مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الشجاعة تنبع من الايمان والتقوى
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اَلشَّجَاعَةُ تَنْبَعُ مِنَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى

      ‏«تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ».‏ —‏ يشوع ١:‏٩‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ كَيْفَ بَدَتْ إِمْكَانِيَّةُ ٱنْتِصَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى ٱلْكَنْعَانِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ تَأْكِيدٍ نَالَهُ يَشُوعُ؟‏

      سَنَةَ ١٤٧٣ ق‌م،‏ كَانَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ عَلَى عَتَبَةِ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ وَقَدْ ذَكَّرَهُمْ مُوسَى بِٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ،‏ قَائِلًا:‏ «أَنْتَ ٱلْيَوْمَ عَابِرٌ ٱلْأُرْدُنَّ لِتَدْخُلَ وَتَطْرُدَ أُمَمًا أَعْظَمَ وَأَقْوَى مِنْكَ،‏ مُدُنًا عَظِيمَةً وَمُحَصَّنَةً إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ شَعْبًا عِظَامًا وَطِوَالًا،‏ بَنِي ٱلْعَنَاقِيِّينَ،‏ ٱلَّذِينَ عَرَفْتَ عَنْهُمْ وَسَمِعْتَ ٱلْقَوْلَ:‏ ‹مَنْ يَقِفُ أَمَامَ بَنِي عَنَاقَ؟‏›».‏ (‏تثنية ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ فَهؤُلَاءِ ٱلْمُحَارِبُونَ ٱلْعَمَالِقَةُ كَانُوا مَشْهُورِينَ جِدًّا.‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ كَانَ لَدَيْهِمْ جَيْشٌ مُجَهَّزٌ بِأَفْضَلِ ٱلْمُعَدَّاتِ وَيَسْتَعْمِلُ ٱلْأَحْصِنَةَ وَٱلْمَرْكَبَاتِ ذَاتَ ٱلْعَجَلَاتِ ٱلَّتِي لَهَا مَنَاجِلُ مِنْ حَدِيدٍ.‏ —‏ قضاة ٤:‏١٣‏.‏

      ٢ أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَكَانَتْ أُمَّةً مُسْتَعْبَدَةً وَقَدْ قَضَتْ ٤٠ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ لِذلِكَ بَدَتْ إِمْكَانِيَّةُ ٱلِٱنْتِصَارِ ضَئِيلَةً جِدًّا مِنْ وُجْهَةِ ٱلنَّظَرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ تَحَلَّى مُوسَى بِٱلْإِيمَانِ،‏ مِمَّا سَاعَدَهُ كَيْ «يَرَى» أَنَّ يَهْوَه يَقُودُهُمْ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٧‏)‏ قَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ:‏ «يَهْوَه إِلٰهُكَ عَابِرٌ أَمَامَكَ .‏ .‏ .‏ هُوَ يُفْنِيهِمْ وَيُخْضِعُهُمْ أَمَامَكَ».‏ (‏تثنية ٩:‏٣؛‏ مزمور ٣٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى،‏ أَكَّدَ يَهْوَه لِيَشُوعَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُ قَائِلًا:‏ «قُمِ ٱلْآنَ وَٱعْبُرِ ٱلْأُرْدُنَّ هٰذَا،‏ أَنْتَ وَجَمِيعُ هٰذَا ٱلشَّعْبِ،‏ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ،‏ أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ.‏ لَا يَقِفُ أَحَدٌ أَمَامَكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.‏ كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ».‏ —‏ يشوع ١:‏٢،‏ ٥‏.‏

      ٣ مَاذَا سَاعَدَ يَشُوعَ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟‏

      ٣ أَوْصَى يَهْوَه يَشُوعَ أَنْ يَقْرَأَ شَرِيعَتَهُ وَيَتَأَمَّلَ فِيهَا وَيُطَبِّقَهَا لِكَيْ يَنَالَ دَعْمَهُ وَإِرْشَادَهُ.‏ ثُمَّ قَالَ لَهُ:‏ «حِينَئِذٍ تُنْجِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ.‏ أَمَا أَمَرْتُكَ؟‏ تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ.‏ لَا تَرْتَعِدْ وَلَا تَرْتَعْ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا ذَهَبْتَ».‏ (‏يشوع ١:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَلِأَنَّ يَشُوعَ أَطَاعَ ٱللّٰهَ،‏ فَقَدْ تَشَجَّعَ وَتَقَوَّى وَنَجَحَ.‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ لَمْ يُعْرِبْ مُعْظَمُ أَبْنَاءِ جِيلِهِ فِي ٱلسَّابِقِ عَنِ ٱلطَّاعَةِ للّٰهِ،‏ لِذلِكَ لَمْ يَنْجَحُوا وَمَاتُوا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏

      شَعْبٌ عَدِيمُ ٱلْإِيمَانِ تَنْقُصُهُ ٱلشَّجَاعَةُ

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ أَيُّ تَبَايُنٍ هُنَالِكَ بَيْنَ مَوْقِفِ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ وَمَوْقِفِ يَشُوعَ وَكَالِبَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَهْوَه تِجَاهَ قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا ٱلشَّعْبُ؟‏

      ٤ عِنْدَمَا صَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَرِيبِينَ مِنْ كَنْعَانَ قَبْلَ ٤٠ سَنَةً،‏ أَرْسَلَ مُوسَى ١٢ رَجُلًا لِتَجَسُّسِ ٱلْأَرْضِ.‏ فَعَادَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ خَائِفِينَ،‏ وَتَذَمَّرُوا قَائِلِينَ:‏ «جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي رَأَيْنَاهُ فِيهَا أُنَاسٌ مَرَدَةٌ.‏ فَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ ٱلنَّفِيلِيمَ،‏ بَنِي عَنَاقَ،‏ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلنَّفِيلِيمِ،‏ فَصِرْنَا فِي عُيُونِنَا كَٱلْجَنَادِبِ».‏ فَهَلْ كَانَ «جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ» —‏ وَلَيْسَ ٱلْعَنَاقِيُّونَ فَقَطْ —‏ عَمَالِقَةً؟‏ كَلَّا.‏ وَهَلْ كَانَ ٱلْعَنَاقِيُّونَ مُتَحَدِّرِينَ مِنَ ٱلنَّفِيلِيمِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ؟‏ بِٱلطَّبْعِ لَا.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْمُبَالَغَةَ أَنْتَجَتْ مَوْجَةَ ذُعْرٍ ٱجْتَاحَتِ ٱلْمُخَيَّمَ كُلَّهُ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلشَّعْبَ أَرَادُوا ٱلرُّجُوعَ إِلَى مِصْرَ،‏ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي كَانُوا مُسْتَعْبَدِينَ فِيهَا.‏ —‏ عدد ١٣:‏٣١–‏١٤:‏٤‏.‏

      ٥ إِلَّا أَنَّ يَشُوعَ وَكالِبَ،‏ جَاسُوسَانِ مِنَ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلـ‍ ١٢،‏ كَانَا مُتَحَمِّسَيْنِ لِدُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ قَالَا عَنِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ:‏ «إِنَّهُمْ خُبْزٌ لَنَا.‏ قَدْ تَحَوَّلَ عَنْهُمْ ظِلُّ ٱلْحِمَايَةِ،‏ وَيَهْوَهُ مَعَنَا.‏ لَا تَخَافُوهُمْ».‏ (‏عدد ١٤:‏٩‏)‏ فَهَلْ كَانَ يَشُوعُ وَكَالِبُ مُتَفَائِلَيْنِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ؟‏ كَلَّا!‏ فَقَدْ سَبَقَا وَشَاهَدَا مَعَ بَاقِي ٱلْأُمَّةِ كَيْفَ أَذَلَّ يَهْوَه مِصْرَ ٱلْجَبَّارَةَ وَآلِهَتَهَا بِوَاسِطَةِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْعَشْرِ.‏ ثُمَّ رَأَيَا بِأُمِّ عُيُونِهِمَا كَيْفَ أَغْرَقَ يَهْوَه فِرْعَوْنَ وَقُوَّتَهُ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ.‏ (‏مزمور ١٣٦:‏١٥‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ خَوْفَ ٱلْجَواسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ وَٱلَّذِينَ تَأَثَّرُوا بِهِمْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَيُّ مُبَرِّرٍ.‏ قَالَ يَهْوَه:‏ «إِلَى مَتَى لَا يُؤْمِنُونَ بِي بِٱلرَّغْمِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي صَنَعْتُهَا فِي وَسْطِهِمْ؟‏».‏ —‏ عدد ١٤:‏١١‏.‏

      ٦ كَيْفَ تَرْتَبِطُ ٱلشَّجَاعَةُ بِٱلْإِيمَانِ،‏ وَكَيْفَ يُرَى ذلِكَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟‏

      ٦ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ بَلَغَ يَهْوَه صَمِيمَ ٱلْمُشْكِلَةِ:‏ إِنَّ جُبْنَ ٱلشَّعْبِ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.‏ نَعَمِ،‏ ٱلْإِيمَانُ وَٱلشَّجَاعَةُ مُرْتَبِطَانِ مَعًا ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِحَيْثُ تَمَكَّنَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مِنَ ٱلْكِتَابَةِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَخَيْرِهَا ٱلرُّوحِيِّ:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلْغَلَبَةُ ٱلَّتِي غَلَبَتِ ٱلْعَالَمَ:‏ إِيمَانُنَا».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٤‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُسَاهِمُ ٱلْإِيمَانُ ٱلَّذِي هُوَ كَإِيمَانِ يَشُوعَ وَكَالِبَ فِي دَفْعِ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ مَلَايِينِ شَاهِدٍ لِيَهْوَه —‏ صِغَارًا وَكِبَارًا،‏ أَقْوِيَاءَ وَضُعَفَاءَ —‏ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ وَلَمْ يَقْدِرْ أَيُّ عَدُوٍّ أَنْ يُسْكِتَ هذَا ٱلْجَيْشَ ٱلْبَاسِلَ ٱلْجَبَّارَ.‏ —‏ روما ٨:‏٣١‏.‏

      لَا ‹تَتَرَاجَعْ›‏

      ٧ مَاذَا يَعْنِي ‹ٱلتَّرَاجُعُ›؟‏

      ٧ إِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ يَكْرِزُونَ بِٱلْبِشَارَةِ بِشَجَاعَةٍ لِأَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ تَمَامًا كَٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي كَتَبَ:‏ «لَسْنَا مِمَّنْ يَتَرَاجَعُونَ لِلْهَلَاكِ،‏ بَلْ مِمَّنْ لَهُمْ إِيمَانٌ لِٱسْتِحْيَاءِ ٱلنَّفْسِ».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٩‏)‏ وَ ‹ٱلتَّرَاجُعُ› ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ بُولُسُ لَا يَعْنِي مُجَرَّدَ شُعُورٍ مُؤَقَّتٍ بِٱلْخَوْفِ،‏ لِأَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱنْتَابَهُمُ ٱلْخَوْفُ أَحْيَانًا.‏ (‏١ صموئيل ٢١:‏١٢؛‏ ١ ملوك ١٩:‏١-‏٤‏)‏ بَلْ يُشِيرُ إِلَى «ٱلِٱرْتِدَادِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ،‏ ٱلِٱنْسِحَابِ»،‏ وَ «ٱلتَّقَاعُسِ عَنِ ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْحَقِّ»،‏ كَمَا يُوضِحُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَيُضِيفُ ٱلْقَامُوسُ أَنَّ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ قَدْ يَكُونُ مَجَازًا مُسْتَوْحًى مِنْ «إِنْزَالِ ٱلشِّرَاعِ وَتَخْفِيفِ ٱلسُّرْعَةِ» وَمُسْتَخْدَمًا فِي مَجَالِ خِدْمَةِ ٱللّٰهِ.‏ طَبْعًا،‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ إِيمَانًا قَوِيًّا لَا يُفَكِّرُونَ فِي «تَخْفِيفِ ٱلسُّرْعَةِ» عِنْدَمَا تَنْشَأُ ٱلصُّعُوبَاتُ —‏ سَوَاءٌ كَانَتْ هذِهِ ٱلصُّعُوبَاتُ ٱضْطِهَادًا أَوْ مَرَضًا أَوْ أَيَّةَ مِحْنَةٍ أُخْرَى.‏ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ،‏ إِنَّهُمْ يَجِدُّونَ فِي ٱلتَّقَدُّمِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه،‏ مُدْرِكِينَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِهِمْ كَثِيرًا وَيَعْرِفُ حُدُودَهُمْ.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٢٢؛‏ ١٠٣:‏١٤‏)‏ فَهَلْ لَدَيْكَ إِيمَانٌ كَهذَا؟‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ قَوَّى يَهْوَه إِيمَانَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِتَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا؟‏

      ٨ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ شَعَرَ ٱلرُّسُلُ أَنَّهُ يَنْقُصُهُمُ ٱلْإِيمَانُ.‏ لِذلِكَ قَالُوا لِيَسُوعَ:‏ «زِدْنَا إِيمَانًا».‏ (‏لوقا ١٧:‏٥‏)‏ وَقَدِ ٱسْتُجِيبَ طَلَبُهُمُ ٱلْمُخْلِصُ هذَا،‏ خُصُوصًا يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م حِينَ حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ وَمَنَحَهُمْ فَهْمًا أَعْمَقَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَقَصْدِهِ.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦؛‏ اعمال ٢:‏١-‏٤‏)‏ وَإِذْ قَوِيَ إِيمَانُهُمْ،‏ شَرَعُوا فِي حَمْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ أَوْصَلُوا بِوَاسِطَتِهَا ٱلْبِشَارَةَ إِلَى «كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ» رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضُوا لَهَا.‏ —‏ كولوسي ١:‏٢٣؛‏ اعمال ١:‏٨؛‏ ٢٨:‏٢٢‏.‏

      ٩ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَنُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِكَيْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا وَنَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ.‏ فَلَنْ نُنَمِّيَ ٱلْإِيمَانَ ٱلَّذِي يَبُثُّ فِينَا ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ لِلِٱحْتِمَالِ وَٱلِٱنْتِصَارِ فِي حَرْبِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ إِلَّا إِذَا غَرَسْنَا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ فِي عَقْلِنَا وَقَلْبِنَا،‏ تَمَامًا كَمَا فَعَلَ يَشُوعُ وَكَالِبُ وَٱلتَّلَامِيذُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ.‏ —‏ روما ١٠:‏١٧‏.‏

      اَلْإِيمَانُ بِوُجُودِ ٱللّٰهِ لَا يَكْفِي

      ١٠ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏

      ١٠ كَمَا يُظْهِرُ مِثَالُ ٱلْمُحَافِظِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ ٱلَّذِي يُنْتِجُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلِٱحْتِمَالَ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ ٱلْإِيمَانِ بِوُجُودِ ٱللّٰهِ.‏ (‏يعقوب ٢:‏١٩‏)‏ فَهُوَ يَتَطَلَّبُ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِشَخْصِيَّةِ يَهْوَه وَنَمْتَلِكَ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِهِ.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٥-‏٨؛‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَيَعْنِي أَيْضًا أَنْ نُؤْمِنَ بِكُلِّ قَلْبِنَا أَنَّ ٱتِّبَاعَ شَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ هُوَ لِمَصْلَحَتِنَا.‏ (‏اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ كَمَا يَشْمُلُ أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ يَهْوَه سَيُتَمِّمُ كُلَّ وُعُودِهِ وَأَنَّهُ «يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ».‏ —‏ عبرانيين ١١:‏١،‏ ٦؛‏ اشعيا ٥٥:‏١١‏.‏

      ١١ كَيْفَ بُورِكَ يَشُوعُ وَكَالِبُ عَلَى إِيمَانِهِمَا وَشَجَاعَتِهِمَا؟‏

      ١١ وَهذَا ٱلْإِيمَانُ يَنْمُو حِينَ نُطَبِّقُ ٱلْحَقَّ،‏ ‹نَذُوقُ› ٱلْفَوَائِدَ،‏ نَرَى ٱسْتِجَابَةَ صَلَوَاتِنَا،‏ وَنَلْمُسُ بِطَرَائِقَ أُخْرَى إِرْشَادَ يَهْوَه فِي حَيَاتِنَا.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ إِيمَانَ يَشُوعَ وَكَالِبَ ٱزْدَادَ عِنْدَمَا ذَاقَا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ.‏ (‏يشوع ٢٣:‏١٤‏)‏ فَقَدْ بَقِيَا عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ بَعْدَ ٱلرِّحْلَةِ ٱلَّتِي دَامَتْ ٤٠ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ تَمَامًا كَمَا وَعَدَهُمَا ٱللّٰهُ.‏ (‏عدد ١٤:‏٢٧-‏٣٠؛‏ ٣٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَكَانَ لَهُمَا دَوْرٌ بَارِزٌ فِي ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى كَنْعَانَ خِلَالَ سِتِّ سَنَوَاتٍ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ أُنْعِمَ عَلَيْهِمَا بِحَيَاةٍ مَدِيدَةٍ وَصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ،‏ حَتَّى إِنَّهُمَا نَالَا مِيرَاثَهُمَا مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ يَهْوَه يُكَافِئُ بِسَخَاءٍ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ وَشَجَاعَةٍ.‏ —‏ يشوع ١٤:‏٦،‏ ٩-‏١٤؛‏ ١٩:‏٤٩،‏ ٥٠؛‏ ٢٤:‏٢٩‏.‏

      ١٢ كَيْفَ ‹يُعَظِّمُ يَهْوَه قَوْلَهُ›؟‏

      ١٢ يُذَكِّرُنَا ٱللُّطْفُ ٱلْحُبِّيُّ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ ٱللّٰهُ لِيَشُوعَ وَكَالِبَ بِكَلِمَاتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «عَظَّمْتَ قَوْلَك عَلَى كُلِّ ٱسْمِكَ».‏ (‏مزمور ١٣٨:‏٢‏)‏ فَعِنْدَمَا يَسْتَخْدِمُ يَهْوَه ٱسْمَهُ كَضَمَانَةٍ لِإِتْمَامِ وَعْدٍ مَا،‏ ‹يَتَعَظَّمُ› إِتْمَامُ هذَا ٱلْوَعْدِ بِمَعْنَى أَنَّهُ يَفُوقُ جِدًّا كُلَّ مَا نَتَخَيَّلُ.‏ (‏افسس ٣:‏٢٠‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ يَهْوَه لَا يُخَيِّبُ أَمَلَ ٱلَّذِينَ ‹يَتَلَذَّذُونَ› بِهِ.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

      رَجُلٌ «أَرْضَى ٱللّٰهَ»‏

      ١٣،‏ ١٤ لِمَاذَا كَانَ أَخْنُوخُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟‏

      ١٣ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي مِثَالٍ رَسَمَهُ شَاهِدٌ آخَرُ عَاشَ فِي أَزْمِنَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَهذَا ٱلشَّاهِدُ هُوَ أَخْنُوخُ.‏ فَحَتَّى قَبْلَمَا ٱبْتَدَأَ أَخْنُوخُ بِٱلتَّنَبُّؤِ،‏ عَرَفَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ إِيمَانَهُ وَشَجَاعَتَهُ سَيَكُونَانِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ كَيْفَ؟‏ لَقَدْ ذَكَرَ يَهْوَه فِي عَدْنٍ أَنَّهُ سَتَكُونُ هُنَالِكَ عَدَاوَةٌ،‏ أَوْ بُغْضٌ،‏ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ وَٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وَعَرَفَ أَخْنُوخُ أَيْضًا أَنَّ هذَا ٱلْبُغْضَ نَشَأَ فِي فَجْرِ ٱلتَّارِيخِ حِينَ قَتَلَ قَايِينُ أَخَاهُ هَابِيلَ.‏ فَأَبُوهُمَا آدَمُ عَاشَ قُرَابَةَ ٣١٠ سَنَوَاتٍ بَعْدَ وِلَادَةِ أَخْنُوخَ.‏ —‏ تكوين ٥:‏٣-‏١٨‏.‏

      ١٤ رَغْمَ ذلِكَ،‏ «سَارَ أَخْنُوخُ [بِشَجَاعَةٍ] مَعَ ٱللّٰهِ» وَدَانَ «ٱلْأُمُورَ ٱلْفَظِيعَةَ» ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا ٱلنَّاسُ عَلَى يَهْوَه.‏ (‏تكوين ٥:‏٢٢؛‏ يهوذا ١٤،‏ ١٥‏)‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَا ٱلْمَوْقِفَ ٱلشُّجَاعَ إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ جَلَبَ لَهُ أَعْدَاءً كُثْرًا،‏ مِمَّا عَرَّضَ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ.‏ وَهذَا مَا دَفَعَ يَهْوَه آنَذَاكَ إِلَى تَجْنِيبِ نَبِيِّهِ أَوْجَاعَ ٱلْمَوْتِ.‏ فَبَعْدَمَا كَشَفَ لَهُ يَهْوَه أَنَّهُ ‹أَرْضَاهُ›،‏ ‹نَقَلَهُ› مِنَ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْمَوْتِ،‏ رُبَّمَا خِلَالَ غَيْبُوبَةٍ نَالَ فِيهَا رُؤْيَا.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٥،‏ ١٣؛‏ تكوين ٥:‏٢٤‏.‏

      ١٥ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ أَخْنُوخُ لِخُدَّامِ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ؟‏

      ١٥ بَعْدَمَا تَحَدَّثَ بُولُسُ عَنِ ٱنْتِقَالِ أَخْنُوخَ،‏ شَدَّدَ مَرَّةً أُخْرَى عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْإِيمَانِ قَائِلًا إِنَّهُ ‹بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاءُ› ٱللّٰهِ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ نَعَمْ،‏ مَنَحَ ٱلْإِيمَانُ أَخْنُوخَ ٱلشَّجَاعَةَ لِيَسِيرَ مَعَ يَهْوَه وَيُعْلِنَ دَيْنُونَتَهُ عَلَى عَالَمٍ أَثِيمٍ.‏ وَهُوَ خَيْرُ مِثَالٍ لَنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَلَدَيْنَا عَمَلٌ مُمَاثِلٌ لِعَمَلِهِ لِنَقُومَ بِهِ فِي عَالَمٍ مُقَاوِمٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَمَلْآنٍ بِشَتَّى أَنْوَاعِ ٱلشُّرُورِ.‏ —‏ مزمور ٩٢:‏٧؛‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ رؤيا ١٢:‏١٧‏.‏

      اَلشَّجَاعَةُ تَنْبَعُ مِنَ ٱلتَّقْوَى

      ١٦،‏ ١٧ مَنْ كَانَ عُوبَدْيَا،‏ وَفِي أَيِّ مُحِيطٍ كَانَ يَعِيشُ؟‏

      ١٦ إِلَى جَانِبِ ٱلْإِيمَانِ،‏ هُنَالِكَ صِفَةٌ أُخْرَى تُوَلِّدُ ٱلشَّجَاعَةَ.‏ إِنَّهَا ٱلْخَوْفُ ٱلتَّوْقِيرِيُّ مِنَ ٱللّٰهِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ بَارِزٍ لِرَجُلٍ خَائِفٍ للّٰهِ كَانَ يَعِيشُ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا وَٱلْمَلِكِ أَخْآ‌بَ.‏ وَقَدْ حَكَمَ أَخْآ‌بُ عَلَى مَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ حَيْثُ تَفَشَّتْ عِبَادَةُ ٱلْبَعْلِ بِشَكْلٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ وَكَانَ أَنْبِيَاءُ ٱلْبَعْلِ ٱلْأَرْبَعُ مِئَةٍ وَٱلْخَمْسُونَ وَأَنْبِيَاءُ ٱلسَّارِيَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْأَرْبَعُ مِئَةٍ «يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابِلَ».‏ —‏ ١ ملوك ١٦:‏٣٠-‏٣٣؛‏ ١٨:‏١٩‏.‏

      ١٧ وَبِمَا أَنَّ إِيزَابِلَ كَانَتْ عَدُوَّةً لَدُودَةً لِيَهْوَه،‏ فَقَدْ حَاوَلَتِ ٱسْتِئْصَالَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ لِذلِكَ قَتَلَتْ بَعْضَ أَنْبِيَاءِ يَهْوَه،‏ حَتَّى إِنَّهَا حَاوَلَتْ قَتْلَ إِيلِيَّا.‏ لكِنَّهُ عَبَرَ ٱلْأُرْدُنَّ هَرَبًا مِنْهَا كَمَا أَوْصَاهُ ٱللّٰهُ.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏١-‏٣؛‏ ١٨:‏١٣‏)‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ كُنْتَ سَتَسْتَصْعِبُ تَأْيِيدَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ لَوْ كُنْتَ عَائِشًا فِي ٱلْمَمْلَكَةِ ٱلشَّمَالِيَّةِ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَنِ؟‏ وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ،‏ مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَعْمَلُ فِي ٱلْبَلَاطِ ٱلْمَلَكِيِّ؟‏ هذَا كَانَ ٱلْمُحِيطَ ٱلَّذِي عَاشَ فِيهِ عُوبَدْيَا ٱلْخَائِفُ ٱللّٰهِ،‏a ٱلْوَكِيلُ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى بَيْتِ أَخْآ‌بَ.‏ —‏ ١ ملوك ١٨:‏٣‏.‏

      ١٨ مَاذَا جَعَلَ عُوبَدْيَا خَادِمًا لِيَهْوَه يَنْدُرُ مَثِيلُهُ؟‏

      ١٨ لَا شَكَّ أَنَّ عُوبَدْيَا كَانَ حَذِرًا وَفَطِينًا فِي عِبَادَتِهِ لِيَهْوَه.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَمْ يُسَايِرْ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهِ.‏ تُخْبِرُنَا ١ ملوك ١٨:‏٣‏:‏ «كَانَ عُوبَدْيَا يَخَافُ يَهْوَهَ جِدًّا».‏ نَعَمْ،‏ كَانَ خَوْفُ عُوبَدْيَا مِنَ ٱللّٰهِ يَنْدُرُ مَثِيلُهُ.‏ وَهذَا ٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ جَعَلَهُ يَتَحَلَّى بِشَجَاعَةٍ بَارِزَةٍ أَظْهَرَهَا فَوْرًا بَعْدَمَا قَتَلَتْ إِيزَابِلُ أَنْبِيَاءَ يَهْوَه.‏

      ١٩ أَيُّ أَمْرٍ قَامَ بِهِ عُوبَدْيَا يَدُلُّ عَلَى شَجَاعَتِهِ؟‏

      ١٩ نَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «كَانَ لَمَّا قَطَعَتْ إِيزَابِلُ أَنْبِيَاءَ يَهْوَهَ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ،‏ كُلَّ خَمْسِينَ فِي مَغَارَةٍ،‏ وَزَوَّدَهُمْ بِٱلْخُبْزِ وَٱلْمَاءِ».‏ (‏١ ملوك ١٨:‏٤‏)‏ كَمَا تَرَى،‏ كَانَ إِطْعَامُ مِئَةِ رَجُلٍ خُفْيَةً أَمْرًا مَحْفُوفًا بِٱلْمَخَاطِرِ.‏ فَلَمْ يَكُنْ عَلَى عُوبَدْيَا أَنْ يَحْتَرِسَ لِئَلَّا يَكْتَشِفَ أَخْآ‌بُ وَإِيزَابِلُ أَمْرَهُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ كَانَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَحْتَرِسَ مِنَ ٱلْأَنْبِيَاءِ ٱلدَّجَّالِينَ ٱلـ‍ ٨٥٠ ٱلَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ إِلَى ٱلْقَصْرِ.‏ كَمَا أَنَّ عَبَدَةَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْكَثِيرِينَ ٱلَّذِينَ يَنْتَمُونَ إِلَى كُلِّ طَبَقَاتِ ٱلْمُجْتَمَعِ فِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُونُوا حَتْمًا لِيُوَفِّرُوا أَيَّةَ فُرْصَةٍ لِفَضْحِهِ،‏ وَذلِكَ سَعْيًا إِلَى نَيْلِ ٱسْتِحْسَانِ ٱلْمَلِكِ وَٱلْمَلِكَةِ.‏ وَلكِنْ عَلَى مَرْأًى مِنْ كُلِّ عَبَدَةِ ٱلْأَصْنَامِ هؤُلَاءِ،‏ ٱهْتَمَّ عُوبَدْيَا بِحَاجَاتِ أَنْبِيَاءِ يَهْوَه.‏ فَمَا أَقْوَى تَأْثِيرَ خَوْفِ ٱللّٰهِ!‏

      ٢٠ كَيْفَ سَاعَدَتِ ٱلتَّقْوَى عُوبَدْيَا،‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُهُ؟‏

      ٢٠ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَه حَمَى عُوبَدْيَا مِنْ أَعْدَائِهِ لِأَنَّهُ أَظْهَرَ ٱلشَّجَاعَةَ ٱلَّتِي تَنْبَعُ مِنَ ٱلتَّقْوَى.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَالُ ٢٩:‏٢٥‏:‏ «اَلْخَوْفُ مِنَ ٱلنَّاسِ يَضَعُ شَرَكًا،‏ وَٱلْمُتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ يَنَالُ ٱلْحِمَايَةَ».‏ فَعُوبَدْيَا لَمْ يَكُنْ شَخْصًا فَوْقَ ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ،‏ إِذْ إِنَّهُ خَافَ مِنْ أَنْ يُقْبَضَ عَلَيْهِ وَيُقْتَلَ،‏ تَمَامًا كَمَا نَخَافُ نَحْنُ.‏ (‏١ ملوك ١٨:‏٧-‏٩،‏ ١٢‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّقْوَى بَثَّتْ فِيهِ ٱلشَّجَاعَةَ لِيَتَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَمَلَّكَهُ.‏ وَهُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ لَنَا جَمِيعًا،‏ وَخُصُوصًا لِلَّذِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَه حَتَّى لَوْ كَانَتْ حُرِّيَّتُهُمْ أَوْ حَيَاتُهُمْ مُعَرَّضَةً لِلْخَطَرِ.‏ (‏متى ٢٤:‏٩‏)‏ فَلْنَسْعَ جَمِيعًا إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه «بِتَقْوَى وَمَهَابَةٍ»!‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢٨‏.‏

      ٢١ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ٢١ لَيْسَ ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّقْوَى ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلْوَحِيدَتَيْنِ ٱللَّتَيْنِ تُقَوِّيَانِ إِيمَانَنَا.‏ فَٱلْمَحَبَّةُ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ لَهَا قُوَّةٌ أَكْبَرُ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «اَللّٰهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ،‏ بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ».‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٧‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمَحَبَّةِ أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَه بِشَجَاعَةٍ خِلَالَ هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلْحَرِجَةِ.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لَيْسَ ٱلنَّبِيَّ عُوبَدْيَا.‏

  • المحبة توطِّد الشجاعة
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اَلْمَحَبَّةُ تُوَطِّدُ ٱلشَّجَاعَةَ

      ‏«اَللّٰهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ،‏ بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٧‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَةٍ تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْبَشَرَ إِلَى إِظْهَارِهَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا كَانَتْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ فَرِيدَةً مِنْ نَوْعِهَا؟‏

      قُرْبَ بَلْدَةٍ عَلَى ٱلسَّاحِلِ ٱلشَّرْقِيِّ لِأُوسْتْرَالْيَا،‏ كَانَ عَرُوسَانِ يَقُومَانِ بِٱلْغَطْسِ تَحْتَ ٱلْمَاءِ.‏ وَفِيمَا كَانَا عَلَى وَشْكِ ٱلْوُصُولِ إِلَى ٱلسَّطْحِ،‏ ٱنْدَفَعَ قِرْشٌ أَبْيَضُ نَحْوَ ٱلْمَرْأَةِ.‏ وَبِحَرَكَةٍ بُطُولِيَّةٍ،‏ دَفَعَ ٱلرَّجُلُ زَوْجَتَهُ جَانِبًا تَارِكًا نَفْسَهُ فَرِيسَةً لِلْقِرْشِ.‏ عَبَّرَتْ أَرْمَلَتُهُ فِي ٱلْمَأْتَمِ قَائِلَةً:‏ «لَقَدْ ضَحَّى بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِي».‏

      ٢ نَعَمْ،‏ تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْبَشَرَ إِلَى إِظْهَارِ شَجَاعَةٍ مُمَيَّزَةٍ.‏ فَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ قَالَ:‏ «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ:‏ أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٣‏)‏ وَبَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ٢٤ سَاعَةً مِنْ قَوْلِهِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ بَذَلَ حَيَاتَهُ عَنْ كُلِّ ٱلْبَشَرِ وَلَيْسَ عَنْ شَخْصٍ وَاحِدٍ فَقَطْ.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ وَتَضْحِيَةُ يَسُوعَ بِحَيَاتِهِ لَمْ تَكُنْ عَمَلًا بُطُولِيًّا وَلِيدَ سَاعَتِهِ.‏ فَقَدْ عَرَفَ مُسْبَقًا أَنَّهُ سَيُسْخَرُ مِنْهُ،‏ يُعَامَلُ مُعَامَلَةً سَيِّئَةً،‏ يُحْكَمُ عَلَيْهِ ظُلْمًا،‏ وَيُعْدَمُ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ.‏ حَتَّى إِنَّهُ أَعَدَّ تَلَامِيذَهُ لِهذَا ٱلْأَمْرِ قَائِلًا:‏ «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَيُسَلَّمُ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَإِلَى ٱلْكَتَبَةِ،‏ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ،‏ فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ».‏ —‏ مرقس ١٠:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

      ٣ مَاذَا سَاعَدَ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ شَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ؟‏

      ٣ وَمَاذَا سَاعَدَ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ هذِهِ ٱلشَّجَاعَةِ ٱلْخَارِقَةِ؟‏ لَقَدْ لَعِبَ ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّقْوَى دَوْرًا بَارِزًا.‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧؛‏ ١٢:‏٢‏)‏ لكِنَّ ٱلصِّفَةَ ٱلْأَهَمَّ ٱلَّتِي نَبَعَتْ مِنْهَا شَجَاعَتُهُ هِيَ مَحَبَّتُهُ للّٰهِ وَرُفَقَائِهِ ٱلْبَشَرِ.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ سَنَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْإِعْرَابِ عَنْ شَجَاعَةٍ كَشَجَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا ٱلْمَحَبَّةَ إِلَى جَانِبِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى.‏ (‏افسس ٥:‏٢‏)‏ فَكَيْفَ نُنَمِّي مَحَبَّةً كَهذِهِ؟‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ مَصْدَرَ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏

      ‏«اَلْمَحَبَّةُ هِيَ مِنَ ٱللّٰهِ»‏

      ٤ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَهْوَه هُوَ مَصْدَرُ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

      ٤ يَهْوَه هُوَ مُجَسَّمُ ٱلْمَحَبَّةِ وَمَصْدَرُهَا عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ لِنَسْتَمِرَّ فِي مَحَبَّةِ بَعْضِنَا بَعْضًا،‏ لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَهُوَ مَوْلُودٌ مِنَ ٱللّٰهِ وَيُحْرِزُ ٱلْمَعْرِفَةَ عَنِ ٱللّٰهِ.‏ وَمَنْ لَا يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ ٱللّٰهَ،‏ لِأَنَّ ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَبِإِمْكَانِ ٱلْمَرْءِ أَنْ يُنَمِّيَ مَحَبَّةً كَمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ بِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه مِنْ خِلَالِ نَيْلِهِ مَعْرِفَةً دَقَيقَةً وَتَطْبِيقِهِ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةَ بِطَاعَةٍ قَلْبِيَّةٍ.‏ —‏ فيلبي ١:‏٩؛‏ يعقوب ٤:‏٨؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      ٥،‏ ٦ مَاذَا سَاعَدَ أَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْأَوَّلِينَ عَلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ شَبِيهَةٍ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      ٥ أَظْهَرَ يَسُوعُ فِي صَلَاتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ مَعَ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلـ‍ ١١ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ وَٱلنُّمُوِّ فِي ٱلْمَحَبَّةِ.‏ قَالَ:‏ «عَرَّفْتُهُمْ بِٱسْمِكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ بِهِ،‏ لِتَكُونَ فِيهِمِ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي أَحْبَبْتَنِي بِهَا وَأَكُونَ أَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِمْ».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٢٦‏)‏ فَقَدْ سَاعَدَ تَلَامِيذَهُ عَلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ كَتِلْكَ ٱلَّتِي تَرْبِطُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ،‏ وَذلِكَ حِينَ عَكَسَ قَوْلًا وَعَمَلًا مَا يُمَثِّلُهُ ٱسْمُ ٱللّٰهِ —‏ أَيْ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلرَّائِعَةَ.‏ وَهكَذَا تَمَكَّنَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْقَوْلِ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٧:‏٨‏.‏

      ٦ وَٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ هِيَ مِنْ نِتَاجِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ فَعِنْدَمَا نَالَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ لَمْ يَتَذَكَّرُوا مَا عَلَّمَهُمْ إِيَّاهُ يَسُوعُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ فَهِمُوا بِشَكْلٍ أَكْمَلَ أَيْضًا مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَا ٱلْفَهْمَ ٱلْأَعْمَقَ قَوَّى مَحَبَّتَهُمْ للّٰهِ.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٦؛‏ ١٥:‏٢٦‏)‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ كَرَزُوا بِٱلْبِشَارَةِ بِجُرْأَةٍ وَغَيْرَةٍ رَغْمَ أَنَّ حَيَاتَهُمْ كَانَتْ مُعَرَّضَةً لِلْخَطَرِ.‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      اَلْإِعْرَابُ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ

      ٧ مَاذَا ٱضْطُرَّ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى ٱحْتِمَالِهِ فِي رِحْلَتِهِمَا ٱلْإِرْسَالِيَّةِ؟‏

      ٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اَللّٰهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ،‏ بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ».‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٧‏)‏ وَبُولُسُ كَانَ يَتَكَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا عَانَاهُ هُوَ وَبَرْنَابَا فِي رِحْلَتِهِمَا ٱلْإِرْسَالِيَّةِ.‏ فَقَدْ كَرَزَا فِي عَدَدٍ مِنَ ٱلْمُدُنِ،‏ بِمَا فِيهَا أَنْطَاكِيَةُ وَإِيقُونِيَةُ وَلِسْتَرَةُ.‏ وَفِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْمُدُنِ،‏ صَارَ ٱلْبَعْضُ مُؤْمِنِينَ فِي حِينِ أَنَّ آخَرِينَ كَانُوا مُقَاوِمِينَ عِدَائِيِّينَ.‏ (‏اعمال ١٣:‏٢،‏ ١٤،‏ ٤٥،‏ ٥٠؛‏ ١٤:‏١،‏ ٥‏)‏ حَتَّى إِنَّ رُعَاعًا مُهْتَاجِينَ فِي لِسْتَرَةَ رَجَمُوا بُولُسَ وَتَرَكُوهُ،‏ ظَانِّينَ أَنَّهُ مَاتَ.‏ لكِنَّ ٱلرِّوَايَةَ تَقُولُ:‏ «لَمَّا أَحَاطَ بِهِ ٱلتَّلَامِيذُ،‏ قَامَ وَدَخَلَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ.‏ وَفِي ٱلْغَدِ مَضَى مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دِرْبَةَ».‏ —‏ اعمال ١٤:‏٦،‏ ١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٨ كَيْفَ عَكَسَتِ ٱلشَّجَاعَةُ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا بُولُسُ وَبَرْنَابَا مَحَبَّتَهُمَا ٱلْعَمِيقَةَ لِلنَّاسِ؟‏

      ٨ وَهَلْ مُحَاوَلَةُ ٱلْقَتْلِ هذِهِ أَخَافَتْ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَجَعَلَتْهُمَا يَتَوَقَّفَانِ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ.‏ فَبَعْدَمَا «تَلْمَذَا كَثِيرِينَ» فِي دِرْبَةَ،‏ «عَادَا إِلَى لِسْتَرَةَ فَإِيقُونِيَةَ فَأَنْطَاكِيَةَ».‏ لِمَاذَا؟‏ لِكَيْ يُشَجِّعَا ٱلْجُدُدَ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ قَالَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا:‏ «بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا بُدَّ أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ شَجَاعَتَهُمَا نَبَعَتْ مِنْ مَحَبَّتِهِمَا ٱلْعَمِيقَةِ ‹لِخِرَافِ ٱلْمَسِيحِ ٱلصَّغِيرَةِ›.‏ (‏اعمال ١٤:‏٢١-‏٢٣؛‏ يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَبَعْدَمَا عَيَّنَا شُيُوخًا فِي كُلٍّ مِنَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُشَكَّلَةِ حَدِيثًا،‏ صَلَّيَا و «ٱسْتَوْدَعَاهُمْ يَهْوَهَ ٱلَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ».‏

      ٩ كَيْفَ تَجَاوَبَ شُيُوخُ أَفَسُسَ مَعَ مَحَبَّةِ بُولُسَ لَهُمْ؟‏

      ٩ كَانَ بُولُسُ شَخْصًا مُحِبًّا وَشُجَاعًا حَتَّى أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ أَكَنُّوا لَهُ مَحَبَّةً كَبِيرَةً.‏ تَذَكَّرْ مَا جَرَى فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ ٱلَّذِي عَقَدَهُ مَعَ شُيُوخِ أَفَسُسَ،‏ حَيْثُ كَانَ قَدْ أَمْضَى ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ وَوَاجَهَ مُقَاوَمَةً شَدِيدَةً.‏ (‏اعمال ٢٠:‏١٧-‏٣١‏)‏ فَبَعْدَمَا شَجَّعَهُمْ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ،‏ جَثَا مَعَهُمْ وَصَلَّى.‏ ثُمَّ «كَانَ بُكَاءٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْجَمِيعِ،‏ وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ وَقَبَّلُوهُ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ خُصُوصًا مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا:‏ إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ بَعْدُ».‏ فَمَا أَشَدَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَكَنَّهَا هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ لِبُولُسَ!‏ وَعِنْدَمَا أَتَى وَقْتُ ٱلرَّحِيلِ،‏ ٱضْطُرَّ بُولُسُ وَرِفَاقُهُ فِي ٱلسَّفَرِ أَنْ ‹يَنْسَلِخُوا› لِأَنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَحَلِيِّينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَدَعُوهُمْ يَذْهَبُونَ.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٦–‏٢١:‏١‏.‏

      ١٠ كَيْفَ يُعْرِبُ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟‏

      ١٠ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُبَادَلُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ وَشُيُوخُ ٱلْجَمَاعَةِ وَكَثِيرُونَ غَيْرُهُمْ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّدِيدَةِ لِأَنَّهُمْ يُظْهِرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ لِخِرَافِ يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي تُمَزِّقُهَا ٱلْحَرْبُ ٱلْأَهْلِيَّةُ أَوِ ٱلَّتِي يُحْظَرُ فِيهَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ،‏ يُعَرِّضُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ وَزَوْجَاتُهُمْ حَيَاتَهُمْ وَحُرِّيَّتَهُمْ لِلْخَطَرِ لِيَزُورُوا ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ وَيُقَاسِي أَيْضًا شُهُودٌ كَثِيرُونَ عَلَى أَيْدِي ٱلْحُكَّامِ ٱلْعِدَائِيِّينَ وَأَتْبَاعِهِمْ لِأَنَّهُمْ يَأْبَوْنَ خِيَانَةَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَوِ ٱلْكَشْفَ عَنِ ٱلْمَصْدَرِ ٱلَّذِي يَأْخُذُونَ مِنْهُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ.‏ كَمَا أَنَّ آلَافًا آخَرِينَ يُضْطَهَدُونَ،‏ يُعَذَّبُونَ،‏ أَوْ حَتَّى يُقْتَلُونَ لِأَنَّهُمْ يَرْفُضُونَ ٱلتَّوَقُّفَ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بَٱلْبِشَارَةِ أَوْ مُعَاشَرَةِ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَلْنَقْتَدِ بِإِيمَانِ وَمَحَبَّةِ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلشُّجْعَانِ!‏ —‏ ١ تسالونيكي ١:‏٦‏.‏

      لَا تَدَعْ مَحَبَّتَكَ تَبْرُدُ

      ١١ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ يَشُنُّ ٱلشَّيْطَانُ حَرْبًا رُوحِيَّةً عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه،‏ مِمَّا يَسْتَدْعِي أَيَّ أَمْرٍ مِنْ جِهَتِهِمْ؟‏

      ١١ عِنْدَمَا طُرِحَ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كَانَ عَاقِدَ ٱلْعَزْمِ أَنْ يَصُبَّ جَامَ غَضَبِهِ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه لِأَنَّهُمْ «يَحْفَظُونَ وَصَايَا ٱللّٰهِ [وَيَشْهَدُونَ] لِيَسُوعَ».‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٧‏)‏ وَأَحَدُ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلِٱضْطِهَادُ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْإِسْتْرَاتِيجِيَّةَ غَالِبًا مَا تَرْتَدُّ عَلَى صَاحِبِهَا لِأَنَّهَا تُقَرِّبُ شَعْبَ ٱللّٰهِ وَاحِدَهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ وَتُقَوِّي أَوَاصِرَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بَيْنَهُمْ وَتَدْفَعُ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ غَيْرَةٍ أَكْبَرَ.‏ وَٱلْأُسْلُوبُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلْإِغْرَاءُ بِأُمُورٍ تَرُوقُ ٱلْمُيُولَ ٱلْبَشَرِيَّةَ ٱلْخَاطِئَةَ.‏ وَٱلتَّغَلُّبُ عَلَى هذِهِ ٱلْحِيلَةِ يَتَطَلَّبُ نَوْعًا مُخْتَلِفًا مِنَ ٱلشَّجَاعَةِ لِأَنَّ ٱلصِّرَاعَ ٱلَّذِي نَخُوضُهُ دَاخِلِيٌّ،‏ صِرَاعٌ ضِدَّ ٱلرَّغَبَاتِ غَيْرِ ٱللَّائِقَةِ فِي قَلْبِنَا ‹ٱلْغَادِرِ ٱلَّذِي يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ›.‏ —‏ ارميا ١٧:‏٩؛‏ يعقوب ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ١٢ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ» فِي مُحَاوَلَاتِهِ لِجَعْلِ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ تَخْبُو؟‏

      ١٢ يَحْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ فِي جَعْبَتِهِ سِلَاحًا فَتَّاكًا آخَرَ:‏ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ»،‏ ٱلدَّافِعَ أَوِ ٱلْمَيْلَ ٱلسَّائِدَ ٱلَّذِي يَتَنَاقَضُ تَمَامًا مَعَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٢‏)‏ وَرُوحُ ٱلْعَالَمِ يُرَوِّجُ «شَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ»:‏ ٱلْجَشَعَ وَٱلْمَادِّيَّةَ.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٦؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَادِّيَّةَ وَٱلْمَالَ لَيْسَتْ خَاطِئَةً بِحَدِّ ذَاتِهَا،‏ فَإِذَا حَلَّتْ مَحَبَّتُنَا لَهَا مَحَلَّ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ،‏ يَنْتَصِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْنَا.‏ وَتَكْمُنُ «سُلْطَةُ» —‏ أَوْ قُوَّةُ —‏ رُوحِ ٱلْعَالَمِ فِي أَنَّهُ يَرُوقُ جَسَدَنَا ٱلنَّاقِصَ،‏ يَتَسَلَّلُ إِلَيْنَا بِمَكْرٍ،‏ يُلَاحِقُنَا دُونَ هَوَادَةٍ،‏ وَيَنْتَشِرُ ٱنْتِشَارَ ٱلْهَوَاءِ.‏ فَلَا تَدَعْ رُوحَ ٱلْعَالَمِ يُفسِدُ قلبَك!‏ —‏ افسس ٢:‏٢،‏ ٣؛‏ امثال ٤:‏٢٣‏.‏

      ١٣ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُوضَعَ شَجَاعَتُنَا فِي فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ عَلَى ٱلْمِحَكِّ؟‏

      ١٣ لكِنَّ مُقَاوَمَةَ وَرَفْضَ رُوحِ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ يَتَطَلَّبَانِ ٱلشَّجَاعَةَ فِي فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ.‏ مَثَلًا،‏ تَلْزَمُ ٱلشَّجَاعَةُ لِمُغَادَرَةِ ٱلْمَسْرَحِ أَوْ إِطْفَاءِ ٱلْكُمْبْيُوتَرِ أَوِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ عِنْدَمَا نَرَى مَشَاهِدَ أَوْ صُوَرًا إِبَاحِيَّةً.‏ وَٱلشَّجَاعَةُ أَيْضًا لَازِمَةٌ لِمُقَاوَمَةِ ضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ وَٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ.‏ كَمَا تَلْزَمُ ٱلشَّجَاعَةُ لِتَأْيِيدِ شَرَائِعِ وَمَبَادِئِ ٱللّٰهِ فِي وَجْهِ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ،‏ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ رُفَقَاءِ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْجِيرَانِ أَوِ ٱلْأَقْرِبَاءِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      ١٤ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا ٱكْتَشَفْنَا أَنَّ رُوحَ ٱلْعَالَمِ أَثَّرَ فِينَا؟‏

      ١٤ إِذًا،‏ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُرَسِّخَ مَحَبَّتَنَا للّٰهِ وَلِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ!‏ خَصِّصِ ٱلْوَقْتَ لِفَحْصِ أَهْدَافِكَ وَطَرِيقَةِ حَيَاتِكَ لِكَيْ تَعْرِفَ هَلْ أَثَّرَ فِيكَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ بِطَرِيقَةٍ مَا.‏ وَإِذَا ٱكْتَشَفْتَ أَنَّهُ أَثَّرَ فِيكَ،‏ وَلَوْ قَلِيلًا،‏ فَصَلِّ إِلَى يَهْوَه لِيَمْنَحَكَ ٱلشَّجَاعَةَ بُغْيَةَ ٱسْتِئْصَالِ هذَا ٱلتَّأْثِيرِ وَتَجَنُّبِهِ.‏ وَيَهْوَه لَنْ يَتَجَاهَلَ طِلْبَاتِكَ ٱلْمُخْلِصَةَ هذِهِ.‏ (‏مزمور ٥١:‏١٧‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ إِنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ رُوحِ ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٤‏.‏

      مُوَاجَهَةُ ٱلْمِحَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ بِشَجَاعَةٍ

      ١٥،‏ ١٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ عَلَى تَخَطِّي ٱلْمِحَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ،‏ وَأَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ ذلِكَ؟‏

      ١٥ تَشْمُلُ ٱلصُّعُوبَاتُ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي يُضْطَرُّ خُدَّامُ يَهْوَه إِلَى مُجَابَهَتِهَا آثَارَ ٱلنَّقْصِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا تُؤَدِّي إِلَى ٱلْأَمْرَاضِ،‏ ٱلْإِعَاقَةِ،‏ ٱلْكَآ‌بَةِ،‏ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ (‏روما ٨:‏٢٢‏)‏ وَٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَخَطِّي هذِهِ ٱلْمِحَنِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ نَامَانْڠُولْوَا ٱلَّتِي تَرَعْرَعَتْ فِي عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ فِي زَامْبيَا.‏ فَقَدْ أُصِيبَتْ بِإِعَاقَةٍ عِنْدَمَا كَانَتْ فِي ٱلثَّانِيَةِ مِنْ عُمْرِهَا.‏ تَقُولُ:‏ «كُنْتُ خَجُولَةً جِدًّا لِأَنِّي ٱعْتَقَدْتُ أَنَّ مَظْهَرِي سَيَصْدِمُ ٱلنَّاسَ حَوْلِي.‏ لكِنَّ إِخْوَتِي ٱلرُّوحِيِّينَ سَاعَدُونِي أَنْ أَرَى ٱلْأُمُورَ مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ تَغَلَّبْتُ عَلَى خَجَلِي وَٱعْتَمَدْتُ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ».‏

      ١٦ رَغْمَ أَنْ نَامَانْڠُولْوَا لَدَيْهَا كُرْسِيٌّ مُتَحَرِّكٌ،‏ كَثِيرًا مَا تُضْطَرُّ إِلَى ٱلسَّيْرِ عَلَى يَدَيْهَا وَرُكْبَتَيْهَا عِنْدَمَا تَكُونُ فِي طَرِيقٍ رَمْلِيٍّ وَسِخٍ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ فَهِيَ تَخْدُمُ كَفَاتِحَةٍ إِضَافِيَّةٍ شَهْرَيْنِ فِي ٱلسَّنَةِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ وَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ بَكَتْ إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ عِنْدَمَا كَانَتْ نَامَانْڠُولْوَا تَشْهَدُ لَهَا.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهَا تَأَثَّرَتْ حِينَ رَأَتْ إِيمَانَهَا وَشَجَاعَتَهَا.‏ وَقَدْ بَارَكَهَا يَهْوَه بِسَخَاءٍ،‏ إِذِ ٱعْتَمَدَ خَمْسَةٌ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ تَدْرُسُ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ كَمَا أَنَّ أَحَدَ ٱلَّذِينَ دَرَسَتْ مَعَهُمْ يَخْدُمُ ٱلْآنَ كَشَيْخٍ.‏ تَقُولُ نَامَانْڠُولْوُا:‏ «كَثِيرًا مَا أَشْعُرُ بِأَلَمٍ شَدِيدٍ فِي سَاقَيَّ،‏ لكِنَّنِي لَا أَسْمَحُ لِذلِكَ بِإِعَاقَتِي عَنْ خِدْمَتِي».‏ هذِهِ ٱلْأُخْتُ هِيَ مُجَرَّدُ شَاهِدَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ بَيْنِ شُهُودٍ كَثِيرِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لَدَيْهِمْ جَسَدٌ وَاهِنٌ وَلكِنَّ رُوحَهُمْ مُتَّقِدَةٌ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِمْ للّٰهِ وَلِقَرِيبِهِمْ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ هؤُلَاءِ هُمْ «نَفَائِسُ» فِي نَظَرِ يَهْوَه.‏ —‏ حجاي ٢:‏٧‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ مَاذَا يُسَاعِدُ كَثِيرِينَ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمِحَنِ ٱلْأُخْرَى؟‏ اُذْكُرُوا ٱخْتِبَارَاتٍ مَحَلِّيَّةً.‏

      ١٧ يُمْكِنُ لِلْمَرَضِ ٱلْمُزْمِنِ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا ٱلتَّثَبُّطَ،‏ لَا بَلِ ٱلْكَآ‌بَةَ أَيْضًا.‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ:‏ «فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلَّذِي أَحْضُرُهُ،‏ هُنَالِكَ أُخْتٌ مُصَابَةٌ بِٱلدَّاءِ ٱلسُّكَّرِيِّ وَٱلْقُصُورِ ٱلْكَلَوِيِّ،‏ وَتُعَانِي أُخْتٌ أُخْرَى مِنَ ٱلسَّرَطَانِ.‏ وَثَمَّةَ أُخْتَانِ لَدَيْهِمَا ٱلْتِهَابُ مَفَاصِلَ حَادٌّ،‏ وَأُخْتٌ أُخْرَى مُصَابَةٌ بِٱلذَّأَبِ وَٱلْأَلَمِ ٱلْعَضَلِيِّ ٱللِّيفِيِّ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْأَخَوَاتُ يَشْعُرْنَ أَحْيَانًا بِٱلتَّثَبُّطِ،‏ لكِنَّهُنَّ لَا يُفَوِّتْنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ إِلَّا عِنْدَمَا يَشْتَدُّ عَلَيْهِنَّ ٱلْمَرَضُ أَوْ يَدْخُلْنَ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى.‏ وَجَمِيعُهُنَّ يَشْتَرِكْنَ بِٱنْتِظَامٍ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ وَهُنَّ يُذَكِّرْنَنِي بِبُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ ‹عِنْدَمَا أَكُونُ ضَعِيفًا،‏ فَحِينَئِذٍ أَكُونُ قَوِيًّا›.‏ أَنَا مُعْجَبٌ بِمَحَبَّتِهِنَّ وَشَجَاعَتِهِنَّ.‏ فَرُبَّمَا حَالَتُهُنَّ ٱلصِّحِّيَّةُ هِيَ مَا يَجْعَلُهُنَّ يُرَكِّزْنَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْأَهَمِّ فِي ٱلْحَيَاةِ».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏١٠‏.‏

      ١٨ فَإِذَا كُنْتَ تُصَارِعُ ٱلْإِعَاقَةَ أَوِ ٱلْمَرَضَ أَوْ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ أُخْرَى،‏ ‹فَصَلِّ بِلَا ٱنْقِطَاعٍ› طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ لِكَيْلَا تَقَعَ ضَحِيَّةَ ٱلتَّثَبُّطِ.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤،‏ ١٧‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتُعَانِي تَقَلُّبَاتٍ فِي ٱلْمَزَاجِ.‏ وَلكِنْ حَاوِلْ أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ،‏ وَخُصُوصًا عَلَى رَجَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلثَّمِينِ.‏ قَالَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ هِيَ بِمَثَابَةِ دَوَاءٍ لِي».‏ فَإِخْبَارُ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْبِشَارَةِ يُسَاعِدُهَا أَنْ تُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ.‏

      اَلْمَحَبَّةُ تُسَاعِدُ ٱلْخُطَاةَ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَه

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا خَطَأً مَا لِيَسْتَجْمِعُوا ٱلْجُرْأَةَ لِكَيْ يَعُودُوا إِلَى يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٩ إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ ضَعُفُوا رُوحِيًّا أَوِ ٱرْتَكَبُوا خَطَأً مَا يَسْتَصْعِبُونَ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى يَهْوَه.‏ لكِنَّ أَمْثَالَ هؤُلَاءِ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَجِدُوا ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ إِذَا تَابُوا تَوْبَةً أَصِيلَةً وَأَضْرَمُوا مَحَبَّتَهُمْ للّٰهِ مِنْ جَدِيدٍ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ مَارْيُوa ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ فَقَدْ تَرَكَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ،‏ صَارَ مُدْمِنًا عَلَى ٱلْكُحُولِ وَٱلْمُخَدِّرَاتِ،‏ وَبَعْدَ ٢٠ سَنَةً ٱنْتَهَى بِهِ ٱلْمَطَافُ إِلَى ٱلسِّجْنِ.‏ يَقُولُ:‏ «اِبْتَدَأْتُ أُفَكِّرُ مَلِيًّا فِي مُسْتَقْبَلِي وَأَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُجَدَّدًا.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ صِرْتُ أُقَدِّرُ صِفَاتِ يَهْوَه،‏ وَخُصُوصًا رَحْمَتَهُ ٱلَّتِي كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَطْلُبُهَا فِي صَلَاتِي.‏ بَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِي مِنَ ٱلسِّجْنِ،‏ تَجَنَّبْتُ عُشَرَائِي ٱلسَّابِقِينَ،‏ ذَهَبْتُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَأُعِدْتُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ.‏ وَرَغْمَ أَنَّنِي أَحْصُدُ ٱلْعَوَاقِبَ ٱلْجَسَدِيَّةَ لِمَا زَرَعْتُ،‏ فَعَلَى ٱلْأَقَلِّ لَدَيَّ ٱلْآنَ رَجَاءٌ رَائِعٌ.‏ فَكَمْ أَنَا شَاكِرٌ لِيَهْوَه عَلَى رَأْفَتِهِ وَغُفْرَانِهِ!‏».‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏٩-‏١٣؛‏ ١٣٠:‏٣،‏ ٤؛‏ غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ٢٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلَّذِينَ مَرُّوا بِٱخْتِبَارٍ مُمَاثِلٍ لِٱخْتِبَارِ مَارْيُو عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْمَلُوا جَاهِدِينَ لِلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَه.‏ لكِنَّ مَحَبَّتَهُمُ ٱلَّتِي أَعَادُوا إِضْرَامَهَا مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّأَمُّلِ سَتَمْنَحُهُمُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّصْمِيمَ ٱللَّازِمَيْنِ.‏ وَٱلْأَمْرُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي قَوَّى مَارْيُو هُوَ رَجَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَإِلَى جَانِبِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجَاءِ تَأْثِيرٌ إِيجَابِيٌّ فِي حَيَاتِنَا.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَتَحَدَّثُ بِٱلتَّفْصِيلِ عَنْ هذِهِ ٱلْهِبَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلثَّمِينَةِ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمِ.‏

  • ارجُ يهوه وتشجَّع
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اُرْجُ يَهْوَهَ وَتَشَجَّعْ

      ‏«اُرْجُ يَهْوَهَ.‏ تَشَجَّعْ وَلْيَتَشَدَّدْ قَلْبُكَ.‏ أَجَلِ،‏ ٱرْجُ يَهْوَهَ».‏ —‏ مزمور ٢٧:‏١٤‏.‏

      ١ إِلَى أَيِّ حَدٍّ مُهِمٌّ هُوَ ٱلرَّجَاءُ،‏ وَكَيْفَ تُسْتَخْدَمُ هذِهِ ٱلْكَلِمَةُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

      اَلرَّجَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّ هُوَ كَٱلنُّورِ ٱلسَّاطِعِ.‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا لِنَرَى أَبْعَدَ مِنَ ٱلْمِحَنِ ٱلْحَاضِرَةِ وَنُوَاجِهَ ٱلْمُسْتَقْبَلَ بِشَجَاعَةٍ وَفَرَحٍ.‏ وَيَهْوَه وَحْدَهُ قَادِرٌ عَلَى مَنْحِنَا رَجَاءً أَكِيدًا،‏ وَذلِكَ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ تَرِدُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُشْتَقَّةُ مِنْ «رَجَا» مَرَّاتٍ كَثِيرَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتُشِيرُ إِلَى ٱلتَّرَقُّبِ ٱلشَّدِيدِ وَٱلْأَكِيدِ لِأَمْرٍ جَيِّدٍ،‏ وَكَذلِكَ إِلَى ٱلْأَمْرِ ٱلَّذِي نَتَرَقَّبُهُ.‏a وَهذَا ٱلرَّجَاءُ لَيْسَ مُجَرَّدَ تَعْلِيلِ ٱلنَّفْسِ بِٱلْآمَالِ ٱلَّتِي قَدْ لَا تَتَحَقَّقُ أَوْ لَيْسَ لَهَا أَيُّ أَسَاسٍ.‏

      ٢ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ ٱلرَّجَاءُ فِي حَيَاةِ يَسُوعَ؟‏

      ٢ عِنْدَمَا وَاجَهَ يَسُوعُ ٱلْمِحَنَ وَٱلْمَشَقَّاتِ،‏ نَظَرَ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ حَاضِرِهِ وَرَجَا يَهْوَه.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «مِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ،‏ مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ،‏ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱللّٰهِ».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ فَلِأَنَّهُ رَكَّزَ بِشِدَّةٍ عَلَى تَبْرِئَةِ سُلْطَانِ يَهْوَه وَتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ،‏ لَمْ يَنْحَرِفْ قَطُّ عَنْ مَسْلَكِ طَاعَتِهِ للّٰهِ مَهْمَا كَانَ ٱلثَّمَنُ ٱلَّذِي تَوَجَّبَ عَلَيْهِ أنْ يَدْفَعَهُ.‏

      ٣ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ ٱلرَّجَاءُ فِي حَيَاةِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٣ أَشَارَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى ٱرْتِبَاطِ ٱلرَّجَاءِ بِٱلشَّجَاعَةِ حِينَ قَالَ:‏ «اُرْجُ يَهْوَهَ.‏ تَشَجَّعْ وَلْيَتَشَدَّدْ قَلْبُكَ.‏ أَجَلِ،‏ ٱرْجُ يَهْوَهَ».‏ (‏مزمور ٢٧:‏١٤‏)‏ فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ يَتَشَدَّدَ قَلْبُنَا،‏ لَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَدَعَ رُؤْيَتَنَا لِرَجَائِنَا تَصِيرُ غَبْشَاءَ.‏ بَلْ يَجِبُ دَائِمًا أَنْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا وَاضِحًا فِي ذِهْنِنَا وَأَنْ نُقَدِّرَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ.‏ وَهذَا مَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْغَيْرَةِ فِيمَا نَشْتَرِكُ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَى تَلَامِيذِهِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَٱلرَّجَاءُ يُذْكَرُ إِلَى جَانِبِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ كَصِفَةٍ مُهِمَّةٍ ثَابِتَةٍ تَسِمُ حَيَاةَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏.‏

      هَلْ ‹تَزْدَادُ رَجَاءً›؟‏

      ٤ إِلَامَ يَتَطَلَّعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›؟‏

      ٤ يَكْمُنُ أَمَامَ شَعْبِ ٱللّٰهِ مُسْتَقْبَلٌ رَائِعٌ.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ يَنْتَظِرُونَ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ أَنْ يَخْدُمُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ فِي حِينِ أَنَّ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› يَرْجُونَ أَنْ ‹يُحَرَّرُوا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَيَنَالُوا ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ› ٱلْأَرْضِيِّينَ.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ روما ٨:‏١٩-‏٢١؛‏ فيلبي ٣:‏٢٠‏)‏ وَهذِهِ «ٱلْحُرِّيَّةُ ٱلْمَجِيدَةُ» تَشْمُلُ ٱلْإِنْقَاذَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَعَوَاقِبِهَا ٱلرَّهِيبَةِ.‏ فَيَهْوَه —‏ مُعْطِي «كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلِّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ» —‏ لَا يَمْنَحُ إِلَّا أَفْضَلَ ٱلْهِبَاتِ لِأَوْلِيَائِهِ.‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧؛‏ اشعيا ٢٥:‏٨‏.‏

      ٥ كَيْفَ ‹نَزْدَادُ رَجَاءً›؟‏

      ٥ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ يَنْبَغِي أَنْ يَلْعَبَ ٱلرَّجَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّ دَوْرًا فِي حَيَاتِنَا؟‏ نَقْرَأُ فِي رُومَا ١٥:‏١٣‏:‏ «لِيَمْلَأْكُمُ ٱللّٰهُ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلرَّجَاءَ كُلَّ فَرَحٍ وَسَلَامٍ بِسَبَبِ إِيمَانِكُمْ،‏ حَتَّى تَزْدَادُوا رَجَاءً بِقُدْرَةِ رُوحٍ قُدُسٍ».‏ فَيُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلرَّجَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّ بِأَشِعَّةِ شَمْسِ ٱلصَّبَاحِ ٱلسَّاطِعَةِ وَلَيْسَ بِشَمْعَةٍ فِي ٱلظَّلَامِ.‏ فَهُوَ يَمْلَأُ حَيَاتَنَا سَلَامًا وَسَعَادَةً وَقَصْدًا وَشَجَاعَةً.‏ وَنَحْنُ ‹نَزْدَادُ رَجَاءً› عِنْدَمَا نُؤْمِنُ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ وَنَنَالُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ.‏ تَقُولُ رُومَا ١٥:‏٤‏:‏ «كُلُّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا،‏ حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ».‏ لِذلِكَ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أُبْقِي رَجَائِي سَاطِعًا بِكَوْنِي تِلْمِيذًا مُجْتَهِدًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ إِذْ أَقْرَأُهُ يَوْمِيًّا؟‏ وَهَلْ أُصَلِّي دَائِمًا طَلَبًا لِرُوحِ ٱللّٰهِ؟‏›.‏ —‏ لوقا ١١:‏١٣‏.‏

      ٦ مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِسَ بُغْيَةَ إِبْقَاءِ رَجَائِنَا سَاطِعًا؟‏

      ٦ كَانَ يَسُوعُ،‏ ٱلَّذِي هُوَ قُدْوَةٌ نَحْتَذِي بِهَا،‏ يَسْتَمِدُّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَعِنْدَمَا نَتَفَكَّرُ فِيهِ بِإِمْعَانٍ،‏ لَا ‹نَتْعَبُ وَنَخُورُ فِي نُفُوسِنَا›.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٣‏)‏ فَإِذَا لَمْ يَعُدْ رَجَاؤُنَا ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ وَاضِحًا فِي ذِهْنِنَا وَقَلْبِنَا أَوْ إِذَا تَحَوَّلَ تَرْكِيزُنَا إِلَى أُمُورٍ أُخْرَى —‏ رُبَّمَا إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوِ ٱلْأَهْدَافِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ —‏ فَسُرْعَانَ مَا يَسْتَوْلِي عَلَيْنَا ٱلْإِعْيَاءُ ٱلرُّوحِيُّ،‏ مِمَّا يُخَسِّرُنَا قُوَّتَنَا وَشَجَاعَتَنَا لِفِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ.‏ حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَصِلُ إِلَى مَرْحَلَةٍ حِينَ ‹تَتَحَطَّمُ بِنَا ٱلسَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ ٱلْإِيمَانِ›.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٩‏)‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ فَإِنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلْحَقِيقِيَّ يُقَوِّي إِيمَانَنَا.‏

      اَلرَّجَاءُ عُنْصُرٌ ضَرُورِيٌّ لِلْإِيمَانِ

      ٧ كَيْفَ يَكُونُ ٱلرَّجَاءُ عُنْصُرًا أَسَاسِيًّا لِلْإِيمَانِ؟‏

      ٧ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ،‏ وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ فَٱلرَّجَاءُ لَيْسَ أَمْرًا ثَانَوِيًّا مُتَعَلِّقًا بِٱلْإِيمَانِ،‏ بَلْ عُنْصُرٌ ضَرُورِيٌّ لَهُ.‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَزَوْجَتُهُ سَارَةُ قَدْ تَخَطَّيَا سِنَّ إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ حِينَ وَعَدَهُمَا يَهْوَه بِوَرِيثٍ.‏ (‏تكوين ١٧:‏١٥-‏١٧‏)‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ إِبْرَاهِيمُ؟‏ «مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ رَجَاءٌ،‏ آمَنَ عَلَى أَسَاسِ ٱلرَّجَاءِ أَنَّهُ سَيَصِيرُ أَبًا لِأُمَمٍ كَثِيرَةٍ».‏ (‏روما ٤:‏١٨‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ رَجَاءَهُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ شَكَّلَ أَسَاسًا رَاسِخًا لِإِيمَانِهِ بِأَنَّهُ سَيُنْجِبُ ذُرِّيَّةً.‏ وَإِيمَانُهُ بِدَوْرِهِ قَوَّى رَجَاءَهُ وَجَعَلَهُ سَاطِعًا أَكْثَرَ.‏ حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ ٱمْتَلَكَا ٱلشَّجَاعَةَ لِتَرْكِ بَيْتِهِمَا وَأَقَارِبِهِمَا وَٱلْعَيْشِ بَقِيَّةَ حَيَاتِهِمَا فِي خِيَامٍ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ.‏

      ٨ كَيْفَ يُقَوِّي ٱلِٱحْتِمَالُ بِأَمَانَةٍ ٱلرَّجَاءَ؟‏

      ٨ أَبْقَى إِبْرَاهِيمُ رَجَاءَهُ أَكِيدًا بِإِطَاعَةِ يَهْوَه طَاعَةً مُطْلَقَةً،‏ حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ ذلِكَ صَعْبًا.‏ (‏تكوين ٢٢:‏٢،‏ ١٢‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُمْكِنُنَا تَقْوِيَةُ ثِقَتِنَا بِرَجَائِنَا وَمُكَافَأَتِنَا بِإِظْهَارِ ٱلطَّاعَةِ وَٱلِٱحْتِمَالِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ ‹ٱلِٱحْتِمَالَ يُنْتِجُ رِضَى ٱللّٰهِ›،‏ وَهذَا بِدَوْرِهِ يُنْتِجُ رَجَاءً،‏ «وَٱلرَّجَاءُ لَا يُؤَدِّي إِلَى خَيْبَةٍ».‏ (‏روما ٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ كَتَبَ بُولُسُ أَيْضًا:‏ «نَشْتَهِي أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ هٰذَا ٱلدَّأْبَ عَيْنَهُ لِحِيَازَةِ تَمَامِ يَقِينِ ٱلرَّجَاءِ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١١‏)‏ وَهذِهِ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْإِيجَابِيَّةُ ٱلنَّابِعَةُ مِنْ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِيَهْوَه يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى مُوَاجَهَةِ أَيَّةِ مَشَقَّةٍ بِشَجَاعَةٍ وَفَرَحٍ.‏

      ‏‹اِفْرَحْ فِي ٱلرَّجَاءِ›‏

      ٩ أَيُّ أَمْرٍ يُسَاعِدُنَا ٱلْقِيَامُ بِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ أَنْ ‹نَفْرَحَ فِي ٱلرَّجَاءِ›؟‏

      ٩ إِنَّ رَجَاءَنَا ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ هُوَ أَسْمَى بِكَثِيرٍ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَهُ ٱلْعَالَمُ.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ٣٧:‏٣٤‏:‏ «اُرْجُ يَهْوَهَ وَٱحْفَظْ طَرِيقَهُ،‏ فَيَرْفَعَكَ لِتَرِثَ ٱلْأَرْضَ.‏ إِلَى ٱنْقِرَاضِ ٱلْأَشْرَارِ تَنْظُرُ».‏ حَقًّا،‏ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ ‹لِنَفْرَحَ فِي ٱلرَّجَاءِ›.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا فِي بَالِنَا.‏ فَهَلْ تَتَأَمَّلُ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي رَجَائِكَ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ؟‏ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ نَفْسَكَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ مُمْتَلِئًا صِحَّةً،‏ خَالِيَ ٱلْبَالِ،‏ مُحَاطًا بِأَشْخَاصٍ تُحِبُّهُمْ،‏ وَتَقُومُ بِعَمَلٍ يَمْنَحُكَ شُعُورًا بِٱلِٱكْتِفَاءِ؟‏ وَهَلْ تَتَأَمَّلُ مَلِيًّا فِي صُوَرِ ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي مَطْبُوعَاتِنَا؟‏ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ هذَا ٱلتَّأَمُّلِ ٱلْمُسْتَمِرِّ بِتَنْظِيفِ نَافِذَةٍ تُطِلُّ عَلَى مَنْظَرٍ خَلَّابٍ.‏ فَإِذَا لَمْ نُنَظِّفِ ٱلزُّجَاجَ،‏ فَسُرْعَانَ مَا يَتَكَوَّمُ ٱلْغُبَارُ عَلَيْهِ وَيَحْرِمُنَا رُؤْيَةَ ٱلْمَنْظَرِ ٱلْأَخَّاذِ بِوُضُوحٍ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَأْثِرَ بِٱنْتِبَاهِنَا أُمُورٌ أُخْرَى.‏ فَلَا نَسْمَحْ أَبَدًا بِأَنْ يَحْدُثَ ذلِكَ لَنَا!‏

      ١٠ لِمَاذَا ٱلنَّظَرُ إِلَى ٱلْمُكَافَأَةِ يَنْعَكِسُ إِيجَابًا عَلَى عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَه؟‏

      ١٠ طَبْعًا،‏ إِنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي يَدْفَعُنَا إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَه هُوَ مَحَبَّتُنَا لَهُ.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَنْتَظِرَ ٱلْمُكَافَأَةَ بِلَهْفَةٍ.‏ فَيَهْوَه يَتَوَقَّعُ ذلِكَ مِنَّا.‏ تَقُولُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١١:‏٦‏:‏ «بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ،‏ لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ».‏ فَلِمَاذَا يُرِيدُ يَهْوَه مِنَّا أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِ كَإِلهٍ يُكَافِئُ خُدَّامَهُ؟‏ لِأَنَّنَا بِذلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَعْرِفُ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ:‏ إِنَّهُ إِلهٌ سَخِيٌّ يُحِبُّ أَوْلَادَهُ.‏ فَكَمْ كُنَّا سَنَشْعُرُ بِٱلتَّعَاسَةِ وَٱلتَّثَبُّطِ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْنَا ‹مُسْتَقْبَلٌ وَرَجَاءٌ›!‏ —‏ ارميا ٢٩:‏١١‏.‏

      ١١ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلرَّجَاءُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ مُوسَى عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟‏

      ١١ إِنَّ مُوسَى هُوَ أَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْبَارِزَةِ لِشَخْصٍ بَقِيَ مُرَكِّزًا عَلَى ٱلرَّجَاءِ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ.‏ فَبِصِفَتِهِ «ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ»،‏ كَانَ يَتَمَتَّعُ بِٱلنُّفُوذِ وَٱلْمَرْكَزِ وَٱلثَّرْوَةِ فِي مِصْرَ.‏ فَهَلْ كَانَ سَيَسْعَى فِي طَلَبِ هذِهِ ٱلْأُمُورِ أَمْ كَانَ سَيَخْدُمُ يَهْوَه؟‏ لَقَدْ أَعْرَبَ مُوسَى عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱخْتَارَ خِدْمَةَ يَهْوَه.‏ لِمَاذَا؟‏ «لِأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ فَلَمْ يَكُنْ لَامُبَالِيًا بِٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ يَهْوَه أَمَامَهُ.‏

      ١٢ لِمَاذَا يُشَبَّهُ ٱلرَّجَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّ بِخُوذَةٍ؟‏

      ١٢ شَبَّهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلرَّجَاءَ بِخُوذَةٍ مَجَازِيَّةٍ تَحْمِي قُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ،‏ مِمَّا يُمَكِّنُنَا مِنِ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ،‏ وَضْعِ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ ٱلصَّحِيحَةِ،‏ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٨‏)‏ فَهَلْ تَلْبَسُ خُوذَتَكَ ٱلْمَجَازِيَّةَ كُلَّ حِينٍ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ عَلَى غِرَارِ مُوسَى وَبُولُسَ،‏ لَنْ تُلْقِيَ رَجَاءَكَ «عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ،‏ بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا».‏ صَحِيحٌ أَنَّ رَفْضَ ٱلنِّزَاعَاتِ ٱلرَّائِجَةِ وَٱلْمَسَاعِي ٱلْأَنَانِيَّةِ يَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ،‏ إِلَّا أَنَّ ذلِكَ يَسْتَأْهِلُ ٱلْجُهْدَ.‏ فَلِمَ نَقْبَلُ بِشَيْءٍ أَقَلَّ مِنَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ» ٱلَّتِي تَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَه وَيُحِبُّونَهُ؟‏!‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧،‏ ١٩‏.‏

      ‏«لَنْ أَتْرُكَكَ»‏

      ١٣ أَيُّ تَأْكِيدٍ يُعْطِيهِ يَهْوَه لِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ؟‏

      ١٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُلْقُونَ رَجَاءَهُمْ عَلَى نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِتَشَاؤُمٍ فِيمَا تَتَزَايَدُ آلَامُ «ٱلْمَخَاضِ» ٱلَّتِي يُوَاجِهُهَا ٱلْعَالَمُ.‏ (‏متى ٢٤:‏٨‏)‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَه فَلَا تَنْتَابُهُمْ هذِهِ ٱلْمَخَاوِفُ،‏ إِذْ إِنَّهُمْ سَيَظَلُّونَ ‹سَاكِنِينَ فِي أَمْنٍ وَمُطْمَئِنِّينَ مِنْ رُعْبِ ٱلْبَلِيَّةِ›.‏ (‏امثال ١:‏٣٣‏)‏ وَلِأَنَّهُمْ لَا يَضَعُونَ رَجَاءَهُمْ فِي ٱلنِّظَامِ ٱلْحَاضِرِ،‏ فَهُمْ فَرِحُونَ إِذْ يُصْغُونَ إِلَى مَشُورَةِ بُولُسَ:‏ «لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ،‏ وَكُونُوا قَانِعِينَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ.‏ لِأَنَّهُ قَالَ:‏ ‹لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ›».‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٥‏.‏

      ١٤ لِمَاذَا لَا يَلْزَمُ أَنْ يَقْلَقَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِلَا لُزُومٍ بِشَأْنِ حَاجَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟‏

      ١٤ إِنَّ هذَا ٱلْوَعْدَ لَا يَتْرُكُ أَدْنَى شَكٍّ فِي أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَهْتَمُّ بِنَا.‏ وَقَدْ أَكَّدَ لَنَا يَسُوعُ أَيْضًا ٱهْتِمَامَ ٱللّٰهِ ٱلْحُبِّيَّ حِينَ قَالَ:‏ «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ،‏ وَهٰذِهِ كُلُّهَا [ضَرُورِيَّاتُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمَادِّيَّةُ] تُزَادُ لَكُمْ.‏ فَلَا تَحْمِلُوا هَمَّ ٱلْغَدِ،‏ فَٱلْغَدُ لَهُ هُمُومُهُ».‏ (‏متى ٦:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ فَيَهْوَه يَعْرِفُ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ غَيُورِينَ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَنْ نَكُونَ مَسْؤُولِينَ كَامِلًا عَنِ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ لِذلِكَ لِنَثِقْ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِقُدْرَةِ يَهْوَه وَرَغْبَتِهِ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِحَاجَاتِنَا.‏ —‏ متى ٦:‏٢٥-‏٣٢؛‏ ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      ١٥ كَيْفَ يُبْقِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ ‹عَيْنَهُمْ بَسِيطَةً›؟‏

      ١٥ وَنَحْنُ نُظْهِرُ ٱتِّكَالَنَا عَلَى يَهْوَه حِينَ نُبْقِي ‹عَيْنَنَا بَسِيطَةً›.‏ (‏متى ٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَٱلْعَيْنُ ٱلْبَسِيطَةُ هِيَ مُخْلِصَةٌ،‏ لَهَا دَافِعٌ نَقِيٌّ،‏ وَلَا يُعْمِيهَا ٱلْجَشَعُ وَٱلطُّمُوحُ ٱلْأَنَانِيُّ.‏ وَٱمْتِلَاكُ عَيْنٍ بَسِيطَةٍ لَا يَعْنِي ٱلْعَيْشَ فِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ إِهْمَالَ مَسْؤُولِيَّتِنَا أَنْ نَعْتَنِيَ بِحَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ،‏ بَلْ يَعْنِي إِظْهَارَ ‹ٱلرَّزَانَةِ› فِيمَا نُبْقِي خِدْمَةَ يَهْوَه فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِنَا.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٧‏.‏

      ١٦ لِمَاذَا ٱلْإِيمَانُ وَٱلشَّجَاعَةُ لَازِمَانِ لِنُبْقِيَ عَيْنَنَا بَسِيطَةً؟‏

      ١٦ تَتَطَلَّبُ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى عَيْنٍ بَسِيطَةٍ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِذَا أَلَحَّ عَلَيْكَ رَبُّ عَمَلِكَ أَنْ تَعْمَلَ دَائِمًا فِي وَقْتِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ فَهَلْ تَلْتَصِقُ بِشَجَاعَةٍ بَأَوْلَوِيَّاتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏ إِذَا كَانَ ٱلشَّخْصُ يَشُكُّ أَنَّ يَهْوَه سَيُتَمِّمُ وَعْدَهُ بِٱلِٱعْتِنَاءِ بِخُدَّامِهِ،‏ فَمَا عَلَى ٱلشَّيْطَانِ إِلَّا أَنْ يَزِيدَ ٱلضَّغْطَ عَلَيْهِ لِيَتَوَقَّفَ عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱفْتِقَارَنَا إِلَى ٱلْإِيمَانِ يَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِلشَّيْطَانِ لِيُسَيْطِرَ عَلَيْنَا بِحَيْثُ يَصِيرُ هُوَ،‏ وَلَيْسَ يَهْوَه،‏ مَنْ يَضَعُ أَوْلَوِيَّاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ كَارِثَةٍ!‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏٥‏.‏

      ‏«اُرْجُ يَهْوَهَ»‏

      ١٧ كَيْفَ يُبَارِكُ يَهْوَه ٱلْآنَ ٱلَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ؟‏

      ١٧ تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَكْرَارًا أَنَّ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَه وَيَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ لا يَخِيبُ أَمَلُهُمْ أَبَدًا.‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ ارميا ١٧:‏٧‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمْ يُضْطَرُّونَ أَحْيَانًا أَنْ يَكُونُوا قَانِعِينَ بِٱلْقَلِيلِ،‏ لكِنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ ذلِكَ تَضْحِيَةً زَهِيدَةً بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْمُخَبَّأَةِ لَهُمْ.‏ وَبِذلِكَ يُبَرْهِنُونَ أَنَّهُمْ ‹يَرْجُونَ يَهْوَه› وَأَنَّهُمْ يَثِقُونَ بَأَنَّهُ سَيَمْنَحُ أَوْلِيَاءَهُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ كُلَّ رَغَبَاتِ قَلْبِهِمِ ٱلْبَارَّةِ.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٤،‏ ٣٤‏)‏ وَهذَا مَا يَجْعَلُهُمْ يَشْعُرُونَ ٱلْآنَ بِسَعَادَةٍ حَقِيقِيَّةٍ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «تَرَقُّبُ ٱلْأَبْرَارِ فَرَحٌ،‏ أَمَّا رَجَاءُ ٱلْأَشْرَارِ فَيَبِيدُ».‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٨‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ أَيُّ تَأْكِيدٍ حُبِّيٍّ يُعْطِينَا إِيَّاهُ يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُبْقِي يَهْوَه ‹عَنْ يَمِينِنَا›؟‏

      ١٨ عِنْدَمَا يَسِيرُ صَبِيٌّ صَغِيرٌ مُمْسِكًا بِيَدِ أَبِيهِ،‏ يَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلطُّمَأْنِينَةِ.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِينَا حِينَ نَسِيرُ مَعَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ قَالَ يَهْوَه لِإِسْرَائِيلَ:‏ «لَا تَخَفْ لِأَنِّي مَعَكَ.‏ .‏ .‏ .‏ أُعِينُكَ.‏ .‏ .‏ .‏ لِأَنِّي أَنَا،‏ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ،‏ ٱلْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ،‏ ٱلْقَائِلُ لَكَ:‏ ‹لَا تَخَفْ.‏ أَنَا أُعِينُكَ›».‏ —‏ اشعيا ٤١:‏١٠،‏ ١٣‏.‏

      ١٩ تُوحِي هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ بِٱلدِّفْءِ،‏ إِذْ إِنَّهَا تُصَوِّرُ يَهْوَه مُمْسِكًا بِيَدِنَا.‏ كَتَبَ دَاوُدُ:‏ «جَعَلْتُ يَهْوَهَ أَمَامِي كُلَّ حِينٍ.‏ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ».‏ (‏مزمور ١٦:‏٨‏)‏ فَكَيْفَ نُبْقِي يَهْوَه ‹عَنْ يَمِينِنَا›؟‏ يُمْكِنُنَا ذلِكَ بِطَرِيقَتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ أَوَّلًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لِكَلِمَتِهِ بِإِرْشَادِنَا فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا.‏ وَثَانِيًا،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ ٱلْمَجِيدَةِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا يَهْوَه أَمَامَنَا.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ آسَافُ:‏ «لٰكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ.‏ أَمْسَكْتَ بِيَدِي ٱلْيُمْنَى.‏ بِمَشُورَتِكَ تَهْدِينِي،‏ وَمِنْ بَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي».‏ (‏مزمور ٧٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَهذَا ٱلتَّأْكِيدُ يُمَكِّنُنَا نَحْنُ أَيْضًا مِنْ مُوَاجَهَةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِثِقَةٍ.‏

      ‏«نَجَاتُكُمْ تَقْتَرِبُ»‏

      ٢٠،‏ ٢١ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ يَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَه؟‏

      ٢٠ مَعَ كُلِّ يَوْمٍ يَمُرُّ،‏ يَصِيرُ إِبْقَاؤُنَا يَهْوَه ‹عَنْ يَمِينِنَا› أَكْثَرَ إِلْحَاحًا.‏ فَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ بَدْءًا مِنْ دَمَارِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ سَيَحُلُّ بِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ضِيقٌ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ وَسَيَسْتَوْلِي ٱلْخَوْفُ عَلَى كُلِّ ٱلْبَشَرِ غَيْرِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ خِلَالَ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱلْحَافِلِ بِٱلِٱضْطِرَابِ،‏ سَيَكُونُ خُدَّامُ يَهْوَه ٱلشُّجْعَانُ فَرِحِينَ وَمُفْعَمِينَ بِٱلرَّجَاءِ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «مَتَى ٱبْتَدَأَتْ هٰذِهِ تَكُونُ،‏ فَٱنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٨‏.‏

      ٢١ فَلْنَبْتَهِجْ بِرَجَائِنَا ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ وَلَا نَنْخَدِعْ أَوْ نُغْرَ بِتَلْهِيَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْبَارِعَةِ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ لِنَبْذُلْ كُلَّ جُهْدِنَا لِتَنْمِيَةِ ٱلْإِيمَانِ،‏ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَٱلتَّقْوَى.‏ وَهكَذَا،‏ نَمْتَلِكُ ٱلشَّجَاعَةَ لِإِطَاعَةِ يَهْوَه فِي كُلِّ ٱلظُّرُوفِ وَلِمُقَاوَمَةِ إِبْلِيسَ.‏ (‏يعقوب ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ نَعَمْ،‏ «تَشَجَّعُوا وَلْتَتَشَدَّدْ قُلُوبُكُمْ،‏ يَا جَمِيعَ مُنْتَظِرِي يَهْوَهَ».‏ —‏ مزمور ٣١:‏٢٤‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a رَغْمَ أَنَّ كَلِمَةَ «رَجَاءٍ» فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَثِيرًا مَا تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلَّتِي يَنَالُهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ،‏ فَنَحْنُ نُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلرَّجَاءَ بِمَعْنَاهُ ٱلْعَامِّ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة