-
هل يمكن ان تنشأ الحياة بالصدفة؟الحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطوّر ام بالخلق؟
-
-
هل يتشكَّل «حَساء عُضْوي»؟
١١ (أ) لماذا لا يُحتمل ان يتراكم «حَساء عُضْوي» في المحيط؟ (ب) كيف استطاع ميلَر المحافظة على الحموض الأمينية القليلة التي حصل عليها؟
١١ كم يُحتمل ان تنجرف الحموض الأمينية، التي يُعتقد انها تشكَّلت في الجوّ، وتشكِّل «حَساءً عُضْويًّا» في المحيطات؟ لا يُحتمل ذلك البتَّة. فالطاقة نفسها التي تشطُر المركَّبات البسيطة في الجوّ تفكِّك باكثر سرعة ايضا ما يتشكَّل من حموض أمينية معقَّدة. ومن المثير للاهتمام ان ميلَر، في تجربته إمرار شرارة كهربائية عبر «الجوّ،» لم يحافظ على الحموض الأمينية الاربعة التي حصل عليها إلا بإبعادها عن منطقة الشرارة. فلو تركها هناك لفكَّكتها الشرارة.
١٢ ماذا يحدث للحموض الأمينية حتى وإن وصل بعضها الى المحيطات؟
١٢ ولكن، اذا افتُرض ان الحموض الأمينية وصلت الى المحيطات بطريقة او بأخرى، وجرت وقايتها من الاشعاع فوق البنفسجي المدمِّر في الجوّ، فماذا حينئذ؟ شرح هِتْشِنْڠ: «لا توجد تحت سطح الماء طاقة كافية لتنشيط تفاعلات كيميائية اضافية؛ وعلى اية حال، فالماء يمنع نمو الجُزَيئات الاكثر تعقيدًا.»٨
١٣ ماذا يلزم ان تفعل الحموض الأمينية في الماء لتشكِّل پروتينات، ولكن بعدئذ اي خطر آخر تواجهه؟
١٣ وهكذا حالما توجد الحموض الأمينية في الماء، يلزم ان تخرج منه لتشكِّل جُزَيئات اكبر وتتطور الى الصيرورة پروتينات نافعة لتشكيل الحياة. غير انها حالما تخرج من الماء، تتعرَّض ثانيةً للضوء فوق البنفسجي المدمِّر! «وبكلمات اخرى،» يقول هِتْشِنْڠ، «ان الفرَص النظرية لعبور حتى هذه المرحلة الاولى السهلة نسبيًّا [الحصول على الحموض الأمينية] في تطور الحياة هي كالحة.»٩
١٤ ولذلك ما هي احدى المشاكل الأشدّ استعصاءً التي تواجه مؤيدي التطور؟
١٤ على الرغم من انه يؤكَّد عمومًا ان الحياة نشأت تلقائيًّا في المحيطات، فان الماء لا يساعد على إحداث العمليات الكيميائية الضرورية. يشرح الكيميائي ريتشارد ديكرسُن: «لذلك يصعب ان ندرك كيف كان يمكن للتماثر polymerization [ترابط جُزَيئات أصغر لتشكيل جُزَيئات أكبر] ان يتقدَّم في البيئة المائية للمحيط البدائي، لان وجود الماء يسهِّل، لا التماثر، بل بالأحرى ازالة التماثر depolymerization [تفكُّك الجُزَيئات الكبيرة الى جُزَيئات أبسط].»١٠ ويوافق الكيميائي الحيوي جورج والْد على هذه النظرة، قائلا: «الانحلال التلقائي اكثر احتمالا بكثير، وبالتالي يتقدَّم بسرعة اكبر بكثير من التخليق التلقائي.» وهذا يعني انه لن يكون هنالك تراكم لحَساء عُضْوي! ويَعتقد والْد ان هذا هو «أشدّ المشاكل المستعصية التي تواجهنا [مؤيدي التطور].»١١
١٥، ١٦ اية مشكلة كبرى هنالك في الحصول على الپروتينات الضرورية للحياة من الحموض الأمينية في حَساء عُضْوي مفترَض؟
١٥ إلا ان هنالك مشكلة مستعصية اخرى تواجه نظرية التطور. تذكَّروا انه يوجد اكثر من ١٠٠ حمض أميني، ولكن لا يلزم إلا ٢٠ للپروتينات الضرورية للحياة. وعلاوةً على ذلك، فهي تأتي بشكلين: بعض الجُزَيئات «يمينية» والاخرى «يسارية.» فلو تشكَّلت عشوائيًّا، كما في حَساء عُضْوي افتراضي، لكان نصفها على الارجح يمينيًّا والنصف الآخر يساريًّا. وما من سبب معروف لتفضيل احد الشكلين في الاشياء الحية. ومع ذلك، فان الحموض الأمينية الـ ٢٠ المستعملة في إنتاج الپروتينات الضرورية للحياة كلها يسارية!
١٦ فكيف حدث انه، عشوائيًّا، لم يتَّحد في الحَساء إلا ما كان لازما على نحو محدَّد؟ يعترف الفيزيائي ج. د. برنَل: «يجب الإقرار بأن الشرح . . . لا يزال احد الأجزاء الاصعب شرحًا للأوجه البُنيوية للحياة.» واختتم: «ربما لن نستطيع ابدًا شرح ذلك.»١٢
الاحتمالات والپروتينات التلقائية
١٧ اي ايضاح يُظهر مدى المشكلة؟
١٧ وما هي فرصة تجمُّع الحموض الأمينية الصحيحة لتشكِّل جُزَيئا پروتينيا؟ يمكن تشبيه ذلك بكومة كبيرة مخلوطة تمامًا تحتوي على أعداد متساوية من الفاصولياء الحمراء والفاصولياء البيضاء. ويوجد ايضًا اكثر من ١٠٠ نوع مختلف من الفاصولياء. والآن، اذا غرَفتم من هذه الكومة، فعلى ماذا تظنون انكم ستحصلون؟ لكي تحصلوا على الفاصولياء التي تمثِّل المكوِّنات الاساسية للپروتين، يجب ان تغرفوا فاصولياء حمراء فقط — بلا فاصولياء بيضاء على الاطلاق! وأيضا يجب ألا تحتوي مِغرفتكم إلا على ٢٠ نوعًا من الفاصولياء الحمراء، ويجب ان تكون كل واحدة في مكان معيَّن محدَّد مسبقا في المِغرفة. وغلطة واحدة في عالَم الپروتين في ايّ من هذه المتطلبات تجعل الپروتين الناتج يفشل في العمل بلياقة. فهل يمكن ان نحصل على المجموعة المناسبة مهما حرَّكنا وغرَفنا من كومة فاصوليائنا الافتراضية؟ كلا. اذًا، كيف امكَن ذلك في الحَساء العُضْوي الافتراضي؟
١٨ كم هي واقعية ارجحية ان يتكوَّن عشوائيًّا حتى جُزَيء پروتيني بسيط؟
١٨ ان الپروتينات الضرورية للحياة لها جُزَيئات معقَّدة جدًّا. فما هو الاحتمال ان يتكوَّن عشوائيًّا حتى جُزَيء پروتيني بسيط في حَساء عُضْوي؟ يعترف مؤيدو التطور بأن ذلك هو واحد فقط من ١٠١١٣ (١ يليه ١١٣ صفرًا). بيد ان ايّ حدث يُحتمل وقوعه بنسبة واحد فقط من ١٠٥٠ يستبعده علماء الرياضيات باعتباره لا يقع ابدًا. وفكرة الارجحية، او الاحتمالات، ذات العلاقة تُرى في واقع ان العدد ١٠١١٣ اكبر من المجموع التقديري لكل الذرّات في الكون!
١٩ اي احتمال هنالك للحصول على الانزيمات اللازمة لخلية حيَّة؟
١٩ تخدم بعض الپروتينات كمواد بُنيوية وتخدم اخرى كانزيمات. والاخيرة تعجِّل التفاعلات الكيميائية اللازمة في الخلية. وبدون مثل هذه المساعدة تموت الخلية. ويستلزم نشاط الخلية ان تخدم، لا بضعة پروتينات فقط، بل ٠٠٠,٢ منها، كانزيمات. فما هي احتمالات الحصول على هذه كلها عشوائيًّا؟ واحد من ١٠٠٠٠,٤٠! «احتمال صغير بشكل فاضح،» يؤَكد هُويْل، «لا يمكن توقعه حتى ولو كان الكون بأسره مؤلَّفا من حَساء عُضْوي.» ويضيف: «ان لم يكن المرء متحيِّزا، إما بسبب معتقداته الاجتماعية او بسبب تدريبه العلمي، الى الاقتناع بأن الحياة نشأت [تلقائيًّا] على الارض، يمحو هذا الحساب البسيط الفكرة محوًا تامًّا.»١٣
٢٠ لماذا الغشاء الذي تحتاج اليه الخلية يعقِّد المشكلة؟
٢٠ إلا ان الاحتمالات في الواقع اقل بكثير مما يدل عليه هذا الرقم ‹الصغير بشكل فاضح.› فالخلية يجب ان يحيط بها غشاء. ولكنَّ هذا الغشاء معقَّد للغاية، يتألف من جُزَيئات الپروتين والسكّر والدهن. وكما يكتب مؤيد التطور لزلي اورڠل: «تحتوي اغشية الخلايا العصرية على قنَوات ومضَخّات تضبط بدقة دخول وخروج المغذيات والفضلات والشوارد الفلزية metal ions وغيرها. وتشمل هذه القنَوات المتخصصة پروتينات ذات نوعية عالية، جُزَيئات لم يكن وجودها ممكنًا في البداية نفسها لتطوّر الحياة.»١٤
الشفرة الوراثية الرائعة
٢١ كم يصعب الحصول على الهِسْتونات التي يتطلبها الـ DNA؟
٢١ وما يصعب الحصول عليه اكثر من هذه هو النيوكليوتيدات، الوحدات البُنيوية للـ DNA، التي تحمل الشفرة الوراثية genetic code. ويرتبط الـ DNA بخمسة هِسْتونات histones (يُعتقد ان الهِسْتونات تشارك في التحكم في نشاط المورِّثات). ويقال ان الاحتمال لتشكيل حتى أبسط هذه الهِسْتونات هو واحد من ٢٠١٠٠ — عدد ضخم آخَر «اكبر من مجموع كل الذرّات في كل النجوم والمجرّات المرْئيّة في أكبر المقاريب الفلَكية.»١٥
٢٢ (أ) ما هي علاقة الأُحجيّة القديمة عن ‹الدجاجة ام البيضة› بالپروتينات والـ DNA؟ (ب) اي حلّ يقدمه احد مؤيدي التطور، وهل ذلك معقول؟
٢٢ ولكنَّ نظرية التطور تواجهها صعاب اكبر تشمل اصل كامل الشفرة الوراثية — مطلب لاجل التكاثر الخلَوي. وتبزغ ثانيةً الأُحجيّة القديمة عن ‹الدجاجة ام البيضة› في ما يتعلق بالپروتينات والـ DNA. يقول هِتْشِنْڠ: «تعتمد الپروتينات في تشكُّلها على الـ DNA. ولكنَّ الـ DNA لا يمكن ان يتشكَّل دون پروتين موجود قبله.»١٦ وهذا يؤدِّي الى ما يثيره ديكرسُن مما يَظهر متناقضا: «ايهما جاء اولا،» الپروتين ام الـ DNA؟ وهو يؤكد: «يجب ان يكون الجواب، ‹انهما نمَوَا متوازيين.›»١٧ فهو يقول، في الواقع، انه لا بد ان تكون ‹الدجاجة› و ‹البيضة› قد تطورتا في وقت واحد، دون ان تأتي الواحدة من الاخرى. فهل يبدو هذا معقولا لكم؟ يلخِّص ذلك محرر علمي بقوله: «يثير اصل الشفرة الوراثية المشكلة الضخمة لأُحجيّة الدجاجة والبيضة، المشكلة التي تبقى في الوقت الحاضر مشوَّشة تماما.»١٨
٢٣ ماذا يقول علماء آخرون عن الجهاز الوراثي؟
٢٣ وقدَّم ايضًا الكيميائي ديكرسُن هذا التعليق المثير للاهتمام: «ان تطور الجهاز الوراثي هو الخطوة التي ليست لها نماذج مختبَرية، ولذلك لا يسع المرء إلا ان يخمِّن الى ما لا نهاية دون ان يتقيَّد بحقائق مُزعجة.»١٩ ولكن هل هو اسلوب علمي سليم ان يجري تجاهل الفيضان الجارف من ‹الحقائق المزعجة› بهذه السهولة؟ يدعو لزلي اورڠل وجود الشفرة الوراثية «الوجه الاكثر ارباكا لمشكلة اصول الحياة.»٢٠ واستنتج فرنسيس كْريك: «بالرغم من ان الشفرة الوراثية تكاد تكون عامة، إلا ان الآلية الضرورية لتجسيدها معقَّدة اكثر من ان تكون قد نشأت دُفعةً واحدة.»٢١
٢٤ ماذا يمكن قوله عن الانتقاء الطبيعي وأوَّل خلية تكاثرت؟
٢٤ تحاول نظرية التطور حذف الحاجة الى تحقيق المستحيل «دُفعةً واحدة» بتبني عملية تدريجية بها يستطيع الانتقاء الطبيعي ان يؤدِّي عمله شيئًا فشيئًا. غير انه بدون الشفرة الوراثية للابتداء بالتكاثر، لا يمكن ان توجد مواد ينتقيها الانتقاء الطبيعي.
التخليق الضوئي المدهش
٢٥ ينسب التطور الى خلية بسيطة المقدرةَ المدهشةَ على انشاء اية عملية؟
٢٥ وتنشأ الآن عَقبة اضافية امام نظرية التطور. فقد لزم ان تبتدع الخلية البدائية في مرحلة من المراحل ما اوقع انقلابًا في الحياة على الارض — التخليق الضوئي photosynthesis. وهذه العملية، التي بها يأخذ النبات ثاني أُكسيد الكربون ويُطلق الاكسجين، لا يفهمها العلماء كاملا حتى الآن. انها، كما يصرِّح عالِم الاحياء ف. و. وانْت، «عملية لم يستطع احد حتى الآن ان ينسخها في انبوبة اختبار.»٢٢ ومع ذلك، يُظن ان خلية بسيطة صغيرة جدًّا انشأتها بالصدفة.
٢٦ اي تغيير ثوري سببته هذه العملية؟
٢٦ ان هذه العملية للتخليق الضوئي حوّلت جوًّا لا يوجد فيه اكسجين طليق الى جوّ يشكِّل فيه جُزَيء الاكسجين واحدا من كل خمسة جُزَيئات. ونتيجة لذلك استطاعت الحيوانات تنشُّق الاكسجين والعيش، وأمكن تكوُّن طبقة من الأوزون لوقاية كل الكائنات الحية من الآثار الضارة للإشعاع فوق البنفسجي. فهل يمكن نسب هذا الترتيب الفريد للظروف الى مجرد صدفة عشوائية؟
هل للذكاء علاقة؟
٢٧ في اي وضع تركَت الادلة بعض مؤيدي التطور؟
٢٧ عندما يواجَه مؤيدو التطور بالارجحية الهائلة ضد تشكُّل خلية حية بالصدفة، يُجبَر بعضهم على التراجع. مثلا، يستسلم مؤلِّفا التطور من الفضاء (هُويْل وويكْرَماسينڠ)، قائلَين: «هذه القضايا معقَّدة اكثر من ان تُحدَّد لها أعداد.» ويضيفان: «لا توجد وسيلة . . . يمكننا بها الخروج من المأزِق بواسطة حَساء عُضْوي اكبر وأفضل، كما رجونا نحن انفسنا ان يكون ممكنا منذ سنة او اثنتين. فالأعداد التي حسبناها اعلاه، من حيث الأساس، خيالية للحَساء الكوني كما للحَساء الأرضي.»٢٣
-
-
هل يمكن ان تنشأ الحياة بالصدفة؟الحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطوّر ام بالخلق؟
-
-
هل هو علمي؟
٢٩ ما هو الاسلوب العلمي؟
٢٩ اذا كانت البداية التلقائية للحياة ستُقبَل كواقع علمي، يجب اثباتها بالاسلوب العلمي. وقد وُصف ذلك كما يلي: لاحِظ ما يحدث؛ وعلى اساس هذه الملاحظات، كوِّن نظرية عما يمكن ان يكون صحيحا؛ اختبر النظرية بملاحظات اضافية وبالتجارب؛ وراقب لترى ما اذا كانت التكهنات المؤسسة على النظرية تتحقَّق.
٣٠ بأية طرائق يقصِّر التولُّد التلقائي عن بلوغ الهدف في ما يتعلق بتطبيق الاسلوب العلمي؟
٣٠ في محاولة لتطبيق الاسلوب العلمي لم تكن ممكنة ملاحظة التولُّد التلقائي للحياة. فلا يوجد دليل على انه يحدث الآن، وطبعًا لم يكن مراقِب بشري موجودا كما يقول مؤيدو التطور عندما كان يحدث. ولم تثبت بالملاحظة اية نظرية خاصة به. وقد فشلت تجارب المختبرات في تكراره. ولم تتحقَّق التكهنات المؤسسة على النظرية. وبمثل هذا العجز عن تطبيق الاسلوب العلمي، هل يكون عِلما صحيحا ان تُرفع نظرية كهذه الى مستوى الواقع؟
٣١ اي رأيين متضاربين في التولُّد التلقائي يملكهما احد العلماء؟
٣١ ومن ناحية اخرى، توجد وفرة من الأدلَّة لدعم الاستنتاج بأن التولُّد التلقائي للحياة من الجماد امرٌ مُحال. «ليس على المرء إلا ان يتأمل في عظم هذه المهمّة،» يُقرّ الپروفسور والْد من جامعة هارڤرد، «حتى يسلِّم بأن التولُّد التلقائي لعضوية حية امرٌ مستحيل.» ولكن، بماذا يؤمن فعلا هذا المؤيد للتطور؟ انه يجيب: «ومع ذلك نحن هنا — في اعتقادي، نتيجةً للتولُّد التلقائي.»٢٧ فهل يبدو ذلك عِلما موضوعيا؟
٣٢ كيف يعترف حتى مؤيدو التطور بأن مثل هذا التفكير غير علمي؟
٣٢ وَسَم عالِم الأحياء البريطاني جوزيف هنري وُدْڠَر مثل هذا التفكير بأنه «تصلُّب بحت في الرأي — التأكيد ان ما تريد الاعتقاد به وقعَ فعلا.»٢٨ فكيف انتهى الامر بالعلماء الى ان يقبلوا في افكارهم هذا الانتهاك الجليّ للاسلوب العلمي؟ اعترف مؤيد التطور الشهير لورِن ايزلي: «بعد تعنيف اللاهوتي لاعتماده على الاساطير والمعجزات، وجد العِلم نفسه في وضع لا يُحسد عليه لاضطراره الى ابتداع مجموعته الخاصة من الاساطير: اي الافتراض انَّ ما لم يكن ممكنا بعد جهد طويل اثبات وقوعه اليوم، وقعَ حقًّا في الماضي البدائي.»٢٩
٣٣ على اساس كل الأدلَّة السابقة، اي استنتاج يجب الوصول اليه بخصوص التولُّد التلقائي وتطبيق الاسلوب العلمي؟
٣٣ على اساس الأدلَّة يتضح ان نظرية التولُّد التلقائي للحياة تلائم حيِّز الخيال العلمي اكثر مما تلائم الواقع العلمي. ويَظهر ان كثيرين من المؤيّدين هجروا الاسلوب العلمي في امور كهذه لكي يعتقدوا بما يريدون اعتقاده. وعلى الرغم من الارجحية الساحقة ضد نشوء الحياة بالصدفة، يعم التصلّب العنيد في الرأي بدلا من الحذَر الذي يميِّزه الاسلوب العلمي عادة.
لا يقبله كل العلماء
٣٤ (أ) كيف يبرهن احد الفيزيائيين على انه منفتح العقل علميًّا؟ (ب) كيف يصف التطور، وما هو تعليقه على كثيرين من العلماء؟
٣٤ غير انه لم يغلق جميع العلماء الباب على البديل. مثلا، اذ ادرك الفيزيائي ه. س. ليپسون الارجحية ضد النشوء التلقائي للحياة، قال: «الشرح المقبول الوحيد هو الخلق. انا اعرف ان هذا بغيض عند الفيزيائيين، كما هو في الواقع عندي، ولكن يجب ألا نرفض نظرية لا نحبُّها اذا دعمها الدليل التجريبي.» ولاحظ ايضًا انه بعد كتاب داروين، اصل الانواع، «اصبح التطور الى حد ما دينًا علميًّا؛ فقبِله تقريبًا جميع العلماء والكثيرون هم على استعداد لان ‹يعوِّجوا› ملاحظاتهم لكي تطابقه.»٣٠ تعليق مُحزن ولكن صحيح.
٣٥ (أ) اي مفهوم وجد پروفسور جامعي التخلص منه شاقّا؟ (ب) كيف يوضح امكانية تطور الحياة بالصدفة؟
٣٥ قال شانْدرا ويكْرَماسينڠ، پروفسور في كليَّة الجامعة، في كارديف: «منذ تدريبي الابكر كعالِم، غُسِل دماغي بشدة لأعتقد ان العِلم لا يمكن ان يتفق مع ايّ نوع من الخلق العمدي. وهذا المفهوم كان يجب التخلص منه بشكل شاقّ جدًّا. اني في غاية الانزعاج من الوضع، الحالة الذهنية التي اجد نفسي فيها الآن. ولكن لا يوجد مخرج منطقي من ذلك. . . . فاعتبار الحياة صدفة كيميائية على الارض هو كالبحث عن حبّة رمل معيَّنة على كل الشواطئ في كل الكواكب في الكون — والعثور عليها.» وبكلمات اخرى، من المُحال ان تكون الحياة قد نشأت من صدفة كيميائية. ولذلك يستنتج ويكْرَماسينڠ: «لا توجد طريقة اخرى يمكننا بها ان نفهم الترتيب الدقيق للمواد الكيميائية للحياة إلا بالاستعانة بالخلق على نطاق كوني.»٣١
٣٦ اي تعليق يقدِّمه روبرت جاسترو؟
٣٦ وكما قال الفلَكي روبرت جاسترو: «لا برهان لدى العلماء على ان الحياة لم تَنتج من عمل خلقي.»٣٢
٣٧ اي سؤال يُثار بشأن التطور، وأين يمكن ان يوجد الجواب؟
٣٧ ولكن، حتى اذا افترضنا ان اوَّل خلية حية نشأت تلقائيًّا بطريقة او بأخرى، فهل هنالك دليل على انها تطورت الى كل المخلوقات التي عاشت في وقت من الاوقات على الارض؟ تزوِّد الاحافير الجواب، ويبحث الفصل التالي في ما يقوله حقًّا سجل الاحافير.
-
-
هل يمكن ان تنشأ الحياة بالصدفة؟الحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطوّر ام بالخلق؟
-
-
[الاطار في الصفحة ٥٢]
تعليق مؤيدي التطور في الماضي والحاضر على اصل الحياة
«الفرْضية بأن الحياة نمت من المادة اللاعُضوية لا تزال، في الوقت الحاضر، من بنود الايمان.» — عالِم الرياضيات ج. و. ن. ساليڤانd
«يقارَن احتمال نشوء الحياة من الصدفة باحتمال انتاج قاموس غير مختصر من انفجار في مطبعة.» — عالِم الأحياء ادْوين كونكلينe
«ليس على المرء إلا ان يتأمل في عظم هذه المهمّة حتى يسلِّم بأن التولُّد التلقائي لعضوية حية امرٌ مستحيل.» — عالِم الكيمياء الحيوية جورج والْدf
«الرجل المخلص، المتسلِّح بكل المعرفة المتوافرة لنا الآن، لا يمكنه إلا ان يصرِّح بأن اصل الحياة من بعض النواحي، يظهر حاليا انه يكاد يكون معجزة.» — عالِم الأحياء فرنسيس كْريكg
«ان لم يكن المرء متحيِّزا، إما بسبب معتقداته الاجتماعية او بسبب تدريبه العلمي، الى الاقتناع بأن الحياة نشأت [تلقائيًّا] على الارض، يمحو هذا الحساب البسيط [الارجحية الرياضية ضد ذلك] الفكرة محوًا تامًّا.» — الفلَكيان فرِد هُويْل و ن. ش. ويكْرَماسينڠh
-