-
ما هي «راحة اللّٰه»؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
لَا ‹تَسْقُطْ فِي ذٰلِكَ ٱلنَّمُوذَجِ مِنَ ٱلْعِصْيَانِ›
٦ أَيُّ مِثَالَيْنِ يُشَكِّلَانِ تَحْذِيرًا لَنَا، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْهُمَا؟
٦ رَغْمَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَعْلَنَ قَصْدَهُ بِوُضُوحٍ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ، فَهُمَا لَمْ يَعْمَلَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَهُ. إِلَّا أَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا ٱلشَّخْصَيْنِ ٱلْوَحِيدَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَصَيَاهُ لَأَنَّ ٱلْمَلَايِينَ بَعْدَهُمَا تَبِعُوا مَسْلَكَهُمَا. حَتَّى ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ ٱللّٰهُ، أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ، سَقَطَ فِي ٱلْعِصْيَانِ. وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ بُولُسَ حَذَّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ إِمْكَانِيَّةِ سُقُوطِ ٱلْبَعْضِ مِنْهُمْ فِي ٱلشَّرَكِ نَفْسِهِ. فَقَدْ كَتَبَ: «إِذًا، فَلْنَبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِنَا لِدُخُولِ تِلْكَ ٱلرَّاحَةِ، لِئَلَّا يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي ذٰلِكَ ٱلنَّمُوذَجِ مِنَ ٱلْعِصْيَانِ». (عب ٤:١١) لَاحِظْ أَنَّ بُولُسَ يَرْبِطُ بَيْنَ ٱلْعِصْيَانِ وَعَدَمِ دُخُولِ رَاحَةِ ٱللّٰهِ. وَمَاذَا يَعْنِي ذلِكَ لَنَا؟ هَلْ يَعْنِي أَنَّنَا لَنْ نَدْخُلَ رَاحَتَهُ إِذَا تَمَرَّدْنَا عَلَى قَصْدِهِ بِطَرِيقَةٍ مَا؟ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ هُوَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. لكِنَّنَا لَنْ نُنَاقِشَهُ ٱلْآنَ، بَلْ سَنَرَى مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ دُخُولِ رَاحَةِ ٱللّٰهِ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي مِثَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلرَّدِيءِ.
«لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي»
٧ مَاذَا كَانَ قَصْدُ يَهْوَهَ مِنْ إِنْقَاذِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ، وَمَاذَا تَوَقَّعَ مِنْهُمْ؟
٧ عَامَ ١٥١٣ قم، كَشَفَ يَهْوَهُ قَصْدَهُ ٱلْمُتَعَلِّقَ بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِخَادِمِهِ مُوسَى. قَالَ لَهُ: «نَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي ٱلْمِصْرِيِّينَ وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ [مِصْرَ] إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَرَحْبَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا». (خر ٣:٨) فَٱلْقَصْدُ مِنْ إِنْقَاذِ يَهْوَهَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ «مِنْ أَيْدِي ٱلْمِصْرِيِّينَ» كَانَ أَنْ يُقِيمَهُمْ شَعْبًا لَهُ كَمَا وَعَدَ سَلَفَهُمْ إِبْرَاهِيمَ. (تك ٢٢:١٧) وَقَدْ أَعْطَاهُمْ مَجْمُوعَةَ شَرَائِعَ تُمَكِّنُهُمْ مِنَ ٱلتَّمَتُّعِ بِعَلَاقَةٍ سِلْمِيَّةٍ مَعَهُ. (اش ٤٨:١٧، ١٨) وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ أَطَعْتُمْ قَوْلِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي [كَمَا يَرِدُ فِي ٱلشَّرِيعَةِ]، تَكُونُونَ لِي مِلْكًا خَاصًّا مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ، لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا لِي». (خر ١٩:٥، ٦) بِنَاءً عَلَيْهِ، كَانَ تَمَتُّعُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِعَلَاقَةٍ مُمَيَّزَةٍ مَعَ ٱللّٰهِ مَشْرُوطًا بِإِطَاعَتِهِمْ لِقَوْلِهِ.
٨ أَيَّةُ حَيَاةٍ كَانَ سَيَنْعَمُ بِهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لَوْ أَنَّهُمْ أَطَاعُوا ٱللّٰهَ؟
٨ تَخَيَّلِ ٱلْحَيَاةَ ٱلَّتِي كَانَ سَيَنْعَمُ بِهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لَوْ أَنَّهُمْ أَطَاعُوا قَوْلَ ٱللّٰهِ. فَقَدْ كَانَ يَهْوَهُ سَيُبَارِكُ حُقُولَهُمْ، كُرُومَهُمْ، وَمَوَاشِيَهُمْ. وَمَا كَانَ لِيَسْمَحَ بِأَنْ يَقَعُوا تَحْتَ سَيْطَرَةِ أَعْدَائِهِمْ. (اِقْرَأْ ١ ملوك ١٠:٢٣-٢٧.) كَمَا كَانَ ٱلْمَسِيَّا عِنْدَ ظُهُورِهِ سَيَجِدُ إِسْرَائِيلَ أُمَّةً مُسْتَقِلَّةً وَمُزْدَهِرَةً لَا تَرْزَحُ تَحْتَ ٱلنِّيرِ ٱلرُّومَانِيِّ. فَقَدْ كَانَتْ إِسْرَائِيلُ سَتُصْبِحُ مَمْلَكَةً نَمُوذَجِيَّةً لِلْأُمَمِ حَوْلَهَا، مُزَوِّدَةً دَلِيلًا مَلْمُوسًا عَلَى أَنَّ ٱلطَّاعَةَ لِلْإِلهِ ٱلْحَقِيقِيِّ تَجْلُبُ بَرَكَاتٍ رُوحِيَّةً وَمَادِّيَّةً.
٩، ١٠ (أ) لِمَاذَا كَانَتْ رَغْبَةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلرُّجُوعِ إِلَى مِصْرَ مَسْأَلَةً خَطِيرَةً؟ (ب) كَيْفَ كَانَ ٱلرُّجُوعُ إِلَى مِصْرَ سَيُؤَثِّرُ فِي عِبَادَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟
٩ يَا لَلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي حَظِيَتْ بِهِ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ أَنْ تَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِ يَهْوَهَ، فَتَتَبَارَكُ هِيَ وَجَمِيعُ عَائِلَاتِ ٱلْأَرْضِ! (تك ٢٢:١٨) لكِنَّ ذلِكَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُتَمَرِّدَ لَمْ يُعِرْ، كَمَجْمُوعَةٍ، ٱهْتِمَامًا لِإِقَامَةِ مَمْلَكَةٍ نَمُوذَجِيَّةٍ ثِيُوقْرَاطِيَّةٍ. حَتَّى إِنَّهُمْ طَالَبُوا بِٱلرُّجُوعِ إِلَى مِصْرَ. (اِقْرَأْ عدد ١٤:٢-٤.) فَهَلْ كَانَ رُجُوعُهُمْ سَيَدْعَمُ قَصْدَ ٱللّٰهِ فِي جَعْلِ إِسْرَائِيلَ مَمْلَكَةً نَمُوذَجِيَّةً؟ كَلَّا. فَلَوْ عَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَصَارُوا تَحْتَ سَيْطَرَةِ آسِرِيهِمِ ٱلْوَثَنِيِّينَ، لَمَا تَمَكَّنُوا مِنِ ٱتِّبَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ وَٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ تَرْتِيبِ يَهْوَهَ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا. فَكَمْ كَانَ تَفْكِيرُهُمْ جَسَدِيًّا وَيَنِمُّ عَنْ قِصَرِ ٱلنَّظَرِ! إِذًا، لَا عَجَبَ أَنَّ يَهْوَهَ قَالَ عَنْ هؤُلَاءِ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ: «مَقَتُّ ذٰلِكَ ٱلْجِيلَ وَقُلْتُ: ‹إِنَّهُمْ شَارِدُونَ دَائِمًا فِي قُلُوبِهِمْ، وَلَمْ يَعْرِفُوا طُرُقِي›. وَهٰكَذَا حَلَفْتُ فِي غَضَبِي: ‹لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي›». — عب ٣:١٠، ١١؛ مز ٩٥:١٠، ١١.
١٠ إِنَّ سَعْيَ تِلْكَ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ لِلْعَوْدَةِ إِلَى مِصْرَ أَظْهَرَ أَنَّهَا لَا تُقَدِّرُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي نَالَتْهَا، إِذْ فَضَّلَتْ عَلَيْهَا ٱلْكُرَّاثَ وَٱلْبَصَلَ وَٱلثُّومَ ٱلْمُتَوَفِّرَةَ فِي مِصْرَ. (عد ١١:٥) وَعَلَى غِرَارِ عِيسُو ٱلْعَدِيمِ ٱلتَّقْدِيرِ، كَانَ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِلتَّخَلِّي عَنْ مِيرَاثِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلثَّمِينِ مُقَابِلَ أَكْلَةٍ شَهِيَّةٍ. — تك ٢٥:٣٠-٣٢؛ عب ١٢:١٦.
١١ كَيْفَ أَثَّرَ عَدَمُ إِيمَانِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَيَّامَ مُوسَى فِي قَصْدِ ٱللّٰهِ؟
١١ رَغْمَ عَدَمِ إِيمَانِ جِيلِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِي خَرَجَ مِنْ مِصْرَ، بَقِيَ يَهْوَهُ «يَعْمَلُ» بِصَبْرٍ لِإِتْمَامِ قَصْدِهِ، مُرَكِّزًا ٱهْتِمَامَهُ عَلَى ٱلْجِيلِ ٱلتَّالِي. وَقَدْ كَانَ أَفْرَادُ ذلِكَ ٱلْجِيلِ ٱلْجَدِيدِ أَكْثَرَ طَاعَةً مِنْ آبَائِهِمْ. فَدَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ وَرَاحُوا يُخْضِعُونَهَا عَمَلًا بِوَصِيَّةِ يَهْوَهَ. نَقْرَأُ فِي يَشُوع ٢٤:٣١: «خَدَمَ إِسْرَائِيلُ يَهْوَهَ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ وَكُلَّ أَيَّامِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ وَٱلَّذِينَ عَرَفُوا كُلَّ عَمَلِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي عَمِلَهُ لِإِسْرَائِيلَ».
١٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ دُخُولَ رَاحَةِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ أَمْرٌ مُمْكِنٌ؟
١٢ غَيْرَ أَنَّ ذلِكَ ٱلْجِيلَ ٱلطَّائِعَ مَاتَ وَحَلَّ مَحَلَّهُ جِيلٌ «لَا يَعْرِفُ يَهْوَهَ وَلَا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي عَمِلَهُ لِإِسْرَائِيلَ». فَفَعَلُوا «ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ وَخَدَمُوا أَوْثَانَ ٱلْبَعْلِ». (قض ٢:١٠، ١١) وَبِسَبَبِ عِصْيَانِهِمْ، لَمْ يَنْعَمُوا بِسَلَامٍ دَائِمٍ مَعَ ٱللّٰهِ. لِذلِكَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱلْمَوْعِدِ «مَكَانَ رَاحَةٍ» حَقِيقِيًّا لَهُمْ. كَتَبَ بُولُسُ عَنْهُمْ: «لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ قَادَهُمْ إِلَى مَكَانِ رَاحَةٍ، لَمَا تَكَلَّمَ ٱللّٰهُ بَعْدَ ذٰلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ». لكِنَّهُ أَضَافَ: «إِذًا تَبْقَى رَاحَةُ سَبْتٍ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ». (عب ٤:٨، ٩) وَبِعِبَارَةِ «شَعْبِ ٱللّٰهِ»، كَانَ بُولُسُ يُشِيرُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَهذَا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ بِإِمْكَانِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، سَوَاءٌ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ أَوْ أُمَمِيٍّ، أَنْ يَدْخُلُوا رَاحَةَ ٱللّٰهِ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.
مَسْلَكٌ يَحُولُ دُونَ دُخُولِ ٱلْبَعْضِ رَاحَةَ ٱللّٰهِ
١٣، ١٤ أَيُّ ٱرْتِبَاطٍ هُنَالِكَ بَيْنَ حِفْظِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ وَدُخُولِ رَاحَةِ ٱللّٰهِ (أ) فِي زَمَنِ مُوسَى؟ (ب) فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
١٣ حِينَ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ، كَانَ قَلِقًا لِأَنَّ مَسْلَكَ ٱلْبَعْضِ لَمْ يَنْسَجِمْ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ عبرانيين ٤:١.) كَيْفَ ذلِكَ؟ عَلَى مَدَى ٥٠٠,١ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، وَجَبَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلِيٍّ يَرْغَبُ فِي ٱلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَنْ يَحْفَظَ ٱلشَّرِيعَةَ. وَلكِنْ بِمَوْتِ يَسُوعَ، أُبْطِلَتِ ٱلشَّرِيعَةُ. إِلَّا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَمْ يَفْهَمُوا هذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ وَأَصَرُّوا عَلَى ٱسْتِمْرَارِهِمْ فِي حِفْظِ بَعْضِ ٱلشَّرَائِعِ.b
١٤ وَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ لِهؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ أَصَرُّوا عَلَى حِفْظِ ٱلشَّرِيعَةِ أَنَّ مَرْكَزَ يَسُوعَ كَرَئِيسِ كَهَنَةٍ، ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ، وَٱلْهَيْكَلَ ٱلرُّوحِيَّ أَسْمَى مِنْ تِلْكَ ٱلْمُنَاظِرَةِ لَهَا فِي أَيَّامِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (عب ٧:٢٦-٢٨؛ ٨:٧-١٠؛ ٩:١١، ١٢) لِذلِكَ كَتَبَ عَنِ ٱمْتِيَازِ دُخُولِ يَوْمِ رَاحَةِ يَهْوَهَ وَفِي بَالِهِ حِفْظُ ٱلسَّبْتِ ٱلْأُسْبُوعِيِّ ٱلْمَطْلُوبُ فِي ٱلشَّرِيعَةِ: «تَبْقَى رَاحَةُ سَبْتٍ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ. لِأَنَّ ٱلَّذِي دَخَلَ رَاحَةَ ٱللّٰهِ ٱسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا ٱسْتَرَاحَ ٱللّٰهُ مِنْ أَعْمَالِهِ». (عب ٤:٨-١٠) فَكَانَ عَلَى هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ أَنْ يَكُفُّوا عَنِ ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّ قِيَامَهُمْ بِأَعْمَالٍ نَصَّتْ عَلَيْهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ يُكْسِبُهُمْ رِضَى ٱللّٰهِ. فَمُنْذُ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، أَصْبَحَ يَهْوَهُ يَبْسُطُ رِضَاهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.
١٥ لِمَاذَا ٱلطَّاعَةُ ضَرُورِيَّةٌ إِذَا أَرَدْنَا دُخُولَ رَاحَةِ ٱللّٰهِ؟
١٥ وَمَاذَا حَالَ دُونَ دُخُولِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ فِي زَمَنِ مُوسَى؟ إِنَّهُ ٱلْعِصْيَانُ. وَمَاذَا كَانَ يَحُولُ دُونَ دُخُولِ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ رَاحَةَ ٱللّٰهِ فِي أَيَّامِ بُولُسَ؟ إِنَّهُ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ: اَلْعِصْيَانُ. فَهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ قَدْ أَنْجَزَتِ ٱلْقَصْدَ مِنْهَا وَأَنَّ يَهْوَهَ يَقُودُ شَعْبَهُ فِي ٱتِّجَاهٍ مُخْتَلِفٍ.
دُخُولُ رَاحَةِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَدْخُلَ رَاحَةَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٦ لَا أَحَدَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ يُصِرُّ أَنَّ حِفْظَ بَعْضِ ٱلشَّرَائِعِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ يُؤَدِّي إِلَى نَيْلِ ٱلْخَلَاصِ. فَكَلِمَاتُ بُولُسَ ٱلْمُوحَى بِهَا إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ وَاضِحَةٌ وُضُوحَ ٱلشَّمْسِ: «بِهٰذِهِ ٱلنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِوَاسِطَةِ ٱلْإِيمَانِ. وَهٰذَا لَيْسَ بِفَضْلِكُمْ، إِنَّهُ عَطِيَّةُ ٱللّٰهِ. كَلَّا، لَيْسَ بِفَضْلِ أَعْمَالٍ، لِئَلَّا يَكُونَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلِٱفْتِخَارِ». (اف ٢:٨، ٩) فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَدْخُلُوا رَاحَةَ ٱللّٰهِ؟ لَقَدْ فَرَزَ يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ ٱلسَّابِعَ، يَوْمَ رَاحَتِهِ، لِيُتَمِّمَ قَصْدَهُ ٱلْمَجِيدَ لِلْأَرْضِ. إِذًا، بِإِمْكَانِنَا دُخُولُ رَاحَةِ يَهْوَهَ بِإِطَاعَتِهِ وَٱلْعَمَلِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ ٱلَّذِي تَكْشِفُهُ لَنَا هَيْئَتُهُ.
١٧ أَمَّا إِذَا ٱسْتَخْفَفْنَا بِمَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي نَنَالُهَا مِنْ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ وَٱخْتَرْنَا ٱتِّبَاعَ مَسْلَكٍ مُسْتَقِلٍّ، فَعِنْدَئِذٍ نَجْعَلُ أَنْفُسَنَا مُقَاوِمِينَ لِقَصْدِ ٱللّٰهِ. وَهذَا يُعَرِّضُ عَلَاقَتَنَا ٱلسِّلْمِيَّةَ بِهِ لِلْخَطَرِ. لِذلِكَ سَنَسْتَعْرِضُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ حَالَاتٍ يُوَاجِهُهَا شَعْبُ يَهْوَهَ وَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِمَا نُقَرِّرُهُ — اَلطَّاعَةِ أَمِ ٱلِٱسْتِقْلَالِ — أَنْ يُحَدِّدَ هَلْ دَخَلْنَا حَقًّا رَاحَةَ ٱللّٰهِ.
-
-
هل دخلت «راحة اللّٰه»؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
هَلْ دَخَلْتَ «رَاحَةَ ٱللّٰهِ»؟
«كَلِمَةُ ٱللّٰهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ». — عب ٤:١٢.
١ كَيْفَ يُمْكِنُنَا دُخُولُ رَاحَةِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ، وَلكِنْ لِمَاذَا قَوْلُ ذلِكَ أَسْهَلُ مِنْ فِعْلِهِ؟
فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تَعَلَّمْنَا أَنَّ بِإِمْكَانِنَا دُخُولَ رَاحَةِ ٱللّٰهِ بِإِطَاعَتِهِ وَٱلْعَمَلِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ. لكِنَّ قَوْلَ ذلِكَ أَسْهَلُ مِنْ فِعْلِهِ. فَعِنْدَمَا نَعْرِفُ مَثَلًا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَرْضَى عَنْ أَمْرٍ نُحِبُّ ٱلْقِيَامَ بِهِ، قَدْ يَكُونُ ٱلتَّمَرُّدُ رَدَّ فِعْلِنَا ٱلْأَوَّلِيَّ. وَهذَا يَعْنِي أَنَّهُ يَلْزَمُ أَنْ نُحَسِّنَ أَنْفُسَنَا فِي مَجَالِ ‹ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِلطَّاعَةِ›. (يع ٣:١٧) لِذلِكَ سَنَسْتَعْرِضُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ بَعْضَ ٱلْحَالَاتِ ٱلَّتِي يُمْتَحَنُ فِيهَا ٱسْتِعْدَادُنَا لِلطَّاعَةِ مِنَ ٱلْقَلْبِ، أَيْ لِلْعَمَلِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ.
٢، ٣ أَيَّةُ جُهُودٍ يَلْزَمُ أَنْ نُوَاصِلَ ٱلْقِيَامَ بِهَا لِنَبْقَى نَفَائِسَ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ؟
٢ كَيْفَ تَتَجَاوَبُ إِذَا قُدِّمَتْ لَكَ مَشُورَةٌ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟ هَلْ تَقْبَلُهَا؟ تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ هِيَ أَنْ يَجْمَعَ إِلَيْهِ «نَفَائِسَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (حج ٢:٧) لَا رَيْبَ أَنَّ مُعْظَمَنَا كُنَّا قَبْلَ تَعَرُّفِنَا بِٱلْحَقِّ بَعِيدِينَ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنْ أَنْ نَكُونَ نَفَائِسَ بِسَبَبِ أَفْعَالِنَا ٱلرَّدِيئَةِ. إِلَّا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ وَلِٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ دَفَعَتْنَا إِلَى صُنْعِ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ فِي مَوَاقِفِنَا وَعَادَاتِنَا بُغْيَةَ إِرْضَائِهِ كَامِلًا. وَأَخِيرًا، بَعْدَ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ وَٱلْجُهْدِ، أَصْبَحْنَا مُؤَهَّلِينَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ. — اِقْرَأْ كولوسي ١:٩، ١٠.
٣ لكِنَّ مَعْرَكَتَنَا ضِدَّ ٱلنَّقْصِ لَا تَنْتَهِي بِمَعْمُودِيَّتِنَا. فَٱلْحَرْبُ مُسْتَمِرَّةٌ مَا دُمْنَا نَاقِصِينَ. وَنَحْنُ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ جُهُودَنَا إِذَا وَاصَلْنَا كِفَاحَنَا وَعَقَدْنَا ٱلْعَزْمَ أَنْ نَصِيرَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ نَفَائِسَ فِي عَيْنَيْهِ.
عِنْدَمَا تَدْعُو ٱلْحَاجَةُ إِلَى مَشُورَةٍ
٤ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ ثَلَاثٍ قَدْ نَنَالُ ٱلْمَشُورَةَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟
٤ قَبْلَ أَنْ نَبْدَأَ بِمُحَارَبَةِ نَقَائِصِنَا، عَلَيْنَا أَوَّلًا أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ. وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى مَعْرِفَتِهَا؟ رُبَّمَا نَكْتَشِفُ عَيْبًا جَسِيمًا فِينَا مِنْ خِلَالِ خِطَابٍ يَمَسُّ ٱلْقَلْبَ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوْ مَقَالَةٍ مُثِيرَةٍ لِلتَّفْكِيرِ فِي إِحْدَى مَطْبُوعَاتِنَا. أَمَّا إِذَا لَمْ نَسْتَطِعِ ٱكْتِشَافَ عَيْبِنَا بِهَاتَيْنِ ٱلطَّرِيقَتَيْنِ، فَقَدْ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِهَدَفِ لَفْتِ نَظَرِنَا. — اِقْرَأْ غلاطية ٦:١.
٥ اُذْكُرُوا بَعْضَ رُدُودِ ٱلْفِعْلِ ٱلسَّلْبِيَّةِ ٱلَّتِي قَدْ تَصْدُرُ عَنَّا عِنْدَمَا تُقَدَّمُ لَنَا ٱلْمَشُورَةُ، وَأَوْضِحُوا لِمَ يَنْبَغِي أَنْ يُثَابِرَ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ عَلَى مُسَاعَدَتِنَا.
٥ لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَقْبَلَ ٱلْمَشُورَةَ مِنْ إِنْسَانٍ نَاقِصٍ، مَهْمَا قُدِّمَتْ بِلَبَاقَةٍ وَمَحَبَّةٍ. غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ، كَمَا تُشِيرُ غَلَاطِيَة ٦:١، هُوَ ٱلَّذِي يُوصِي ذَوِي ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَنْ ‹يُحَاوِلُوا› إِصْلَاحَنَا «بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ». فَإِذَا قَبِلْنَا مَشُورَتَهُمْ، نُصْبِحُ أَعْظَمَ قِيمَةً فِي نَظَرِهِ. وَمَا يُثِيرُ ٱلِٱسْتِغْرَابَ هُوَ أَنَّنَا عِنْدَمَا نُصَلِّي، نَعْتَرِفُ بِصَرَاحَةٍ أَنَّنَا نَاقِصُونَ. أَمَّا حِينَ يَلْفِتُ أَحَدٌ نَظَرَنَا إِلَى عَيْبٍ مُحَدَّدٍ فِينَا، فَغَالِبًا مَا نُحَاوِلُ تَبْرِيرَ أَنْفُسِنَا، ٱلتَّقْلِيلَ مِنْ شَأْنِ ٱلْمُشْكِلَةِ، ٱلشَّكَّ فِي دَوَافِعِ ٱلْمُشِيرِ، أَوِ ٱلِٱعْتِرَاضَ عَلَى أُسْلُوبِ تَقْدِيمِ ٱلْمَشُورَةِ. (٢ مل ٥:١١) وَإِذَا كَانَتِ ٱلْمَشُورَةُ عَنْ مَوْضُوعٍ حَسَّاسٍ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا — كَتَصَرُّفَاتِ أَحَدِ أَعْضَاءِ عَائِلَتِنَا، لِبَاسِنَا وَهِنْدَامِنَا، نَظَافَتِنَا، أَوْ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّسْلِيَةِ نَتَمَتَّعُ بِهِ لكِنَّ يَهْوَهَ يُبْغِضُهُ — فَقَدْ نَتَجَاوَبُ بِطَرِيقَةٍ سَلْبِيَّةٍ، مِمَّا يَجْعَلُنَا نَسْتَاءُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَنُخَيِّبُ نَاصِحَنَا. وَلكِنْ بَعْدَ أَنْ نَهْدَأَ، نَعْتَرِفُ عَادَةً أَنَّ ٱلْمَشُورَةَ كَانَتْ فِي مَحَلِّهَا.
٦ كَيْفَ تَكْشِفُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ «أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ»؟
٦ تُذَكِّرُنَا آيَةُ ٱلْمِحْوَرِ لِهذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ «فَعَّالَةٌ». نَعَمْ، إِنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ لَدَيْهَا ٱلْمَقْدِرَةُ عَلَى تَغْيِيرِ ٱلْأَشْخَاصِ. وَهِيَ فَعَّالَةٌ فِي مُسَاعَدَتِنَا عَلَى صُنْعِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِنَا، تَمَامًا كَمَا كَانَتْ قَبْلَ ٱتِّخَاذِنَا هذِهِ ٱلْخُطْوَةَ. يَكْتُبُ بُولُسُ أَيْضًا فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ «تَخْرُقُ لِتَفْرُقَ بَيْنَ ٱلنَّفْسِ وَٱلرُّوحِ، وَبَيْنَ ٱلْمَفَاصِلِ وَمُخِّهَا، وَقَادِرَةٌ أَنْ تُمَيِّزَ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ». (عب ٤:١٢) وَبِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، إِنَّ طَرِيقَةَ تَجَاوُبِنَا عِنْدَمَا نَفْهَمُ بِوُضُوحٍ قَصْدَ ٱللّٰهِ لَنَا تَكْشِفُ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ. فَهَلْ هُنَالِكَ فَرْقٌ بَيْنَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلَّتِي نُظْهِرُهَا لِلْآخَرِينَ («ٱلنَّفْسِ») وَشَخْصِيَّتِنَا ٱلْحَقِيقِيَّةِ فِي ٱلدَّاخِلِ («ٱلرُّوحِ»)؟ (اِقْرَأْ متى ٢٣:٢٧، ٢٨.) تَأَمَّلْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ رَدُّ فِعْلِكَ فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلتَّالِيَةِ.
مُجَارَاةُ هَيْئَةِ يَهْوَهَ
٧، ٨ (أ) مَاذَا رُبَّمَا دَفَعَ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ إِلَى ٱلتَّمَسُّكِ بِمُمَارَسَاتٍ تَطَلَّبَتْهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ؟ (ب) لِمَاذَا كَانَتْ جُهُودُهُمْ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ قَصْدِ يَهْوَهَ؟
٧ كَثِيرُونَ بَيْنَنَا يُرَدِّدُونَ غَيْبًا كَلِمَاتِ ٱلْأَمْثَال ٤:١٨ ٱلَّتِي تَقُولُ: «أَمَّا سَبِيلُ ٱلْأَبْرَارِ فَكَٱلنُّورِ ٱلْمُشْرِقِ يَزْدَادُ إِنَارَةً إِلَى ٱلنَّهَارِ ٱلْكَامِلِ». وَهذَا يَعْنِي أَنَّهُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ سَيَزْدَادُ فَهْمُنَا لِقَصْدِ ٱللّٰهِ وَيَتَحَسَّنُ سُلُوكُنَا.
٨ وَكَمَا نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، ٱسْتَصْعَبَ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ أَنْ يَتَخَلَّوْا عَنِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. (اع ٢١:٢٠) وَمَعَ أَنَّ بُولُسَ قَدَّمَ حُجَجًا دَامِغَةً تُثْبِتُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَمْ يَعُودُوا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ، فَقَدْ رَفَضَ ٱلْبَعْضُ كَلَامَهُ ٱلْمُوحَى بِهِ. (كو ٢:١٣-١٥) فَرُبَّمَا ٱعْتَقَدُوا أَنَّهُمْ سَيَتَفَادَوْنَ ٱلِٱضْطِهَادَ إِذَا ٱسْتَمَرُّوا فِي حِفْظِ بَعْضِ ٱلشَّرَائِعِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. وَلكِنْ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلسَّبَبِ، قَالَ بُولُسُ بِوُضُوحٍ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ إِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ دُخُولَ رَاحَةِ ٱللّٰهِ مَا دَامُوا يَرْفُضُونَ ٱلْعَمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ.a (عب ٤:١، ٢، ٦؛ اِقْرَأْ عبرانيين ٤:١١.) فَلِكَيْ يَحْظَوْا بِرِضَى يَهْوَهَ، كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَقْبَلُوا ٱلْوَاقِعَ أَنَّهُ يَقُودُ شَعْبَهُ فِي ٱتِّجَاهٍ مُخْتَلِفٍ.
٩ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَاوَبَ حِينَ يُجْرِي صَفُّ ٱلْعَبْدِ تَعْدِيلَاتٍ فِي فَهْمِنَا لِبَعْضِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٩ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، يُجْرِي ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ تَحْسِينَاتٍ عَلَى فَهْمِنَا لِبَعْضِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لكِنَّ هذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُثِيرَ قَلَقَنَا بَلْ أَنْ يُعَزِّزَ ثِقَتَنَا بِهِ. فَحِينَ تُدْرِكُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ أَنَّ مَفْهُومَنَا لِنُقْطَةٍ مُعَيَّنَةٍ يَلْزَمُ تَوْضِيحُهُ أَوْ تَصْحِيحُهُ، لَا يُحْجِمُونَ عَنْ إِجْرَاءِ ٱلتَّعْدِيلِ لِأَنَّ ٱلْعَمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِ ٱللّٰهِ أَهَمُّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ مِنْ تَجَنُّبِ ٱلِٱنْتِقَادِ. فَكَيْفَ تَتَجَاوَبُ عِنْدَمَا يُعَدِّلُ صَفُّ ٱلْعَبْدِ فَهْمَنَا لِمَسْأَلَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟ — اِقْرَأْ لوقا ٥:٣٩.
١٠، ١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَدِّ فِعْلِ ٱلْبَعْضِ عِنْدَمَا عَلِمُوا أَنَّ عَلَيْهِمِ ٱسْتِخْدَامَ أَسَالِيبَ جَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟
١٠ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ آخَرَ. فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ وَأَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، ٱعْتَقَدَ بَعْضُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْبَارِعِينَ فِي ٱلْخَطَابَةِ أَنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِإِتْمَامِ تَفْوِيضِ ٱلْكِرَازَةِ هِيَ بِإِلْقَاءِ خِطَابَاتٍ عَامَّةٍ مُعَدَّةٍ جَيِّدًا. فَكَانُوا يُحِبُّونَ إِلْقَاءَ ٱلْخِطَابَاتِ أَمَامَ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلنَّاسِ، حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ ٱسْتَسَاغُوا كَلِمَاتِ ٱلْإِطْرَاءِ مِنْ مُسْتَمِعِيهِمْ. وَلكِنْ عِنْدَمَا تَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ مِنْ شَعْبِهِ ٱلِٱنْهِمَاكَ فِي أَشْكَالٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلْكِرَازَةِ، بِمَا فِيهَا ٱلْعَمَلُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، رَفَضَ بَعْضُ هؤُلَاءِ ٱلْخُطَبَاءِ رَفْضًا قَاطِعًا ٱلْقِيَامَ بِأَيِّ شَيْءٍ جَدِيدٍ. فَرَغْمَ أَنَّهُمْ بَانُوا فِي ٱلظَّاهِرِ رِجَالًا رُوحِيِّينَ وَمُخْلِصِينَ لِلرَّبِّ، إِلَّا أَنَّ حَقِيقَةَ أَفْكَارِهِمْ وَنَوَايَاهُمْ وَدَوَافِعِهِمِ ٱنْكَشَفَتْ حِينَ قُدِّمَ لَهُمُ ٱلدَّلِيلُ ٱلْوَاضِحُ عَلَى قَصْدِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. وَمَاذَا كَانَ شُعُورُ يَهْوَهَ حِيَالَهُمْ؟ لَمْ يَمْنَحْهُمْ بَرَكَتَهُ. فَقَدْ تَرَكُوا ٱلْهَيْئَةَ. — مت ١٠:١-٦؛ اع ٥:٤٢؛ ٢٠:٢٠.
١١ هذَا لَا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ سَهْلًا عَلَى جَمِيعِ ٱلَّذِينَ بَقُوا أَوْلِيَاءَ لِلْهَيْئَةِ أَنْ يَكْرِزُوا عَلَانِيَةً. فَقَدِ ٱسْتَصْعَبَ كَثِيرُونَ هذَا ٱلْعَمَلَ وَخُصُوصًا فِي ٱلْبِدَايَةِ. لكِنَّهُمْ تَحَلَّوْا بِٱلطَّاعَةِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ تَغَلَّبُوا عَلَى خَوْفِهِمْ، فَأَغْدَقَ يَهْوَهُ بَرَكَاتِهِ عَلَيْهِمْ. فَكَيْفَ تَتَجَاوَبُ إِذَا طُلِبَ مِنْكَ ٱلِٱشْتِرَاكُ فِي وَجْهٍ مِنْ أَوْجُهِ ٱلْكِرَازَةِ لَمْ تَعْتَدْ عَلَيْهِ؟ هَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ تُجَرِّبَ ٱلْقِيَامَ بِشَيْءٍ جَدِيدٍ؟
عِنْدَمَا يَتَخَلَّى أَحَدُ أَحِبَّائِنَا عَنْ يَهْوَهَ
١٢، ١٣ (أ) مَا هُوَ ٱلْهَدَفُ مِنْ طَلَبِ يَهْوَهَ أَنْ يُفْصَلَ ٱلْخُطَاةُ غَيْرُ ٱلتَّائِبِينَ؟ (ب) أَيُّ ٱمْتِحَانٍ يُوَاجِهُهُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَمَاذَا يَجْعَلُهُ فِي غَايَةِ ٱلصُّعُوبَةِ؟
١٢ لَا شَكَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُسَلِّمُ بِصِحَّةِ مَبْدَإِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَائِلِ إِنَّهُ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ طَاهِرِينَ جَسَدِيًّا وَأَدَبِيًّا وَرُوحِيًّا بُغْيَةَ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ تيطس ٢:١٤.) وَلكِنْ قَدْ تَنْشَأُ حَالَاتٌ تُصَعِّبُ عَلَيْنَا إِطَاعَةَ هذَا ٱلْوَجْهِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِقَصْدِهِ. لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّ ٱلِٱبْنَ ٱلْوَحِيدَ لِزَوْجَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ مِثَالِيَّيْنِ يُفْصَلُ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُ تَرَكَ ٱلْحَقَّ، مُفَضِّلًا «ٱلتَّمَتُّعَ ٱلْوَقْتِيَّ بِٱلْخَطِيَّةِ» عَلَى عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ وَأَبَوَيْهِ. — عب ١١:٢٥.
١٣ فَيَنْتَابُ وَالِدَيْهِ أَسًى يَفْطُرُ فُؤَادَهُمَا. وَبِٱلطَّبْعِ، إِنَّهُمَا يَعْرِفَانِ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَأْمُرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ‹أَنْ يَكُفُّوا عَنْ مُخَالَطَةِ أَيِّ مَنْ يُدْعَى أَخًا وَهُوَ عَاهِرٌ أَوْ جَشِعٌ أَوْ عَابِدُ أَصْنَامٍ أَوْ شَتَّامٌ أَوْ سِكِّيرٌ أَوْ مُبْتَزٌّ، حَتَّى أَلَّا يَأْكُلُوا مَعَ مِثْلِ هٰذَا›. (١ كو ٥:١١، ١٣) كَمَا يُدْرِكَانِ أَنَّ كَلِمَةَ «أَيِّ» فِي هذِهِ ٱلْآيَةِ تَشْمُلُ أَعْضَاءَ ٱلْعَائِلَةِ ٱلَّذِينَ لَا يَسْكُنُونَ مَعَهُمَا. غَيْرَ أَنَّ حُبَّهُمَا ٱلشَّدِيدَ لِٱبْنِهِمَا قَدْ يَجْعَلُهُمَا يَتَسَاءَلَانِ: ‹كَيْفَ لَنَا أَنْ نُسَاعِدَهُ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَهَ إِذَا أَبْقَيْنَا تَعَامُلَنَا مَعَهُ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْأَدْنَى؟ أَلَا نُفِيدُهُ أَكْثَرَ إِذَا كُنَّا عَلَى ٱتِّصَالٍ دَائِمٍ بِهِ؟›.b
١٤، ١٥ أَيُّ قَرَارٍ يُوَاجِهُهُ ٱلْوَالِدَانِ عِنْدَمَا يُفْصَلُ وَلَدُهُمَا؟
١٤ نَحْنُ نَحْزَنُ لِحُزْنِ هذَيْنِ ٱلْوَالِدَيْنِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْخِيَارَ كَانَ خِيَارَ ٱبْنِهِمَا، وَقَدْ قَرَّرَ ٱلْعَيْشَ نَمَطَ حَيَاةٍ غَيْرَ مَسِيحِيٍّ بَدَلَ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْحَمِيمَةِ لِأَبَوَيْهِ وَٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَلَمْ يَكُنْ فِي يَدِ ٱلْوَالِدَيْنِ حِيلَةٌ. فَلَا عَجَبَ أَنْ يَشْعُرَا بِٱلْعَجْزِ.
١٥ وَلكِنْ مَاذَا سَيَفْعَلُ أَخُونَا وَأُخْتُنَا ٱلْعَزِيزَانِ هذَانِ؟ هَلْ يُطِيعَانِ إِرْشَادَ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَ؟ أَمْ يَعْتَقِدَانِ أَنَّ بِإِمْكَانِهِمَا ٱلْبَقَاءَ عَلَى تَوَاصُلٍ دَائِمٍ مَعَ ٱبْنِهِمَا ٱلْمَفْصُولِ بِحُجَّةِ أَنَّ لَدَيْهِمَا «مَسْأَلَةً عَائِلِيَّةً ضَرُورِيَّةً»؟ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ فِي هذَا ٱلشَّأْنِ، يَجِبُ أَنْ يَأْخُذَا رَأْيَ يَهْوَهَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ. فَهُوَ يُرِيدُ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ، وَإِنْ أَمْكَنَ حَمْلَ ٱلْخُطَاةِ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى رُشْدِهِمْ. فَكَيْفَ يَعْمَلُ ٱلْوَالِدَانِ ٱلْمَسِيحِيَّانِ بِمُقْتَضَى مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ؟
١٦، ١٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي مِثَالِ هَارُونَ؟
١٦ لَقَدْ وَاجَهَ هَارُونُ أَخُو مُوسَى وَضْعًا صَعْبًا بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ ٱثْنَانِ مِنْ أَبْنَائِهِ. تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ حِينَ قَتَلَ يَهْوَهُ نَادَابَ وَأَبِيهُو لِأَنَّهُمَا قَرَّبَا نَارًا غَيْرَ مَشْرُوعَةٍ أَمَامَهُ. طَبْعًا، إِنَّ مَوْتَهُمَا قَطَعَ أَيَّ أَمَلٍ لِوَالِدَيْهِمَا بِٱلتَّعَاطِي مَعَهُمَا. لكِنَّ ٱلْأَمْرَ لَمْ يَنْتَهِ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ. فَقَدْ أَمَرَ يَهْوَهُ هَارُونَ وَٱبْنَيْهِ ٱلْآخَرَيْنِ ٱلْأَمِينَيْنِ: «لَا تَدَعُوا رُؤُوسَكُمْ تَتَشَعَّثُ وَلَا تُمَزِّقُوا ثِيَابَكُمْ [نَوْحًا]، لِئَلَّا تَمُوتُوا وَيَأْتِيَ ٱلْغَيْظُ عَلَى كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ». (لا ١٠:١-٦) إِنَّ ٱلدَّرْسَ وَاضِحٌ: يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ أَقْوَى مِنْ مَحَبَّتِنَا لِأَعْضَاءِ ٱلْعَائِلَةِ غَيْرِ ٱلْأُمَنَاءِ.
١٧ بِعَكْسِ مَا جَرَى لِٱبْنَيْ هَارُونَ، لَا يَقْتُلُ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يَنْتَهِكُونَ شَرَائِعَهُ ٱلْيَوْمَ. فَهُوَ يَمْنَحُهُمْ بِمَحَبَّةٍ ٱلْفُرْصَةَ لِيَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ. وَلكِنْ كَيْفَ سَيَشْعُرُ إِذَا ٱسْتَمَرَّ أَبٌ وَأُمٌّ فِي ٱمْتِحَانِهِ بِٱلتَّعَامُلِ دُونَ لُزُومٍ مَعَ وَلَدِهِمَا ٱلْمَفْصُولِ؟
١٨، ١٩ كَيْفَ يُبَارَكُ أَعْضَاءُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلَّذِينَ يُطَبِّقُونَ إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِٱلْمَفْصُولِينَ؟
١٨ كَثِيرُونَ مِمَّنْ كَانُوا فِي ٱلسَّابِقِ مَفْصُولِينَ يَعْتَرِفُونَ ٱلْيَوْمَ أَنَّ ٱلْمَوْقِفَ ٱلثَّابِتَ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ أَصْدِقَاؤُهُمْ وَأَفْرَادُ عَائِلَتِهِمْ سَاهَمَ فِي عَوْدَتِهِمْ إِلَى رُشْدِهِمْ. مَثَلًا، عِنْدَ ٱلتَّوْصِيَةِ بِإِعَادَةِ شَابَّةٍ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ، كَتَبَ ٱلشُّيُوخُ أَنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلَّذِي دَفَعَهَا إِلَى تَطْهِيرِ حَيَاتِهَا «يَعُودُ جُزْئِيًّا إِلَى ٱحْتِرَامِ أَخِيهَا تَرْتِيبَ ٱلْفَصْلِ». فَقَدْ قَالَتْ إِنَّ ٱلْتِصَاقَهُ ٱلدَّقِيقَ بِإِرْشَادَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ سَاعَدَهَا عَلَى طَلَبِ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.
١٩ وَأَيُّ ٱسْتِنْتَاجٍ نَتَوَصَّلُ إِلَيْهِ؟ يَلْزَمُ أَنْ نُحَارِبَ مَيْلَ قُلُوبِنَا ٱلنَّاقِصَةِ إِلَى ٱلتَّمَرُّدِ عَلَى مَشُورَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَيَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ مُقْتَنِعِينَ كُلَّ ٱلِٱقْتِنَاعِ بِأَنَّ طَرِيقَةَ ٱللّٰهِ فِي مُعَالَجَةِ مَشَاكِلِنَا هِيَ ٱلْأَفْضَلُ دَوْمًا.
«كَلِمَةُ ٱللّٰهِ حَيَّةٌ»
٢٠ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ تَنْطَبِقُ عِبْرَانِيِّين ٤:١٢؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
٢٠ عِنْدَمَا كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ «كَلِمَةَ ٱللّٰهِ حَيَّةٌ»، لَمْ يُشِرْ بِٱلتَّحْدِيدِ إِلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.c فَٱلْقَرِينَةُ تُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ يُشِيرُ إِلَى وُعُودِ ٱللّٰهِ. وَمَا عَنَاهُ هُوَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَقْطَعُ وَعْدًا ثُمَّ يَنْكُثُ بِهِ. وَيَهْوَهُ يُؤَكِّدُ ذلِكَ بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا: «كَلِمَتِي . . . لَا تَرْجِعُ إِلَيَّ دُونَ نَتِيجَةٍ، بَلْ . . . تَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ». (اش ٥٥:١١) لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلصَّبْرِ حِينَ لَا تَسِيرُ ٱلْأُمُورُ بِٱلسُّرْعَةِ ٱلَّتِي نُرِيدُهَا. فَيَهْوَهُ يَسْتَمِرُّ فِي ٱلْعَمَلِ لِإِنْجَاحِ قَصْدِهِ. — يو ٥:١٧.
٢١ كَيْفَ يَسْتَمِدُّ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ مِنَ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ› ٱلتَّشْجِيعَ مِنْ عِبْرَانِيِّين ٤:١٢؟
٢١ إِنَّ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ مِنَ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ› يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مُنْذُ عُقُودٍ. (رؤ ٧:٩) وَمَعَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ لَمْ يَتَوَقَّعُوا أَنْ يَشِيخُوا فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا، لَمْ يَتَمَلَّكْهُمُ ٱلتَّثَبُّطُ. (مز ٩٢:١٤) فَهُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ حَيَّةٌ وَأَنَّهُ يَعْمَلُ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِهَا. وَبِمَا أَنَّ قَصْدَهُ مُهِمٌّ جِدًّا فِي نَظَرِهِ، فَنَحْنُ نُفَرِّحُ قَلْبَهُ عِنْدَمَا نُبْقِي هذَا ٱلْقَصْدَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِنَا. خِلَالَ هذَا ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ، مَا مِنْ شَيْءٍ سَيَمْنَعُ يَهْوَهَ مِنْ إِتْمَامِ قَصْدِهِ. وَهُوَ وَاثِقٌ أَنَّ شَعْبَهُ، كَمَجْمُوعَةٍ، سَيَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلْعَمَلِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ. فَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ دَخَلْتَ رَاحَةَ ٱللّٰهِ؟
[الحواشي]
a كَانَ كَثِيرُونَ مِنْ قَادَةِ ٱلْيَهُودِ يَحْفَظُونَ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ بِحَذَافِيرِهَا. وَلكِنْ حِينَ أَتَى ٱلْمَسِيَّا، لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ. فَهُمْ لَمْ يُجَارُوا ٱلتَّغْيِيرَ ٱلْمُتَعَلِّقَ بِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ.
b اُنْظُرْ كِتَابَ «اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ»، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٠٧-٢٠٩.
c يَتَكَلَّمُ ٱللّٰهُ مَعَنَا ٱلْيَوْمَ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ ٱلَّتِي لَدَيْهَا ٱلْقُدْرَةُ عَلَى تَغْيِيرِ شَخْصِيَّتِنَا. لِذَا، يُمْكِنُ أَنْ تَنْطَبِقَ كَلِمَاتُ بُولُسَ فِي عِبْرَانِيِّين ٤:١٢ تَوَسُّعًا عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
-