مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يمكن ان تنشأ الحياة بالصدفة؟‏
    الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوّر ام بالخلق؟‏
    • هل يتشكَّل «حَساء عُضْوي»؟‏

      ١١ (‏أ)‏ لماذا لا يُحتمل ان يتراكم «حَساء عُضْوي» في المحيط؟‏ (‏ب)‏ كيف استطاع ميلَر المحافظة على الحموض الأمينية القليلة التي حصل عليها؟‏

      ١١ كم يُحتمل ان تنجرف الحموض الأمينية،‏ التي يُعتقد انها تشكَّلت في الجوّ،‏ وتشكِّل «حَساءً عُضْويًّا» في المحيطات؟‏ لا يُحتمل ذلك البتَّة.‏ فالطاقة نفسها التي تشطُر المركَّبات البسيطة في الجوّ تفكِّك باكثر سرعة ايضا ما يتشكَّل من حموض أمينية معقَّدة.‏ ومن المثير للاهتمام ان ميلَر،‏ في تجربته إمرار شرارة كهربائية عبر «الجوّ،‏» لم يحافظ على الحموض الأمينية الاربعة التي حصل عليها إلا بإبعادها عن منطقة الشرارة.‏ فلو تركها هناك لفكَّكتها الشرارة.‏

      ١٢ ماذا يحدث للحموض الأمينية حتى وإن وصل بعضها الى المحيطات؟‏

      ١٢ ولكن،‏ اذا افتُرض ان الحموض الأمينية وصلت الى المحيطات بطريقة او بأخرى،‏ وجرت وقايتها من الاشعاع فوق البنفسجي المدمِّر في الجوّ،‏ فماذا حينئذ؟‏ شرح هِتْشِنْڠ:‏ «لا توجد تحت سطح الماء طاقة كافية لتنشيط تفاعلات كيميائية اضافية؛‏ وعلى اية حال،‏ فالماء يمنع نمو الجُزَيئات الاكثر تعقيدًا.‏»‏٨

      ١٣ ماذا يلزم ان تفعل الحموض الأمينية في الماء لتشكِّل پروتينات،‏ ولكن بعدئذ اي خطر آخر تواجهه؟‏

      ١٣ وهكذا حالما توجد الحموض الأمينية في الماء،‏ يلزم ان تخرج منه لتشكِّل جُزَيئات اكبر وتتطور الى الصيرورة پروتينات نافعة لتشكيل الحياة.‏ غير انها حالما تخرج من الماء،‏ تتعرَّض ثانيةً للضوء فوق البنفسجي المدمِّر!‏ «وبكلمات اخرى،‏» يقول هِتْشِنْڠ،‏ «ان الفرَص النظرية لعبور حتى هذه المرحلة الاولى السهلة نسبيًّا [الحصول على الحموض الأمينية] في تطور الحياة هي كالحة.‏»‏٩

      ١٤ ولذلك ما هي احدى المشاكل الأشدّ استعصاءً التي تواجه مؤيدي التطور؟‏

      ١٤ على الرغم من انه يؤكَّد عمومًا ان الحياة نشأت تلقائيًّا في المحيطات،‏ فان الماء لا يساعد على إحداث العمليات الكيميائية الضرورية.‏ يشرح الكيميائي ريتشارد ديكرسُن:‏ «لذلك يصعب ان ندرك كيف كان يمكن للتماثر polymerization [ترابط جُزَيئات أصغر لتشكيل جُزَيئات أكبر] ان يتقدَّم في البيئة المائية للمحيط البدائي،‏ لان وجود الماء يسهِّل،‏ لا التماثر،‏ بل بالأحرى ازالة التماثر depolymerization [تفكُّك الجُزَيئات الكبيرة الى جُزَيئات أبسط].‏»‏١٠ ويوافق الكيميائي الحيوي جورج والْد على هذه النظرة،‏ قائلا:‏ «الانحلال التلقائي اكثر احتمالا بكثير،‏ وبالتالي يتقدَّم بسرعة اكبر بكثير من التخليق التلقائي.‏» وهذا يعني انه لن يكون هنالك تراكم لحَساء عُضْوي!‏ ويَعتقد والْد ان هذا هو «أشدّ المشاكل المستعصية التي تواجهنا [مؤيدي التطور].‏»‏١١

      ١٥،‏ ١٦ اية مشكلة كبرى هنالك في الحصول على الپروتينات الضرورية للحياة من الحموض الأمينية في حَساء عُضْوي مفترَض؟‏

      ١٥ إلا ان هنالك مشكلة مستعصية اخرى تواجه نظرية التطور.‏ تذكَّروا انه يوجد اكثر من ١٠٠ حمض أميني،‏ ولكن لا يلزم إلا ٢٠ للپروتينات الضرورية للحياة.‏ وعلاوةً على ذلك،‏ فهي تأتي بشكلين:‏ بعض الجُزَيئات «يمينية» والاخرى «يسارية.‏» فلو تشكَّلت عشوائيًّا،‏ كما في حَساء عُضْوي افتراضي،‏ لكان نصفها على الارجح يمينيًّا والنصف الآخر يساريًّا.‏ وما من سبب معروف لتفضيل احد الشكلين في الاشياء الحية.‏ ومع ذلك،‏ فان الحموض الأمينية الـ‍ ٢٠ المستعملة في إنتاج الپروتينات الضرورية للحياة كلها يسارية!‏

      ١٦ فكيف حدث انه،‏ عشوائيًّا،‏ لم يتَّحد في الحَساء إلا ما كان لازما على نحو محدَّد؟‏ يعترف الفيزيائي ج.‏ د.‏ برنَل:‏ «يجب الإقرار بأن الشرح .‏ .‏ .‏ لا يزال احد الأجزاء الاصعب شرحًا للأوجه البُنيوية للحياة.‏» واختتم:‏ «ربما لن نستطيع ابدًا شرح ذلك.‏»‏١٢

      الاحتمالات والپروتينات التلقائية

      ١٧ اي ايضاح يُظهر مدى المشكلة؟‏

      ١٧ وما هي فرصة تجمُّع الحموض الأمينية الصحيحة لتشكِّل جُزَيئا پروتينيا؟‏ يمكن تشبيه ذلك بكومة كبيرة مخلوطة تمامًا تحتوي على أعداد متساوية من الفاصولياء الحمراء والفاصولياء البيضاء.‏ ويوجد ايضًا اكثر من ١٠٠ نوع مختلف من الفاصولياء.‏ والآن،‏ اذا غرَفتم من هذه الكومة،‏ فعلى ماذا تظنون انكم ستحصلون؟‏ لكي تحصلوا على الفاصولياء التي تمثِّل المكوِّنات الاساسية للپروتين،‏ يجب ان تغرفوا فاصولياء حمراء فقط —‏ بلا فاصولياء بيضاء على الاطلاق!‏ وأيضا يجب ألا تحتوي مِغرفتكم إلا على ٢٠ نوعًا من الفاصولياء الحمراء،‏ ويجب ان تكون كل واحدة في مكان معيَّن محدَّد مسبقا في المِغرفة.‏ وغلطة واحدة في عالَم الپروتين في ايّ من هذه المتطلبات تجعل الپروتين الناتج يفشل في العمل بلياقة.‏ فهل يمكن ان نحصل على المجموعة المناسبة مهما حرَّكنا وغرَفنا من كومة فاصوليائنا الافتراضية؟‏ كلا.‏ اذًا،‏ كيف امكَن ذلك في الحَساء العُضْوي الافتراضي؟‏

      ١٨ كم هي واقعية ارجحية ان يتكوَّن عشوائيًّا حتى جُزَيء پروتيني بسيط؟‏

      ١٨ ان الپروتينات الضرورية للحياة لها جُزَيئات معقَّدة جدًّا.‏ فما هو الاحتمال ان يتكوَّن عشوائيًّا حتى جُزَيء پروتيني بسيط في حَساء عُضْوي؟‏ يعترف مؤيدو التطور بأن ذلك هو واحد فقط من ١٠١١٣ (‏١ يليه ١١٣ صفرًا)‏.‏ بيد ان ايّ حدث يُحتمل وقوعه بنسبة واحد فقط من ١٠٥٠ يستبعده علماء الرياضيات باعتباره لا يقع ابدًا.‏ وفكرة الارجحية،‏ او الاحتمالات،‏ ذات العلاقة تُرى في واقع ان العدد ١٠١١٣ اكبر من المجموع التقديري لكل الذرّات في الكون!‏

      ١٩ اي احتمال هنالك للحصول على الانزيمات اللازمة لخلية حيَّة؟‏

      ١٩ تخدم بعض الپروتينات كمواد بُنيوية وتخدم اخرى كانزيمات.‏ والاخيرة تعجِّل التفاعلات الكيميائية اللازمة في الخلية.‏ وبدون مثل هذه المساعدة تموت الخلية.‏ ويستلزم نشاط الخلية ان تخدم،‏ لا بضعة پروتينات فقط،‏ بل ٠٠٠‏,‏٢ منها،‏ كانزيمات.‏ فما هي احتمالات الحصول على هذه كلها عشوائيًّا؟‏ واحد من ١٠٠٠٠‏,‏٤٠‏!‏ «احتمال صغير بشكل فاضح،‏» يؤَكد هُويْل،‏ «لا يمكن توقعه حتى ولو كان الكون بأسره مؤلَّفا من حَساء عُضْوي.‏» ويضيف:‏ «ان لم يكن المرء متحيِّزا،‏ إما بسبب معتقداته الاجتماعية او بسبب تدريبه العلمي،‏ الى الاقتناع بأن الحياة نشأت [تلقائيًّا] على الارض،‏ يمحو هذا الحساب البسيط الفكرة محوًا تامًّا.‏»‏١٣

      ٢٠ لماذا الغشاء الذي تحتاج اليه الخلية يعقِّد المشكلة؟‏

      ٢٠ إلا ان الاحتمالات في الواقع اقل بكثير مما يدل عليه هذا الرقم ‹الصغير بشكل فاضح.‏› فالخلية يجب ان يحيط بها غشاء.‏ ولكنَّ هذا الغشاء معقَّد للغاية،‏ يتألف من جُزَيئات الپروتين والسكّر والدهن.‏ وكما يكتب مؤيد التطور لزلي اورڠل:‏ «تحتوي اغشية الخلايا العصرية على قنَوات ومضَخّات تضبط بدقة دخول وخروج المغذيات والفضلات والشوارد الفلزية metal ions وغيرها.‏ وتشمل هذه القنَوات المتخصصة پروتينات ذات نوعية عالية،‏ جُزَيئات لم يكن وجودها ممكنًا في البداية نفسها لتطوّر الحياة.‏»‏١٤

      الشفرة الوراثية الرائعة

      ٢١ كم يصعب الحصول على الهِسْتونات التي يتطلبها الـ‍ DNA‏؟‏

      ٢١ وما يصعب الحصول عليه اكثر من هذه هو النيوكليوتيدات،‏ الوحدات البُنيوية للـ‍ DNA‏،‏ التي تحمل الشفرة الوراثية genetic code‏.‏ ويرتبط الـ‍ DNA بخمسة هِسْتونات histones (‏يُعتقد ان الهِسْتونات تشارك في التحكم في نشاط المورِّثات)‏.‏ ويقال ان الاحتمال لتشكيل حتى أبسط هذه الهِسْتونات هو واحد من ٢٠١٠٠ —‏ عدد ضخم آخَر «اكبر من مجموع كل الذرّات في كل النجوم والمجرّات المرْئيّة في أكبر المقاريب الفلَكية.‏»‏١٥

      ٢٢ (‏أ)‏ ما هي علاقة الأُحجيّة القديمة عن ‹الدجاجة ام البيضة› بالپروتينات والـ‍ DNA‏؟‏ (‏ب)‏ اي حلّ يقدمه احد مؤيدي التطور،‏ وهل ذلك معقول؟‏

      ٢٢ ولكنَّ نظرية التطور تواجهها صعاب اكبر تشمل اصل كامل الشفرة الوراثية —‏ مطلب لاجل التكاثر الخلَوي.‏ وتبزغ ثانيةً الأُحجيّة القديمة عن ‹الدجاجة ام البيضة› في ما يتعلق بالپروتينات والـ‍ DNA‏.‏ يقول هِتْشِنْڠ:‏ «تعتمد الپروتينات في تشكُّلها على الـ‍ DNA‏.‏ ولكنَّ الـ‍ DNA لا يمكن ان يتشكَّل دون پروتين موجود قبله.‏»‏١٦ وهذا يؤدِّي الى ما يثيره ديكرسُن مما يَظهر متناقضا:‏ «ايهما جاء اولا،‏» الپروتين ام الـ‍ DNA‏؟‏ وهو يؤكد:‏ «يجب ان يكون الجواب،‏ ‹انهما نمَوَا متوازيين.‏›»‏١٧ فهو يقول،‏ في الواقع،‏ انه لا بد ان تكون ‹الدجاجة› و ‹البيضة› قد تطورتا في وقت واحد،‏ دون ان تأتي الواحدة من الاخرى.‏ فهل يبدو هذا معقولا لكم؟‏ يلخِّص ذلك محرر علمي بقوله:‏ «يثير اصل الشفرة الوراثية المشكلة الضخمة لأُحجيّة الدجاجة والبيضة،‏ المشكلة التي تبقى في الوقت الحاضر مشوَّشة تماما.‏»‏١٨

      ٢٣ ماذا يقول علماء آخرون عن الجهاز الوراثي؟‏

      ٢٣ وقدَّم ايضًا الكيميائي ديكرسُن هذا التعليق المثير للاهتمام:‏ «ان تطور الجهاز الوراثي هو الخطوة التي ليست لها نماذج مختبَرية،‏ ولذلك لا يسع المرء إلا ان يخمِّن الى ما لا نهاية دون ان يتقيَّد بحقائق مُزعجة.‏»‏١٩ ولكن هل هو اسلوب علمي سليم ان يجري تجاهل الفيضان الجارف من ‹الحقائق المزعجة› بهذه السهولة؟‏ يدعو لزلي اورڠل وجود الشفرة الوراثية «الوجه الاكثر ارباكا لمشكلة اصول الحياة.‏»‏٢٠ واستنتج فرنسيس كْريك:‏ «بالرغم من ان الشفرة الوراثية تكاد تكون عامة،‏ إلا ان الآلية الضرورية لتجسيدها معقَّدة اكثر من ان تكون قد نشأت دُفعةً واحدة.‏»‏٢١

      ٢٤ ماذا يمكن قوله عن الانتقاء الطبيعي وأوَّل خلية تكاثرت؟‏

      ٢٤ تحاول نظرية التطور حذف الحاجة الى تحقيق المستحيل «دُفعةً واحدة» بتبني عملية تدريجية بها يستطيع الانتقاء الطبيعي ان يؤدِّي عمله شيئًا فشيئًا.‏ غير انه بدون الشفرة الوراثية للابتداء بالتكاثر،‏ لا يمكن ان توجد مواد ينتقيها الانتقاء الطبيعي.‏

      التخليق الضوئي المدهش

      ٢٥ ينسب التطور الى خلية بسيطة المقدرةَ المدهشةَ على انشاء اية عملية؟‏

      ٢٥ وتنشأ الآن عَقبة اضافية امام نظرية التطور.‏ فقد لزم ان تبتدع الخلية البدائية في مرحلة من المراحل ما اوقع انقلابًا في الحياة على الارض —‏ التخليق الضوئي photosynthesis‏.‏ وهذه العملية،‏ التي بها يأخذ النبات ثاني أُكسيد الكربون ويُطلق الاكسجين،‏ لا يفهمها العلماء كاملا حتى الآن.‏ انها،‏ كما يصرِّح عالِم الاحياء ف.‏ و.‏ وانْت،‏ «عملية لم يستطع احد حتى الآن ان ينسخها في انبوبة اختبار.‏»‏٢٢ ومع ذلك،‏ يُظن ان خلية بسيطة صغيرة جدًّا انشأتها بالصدفة.‏

      ٢٦ اي تغيير ثوري سببته هذه العملية؟‏

      ٢٦ ان هذه العملية للتخليق الضوئي حوّلت جوًّا لا يوجد فيه اكسجين طليق الى جوّ يشكِّل فيه جُزَيء الاكسجين واحدا من كل خمسة جُزَيئات.‏ ونتيجة لذلك استطاعت الحيوانات تنشُّق الاكسجين والعيش،‏ وأمكن تكوُّن طبقة من الأوزون لوقاية كل الكائنات الحية من الآثار الضارة للإشعاع فوق البنفسجي.‏ فهل يمكن نسب هذا الترتيب الفريد للظروف الى مجرد صدفة عشوائية؟‏

      هل للذكاء علاقة؟‏

      ٢٧ في اي وضع تركَت الادلة بعض مؤيدي التطور؟‏

      ٢٧ عندما يواجَه مؤيدو التطور بالارجحية الهائلة ضد تشكُّل خلية حية بالصدفة،‏ يُجبَر بعضهم على التراجع.‏ مثلا،‏ يستسلم مؤلِّفا التطور من الفضاء (‏هُويْل وويكْرَماسينڠ)‏،‏ قائلَين:‏ «هذه القضايا معقَّدة اكثر من ان تُحدَّد لها أعداد.‏» ويضيفان:‏ «لا توجد وسيلة .‏ .‏ .‏ يمكننا بها الخروج من المأزِق بواسطة حَساء عُضْوي اكبر وأفضل،‏ كما رجونا نحن انفسنا ان يكون ممكنا منذ سنة او اثنتين.‏ فالأعداد التي حسبناها اعلاه،‏ من حيث الأساس،‏ خيالية للحَساء الكوني كما للحَساء الأرضي.‏»‏٢٣

  • هل يمكن ان تنشأ الحياة بالصدفة؟‏
    الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوّر ام بالخلق؟‏
    • هل هو علمي؟‏

      ٢٩ ما هو الاسلوب العلمي؟‏

      ٢٩ اذا كانت البداية التلقائية للحياة ستُقبَل كواقع علمي،‏ يجب اثباتها بالاسلوب العلمي.‏ وقد وُصف ذلك كما يلي:‏ لاحِظ ما يحدث؛‏ وعلى اساس هذه الملاحظات،‏ كوِّن نظرية عما يمكن ان يكون صحيحا؛‏ اختبر النظرية بملاحظات اضافية وبالتجارب؛‏ وراقب لترى ما اذا كانت التكهنات المؤسسة على النظرية تتحقَّق.‏

      ٣٠ بأية طرائق يقصِّر التولُّد التلقائي عن بلوغ الهدف في ما يتعلق بتطبيق الاسلوب العلمي؟‏

      ٣٠ في محاولة لتطبيق الاسلوب العلمي لم تكن ممكنة ملاحظة التولُّد التلقائي للحياة.‏ فلا يوجد دليل على انه يحدث الآن،‏ وطبعًا لم يكن مراقِب بشري موجودا كما يقول مؤيدو التطور عندما كان يحدث.‏ ولم تثبت بالملاحظة اية نظرية خاصة به.‏ وقد فشلت تجارب المختبرات في تكراره.‏ ولم تتحقَّق التكهنات المؤسسة على النظرية.‏ وبمثل هذا العجز عن تطبيق الاسلوب العلمي،‏ هل يكون عِلما صحيحا ان تُرفع نظرية كهذه الى مستوى الواقع؟‏

      ٣١ اي رأيين متضاربين في التولُّد التلقائي يملكهما احد العلماء؟‏

      ٣١ ومن ناحية اخرى،‏ توجد وفرة من الأدلَّة لدعم الاستنتاج بأن التولُّد التلقائي للحياة من الجماد امرٌ مُحال.‏ «ليس على المرء إلا ان يتأمل في عظم هذه المهمّة،‏» يُقرّ الپروفسور والْد من جامعة هارڤرد،‏ «حتى يسلِّم بأن التولُّد التلقائي لعضوية حية امرٌ مستحيل.‏» ولكن،‏ بماذا يؤمن فعلا هذا المؤيد للتطور؟‏ انه يجيب:‏ «ومع ذلك نحن هنا —‏ في اعتقادي،‏ نتيجةً للتولُّد التلقائي.‏»‏٢٧ فهل يبدو ذلك عِلما موضوعيا؟‏

      ٣٢ كيف يعترف حتى مؤيدو التطور بأن مثل هذا التفكير غير علمي؟‏

      ٣٢ وَسَم عالِم الأحياء البريطاني جوزيف هنري وُدْڠَر مثل هذا التفكير بأنه «تصلُّب بحت في الرأي —‏ التأكيد ان ما تريد الاعتقاد به وقعَ فعلا.‏»‏٢٨ فكيف انتهى الامر بالعلماء الى ان يقبلوا في افكارهم هذا الانتهاك الجليّ للاسلوب العلمي؟‏ اعترف مؤيد التطور الشهير لورِن ايزلي:‏ «بعد تعنيف اللاهوتي لاعتماده على الاساطير والمعجزات،‏ وجد العِلم نفسه في وضع لا يُحسد عليه لاضطراره الى ابتداع مجموعته الخاصة من الاساطير:‏ اي الافتراض انَّ ما لم يكن ممكنا بعد جهد طويل اثبات وقوعه اليوم،‏ وقعَ حقًّا في الماضي البدائي.‏»‏٢٩

      ٣٣ على اساس كل الأدلَّة السابقة،‏ اي استنتاج يجب الوصول اليه بخصوص التولُّد التلقائي وتطبيق الاسلوب العلمي؟‏

      ٣٣ على اساس الأدلَّة يتضح ان نظرية التولُّد التلقائي للحياة تلائم حيِّز الخيال العلمي اكثر مما تلائم الواقع العلمي.‏ ويَظهر ان كثيرين من المؤيّدين هجروا الاسلوب العلمي في امور كهذه لكي يعتقدوا بما يريدون اعتقاده.‏ وعلى الرغم من الارجحية الساحقة ضد نشوء الحياة بالصدفة،‏ يعم التصلّب العنيد في الرأي بدلا من الحذَر الذي يميِّزه الاسلوب العلمي عادة.‏

      لا يقبله كل العلماء

      ٣٤ (‏أ)‏ كيف يبرهن احد الفيزيائيين على انه منفتح العقل علميًّا؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف التطور،‏ وما هو تعليقه على كثيرين من العلماء؟‏

      ٣٤ غير انه لم يغلق جميع العلماء الباب على البديل.‏ مثلا،‏ اذ ادرك الفيزيائي ه‍.‏ س.‏ ليپسون الارجحية ضد النشوء التلقائي للحياة،‏ قال:‏ «الشرح المقبول الوحيد هو الخلق‏.‏ انا اعرف ان هذا بغيض عند الفيزيائيين،‏ كما هو في الواقع عندي،‏ ولكن يجب ألا نرفض نظرية لا نحبُّها اذا دعمها الدليل التجريبي.‏» ولاحظ ايضًا انه بعد كتاب داروين،‏ اصل الانواع،‏ «اصبح التطور الى حد ما دينًا علميًّا؛‏ فقبِله تقريبًا جميع العلماء والكثيرون هم على استعداد لان ‹يعوِّجوا› ملاحظاتهم لكي تطابقه.‏»‏٣٠ تعليق مُحزن ولكن صحيح.‏

      ٣٥ (‏أ)‏ اي مفهوم وجد پروفسور جامعي التخلص منه شاقّا؟‏ (‏ب)‏ كيف يوضح امكانية تطور الحياة بالصدفة؟‏

      ٣٥ قال شانْدرا ويكْرَماسينڠ،‏ پروفسور في كليَّة الجامعة،‏ في كارديف:‏ «منذ تدريبي الابكر كعالِم،‏ غُسِل دماغي بشدة لأعتقد ان العِلم لا يمكن ان يتفق مع ايّ نوع من الخلق العمدي.‏ وهذا المفهوم كان يجب التخلص منه بشكل شاقّ جدًّا.‏ اني في غاية الانزعاج من الوضع،‏ الحالة الذهنية التي اجد نفسي فيها الآن.‏ ولكن لا يوجد مخرج منطقي من ذلك.‏ .‏ .‏ .‏ فاعتبار الحياة صدفة كيميائية على الارض هو كالبحث عن حبّة رمل معيَّنة على كل الشواطئ في كل الكواكب في الكون —‏ والعثور عليها.‏» وبكلمات اخرى،‏ من المُحال ان تكون الحياة قد نشأت من صدفة كيميائية.‏ ولذلك يستنتج ويكْرَماسينڠ:‏ «لا توجد طريقة اخرى يمكننا بها ان نفهم الترتيب الدقيق للمواد الكيميائية للحياة إلا بالاستعانة بالخلق على نطاق كوني.‏»‏٣١

      ٣٦ اي تعليق يقدِّمه روبرت جاسترو؟‏

      ٣٦ وكما قال الفلَكي روبرت جاسترو:‏ «لا برهان لدى العلماء على ان الحياة لم تَنتج من عمل خلقي.‏»‏٣٢

      ٣٧ اي سؤال يُثار بشأن التطور،‏ وأين يمكن ان يوجد الجواب؟‏

      ٣٧ ولكن،‏ حتى اذا افترضنا ان اوَّل خلية حية نشأت تلقائيًّا بطريقة او بأخرى،‏ فهل هنالك دليل على انها تطورت الى كل المخلوقات التي عاشت في وقت من الاوقات على الارض؟‏ تزوِّد الاحافير الجواب،‏ ويبحث الفصل التالي في ما يقوله حقًّا سجل الاحافير.‏

  • هل يمكن ان تنشأ الحياة بالصدفة؟‏
    الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوّر ام بالخلق؟‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ٥٢]‏

      تعليق مؤيدي التطور في الماضي والحاضر على اصل الحياة

      «الفرْضية بأن الحياة نمت من المادة اللاعُضوية لا تزال،‏ في الوقت الحاضر،‏ من بنود الايمان.‏» —‏ عالِم الرياضيات ج.‏ و.‏ ن.‏ ساليڤانd

      «يقارَن احتمال نشوء الحياة من الصدفة باحتمال انتاج قاموس غير مختصر من انفجار في مطبعة.‏» —‏ عالِم الأحياء ادْوين كونكلينe

      «ليس على المرء إلا ان يتأمل في عظم هذه المهمّة حتى يسلِّم بأن التولُّد التلقائي لعضوية حية امرٌ مستحيل.‏» —‏ عالِم الكيمياء الحيوية جورج والْدf

      «الرجل المخلص،‏ المتسلِّح بكل المعرفة المتوافرة لنا الآن،‏ لا يمكنه إلا ان يصرِّح بأن اصل الحياة من بعض النواحي،‏ يظهر حاليا انه يكاد يكون معجزة.‏» —‏ عالِم الأحياء فرنسيس كْريكg

      «ان لم يكن المرء متحيِّزا،‏ إما بسبب معتقداته الاجتماعية او بسبب تدريبه العلمي،‏ الى الاقتناع بأن الحياة نشأت [تلقائيًّا] على الارض،‏ يمحو هذا الحساب البسيط [الارجحية الرياضية ضد ذلك] الفكرة محوًا تامًّا.‏» —‏ الفلَكيان فرِد هُويْل و ن.‏ ش.‏ ويكْرَماسينڠh

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة