-
اذكر خالقك!برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
اذكر خالقك!
«اذكر خالقك . . . قبل ان تأتي ايام الشر». — جامعة ١٢:١.
١ كيف ينبغي ان يرغب الاحداث المنتذرون للّٰه في استخدام شبابهم وقوتهم؟
يمنح يهوه خدامه القوة ليفعلوا مشيئته. (اشعياء ٤٠:٢٨-٣١) ويصحّ ذلك مهما كان عمرهم. لكنَّ الاحداث المنتذرين للّٰه ينبغي ان يرغبوا خصوصا في استخدام شبابهم وقوتهم بحكمة. لذلك يصغون الى مشورة «الجامعة»، سليمان ملك اسرائيل القديمة. فقد حثّ: «اذكر خالقك في ايام شبابك قبل ان تأتي ايام الشر او تجيء السنون اذ تقول ليس لي فيها سرور». — جامعة ١:١؛ ١٢:١.
٢ ماذا ينبغي ان يفعل اولاد المسيحيين المنتذرين؟
٢ كان حضّ سليمان بشأن ذكر الخالق في الحداثة موجَّها في البداية الى شبان وشابات اسرائيل. فقد وُلدوا في امة منتذرة ليهوه. ولكن ماذا عن اولاد المسيحيين المنتذرين اليوم؟ بالطبع، ينبغي ان يتذكروا خالقهم. وفعلهم ذلك سيجلب له الاكرام وينفعهم شخصيا. — اشعياء ٤٨:١٧، ١٨.
امثلة رائعة من الماضي
٣ اية امثلة رسمها يوسف، صموئيل، وداود؟
٣ رسم احداث كثيرون في سجل الكتاب المقدس امثلة رائعة بصفتهم اشخاصا ذكروا خالقهم. فيوسف بن يعقوب ذكر خالقه منذ صغره. فعندما اغوته زوجة فوطيفار ليمارس معها الفساد الادبي الجنسي، رفض بحزم قائلا: «كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ الى اللّٰه». (تكوين ٣٩:٩) ولم يذكر صموئيل اللاوي خالقه في طفولته فحسب بل ايضا في كل حياته. (١ صموئيل ١:٢٢-٢٨؛ ٢:١٨؛ ٣:١-٥) ولا شك ان داود الحدث من بيت لحم تذكر خالقه. فقد ظهرت ثقته باللّٰه عندما واجه العملاق الفلسطيّ جليات وقال: «انت تأتي اليَّ بسيف وبرمح وبترس. وأنا آتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيَّرتهم. هذا اليوم يحبسك الرب في يدي فأقتلك وأقطع رأسك. . . . فتعلم كل الارض انه يوجد اله لإسرائيل. وتعلم هذه الجماعة كلها انه ليس بسيف ولا برمح يخلص الرب لأن الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا». وسرعان ما مات جليات وهرب الفلسطيّون. — ١ صموئيل ١٧:٤٥-٥١.
٤ (أ) ماذا يُظهِر ان الفتاة الاسرائيلية المسبية في ارام والملك الحدث يوشيا ذكرا خالقنا؟ (ب) كيف اظهر يسوع البالغ من العمر ١٢ سنة انه ذكر خالقه؟
٤ والحدثة الاخرى التي ذكرت خالقها هي الفتاة الاسرائيلية المسبية. فقد اعطت شهادة حسنة لزوجة قائد الجيش الارامي نعمان، فذهب الى نبي اللّٰه، شُفي من البرص، وصار عابدا ليهوه. (٢ ملوك ٥:١-١٩) وقد روَّج الملك الحدث يوشيا عبادة يهوه النقية بشجاعة. (٢ ملوك ٢٢:١–٢٣:٢٥) ولكنَّ اروع مثال لشخص ذكر خالقه منذ نعومة اظفاره هو يسوع الناصري. تأملوا في ما حدث عندما كان عمره ١٢ سنة. فقد اخذه والداه الى اورشليم للاحتفال بالفصح. وفي رحلة العودة، لاحظا ان يسوع مفقود؛ فعادا للبحث عنه. وفي اليوم الثالث، وجداه يناقش مع المعلمين في الهيكل اسئلة من الاسفار المقدسة. وردًّا على سؤال امه الذي يعبِّر عن القلق، سأل: «لماذا تفتشان عني؟ ألم تعلما انني لا بد ان اكون في بيت ابي؟». (لوقا ٢:٤٩) فكان من المفيد ان يحصل يسوع على معلومات ذات قيمة روحية في الهيكل، ‹بيت ابيه›. واليوم، فإن قاعة ملكوت شهود يهوه هي مكان ممتاز لاكتساب المعرفة الدقيقة عن خالقنا.
اذكروا يهوه الآن!
٥ كيف تعبِّرون بكلماتكم الخاصة عمّا قاله الجامعة كما هو مسجَّل في الجامعة ١٢:١؟
٥ ان الذي يعبد يهوه من كل القلب يرغب ان يتبنى خدمته بأسرع وقت ممكن ويخدم اللّٰه باقي حياته. ولكن ماذا يخبئ المستقبل لشخص قضى حداثته بطريقة غير مجدية لأنه لم يذكر الخالق؟ يقول الجامعة بالوحي الالهي: «اذكر خالقك في ايام شبابك قبل ان تأتي ايام الشر او تجيء السنون اذ تقول ليس لي فيها سرور». — جامعة ١٢:١.
٦ ايّ دليل هنالك ان سمعان وحنة المسنَّين كانا يذكران خالقهما؟
٦ لا احد يُسرّ ‹بأيام الشر› في الشيخوخة. لكنَّ الكبار السنّ الذين يتذكرون اللّٰه هم سعداء. مثلا، اخذ سمعان المسن الطفل يسوع على ذراعيه وأعلن بفرح: «الآن، ايها السيد الرب، تُطلِق عبدك بسلام كما اعلنت؛ لأن عينَي قد ابصرتا خلاصك الذي اعددته امام جميع الشعوب، نورا لكشف البرقع عن الامم ومجدا لشعبك اسرائيل». (لوقا ٢:٢٥-٣٢) وكانت حنة البالغة من العمر اربعا وثمانين سنة تذكر ايضا خالقها. فكانت لا تفارق الهيكل وكانت موجودة عندما أُخذ الطفل يسوع الى هناك. «في تلك الساعة عينها اقتربت وأخذت تشكر اللّٰه وتتحدث عن الصغير الى جميع المنتظرين انقاذ اورشليم». — لوقا ٢:٣٦-٣٨.
٧ ما هو وضع الذين قضوا حياتهم في خدمة اللّٰه؟
٧ ان شهود يهوه العصريين الذين قضوا حياتهم في خدمة اللّٰه قد يعانون اوجاع السنّ المتقدمة وحدودها. ولكن كم هم سعداء، وكم نقدِّر خدمتهم الامينة! فلديهم «فرح الرب»، لأنهم يعرفون انه تقلّد سلطته التي لا تُقهر على هذه الارض ونصَّب يسوع المسيح ملكا سماويا قويا. (نحميا ٨:١٠) والآن هو الوقت ليصغي الصغار والكبار الى الحض: «الاحداث والعذارى ايضا الشيوخ مع الفتيان ليسبحوا اسم الرب لأنه قد تعالى اسمه وحده. مجده فوق الارض والسموات». — مزمور ١٤٨:١٢، ١٣.
٨، ٩ (أ) لمَن تكون «ايام الشر» غير مجدية، ولماذا؟ (ب) كيف تفسِّرون جامعة ١٢:٢؟
٨ ان ‹ايام شر› الشيخوخة هي غير مجدية — وربما مزعجة جدا — للذين لا يفكرون في خالقهم ولا يفهمون مقاصده المجيدة. فليس لديهم فهم روحي يمكن ان يقاوم تجارب الشيخوخة والويلات التي ابتلت الجنس البشري منذ طرد الشيطان من السماء. (كشف ١٢:٧-١٢) لذلك يحثنا الجامعة ان نذكر خالقنا «قبل ما تظلم الشمس والنور والقمر والنجوم وترجع السحب بعد المطر». (جامعة ١٢:٢) فما معنى هذه الكلمات؟
٩ يشبِّه سليمان ايام الشباب بصيف فلسطين حين يشعّ ضوء الشمس، القمر، والنجوم في سماء صافية. فالاشياء تبدو ساطعة. ولكن في الشيخوخة، تكون ايام المرء كفصل الشتاء البارد الممطر، حين تنهمر المشاكل الواحدة تلو الاخرى. (ايوب ١٤:١) فكم هو محزن ان يعرف الشخص عن الخالق دون ان يخدمه في صيف عمره! ففي شتاء الشيخوخة، تُظلِم الاشياء، وخصوصا للذين فوَّتوا عليهم فرص خدمة يهوه في حداثتهم بسبب تورطهم في مساعٍ غير مجدية. ولكن مهما كان عمرنا، ‹فلنتَّبع الرب تماما›، كما فعل كالب الامين، رفيق ولي للنبي موسى. — يشوع ١٤:٦-٩.
آثار السنّ المتقدمة
١٠ ماذا تمثِّل (أ) «حفظة البيت»؟ (ب) «رجال القوة»؟
١٠ ثم يشير سليمان الى المصاعب «في يوم يتزعزع فيه حفظة البيت وتتلوى رجال القوة وتبطل الطواحن لأنها قلَّت وتُظلِم النواظر من الشبابيك». (جامعة ١٢:٣) يشير «البيت» الى الجسم البشري. (متى ١٢:٤٣-٤٥؛ ٢ كورنثوس ٥:١-٨) ان «حفظة» البيت هي الذراعان واليدان، التي تحمي الجسد وتزوِّده بحاجاته. وغالبا ما تتزعزع هذه في الشيخوخة من جراء الوهن، العصبية، والشلل. ولا تعود «رجال القوة» — الرجلان — دعامات قوية ولكنها تضعف وتتلوى بحيث لا يتمكن الشخص إلا من جرّ قدميه. ولكن ألا يسرّكم ان تروا رفقاءكم المسيحيين الكبار السن في الاجتماعات المسيحية؟
١١ ما هي «الطواحن» و«النواظر» المجازية؟
١١ و«تبطل الطواحن لأنها قلَّت» — ولكن كيف؟ ربما تكون الاسنان قد نخرت او فُقدت، ولم يبقَ منها إلا القليل، هذا اذا بقي. فيصير طحن الطعام القاسي صعبا او مستحيلا كليًّا. و«النواظر» — العينان مع القدرات الفكرية التي نرى بواسطتها — تصير كليلة، هذا اذا لم تُظلِم كليًّا.
١٢ (أ) كيف «تُغلَق الابواب على الشارع»؟ (ب) ما هو رأيكم في المنادين بالملكوت الكبار السن؟
١٢ يتابع الجامعة: «وتُغلَق الابواب في السوق [«على الشارع»، ترجمة تفسيرية]. حين ينخفض صوت المطحنة ويقوم لصوت العصفور وتُحَطّ كل بنات الغناء». (جامعة ١٢:٤) ان بابَي الفم — الشفتين — لا يعودان ينفتحان كثيرا او لا ينفتحان على الاطلاق للتعبير عما هو في «بيت»، او جسم، المتقدمين في السن الذين لا يخدمون اللّٰه. ولا يُرسَل شيء الى «شارع» الحياة العامة. ولكن ماذا عن المنادين بالملكوت الكبار السن الغيورين؟ (ايوب ٤١:١٤) قد يمشون ببطء من بيت الى بيت وقد يتكلم البعض بصعوبة، ولكن لا شك انهم يسبحون ياه! — مزمور ١١٣:١.
١٣ كيف يصف الجامعة مشاكل الكبار السن الاخرى، ولكن ماذا يصح في المسيحيين الاكبر سنا؟
١٣ وينخفض صوت المطحنة لأن الطعام تمضغه لثّتان بلا اسنان. والشخص العجوز لا ينام على فراشه نوما عميقا. حتى ان سقسقة الطير تزعجه. وقليلة هي الاغاني التي يغنيها، وأداؤه يكون ضعيفا. و«تُحطّ كل بنات الغناء» — النغمات الموسيقية. وسماعه لموسيقى وأغاني الآخرين يصير ثقيلا. لكنَّ الممسوحين الاكبر سنا وعشراءهم، الذين البعض منهم ايضا ليسوا شبانا، يستمرون في رفع اصواتهم في ترنيم تسابيح للّٰه في الاجتماعات المسيحية. وكم يسرّنا ان يكونوا الى جانبنا، يمجِّدون يهوه في الجماعة. — مزمور ١٤٩:١.
١٤ اية مخاوف تعتري المسنين؟
١٤ ما اتعس حياة المسنين، وخصوصا الذين تجاهلوا الخالق! يقول الجامعة: «وأيضا يخافون من العالي وفي الطريق اهوال واللوز يزهر والجندب يُستثقل والشهوة تبطل [«ينشق ثمر الآصف»، عج] لأن الانسان ذاهب الى بيته الابدي والنادبون يطوفون في السوق [«الشوارع»، تف]». (جامعة ١٢:٥) ان كثيرين من المسنين يخافون من الوقوع من اعلى السلَّم. حتى ان النظر الى شيء عالٍ يمكن ان يصيبهم بالدوار. وعندما يضطرون الى الذهاب الى الشوارع المزدحمة، يعتريهم الخوف عندما يفكرون في الاذى او اعتداء اللصوص.
١٥ كيف ‹يزهر اللوز›، وكيف «يُستثقل» الجندب؟
١٥ في حالة العجوز، «اللوز يزهر»، مما يشير كما يتضح الى ان شعره يصير رماديا ثم ابيض كالثلج. ويتساقط الشعر الاشيب كالزهر الابيض لشجرة اللوز. وهو يشبه الجندب إذ يجر نفسه ‹مستثقلا›، ربما منحنيا وذراعاه متدليتان او يداه على وركَيه ومرفقاه معقوفان الى الاعلى. ولكن حتى لو كان ايٌّ منا هكذا، فليدرك الآخرون اننا في جيش جراد يهوه النشيط والسريع. — انظروا برج المراقبة، عدد ١ ايار (مايو) ١٩٩٨، الصفحات ٨-١٣.
١٦ (أ) إلامَ يشير ‹انشقاق ثمر الآصف›؟ (ب) ما هو ‹بيت الانسان الابدي›، وأية دلائل على الموت المقترب تصير ظاهرة؟
١٦ تخفّ شهية الكبير السن، حتى ولو كان الطعام امامه لذيذا كثمار الآصف. فلطالما استُعملت هذه الثمار لإثارة الشهية. و‹انشقاق ثمر الآصف› يشير الى انه عندما تخفّ شهية العجوز، لا يمكن حتى لهذه الثمرة ان تثيرها. وتدلّ امور كهذه انه يدنو من «بيته الابدي»، المدفن. فسيصير بيته الى الابد اذا لم يتذكر خالقه واتَّبع مسلكا شريرا بحيث لا يذكره اللّٰه في القيامة. ودلائل الموت المقترب تصير ظاهرة في النغمات الحزينة وأنين التشكي الصادرة من ابواب افواه المسنين.
١٧ كيف ينفصم «حبل الفضة»، وإلام يمكن ان يشير «كوز الذهب»؟
١٧ ويجري حثّنا ان نذكر خالقنا «قبل ما ينفصم حبل الفضة او ينسحق كوز الذهب او تنكسر الجرة على العين او تنقصف البكرة عند البئر». (جامعة ١٢:٦) يمكن ان يكون «حبل الفضة» النخاع الشوكي. فالموت محتَّم عندما يتضرر على نحو يتعذر اصلاحه ممر الدفعات الرائع هذا المؤدي الى الدماغ. ويمكن ان يشير «كوز الذهب» الى الدماغ، الذي يحيط به القِحْف الشبيه بكوز والمتَّصل بالنخاع الشوكي. وأن يكون الدماغ ذهبيا يشير الى انه نفيس. لذلك فإن تعطله يؤدي الى الموت.
١٨ ما هي «الجرة على العين» المجازية، وماذا يحدث عندما تنكسر؟
١٨ و«الجرة على العين» هي القلب، الذي يتلقى دفق الدم ويرسله مجددا في الدورة الدموية الى كل انحاء الجسم. وعند الموت، يصير القلب كالجرة المكسورة، محطَّما على العين لأنه لا يمكن في ما بعد ان يتلقى، يحتوي، او يضخ الدم الحيوي لتغذية الجسم وإنعاشه. وتتوقف ‹البكرة المنقصفة عند البئر› عن الدوران، منهية الدورة الدموية الداعمة للحياة. وبذلك يكون يهوه قد كشف عن الدورة الدموية لسليمان قبل ان برهن وجودها طبيب القرن الـ ١٧ وليم هارڤي بوقت طويل.
١٩ كيف تنطبق كلمات الجامعة ١٢:٧ على الموت؟
١٩ أضاف الجامعة: «فيرجع التراب الى الارض كما كان وترجع الروح الى اللّٰه الذي اعطاها». (جامعة ١٢:٧) عندما تنقصف «البكرة»، فإن الجسم البشري، المصنوع اصلا من التراب، يعود الى التراب. (تكوين ٢:٧؛ ٣:١٩) وتموت النفس لأن الروح، او قوة الحياة، التي يعطيها اللّٰه تعود الى خالقنا وتكون تحت تصرفه. — حزقيال ١٨:٤، ٢٠؛ يعقوب ٢:٢٦.
ما هو مستقبل الذين يذكرون خالقهم؟
٢٠ ماذا كان موسى يطلب عندما صلّى الكلمات المسجَّلة في المزمور ٩٠:١٢؟
٢٠ اظهر سليمان بفعّالية كم هو مهم ان نذكر خالقنا. لا شك ان الحياة القصيرة نسبيا والملآنة بالمشاكل ليست كل ما هنالك للذين يتذكرون يهوه ويفعلون مشيئته من كل القلب. وسواء كانوا صغارا او كبارا، فإن موقفهم هو كموقف موسى الذي صلّى: «احصاء ايامنا هكذا علِّمنا فنؤتى قلب حكمة». كان نبي اللّٰه المتواضع يرغب بإخلاص ان يُظهِر له يهوه، او يعلِّمه، هو وشعب اسرائيل ممارسة الحكمة في تقييم ‹ايام سنيهم› واستخدامها بطريقة ترضي اللّٰه. — مزمور ٩٠:١٠، ١٢.
٢١ ماذا يجب ان نفعل اذا كنا سنحصي ايامنا لمجد يهوه؟
٢١ وينبغي ان يصمِّم الاحداث المسيحيون خصوصا ان يتَّبعوا مشورة الجامعة ان يتذكروا خالقهم. فما اروع الفرص المفتوحة امامهم ليقدِّموا خدمة مقدسة للّٰه! ولكن مهما كان عمرنا، فإذا تعلَّمنا إحصاء ايامنا لمجد يهوه في «وقت النهاية» هذا، فقد نتمكن من الاستمرار في إحصائها الى الابد. (دانيال ١٢:٤؛ يوحنا ١٧:٣) ولفعل ذلك، يجب طبعا ان نذكر خالقنا. ويجب ان نتمم التزامنا للّٰه كاملا.
-
-
هل تتممون التزامكم كله نحو اللّٰه؟برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
هل تتممون التزامكم كله نحو اللّٰه؟
«اللّٰه يحضر كل عمل الى الدينونة على كل خفي إن كان خيرا او شرا». — جامعة ١٢:١٤.
١ اية تدابير هيأها يهوه لشعبه؟
ان يهوه يقوّي الذين يعكفون على تذكره بصفته خالقهم. فكلمته الموحى بها تعطيهم المعرفة اللازمة ليرضوه كاملا. ويرشدهم روح اللّٰه القدس ليفعلوا مشيئة اللّٰه وليُثمروا «في كل عمل صالح». (كولوسي ١:٩، ١٠) وعلاوة على ذلك، يزوِّد يهوه الطعام الروحي والتوجيه الثيوقراطي بواسطة «العبد الامين الفطين». (متى ٢٤:٤٥-٤٧) فبطرائق عديدة يملك شعب اللّٰه بركته اذ يخدمونه وينجزون العمل المهم للكرازة ببشارة الملكوت. — مرقس ١٣:١٠.
٢ ايّ سؤالين قد ينشأان بخصوص خدمة يهوه؟
٢ يُسرّ المسيحيون الحقيقيون ان ينشغلوا بخدمة يهوه المقدسة. ولكن قد يتثبط البعض ويظنون ان جهودهم هي دون فائدة. مثلا، قد يتساءل المسيحيون المنتذرون احيانا هل جهودهم المخلصة تستحق العناء. وعند التأمل في الدرس العائلي والنشاطات الاخرى، قد تنشأ اسئلة كهذين السؤالين في ذهن رأس العائلة: ‹هل يهوه راضٍ حقا بما نفعله؟ هل نتمم التزامنا كله نحو اللّٰه؟›. يمكن ان تساعد كلمات الجامعة الحكيمة على الاجابة عن هذين السؤالين.
هل الكل باطل؟
٣ ما هي ذروة الاباطيل بحسب الجامعة ١٢:٨؟
٣ قد يعتقد البعض ان كلمات الرجل الحكيم ليست مشجعة كثيرا لأيٍّ كان — سواء للصغار او للكبار فقد قال: «باطل الاباطيل قال الجامعة الكل باطل». (جامعة ١٢:٨) انها ذروة الاباطيل ان يتجاهل المرء الخالق في حداثته، ان يكبر دون ان يخدمه، وأن يكون كل ما حققه هو التقدم في العمر. فالكل باطل، او عديم الجدوى، لشخص كهذا، حتى ولو مات تاركا وراءه ثروة وشهرة في هذا العالم الذي هو تحت سلطة الشرير، الشيطان ابليس. — ١ يوحنا ٥:١٩.
٤ لماذا يمكن القول انه ليس الكل باطلا؟
٤ ولكن ليس الكل باطلا لخدام يهوه الامناء الذين يكنزون كنوزا في السماء. (متى ٦:١٩، ٢٠) فلديهم الكثير ليقوموا به في عمل الرب المكافئ، وهذا الكدّ حتما ليس عبثا. (١ كورنثوس ١٥:٥٨) ولكن اذا كنا مسيحيين منتذرين، فهل نحن منشغلون بالعمل المعطى من اللّٰه في هذه الايام الاخيرة؟ (٢ تيموثاوس ٣:١) ام هل تبنينا نمط حياة لا يختلف كثيرا عن جيراننا عموما؟ فقد ينتمون الى اديان متنوعة، وقد يكونون متدينين، اذ يذهبون الى اماكن عبادتهم قانونيا ويحاولون اتِّباع ما تتطلبه ديانتهم. ولكنهم طبعا ليسوا منادين برسالة الملكوت. ولا يملكون المعرفة الدقيقة ان هذا هو «وقت النهاية» ولا يملكون شعورا بالالحاح بشأن الايام التي نعيش فيها. — دانيال ١٢:٤.
٥ ماذا ينبغي ان نفعل اذا اضحت مساعي الحياة العادية همّنا الرئيسي؟
٥ قال يسوع المسيح عن ازمنتنا الحرجة: «كما كانت ايام نوح، كذلك يكون حضور ابن الانسان. لأنه كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان، يأكلون ويشربون، والرجال يتزوجون والنساء يُزوَّجن، الى اليوم الذي فيه دخل نوح الفلك؛ ولم يكترثوا حتى جاء الطوفان وجرفهم جميعا، كذلك يكون حضور ابن الانسان». (متى ٢٤:٣٧-٣٩) ليس هنالك خطأ في الاكل والشرب باعتدال، والزواج هو ترتيب انشأه اللّٰه نفسه. (تكوين ٢:٢٠-٢٤) ولكن اذا احسسنا ان مساعي الحياة العادية قد اضحت همّنا الرئيسي، فلمَ لا نجعل ذلك موضوع صلاة؟ فيمكن ان يساعدنا يهوه على وضع مصالح الملكوت اولا، فعل ما هو صواب، وإتمام التزامنا نحوه. — متى ٦:٣٣؛ روما ١٢:١٢؛ ٢ كورنثوس ١٣:٧.
الانتذار والتزامنا نحو اللّٰه
٦ بأية طريقة مهمة يفشل بعض المعتمدين في إتمام التزامهم نحو اللّٰه؟
٦ يلزم ان يصلي بعض المسيحيين المعتمدين جديا لأنهم لا يعيشون وفق التزامات الخدمة التي اخذوها على عاتقهم عندما انتذروا للّٰه. فرغم ان اكثر من ٠٠٠,٣٠٠ يعتمدون سنويا منذ عدة سنوات، فالعدد الاجمالي لشهود يهوه النشاطى لم يجارِ عدد المعتمدين. وبعض الذين صاروا ناشرين للملكوت توقفوا عن اعلان البشارة. ولكن بما انه يجب على الشخص ان يشارك في الخدمة المسيحية بفعالية قبل ان يعتمد فهو يعرف جيدا التفويض الذي اعطاه يسوع لجميع اتباعه: «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به». (متى ٢٨:١٩، ٢٠) لذلك فإن المعتمدين الذين لم يعودوا شهودا نشاطى للّٰه والمسيح لا يعيشون وفق التزامهم كله نحو خالقنا، إلا اذا كانت لديهم حدود استثنائية بسبب الصحة او عوامل اخرى خارجة عن نطاق سيطرتهم. — اشعياء ٤٣:١٠-١٢.
٧ لماذا ينبغي ان نجتمع قانونيا من اجل العبادة؟
٧ تحت عهد الناموس، كانت اسرائيل القديمة امة منتذرة للّٰه، وكان لدى شعبها التزامات امام يهوه. مثلا، كان على كل الذكور ان يجتمعوا في ثلاثة اعياد سنوية، والذي لا يحفظ الفصح عمدا كان ‹يُقطع›، يُقتل. (عدد ٩:١٣؛ لاويين ٢٣:١-٤٣؛ تثنية ١٦:١٦) وكان على الاسرائيليين ان يجتمعوا للعبادة من اجل إتمام التزامهم نحو اللّٰه بصفتهم شعبه المنتذر. (تثنية ٣١:١٠-١٣) ولم يكن هنالك في الشريعة ما يقول: ‹افعل ذلك اذا كان مناسبا لك›. وبالنسبة الى المنتذرين ليهوه الآن، لا شك ان هذه الوصية تزيد من اهمية كلمات بولس: «لنُراعِ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة، غير متخلّين عن اجتماعنا، كما هو من عادة البعض، بل مشجِّعين بعضنا بعضا، وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقترب». (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) نعم، ان الاجتماع مع الرفقاء المؤمنين قانونيا هو جزء من التزام المسيحي نحو اللّٰه.
زِنوا قراراتكم باعتناء!
٨ لماذا ينبغي ان يتأمل الحدث المنتذر في خدمته المقدسة بروح الصلاة؟
٨ ربما تكونون حدثا منتذرا ليهوه. وإذا كنتم تضعون مصالح الملكوت اولا في حياتكم، تنالون بركات جزيلة. (امثال ١٠:٢٢) وبالصلاة والتخطيط باعتناء، يمكن ان تتمكنوا من قضاء سنوات حداثتكم على الاقل في شكل من اشكال الخدمة كامل الوقت — طريقة رائعة لتُظهِروا انكم تذكرون خالقكم. وإلا فستأخذ المصالح المادية معظم وقتكم واهتمامكم. فقد تتزوجون باكرا ككل الناس وتغرقون في الدَّين لاقتناء الممتلكات المادية. وقد يستنزف العمل الذي يدرّ الارباح الكثير من وقتكم وطاقتكم. وإذا كان لكم اولاد، فستتحملون المسؤوليات العائلية طوال عقود. (١ تيموثاوس ٥:٨) وربما لا تكونون قد نسيتم خالقكم، ولكن من الحكمة الادراك ان تخطيطكم مسبقا او عدم تخطيطكم قد يرسم مسلك حياتكم كراشد. وفي السنوات اللاحقة، قد تنظرون الى الوراء وترغبون لو قضيتم بشكل كامل سنوات رشدكم الباكرة على الاقل في خدمة خالقنا المقدسة. فلمَ لا تفكرون في مخططاتكم بروح الصلاة منذ الآن بحيث تجدون الاكتفاء في خدمتكم المقدسة ليهوه في حداثتكم؟
٩ ماذا يمكن ان يفعل الذين شاخوا وكانوا ذات مرة يتحملون مسؤوليات ثقيلة في الجماعة؟
٩ تأملوا في ظروف اخرى، ظروف شخص كان يخدم ذات مرة كراعٍ ‹لرعية اللّٰه›. (١ بطرس ٥:٢، ٣) فلسبب معيَّن، تخلى طوعا عن هذه الامتيازات. صحيح انه شاخ الآن وربما صار من الصعب عليه ان يستمر في خدمة اللّٰه، ولكن هل يمكن ان يبتغي من جديد امتيازات ثيوقراطية؟ فما اعظم البركات التي قد يجلبها شخص كهذا للآخرين اذا تمكن من تحمل مسؤوليات اكبر في الجماعة! وبما ان لا احد يحيا لنفسه فقط، فسيفرح اصدقاؤه والذين يحبونه اذا تمكن من زيادة خدمته، لمجد اللّٰه. (روما ١٤:٧، ٨) والاهم ان يهوه لن ينسى ما يفعله ايّ شخص في خدمته. (عبرانيين ٦:١٠-١٢) فماذا يمكن ان يساعدنا ان نذكر خالقنا؟
مساعِدات على ذكر خالقنا
١٠ لماذا كان الجامعة افضل مَن يستطيع تزويد خطوط ارشادية حول مسألة ذكر خالقنا؟
١٠ كان الجامعة افضل مَن يستطيع تزويد خطوط ارشادية لمساعدتنا على ذكر خالقنا. فقد استجاب اللّٰه صلواته القلبية بمنحه حكمة غير عادية. (١ ملوك ٣:٦-١٢) وقد قام سليمان باستقصاء شامل لكامل الشؤون البشرية. وعلاوة على ذلك، اوحى اللّٰه اليه ان يكتب ما اكتشفه ليفيد الآخرين. كتب: «بقي ان الجامعة كان حكيما وأيضا علَّم الشعب علما ووزن وبحث وأتقن امثالا كثيرة. الجامعة طلب ان يجد كلمات مُسرّة مكتوبة بالاستقامة كلمات حق». — جامعة ١٢:٩، ١٠.
١١ لماذا ينبغي ان نقبل مشورة سليمان الحكيمة؟
١١ تنقل الترجمة السبعينية اليونانية هذه الكلمات على هذا النحو: «هذا وإن الواعظ، اذ كان حكيما، وإذ علّم الناس حكمة؛ جدّ في البحث عن كلمات مسرّة وكتابة مستقيمة — كلمات حق — لكي تستسيغ الاذن الامثال». (الكتاب المقدس السبعيني، كما ترجمه تشارلز تومسون) فقد حاول سليمان ان يبلغ قلوب قرائه بكلمات مسرّة ومواضيع مثيرة وجديرة بالاهتمام حقا. وبما ان كلماته الموجودة في الاسفار المقدسة هي من نتاج وحي الروح القدس، يمكن ان نقبل ما اكتشفه ومشورته الحكيمة بسهولة. — ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧.
١٢ كيف تعبِّرون بكلماتكم الخاصة عمّا قاله سليمان في الجامعة ١٢:١١، ١٢؟
١٢ حتى دون اساليب الطباعة الحديثة، كان هنالك الكثير من الكتب في ايام سليمان. فكيف كانت تُعتبَر مطبوعات كهذه؟ قال: «كلام الحكماء كالمناسيس وكأوتاد منغرزة ارباب الجماعات [«هم المشتغلون بجوامع الكلام»، عج] قد أُعطيت من راعٍ واحد. وبقي فمن هذا يا ابني تحذَّر. لعمل كتب كثيرة لا نهاية والدرس الكثير تعب للجسد». — جامعة ١٢:١١، ١٢.
١٣ كيف يمكن ان يتبيَّن ان كلمات الذين يملكون الحكمة الالهية هي كالمناسيس، ومَن هم «كأوتاد منغرسة»؟
١٣ يتبيَّن ان كلمات الذين يملكون الحكمة الالهية هي كالمناسيس. وكيف ذلك؟ انها تحثّ القراء او السامعين على التقدم انسجاما مع الكلمات الحكيمة المقروءة او المسموعة. وعلاوة على ذلك، فإن الذين ينشغلون «بجوامع الكلام»، او الامثال الحكيمة والجديرة بالاهتمام حقا، هم «كأوتاد منغرزة»، او مثبَّتة بإحكام. وهذا لأن الكلمات الحسنة لأشخاص كهؤلاء تعكس حكمة يهوه ويمكن بالتالي ان تساعد على ترسيخ ودعم القراء او المستمعين. وإذا كنتم والدا يخاف اللّٰه، أفلا ينبغي ان تبذلوا قصارى جهدكم لتغرسوا حكمة كهذه في عقل وقلب ولدكم؟ — تثنية ٦:٤-٩.
١٤ (أ) ايّ نوع من الكتب ليس من المفيد ان ‹ندرسها كثيرا›؟ (ب) اية مطبوعات ينبغي ان نتأمل فيها بشكل رئيسي، ولماذا؟
١٤ ولكن لماذا قال سليمان ما قاله عن الكتب؟ بالمقارنة مع كلمة يهوه، تحتوي المجلدات التي لا تنتهي لهذا العالم على مجرد تفكير بشري. ويعكس الكثير من هذا التفكير فكر الشيطان ابليس. (٢ كورنثوس ٤:٤) لذلك فإن «الدرس الكثير» لهذه المواد الدنيوية قلما ينتج شيئا ذا قيمة دائمة. وفي الواقع، يمكن ان يكون الدرس الكثير مؤذيا روحيا. فلنتأمل، كسليمان، في ما تقوله كلمة اللّٰه عن الحياة. فسيقوّي ذلك ايماننا ويقرِّبنا اكثر الى يهوه. والاهتمام المفرط بالكتب او مصادر الارشاد الاخرى يمكن ان يتعبنا. وكتابات كهذه هي ضارة ومدمِّرة للايمان باللّٰه ومقاصده، وخصوصا عندما تكون من نتاج التفكير العالمي الذي يتعارض مع الحكمة الالهية. فلنتذكر ان الكتابات الاكثر افادة في ايام سليمان وأيامنا هي الكتابات التي تعكس حكمة ‹الراعي الواحد›، يهوه اللّٰه. فقد زوَّد الاسفار الـ ٦٦ المقدسة التي يجب ان نوليها اهتماما فائقا. ان الكتاب المقدس والمطبوعات المساعدة التي يزوِّدها «العبد الامين» تمكِّننا من نيل «معرفة اللّٰه». — امثال ٢:١-٦.
التزامنا كله نحو اللّٰه
١٥ (أ) كيف تعبِّرون عن كلمات سليمان عن «التزام الانسان كله»؟ (ب) ماذا يجب ان نفعل اذا اردنا ان نتمم التزامنا كله نحو اللّٰه؟
١٥ يقول الجامعة سليمان، ملخِّصا استقصاءه بكامله: «فلنسمع ختام الامر كله. اتقِ اللّٰه واحفظ وصاياه لأن هذا هو [«التزام»، عج] الانسان كله. لأن اللّٰه يحضر كل عمل الى الدينونة على كل خفي إن كان خيرا او شرا». (جامعة ١٢:١٣، ١٤) ان الخوف السليم من خالقنا، اي الاعتبار التوقيري له، سيحمينا ويحمي عائلاتنا، كما نرجو، من اتِّباع مسلك حياة متهور يمكن ان يجلب مشاكل وبلايا لا تُعَدّ ولا تُحصى علينا وعلى احبائنا. والخوف السليم من اللّٰه هو نقي ورأس الحكمة والمعرفة. (مزمور ١٩:٩؛ امثال ١:٧) وإذا امتلكنا البصيرة المؤسسة على كلمة اللّٰه الموحى بها وطبَّقنا مشورتها في كل شيء، نتمم التزامنا كله نحو اللّٰه. كلا، انها ليست مسألة صنع لائحة بالالتزامات، انما المطلوب هو ان نلتفت الى الاسفار المقدسة عند حلّ مشاكل الحياة وأن نفعل دائما الامور بطريقة اللّٰه.
١٦ ماذا سيفعل يهوه في ما يتعلق بالدينونة؟
١٦ ينبغي ان ندرك ان لا شيء يفلت من ملاحظة خالقنا. (امثال ١٥:٣) فهو «يحضر كل عمل الى الدينونة». نعم، ان العليّ سيدين كل شيء، بما في ذلك الاشياء المخفية عن عيون البشر. وإدراك هذه العوامل يمكن ان يخدم كحافز الى إطاعة وصايا اللّٰه. لكنَّ الحافز الاعظم ينبغي ان يكون المحبة لأبينا السماوي، لأن الرسول يوحنا كتب: «هذا ما تعنيه محبة اللّٰه، ان نحفظ وصاياه؛ ووصاياه لا تشكِّل عبئا». (١ يوحنا ٥:٣) وبما ان وصايا اللّٰه مصمَّمة لترويج خيرنا الابدي، فبالتأكيد ليس من المناسب فقط بل ايضا من الحكيم حقا ان نحفظها. وهذا ليس عبئا لمحبي الخالق. فهم يريدون إتمام التزامهم نحوه.
تمموا التزامكم كله
١٧ ماذا سنفعل اذا كنا نرغب حقا في إتمام التزامنا كله نحو اللّٰه؟
١٧ اذا كنا حكماء ونرغب حقا في إتمام التزامنا كله نحو اللّٰه، يكون لدينا خوف توقيري من عدم ارضائه، اضافة الى حفظ وصاياه. حقا، «رأس الحكمة مخافة الرب»، والذين يحفظون وصاياه لديهم «فطنة [«بصيرة»، عج] جيدة». (مزمور ١١١:١٠؛ امثال ١:٧) فلنتصرف بحكمة ولنطع يهوه في كل شيء. وهذا مهم خصوصا الآن لأن الملك يسوع المسيح هو حاضر، ويوم الدينونة الذي سينفِّذه بصفته الديان المعيَّن من اللّٰه قريب. — متى ٢٤:٣؛ ٢٥:٣١، ٣٢.
١٨ ماذا ستكون النتيجة لنا اذا أتممنا التزامنا كله نحو يهوه اللّٰه؟
١٨ كلّ واحد منا يخضع الآن للتفحص الالهي. فهل نحن ميالون الى الروحيات ام هل سمحنا للتأثيرات العالمية بأن تُضعِف علاقتنا باللّٰه؟ (١ كورنثوس ٢:١٠-١٦؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧) فسواء كنا صغارا او كبارا، فلنفعل كل ما في وسعنا لإرضاء خالقنا. وإذا كنا نطيع يهوه ونحفظ وصاياه، نرفض الاشياء الباطلة لهذا العالم الزائل. عندئذ يمكننا ان نرجو الحياة الابدية في نظام الاشياء الجديد الذي وعد به اللّٰه. (٢ بطرس ٣:١٣) فما اعظم هذا الرجاء لكل الذين يتممون التزامهم كله نحو اللّٰه!
-