-
تنظيم الجماعة والاشراف عليهاشعب منظَّم لفعل مشيئة يهوه
-
-
١٤ وتُنظَّم الجماعات المحلية التي تحت اشراف الفرع ضمن مجموعات تُدعى دوائر. ويختلف حجم الدوائر حسب العوامل الجغرافية واللغوية، وكذلك حسب عدد الجماعات ضمن المنطقة المعيَّنة للفرع. ويُعيَّن ناظر دائرة ليهتم بالجماعات في كل دائرة. ويعطي مكتب الفرع ناظر الدائرة الارشادات كي يقوم بمسؤوليته.
١٥ يدرك افراد الجماعات ان الترتيبات التنظيمية هي لمنفعة الجميع. فيتعاونون مع الشيوخ الذين يشرفون على العمل في الفروع والدوائر والجماعات. كما انهم يعتمدون على العبد الامين الفطين ليحصلوا على الطعام الروحي في وقته. وبدوره، يخضع العبد الامين كاملا لرئاسة المسيح، يلتزم بمبادئ الكتاب المقدس، ويتجاوب مع توجيه الروح القدس. وفيما نعمل جميعا باتِّحاد، تكون النتيجة كما في القرن الاول: «كانت الجماعات تتشدد في الايمان وتزداد في العدد يوما فيوما». — اع ١٦:٥.
-
-
نظار معيَّنون ليرعوا الرعيةشعب منظَّم لفعل مشيئة يهوه
-
-
الفصل ٥
نظار معيَّنون ليرعوا الرعية
برهن يسوع خلال خدمته على الارض انه «الراعي الفاضل». (يو ١٠:١١) فعندما رأى الجموع التي تبعته بحماسة، «أشفق عليهم، لأنهم كانوا منزعجين ومنطرحين كخراف لا راعي لها». (مت ٩:٣٦) وقد لاحظ بطرس والرسل الآخرون اهتمامه ومحبته. فهو كان مختلفا جدا عن رعاة اسرائيل المزيفين. فهؤلاء الرعاة اهملوا الرعية بحيث شردت الخراف وجاعت روحيا. (حز ٣٤:٧، ٨) وقد رسم يسوع مثالا جيدا في التعليم والاعتناء بالخراف لدرجة التضحية بحياته من اجلهم. وهكذا علَّم الرسل كيف يساعدون الذين لديهم ايمان ان يرجعوا الى يهوه، ‹راعي نفوسهم وحارسها›. — ١ بط ٢:٢٥.
٢ فذات مرة، فيما كان يسوع يتحدث الى بطرس، شدد على اهمية اطعام الخراف ورعايتها. (يو ٢١:١٥-١٧) ولا شك ان بطرس تأثر كثيرا بكلام يسوع. ففي وقت لاحق، شجَّع الشيوخ في القرن الاول: «ارعوا رعية اللّٰه التي تحت اشرافكم، خادمين كنظار، لا غصبا عنكم بل من كل قلبكم لأن هذا يرضي اللّٰه، ولا طمعا بربح ما بل باندفاع. ولا تتحكموا في الذين وضعهم اللّٰه امانة بين ايديكم، بل صيروا امثلة للرعية». (١ بط ٥:١-٣) وتنطبق كلمات بطرس ايضا على النظار في الجماعات اليوم. فتمثلا بيسوع، يخدم الشيوخ من كل قلبهم وباندفاع كأمثلة للرعية، ويأخذون القيادة في خدمة يهوه. — عب ١٣:٧.
تمثلا بيسوع، يخدم الشيوخ من كل قلبهم وباندفاع كأمثلة للرعية، ويأخذون القيادة في خدمة يهوه
٣ نحن نشكر اللّٰه على النظار الذين عيَّنهم بروحه لأن العمل الذي يقومون به يفيدنا كثيرا. مثلا، يشجِّع النظار افراد الجماعة ويهتمون بهم شخصيا. فكل اسبوع، يديرون باجتهاد اجتماعات الجماعة التي تقوِّي ايمان الجميع. (رو ١٢:٨) وهم يبذلون جهدهم ليحموا افراد الرعية من كل اذى، بما في ذلك اذى الاشخاص الاشرار. وهذا يُشعر الاخوة بالامان. (اش ٣٢:٢؛ تي ١:٩-١١) كما انهم يأخذون القيادة في خدمة الحقل، وهذا يشجعنا ان نبقى دائما نشاطى في عمل التبشير. (عب ١٣:١٥-١٧) حقا، يقوِّي يهوه الجماعة من خلال هؤلاء ‹العطايا في رجال›. — اف ٤:٨، ١١، ١٢.
مؤهِّلات النظار
٤ يلزم ان يبلغ الذين يُعيَّنون نظارا المؤهِّلات المذكورة في كلمة اللّٰه كي يتمكنوا من الاهتمام بالجماعة كما يجب. فلا يمكن القول ان النظار معيَّنون من الروح القدس اذا لم يبلغوا هذه المؤهِّلات. (اع ٢٠:٢٨) والمقاييس التي تضعها كلمة اللّٰه للنظار المسيحيين عالية لأن مسؤولياتهم مهمة جدا. لكنَّ هذه المقاييس ليست اعلى من ان يبلغها الرجال المسيحيون الذين يحبون يهوه من قلبهم ويدَعونه يستخدمهم كما يريد. فيجب ان يرى الجميع ان النظار يطبِّقون مبادئ الكتاب المقدس في حياتهم اليومية.
يلزم ان يبلغ الذين يُعيَّنون نظارا المؤهِّلات المذكورة في كلمة اللّٰه كي يتمكنوا من الاهتمام بالجماعة كما يجب
٥ ذكر بولس في رسالته الاولى الى تيموثاوس وفي رسالته الى تيطس المطالب الرئيسية للنظار. نقرأ في ١ تيموثاوس ٣:١-٧: «ان ابتغى احد ان يكون ناظرا، فهو يشتهي عملا حسنا. فينبغي ان يكون الناظر لا مأخذ عليه، زوج امرأة واحدة، معتدلا في العادات، رزينا، منظَّما، مضيافا، اهلا للتعليم، لا سكيرا مشاجرا، ولا ضرَّابا، بل متعقلا، غير تهجمي، غير محب للمال، يشرف حسنا على بيته، له اولاد في خضوع بكل رصانة (فإنه ان كان احد لا يعرف كيف يشرف على بيته، فكيف يعتني بجماعة اللّٰه؟)، غير حديث الاهتداء، لئلا ينتفخ بالكبرياء فيسقط في الدينونة التي صدرت على ابليس. وينبغي ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين في الخارج، لئلا يسقط في تعيير وفي شرك لإبليس».
٦ وكتب بولس الى تيطس: «لهذا السبب تركتك في كريت، لكي تقوِّم الامور المخالفة وتعيِّن شيوخا في مدينة بعد اخرى، كما اوصيتك؛ مَن كان لا تهمة عليه، زوج امرأة واحدة، له اولاد مؤمنون لا شكوى عليهم بالخلاعة ولا هم متمرِّدون. فيجب ان يكون الناظر، باعتباره وكيل اللّٰه، لا تهمة عليه، غير متشبِّث برأيه، ولا سخوط، ولا سكير مشاجر، ولا ضرَّاب، ولا طامع في الربح غير الشريف، بل مضيافا، محبًّا للصلاح، رزينا، بارًّا، وليًّا، ضابطا لنفسه، متمسكا بثبات بالكلمة الامينة من جهة فن تعليمه، لكي يكون قادرا ان يعظ بالتعليم الصحيح ويوبِّخ الذين يناقضون». — تيطس ١:٥-٩.
٧ رغم ان مؤهلات النظار المذكورة في كلمة اللّٰه قد تبدو صعبة، لا يلزم ان يمتنع الرجال المسيحيون عن الابتغاء. بل يلزم ان يُظهِروا هذه الصفات المطلوبة من النظار، لأنهم بذلك يشجعون الآخرين في الجماعة ان يفعلوا مثلهم. فقد كتب بولس ان اللّٰه اعطى «عطايا في رجال» كهؤلاء «لأجل اصلاح القديسين، لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح، الى ان نبلغ جميعنا الى الوحدانية في الايمان وفي معرفة ابن اللّٰه الدقيقة، الى انسان مكتمل النمو، الى قياس قامة ملء المسيح». — اف ٤:٨، ١٢، ١٣.
٨ وهؤلاء النظار ليسوا شبَّانا صغارا في السنِّ او حديثي الاهتداء، بل اشخاص لديهم خبرة في طريقة الحياة المسيحية، معرفتهم واسعة وفهمهم عميق للكتاب المقدس، ويحبُّون الجماعة محبة صادقة. ولديهم ما يكفي من الشجاعة ليتكلموا بصراحة ويؤدِّبوا الخطاة كي يحموا الخراف ممن يحاول استغلالها بأنانية. (اش ٣٢:٢) كما ان كل افراد الجماعة يعرفون انهم اشخاص ناضجون روحيا يهتمون اهتماما حقيقيا برعية اللّٰه.
٩ لا شك ان الذين بلغوا مؤهِّلات النظار يتصرفون بحكمة في حياتهم. فإذا كان الناظر متزوجا، فهو يعيش حسب مقاييس الكتاب المقدس للزواج، اي ان يكون زوج امرأة واحدة ويشرف حسنا على بيته. وإذا كان لديه اولاد مؤمنون، خاضعون بكل رصانة لا شكوى عليهم بالخلاعة ولا هم متمرِّدون، يسهل على افراد الجماعة ان يقتربوا منه ليطلبوا نصائح عن الحياة العائلية والسلوك المسيحي. ويجب ان يكون الناظر ايضا لا مأخذ او تهمة عليه بل له شهادة حسنة حتى من الذين في الخارج. فلا احد يقدر ان يتهمه بحقٍّ ان سلوكه غير لائق ويشوِّه بالتالي سمعة الجماعة. ولا يجب ان يكون قد وُبِّخ مؤخرا على خطإ خطير. وهكذا يندفع افراد الجماعة الى التمثل به وطلب مساعدته الروحية. — ١ كو ١١:١؛ ١٦:١٥، ١٦.
١٠ وهؤلاء الرجال المؤهَّلون يخدمون الجماعة المسيحية كما فعل شيوخ اسرائيل الذين كانوا «حكماء وفطنين وذوي خبرة». (تث ١:١٣) طبعا، ليس الشيوخ المسيحيون بلا خطية، لكنهم معروفون في جماعتهم ومجتمعهم بأنهم اشخاص مستقيمون يخافون اللّٰه. وقد تبيَّن على مرِّ الوقت انهم يعيشون حسب مبادئ يهوه. ولأنهم بلا لوم، يقدرون ان يتكلموا بثقة وحرية مع افراد الجماعة. — رو ٣:٢٣.
١١ والرجال الذين يبلغون مؤهِّلات النظار هم ايضا معتدلون في العادات وفي تعاملاتهم مع الآخرين. فهم ليسوا متطرفين، بل متزنون ويضبطون انفسهم. وهذا يظهر في مجالات مثل الاكل، الشرب، الهوايات، والتسلية. كما انهم معتدلون في شرب الكحول كي لا يُتَّهموا انهم سكيرون. فحين يكون الشخص تحت تأثير الكحول، سهل ان يخسر ضبط النفس ولا يقدر ان يهتم بحاجات الجماعة الروحية.
١٢ والاشراف على الجماعة يتطلب ان يكون الاخ منظَّما. وعاداته الجيدة تنعكس في مظهره، بيته، ونشاطاته اليومية. وهو لا يماطل بل يعرف ما المطلوب ويخطِّط على هذا الاساس. كما انه يلتزم بمبادئ يهوه.
١٣ ايضا، يجب ان يكون الناظر متعقلا، اي مرنا. فعليه ان يحافظ على الوحدة فيما يعمل مع الشيوخ الباقين ويتعاون معهم. كما يلزم ان ينظر الى نفسه نظرة واقعية وأن لا يكون متطلِّبا. والناظر المرن ليس شخصا عنيدا يعتبر رأيه اهم من رأي باقي الشيوخ. فربما لدى الآخرين صفات او قدرات يفتقر اليها. كما انه يُظهر المرونة حين يبني آراءه على الكتاب المقدس ويبذل جهده كي يتمثل بيسوع المسيح. (في ٢:٢-٨) والشيخ ليس تهجميا او ضرَّابا، بل يحترم الآخرين ويعتبرهم اهم منه. وهو لا يتشبث برأيه ويصرُّ دائما على موقفه او وجهة نظره. كما انه ليس سخوطا، بل مسالم في تعاملاته مع الآخرين.
١٤ ومَن يصير اهلا للخدمة كناظر في الجماعة هو ايضا رزين. وهذا يعني ان تفكيره سليم ولا يتسرع في اخذ القرارات. وهو يفهم مبادئ يهوه جيدا ويعرف كيف يطبِّقها. والشخص الرزين يقبل النصيحة والارشاد، وهو ليس ريائيا.
١٥ وذكَّر بولس تيطس ان الناظر يجب ان يكون محبًّا للصلاح، بارًّا، ووليًّا. وهذه الصفات تظهر في تعاملاته مع الآخرين وفي موقفه الثابت الى جانب الحق. فهو ثابت في تعبُّده ليهوه، يتمسك بالمبادئ الصحيحة، ويحفظ السر. كما ان الشيخ مضياف، اي يعطي بكرم من وقته وطاقته وممتلكاته. — اع ٢٠:٣٣-٣٥.
١٦ ولكي يكون الناظر ناجحا، يجب ان يكون اهلا للتعليم. فبولس قال لتيطس ان الناظر يجب ان يكون «متمسِّكا بثبات بالكلمة الامينة من جهة فن تعليمه، لكي يكون قادرا ان يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ الذين يناقضون». (تي ١:٩) فهو قادر ان يحلِّل الامور منطقيا، يقدِّم البراهين، يتغلب على الاعتراضات، ويستعمل الكتاب المقدس بطريقة تقنع الآخرين وتقوِّي ايمانهم. وهو يستخدم مهارته في التعليم في الاوقات المناسبة وغير المناسبة على السواء. (٢ تي ٤:٢) كما انه شخص صبور يؤدب الخاطئ بوداعة ويقنع الذين لديهم شكوك ويدفعهم الى فعل الصواب بإيمان. ومهارة الناظر في تعليم الآخرين كأفراد او مجموعة دليل انه يبلغ هذا المطلب المهم.
١٧ ومن الضروري ان يكون الشيخ نشيطا في الخدمة. فيجب ان يكون واضحا للإخوة انه يتمثل بيسوع الذي وضع عمل التبشير في المرتبة الاولى في حياته، وساعد تلاميذه ان يصيروا مبشرين ناجحين. (مر ١:٣٨؛ لو ٨:١) وحين يخصص الشيوخ الوقت للخدمة رغم برنامجهم الملآن، تندفع الجماعة كلها الى التمثل بهم. وفيما يبشِّر الشيوخ مع عائلتهم والآخرين في الجماعة، ‹يتبادلون التشجيع› معا. — رو ١:١١، ١٢.
١٨ قد تبدو المقاييس التي ذكرناها صعبة جدا. ودون شك، لا احد من النظار يبلغ كاملا المقاييس العالية في الكتاب المقدس. ولكن لا يجب ان يفتقر ايٌّ من الشيوخ الى احدى هذه الصفات بحيث يُعتبَر ذلك عيبا كبيرا لديه. وقد يتميز احد الشيوخ بصفة فيما يتفوق عليه شيوخ آخرون في مجالات اخرى. وهكذا تكون لدى هيئة الشيوخ ككل جميع الصفات الجيدة اللازمة للاشراف على جماعة اللّٰه كما يجب.
١٩ عندما توصي هيئة الشيوخ برجال لتعيينهم نظارا، يجب ان يُبقوا في بالهم كلمات الرسول بولس: «اقول لكل مَن هو بينكم ألَّا يفكر في شأن نفسه اكثر مما ينبغي ان يفكر، بل ان يفكر برزانة، كل واحد كما قسَّم له اللّٰه مقدارا من الايمان». (رو ١٢:٣) فكل شيخ يجب ان يعتبر نفسه ادنى من الآخرين. ولا يلزم ان يكون احد «بارًّا بإفراط» عند البحث في مؤهِّلات شخص آخر. (جا ٧:١٦) وعلى ضوء مؤهِّلات النظار في الكتاب المقدس، تحدِّد هيئة الشيوخ هل يبلغ الاخ هذه المقاييس الى حدٍّ معقول. وهم يأخذون النقص البشري في الاعتبار وليسوا متحيزين ولا ريائيين. وهكذا يقدِّمون توصياتهم فيما يفكرون في مقاييس يهوه الصائبة وخير الجماعة. كما انهم يصلُّون جيدا قبل ان يقدِّموا كل توصية ويتبعون توجيه روح اللّٰه القدس. فهذه مسؤولية مهمة جدا يجب ان يتمموها بانسجام مع نصيحة بولس: «لا تضع يديك ابدا على احد بالعجلة». — ١ تي ٥:٢١، ٢٢.
ثمر الروح
٢٠ يجب ان يكون واضحا ان الذين لديهم المؤهِّلات الروحية يعملون تحت توجيه الروح القدس ويُظهرون ثمره في حياتهم. ويعدِّد بولس اوجه ثمر الروح التسعة: «المحبة، الفرح، السلام، طول الاناة، اللطف، الصلاح، الايمان، الوداعة، وضبط النفس». (غل ٥:٢٢، ٢٣) وهؤلاء النظار ينعشون الاخوة ويساعدون الجماعة ان تقدِّم ليهوه خدمة مقدسة باتِّحاد. كما ان سلوكهم ونتيجة اعمالهم دليل انهم معيَّنون من الروح القدس. — اع ٢٠:٢٨.
رجال يقوُّون الوحدة
٢١ من المهم ان يتعاون الشيوخ كي يقوُّوا وحدة الجماعة. صحيح ان شخصياتهم مختلفة وقد لا يتفقون في كل مسألة يناقشونها، لكنهم يحافظون على الوحدة حين يصغون باحترام واحدهم الى الآخر. ويجب ان يكون كلٌّ منهم مستعدا ان يذعن ويدعم القرار النهائي الذي تتخذه هيئة الشيوخ، ما دام لا يتعارض مع اي مبدإ من الكتاب المقدس. والاذعان يُظهِر ان الشخص توجِّهه ‹الحكمة التي من فوق المسالمة والمرنة›. (يع ٣:١٧، ١٨) ولا يجب ان يظن اي شيخ انه افضل من غيره ويحاول ان يتحكم بهم. وحين يتعاون الشيوخ معا من اجل خير الجماعة، يتعاونون في الواقع مع يهوه. — ١ كو ١٢؛ كو ٢:١٩.
الابتغاء
٢٢ يجب ان يرغب كل رجل مسيحي ناضج ان يكون ناظرا. (١ تي ٣:١) الا ان الخدمة كشيخ تتطلب بذل الجهد وتقديم التضحيات. وتتطلب ايضا ان يكون الاخ مستعدا دائما ان يهتم بحاجات الاخوة وبخيرهم الروحي. كما ان الابتغاء يستلزم بذل الجهد لبلوغ المؤهِّلات المذكورة في الكتاب المقدس.
حين تتغير ظروف الشيخ
٢٣ قد يمرض الاخ الذي يخدم بأمانة كشيخ منذ فترة طويلة او يصير عاجزا لسبب آخر. فربما لا يعود قادرا ان يقوم بمسؤولياته بسبب عمره. رغم ذلك، يلزم احترامه واعتباره شيخا ما دام لا يزال معيَّنا. ولا ضرورة ان يتخلى عن تعيينه بسبب ظروفه. فهو لا يزال يستحق الكرامة المضاعفة التي ينالها الشيوخ الذين يعملون بنشاط ويبذلون كل طاقتهم ليرعوا الرعية.
٢٤ ولكن اذا شعر اخ انه من الافضل ان يتخلى عن تعيينه بسبب ظروفه، فالقرار يرجع اليه. (١ بط ٥:٢) ولكن يجب ان يستمر افراد الجماعة في احترامه. فهو لا يزال يقدر ان يقدِّم الكثير للجماعة، رغم انه لم يعد يقوم بتعيينات ومسؤوليات الشيوخ.
المسؤوليات في الجماعة
٢٥ يقوم الشيوخ بمسؤوليات مختلفة ضمن الجماعة. فهناك منسِّق هيئة الشيوخ، الكاتب، ناظر الخدمة، مدير درس برج المراقبة، وناظر اجتماع الخدمة والحياة المسيحية. ويخدم شيوخ كثيرون كنظار فرق. وكل شيخ يقوم بإحدى هذه المسؤوليات فترة غير محدَّدة. اما اذا انتقل احدهم الى جماعة اخرى او لم يعد قادرا على القيام بمسؤوليته لأسباب صحية او لم يعد مؤهَّلا لأنه لا يبلغ احد مطالب الكتاب المقدس، فعندئذ يقوم شيخ آخر بهذا التعيين. وفي الجماعات حيث عدد النظار غير كافٍ، قد يضطر احد الشيوخ ان يقوم بأكثر من تعيين واحد الى ان يتأهل اخوة آخرون ويعيَّنوا شيوخا.
٢٦ ان منسِّق هيئة الشيوخ هو العريف في اجتماعات هيئة الشيوخ. وهو يعمل بتواضع جنبا الى جنب مع الشيوخ الآخرين للاعتناء برعية اللّٰه. (رو ١٢:١٠؛ ١ بط ٥:٢، ٣) ويلزم ان يكون منظِّما جيدا ويقوم بعمل الاشراف باجتهاد. — رو ١٢:٨.
٢٧ يهتم الكاتب بسجلات الجماعة ويُطلع الشيوخ دائما على المراسلات المهمة. وإذا لزم الامر، يمكن تعيين شيخ آخر او خادم مساعد كفء لمساعدته.
٢٨ اما ترتيبات خدمة الحقل والمسائل الاخرى المتعلقة بالخدمة فهي من مسؤولية ناظر الخدمة. فهو يقوم بزيارات منتظمة لكل فرق خدمة الحقل، بحيث يزور فريقا في نهاية اسبوع من كل شهر. وفي الجماعات الاصغر التي لا تتضمن سوى فرق قليلة لخدمة الحقل، يمكن ان يزور كل فريق مرتين في السنة. وخلال الزيارة، يدير اجتماعات خدمة الحقل، يعمل مع الفريق في الخدمة، ويقدِّم المساعدة للناشرين في زياراتهم ودروسهم.
نظار الفرق
٢٩ ان الخدمة كناظر فريق هي احد الامتيازات الرائعة في الجماعة. وتشمل هذه المسؤولية: (١) الاهتمام عمليا بالتقدم الروحي لكل فرد في فريق خدمة الحقل؛ (٢) مساعدة كل فرد في الفريق ان تكون خدمته منتظمة ومفرحة وفعَّالة؛ و (٣) مساعدة وتدريب الخدام المساعدين ضمن الفريق ان يبتغوا مسؤوليات في الجماعة ويصيروا اهلا لها. وهيئة الشيوخ هي التي تقرر مَن هم الاخوة الاكثر كفاءة لإتمام كل هذه الاوجه من التعيين.
٣٠ وتستلزم طبيعة هذا التعيين ان يكون نظار الفرق شيوخا إن امكن. ويمكن لخادم مساعد كفء ان يقوم بهذه المسؤولية الى ان يتمكن احد الشيوخ من استلامها. والخادم المساعد الذي يقوم بهذا التعيين يُدعى خادم الفريق، لأنه ليس ناظرا في الجماعة، بل يعمل تحت اشراف الشيوخ.
٣١ وأحد الاوجه المهمة لعمل ناظر الفريق هو اخذ القيادة في خدمة الحقل. فالناشرون في فريقه سيتمثلون به اذا كان منتظما ونشيطا وحماسيا. ولأن الناشرين يقدِّرون التشجيع والمساعدة اللذين ينالونهما حين يخدمون معا، جيد ان يوضع برنامج لفرق الخدمة يناسب الاكثرية. (لو ١٠:١-١٦) ويتأكد الناظر دائما ان هناك مقاطعات كافية. وهو عموما المسؤول عن ادارة اجتماع خدمة الحقل وتقسيم الناشرين. وإذا كان غائبا، يلزم ان يطلب من شيخ آخر او خادم مساعد ان يحلَّ محله. وفي حال لم يجد شيخا او خادما مساعدا، يمكن ان يطلب من ناشر مؤهَّل ان يقوم بهذه المسؤولية. وهكذا لا يخسر الناشرون الارشاد اللازم.
٣٢ على ناظر الفريق ان يصنع الترتيبات مسبقا لزيارة ناظر الخدمة ويُعلِم فريقه بالزيارة ويشوِّقهم اليها وإلى فوائدها. فعندما يكون الجميع مطَّلعين على الترتيب، يدعمونه بحماسة.
٣٣ يجب ان يبقى فريق الخدمة صغيرا كي يقدر ناظر الفريق ان يتعرَّف جيدا بكل افراد فريقه. فناظر الفريق راعٍ محب يهتم بإخلاص بكلٍّ منهم. فهو يحاول ان يساعد كل فرد ويشجِّعه على خدمة الحقل وحضور اجتماعات الجماعة والاشتراك فيها، ويبذل جهده كي يدعم الاخوة في اي مجال آخر لكي يبقوا اقوياء روحيا. ويزور ايضا المرضى والمكتئبين ويشجِّعهم. كما انه يقدِّم للبعض اقتراحات او نصائح مفيدة تساعدهم ان يبتغوا المزيد من الامتيازات في الجماعة ويتمكنوا بالتالي من تقديم مساعدة اكبر للاخوة. ورغم انه من المنطقي ان يركِّز ناظر الفريق على الاخوة في فريقه، فإن مسؤوليته كشيخ وراعٍ تُلزِمه ان يهتم بمحبة بجميع افراد الجماعة، ويبقى على استعداد لمساعدة الذين بحاجة. — اع ٢٠:١٧، ٢٨.
٣٤ وإحدى مسؤوليات ناظر الفريق هي المساعدة في جمع تقارير خدمة الحقل من الناشرين في فريقه ثم تسليمها الى الكاتب. ويساعد كل ناشر ناظر الفريق حين يقدِّم تقرير خدمته بسرعة. فيجب ان يعطي تقريره في نهاية الشهر لناظر الفريق مباشرة او يضعه في الصندوق المخصَّص لتقارير خدمة الحقل في قاعة الملكوت.
لجنة خدمة الجماعة
٣٥ هناك واجبات يلزم ان تقوم بها لجنة خدمة الجماعة المؤلفة من منسِّق هيئة الشيوخ، الكاتب، وناظر الخدمة. مثلا، توافق لجنة الخدمة على استخدام قاعة الملكوت للأعراس والمآتم، وهي مسؤولة عن تقسيم الناشرين في فرق خدمة الحقل. كما انها توافق على طلبات خدمة الفتح العادي والاضافي وأنواع الخدمة الاخرى. وتعمل لجنة الخدمة تحت اشراف هيئة الشيوخ.
٣٦ يحدِّد مكتب الفرع واجبات كلٍّ من هؤلاء الاخوة، بالاضافة الى واجبات مدير درس برج المراقبة، ناظر اجتماع الخدمة والحياة المسيحية، والشيوخ الآخرين الذين يؤلفون هيئة الشيوخ.
٣٧ تجتمع هيئة الشيوخ في كل جماعة دوريا لمناقشة المسائل المتعلقة بتقدم الجماعة الروحي. فهم يعقدون اجتماع
-