-
عدم الايمان العصري — هل يجب ان يستمر البحث؟بحث الجنس البشري عن اللّٰه
-
-
اساس للايمان باللّٰه
١١ (أ) اي كتابين كانا لامد طويل الاساس للايمان باللّٰه؟ (ب) كيف اثَّر هذان الكتابان في الناس؟
١١ يقال ان هنالك كتابين يخبراننا عن وجود اللّٰه — «كتاب» الخليقة او الطبيعة حولنا، والكتاب المقدس. انهما الاساس لايمان ملايين الناس في الماضي والحاضر. مثلا، اذ تأثر ملك في القرن الـ ١١ قم بما لاحظه في السموات المرصَّعة بالنجوم، هتف شِعريا: «السموات تحدِّث بمجد اللّٰه. والفَلَك يخبر بعمل يديه.» (مزمور ١٩:١) وفي القرن الـ ٢٠، اذ نظر رائد فضاء الى المنظر المذهل للارض من مركبته الفضائية وهي تدور حول القمر، اندفع الى التلاوة: «في البدء خلق اللّٰه السموات والارض.» — تكوين ١:١.
١٢ كيف هوجم كتاب الخليقة والكتاب المقدس؟
١٢ ولكنّ هذين الكتابين هما تحت هجوم ممن يدَّعون عدم الايمان باللّٰه. فهم يقولون ان الاستقصاء العلمي للعالم حولنا برهن ان الحياة لم تأتِ الى الوجود بالخلق الذكي بل بالصدفة العمياء وعملية التطور العرَضية. ولذلك يجادلون انه لم يكن هنالك خالق وأن مسألة اللّٰه بالتالي حشو. واضافة الى ذلك، يعتقد كثيرون منهم ان الكتاب المقدس انما هو عتيق الطراز وغير منطقي ولذلك لا يستحق ان يؤمَن به. وبناء على ذلك، بالنسبة اليهم، لم يعد هنالك ايّ اساس للايمان بوجود اللّٰه. فهل ذلك كله صحيح؟ ماذا تظهر الوقائع؟
بالصدفة ام بالتصميم؟
١٣ ماذا يجب ان يكون قد جرى لكي تأتي الحياة بالصدفة؟
١٣ ان لم يكن هنالك خالق، فحينئذ لا بد ان تكون الحياة قد بدأت تلقائيا بالصدفة. ولكي تكون الحياة قد حدثت، يجب بطريقة ما ان تكون المواد الكيميائية المناسبة قد اجتمعت بالكميات المناسبة، في درجة حرارة وضغط وعوامل ضابطة اخرى مناسبة، ويجب ان يكون قد جرى حفظ ذلك كله لفترة صحيحة من الزمن. واضافة الى ذلك، لكي تكون الحياة قد بدأت ودُعمت على الارض، يلزم ان تكون هذه الحوادث العرضية قد تكررت آلاف المرات. ولكن كم هو محتمل وقوع مجرد حادث واحد كهذا؟
١٤ (أ) الى ايّ حد بعيدٌ هو احتمال تشكُّل جُزيء پروتين بسيط واحد بالصدفة؟ (ب) كيف تؤثر الحسابات الرياضية في فكرة نشوء الحياة تلقائيا؟
١٤ يعترف علماء التطور بأن احتمال اخذ الذرّات والجزيئات الصحيحة مكانها الصحيح لتشكيل مجرد جُزيء پروتين بسيط واحد هو ١ من ١٠١١٣، او ١ يتبعه ١١٣ صفرا. وهذا الرقم اكبر من مجموع الذرّات الاجمالي المقدَّر في الكون! وعلماء الرياضيات يرفضون كشيء لا يحدث قطعيا ايّ شيء له احتمال حدوث ادنى من ١ من ١٠٥٠. ولكن يلزم للحياة اكثر بكثير من مجرد جُزيء پروتين بسيط واحد. فيلزم نحو ٠٠٠,٢ پروتين مختلف لمجرد محافظة خلية على نشاطها، وفرصة حدوثها كلها عشوائيا هي ١ من ١٠٠٠٠،٤٠! «إن لم تجعل المعتقدات الاجتماعية او التدريب العلمي المرء متعصبا للاقتناع بأن الحياة نشأت [تلقائيا] على الارض، فان هذا الحساب البسيط يمحو الفكرة كليا من الحسبان،» يقول الفلكي فرِد هويل.
١٥ (أ) ماذا اكتشف العلماء في درسهم العالَم المادي؟ (ب) ماذا قال پروفسور في الفيزياء عن القوانين في الطبيعة؟
١٥ ومن ناحية اخرى، بدراسة العالَم المادي، من الجُسيمات دون الذرية الدقيقة الى المجرات الضخمة، اكتشف العلماء ان كل الظواهر الطبيعية المعروفة يظهر انها تتبع قوانين اساسية محدَّدة. وبكلمات اخرى، اكتشفوا منطقا ونظاما في كل شيء يحدث في الكون، واستطاعوا التعبير عن هذا المنطق والنظام بتعابير رياضية بسيطة. «علماء قليلون يمكن ان يفشلوا في التأثُّر بالبساطة والاناقة غير المعقولتين تقريبا لهذه القوانين،» يكتب پروفسور في الفيزياء، پول دايڤس، في مجلة العالِم الجديد.
١٦ (أ) ما هي بعض الثوابت الاساسية في قوانين الطبيعة؟ (ب) ماذا يحدث اذا جرى تغيير قِيَم هذه الثوابت ولو قليلا؟ (ج) ماذا استنتج پروفسور في الفيزياء عن الكون ووجودنا؟
١٦ ولكنّ الواقع الاكثر اثارة للاهتمام بشأن هذه القوانين هو انه توجد فيها عوامل معيَّنة يجب ان تكون قِيَمها محدَّدة بدقة لكي يكون الكون، كما نعرفه، موجودا. وبين هذه الثوابت الاساسية وحدة الشحنة الكهربائية في الپروتون، كُتل بعض الجُسيمات الاساسية، وثابت نيوتن العام للجاذبية المُشار اليه عموما بالحرف G. وعن ذلك يتابع الپروفسور دايڤس: «وحتى التغييرات الطفيفة في قِيَم بعضها تبدِّل على نحو شديد مظهر الكون. مثلا، اوضح فريمان دايسون انه اذا كانت القوة بين النُوَيَّات nucleons (الپروتونات والنيوترونات) اقوى ببضعة اجزاء في المئة فقط يكون الكون خاليا من الهيدروجين. والنجوم التي كالشمس، هذا ان لم نذكر الماء، لا يمكن ان توجد. والحياة، على الاقل كما نعرفها، تكون مستحيلة. وأظهر براندون كارتر ان تغييرات اصغر بكثير جدا في G تحوِّل كل النجوم الى عمالقة giants زرق او اقزام dwarfs حُمر، بعواقب رهيبة مماثلة للحياة.» ولذلك يستنتج دايڤس: «في هذه الحالة يكون قابلا للتصور انه يمكن ان يوجد كون محتمل واحد فقط. وإن كان الامر كذلك، تكون فكرة لافتة للنظر ان وجودنا ككائنات واعية هو نتيجة لا مفر منها للمنطق.» — الحرف المائل لنا.
١٧ (أ) علامَ يدل بوضوح التصميم والقصد في الكون؟ (ب) كيف يجري تأكيد ذلك في الكتاب المقدس؟
١٧ ماذا يمكننا ان نستنتج من كل هذا؟ اولا، اذا كان الكون مضبوطا بقوانين، فحينئذ لا بد ان يكون هنالك صانع قوانين ذكي صاغ او اسَّس القوانين. واضافة الى ذلك، بما ان القوانين التي تضبط عمل الكون يظهر انها صُنعت توقُّعا للحياة وللشروط الموافِقة لدعمها، فان الامر يشمل بوضوح قصدا. التصميم والقصد — ليس هذان صفتين للصدفة العمياء؛ انهما بالتحديد ما يُظهره خالق ذكي. وذلك تماما ما يدل عليه الكتاب المقدس عندما يصرِّح: «ما يُعرف عن اللّٰه بُيِّن لهم، فقد ابانه اللّٰه لهم. فمنذ خلق العالم لا تزال صفاته الخفية، اي قدرته الازلية والوهته، ظاهرة للبصائر في مخلوقاته.» — رومية ١:١٩، ٢٠، كا؛ اشعياء ٤٥:١٨؛ ارميا ١٠:١٢.
دليل وافر حولنا
١٨ (أ) في ايّ شيء آخر يمكن رؤية التصميم والقصد؟ (ب) اية امثلة مألوفة على التصميم الذكي يمكنكم تقديمها؟
١٨ طبعا، لا يُرى التصميم والقصد فقط في طرائق عمل الكون المنظَّمة بل ايضا في الطريقة التي تؤدي بها المخلوقات الحية، البسيطة والمعقدة، نشاطاتها اليومية، وكذلك في طريقة تفاعلها بعضها مع بعض ومع البيئة. مثلا، يُظهر كل جزء تقريبا من جسمنا البشري — الدماغ، العين، الاذن، اليد — تصميما يبلغ تعقيدا يعجز العلم العصري عن شرحه كاملا. ثم هنالك عالَما الحيوان والنبات. والهجرة السنوية لبعض الطيور فوق آلاف الاميال من البر والبحر، عملية التخليق الضوئي في النباتات، نمو بيضة مخصَبة واحدة الى عضوية معقدة بملايين الخلايا المتميزة ذات الاعمال المتخصصة — هذا اذا ذكرنا امثلة قليلة فقط — هي كلها دليل مدهش على تصميم ذكي.a
١٩ (أ) هل يبرهن التفسير العلمي لكيفية عمل بعض الاشياء على عدم وجود تصميم او مصمم ذكي؟ (ب) ماذا يمكننا ان نتعلم بدرس العالم حولنا؟
١٩ ولكنّ البعض يحاجّون ان معرفة العلم المتزايدة قد زوَّدت تفاسير لكثير من هذه الاعمال البارعة. صحيح ان العلم قد فسَّر، الى حد معيَّن، اشياء كثيرة كانت ذات مرة لغزا. ولكنّ اكتشاف الطفل كيفية عمل الساعة لا يبرهن ان الساعة لم يصممها او يصنعها احد. وعلى نحو مشابه، ان فهمنا الطرائق الرائعة التي يعمل بها الكثير من الاشياء في العالم المادي لا يبرهن على عدم وجود مصمم ذكي وراءها. وعلى العكس من ذلك، كلما عرفنا اكثر عن العالم حولنا صار لدينا دليل اكبر على وجود خالق ذكي، اللّٰه. وهكذا، بعقل منفتح، يمكننا ان نتفق مع المرنم الملهم اذ اعترف: «ما اعظم اعمالك يا رب. كلها بحكمة صنعتَ. ملآنة الارض من غناك.» — مزمور ١٠٤:٢٤.
-
-
عدم الايمان العصري — هل يجب ان يستمر البحث؟بحث الجنس البشري عن اللّٰه
-
-
[الرسم/الصورة في الصفحة ٣٣٧]
الحياة والكون يكونان مستحيلين اذا ابتعدت عوامل تصميم معيَّنة حتى بمقدار كَسْرٍ طفيف
[الرسم]
(اطلب النص في شكله المنسّق في المطبوعة)
مكوِّنات ذرة الهيدروجين
طبقة الكترونية
نواة + پروتون
− الكترون
-