-
ليكن ايمانك بالملكوت راسخابرج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
لِيَكُنْ إِيمَانُكَ بِٱلْمَلَكُوتِ رَاسِخًا
«اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». — عب ١١:١.
١، ٢ (أ) مَاذَا يَزِيدُ ثِقَتَنَا أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيُتَمِّمُ قَصْدَ ٱللّٰهِ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ؟ (ب) اِنْسِجَامًا مَعَ أَفَسُس ٢:١٢، كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلْعُهُودُ ٱلْمُرْتَبِطَةُ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
كَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ، نَحْنُ نَكْرِزُ بِغَيْرَةٍ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْوَحِيدُ لِكُلِّ مَشَاكِلِنَا، وَنَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ بِحَمَاسَةٍ إِلَى هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ ٱلْهَامَّةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. كَمَا أَنَّنَا نَسْتَمِدُّ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنْ رَجَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلٰكِنْ، إِلَى أَيِّ حَدٍّ نَحْنُ وَاثِقُونَ بِأَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ حَقِيقِيٌّ وَأَنَّهُ سَيُحَقِّقُ هَدَفَهُ ٱلْمَنْشُودَ؟ وَمَا أَسَاسُ إِيمَانِنَا ٱلرَّاسِخِ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ — عب ١١:١.
٢ إِنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ تَرْتِيبٌ أَعَدَّهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِنَفْسِهِ لِيُتَمِّمَ قَصْدَهُ ٱلْمُتَعَلِّقَ بِمَخْلُوقَاتِهِ. وَهُوَ يَرْتَكِزُ عَلَى أَسَاسٍ لَا يَتَزَعْزَعُ أَبَدًا، حَقِّ يَهْوَهَ ٱلْمُطْلَقِ فِي ٱلْحُكْمِ. أَمَّا مَنْ سَيَكُونُ مَلِكُ ٱلْمَلَكُوتِ وَشُرَكَاؤُهُ فِي ٱلْحُكْمِ، أَيْنَ سَيَكُونُ نِطَاقُ حُكْمِهِمْ وَعَلَى مَنْ، فَهِيَ كُلُّهَا أُمُورٌ ثُبِّتَتْ شَرْعِيًّا بِوَاسِطَةِ عُهُودٍ، أَيْ بِمُوجَبِ عُقُودٍ أَوْ إِجْرَاءَاتٍ قَانُونِيَّةٍ أَبْرَمَهَا إِمَّا ٱللّٰهُ أَوِ ٱبْنُهُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. وَبِتَأَمُّلِنَا فِي هٰذِهِ ٱلْعُهُودِ، سَنَفْهَمُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ قَصْدُ ٱللّٰهِ وَسَنَرَى كَمْ هُوَ مَتِينٌ أَسَاسُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ. — اقرأ افسس ٢:١٢.
٣ مَاذَا سَنَتَفَحَّصُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٣ يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى سِتَّةِ عُهُودٍ رَئِيسِيَّةٍ تَرْتَبِطُ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلَّذِي يَرْأَسُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، وَهِيَ: (١) اَلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ، (٢) عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ، (٣) اَلْعَهْدُ ٱلدَّاوُدِيُّ، (٤) اَلْعَهْدُ لِتَنْصِيبِ كَاهِنٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ، (٥) اَلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ، وَ (٦) عَهْدُ ٱلْمَلَكُوتِ. فَلْنَتَفَحَّصْ كَيْفَ يَرْتَبِطُ كُلٌّ مِنْهَا بِٱلْمَلَكُوتِ وَكَيْفَ يُسَاهِمُ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. — اُنْظُرِ ٱلْقَائِمَةَ «كَيْفَ سَيُتَمِّمُ ٱللّٰهُ قَصْدَهُ؟».
وَعْدٌ يَكْشِفُ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ قَصْدُ ٱللّٰهِ
٤ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْبَشَرِ ٱتَّخَذَهَا يَهْوَهُ حَسْبَمَا تَقُولُ رِوَايَةُ ٱلتَّكْوِينِ؟
٤ بَعْدَمَا هَيَّأَ يَهْوَهُ كَوْكَبَنَا ٱلْجَمِيلَ لِلسَّكَنِ، ٱتَّخَذَ ثَلَاثَةَ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْبَشَرِ: أَنَّهُ سَيَصْنَعُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ، أَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيُوَسِّعُونَ حُدُودَ ٱلْفِرْدَوْسِ لِيَشْمُلَ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا وَيَمْلَأُونَهُ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ، وَأَنَّ ٱلْأَكْلَ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِمْ. (تك ١:٢٦، ٢٨؛ ٢:١٦، ١٧) وَلَمْ تَكُنْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ إِضَافِيٍّ. فَبَعْدَ خَلْقِ ٱلْإِنْسَانِ، كَانَ كُلُّ مَا يَلْزَمُ لِيَتِمَّ قَصْدُ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلْعَمَلَ بِمُوجَبِ ٱلْقَرَارَيْنِ ٱلثَّانِي وَٱلثَّالِثِ. فَكَيْفَ نَشَأَتْ إِذًا ٱلْحَاجَةُ إِلَى عُهُودٍ؟
٥، ٦ (أ) كَيْفَ حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ إِحْبَاطَ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟ (ب) كَيْفَ عَالَجَ يَهْوَهُ مَسْأَلَةَ ٱلتَّمَرُّدِ؟
٥ فِي مُحَاوَلَةٍ دَنِيئَةٍ لِإِحْبَاطِ قَصْدِ ٱللّٰهِ، أَثَارَ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ تَمَرُّدًا بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْقَرَارِ ٱلَّذِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ بِأَكْثَرِ سُهُولَةٍ، أَيِ ٱلَّذِي يَتَطَلَّبُ طَاعَةَ ٱلْبَشَرِ. فَقَدْ أَغْوَى ٱلْمَرْأَةَ ٱلْأُولَى حَوَّاءَ أَنْ تَعْصِيَ أَمْرَ ٱللّٰهِ ٱلنَّاهِيَ عَنِ ٱلْأَكْلِ مِنْ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ. (تك ٣:١-٥؛ رؤ ١٢:٩) وَبِذٰلِكَ، شَكَّكَ ٱلشَّيْطَانُ فِي حَقِّ ٱللّٰهِ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ. وَلَاحِقًا، نَسَبَ دَوَافِعَ أَنَانِيَّةً إِلَى خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ. — اي ١:٩-١١؛ ٢:٤، ٥.
٦ فَكَيْفَ عَالَجَ يَهْوَهُ ٱلْمَسْأَلَةَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ إِهْلَاكَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ كَانَ سَيُنْهِي تَمَرُّدَهُمْ. وَلٰكِنَّهُ كَانَ سَيَعْنِي أَيْضًا أَنَّ قَصْدَ ٱللّٰهِ أَنْ تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ بِمُتَحَدِّرِينَ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ لَنْ يَتَحَقَّقَ. لِذٰلِكَ، عِوَضَ أَنْ يَقْضِيَ ٱلْخَالِقُ ٱلْحَكِيمُ فَوْرًا عَلَى ٱلْمُتَمَرِّدِينَ، تَنَبَّأَ بِنُبُوَّةٍ ذَاتِ مَدْلُولٍ عَمِيقٍ — ٱلْوَعْدِ ٱلْعَدْنِيِّ — نُبُوَّةٍ تَضْمَنُ أَنَّ كَلَامَهُ سَيَتِمُّ بِحَذَافِيرِهِ. — اقرإ التكوين ٣:١٥.
٧ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْوَعْدُ ٱلْعَدْنِيُّ بِخُصُوصِ ٱلْحَيَّةِ وَنَسْلِهَا؟
٧ بِوَاسِطَةِ ٱلْوَعْدِ ٱلْعَدْنِيِّ، أَصْدَرَ يَهْوَهُ حُكْمًا عَلَى ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ، وَعَلَى نَسْلِهَا ٱلَّذِي يُمَثِّلُ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَصْطَفُّونَ إِلَى جَانِبِهِ فِي مَسْأَلَةِ حَقِّ ٱللّٰهِ فِي ٱلْحُكْمِ. كَمَا أَعْطَى ٱللّٰهُ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسُّلْطَةَ لِإِهْلَاكِ ٱلشَّيْطَانِ. وَهٰكَذَا، شَدَّدَ ٱلْوَعْدُ ٱلْعَدْنِيُّ عَلَى سَحْقِ ٱلْمُحَرِّضِ عَلَى ٱلتَّمَرُّدِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ وَمَحْوِ آثَارِ تَمَرُّدِهِ، وَحَدَّدَ أَيْضًا ٱلْوَسِيلَةَ ٱلَّتِي سَيُنْجَزُ بِهَا ذٰلِكَ.
٨ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ هُوِيَّةِ ٱلْمَرْأَةِ وَنَسْلِهَا؟
٨ وَمَنْ هُوَ نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ؟ بِمَا أَنَّهُ سَيَسْحَقُ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ، أَيْ «يُبِيدُ» ٱلْمَخْلُوقَ ٱلرُّوحَانِيَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ هُوَ أَيْضًا رُوحَانِيًّا. (عب ٢:١٤) وَعَلَيْهِ، يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تَلِدُ ٱلنَّسْلَ هِيَ بِدَوْرِهَا مِنْ طَبِيعَةٍ رُوحَانِيَّةٍ. وَلِنَحْوِ ٠٠٠,٤ سَنَةٍ بَعْدَ ٱلتَّلَفُّظِ بِٱلْوَعْدِ ٱلْعَدْنِيِّ، بَقِيَتْ هُوِيَّةُ ٱلْمَرْأَةِ وَنَسْلِهَا لُغْزًا فِيمَا أَخَذَ نَسْلُ ٱلْحَيَّةِ يَتَكَاثَرُ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، قَطَعَ يَهْوَهُ عِدَّةَ عُهُودٍ تُحَدِّدُ هُوِيَّةَ ٱلنَّسْلِ وَتُؤَكِّدُ لِخُدَّامِهِ أَنَّ هٰذَا ٱلنَّسْلَ سَيَكُونُ ٱلْوَسِيلَةَ ٱلَّتِي سَيُزِيلُ بِهَا ٱلْبَلَايَا ٱلَّتِي أَنْزَلَهَا ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.
عَهْدٌ يُحَدِّدُ هُوِيَّةَ ٱلنَّسْلِ
٩ مَا هُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ، وَمَتَى أَصْبَحَ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ؟
٩ بَعْدَ مُرُورِ أَلْفَيْ سَنَةٍ تَقْرِيبًا عَلَى إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ، أَمَرَ يَهْوَهُ ٱلْأَبَ ٱلْجَلِيلَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَتْرُكَ مَوْطِنَهُ فِي أُورَ ٱلْوَاقِعَةِ فِي بِلَادِ مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ وَيَذْهَبَ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. (اع ٧:٢، ٣) قَالَ لَهُ يَهْوَهُ: «اِذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَأَهْلِكَ وَبَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ. وَأَنَا أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ وَأُعَظِّمُ ٱسْمَكَ؛ فَكُنْ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَأَلْعَنُ لَاعِنَكَ، وَتَتَبَارَكُ بِكَ جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلْأَرْضِ». (تك ١٢:١-٣) هٰذِهِ هِيَ أَبْكَرُ رِوَايَةٍ مُسَجَّلَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُذْكَرُ فِيهَا ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ، ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ. فَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَتَى قَطَعَ يَهْوَهُ بِٱلضَّبْطِ ٱلْعَهْدَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ، إِلَّا أَنَّ مَفْعُولَهُ سَرَى عَامَ ١٩٤٣ قم حِينَ تَرَكَ إِبْرَاهِيمُ حَارَانَ بِعُمْرِ ٧٥ عَامًا وَعَبَرَ نَهْرَ ٱلْفُرَاتِ.
١٠ (أ) كَيْفَ أَعْرَبَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَيَّةُ تَفَاصِيلَ عَنْ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ كَشَفَهَا يَهْوَهُ تَدْرِيجِيًّا؟
١٠ كَرَّرَ يَهْوَهُ وَعْدَهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ، مُعْطِيًا إِيَّاهُ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةً. (تك ١٣:١٥-١٧؛ ١٧:١-٨، ١٦) وَحِينَمَا أَعْرَبَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ بِٱسْتِعْدَادِهِ لِتَقْدِيمِ ٱبْنِهِ ٱلْوَحِيدِ ذَبِيحَةً، أَكَّدَ يَهْوَهُ بِقَسَمٍ أَنَّ ٱلْعَهْدَ سَيَتِمُّ لَا مَحَالَةَ. (اقرإ التكوين ٢٢:١٥-١٨؛ عبرانيين ١١:١٧، ١٨) وَبَعْدَمَا سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ، كَشَفَ يَهْوَهُ تَدْرِيجِيًّا تَفَاصِيلَ هَامَّةً عَنْ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ: أَنَّهُ سَيَتَحَدَّرُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، سَيَكُونُ كَثِيرَ ٱلْعَدَدِ، سَيَشْغَلُ مَنْصِبًا مَلَكِيًّا، سَيُهْلِكُ كُلَّ ٱلْأَعْدَاءِ، وَسَيَكُونُ بَرَكَةً لِكَثِيرِينَ.
أَعْرَبَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.)
١١، ١٢ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْإِبْرَاهِيمِيَّ لَهُ إِتْمَامٌ أَعْظَمُ، وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ لَنَا؟
١١ كَانَ لِلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ إِتْمَامٌ حَرْفِيٌّ ٱنْطَبَقَ عَلَى ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَمَا وَرِثُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُظْهِرُ أَنَّ لَهُ إِتْمَامًا رُوحِيًّا أَيْضًا. (غل ٤:٢٢-٢٥) فَقَدْ شَرَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ تَحْتَ ٱلْوَحْيِ أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱلْإِتْمَامِ ٱلْأَعْظَمِ هُوَ ٱلْمَسِيحُ، وَأَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ هُوَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ مَسِيحِيٍّ مَمْسُوحٍ بِٱلرُّوحِ. (غل ٣:١٦، ٢٩؛ رؤ ٥:٩، ١٠؛ ١٤:١، ٤) أَمَّا ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تُنْتِجُ هٰذَا ٱلنَّسْلَ فَهِيَ «أُورُشَلِيمُ ٱلْعُلْيَا»، ٱلْجُزْءُ ٱلسَّمَاوِيُّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ ٱلْمُؤَلَّفُ مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلْأَمِينَةِ. (غل ٤:٢٦، ٣١) وَكَمَا نَصَّ ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ، سَيُغْدِقُ نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْبَرَكَاتِ عَلَى ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.
١٢ يُسَلِّطُ ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ ٱلضَّوْءَ عَلَى مَلِكِ ٱلْمَلَكُوتِ وَشُرَكَائِهِ، وَيُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ ٱلْقَانُونِيَّ ٱلَّذِي يَضْمَنُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيَصِيرُ حَقِيقَةً. (عب ٦:١٣-١٨) وَإِلَى مَتَى سَيَدُومُ هٰذَا ٱلْعَهْدُ؟ تَقُولُ ٱلتَّكْوِين ١٧:٧ إِنَّهُ سَيَكُونُ «عَهْدًا دَهْرِيًّا». فَهُوَ سَيَظَلُّ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ إِلَى أَنْ يُهْلِكَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ أَعْدَاءَ ٱللّٰهِ وَتَتَبَارَكَ جَمِيعُ عَشَائِرِ ٱلْأَرْضِ. (١ كو ١٥:٢٣-٢٦) لٰكِنَّ بَرَكَاتِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ سَتَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ يُظْهِرُ تَصْمِيمَ يَهْوَهَ عَلَى تَحْقِيقِ قَصْدِهِ أَنْ ‹تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ› بِأُنَاسٍ أَبْرَارٍ. — تك ١:٢٨.
عَهْدٌ يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ
١٣، ١٤ مَاذَا يَضْمَنُ ٱلْعَهْدُ ٱلدَّاوُدِيُّ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْحُكُومَةِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ؟
١٣ يُعَلِّمُنَا ٱلْوَعْدُ ٱلْعَدْنِيُّ وَٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ ٱلَّذِي هُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ سُلْطَانِ يَهْوَهَ يَرْتَكِزُ عَلَى أَسَاسٍ مَتِينٍ هُوَ مَقَايِيسُ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةُ. (مز ٨٩:١٤) وَهَلْ يُصِيبُ ٱلْفَسَادُ يَوْمًا هٰذِهِ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْمَسِيَّانِيَّةَ، مَا يَسْتَلْزِمُ ٱسْتِبْدَالَهَا؟ يَضْمَنُ عَهْدٌ شَرْعِيٌّ آخَرُ أَنَّ ذٰلِكَ لَنْ يَحْدُثَ أَبَدًا.
١٤ حِينَ كَانَ دَاوُدُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، قَطَعَ يَهْوَهُ مَعَهُ ٱلْعَهْدَ ٱلدَّاوُدِيَّ. (اقرأ ٢ صموئيل ٧:١٢، ١٦.) فَقَدْ وَعَدَهُ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا سَيَكُونُ مِنْ سُلَالَتِهِ. (لو ١:٣٠-٣٣) وَبِذٰلِكَ حَصَرَ سِلْسِلَةَ نَسَبِ ٱلْمَسِيَّا، وَمَهَّدَ لِمَجِيءِ مُتَحَدِّرٍ مِنْ دَاوُدَ سَيَكُونُ لَهُ «ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ» أَنْ يَجْلِسَ عَلَى عَرْشِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (حز ٢١:٢٥-٢٧) وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ هٰذَا ٱلْوَارِثُ، فَإِنَّ مُلْكَ دَاوُدَ «يَثْبُتُ إِلَى ٱلدَّهْرِ» وَيَكُونُ نَسْلُهُ «إِلَى ٱلدَّهْرِ . . . وَعَرْشُهُ كَٱلشَّمْسِ». (مز ٨٩:٣٤-٣٧) فَٱلْفَسَادُ لَنْ يُصِيبَ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْمَسِيَّانِيَّةَ أَبَدًا، وَسَتَبْقَى إِنْجَازَاتُهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.
عَهْدٌ يَسُدُّ ٱلْحَاجَةَ إِلَى كَهَنُوتٍ
١٥-١٧ أَيُّ مَنْصِبٍ إِضَافِيٍّ سَيَشْغَلُهُ نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ بِمُوجَبِ ٱلْعَهْدِ لِتَنْصِيبِ كَاهِنٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ، وَلِمَاذَا؟
١٥ يَضْمَنُ ٱلْعَهْدَانِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ وَٱلدَّاوُدِيُّ أَنَّ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ سَيَشْغَلُ مَنْصِبًا مَلَكِيًّا. غَيْرَ أَنَّ هٰذَا ٱلدَّوْرَ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي لِمُبَارَكَةِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَلِكَيْ يَتَبَارَكَ ٱلنَّاسُ فِعْلًا، يَحْتَاجُونَ إِلَى كَاهِنٍ يُقَدِّمُ عَنْهُمُ ٱلذَّبِيحَةَ كَيْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ حَالَتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ وَيَنْضَمُّوا إِلَى عَائِلَةِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيَّةِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَنْبَغِي أَنْ يَشْغَلَ ٱلنَّسْلُ مَنْصِبًا كَهَنُوتِيًّا أَيْضًا. وَقَدْ سَدَّ ٱلْخَالِقُ ٱلْحَكِيمُ هٰذِهِ ٱلْحَاجَةَ مِنْ خِلَالِ تَرْتِيبٍ قَانُونِيٍّ آخَرَ هُوَ ٱلْعَهْدُ لِتَنْصِيبِ كَاهِنٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ.
١٦ كَشَفَ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ أَنَّهُ سَيَقْطَعُ عَهْدًا شَخْصِيًّا بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَسُوعَ يَنُصُّ عَلَى أَمْرَيْنِ: أَوَّلًا، أَنَّهُ ‹سَيُجْلِسُ يَسُوعَ عَنْ يَمِينِهِ› إِلَى أَنْ يَضَعَ أَعْدَاءَهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْهِ؛ وَثَانِيًا، أَنَّ يَسُوعَ سَيَكُونُ ‹كَاهِنًا إِلَى ٱلدَّهْرِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ›. (اقرإ المزمور ١١٠:١، ٢، ٤.) وَلِمَ «عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ»؟ لِأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَرِثَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ، كَانَ مَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَلِيمَ، «كَاهِنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ». (عب ٧:١-٣) وَقَدْ عَيَّنَهُ يَهْوَهُ بِنَفْسِهِ لِيَقُومَ بِهٰذَا ٱلدَّوْرِ. وَهُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يُقَالُ عَنْهُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ إِنَّهُ خَدَمَ مَلِكًا وَكَاهِنًا فِي آنٍ وَاحِدٍ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، بِمَا أَنَّهُ كَانَ بِلَا سَلَفٍ وَلَا خَلَفٍ، يُمْكِنُ أَنْ يُسَمَّى «كَاهِنًا إِلَى مَدَى ٱلدَّهْرِ»، أَيْ إِلَى ٱلْأَبَدِ.
١٧ وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، عَيَّنَ يَهْوَهُ بِنَفْسِهِ يَسُوعَ بِمُوجَبِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ لِيَكُونَ ‹كَاهِنًا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ›. (عب ٥:٤-٦) وَيُظْهِرُ هٰذَا ٱلْعَهْدُ بِوُضُوحٍ أَنَّ يَهْوَهَ ٱلْتَزَمَ قَانُونِيًّا أَنْ يَسْتَخْدِمَ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ لِإِتْمَامِ قَصْدِهِ ٱلْأَسَاسِيِّ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ.
عُهُودٌ تُشَكِّلُ أَسَاسًا قَانُونِيًّا لِلْمَلَكُوتِ
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ تَرْتَبِطُ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْعُهُودُ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ حَتَّى ٱلْآنَ، نَاقَشْنَا ثَلَاثَةَ عُهُودٍ وَتَعَلَّمْنَا كَيْفَ تَرْتَبِطُ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ وَكَيْفَ يَرْتَكِزُ تَرْتِيبُ ٱلْمَلَكُوتِ بِثَبَاتٍ عَلَى عُقُودٍ قَانُونِيَّةٍ. فَبَعْدَ أَنْ ضَمِنَ ٱلْوَعْدُ ٱلْعَدْنِيُّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْتَخْدِمُ نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ كَيْ يُحَقِّقَ قَصْدَهُ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ، جَاءَ ٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ لِيَشْرَحَ مَنْ سَيَكُونُ هٰذَا ٱلنَّسْلُ وَمَا ٱلدَّوْرُ ٱلَّذِي سَيَلْعَبُهُ.
١٩ ثُمَّ حَصَرَ ٱلْعَهْدُ ٱلدَّاوُدِيُّ سِلْسِلَةَ نَسَبِ ٱلْجُزْءِ ٱلرَّئِيسِيِّ مِنَ ٱلنَّسْلِ وَأَعْطَاهُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِتَكُونَ إِنْجَازَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ أَبَدِيَّةً. أَمَّا ٱلْعَهْدُ لِتَنْصِيبِ كَاهِنٍ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ فَوَضَعَ ٱلْأَسَاسَ لِيَشْغَلَ ٱلنَّسْلُ مَنْصِبًا كَهَنُوتِيًّا. إلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَنْ يُسَاعِدَ ٱلْبَشَرَ عَلَى بُلُوغِ ٱلْكَمَالِ بِمُفْرَدِهِ. فَثَمَّةَ آخَرُونَ أَيْضًا مُسِحُوا لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً. فَمِنْ أَيْنَ سَيَأْتُونَ؟ سَنُنَاقِشُ جَوَابَ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
تكونون «مملكة كهنة»برج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
تَكُونُونَ «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ»
«تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً». — خر ١٩:٦.
١، ٢ أَيَّةُ حِمَايَةٍ ٱحْتَاجَ إِلَيْهَا نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ، وَلِمَاذَا؟
إِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْأُولَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَهَا أَهَمِّيَّةٌ كُبْرَى كَيْ نَفْهَمَ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ قَصْدُ يَهْوَهَ. فَعِنْدَمَا قَطَعَ ٱللّٰهُ ٱلْوَعْدَ ٱلْعَدْنِيَّ، أَعْلَنَ قَائِلًا: «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ [ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ ٱلشَّيْطَانَ] وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا». وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ سَتَكُونُ هٰذِهِ ٱلْعَدَاوَةُ شَدِيدَةً؟ قَالَ يَهْوَهُ: «هُوَ [نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ] يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». (تك ٣:١٥) فَسَتَكُونُ ٱلْعَدَاوَةُ بَيْنَ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْمَرْأَةِ شَدِيدَةً جِدًّا بِحَيْثُ إِنَّهُ لَنْ يُوَفِّرَ جُهْدًا لِيَقْضِيَ عَلَى نَسْلِهَا.
٢ فَلَا عَجَبَ أَنْ صَلَّى ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ إِلَى ٱللّٰهِ بِخُصُوصِ شَعْبِهِ ٱلْمُخْتَارِ، قَائِلًا: «هَا هُمْ أَعْدَاؤُكَ فِي جَلَبَةٍ، وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا ٱلرَّأْسَ. عَلَى شَعْبِكَ يَتَهَامَسُونَ مَكْرًا، وَيَتَآمَرُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ فِي سِتْرِكَ. قَالُوا: ‹هَلُمَّ نَمْحُوهُمْ مِنَ ٱلْأُمَمِ›». (مز ٨٣:٢-٤) لِذَا، كَانَ يَجِبُ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى نَقَاوَةِ نَسَبِ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ وَحِمَايَتُهُ مِنَ ٱلْإِبَادَةِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، ٱتَّخَذَ يَهْوَهُ إِجْرَاءَاتٍ قَانُونِيَّةً إِضَافِيَّةً تَضْمَنُ إِتْمَامَ قَصْدِهِ.
عَهْدٌ يَحْمِي نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ
٣، ٤ (أ) مَتَى صَارَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ، وَعَلَامَ وَافَقَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ؟ (ب) مَاذَا كَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ؟
٣ بَعْدَ أَنْ تَكَاثَرَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَبَلَغَ عَدَدُهُمُ ٱلْمَلَايِينَ، نَظَّمَهُمْ يَهْوَهُ فِي أُمَّةٍ هِيَ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. فَبِوَاسِطَةِ مُوسَى، قَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدًا فَرِيدًا بِإِعْطَائِهِمِ ٱلشَّرِيعَةَ. وَقَدْ وَافَقَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ عَلَى شُرُوطِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ. يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «أَخَذَ [مُوسَى] كِتَابَ ٱلْعَهْدِ وَقَرَأَهُ فِي مَسَامِعِ ٱلشَّعْبِ، فَقَالُوا: ‹كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ وَنُطِيعُهُ›. فَأَخَذَ مُوسَى ٱلدَّمَ [دَمَ ذَبَائِحِ ٱلثِّيرَانِ] وَرَشَّهُ عَلَى ٱلشَّعْبِ وَقَالَ: ‹هٰذَا هُوَ دَمُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ›». — خر ٢٤:٣-٨.
٤ صَارَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ عِنْدَ جَبَلِ سِينَاءَ سَنَةَ ١٥١٣ قم. وَمِنْ خِلَالِهِ، فُرِزَتْ إِسْرَائِيلُ ٱلْقَدِيمَةُ لِتَكُونَ أُمَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخَتْارَةَ. فَأَصْبَحَ يَهْوَهُ ‹قَاضِيَهُمْ، مُشْتَرِعَهُمْ، وَمَلِكَهُمْ›. (اش ٣٣:٢٢) وَقَدْ كَانَ هَدَفُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى نَقَاوَةِ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ حَرَّمَتِ ٱلتَّزَوُّجَ بِٱلْوَثَنِيِّينَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. — خر ٢٠:٤-٦؛ ٣٤:١٢-١٦.
٥ (أ) أَيَّةُ فُرْصَةٍ أَتَاحَهَا عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟ (ب) لِمَ رَفَضَ ٱللّٰهُ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ؟
٥ وَفَّرَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ أَيْضًا كَهَنُوتًا رَمَزَ إِلَى كَهَنُوتٍ أَعْظَمَ سَيَأْتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (عب ٧:١١؛ ١٠:١) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، حَظِيَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ بِوَاسِطَةِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ بِفُرْصَةٍ وَٱمْتِيَازٍ فَرِيدَيْنِ: أَنْ تَصِيرَ «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ» إِنْ هِيَ أَطَاعَتْ شَرَائِعَ يَهْوَهَ. (اقرإ الخروج ١٩:٥، ٦.) إِلَّا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَأُمَّةٍ لَمْ يُحَافِظُوا عَلَى طَاعَتِهِمْ لِلّٰهِ وَرَفَضُوا ٱلْمَسِيَّا، ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. فَرَفَضَهُمُ ٱللّٰهُ هُوَ بِدَوْرِهِ.
عَدَمُ أَمَانَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يَعْنِ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٣-٦.)
٦ أَيُّ هَدَفٍ حَقَّقَتْهُ ٱلشَّرِيعَةُ؟
٦ إِنَّ عَدَمَ أَمَانَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَهْوَهَ وَبِٱلتَّالِي فَشَلَهُمْ فِي تَأْلِيفِ مَمْلَكَةِ كَهَنَةٍ لَا يَعْنِي أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ. فَقَدْ كَانَ هَدَفُهَا أَنْ تَحْمِيَ ٱلنَّسْلَ وَتَقُودَ ٱلْبَشَرَ إِلَى ٱلْمَسِيَّا. وَحَالَمَا أَتَى ٱلْمَسِيحُ وَحُدِّدَتْ هُوِيَّتُهُ، تَحَقَّقَ هٰذَا ٱلْهَدَفُ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْمَسِيحُ هُوَ نِهَايَةُ ٱلشَّرِيعَةِ». (رو ١٠:٤) وَلٰكِنْ مَنْ كَانَ سَيَحْظَى بِفُرْصَةِ ٱلصَّيْرُورَةِ مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ؟ لَقَدْ أَبْرَمَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَقْدًا قَانُونِيًّا آخَرَ لِيُشَكِّلَ أُمَّةً جَدِيدَةً.
عَهْدٌ تَتَشَكَّلُ بِمُوجَبِهِ أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ
٧ مَاذَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا؟
٧ قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنْ إِلْغَاءِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ، أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا أَنَّهُ سَيَقْطَعُ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ «عَهْدًا جَدِيدًا». (اقرأ ارميا ٣١:٣١-٣٣.) وَبِخِلَافِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ، كَانَ هٰذَا ٱلْعَهْدُ سَيُتِيحُ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا دُونَ ٱلْحَاجَةِ إِلَى تَقْدِيمِ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةٍ. كَيْفَ؟
٨، ٩ (أ) مَا ٱلَّذِي يَتَحَقَّقُ بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ؟ (ب) أَيُّ فُرْصَةٍ أُتِيحَتْ لِلَّذِينَ قُطِعَ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ بَعْدَ قُرُونٍ، أَسَّسَ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ بم. وَفِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ، قَالَ عَنِ ٱلْكَأْسِ لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْـ ١١: «هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ تُمَثِّلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ بِدَمِي ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِكُمْ». (لو ٢٢:٢٠) وَبِحَسَبِ رِوَايَةِ مَتَّى، قَالَ يَسُوعُ: «هٰذِهِ تُمَثِّلُ ‹دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›، ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا». — مت ٢٦:٢٧، ٢٨.
٩ إِنَّ دَمَ يَسُوعَ ٱلَّذِي سُفِكَ مَرَّةً لَا غَيْرُ يَجْعَلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ شَرْعِيًّا وَيُتِيحُ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ أَحَدَ طَرَفَيِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ لِأَنَّهُ بِلَا خَطِيَّةٍ وَلَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى غُفْرَانٍ. وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ، بِفَضْلِ قِيمَةِ دَمِ ٱبْنِهِ، أَنْ يُنْعِمَ بِٱلْفَوَائِدِ عَلَى بَنِي آدَمَ. كَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ ‹يَتَبَنَّى› بَعْضَ ٱلْبَشَرِ ٱلْأُمَنَاءِ بِمَسْحِهِمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ كَيْ يَصِيرُوا «أَبْنَاءً» لَهُ. (اقرأ روما ٨:١٤-١٧.) فَإِذْ يَعْتَبِرُهُمْ دُونَ خَطِيَّةٍ، يُصْبِحُونَ فِي نَظَرِهِ كَٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً. وَهٰكَذَا يَصِيرُونَ «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ» وَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلْفُرْصَةِ أَنْ يَكُونُوا «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ»، وَهُوَ ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلَّذِي خَسِرَتْهُ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ بِخُصُوصِ «شُرَكَاءِ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ»: «أَمَّا أَنْتُمْ ‹فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، كَهَنُوتٌ مَلَكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ، لِتُعْلِنُوا فَضَائِلَ› ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ». (١ بط ٢:٩) فَيَا لَأَهَمِّيَّةِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ! فَهُوَ يُمَكِّنُ تَلَامِيذَ يَسُوعَ أَنْ يَصِيرُوا ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.
اَلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ يَصِيرُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ
١٠ مَتَى أَصْبَحَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ، وَلِمَ لَمْ يَسْرِ مَفْعُولُهُ قَبْلَ ذٰلِكَ ٱلتَّارِيخِ؟
١٠ لَمْ يَسْرِ مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ حِينَ أَتَى يَسُوعُ عَلَى ذِكْرِهِ فِي عَشَاءِ ٱلرَّبِّ. فَقَدْ لَزِمَ أَوَّلًا أَنْ يُسْكَبَ دَمُ يَسُوعَ وَأَنْ تُقَدَّمَ قِيمَتُهُ أَمَامَ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّمَاءِ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، وَجَبَ أَنْ يُسْكَبَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى مَنْ سَيَكُونُونَ «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ». وَلِذٰلِكَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ سَرَى مَفْعُولُهُ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، حِينَ مُسِحَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْأَوْلِيَاءُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
١١ كَيْفَ مَكَّنَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ ٱلْيَهُودَ وَٱلْأُمَمِيِّينَ أَنْ يُصْبِحُوا جُزْءًا مِنْ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ، وَكَمْ عَدَدُ ٱلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمْ هٰذَا ٱلْعَهْدُ؟
١١ مَعَ أَنَّ عَهْدَ ٱلشَّرِيعَةِ «عَتُقَ» إِلَى حَدٍّ مَا حِينَ أَعْلَنَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا أَنَّهُ سَيَقْطَعُ عَهْدًا جَدِيدًا مَعَ إِسْرَائِيلَ، لَمْ تَنْتَهِ صَلَاحِيَّةُ هٰذَا ٱلْعَهْدِ ٱلسَّابِقِ إِلَى أَنْ سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ. (عب ٨:١٣) وَحِينَذَاكَ، بَاتَ بِمَقْدُورِ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ أَنْ يَصِيرُوا وَرَثَةً لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ لِأَنَّ خِتَانَهُمْ «هُوَ خِتَانُ ٱلْقَلْبِ بِٱلرُّوحِ، لَا بِشَرِيعَةٍ مَكْتُوبَةٍ». (رو ٢:٢٩) فَقَدْ جَعَلَ ٱللّٰهُ شَرَائِعَهُ ‹فِي عُقُولِهِمْ وَكَتَبَهَا فِي قُلُوبِهِمْ›. (عب ٨:١٠) أَمَّا ٱلْعَدَدُ ٱلْإِجْمَالِيُّ لِلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ فَسَيَكُونُ ٠٠٠,١٤٤ يُشَكِّلُونَ أُمَّةً جَدِيدَةً هِيَ «إِسْرَائِيلُ ٱللّٰهِ»، أَيْ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ. — غل ٦:١٦؛ رؤ ١٤:١، ٤.
١٢ قَارِنْ بَيْنَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ.
١٢ وَمَا أَوْجُهُ ٱلْمُقَارَنَةِ بَيْنَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ؟ (١) كَانَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ بَيْنَ يَهْوَهَ وَإِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيِّ، فِي حِينِ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ هُوَ بَيْنَ يَهْوَهَ وَإِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ. (٢) كَانَ مُوسَى هُوَ وَسِيطَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ، أَمَّا وَسِيطُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ فَهُوَ يَسُوعُ. (٣) أَصْبَحَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ بِدَمِ حَيَوَانَاتٍ، فِيمَا جُعِلَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ شَرْعِيًّا بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ. وَ (٤) نُظِّمَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ مِنْ خِلَالِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ بِقِيَادَةِ مُوسَى، أَمَّا ٱلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ فَيُنَظَّمُونَ بِقِيَادَةِ يَسُوعَ، رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ. — اف ١:٢٢.
١٣، ١٤ (أ) كَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ هُوَ ضَرُورِيٌّ لِيَحْكُمَ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟
١٣ وَكَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ إِنَّ هٰذَا ٱلْعَهْدَ يُنْتِجُ أُمَّةً مُقَدَّسَةً لَدَيْهَا ٱمْتِيَازُ ٱلصَّيْرُورَةِ مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ. وَتُشَكِّلُ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. (غل ٣:٢٩) وَهٰكَذَا، يُؤَكِّدُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْإِبْرَاهِيمِيَّ سَيَتَحَقَّقُ.
١٤ غَيْرَ أَنَّ هُنَالِكَ حَلَقَةً لَا تَزَالُ مَفْقُودَةً. فَقَدْ تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ يُنْتِجُ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيَّ وَيُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ ٱلَّذِي يُخَوِّلُ أَعْضَاءَهُ أَنْ يُصْبِحُوا «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ». وَلٰكِنْ ثَمَّةَ حَاجَةٌ إِلَى إِجْرَاءٍ قَانُونِيٍّ يَسْمَحُ لَهُمْ بِٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى يَسُوعَ فِي مَلَكُوتِهِ كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ.
عَهْدٌ يَسْمَحُ لِآخَرِينَ بِٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ
١٥ أَيُّ عَهْدٍ قَطَعَهُ يَسُوعُ مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْأُمَنَاءِ؟
١٥ بَعْدَمَا أَسَّسَ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ، قَطَعَ عَهْدًا مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْأُمَنَاءِ يُسَمَّى عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ. (اقرأ لوقا ٢٢:٢٨-٣٠.) وَبِخِلَافِ ٱلْعُهُودِ ٱلْأُخْرَى، لَيْسَ يَهْوَهُ أَحَدَ طَرَفَيْ هٰذَا ٱلْعَهْدِ لِأَنَّهُ عَهْدٌ بَيْنَ يَسُوعَ وَأَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. وَعِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ: «كَمَا صَنَعَ أَبِي عَهْدًا مَعِي»، كَانَ عَلَى مَا يَتَّضِحُ يُلَمِّحُ إِلَى ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ مَعَهُ لِيَكُونَ ‹كَاهِنًا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ›. — عب ٥:٥، ٦.
١٦ مَاذَا يُتِيحُ عَهْدُ ٱلْمَلَكُوتِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
١٦ كَانَ رُسُلُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْـ ١١ قَدِ ‹ٱلْتَصَقُوا بِهِ فِي مِحَنِهِ›. فَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ مُؤَكِّدًا لَهُمْ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَيَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوشٍ لِيَحْكُمُوا كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ لَيْسَ حُكْرًا عَلَى أُولٰئِكَ ٱلْـ ١١. فَقَدْ ظَهَرَ يَسُوعُ ٱلْمُمَجَّدُ لِلرَّسُولِ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا وَقَالَ: «مَنْ يَغْلِبْ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي عَلَى عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَرْشِهِ». (رؤ ٣:٢١) بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، فَإِنَّ عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ هُوَ بَيْنَ يَسُوعَ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَالِغِ عَدَدُهُمْ ٠٠٠,١٤٤. (رؤ ٥:٩، ١٠؛ ٧:٤) وَهُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي يُشَكِّلُ أَسَاسًا قَانُونِيًّا لِيَحْكُمُوا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَهُمْ بِذٰلِكَ يُشْبِهُونَ عَرُوسًا مِنْ عَائِلَةٍ نَبِيلَةٍ ٱخْتِيرَتْ لِتَتَزَوَّجَ بِمَلِكٍ. فَهِيَ لَنْ تَصِيرَ قَادِرَةً عَلَى مُشَارَكَتِهِ سُلْطَتَهُ إِلَّا بَعْدَ ٱقْتِرَانِهَا بِهِ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، تُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنَّهُمْ «عَرُوسُ» ٱلْمَسِيحِ، أَوْ «عَذْرَاءُ عَفِيفَةٌ» مَخْطُوبَةٌ لِلْمَسِيحِ. — رؤ ١٩:٧، ٨؛ ٢١:٩؛ ٢ كو ١١:٢.
اِمْتَلِكْ إِيمَانًا رَاسِخًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ
١٧، ١٨ (أ) اِشْرَحْ بِٱخْتِصَارٍ كُلًّا مِنَ ٱلْعُهُودِ ٱلسِّتَّةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا. (ب) لِمَ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِٱلْمَلَكُوتِ؟
١٧ إِنَّ كُلًّا مِنَ ٱلْعُهُودِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا فِي هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ يُبْرِزُ زَاوِيَةً أَوْ أَكْثَرَ لَهَا عَلَاقَةٌ بِٱلْمَلَكُوتِ. (اُنْظُرِ ٱلْقَائِمَةَ «كَيْفَ سَيُتَمِّمُ ٱللّٰهُ قَصْدَهُ؟» فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ.) وَبِنَاءً عَلَى هٰذِهِ ٱلْعُقُودِ ٱلْقَانُونِيَّةِ، لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَضَعَ كُلَّ ثِقَتِنَا فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ بِصِفَتِهِ ٱلْوَسِيلَةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱللّٰهُ لِيُحَقِّقَ قَصْدَهُ ٱلْأَصْلِيَّ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ. — رؤ ١١:١٥.
سَيُحَقِّقُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِلْأَرْضِ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٥-١٨.)
١٨ إِنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْوَحِيدُ ٱلدَّائِمُ لِكُلِّ مَشَاكِلِ ٱلْإِنْسَانِ. وَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ تَامَّةٍ أَنَّهُ سَيَجْلُبُ بَرَكَاتٍ أَبَدِيَّةً لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَلْنُعْلِنْ بِغَيْرَةٍ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلرَّائِعَةَ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. — مت ٢٤:١٤.
-