مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يتعارض الايمان باللّٰه مع العِلم؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • هل يتعارض الايمان باللّٰه مع العِلم؟‏

      عندما يقرأ المرء موضوعا عن العلم،‏ تلفت انتباهه احيانا تعابير دينية.‏ مثلا،‏ يُشار احيانا الى العلماء بوصفهم «كهنة عالم التكنولوجيا العصري»،‏ وتُسمّى مختبراتهم «هياكل» او «مزارات».‏ طبعا ليست هذه العبارات سوى استعارات،‏ لكنّها تُنشئ سؤالا مهما:‏ هل هنالك حقا هوة عميقة تفصل بين العلم والدين؟‏

      يشعر البعض انه كلما زادت معرفة العلماء،‏ ابتعدوا اكثر عن الايمان باللّٰه.‏ وفي الواقع يزدري كثيرون في المجتمع العلمي بالاقتناعات الدينية.‏ لكنّ عددا لا بأس به من العلماء،‏ تستوقف انتباههم الدلائل التي تشير الى وجود تصميم في العالم حولنا.‏ ويفكر علماء آخرون في ما هو ابعد من التصميم،‏ فيتساءلون عن المصمِّم.‏

      الافكار تتغير

      طوال قرن ونصف،‏ لاقت نظرية التطور التي وضعها تشارلز داروين قبولا واسعا.‏ وربما اعتقد بعض المثقفين انه بحلول زمننا هذا لن يؤمن باللّٰه سوى البسطاء والجهلة والسُّذَّج.‏ غير انهم كانوا مخطئين في اعتقادهم.‏ فعلماء عديدون يعترفون علنا بأنهم يؤمنون بوجود خالق.‏ ومع انهم قد لا يؤمنون بالكتاب المقدس او بإله له شخصية متميزة،‏ فهم مقتنعون بأن التصميم الذي يظهر في الطبيعة يتطلب وجود مصمم ذكي.‏

      هل يمكن اعتبار هؤلاء العلماء سُذَّجا؟‏ ذكرت صحيفة ذا نيويورك تايمز في مقالة تحدثت عن العلماء الذين يعتقدون ان كوننا والحياة فيه اتيا نتيجة تصميم ذكي:‏ «انهم من حملة شهادات الدكتوراه،‏ ويتبوأون مناصب في افضل الجامعات.‏ كما ان رفضهم نظرية داروين مؤسس على معطيات علمية وليس على ما يقوله الكتاب المقدس».‏

      وذكرت المقالة نفسها ان مؤيّدي فكرة التصميم الذكي «لا يدّعون ادعاءات فارغة.‏ .‏ .‏ .‏ انهم يرفضون النظرية الداروينية السائدة،‏ او اي نظرية اخرى من ‹المذهب الطبيعي› القائل ان الحياة وُجدت نتيجة عوامل طبيعية عرضية.‏ ويؤكدون ان العالم البيولوجي يزخر بأمثلة على التصميم الذكي تشير بتأكيد شبه تام الى تدخُّل مصمم ذكي».‏a

      قد نستغرب ان تكون استنتاجات كهذه شائعة بين العلماء.‏ فقد كشفت دراسة نُشرت سنة ١٩٩٧ انه من بين كل ١٠ علماء اميركيين هنالك ٤ يؤمنون بوجود اله له شخصية متميزة.‏ وقد بقيت هذه النسبة على حالها منذ سنة ١٩١٤ حين نُشرت دراسة مشابهة.‏

      طبعا ان النسبة هي اقل في البلدان التي توجُّهها علماني اكثر،‏ كبلدان اوروپا مثلا.‏ ومع ذلك،‏ كما ذكرت صحيفة ذا ڠارديان البريطانية،‏ «ان نسبة العلماء الذين يؤمنون باللّٰه هي اعلى بين العلماء في الحقول العلمية التي تعتمد على القياسات الدقيقة في برهان النظريات،‏ كالفيزياء والجيولوجيا،‏ وأدنى بين العلماء في الحقول العلمية الاقل اعتمادا على القياسات الدقيقة،‏ كالانثروپولوجيا [علم الانسان].‏ كما انه توجد في المملكة المتحدة منظمات مثل منظمة ‹المسيحيون في مجال العلم›.‏ وفي هذا البلد،‏ نسبة الذهاب الى الكنيسة بين طلاب العلوم هي اعلى من النسبة بين طلاب الآداب».‏

      ومع ذلك يبدو ان معظم العلماء يستخفون بفكرة وجود خالق.‏ وموقف الازدراء هذا يؤثر كثيرا في زملائهم.‏ يقول عالِم الفلك آلان ساندايدج ان «العالِم يتردد في الكشف عن نفسه انه يؤمن باللّٰه،‏ لأن الازدراء الذي يواجهه نتيجة ذلك كبير جدا».‏

      وبالنظر الى ذلك،‏ فإن العلماء الذين يتجرأون على التأكيد ان العلم لا يتعارض مع الايمان بخالق يجدون ان صوتهم تحجبه الاصوات التي تعلو مشكِّكة بوجود خالق.‏ لكنَّ المقالتَين التاليتين ستركزان على آراء هؤلاء العلماء التي قلَّما تُسمع،‏ وستعطيان الاسباب التي تدفعهم الى التوصل الى استنتاجاتهم.‏ فكيف يشملك هذا الموضوع شخصيا؟‏ هل يمكن ان يساعدك العلم ان تجد اللّٰه؟‏ من فضلك تابع القراءة.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a في ما يلي لائحة ببعض رجال الفكر والعلم البارزين الذين يصرِّحون علنا انه يوجد «مصمم ذكي»:‏ فيليپ إ.‏ جونسون،‏ وهو استاذ حقوق بجامعة كاليفورنيا في بركلي؛‏ عالِم الكيمياء الحيوية مايكل ج.‏ بيهي،‏ واضع كتاب صندوق داروين الاسود:‏ التحدي الكيميائي الحيوي للتطور (‏بالانكليزية)‏؛‏ عالِم الرياضيات وليَم أ.‏ دمسكي؛‏ المتخصص في علم المنطق آلڤن پلانتينڠا؛‏ عالِما الفيزياء جون پولْكينغْهورْن وفريمان دايْسن؛‏ وعالِم الفلَك آلان ساندايدج.‏ وهنالك آخرون ايضا لم نذكرهم لكثرتهم.‏

  • اسباب ايمان بعض العلماء باللّٰه
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • اسباب ايمان بعض العلماء باللّٰه

      يستمر العلم في الكشف عن اسرار كوننا والحياة على كوكبنا.‏ إلّا ان العلماء وغير العلماء على السواء لا تزال تحيّرهم اسئلة اساسية كالتالية:‏ كيف ظهر الكون؟‏ ماذا وُجد قبل ان يظهر الكون؟‏ لماذا يبدو ان الكون مصمَّم خصوصا لدعم الحياة؟‏ وكيف نشأت الحياة هنا على الارض؟‏

      لا يزال العلم عاجزا عن الاجابة عن هذه الاسئلة بطريقة مقنعة.‏ ويشك البعض في ان يتمكن العلم من ذلك يوما ما.‏ ولهذا السبب اضطر العديدون الى إعادة النظر في آرائهم ومعتقداتهم.‏ فلنناقش ثلاثة ألغاز تدفع بعض العلماء الى التفكير في وجود خالق.‏

      هل الصدفة هي وراء الكون المضبوط بدقة؟‏

      احدى المسائل المهمة هي ان كوننا مضبوط بدقة بالغة.‏ فلماذا توجد في كوننا قوانين فيزيائية ثابتة وثوابت طبيعية تلائم تماما كوكبنا وتدعم الحياة عليه؟‏

      في البداية،‏ ماذا نقصد حين نقول ان كوننا مضبوط بدقة؟‏ خُذ مثلا الضبط الدقيق للقوى الفيزيائية الاساسية الاربع:‏ الكهرمغنطيسية،‏ الجاذبية،‏ القوة النووية القوية،‏ والقوة النووية الضعيفة.‏a تؤثر هذه القوى في كل شيء في الكون.‏ وهي مضبوطة بدقة ومتوازنة تماما بحيث انه لو تغيرت ولو قليلا لما وُجدت اي حياة في الكون.‏

      بعد التفكير المنطقي في ذلك يستنتج عديدون انه لا بد من وجود سبب يتعدى الصدفة العمياء وراء الضبط الدقيق للكون.‏ وقد استنتج جون پولْكينغْهورْن،‏ الذي كان عالِم فيزياء في جامعة كَيمبريدج:‏ «حين يدرك المرء ان قوانين الطبيعة يجب ان تكون مضبوطة بدقة بالغة لكي يوجد الكون الذي نراه،‏ يقتنع ان الكون لم يظهر صدفة،‏ بل ان هنالك قصدا لوجوده».‏

      وذكر عالِم الفيزياء الاوسترالي پول دايڤيز نقطة مماثلة بقوله:‏ «لا شك ان هنالك علماء كثيرين .‏ .‏ .‏ يزدرون بفكرة امكانية وجود اله،‏ او حتى منشِئ مبدِع غير شخصي».‏ وأضاف:‏ «انا شخصيا لا اشاركهم في ازدرائهم .‏ .‏ .‏ لا استطيع ان اصدِّق ان وجودنا في هذا الكون هو من غرائب الصدف،‏ .‏ .‏ .‏ شذوذ عَرَضي في المسرحية الكونية العظمى».‏

      معضلة التعقيد في الكائنات الحية

      هنالك مسألة اخرى تحيِّر العلماء اليوم،‏ هي التعقيد البالغ الذي نراه في العالم حولنا.‏ فمن المنطقي الاستنتاج انه كلما كان الامر معقَّدا قلَّت امكانية نشوئه بالصدفة.‏ وإليك مثلا على ذلك:‏

      يتطلب تكوّن الدَّنا DNA،‏ وهو جُزَيء اساسي للحياة،‏ حدوث عدد هائل من التفاعلات الكيميائية بتسلسل محدد ودقة بالغة.‏ ومنذ نحو ثلاثين سنة أجرى الدكتور فرانك سولزبوري،‏ عالم في جامعة يوتا بالولايات المتحدة الاميركية،‏ حسابات ليرى ما هو احتمال ان ينشأ بالصدفة جُزَيء دَنا واحد،‏ هو ضروري لظهور الحياة.‏ وقد أظهرت حساباته ان احتمال حدوث ذلك ضئيل جدا بحيث يمكن اعتباره مستحيلا في علم الرياضيات.‏b

      يظهر التعقيد خصوصا في الكائنات الحية التي لديها اعضاء معقَّدة لا تؤدي دورها ما لم توجد اعضاء معقَّدة اخرى.‏ فلنأخذ على سبيل المثال التناسل.‏

      وفقا لنظريات التطور،‏ استمرت الكائنات الحية بالتناسل فيما كانت تتطور وتزداد تعقيدا.‏ لكن في مرحلة من المراحل،‏ وجب ان تطوّر الانثى في عدة انواع من الكائنات خلايا تناسلية تحتاج ان تلقحها خلايا تناسلية مكمِّلة لها آتية من ذكر.‏ ولكي ترث الذرية العدد الملائم من الصِّبغيات،‏ لزم ان تخضع الخلايا التناسلية لكلا الجنسين لعملية تُسمّى الانقسام المُنَصِّف،‏ ينتج عنها انخفاض عدد الصِّبغيات في هذه الخلايا الى النصف.‏ وذلك يحول دون ان تنال الذرية عددا زائدا من الصِّبغيات.‏

      دون شك،‏ لزم ان يحدث ذلك في انواع اخرى من الكائنات الحية.‏ فكيف تمكنت «الام الاولى» في كل نوع من الكائنات الحية ان تنتج ذرية من «اب اول» تام النمو؟‏ كيف تمكَّن كلاهما فجأة ان يخفضا عدد الصِّبغيات في خلاياهما التناسلية الى النصف بحيث ينتجان ذرية صحيحة تتمتع بخصائص ورثتها منهما كليهما؟‏ وإذا تطورت هذه الميزات التناسلية تدريجيا،‏ فكيف تمكن الذكر والانثى في كل نوع من البقاء على قيد الحياة فيما كانت هذه الميزات لا تزال تتطور؟‏

      من الصعب جدا في نوع واحد فقط من الكائنات الحية ان يطور بالصدفة ذكر وأنثى خلايا تناسلية مكمّلة بعضها بعضا،‏ فاحتمال حدوث ذلك ضئيل جدا بحيث لا يمكن حسابه.‏ اما ان تتطور هذه الميزات نفسها في كل الانواع،‏ فهذا ينافي المنطق.‏ فهل يمكن للتطور ان يفسر هذا التعقيد،‏ وهو مجرد عملية قائمة على نظريات؟‏ كيف يمكن لأجهزة تعتمد واحدها على الآخر بهذه الطريقة المعقدة ان تتطور نتيجة سلسلة من الحوادث والتفاعلات العشوائية التي لا هدف لها؟‏ ان الكائنات الحية تزخر بميزات تدل على بُعد نظر وتخطيط،‏ وبالتالي تبرهن على وجود مخطِّط ذكي.‏

      هذه هي الخلاصة التي توصَّل اليها العديد من العلماء والمفكرين.‏ فقد كتب مثلا عالِم الرياضيات وليَم دمسكي ان «التصميم الذكي» الظاهر في «الميزات التي تُرى في العالم الطبيعي .‏ .‏ .‏ لا يمكن تفسيره على نحو مقنع إلّا بنسبه الى مسبِّبات ذكية».‏ ويلخِّص عالم الكيمياء الحيوية الجُزَيئية مايكل بيهي الدلائل بقوله:‏ «من الممكن ان تكون كاثوليكيا صالحا وتؤمن بنظرية داروين.‏ لكن بعد دراسة الكيمياء الحيوية يصعب اكثر فأكثر ان تكون عالِما يتحلى بالتفكير المنطقي وتؤمن بهذه النظرية».‏

      سجل احافير ناقص

      اللغز الثالث الذي حيّر بعض العلماء له علاقة بسجل الاحافير.‏ فلو استغرق التطور فترات طويلة جدا،‏ لتوقعنا ايجاد عدد كبير من الكائنات التي تشكل حلقات بين الانواع المهمة من الكائنات الحية.‏ لكنّ العدد الكبير من الاحافير التي اكتُشفت منذ زمن داروين خيّب هذه التوقعات.‏ والحلقات المفقودة بقيت فعلا مفقودة!‏

      بناء على ذلك،‏ استنتج عدد من العلماء ان الدلائل على التطور ضعيفة جدا ومتضاربة جدا بحيث انها لا يمكن ان تثبت ان الحياة تطورت.‏ كتب لوثر د.‏ ساذرلاند،‏ وهو متخصص في هندسة الفضاء الجوي،‏ في كتابه لغز داروين (‏بالانكليزية)‏:‏ «تشير الدلائل العلمية ان كل نوع من الكائنات الحية التي ظهرت على الارض،‏ من الحيوانات الاوالي الوحيدة الخلية الى الانسان،‏ ظهر بشكله الكامل وكانت كل اعضائه وأجهزته كاملة وجاهزة لتؤدي دورها.‏ والخلاصة الحتمية التي نتوصل اليها من ذلك هي انه لا بد من وجود ذكاء سبق ظهور الحياة على الارض».‏

      من ناحية اخرى يتفق سجل الاحافير كثيرا مع ما يقوله سفر التكوين في الكتاب المقدس حول الترتيب الذي ظهرت به الكائنات الحية.‏ ذكر دونالد إ.‏ تشيتيك،‏ وهو عالِم كيمياء فيزيائية نال شهادة الدكتوراه من جامعة ولاية أوريڠون:‏ «ان فحص سجل الاحافير يقود المرء الى الاستنتاج ان الحيوانات تكاثرت كأجناسها،‏ كما يقول سفر التكوين.‏ وهي لم تتحول من نوع الى آخر.‏ والدلائل اليوم،‏ كما في ايام داروين،‏ تتفق مع سجل سفر التكوين الذي يتكلم عن الخلق المباشر.‏ ولا تزال الحيوانات والنباتات تتكاثر كأجناسها.‏ والخلاف بين علم الاحافير والداروينية كبير جدا بحيث ان بعض العلماء صاروا مقتنعين بأن الكائنات التي تشكل حلقات وصل بين مختلف الانواع لن يُعثر عليها ابدا».‏

      الاعتراف بالبراهين

      لا يمثل ما تقدم سوى غيض من فيض الاسئلة العالقة التي لا تزال تحيّر مَن لا يقبلون البراهين على وجود خالق.‏ ويدرك بعض العلماء ان الذين يرفضون اللّٰه لا يرفضونه على اساس براهين قاطعة وتحليل منطقي سليم،‏ بل على اساس افتراضات وتخمينات.‏

      لذلك بعد ان قضى عالِم الفلك آلان ساندايدج عمره في الابحاث العلمية المثمرة،‏ قال:‏ «ان ابحاثي العلمية هي ما اقنعني بأن العالم اكثر تعقيدا من ان يتمكن العلم وحده من تفسيره.‏ ولا يمكنني ان افهم لغز الوجود إلّا بالتفكير في علة فوق الطبيعة».‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a من اجل تفاصيل اضافية،‏ انظر الفصل ٢ في كتاب هل يوجد خالق يهتمُّ بأمركم؟‏ اصدار شهود يهوه.‏

      b لقد اجرى حساباته على اساس الافتراض ان هنالك ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠٠ (‏١٠٢٠‏)‏ كوكب «ملائم» يمكن ان ينشأ عليه هذا الجُزَيء عن طريق التفاعلات الكيميائية الطبيعية خلال فترة ٤ بلايين سنة.‏ وما هو احتمال ظهور جُزَيء دَنا واحد؟‏ بحسب تقديراته،‏ واحد من ١٠٤١٥‏!‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      اسئلة تحيِّر العلماء

      ◼ لماذا القوى الفيزيائية الاساسية الاربع مضبوطة على نحو مدهش،‏ مما يجعل وجود الكون والحياة ممكنا؟‏

      ◼ كيف يمكن تفسير التعقيد الهائل في الكائنات الحية حتى في ابسط اشكالها؟‏

      ◼ لماذا سجل الاحافير ناقص،‏ وأين هي البراهين على وجود كائنات كانت حلقات وصل بين الانواع الرئيسية من الكائنات الحية؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      بمحض الصدفة؟‏!‏

      عندما ظهرت مؤخرا على غلاف احد اعداد مجلة ناشونال جيوڠرافيك صورة جميلة تعبِّر عن رابط المحبة الذي يجمع الام بولدها،‏ كتب احد القراء للمجلة قائلا:‏ «ان صورة الام وولدها على الغلاف هي رائعة فنية.‏ انني لا افهم كيف يمكن ان ينظر المرء الى هذه الطفلة الظريفة التي لم تكن قبل تسعة اشهر سوى بيضة بحجم رأس الدبوس،‏ ثم يفكر ان هذا النمو العجيب هو نتاج صدفة عمياء».‏

      يوافق كثيرون هذا الرجل.‏ وقد قام الكاتب وپروفسور الفيزياء النووية السابق،‏ الدكتور جيرالد شرودر،‏ بمقارنة احتمال ان تكون الصدفة المحض مسؤولة عن ظهور كوننا والحياة فيه باحتمال ربح اليانصيب ثلاث مرات متتالية.‏ قال:‏ «قبل ان تتمكن من تسلُّم جائزتك للمرة الثالثة،‏ تكون في طريقك الى السجن بتهمة التلاعب بالنتائج.‏ فإمكانية ربح اليانصيب ثلاث مرات متتالية،‏ او ثلاث مرات في مدى حياة المرء،‏ ضئيلة جدا بحيث يمكن القول انها مستحيلة».‏

  • اين يمكنك ايجاد الاجوبة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • اين يمكنك ايجاد الاجوبة؟‏

      ان كنت متضايقا من استمرار الجدل حول التطور والخلق،‏ فلستَ وحدك.‏

      ففي احد طرفَي الجدال تجد علماء وأكاديميين واسعي الاطلاع يستعملون عادة لغة بالغة التعقيد،‏ ويصرّون على انك اذا كنت متعلما وذكيا ينبغي ان تقبل نظرية التطور كواقع.‏ وفي الطرف الآخر تجد متديِّنين مدَّعين يستخدمون لغة تؤثر في المشاعر ليقولوا انه اذا كنتَ تمتلك ايمانا اصيلا ينبغي ان تقبل «نظرية الخلق».‏

      ينفِّر هذان الموقفان المتطرفان العديد من الاشخاص المنطقيين.‏ فمسألة وجود اللّٰه لا ينبغي بتُّها بالتأكيدات الجازمة والمتعجرفة.‏ فهي ليست مجرد مسألة نقاش نظري لا فائدة عملية له،‏ بل هي مسألة تؤثر في حياتك وفي مستقبلك.‏

      الخطأ الذي يقع فيه العلماء

      كما رأينا،‏ هنالك عدد لا بأس به من العلماء الواسعي الاطلاع والمعروفين الذين يقولون ان الوقائع تشير الى وجود مصمِّم،‏ او خالق.‏ والبعض منهم لا يكتفون بذلك،‏ بل يشكّون في مصداقية زملائهم العلمية حين يتشبثون برفضهم الاعتراف بوجود اللّٰه.‏

      مثلا يذكر العالِم الجيوفيزيائي جون ر.‏ باومڠاردنر:‏ «كيف يمكن لعالِم يتحلّى بذرة من المصداقية ان ينسب التعقيد الذي نراه في الكائنات الحية الى التفاعلات العشوائية،‏ مع العلم ان امكانية حدوث ذلك ضئيلة جدا؟‏ ان ذلك برأيي هو خرق خطير للمصداقية العلمية».‏

      وأشار عالِم الفيزياء المشهور ريتشارد فاينمان الى وجه آخر من المصداقية العلمية.‏ ففي خطاب ألقاه اثناء حفل التخرج في احدى الجامعات تكلم عن «نوع فائق من المصداقية».‏ وذكر ان هذا النوع يشمل «ان تكون كعالِم مستعدا لتقول انك يمكن ان تكون على خطإ».‏ وفعل ذلك،‏ كما قال،‏ «هو مسؤوليتنا امام غيرنا من العلماء في المقام الاول،‏ وبنظري امام غير العلماء ايضا».‏

      هل من المعتاد ان يقول العلماء الذين يؤيدون التطور ان نظرياتهم ‹يمكن ان تكون خاطئة›؟‏ للأسف لا نجد هذا النوع من التواضع بينهم.‏ وفي الواقع ينبغي ان يقود التواضع والمصداقية عددا اكبر من العلماء الى الاعتراف ان العلم،‏ الذي ينحصر في دراسة الكون المادي،‏ لا يمكنه ان يجيب عن الاسئلة حول وجود خالق.‏ وما القول في القادة الدينيين الذين يؤيدون نظرية الخلق؟‏

      الخطأ الذي يقع فيه القادة الدينيون

      يفتقر القادة الدينيون ايضا الى التواضع والمصداقية.‏ فأين المصداقية في التأكيد ان الكتاب المقدس يعلّم امورا لا يعلّمها في الواقع؟‏!‏ وأين التواضع في جعل وجهات النظر الشخصية والتقاليد تتقدم على الكتاب المقدس؟‏!‏ هذا تماما ما يفعله عديدون من مؤيدي «نظرية الخلق».‏

      مثلا،‏ غالبا ما يقول مؤيدو «نظرية الخلق» ان الكون بكامله خُلق منذ نحو ٠٠٠‏,٦ سنة خلال ستة ايام حرفية مؤلفة من ٢٤ ساعة.‏ وبتعليمهم تعاليم كهذه يحرفون الكتاب المقدس،‏ الذي يقول ان اللّٰه خلق السموات والارض «في البدء»،‏ اي في زمان غير محدد قبل بدء «الايام» الخلقية.‏ (‏تكوين ١:‏١‏)‏ ومن المثير للاهتمام ان سفر التكوين يُظهر ان كلمة «يوم» يمكن فهمها بعدة معانٍ.‏ ففي التكوين ٢:‏٤‏،‏ يُشار الى كامل فترة الايام الستة المذكورة في الاصحاح السابق انها يوم واحد.‏ فمن المنطقي الاستنتاج ان هذه الايام لم تكن اياما حرفية مؤلفة من ٢٤ ساعة،‏ بل فترات زمنية اطول.‏ وعلى ما يبدو دامت كلٌّ من هذه الفترات آلاف السنين.‏

      من المؤسف ايضا ان المعلمين الدينيين غالبا ما يخطئون حين يتكلمون عن الايمان.‏ فعلى ما يظهر،‏ يعلِّم بعضهم ان الايمان هو تصديق امر بشدة دون وجود دليل ثابت عليه.‏ وهذا تماما ما يسمّيه عديدون من الاشخاص المنطقيين:‏ سذاجة.‏ اما الكتاب المقدس فيعرِّف الايمان بطريقة مختلفة كليا:‏ «الايمان هو الترقب الاكيد لأمور مرجوة،‏ والبرهان الجلي على حقائق لا ترى».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١‏)‏ فالايمان الحقيقي ليس استعدادا ساذجا لتصديق الامور بسرعة،‏ لكنه يتأسس على براهين ثابتة ووقائع اكيدة.‏

      فما هي البراهين للايمان باللّٰه؟‏ هنالك خطّان يمكن اتباعهما للبرهان على وجود اللّٰه والايمان به،‏ وكلاهما مقنع.‏

      تقييم الادلة

      كتب الرسول بولس:‏ «ان صفات [اللّٰه] غير المنظورة،‏ اي قدرته السرمدية وألوهته،‏ تُرى بوضوح منذ خلق العالم،‏ لأنها تُدرَك بالمصنوعات».‏ (‏روما ١:‏٢٠‏)‏ وطوال آلاف السنين تمكن رجال ونساء حكماء من تمييز البراهين على وجود اللّٰه في الطبيعة حولهم.‏

      كما رأينا،‏ يمكن ان يفيدنا العلم كثيرا من هذه الناحية.‏ فكلما تعلَّمنا عن التعقيد والنظام اللذين يتميز بهما كوننا،‏ صار عندنا سبب اقوى لكي نرهب الخالق الذي صممه.‏ وقد قبِل بعض العلماء هذه البراهين ووجدوها مقنعة.‏ ولا شك انهم يقولون ان العلم هو ما ساعدهم على الايمان بوجود اللّٰه.‏ لكن هنالك علماء آخرون يرفضون الاقتناع مهما رأوا من براهين.‏ فما القول فيك انت؟‏

      اذا كنتَ مستعدا لفحص البراهين حول هذه المسألة،‏ فنحن نشجعك على ذلك.‏ وقد صُمِّم كتاب هل يوجد خالق يهتمُّ بأمركم؟‏ لمساعدتك في سعيك المهم هذا بحثا عن الاجوبة.‏a بالاضافة الى ذلك،‏ يساعدك هذا الكتاب على التأمل في خط ثانٍ يبرهن على وجود اللّٰه:‏ الكتاب المقدس.‏

      يحتوي الكتاب المقدس على دلائل كثيرة تشير الى انه من وحي ذكاء يفوق الطبيعة البشرية.‏ فهو يحتوي مثلا على العديد من النبوات،‏ اي الاحداث التاريخية التي دُوِّنت قبل ان تحدث.‏ وتصف بعض هذه النبوات حالة عالمنا اليوم!‏ (‏متى ٢٤:‏٣،‏ ٦،‏ ٧؛‏ لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ وبما ان البشر لا يمكنهم ان يتنبأوا بالمستقبل بثقة،‏ فمَن يمكنه ذلك غير اللّٰه؟‏

      غير ان الكتاب المقدس لا يساعدنا فقط ان نعرف ان اللّٰه موجود،‏ بل يعلِّمنا ايضا اسمه،‏ يصف لنا شخصيته،‏ ويخبرنا كيف اظهر اهتمامه بالجنس البشري على مر السنين.‏ كما انه يخبرنا ما يخبئه لنا.‏ في كل هذه المسائل،‏ لا يمكن للعلم ان يعطينا الجواب الشافي.‏ كما ان العلم لا يمنحنا رجاء،‏ ولا يمكنه اعطاؤنا مبادئ وقيَما اخلاقية.‏

      اساس للمبادئ والقيَم الاخلاقية

      من المؤسف ان العلم كما يراه البعض اليوم يبدو انه يضعف المبادئ والقيَم والمقاييس الاخلاقية.‏ ذكر ريتشارد دوكِنز،‏ وهو عالِم احياء يرفض فكرة وجود اللّٰه:‏ «في كون تتحكم فيه القوى الفيزيائية العمياء والتناسخ الوراثي الاعمى،‏ سيتأذى بعض الناس،‏ وسيكون حظ آخرين وافرا،‏ ولن يتمكن المرء من ايجاد تفسير منطقي ولا عدالة في ما يجري».‏ أليست هذه صورة محزنة للعالم؟‏ ألا تعتقد ان المجتمع البشري بحاجة الى قواعد اخلاقية تشكِّل اساسا لمكافأة التصرفات الجيدة ومعاقبة الاخطاء؟‏

      هنا يكمن احد الفروق المهمة بين نظرة الكتاب المقدس الى البشر ونظرة التطور التي ترفض فكرة وجود اللّٰه.‏ فكلمة اللّٰه تشدد على ان خلق البشر كان من الاوجه الهامة لعملية الخلق،‏ فيما يقول التطور ان البشر ظهروا صدفةً نتيجة تفاعلات طبيعية عمياء.‏ ويوضح الكتاب المقدس ان البشر خُلقوا على صورة اللّٰه العادل والمحب،‏ وأن بإمكانهم ان يحيوا حياة فاضلة وسعيدة؛‏ في حين ان التطور،‏ الذي يقوم على مبدإ الصراع من اجل البقاء،‏ لا يمكنه تفسير الصفات الانسانية كالمحبة والاهتمام بالآخرين.‏

      لا يمكن ان يقدم التطور للبشر اي رجاء حقيقي او قصد في حياتهم.‏ اما الكتاب المقدس فيخبرنا بقصد اللّٰه العظيم للمستقبل.‏ وقد ذكر بوضوح قصده حين قال:‏ «سأبارككم بمستقبل ملؤه الرجاء».‏ —‏ ارميا ٢٩:‏١١‏،‏ الترجمة الانكليزية المعاصرة.‏

      تعلَّم عن الخالق

      اندفع مرنم ملهم في الماضي الى الاعتراف:‏ «اعلموا ان الرب هو اللّٰه.‏ هو صنعنا».‏ (‏مزمور ١٠٠:‏٣‏)‏ بالنسبة الى العديد من الاشخاص المفكرين،‏ يبدو هذا الاعتراف المتواضع منطقيا اكثر من النظريات العصرية التي تقول ان الحياة البشرية نشأت صدفة.‏

      يعزِّز العلم الحديث احيانا الفكرة المتعجرفة القائلة ان الفكر والمعرفة البشريين ينبغي ان يكونا وحدهما الدليل الذي يرشد الانسان.‏ ومن المؤسف القول ان الاديان المنظَّمة غالبا ما تعزز الفكرة نفسها.‏ غير ان المعرفة البشرية محدودة وستبقى محدودة.‏ فرغم ان الرسول بولس كان واسع الاطلاع في الامور الروحية،‏ بقي متواضعا.‏ فقد قال بكل اخلاص:‏ «نحن اليوم نرى في مرآة رؤية ملتبسة،‏ .‏ .‏ .‏ اليوم اعرف معرفة ناقصة».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١٢‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة.‏

      طبعا،‏ لا يعتمد الايمان الحقيقي باللّٰه على العلم الحديث.‏ لكنّ الاكتشافات العلمية يمكنها ان تقوِّي ايمان الاشخاص الذين يتأملون باعتناء في الوقائع.‏ ويلعب الايمان الحقيقي وإدراك الحاجات الروحية دورا حيويا لكي تكون الحياة مليئة بالاكتفاء والسعادة.‏ (‏متى ٥:‏٣‏)‏ فالمعرفة الدقيقة عن يهوه وعن مقاصده للجنس البشري وللارض التي تنالها بدرس الكتاب المقدس ستساعدك على ايجاد معنى حقيقي للحياة وستعطيك اساسا للرجاء.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٩]‏

      بكلماتهم الخاصة

      يعترف العديد من العلماء دون تردد بإيمانهم بوجود خالق.‏ ومع ان بعضهم يملكون فكرة غامضة عن اللّٰه،‏ فهم يوافقون ان الدلائل تشير الى وجود مصمِّم ذكي.‏ لاحِظ من فضلك التعليقات التالية:‏

      ‏«عندما انظر كعالِم الى العالم حولي وألاحظ البنى الهندسية المعقدة جدا،‏ اصل الى الاستنتاج انه لا بد ان يكون لهذا الترتيب المعقَّد مصمِّم ذكي».‏ ‏—‏ آندرو مَكِنْتُوش،‏ عالِم رياضيات،‏ ويلز،‏ المملكة المتحدة

      ‏«ان التعقيد الظاهر في الطبيعة يشير بوضوح الى وجود خالق.‏ فكل الانظمة البيولوجية والفيزيائية التي ندرسها تظهر انها بالغة التعقيد ما ان نبدأ بفهمها».‏ ‏—‏ جون ك.‏ ڠ.‏ كرايمر،‏ عالِم كيمياء حيوية،‏ كندا

      ‏«ان مدى تنظيم العالم الحي واضح جدا.‏ فقد انشأته قوة اسمى،‏ اسمّيها شخصيا:‏ اللّٰه.‏ هنا يتفق الايمان مع الحقائق العلمية.‏ فهو لا يتعارض معها بل يكمّلها،‏ ويعطينا فهما ابسط لكوننا».‏ ‏—‏ جان دورست،‏ عالِم احياء،‏ فرنسا

      ‏«لا يمكنني ان اتصور ان الكون والحياة البشرية ظهرا دون وجود ذكاء،‏ او مصدر ‹دفء› روحي اسمى من المادة وقوانينها».‏ ‏—‏ اندريه ديمتريفتش ساخاروڤ،‏ عالِم فيزياء نووية،‏ روسيا

      كل حيوان مصمَّم بطريقة فريدة ليلائم البيئة التي يعيش فيها،‏ ولا يسعني إلّا ان انسب تعقيد هذا التصميم الى خالق،‏ وليس الى قوى التطور العشوائية».‏ ‏—‏ بوب هوسكِن،‏ عالم كيمياء حيوية،‏ أوستراليا

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ١٠]‏

      تقييم رواية التكوين

      يكتب جيرالد شرودر،‏ وهو پروفسور سابق في الفيزياء النووية:‏ «يروي الكتاب المقدس في احدى وثلاثين آية،‏ ببضعة مئات من الكلمات،‏ حوادث جرت على مر ستة عشر بليون سنة.‏ فيما كتب العلماء ملايين الكلمات لوصف هذه الحوادث.‏ ويلخِّص الكتاب المقدس ظهور الحياة الحيوانية بكاملها في ثماني جمل.‏ وبالنظر الى ايجاز رواية الكتاب المقدس،‏ من اللافت للنظر ملاحظة التطابق بين اكتشافات العلم الحديث وأحداث الاصحاح الاول من التكوين وتسلسلها؛‏ وخصوصا حين نأخذ في الاعتبار ان تفسير الكتاب المقدس الوارد في التكوين كُتب منذ قرون عديدة في الماضي ولم تؤثر فيه اكتشافات العلم الحديث بأي طريقة.‏ فالعلم الحديث هو الذي صار يتطابق مع رواية سفر التكوين عن ظهور الحياة».‏ —‏ العلم الالهي:‏ اتفاق الحكمة العلمية وحكمة الكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏[الصور]‏

      يصف الكتاب المقدس ست فترات خلقية

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة