولى، زالت ‹المنارة› اي الجماعة. فلنجتهد، اذًا، كمسيحيين غيورين لكي يبقى نور الجماعة الروحي مضيئا. — متى ٥:١٤-١٦.
٩ كيف ينبغي ان ننظر الى البدع؟
٩ استحق الافسسيون المدح لأنهم كانوا يبغضون «أعمال بدعة نيقولاوس». لا نعرف شيئا اكيدا عن اصل هذه البدعة، تعاليمها، وممارساتها غير ما هو مذكور في سفر الكشف. لكن بما ان يسوع دان اتِّباع البشر، يلزم ان نستمر في بغض البدع، تماما كما فعل المسيحيون في افسس. — متى ٢٣:١٠.
١٠ ماذا سيتمتع به الذين ينتبهون لما يقوله الروح؟
١٠ قال المسيح: «من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات». حين كان يسوع على الارض، تكلّم بوحي من روح اللّٰه. (اشعياء ٦١:١؛ لوقا ٤:١٦-٢١) لذلك ينبغي ان ننتبه لما يقوله اللّٰه الآن على لسان يسوع بتوجيه من الروح القدس. فقد وعد يسوع بوحي من الروح: «مَن يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس اللّٰه». تعني هذه الكلمات للممسوحين، الذين ينتبهون لما يقوله الروح، الخلود في «فردوس اللّٰه» السماوي، اي في حضرة يهوه. امّا ‹الجمع الكثير›، الذين يصغون ايضا لما يقوله الروح، فسيتمتعون بفردوس على الارض حيث سيشربون من «نهر ماء حياة» وينالون الشفاء من «أوراق الأشجار» التي على جانبيه. — كشف ٧:٩؛ ٢٢:١، ٢؛ لوقا ٢٣:٤٣.
١١ كيف يمكننا تعزيز المحبة ليهوه؟
١١ لقد خسر الافسسيون محبتهم الاولى. لكن ماذا اذا نشأت حالة مماثلة في احدى الجماعات اليوم؟ لنعزِّز المحبة ليهوه بالتكلم عن طرقه الحبّية. فيمكننا ان نعبِّر عن شكرنا على المحبة التي اظهرها اللّٰه من خلال تزويد ابنه الحبيب كفدية. (يوحنا ٣:١٦؛ روما ٥:٨) وحين يكون ملائما، يمكننا ان نشير الى محبة اللّٰه في تعليقاتنا وفي الاجزاء التي نعالجها في الاجتماعات. كما نظهر محبتنا ليهوه بتسبيح اسمه في الخدمة المسيحية. (مزمور ١٤٥:١٠-١٣) نعم، ان كلماتنا وأفعالنا يمكن ان تساعد كثيرا على إعادة إضرام او تقوية المحبة الاولى في الجماعة.
الى الملاك في سميرنا
١٢ ماذا يكشف التاريخ عن سميرنا والممارسات الدينية فيها؟
١٢ نالت جماعة سميرنا المدح من المسيح «‹الأول والآخِر›، الذي مات وعاد الى الحياة» بالقيامة. (اقرأوا كشف ٢:٨-١١.) بُنيت سميرنا (اليوم إزمير في تركيا) على الساحل الغربي لآسيا الصغرى، واستوطنها اليونانيون. إلّا ان الليديين دمَّروها حوالي العام ٥٨٠ قم. ثم عاد خلفاء الاسكندر الكبير فبنوا سميرنا في موقع جديد. ولاحقا، صارت هذه المدينة جزءا من مقاطعة آسيا الرومانية وغدت مركزا تجاريا مزدهرا اشتهر بأبنيته العامة الجميلة. وساهم هيكل القيصر طيباريوس في جعلها مركزا لعبادة الامبراطور. فكان على العبّاد ان يحرقوا القليل من البخور ويقولوا: «قيصر رب». لكنَّ المسيحيين لم ينصاعوا لهذا الامر. فبالنسبة اليهم «يسوع رب». لذلك عانوا ضيقات كثيرة. — روما ١٠:٩.
١٣ مع ان المسيحيين في سميرنا كانوا فقراء ماديا، بأي معنى كانوا اغنياء؟
١٣ بالاضافة الى ما عاناه المسيحيون في سميرنا من ضيق، فقد ابتُلوا ايضا بالفقر، وربما كان ذلك بسبب المشاكل المادية الناجمة عن عدم اشتراكهم في عبادة الامبراطور. واليوم، ليس خدام يهوه بمنأى عن محن كهذه. (كشف ١٣:١٦، ١٧) ومع ان البعض منهم فقراء ماديا، فهم كأهل سميرنا اغنياء روحيا. وهذا ما يهمّ حقا! — امثال ١٠:٢٢؛ ٣ يوحنا ٢.
١٤، ١٥ اية تعزية يستمدها الممسوحون من الكشف ٢:١٠؟
١٤ شكَّل معظم اليهود في سميرنا ‹مجمعا للشيطان› لأنهم تمسَّكوا بتقاليد غير مؤسسة على الأسفار المقدسة، رفضوا ابن اللّٰه، وتكلَّموا بالاهانة على أتباعه المولودين بالروح. (روما ٢:٢٨، ٢٩) لكنَّ كلمات المسيح التالية تعزّي المسيحيين الممسوحين. فهو يقول: «لا تخَف مما انت موشك ان تعاني. فها إن إبليس سيستمر في إلقاء بعض منكم في السجن لكي تُمتحَنوا كليا، ويكون لكم ضيق عشرة ايام. كن امينا حتى الموت، فأعطيك تاج الحياة». — كشف ٢:١٠.
١٥ لم يخشَ يسوع الموت تأييدا لسلطان يهوه. (فيلبي ٢:٥-٨) ومع ان الشيطان يشنّ الآن حربا على البقية الممسوحة، لا يخاف هؤلاء ممّا سيعانونه كمجموعة — الضيق، السجن، او الموت العنيف. (كشف ١٢:١٧) فهم سيغلبون العالم. وبدل اكليل الزهور الفاني الذي كان يُقدَّم للرابحين في الالعاب الرياضية الوثنية، يعِد المسيح الممسوحين المقامين بنيل «تاج الحياة»، الخلود في السماء. فيا لها من هبة ثمينة!
١٦ اذا كنا جزءا من جماعة كجماعة سميرنا القديمة، علامَ ينبغي ان نركز اهتمامنا؟
١٦ سواء كان رجاؤنا سماويا او ارضيا، ماذا ينبغي ان نفعل اذا كنا جزءا من جماعة كجماعة سميرنا القديمة؟ لنساعد رفقاءنا الخدام ان يركِّزوا على السبب الرئيسي لسماح اللّٰه بالاضطهاد: قضية السلطان الكوني. فكل شاهد ليهوه يحافظ على استقامته يُظهر ان الشيطان كاذب ويبرهن ان الانسان — حتى لو اضطُهد — يمكن ان يؤيد بثبات حق اللّٰه في الحكم كمتسلِّط كوني. (امثال ٢٧:١١) فلنشجّع المسيحيين الآخرين على احتمال الاضطهاد والتمتع بالتالي على الدوام بـ «الامتياز ان نؤدي [ليهوه] دون خوف خدمة مقدسة بولاء وبر امامه كل ايامنا» — حتى الى الابد. — لوقا ١:٦٨، ٦٩، ٧٤، ٧٥.
الى الملاك في برغامس
١٧، ١٨ ايّ نوع من العبادة كان يمارَس في برغامس، وماذا كانت عواقب رفض الاشتراك في هذا النوع من الصنمية؟
١٧ نالت الجماعة في برغامس المدح كما نالت التقويم. (اقرأوا كشف ٢:١٢-١٧.) كانت مدينة برغامس، الواقعة على مسافة نحو ٨٠ كيلومترا شمالي سميرنا، منغمسة في الوثنية. ويبدو ان المجوس (المنجمين) الكلدانيين هربوا اليها من بابل. وكان المرضى يتقاطرون الى هيكل شهير في برغامس هو هيكل اسكليپيوس، الاله الباطل للطب والشفاء. وبسبب وجود هيكل مخصص لعبادة اغسطس قيصر في برغامس، دُعيت المدينة «المركز الرئيسي لعبادة الامبراطور في ظل الامبراطورية الباكرة». — دائرة المعارف البريطانية، ١٩٥٩، المجلد ١٧، الصفحة ٥٠٧.
١٨ وكان في برغامس ايضا مذبح مخصص لعبادة زفس. كما كانت المدينة مركزا لعبادة البشر التي يروّجها الشيطان. فلا عجب ان يقال عن الجماعة هناك انها قائمة «حيث عرش الشيطان»! وكان يمكن ان يؤدي رفض عبادة الامبراطور الى موت مؤيِّدي سلطان يهوه. واليوم، ما زال العالم تحت سلطة ابليس، ولا تزال الرموز القومية تؤلَّه. (١ يوحنا ٥:١٩) وقد استُشهد مسيحيون امناء كثيرون من القرن الاول حتى ايامنا، تماما كالمسيحي الذي دعاه المسيح: «أنتيباس شاهدي الأمين الذي قُتل عندكم». ولا شك ان يهوه اللّٰه ويسوع المسيح يتذكران هؤلاء الخدام الاولياء. — ١ يوحنا ٥:٢١.
١٩ ماذا فعل بلعام، وممَّ يلزم ان يحذر جميع المسيحيين؟
١٩ تكلّم المسيح ايضا عن «تعليم بلعام». فقد حاول النبي الدجّال بلعام ان يلعن اسرائيل طمعا بكسب المال. لكن عندما حوَّل اللّٰه لعنته الى بركة، تآمر بلعام مع الملك الموآبي بالاق وجرَّ عددا كبيرا من الاسرائيليين الى الصنمية والفساد الادبي الجنسي. ويلزم ان يلتصق الشيوخ المسيحيون بالبر تماما كما فعل فينحاس الذي حارب تأثير بلعام. (عدد ٢٢:١–٢٥:١٥؛ ٢ بطرس ٢:١٥، ١٦؛ يهوذا ١١) وفي الواقع، يلزم ان يحذر جميع المسيحيين من الصنمية وتسلُّل الفساد الادبي الجنسي الى الجماعة. — يهوذا ٣، ٤.
٢٠ ماذا ينبغي ان يفعل المسيحي الذي يبدأ بالتأمل في أفكار المرتدين؟
٢٠ واجهت جماعة برغامس خطرا شديدا لأنها تغاضت عن بعض افرادها الذين كانوا «يتمسكون . . . بتعليم بدعة نيقولاوس». قال المسيح للجماعة: «تُب. وإلّا فإني آتيك سريعا، وأحاربهم بالسيف الطويل الذي في فمي». يريد مروِّجو البِدَع ان يُلحِقوا الاذى الروحي بالمسيحيين. ولن يرث مروِّجو الانقسامات والبِدَع هؤلاء ملكوت اللّٰه. (روما ١٦:١٧، ١٨؛ ١ كورنثوس ١:١٠؛ غلاطية ٥:١٩-٢١) فإذا بدأ اي من المسيحيين بالتأمل في افكار المرتدين او ترويجها، يلزم ان يعتبر كلمات المسيح بمثابة تحذير له! ولكي يتجنب الكارثة، عليه ان يتوب ويلتمس المساعدة الروحية من شيوخ الجماعة. (يعقوب ٥:١٣-١٨) فمن المهم ان يسارع الى تصحيح الامور لأن يسوع سيأتي سريعا لتنفيذ الدينونة.
٢١، ٢٢ من سيأكلون من «المن المخفى»، وإلامَ يرمز ذلك؟
٢١ لا يلزم ان يخاف المسيحيون الممسوحون الامناء ورفقاؤهم الاولياء من الدينونة القادمة. فكل من ينتبه لمشورة يسوع المزوَّدة تحت توجيه روح اللّٰه القدس سينال البركات. مثلا، سيُبارَك الممسوحون الذين يغلبون العالم بدعوتهم الى تناول «المنّ المخفى»، ونيلهم «حصاة بيضاء» كُتب عليها «اسم جديد».
٢٢ زوَّد اللّٰه المنّ لإطعام الاسرائيليين خلال ترحالهم مدة ٤٠ سنة في البرية. وقد حُفظ بعض هذا «الخبز» في جرة ذهبية داخل تابوت العهد. لذا كان مخفى في قدس اقداس المسكن، حيث مثَّل نور عجائبي وجود يهوه. (خروج ١٦:١٤، ١٥، ٢٣، ٢٦، ٣٣؛ ٢٦:٣٤؛ عبرانيين ٩:٣، ٤) ولم يكن يُسمح لأحد بأكل هذا المنّ المخفى. إلّا ان أتباع يسوع الممسوحين سيلبسون الخلود عند قيامتهم، الامر الذي يرمز اليه تناول «المنّ المخفى». — ١ كورنثوس ١٥:٥٣-٥٧.
٢٣ إلامَ تشير ‹الحصاة البيضاء› و ‹الاسم الجديد›؟
٢٣ في المحاكم الرومانية، عنت الحصاة السوداء الإدانة في حين دلّت الحصاة البيضاء على البراءة. ويشير إعطاء يسوع المسيحيين الممسوحين الغالبين «حصاة بيضاء» الى انه يعتبرهم ابرياء، أطهارا، وأنقياء. وبما ان الرومان استعملوا الحصى ايضا كبطاقة دخول الى المناسبات الهامة، يمكن ان تشير ‹الحصاة البيضاء› الى السماح للممسوحين بدخول السماء لحضور عرس الحمل. (كشف ١٩:٧-٩) ويشير ‹الاسم الجديد› كما يبدو الى امتياز الاتحاد بيسوع كورثة معاونين في الملكوت السماوي. وكم يشجِّع كل ذلك الممسوحين ورفقاءهم في خدمة يهوه الذين يرجون العيش على ارض فردوسية!
٢٤ اي موقف ينبغي ان نتخذه في ما يتعلق بالارتداد؟
٢٤ يحسن بنا التذكر ان خطر المرتدين كان يتهدد جماعة برغامس. فإذا تهدّد خطر مماثل الخير الروحي للجماعة التي نعاشرها، فلنرفض الارتداد رفضا باتّا ولنواصل السير في الحق. (يوحنا ٨:٣٢، ٤٤؛ ٣ يوحنا ٤) وبما ان المعلمين الدجّالين او الافراد الذين يميلون الى الارتداد يمكن ان يفسدوا الجماعة بكاملها، يجب ان نقف ثابتين في وجه الارتداد، غير سامحين ابدا لجهود الاقناع الخبيثة بأن تعيقنا عن اطاعة الحق. — غلاطية ٥:٧-١٢؛ ٢ يوحنا ٨-١١.
٢٥ الى اية جماعات وجّه المسيح الرسائل التي سنناقشها في المقالة التالية؟
٢٥ لقد تأملنا في كلمات التشجيع والمشورة التي وجَّهها يسوع المسيح الممجَّد الى ثلاث من الجماعات السبع في آسيا الصغرى. وكم تدفعنا هذه الكلمات الى التفكير! لكنَّ الروح حثَّ المسيح على قول المزيد للجماعات الاربع الباقية. سنناقش في المقالة التالية هذه الرسائل الموجهة الى ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، ولاودكية.
-
-
لنسمع ما يقوله الروح!برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
لنسمع ما يقوله الروح!
«من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات». — كشف ٣:٢٢.
١، ٢ اية مشورة تتكرر في رسائل يسوع الى الجماعات السبع المذكورة في سفر الكشف؟
يجب ان ينتبه خدام يهوه لكلمات يسوع المسيح الموجَّهة من الروح الى الجماعات السبع التي يشير اليها سفر الكشف في الكتاب المقدس. وفي الواقع، يحتوي كلٌّ من هذه الرسائل على المشورة التالية: «من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات». — كشف ٢:٧، ١١، ١٧، ٢٩؛ ٣:٦، ١٣، ٢٢.
٢ تأملنا حتى الآن في رسائل يسوع الى ملائكة او نظار افسس، سميرنا، وبرغامس. ولكن كيف نستفيد مما قاله بواسطة الروح القدس للجماعات الاربع الاخرى؟
الى الملاك في ثياتيرا
٣ اين تقع ثياتيرا، وبِمَ اشتهرت خصوصا؟
٣ قدَّم «ابن اللّٰه» المدح والتوبيخ ايضا الى جماعة ثياتيرا. (اقرأوا الكشف ٢:١٨-٢٩.) بُنيت ثياتيرا (الآن أكحيصار) على ضفاف احد روافد نهر ڠيديز (هرمس قديما) في غرب آسيا الصغرى. وقد اشتهرت هذه المدينة بحِرفها العديدة. فكان صانعو الصباغ يستخرجون من جذور نبات الفوَّة صباغ القرمز، او الارجوان، الشهير. وليدية، التي صارت مسيحية اثناء زيارة بولس الى فيلبي في اليونان، كانت «بائعة أرجوان من مدينة ثياتيرا». — اعمال ١٦:١٢-١٥.
٤ علامَ مُدحت الجماعة في ثياتيرا؟
٤ مدح يسوع الجماعة في ثياتيرا على اعمالها الصالحة، محبتها، ايمانها، احتمالها، ونشاطها في الخدمة. وفي الواقع، كانت ‹اعمالها الاخيرة اكثر من السابقة›. لكن حتى اذا كان سجلنا الروحي جيدا، فلا يجب ان نتهاون بمقاييسنا الادبية.
٥-٧ (أ) مَن كانت «المرأة إيزابل»، وكيف يجب مواجهة تأثيرها؟ (ب) علامَ تساعد رسالة المسيح الى جماعة ثياتيرا النساء الخائفات اللّٰه؟
٥ كانت الجماعة في ثياتيرا تتغاضى عن الصنمية، التعليم الباطل، والفساد الادبي الجنسي. وكان في وسطها «المرأة إيزابل» — ربما مجموعة نساء صفاتهنَّ شبيهة بصفات الملكة إيزابل الشريرة في مملكة اسرائيل ذات العشرة اسباط. ويقترح بعض علماء الكتاب المقدس ان ‹نبيات› ثياتيرا حاولن اغراء المسيحيين بعبادة الآلهة والإلاهات الخاصة بتكتّلات الحِرَفيين، وبالاشتراك في الاحتفالات حيث كانت تُقدَّم أطعمة ذُبحت للأصنام. فاحذرن ايتها النساء لئلا تجعلن من انفسكن نبيات يتلاعبن بالآخرين في الجماعة المسيحية اليوم.
٦ كان المسيح ‹يوشك أن يلقي المرأة إيزابل في فراش المرض، والذين يزنون معها في ضيق عظيم، إن لم يتوبوا عن أعمالها›. لذلك لا يجب ان يستسلم النظار لهذا التعليم والتأثير الشريرَين. ولا يلزم ان يمارس اي مسيحي العهارة بمعناها الحرفي او الروحي او ان ينهمك في الصنمية لكي يدرك ان «اعماق الشيطان» شريرة جدا. وإذا انتبهنا لتحذير يسوع ‹فسنمسك بما لدينا› ولن تسود علينا الخطية. ولأن الممسوحين المقامين يرفضون الممارسات والشهوات والاهداف الشريرة، فهم ينالون «سلطة على الأمم» وينضمون الى المسيح في سحقهم. واليوم، يشرف نجوم رمزيون على الجماعات، ولكن عندما يقام الممسوحون الى السماء سيحظون بـ «نجم الصباح المتألق»، العريس يسوع المسيح. — كشف ٢٢:١٦.
٧ حُذِّرت جماعة ثياتيرا من السكوت عن تأثير النساء المرتدات الشرير. وتساعد رسالة المسيح هذه الموحى بها من الروح النساءَ الخائفات اللّٰه ان يحافظن على المركز الذي عينه اللّٰه لهن. وذلك عندما لا يحاولن ممارسة السلطة على الرجال ولا يغرين ايّ اخ بممارسة العهارة سواء كانت حرفية ام روحية. (١ تيموثاوس ٢:١٢) وبدلا من ذلك، ترسم هؤلاء النساء مثالا رائعا في الاعمال الحسنة والخدمة لمجد اللّٰه. (مزمور ٦٨:١١؛ ١ بطرس ٣:١-٦) وإذا حافظت الجماعة على ما لديها — العقائد النقية والسلوك الطاهر والخدمة الثمينة لمصالح الملكوت — فلن يدينها المسيح بل سيغدق عليها البركات.
الى الملاك في ساردس
٨ (أ) اين تقع ساردس، وماذا نعرف عنها؟ (ب) لماذا احتاجت الجماعة في ساردس الى المساعدة؟
٨ احتاجت الجماعة في ساردس الى مساعدة عاجلة لأنها كانت ميتة روحيا. (اقرأوا الكشف ٣:١-٦.) كانت ساردس، الواقعة على مسافة ٥٠ كيلومترا تقريبا جنوبي ثياتيرا، مدينة مزدهرة. وقد كانت هذه المدينة، التي بلغ عدد سكانها ٠٠٠,٥٠ نسمة، غنية بفضل التجارة، خصوبة اراضيها، وإنتاجها للأقمشة والبُسط الصوفية. وبحسب المؤرِّخ يوسيفوس، ضمَّت ساردس في القرن الاول قبل الميلاد جالية يهودية كبيرة. وقد وُجدت بين خرائب المدينة آثار مجمع يهودي وهيكل للإلاهة ارطاميس الافسسية.
٩ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كان نشاطنا في الخدمة شكليًّا؟
٩ اخبر المسيح ملاك جماعة ساردس: «إني اعرف أعمالك، ان لك اسما انك حي، ولكنك ميت». ما القول فينا؟ قد يكون معروفا عنا اننا مستيقظون روحيا؛ لكننا مستغرقون في النوم — او غير مبالين — في ما يتعلق بالمسؤوليات الروحية، ونشاطنا في الخدمة شكلي و ‹عتيد ان يموت› روحيا. اذا كان الامر كذلك، يلزم ان ‹نتذكر كيف نلنا وسمعنا› رسالة الملكوت، وينبغي ان نجدِّد نشاطنا في الخدمة المقدسة. ومن الضروري ان نبدأ بالاشتراك من كل القلب في الاجتماعات المسيحية. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) حذّر المسيح الجماعة في ساردس قائلا: «إن لم تستيقظ آتي كسارق، ولن تعرف مطلقا في اية ساعة آتيك». وماذا عنا اليوم؟ قريبا سنقدم نحن ايضا حسابا عن اعمالنا.
١٠ حتى في حالة شبيهة بحالة ساردس، ماذا قد يصحّ في بعض المسيحيين؟
١٠ حتى في حالة مشابهة لحالة ساردس، قد يوجد البعض ممّن ‹لم يدنسوا ارديتهم، ويمكنهم ان يمشوا مع المسيح في اردية بيضاء، لأنهم مستحقون›. فهم يحافظون على هويتهم المسيحية، ويبقون غير مدنسين، بلا وصمة ادبية او دينية من هذا العالم. (يعقوب ١:٢٧) لذلك ‹لن يمحو يسوع اسمهم ابدا من كتاب الحياة، بل سيعترف باسمهم امام ابيه وأمام ملائكته›. وبما ان صف عروس يسوع المؤلف من الممسوحين حُسبوا مستحقين ان يمشوا مع المسيح، فسيتسربلون بكتان جيد متألق نقي يرمز الى اعمال قديسي اللّٰه البارة. (كشف ١٩:٨) وتدفعهم امتيازات الخدمة الرائعة التي تنتظرهم في السماء الى غلب العالم. وهنالك ايضا بركات تنتظر مَن سيرثون الحياة الابدية على الارض. فستُكتب اسماؤهم هم ايضا في كتاب الحياة.
١١ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كنا ننعس روحيا؟
١١ لا يريد احد منا ان يجد نفسه في حالة جماعة ساردس الروحية السيئة. لكن ماذا اذا لاحظنا اننا ننعس روحيا؟ ينبغي ان نتخذ اجراء سريعا. لنفترض مثلا اننا ننجذب الى طرق خاطئة او صرنا نتهاون في حضور الاجتماعات وفي الخدمة. فلنلتمس مساعدة يهوه مصلّين اليه بحرارة. (فيلبي ٤:٦، ٧، ١٣) كما ان القراءة اليومية للكتاب المقدس ودرس الاسفار المقدسة ومطبوعات «الوكيل الامين» سيساهمان في يقظتنا الروحية. (لوقا ١٢:٤٢-٤٤) حينئذ سنكون مثل الافراد الذين نالوا رضى المسيح في جماعة ساردس، وسنشجع العبّاد الرفقاء.
الى الملاك في فيلادلفيا
١٢ كيف تصفون الحالة الدينية في فيلادلفيا القديمة؟
١٢ مدح يسوع جماعة فيلادلفيا. (اقرأوا الكشف ٣:٧-١٣.) كانت فيلادلفيا (الآن ألاشهير) مركزا مزدهرا لصناعة النبيذ في غرب آسيا الصغرى. وفي الواقع، كان الاله الرئيسي للمدينة ديونيسوس اله الخمر. ويبدو ان اليهود في فيلادلفيا حاولوا عبثا إقناع المسيحيين من اصل يهودي ان يستمروا في حفظ بعض الممارسات التي تطلبتها الشريعة الموسوية او ان يعودوا الى ممارستها.
١٣ كيف استعمل المسيح «مفتاح داود»؟
١٣ لدى المسيح «مفتاح داود»، بمعنى انه أُوكل اليه الاشراف على كل مصالح الملكوت وإدارة شؤون اهل الايمان. (اشعياء ٢٢:٢٢؛ لوقا ١:٣٢) وقد استخدم يسوع هذا المفتاح ليفتح امام المسيحيين في فيلادلفيا القديمة وفي اماكن اخرى باب الفرص والامتيازات في عمل الملكوت. ومنذ سنة ١٩١٩، فتح امام «الوكيل الامين» ‹بابا كبيرا› يؤدي الى الكرازة ببشارة الملكوت ولن يتمكّن اي مقاوم من إغلاقه. (١ كورنثوس ١٦:٩؛ كولوسي ٤:٢-٤) وطبعا، ان باب نيل امتيازات الملكوت مُقفَل في وجه الذين ينتمون الى «مجمع الشيطان»، لأنهم ليسوا اسرائيليين روحيين.
١٤ (أ) ما هو الوعد الذي قطعه يسوع للجماعة في فيلادلفيا؟ (ب) كيف نتجنب السقوط خلال «ساعة الامتحان»؟
١٤ قطع يسوع هذا الوعد للمسيحيين في فيلادلفيا القديمة: «لأنك حفظت الكلمة عن احتمالي، فسأحفظك أنا أيضا من ساعة الامتحان التي ستأتي على المسكونة بأسرها». تتطلب الكرازة نوع الاحتمال الذي اظهره يسوع. فهو لم يستسلم للعدو، بل استمر في فعل مشيئة ابيه. لذلك أُقيم المسيح الى الحياة السماوية الخالدة. وإذا تمسكنا بقرارنا ان نعبد يهوه ودعمنا مصالح الملكوت من خلال الكرازة بالبشارة، فسنتجنب السقوط خلال فترة الامتحان، «ساعة الامتحان» الحالية. ونحن نبقى ‹متمسكين بما عندنا› من المسيح بالاجتهاد لترويج مصالح الملكوت. وسيؤدي فعل ذلك الى حصول الممسوحين على تاج سماوي لا يقدَّر بثمن، ونيل رفقائهم الاولياء الحياة الابدية على الارض.
١٥ ما المطلوب ممَّن يريدون ان يكونوا ‹اعمدة في هيكل اللّٰه›؟
١٥ ويتابع المسيح: «من يغلب — فسأجعله عمودا في هيكل إلهي، . . . وأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي، أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند إلهي، واسمي الجديد». ينبغي ان يؤيد النظار الممسوحون العبادة الحقة. وينبغي ان يحافظوا على استحقاقهم للعضوية في «أورشليم الجديدة» بالكرازة بملكوت اللّٰه والبقاء اطهارا روحيا. وهذا ضروري اذا ارادوا ان يكونوا اعمدة في الهيكل السماوي الممجَّد ويحملوا اسم مدينة اللّٰه بصفتهم مواطنيها السماويين واسم المسيح بصفتهم عروسه. وطبعا، يجب ان تكون لهم آذان ‹ليسمعوا ما يقوله الروح للجماعات›.
الى الملاك في لاودكية
١٦ أعطوا بعض المعلومات عن لاودكية.
١٦ وبَّخ المسيح جماعة لاودكية المتساهلة. (اقرأوا الكشف ٣:١٤-٢٢.) كانت لاودكية مدينة صناعية مزدهرة ومركزا مصرفيا هاما. وكانت تقع على مسافة حوالي ١٥٠ كيلومترا شرقي افسس عند ملتقى طرق تجارية مهمة في وادي نهر ليكوس الخصب. وقد ذاع صيت الثياب المصنوعة من صوف المنطقة الاسود. وبوجود كلية طب مشهورة في لاودكية، ربما كانت هذه المدينة المكان حيث يُصنع دواء العيون المعروف بالمسحوق الفريجي. وأحد المعبودات الرئيسية فيها كان اسكليپبوس، اله الطب. ويبدو انه كان هنالك عدد لا يُستهان به من اليهود في لاودكية، ومن الواضح ان بعضهم كانوا وافري الثراء.
١٧ لماذا وُبِّخ اللاودكيون؟
١٧ يخاطب يسوع جماعة لاودكية عبر ‹ملاكها›. وهو يتكلم بسلطة لأنه «الشاهد الأمين والحق، بداية خليقة اللّٰه». (كولوسي ١:١٣-١٦) وقد وبَّخ اللاودكيين لأنهم ‹ليسوا باردين ولا حارين› روحيا. فلأنهم كانوا فاترين، كان المسيح سيتقيأهم من فمه. ولم يكن فَهْم هذه النقطة صعبا عليهم. ففي هيرابوليس القريبة كانت توجد ينابيع حارة، أما في كولوسي فكان الماء باردا. لكن بما ان الماء كان ينبغي جره الى لاودكية من مسافات بعيدة، فمن المرجَّح انه كان يصل فاترا الى المدينة. وكان ينقَل مسافة معيّنة عبر قنوات مائية، أما بالقرب من لاودكية فقد كان يمرّ عبر سلسلة من الصخور المجوَّفة في الوسط.
١٨، ١٩ كيف يمكن مساعدة المسيحيين الذين يشبهون اللاودكيين؟
١٨ هنالك اليوم اشخاص كاللاودكيين. فهم ليسوا حارين بحيث ينشّطون ولا باردين بحيث ينعشون الآخرين. فسوف يُبصقون، كما يُبصَق الماء الفاتر. ولا يريد يسوع ان يكونوا ناطقين باسمه، اي «سفراء [ممسوحين] عن المسيح». (٢ كورنثوس ٥:٢٠) وإن لم يتوبوا، فسيخسرون امتيازهم كمنادين بالملكوت. سعى اللاودكيون وراء الغنى الارضي ‹ولم يعلموا انهم بائسون ومثيرون للشفقة وفقراء وعميان وعريانون›. وأي شخص يشبههم اليوم، ويريد ان يتخلَّص من فقره وعماه وعريه بالمعنى الروحي، عليه ان يشتري من المسيح ‹الذهب الممحَّص› الذي يشير الى الايمان الممتحَن، ‹الاردية البيضاء› التي ترمز الى البر، و ‹الكحل› الذي يعزز البصر الروحي. ويُسَرّ النظار المسيحيون بمساعدة مَن يدركون حاجتهم الروحية لكي يصيروا «اغنياء في الإيمان». (يعقوب ٢:٥؛ متى ٥:٣) وبالاضافة الى ذلك، يلزم ان يساعدهم النظار على وضع ‹الكحل› الروحي — اي قبول وتطبيق تعليم يسوع، مشورته، مثاله، وموقفه العقلي. وهذا هو العلاج الناجع لـ «شهوة الجسد وشهوة العيون والتباهي بالمعيشة». — ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.
١٩ يوبّخ يسوع ويؤدب كل مَن يكنّ له المودة. وعلى النظار المعاونين له ان يفعلوا الامر نفسه برقّة. (اعمال ٢٠:٢٨، ٢٩) ولزم ان ‹يكون اللاودكيون غيورين ويتوبوا›، صانعين التغييرات في طريقة تفكيرهم ونمط حياتهم. فهل صار البعض منا معتادين نمط حياة يضع خدمتنا المقدسة للّٰه في مرتبة ثانوية؟ اذا كان الامر كذلك، ‹فلنشترِ كحلا من يسوع› لكي نتمكَّن من رؤية اهمية طلب الملكوت اولا بغيرة. — متى ٦:٣٣.
٢٠، ٢١ مَن يتجاوبون اليوم مع «قرع» يسوع، وما هي آمالهم؟
٢٠ يقول المسيح: «ها انا واقف على الباب وأقرع. إن سمع احد صوتي وفتح الباب، أدخل بيته وأتعشى معه وهو معي». غالبا ما منح يسوع الارشاد الروحي أثناء تناول الوجبات. (لوقا ٥:٢٩-٣٩؛ ٧:٣٦-٥٠؛ ١٤:١-٢٤) وهو يقرع الآن باب بعض الجماعات التي تشبه جماعة لاودكية. فهل سيتجاوب اعضاؤها، يعيدون إضرام مودتهم له، يستقبلونه في وسطهم، ويسمحون له بأن يعلِّمهم؟ اذا فعلوا ذلك، فسيشاركهم المسيح طعامهم، الامر الذي يجلب لهم فائدة روحية عظمى.
٢١ وبشكل مجازي اليوم، يسمح «الخراف الاخر» ليسوع بالدخول، الامر الذي يقودهم الى الحياة الابدية. (يوحنا ١٠:١٦؛ متى ٢٥:٣٤-٤٠، ٤٦) وسيمنح المسيح كل ممسوح غالب امتياز ‹الجلوس معه على عرشه، كما غلب هو ايضا وجلس مع ابيه على عرشه›. نعم، يعِد يسوع الممسوحين الغالبين بالمكافأة المجيدة ان يمنحهم عرشا عن يمين ابيه في السماء. ويتطلّع الخراف الاخر الغالبون الى العيش على ارض رائعة في ظل حكم الملكوت.
دروس لنا جميعا
٢٢، ٢٣ (أ) كيف يمكن ان يستفيد كل المسيحيين من كلمات يسوع الى الجماعات السبع؟ (ب) ماذا ينبغي ان يكون تصميمنا؟
٢٢ لا شك ان جميع المسيحيين يستفيدون كثيرا من كلمات يسوع الى الجماعات السبع في آسيا الصغرى. مثلا، إذ يلاحظ الشيوخ المسيحيون المحبّون ان المسيح أعطى المدح حيث كان ملائما، يندفعون الى مدح الافراد والجماعات الذين في حالة روحية جيدة. وحيث يلاحظ الشيوخ الضعفات، يساعدون رفقاءهم العباد على نيل العلاج الروحي. ويمكننا جميعا ان نستمر في الاستفادة من مختلف اوجه مشورة المسيح للجماعات السبع، ما دمنا نطبقها على الفور بروح الصلاة.a
٢٣ ليست الايام الاخيرة هذه وقتا للتراخي، المادية، او أي امر يمكن ان يجعل خدمتنا للّٰه شكلية. فلتستمر كل الجماعات في التوهج كمنائر يبقيها يسوع في مكانها. وكمسيحيين امناء، لنكن دائما مصمِّمين على الانتباه حين يتكلم المسيح، ولنسمع ما يقوله الروح. وبفعلنا ذلك، ننال فرحا ابديا كحملة نور لمجد يهوه.
[الحاشية]
a تُناقَش الكشف ٢:١–٣:٢٢ ايضا في الفصول ٧ الى ١٣ في كتاب الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!، إصدار شهود يهوه.
-