مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ما هو الفن؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٨
    • ما هو الفن؟‏

      بواسطة مراسل استيقظ!‏ في اسپانيا

      ما هو اجمل مشهد رأيتموه في حياتكم؟‏ هل كان غروب الشمس في المناطق المدارية،‏ سلسلة جبال مكلَّلة بالثلوج،‏ امتدادا واسعا من الازهار في الصحراء،‏ الالوان الخلابة لغابة في فصل الخريف؟‏

      معظمنا لا تفارق مخيِّلتهم احدى اللحظات المميّزة التي فيها أسَرَت الارض لبَّهم بجمالها.‏ ونحن نودّ لو نقضي عطلنا في اماكن فردوسية ونلتقط صورا للمناظر التي لا تُنسى.‏

      في المرة القادمة التي تحدقون فيها الى هذا الجلال الذي لم يُشوَّه،‏ هنالك اسئلة يمكن ان تتأملوا فيها.‏ ألا تشعرون بأن شيئا ما ينقص لو كانت كل لوحة في معرض فني موقَّعة باسم «مجهول»؟‏ اذا اثارت اعجابكم بعمق نوعية وجمال اللوحات في احد المعارض،‏ أفلا ترغبون في ان تعرفوا مَن هو الفنَّان؟‏ هل يجب ان نكتفي بالتأمل في الروائع الخلابة في الارض ونتجاهل «الفنَّان» الذي خلقها؟‏

      صحيح ان بعض الاشخاص يدَّعون أنه لا شيء يدعى فنًّا في الطبيعة —‏ أن الفن يتطلب مهارة ابداعية بشرية وتعبيرا بشريا عنه.‏ ولكن ربما كان هذا التعريف للفن محدودا جدا.‏ فما هو الفن بالتحديد؟‏

      تعريف الفن

      من المستحيل على الارجح ايجاد تعريف للفن يرضي الجميع.‏ ولكن ثمة شرح جيد موجود في قاموس وبستر الجامعي الجديد التاسع الذي يقول ان الفن هو «الاستعمال الواعي للمهارة والخيال المبدع وخصوصا لإنتاج اشياء جَمالية.‏» وعلى هذا الاساس يمكننا القول ان الفنَّان يحتاج الى المهارة والخيال المبدع كليهما.‏ وعندما يضع هاتين الموهبتين موضع العمل يصير قادرا على انتاج شيء يجده الآخرون مسرًّا او جذابا.‏

      وهل اعمال الانسان الفنية تعبِّر وحدها عن المهارة والخيال؟‏ ام انهما ظاهران ايضا في العالم الطبيعي حولنا؟‏

      فأشجار السكوية العروية السامقة في كاليفورنيا،‏ الشعاب المرجانية الكثيرة في المحيط الهادي (‏الپاسيفيكي)‏،‏ الشلالات المهيبة في الغابة المطيرة،‏ وقطعان الحيوانات الهائلة في السَّڤانا الافريقية مهمة للجنس البشري بطرائق عديدة اكثر من لوحة «مونا ليزا.‏» لهذا السبب اعتبرت اليونسكو (‏منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة)‏ متنزَّهَ ردْوود (‏السكويات العروية)‏ الوطني،‏ الولايات المتحدة الاميركية؛‏ شلالاتِ إيڠواسو،‏ الارجنتين/‏البرازيل؛‏ الحاجزَ المرجاني العظيم،‏ اوستراليا؛‏ ومتنزَّهَ سَرِنْڠَتي الوطني،‏ تَنزانيا،‏ جزءا من «الميراث العالمي» للجنس البشري.‏

      هذه الكنوز الطبيعية تُشمل مع الانصاب التذكارية التي صنعها الانسان.‏ ولماذا؟‏ الهدف هو الحفاظ على كل ما له «قيمة عالمية مميَّزة.‏» وتقول اليونسكو انه مهما كان جمال تاج محل،‏ الهند،‏ او «الاخدود العظيم،‏» الولايات المتحدة الاميركية،‏ فهو يستحق ان يُحفظ من اجل اجيال المستقبل.‏

      ولكن لا يلزمكم ان تذهبوا الى متنزَّه وطني لتعاينوا المهارة الابداعية.‏ فأبرز مثال لذلك هو جسمكم.‏ لقد اعتبر النحاتون في اليونان القديمة الشكلَ البشري مثال الروعة الفنية،‏ وحاولوا ان يتقنوا تصويره قدر المستطاع.‏ وبالمعرفة التي لدينا اليوم عن الطريقة التي يعمل بها الجسم،‏ ينمو تقديرنا اكثر للقدرة الفائقة المطلوبة لخلقه وتصميمه.‏

      وماذا عن الخيال المبدع؟‏ انظروا الى التصاميم الرائعة على ريش ذيل الطاووس عندما يرفعه،‏ الى الورود الرقيقة،‏ او الى الحركة السريعة لطائر طنَّان جميل يتحرك كراقص الباليه.‏ ان ابداعا كهذا يُعتبر فنًّا بالتأكيد،‏ حتى قبل ان يُرسم او يصوَّر.‏ ان احد الكتَّاب في الجغرافيَّة القومية لفتت نظره الخيوط ذات اللون الارجواني الخفيف التي تحمل المئبر في زنبقة التَّكَّة،‏ فسأل عالما شابا عن القصد منها.‏ وكان جوابه البسيط:‏ «انها تكشف عن الابداع الذي عند اللّٰه.‏»‏

      لا توجد المهارة والخيال المبدع بكثرة في العالم الطبيعي فحسب بل كانا دائما مصدر وحي للفنَّانين البشر.‏ قال النحات الفرنسي الشهير اوڠوست رودان:‏ «الفنَّان هو صديق الطبيعة المؤتمَن.‏ فالازهار تُجري حوارات معه من خلال الانحناءة الجميلة لسويقاتها وتناسق درجات الالوان في تويجياتها.‏»‏

      ويقرُّ بعض الفنَّانين علانية بحدودهم عندما يحاولون مضاهاة الجمال الطبيعي.‏ اعترف ميكال آنجلو،‏ المعتبر احد اعظم الفنَّانين على الاطلاق:‏ «العمل الفني الحقيقي ليس سوى ظل للكمال الالهي.‏»‏

      والعلماء،‏ فضلا عن الفنَّانين،‏ يسحرهم جمال العالم الطبيعي.‏ يوضح پول دايڤيز،‏ پروفسور في الفيزياء الرياضية،‏ في كتابه عقل اللّٰه انه «حتى الملحدون غير العاطفيين لديهم غالبا ما يدعى احساسا بالتوقير للطبيعة،‏ افتتانا واحتراما لعمقها وجمالها ورهافتها،‏ وهذا قريب من الرهبة الدينية.‏» فماذا يجب ان يعلِّمنا ذلك؟‏

      الفنَّان وراء هذا الابداع

      يتعلم طالب الفنون عن الفنَّان لكي يفهم ويقدِّر فنَّه.‏ فهو يدرك ان عمل الفنَّان هو انعكاس لشخصيته.‏ وفنُّ الطبيعة يعكس ايضا شخصية صانع الطبيعة،‏ اللّٰه القادر على كل شيء.‏ اوضح الرسول بولس:‏ «ان صفاته غير المنظورة تُرى جليًّا .‏ .‏ .‏ بالاشياء المصنوعة.‏» (‏رومية ١:‏٢٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ ليس صانع الارض مجهولا ابدا.‏ فكما قال بولس للفلاسفة الاثينويين في ايامه،‏ «[اللّٰه] عن كل واحد منا ليس بعيدا.‏» —‏ اعمال ١٧:‏٢٧‏.‏

      ثمة قصد في النتاج الفني لخليقة اللّٰه،‏ وهو ليس وليد الصدفة.‏ فبالاضافة الى إغناء حياتنا،‏ تكشف الطبيعة عن مهارات وإبداع وعظمة اعظم فنَّان،‏ المصمِّم الكوني،‏ يهوه اللّٰه.‏ وفي المقالة التالية سنرى كيف يمكن لهذا الفن ان يساعدنا على معرفة الفنَّان الاسمى بطريقة افضل.‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      Musei Capitolini,‎ Roma

  • الفنَّان المَنسيّ اكثر في زمننا
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٨
    • الفنَّان المَنسيّ اكثر في زمننا

      ‏«الطبيعة هي فن اللّٰه.‏» —‏ السير توماس براون،‏ طبيب عاش في القرن الـ‍ ١٧.‏

      ليوناردو دا ڤينشي‏،‏ رامبرانت،‏ ڤان ڠوخ —‏ اسماء يعرفها ملايين الاشخاص.‏ وحتى لو لم تسنح لكم قط فرصة مشاهدة لوحة من لوحاتهم الاصلية،‏ فأنتم تعرفون ان هؤلاء الاشخاص فنَّانون عظام.‏ ويمكن القول ان فنَّهم خلَّد اسمهم.‏

      لقد رسموا على القماش ابتسامة محيِّرة،‏ صورة معبِّرة لشخص،‏ مشهدا يُبرز الجمال في الخليقة.‏ ولا تزال هذه الرسوم تترك اثرا في خيال المتفرج.‏ وما اسر لبَّهم يأسر لبَّنا ايضا —‏ مع ان قرونا تفصل بيننا وبينهم.‏

      قد لا نكون فنَّانين او نقَّادا فنيين،‏ ولكننا نستطيع تمييز الروعة الجَمالية.‏ وكالفنَّان الذي يعجبنا عمله،‏ نملك نحن ايضا حسًّا جَماليا.‏ قد نعتبر قدرتنا على ادراك اللون والشكل والتصاميم والضوء امرا مسلَّما به،‏ ولكنها جزء من حياتنا.‏ فنحن نرغب دون شك في زخرفة بيوتنا بأشياء او لوحات تبهج العين.‏ ومع ان الاذواق تختلف،‏ فهذه القدرة على ادراك الجمال هي هبة يتمتع بها معظم الجنس البشري.‏ ويمكن لهذه الهبة ايضا ان تقرِّبنا اكثر الى خالقنا.‏

      هبة الجمال

      الحسّ الجَمالي هو احدى الصفات الكثيرة التي تميِّز الانسان عن الحيوان.‏ يقول المؤلَّف Historia General del Arte ‏—‏ Summa Artis (‏بحث شامل في الفن —‏ تاريخ عام للفن)‏ انه «يمكن تعريف الانسان بأنه الحيوان الذي يملك قدرة جَمالية.‏» فلأننا مختلفون عن الحيوانات،‏ نرى الخليقة بمنظار مختلف.‏ فهل يُعجب الكلب بغروب جميل للشمس؟‏

      فمَن ذا الذي صنعَنا هكذا؟‏ يوضح الكتاب المقدس ان ‹اللّٰه خلق الانسان على صورته.‏ على صورة اللّٰه خلقه.‏› (‏تكوين ١:‏٢٧‏)‏ لا يعني ذلك ان ابوينا الاولين كانا يشبهان اللّٰه في الشكل،‏ بل ان اللّٰه وهبهما الصفات التي يتمتع هو بها.‏ وإحدى هذه الصفات هي القدرة على الاعجاب بالجمال.‏

      ان الدماغ البشري يدرك الجمال بعملية غامضة.‏ في البداية تنقل حواسنا الى الدماغ معلومات عن صوت ورائحة ولون وشكل الاشياء التي تلفت انتباهنا.‏ لكنَّ الجمال هو اكثر بكثير من مجرد مجموع هذه النبضات الكهركيميائية التي لا تعمل إلا على إنبائنا بما يحصل حولنا.‏ فنحن لا نرى شجرة او زهرة او عصفورا كما يراها الحيوان.‏ ومع انه لا منفعة عملية فورية تعود علينا على الارجح من هذه الاشياء،‏ فهي تمنحنا السرور.‏ فدماغنا يمكِّننا من تمييز قيمتها الجَمالية.‏

      وهذه القدرة تؤثر في مشاعرنا وتُغْني حياتنا.‏ لا تزال ماري التي تعيش في اسپانيا تتذكر احدى امسيات شهر تشرين الثاني قبل سنين عديدة حين وقفت على ضفة بحيرة بعيدة وراقبت غروب الشمس.‏ تقول:‏ «كان يطير نحوي سربٌ بعد آخر من طيور الكركي وهي تنادي واحدها الآخر.‏ وكانت آلاف الطيور ترسم على صفحة السماء القرمزية اشكالَ خطوط كخيوط العنكبوت.‏ ان هجرتها السنوية من روسيا واسكنديناڤيا حملتها الى هذا المكان في اسپانيا لترتاح.‏ كان هذا المشهد جميلا بحيث جعلني ابكي.‏»‏

      لماذا هبة الجمال؟‏

      في نظر اناس كثيرين يدلُّ الحسّ الجَمالي على وجود خالق محب يريد ان تتمتع خليقته الذكية بإبداعه الفني.‏ وكم هو منطقي ومقنع ان يُنسب حسُّنا الجَمالي الى خالق محب.‏ يوضح الكتاب المقدس ان «اللّٰه محبة،‏» وجوهر المحبة هو المشاركة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ ويُسَرُّ يهوه بأن نشترك معه في فنِّه الإبداعي.‏ فإذا لم تُسمع قط معزوفة موسيقية رائعة او لم تُرَ قط لوحة جميلة جدا،‏ يضيع جمالهما.‏ والفن وُجد لكي يُشارَك فيه ولكي يُتمتَّع به —‏ وهو عقيم دون مشاهدين.‏

      نعم،‏ اوجد يهوه الاشياء الجميلة من اجل قصد معيَّن —‏ لكي يُشارَك فيها ويُتمتَّع بها.‏ وفي الواقع،‏ كان موطن ابوينا الاولين حديقةً فردوسية واسعة دُعيت عدن —‏ وتعني «سرورًا.‏» ولم يملأ اللّٰه الارض بإبداعه الفني فحسب بل منح الجنس البشري ايضا القدرة على ملاحظته والاعجاب به.‏ وما اكثر الاشياء الجميلة التي يمكن ان نمتِّع عيوننا بها!‏ وكما ذكر پول دايڤيز،‏ «يبدو احيانا كما لو ان الطبيعة ‹قصدت› ان تُوجِد كونًا مثمرا ومثيرا للاهتمام.‏» ونحن نجد الكون مثمرا ومثيرا للاهتمام تماما لأن يهوه ‹قصد› ان يخلقنا بالقدرة على درسه والتمتع به.‏

      من غير المدهش ان ادراك الجمال الطبيعي —‏ والرغبة في تقليده —‏ امر شائع في كل الحضارات،‏ ابتداءً من فنَّاني الكهوف الى الانطباعيين.‏ فمنذ آلاف السنين رسم سكان شمال اسپانيا صورا حية لحيوانات على جدران الكهوف في ألتاميرا،‏ كانتابريا.‏ ومنذ اكثر من قرن خرج الرسامون الانطباعيون من «استديواتهم» وحاولوا ان ينقلوا الى لوحاتهم الالوانَ الزاهية لحقل من الزهور او الانعكاسات المختلفة للضوء على الماء.‏ وحتى الاولاد الصغار يدركون جيدا الاشياء الجميلة.‏ وفي الواقع،‏ عندما تعطونهم اقلام تلوين وورقة،‏ يحب معظمهم ان يرسموا كل ما يستحوذ على مخيِّلتهم من الاشياء التي يرونها.‏

      وفي ايامنا يفضِّل الراشدون ان يلتقطوا صورة فوتوڠرافية ليتذكروا مشهدا جميلا اثَّر فيهم.‏ ولكنَّ عقولنا قادرة،‏ حتى بدون كاميرا،‏ ان تتذكر صورا جميلة ربما رأيناها قبل عشرات السنين.‏ فمن الواضح ان اللّٰه صنعنا بالقدرة على التمتع ببيتنا الارضي الذي اتقن زخرفته.‏ (‏مزمور ١١٥:‏١٦‏)‏ ولكنَّ اللّٰه منحَنا هذا الحسّ الجَمالي لسبب آخر ايضا.‏

      ‏‹صفاته تُرى جليًّا›‏

      عندما نعمِّق تقديرنا للإبداع الفني في الطبيعة،‏ يساعدنا ذلك على التعرُّف بخالقنا الذي تحيط بنا اعمال يديه.‏ في احدى المناسبات طلب يسوع من تلاميذه ان ينظروا عن كثب الى الازهار البرية التي تنمو في ارجاء الجليل.‏ وقال:‏ «تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو.‏ لا تتعب ولا تغزل.‏ ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.‏» (‏متى ٦:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ فيمكن لجمال زهرة برية تافهة ان يذكِّرنا بأن اللّٰه يهتم بحاجات العائلة البشرية.‏

      وقال يسوع ايضا انه يمكنكم ان تحكموا على الشخص من ‹ثماره،‏› او اعماله.‏ (‏متى ٧:‏١٦-‏٢٠‏)‏ لذلك يمكن ان نتوقع ان تخبرنا اعمال اللّٰه شيئا عن شخصيته.‏ فما هي بعض ‹صفاته التي يمكن ان تُرى جليًّا منذ تأسيس العالم›؟‏ —‏ رومية ١:‏٢٠‏،‏ ع‌ج‏.‏

      هتف صاحب المزمور:‏ «ما اعظم اعمالك يا رب.‏ كلها بحكمة صنعت.‏» (‏مزمور ١٠٤:‏٢٤‏)‏ ويمكن ان تُرى حكمة اللّٰه حتى في الالوان التي استخدمها «لتلوين» النباتات والحيوانات على الارض.‏ يقول فابريس وجرماني في كتابهما Colore,‎ Disegno ed estetica nell’arte grafica (‏اللون —‏ التصميم وعلم الجمال في الفن التصويري)‏:‏ «اللون يبهج كثيرا النفس والعينين.‏» فأينما كنا نجد الالوان المتناسقة والالوان المتضاربة التي تبهج العين وترفع المعنويات.‏ ولكن ربما كان اجمل اثر تتركه الالوان في النفس يأتي من الوان التقزُّح —‏ الوان قوس قزح البهية —‏ التي هي شهادة قوية على التصميم الحكيم.‏

      وألوان التقزُّح شائعة خصوصا عند الطيور الطنَّانة.‏a فماذا يجعل ريشها يبهر الابصار؟‏ ان الثلث الاعلى من ريشها الفريد يحلِّل ضوء الشمس الى الوان مميَّزة تشبه الوان قوس قزح —‏ طريقة مماثلة لعمل الموشور.‏ لذلك فإن الاسماء الشائعة للطيور الطنَّانة،‏ كالياقوت والسفير والزمرد،‏ دليل حي على روعة الالوان الحمراء والزرقاء والخضراء التي تزيِّن هذه الطيور المشبَّهة بالجواهر.‏ وهكذا تسأل سارة ڠودْوِن في كتابها الطيور الطنَّانة:‏ «ما هو القصد من الجمال الفتَّان لهذه المخلوقات الرائعة؟‏» وتجيب:‏ «من الناحية العلمية،‏ لا يوجد قصد لذلك على الارض سوى إبهار أبصار المتفرجين.‏» وبالتأكيد لم يبرع فنَّان بشري قط في استخدام لوح الوان كهذا!‏

      ونرى قدرة اللّٰه في شلال هادر،‏ في ضجيج البحار،‏ في الامواج المتكسرة،‏ او في الاشجار السامقة في غابة وهي تتمايل بتمايل الريح الهوجاء.‏ وهذا الابداع الفني الناشط يثير المشاعر كما هي الحال ايضا مع ايّ منظر ساكن.‏ قام في احدى المرات العالم الاميركي الشهير في التاريخ الطبيعي جون ميور بوصف تأثير عاصفة في مجموعة من اشجار شوح دوڠلاس في جبال سييرا نيڤادا في كاليفورنيا:‏

      ‏«مع انها فتيَّة نسبيا،‏ فإن طولها كان يبلغ نحو ١٠٠ قدم [٣٠ م]،‏ وكانت رؤوسها الرشيقة والكثيرة الاغصان تتمايل وتدوِّم بابتهاج غامر.‏ .‏ .‏ .‏ لم تكفَّ رؤوسها الهيفاء عن التحرُّك والهسهسة تحت وابل المطر،‏ وكانت تنحني وتدوِّم الى الخلف وإلى الامام،‏ وتدور مرة بعد اخرى،‏ راسمة مجموعات من المنحنيات العمودية والافقية يعجز اللسان عن وصفها.‏» وكما كتب صاحب المزمور قبل آلاف السنين،‏ فإن ‹الريح العاصفة تسبِّح يهوه› —‏ انها تقدِّم عيِّنة من قدرته الخارقة.‏ —‏ مزمور ١٤٨:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ثمة طير يعتبره اليابانيون منذ زمن طويل رمز الحب.‏ انه الكركي الياباني الجميل الذي يقوم برقصات متقنة عند المغازلة تشبه في رشاقتها رقصة الباليه.‏ وتُقَدَّر هذه الراقصات في مملكة الطيور تقديرا رفيعا في اليابان حتى انها تُعتبر من «الروائع الطبيعية المميَّزة.‏» وبما ان زوجَي الكركي يبقيان معا مدى الحياة وقد تعيش ٥٠ سنة او اكثر،‏ يعتبر اليابانيون هذه الطيور مثال الاخلاص الزوجي.‏

      وماذا عن محبة اللّٰه؟‏ من المثير للاهتمام ان الكتاب المقدس يشبِّه حماية يهوه الحبية لأوليائه بحماية طائر لصغاره يستعمل جناحيه ليقيها من العوامل الجوية.‏ وتتحدث التثنية ٣٢:‏١١ عن النسر الذي يحرِّك «عشَّه وعلى فراخه يرفُّ ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه.‏» والنسر يفعل هذه الامور ليشجع الصغار على مغادرة العشّ والطيران.‏ ومع ان ذلك نادرا ما يُرى،‏ ترد تقارير عن نسور تساعد صغارها بحملها على اجنحتها.‏ —‏ مزمور ١٧:‏٨‏.‏

      وعندما نلقي نظرة عن كثب على العالم الطبيعي حولنا،‏ نجد بعض المبادئ الفعَّالة التي تكشف ايضا عن اوجه من شخصية اللّٰه.‏

      التنوُّع تابل الحياة

      يتجلى التنوُّع بسرعة في اعمال اللّٰه.‏ والتنوُّع بين النباتات والطيور والحيوانات والحشرات مذهل حقا.‏ ففي أكرين ونصف (‏هكتار واحد)‏ فقط من الغابة المدارية يمكن ايجاد ٣٠٠ نوع مختلف من الاشجار و ٠٠٠‏,٤١ نوع من الحشرات؛‏ وفي ميل مربع واحد (‏٣ كلم٢‏)‏ قد يعيش ٥٠٠‏,١ صنف من الفراشات؛‏ وقد تكون شجرة واحدة منزلا لـ‍ ١٥٠ نوعا من خنافس الماء!‏ وكما انه لا يوجد شخصان متشابهان تشابها تاما،‏ يصحُّ الامر عينه في اشجار السنديان والببور ايضا.‏ والاصالة،‏ الصفة المقدَّرة كثيرا بين الفنَّانين البشر،‏ هي جزء بارز من الطبيعة.‏

      طبعا،‏ لم نعالج إلا القليل من الاوجه الفنية في الطبيعة،‏ وباختصار ايضا.‏ وبإمعان النظر اكثر فيها،‏ نرى اوجها اخرى كثيرة من شخصية اللّٰه.‏ ولكن لفعل ذلك يلزم ان نضع موضع العمل حساسيتنا الفنية المعطاة من اللّٰه.‏ فكيف يمكننا ان نزيد اعجابنا بفنِّ اعظم فنَّان؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لدى فراشات كثيرة،‏ كفراشات «مورفو» الزرقاء الزاهية في اميركا المدارية،‏ قشور على اجنحتها تسبِّب تقزُّح الضوء.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      يلزمنا ان نعرف مَن وضعنا هنا

      في احد الايام دارت مناقشة لاهوتية بين احد تراجمة الكتاب المقدس رونالد نكص والعالِم جون سكوت هولداين.‏ وقد حاجَّ هولداين قائلا:‏ «في كون يحتوي على ملايين الكواكب،‏ أليس محتمَلا جدا ان تظهر الحياة على واحد منها على الاقل؟‏»‏

      فأجاب نكص:‏ «يا سيدي،‏ اذا وجد الاسكتلنديارد جثة في صندوق ثيابك،‏ فهل تقول لهم:‏ ‹هنالك الملايين من صناديق الثياب في العالم —‏ لا شك ان واحدا منها فيه جثة›؟‏ اظن انهم سيصرّون مع ذلك على معرفة الشخص الذي وضعها هناك.‏» —‏ كتاب النوادر البنّيّ الصغير.‏

      وفضلا عن اشباع فضولنا،‏ هنالك سبب آخر يُلزمنا ان نعرف مَن وضعنا هنا —‏ لكي نتمكن من الاقرار له بالفضل.‏ وماذا يكون ردُّ فعل فنَّان موهوب اذا وصف ناقد متعجرف عملَه بأنه مجرد نتيجة لحادثة وقعت في محل بيع لوازم الرسم؟‏ وبشكل مماثل،‏ اية اهانة يمكن ان تُوَجَّه الى خالق الكون اعظم من نسب ابداعه الفني الى الصدفة العمياء؟‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Courtesy of ROE/Anglo-Australian Observatory,‎ photograph by David Malin

      ‏[الصورتان في الصفحة ٨]‏

      طيور الكركي وهي تطير

      رسوم الكهوف في ألتاميرا،‏ اسپانيا

      ‏[الصور في الصفحة ٩]‏

      الدلافين،‏ الطيور الطنَّانة،‏ والشلالات كلها تكشف عن اوجه من شخصية الفنَّان العظيم

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Godo-Foto

      G.‎ C.‎ Kelley,‎ Tucson,‎ AZ

      Godo-Foto

  • كيف نرى الجمال حولنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٨
    • كيف نرى الجمال حولنا

      ‏«في كل اللغات،‏ احدى ابكر عباراتنا هي ‹أَرِني!‏›» —‏ وليم وايت الاصغر.‏

      الولد الصغير الذي يحدِّق الى الفراشة التي تخفق بأجنحتها،‏ الزوجان المسنّان اللذان يتأملان غروبا رائعا للشمس،‏ ربة المنزل التي تنظر بإعجاب الى الورود التي احسنت تنسيقها —‏ كلهم يركزون انتباههم برهة قصيرة على شيء جميل.‏

      بما ان جمال خليقة اللّٰه موجود في كل مكان،‏ فليس من الضروري السفر مئات الاميال للتفرج عليه.‏ قد تكون المناظر الطبيعية الخلابة بعيدة،‏ ولكن يمكن ايجاد الفن الرائع في جواركم اذا بحثتم عنه —‏ والأهم —‏ اذا عرفتم كيف تبحثون عنه.‏

      غالبا ما يقال ان «الجمال يكمن في عين الناظر.‏» ولكن مع ان الجمال موجود فلن يراه الجميع.‏ وقد تلزم لوحة او صورة فوتوڠرافية لكي يُسترعى انتباهنا.‏ وفي الواقع،‏ يعتقد فنَّانون كثيرون ان نجاحهم يعتمد على قدرتهم على رؤية الجمال اكثر مما يعتمد على قدرتهم على الرسم.‏ ويوضح كتاب عين الرسام بقلم موريس ڠروسر ان «الرسام يرسم بعينيه لا بيديه.‏ وكل ما يراه،‏ اذا رآه بوضوح،‏ يمكنه ان يرسمه.‏ .‏ .‏ .‏ فوضوح الملاحظة امر هام.‏»‏

      وسواء كنا فنَّانين او لا،‏ يمكننا ان نتعلم الرؤية بوضوح اكبر،‏ ملاحظة الجمال حولنا.‏ وبكلمات اخرى،‏ يجب ان نخرج وننظر الى الاشياء بمنظار جديد.‏

      وفي هذا المجال يشدِّد جون بارِت،‏ وهو كاتب في مادة التاريخ الطبيعي،‏ على قيمة الانهماك شخصيا في ذلك.‏ يقول:‏ «لا شيء يحلُّ محلَّ الرؤية بالعين،‏ اللمس،‏ الشمّ والاستماع الى الحيوانات والنباتات الحية عندما تكون في بيئتها الطبيعية.‏» ويتابع:‏ «دعوا الجمال يبلغ اعماق كيانكم .‏ .‏ .‏ وحيثما كنتم،‏ أَلقوا نظرة اولا،‏ تمتعوا بما ترونه،‏ ثم عودوا وانظروا من جديد.‏»‏

      ولكن عمَّ يجب ان نبحث؟‏ في البداية يمكننا تعلُّم ملاحظة عناصر الجمال الاساسية الاربعة.‏ ومن الممكن رؤية هذه العناصر في كل وجه تقريبا من اوجه خليقة يهوه.‏ وكلما توقَّفنا اكثر لنلاحظها تمتَّعنا اكثر بفنِّه.‏

      تحديد عناصر الجمال

      الاشكال والنماذج.‏ نحن نعيش في عالم من الاشكال المتعددة.‏ بعضها خطِّيّ كشكل اعواد مجموعة من نباتات الخيزران،‏ او هندسي كنسيج العنكبوت،‏ في حين ان بعضها الآخر لا شكل محددا له كالسحابة التي تتغير باستمرار.‏ وهنالك اشكال كثيرة جذابة،‏ سواء أكانت زهرة سحلبية غريبة،‏ الشكل الحلزوني لصدفة بحرية،‏ ام حتى اغصان شجرة تساقطت اوراقها.‏

      عندما يتكرر الشكل نفسه،‏ يخلق نموذجا يمكن ان يكون هو ايضا بهجة للعين.‏ مثلا،‏ تخيَّلوا مجموعة من جذوع الاشجار في غابة.‏ فأشكالها —‏ التي يختلف واحدها عن الآخر مع انها متشابهة —‏ تؤلِّف نموذجا جميلا.‏ ولكن لتمييز الاشكال والنموذج الذي تؤلفه،‏ يجب ان يكون هنالك ضوء.‏

      الضوء.‏ ان طريقة توزُّع الضوء تعطي الاشكال التي نجدها جذابة ميزةً خاصة.‏ فتبرز التفاصيل،‏ وتتجلى الالوان،‏ ويُخلق انطباع معيَّن.‏ يختلف الضوء حسب الوقت من النهار،‏ الفصل من السنة،‏ الطقس،‏ وحتى المكان الذي نعيش فيه.‏ فالنهار الغائم،‏ عندما يكون النور منتشرا،‏ مناسب جدا للتمتع بظلال اللون الدقيقة في الزهور البرية او اوراق الخريف،‏ في حين ان النتوءات الصخرية والقمم في سلسلة من سلاسل الجبال تعرض جمال اشكالها المذهل عندما يرسمه شروق الشمس او غروبها.‏ وضوء الشمس الخفيف في شتاء النصف الشمالي من الكرة الارضية يضفي على المناظر الريفية جاذبا عاطفيا.‏ ومن ناحية اخرى،‏ تحوِّل الشمس الساطعة في المناطق المدارية البحرَ القليل العمق الى ارض عجائب شفافة للغطاسين بمنشاق.‏

      ولكن لا يزال هنالك عنصر مهم ايضا.‏

      اللون.‏ انه يبعث الحياة في مختلف الاشياء التي نراها حولنا.‏ وفي حين ان شكلها قد يميِّزها،‏ فلونها يُبرز كونها فريدة.‏ وبالاضافة الى ذلك فإن طريقة توزُّع الالوان في النماذج المتناسقة تبرز جمالها الخاص.‏ وقد يكون اللون صارخا كالاحمر او البرتقالي الذي يستأسر انظارنا،‏ او مريحا كالازرق او الاخضر.‏

      تخيلوا بقعة نمت فيها ازهار صفراء في وسط الاشجار.‏ يدرك الضوء التويجيات الصفراء التي تبدو زاهية مع نسيم الصباح،‏ في حين ان جذوع الاشجار الغامقة اللون التي تحفُّ بها شمس الصباح تشكِّل خلفية رائعة.‏ الآن صارت لدينا صورة.‏ كل ما يلزمنا فعله هو «برْوَزتها،‏» وهنا يأتي دور التركيب.‏

      التركيب.‏ ان الطريقة التي تتحد بها هذه العناصر الثلاثة —‏ الشكل والضوء واللون —‏ تحدِّد التركيب.‏ وهنا نلعب نحن المتفرجين دورا حاسما.‏ فبالتحرُّك قليلا الى الامام،‏ الى الوراء،‏ نحو احد الجانبين،‏ الى الاعلى،‏ او الى الاسفل،‏ يمكننا ان نعدِّل العناصر او الاضاءة في الصورة التي نراها.‏ ويمكننا ان نحصر الصورة بحيث تشمل العناصر المرغوبة فقط.‏

      غالبا ما نقوم نحن بتركيب صورة عندما نشاهد منظرا خلابا مُبَرْوَزًا بالاشجار او النباتات المجاورة.‏ ولكن يمكن ايجاد صور رائعة كثيرة،‏ على نطاق اصغر،‏ حيثما كنا.‏

      ملاحظة صغائر الاشياء وعظائمها

      الجمال بادٍ في اعمال يدي اللّٰه الصغيرة والكبيرة على السواء،‏ وستتضاعف متعتنا اذا تعلَّمنا رؤية التفاصيل التي تتحد هي ايضا وتخلِّف تأثيرا ممتعا.‏ انها تشكِّل رسومات صغيرة متناثرة في ارجاء لوحة الطبيعة الكبيرة.‏ ولنتمتع بها،‏ كل ما علينا فعله هو الانحناء وإلقاء نظرة عن قرب.‏

      هذه الصور الكثيرة ضمن الصورة الواحدة يصفها المصوِّر جون شو في كتابه الصور القريبة في الطبيعة:‏ «ان ما يدهشني دائما هو ان نظرة قريبة الى تفصيل طبيعي تدفعني الى إلقاء نظرة اقرب.‏ .‏ .‏ .‏ فنحن نرى اولا المشهد الكامل،‏ ثم بقعة ملونة في احدى زوايا الصورة.‏ وعند إلقاء نظرة اقرب نرى ازهارا،‏ وعلى احدى هذه الازهار فراشة.‏ وتكشف اجنحتها عن نموذج مميَّز،‏ النموذج الناتج من تناسق دقيق في قشور الاجنحة،‏ وكل قشرة هي متقنة بحدِّ ذاتها.‏ وإذا تمكَّنَّا فعلا من فهم الاتقان الذي يؤلف تلك القشرة الواحدة من اجنحة الفراشة،‏ يصير ممكنا ان نبتدئ بفهم اتقان التصميم الذي يميِّز الطبيعة.‏»‏

      وبالاضافة الى المتعة الجَمالية التي ننالها،‏ يمكن لفنِّ الطبيعة —‏ في الاشياء الكبيرة والصغيرة على السواء —‏ ان يقرِّبنا اكثر الى خالقنا.‏ قال يهوه مناشدا:‏ «ارفعوا الى العلاء عيونكم وانظروا.‏» فعندما نتوقف لننظر،‏ لنحدِّق،‏ ولنعبِّر عن اعجابنا،‏ سواء امعنَّا النظر في السموات المُنجمة او في ايّ شيء آخر من خلائق اللّٰه،‏ نتذكر «مَن خلق هذه.‏» —‏ اشعياء ٤٠:‏٢٦‏.‏

      اشخاص تعلَّموا ان ينظروا

      في ازمنة الكتاب المقدس كان لدى خدام اللّٰه اهتمام خصوصي بخليقته.‏ وبحسب ١ ملوك ٤:‏٣٠،‏ ٣٣‏،‏ «فاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق .‏ .‏ .‏ وتكلَّم عن الاشجار من الارز الذي في لبنان الى الزوفا النابت في الحائط.‏ وتكلَّم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك.‏»‏

      ربما كان اهتمام سليمان بروائع الخليقة يعود جزئيا الى مثال ابيه.‏ فداود،‏ الذي قضى الكثير من سنوات تكوُّنه الباكرة كراعٍ،‏ كان يتأمل كثيرا في اعمال يدي اللّٰه.‏ وكان لجمال السموات خصوصا وقع كبير في نفسه.‏ ففي المزمور ١٩:‏١ كتب:‏ «السموات تحدِّث بمجد اللّٰه.‏ والفلك يخبر بعمل يديه.‏» (‏قارنوا مزمور ١٣٩:‏١٤‏.‏)‏ ومن الواضح ان قربه من الخليقة جذبه اكثر الى الهه.‏ ويمكن ان يصحَّ الامر عينه فينا.‏a

      وكما عرف هؤلاء الرجال الاتقياء،‏ فإن ادراك اعمال يدي اللّٰه والتمتع بها يرفع المعنويات ويُغْني حياتنا.‏ وفي عالمنا العصري المغمور بالتسلية التي لا تتطلب ابداعا شخصيا،‏ والتي غالبا ما تكون مُحقِّرة،‏ يمكن للتأمل في خليقة يهوه ان يوفِّر نشاطا سليما لنا ولعائلاتنا.‏ وبالنسبة الى الذين يتطلعون بشوق الى عالم اللّٰه الجديد،‏ سيتمكنون من التمتع بذلك في المستقبل ايضا.‏ —‏ اشعياء ٣٥:‏١،‏ ٢‏.‏

      عندما لا نكتفي برؤية الفنِّ حولنا بل ندرك ايضا صفات الفنَّان البارع الذي صنع كل ذلك،‏ نندفع دون شك الى ترديد كلمات داود:‏ «لا مثل لك .‏ .‏ .‏ يا (‏يهوه)‏ ولا مثل اعمالك.‏» —‏ مزمور ٨٦:‏٨‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a كان كتبة آخرون للكتاب المقدس ايضا،‏ كأجور وإرميا،‏ مراقبين مهتمين بالتاريخ الطبيعي.‏ —‏ امثال ٣٠:‏٢٤-‏٢٨؛‏ ارميا ٨:‏٧‏.‏

      ‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

      امثلة للنموذج والشكل،‏ الضوء،‏ اللون،‏ والتركيب

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Godo-Foto

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة