مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تحديد هوية العبَّاد الحقيقيين في وقت النهاية
    انتبهوا لنبوة دانيال
    • الفصل السابع عشر

      تحديد هوية العبَّاد الحقيقيين في وقت النهاية

      ١ حسب دانيال الاصحاح ٧‏،‏ اية حوادث غير عادية كانت ستحصل مع مجموعة صغيرة وضعيفة من الناس في ايامنا؟‏

      مجموعة صغيرة وضعيفة من الناس تعرَّضوا لهجوم عنيف من دولة عالمية جبارة.‏ لكنهم لم يخرجوا من الهجوم سالمين فحسب،‏ بل تجدَّد نشاطهم ايضا.‏ ولم يكن ذلك بقوتهم الخاصة بل لأن يهوه اللّٰه يُعزُّهم.‏ لقد سبق فأنبأ دانيال الاصحاح ٧ من سفر دانيال بهذه الاحداث التي وقعت في اوائل القرن العشرين.‏ ولكن مَن كان هؤلاء الناس؟‏ اشار اليهم الاصحاح نفسه من دانيال بالقول انهم «قديسو العلي»،‏ يهوه اللّٰه.‏ وكشف ايضا ان هؤلاء سيصيرون في النهاية حكاما معاونين في الملكوت المسيَّاني!‏ —‏ دانيال ٧:‏​١٣،‏ ١٤،‏ ١٨،‏ ٢١،‏ ٢٢،‏ ٢٥-‏٢٧‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ كيف يشعر يهوه تجاه خدامه الممسوحين؟‏ (‏ب)‏ ايّ مسلك يُعتبر اتخاذه حكمة في هذه الازمنة؟‏

      ٢ كما تعلّمنا في دانيال الاصحاح ١١‏،‏ سيلقى ملك الشمال حتفه بعد ان يهدِّد امن الارض الروحية حيث يعيش هؤلاء المؤمنون.‏ (‏دانيال ١١:‏٤٥‏؛‏ قارنوا حزقيال ٣٨:‏​١٨-‏٢٣‏.‏)‏ نعم،‏ يهوه هو حامي ممسوحيه الامناء.‏ يقول لنا المزمور ١٠٥:‏​١٤،‏ ١٥‏:‏ «وبَّخ [يهوه] ملوكا من اجلهم.‏ قائلا لا تمسوا مسحائي ولا تسيئوا الى انبيائي».‏ أفلا توافقون اذًا انه من الحكمة،‏ في هذه الازمنة المضطربة،‏ ان يزيد ‹الجمع الكثير› المتعاظم معاشرتهم لهؤلاء القديسين؟‏ (‏كشف ٧:‏٩؛‏ زكريا ٨:‏٢٣‏)‏ وقد اوصى يسوع المسيح بأن يفعل المشبَّهون بالخراف الامر عينه:‏ معاشرة اخوته الروحيين الممسوحين بدعمهم في عملهم.‏ —‏ متى ٢٥:‏​٣١-‏٤٦؛‏ غلاطية ٣:‏٢٩‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ لماذا ليس من السهل العثور على أتباع يسوع الممسوحين والالتصاق بهم؟‏ (‏ب)‏ كيف سيساعدنا الاصحاح ١٢ من سفر دانيال في هذا المجال؟‏

      ٣ لكنَّ خصم اللّٰه —‏ الشيطان —‏ يشنّ حربا مستميتة على الممسوحين.‏ وقد روَّج الدين الباطل،‏ مالئا الارض تقريبا بالمسيحيين الزائفين.‏ وبسبب ذلك ضلَّ اناس كثيرون.‏ ويئس آخرون من العثور على الذين يمثِّلون الدين الحقيقي.‏ (‏متى ٧:‏​١٥،‏ ٢١-‏٢٣؛‏ كشف ١٢:‏​٩،‏ ١٧‏)‏ حتى الذين يجدون ‹القطيع الصغير› ويعاشرونهم يجب ان يجاهدوا ليحافظوا على ايمانهم،‏ لأن هذا العالم يأبى إلا ان يقوِّض ايمانهم.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢‏)‏ وماذا عنكم؟‏ هل وجدتم «قديسي العلي»،‏ وهل تعاشرونهم؟‏ هل تعون الادلة القاطعة التي تثبت انكم وجدتم فعلا مَن اختارهم اللّٰه؟‏ يمكن لهذه الادلة ان تقوّي ايمانكم.‏ ويمكن ان تجهِّزكم ايضا لمساعدة الآخرين ان يدركوا حقيقة التشويش الديني في العالم اليوم.‏ ويحتوي الاصحاح ١٢ من سفر دانيال على فيض من هذه المعلومات التي يمكن ان تنقذ حياتكم.‏

      الرئيس العظيم يتحرَّك

      ٤ (‏أ)‏ ايّ امرَين مختلفَين يتعلقان بميخائيل تنبئ بهما دانيال ١٢:‏١‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا يَقصد غالبا سفر دانيال عندما يتحدث عن ‹قيام› ملك؟‏

      ٤ تقول دانيال ١٢:‏١‏:‏ «في ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك».‏ يُنبئ هذا العدد بأمرَين مختلفَين يتعلقان بميخائيل:‏ اولا،‏ أنه «قائم»،‏ مما يشير الى حالة تمتد فترةً من الزمن؛‏ وثانيا،‏ أنه «يقوم»،‏ مما يشير الى حدث يقع خلال هذه الفترة من الزمن.‏ في البداية،‏ يجب ان نعرف في اية فترة يكون ميخائيل ‹قائما لبني شعب› دانيال.‏ تذكروا ان ميخائيل هو اسم يُطلق على يسوع في مركزه كحاكم سماوي.‏ وهذه الاشارة الى كونه ‹قائما› تذكّرنا بالطريقة التي تُستعمل بها هذه الكلمة في اماكن اخرى من سفر دانيال.‏ فهي غالبا ما تشير الى اجراء يتعلق بملك،‏ مثل تسلُّمه السلطة الملكية.‏ —‏ دانيال ١١:‏​٢-‏٤،‏ ٧،‏ ٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ خلال اية فترة من الزمن يكون ميخائيل قائما؟‏ (‏ب)‏ متى وكيف «يقوم» ميخائيل،‏ وبأية نتائج؟‏

      ٥ من الواضح ان الملاك كان يشير الى فترة من الزمن تحدِّدها نبوة الكتاب المقدس في مكان آخر.‏ وقد دعاها يسوع ‹حضوره› (‏باليونانية:‏ پاروسيا‏)‏،‏ حين يكون حاكما كملك في السماء.‏ (‏متى ٢٤:‏​٣٧-‏٣٩‏)‏ وهذه الفترة تدعى ايضا «الايام الاخيرة» و «وقت النهاية».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ دانيال ١٢:‏​٤،‏ ٩‏)‏ وميخائيل قائم كملك في السماء منذ ابتدأت هذه الفترة سنة ١٩١٤.‏ —‏ قارنوا اشعياء ١١:‏١٠؛‏ كشف ١٢:‏​٧-‏٩‏.‏

      ٦ ولكن متى «يقوم» ميخائيل؟‏ يقوم عندما يتخذ اجراءً خصوصيا.‏ وهذا ما سيفعله يسوع في المستقبل.‏ فسفر الكشف ١٩:‏​١١-‏١٦ يصف يسوع نبويا بأنه الملك المسيَّاني العظيم الراكب على فرس قائدا جيشا من الملائكة ومهلكا اعداء اللّٰه.‏ وتتابع دانيال ١٢:‏١ قائلة:‏ «يكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت امة الى ذلك الوقت».‏ فالمسيح،‏ بصفته المنفِّذ الرئيسي لأحكام يهوه،‏ سيقضي على كامل نظام الاشياء الشرير خلال ‹الضيق العظيم› المنبإ به.‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١؛‏ ارميا ٢٥:‏٣٣؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏​٦-‏٨؛‏ كشف ٧:‏١٤؛‏ ١٦:‏​١٤،‏ ١٦‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ايّ امل ينتظر جميع المؤمنين خلال ‹زمان الضيق› المقبل؟‏ (‏ب)‏ ما هو سفر يهوه،‏ ولماذا من المهم جدا ان نوجَد مكتوبين فيه؟‏

      ٧ وماذا سيحدث خلال هذه الفترة الكئيبة للاشخاص الذين يمارسون الايمان؟‏ قيل لدانيال:‏ «في ذلك الوقت ينجَّى شعبك كل مَن يوجد مكتوبا في السفر».‏ (‏قارنوا لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏.‏)‏ فما هو هذا السفر؟‏ انه يمثِّل من حيث الاساس تَذكرة يهوه اللّٰه للذين يفعلون مشيئته.‏ (‏ملاخي ٣:‏١٦؛‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ والذين تُكتب اسماؤهم في سفر الحياة هذا هم اكثر الاشخاص أمنًا في العالم،‏ لأنهم يتمتعون بالحماية الالهية.‏ ومهما يكن الاذى الذي قد يتعرَّضون له،‏ يمكن ان يُبطل وسيُبطل.‏ حتى اذا ادركهم الموت قبل حلول ‹زمان الضيق› المقبل هذا،‏ يبقون بأمان في ذاكرة يهوه التي لا تُحَدّ.‏ وسيتذكرهم ويقيمهم من الموت خلال حكم يسوع المسيح الممتد الف سنة.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥؛‏ كشف ٢٠:‏​٤-‏٦‏.‏

      القديسون «يستيقظون»‏

      ٨ ايّ رجاء بديع تقدِّمه دانيال ١٢:‏٢‏؟‏

      ٨ ان القيامة لَرجاء معزٍّ.‏ وتتناول دانيال ١٢:‏٢ هذا الموضوع عندما تقول:‏ «كثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي».‏ (‏قارنوا اشعياء ٢٦:‏١٩‏.‏)‏ تُذكّرنا هذه الكلمات بوعد يسوع المسيح المؤثر بقيامة عامة.‏ (‏يوحنا ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ويا له من رجاء بديع!‏ فكّروا في الاصدقاء وأعضاء العائلة الاحبّاء —‏ ممَّن غيَّبهم الموت —‏ الذين لهم فرصة العيش ثانيةً في المستقبل!‏ لكنَّ هذا الوعد في سفر دانيال يشير بشكل رئيسي الى قيامة من نوع آخر،‏ قيامة سبق فحدثت.‏ وكيف نعرف هذا؟‏

      ٩ (‏أ)‏ لماذا من المنطقي التوقع ان دانيال ١٢:‏٢ تتمّ خلال الايام الاخيرة؟‏ (‏ب)‏ ايّ نوع من القيامة تشير اليه النبوة،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      ٩ تأملوا في القرينة.‏ كما رأينا،‏ لا ينطبق العدد الاول من الاصحاح ١٢ فقط على نهاية نظام الاشياء،‏ بل ايضا على كامل فترة الايام الاخيرة.‏ وفي الواقع،‏ لا يتمّ معظم الاصحاح في الفردوس الارضي المقبل،‏ بل خلال وقت النهاية.‏ وهل حدثت قيامة خلال هذه الفترة؟‏ صحيح ان الرسول بولس كتب عن قيامة «الذين للمسيح اثناء حضوره»،‏ لكنَّ هؤلاء المقامين الى الحياة في السماء سيكونون «غير قابلين للفساد».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٢٣،‏ ٥٢‏)‏ فلا احد منهم سيقام «الى العار للازدراء الابدي» المنبإ به في دانيال ١٢:‏٢‏.‏ فهل هنالك قيامة من نوع آخر؟‏ للقيامة في الكتاب المقدس معنى روحي في بعض الاحيان.‏ مثلا،‏ يحتوي سفرا حزقيال والكشف على آيات نبوية تُطبَّق على فكرة اعادة الحياة،‏ او القيامة،‏ من الناحية الروحية.‏ —‏ حزقيال ٣٧:‏​١-‏١٤؛‏ كشف ١١:‏​٣،‏ ٧،‏ ١١‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ بأيّ معنى أُقيمت البقية الممسوحة خلال وقت النهاية؟‏ (‏ب)‏ كيف حدث ان بعض الممسوحين الذين أُعيد احياؤهم استيقظوا «الى العار للازدراء الابدي»؟‏

      ١٠ وهل حدثت لخدام اللّٰه الممسوحين اعادة إحياء كهذه في وقت النهاية؟‏ نعم!‏ فالتاريخ يشهد على ان بقية صغيرة من المسيحيين الامناء تعرَّضت سنة ١٩١٨ لهجوم فظيع اعاق خدمتهم العامة المنظمة.‏ وبعد ذلك،‏ خلافا لكل التوقعات،‏ عادوا الى الحياة بمعنى روحي سنة ١٩١٩.‏ وهذه الوقائع تطابق فكرة القيامة المنبإ بها في دانيال ١٢:‏٢‏.‏ فقد ‹استيقظ› البعض روحيا في ذلك الوقت وبعده.‏ ولكن للأسف لم يبقَ الكل احياء روحيا.‏ وهؤلاء الذين،‏ بعدما استيقظوا،‏ اختاروا ان يرفضوا الملك المسيَّاني وتركوا خدمة اللّٰه،‏ جلبوا على انفسهم ‹العار والازدراء الابدي› كما هو موصوف في دانيال ١٢:‏٢‏.‏ (‏عبرانيين ٦:‏​٤-‏٦‏)‏ لكنَّ الممسوحين الامناء استفادوا من اعادة إحيائهم روحيا وأيَّدوا بولاء الملك المسيَّاني.‏ وأمانتهم تؤدي في النهاية الى «الحياة الابدية»،‏ كما تذكر النبوة.‏ ويساعدنا نشاطهم الروحي اليوم في وجه المقاومة على تحديد هويتهم.‏

      ‏‹يضيئون كالنجوم›‏

      ١١ مَن هم «الفاهمون» اليوم،‏ وبأيّ معنى يضيئون كالنجوم؟‏

      ١١ ان العددَين التاليَين من دانيال الاصحاح ١٢ يساعداننا اكثر على تحديد هوية «قديسي العلي».‏ ففي العدد ٣ يخبر الملاك دانيال:‏ «الفاهمون يضيئون كضياء الجَلَد والذين ردُّوا كثيرين الى البر كالكواكب [‹كالنجوم›،‏ ع‌ج‏] الى ابد الدهور».‏ فمَن هم «الفاهمون» اليوم؟‏ تشير الادلة مرة اخرى الى «قديسي العلي» انفسهم.‏ فمَن غير البقية الممسوحة الامينة فهم ان ميخائيل،‏ الرئيس العظيم،‏ ابتدأ قيامه كملك سنة ١٩١٤؟‏!‏ وبكرازتهم بحقائق مثل هذه —‏ بالاضافة الى المحافظة على سلوك مسيحي —‏ ‹اضاءوا كأنوار› في هذا العالم المظلم روحيا.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٥؛‏ يوحنا ٨:‏١٢‏)‏ وتنبأ يسوع عنهم:‏ «في ذلك الوقت يسطع الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم».‏ —‏ متى ١٣:‏٤٣‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ خلال وقت النهاية،‏ كيف انهمك الممسوحون في ‹رد كثيرين الى البر›؟‏ (‏ب)‏ كيف سيرد الممسوحون كثيرين الى البر و ‹يضيئون كالنجوم› خلال حكم المسيح ألف سنة؟‏

      ١٢ وتخبرنا دانيال ١٢:‏٣ ايضا ما العمل الذي سيشغل المسيحيون الممسوحون انفسهم به في وقت النهاية.‏ فهُم ‹سيردّون كثيرين الى البر›.‏ لقد شرعت البقية الممسوحة في تجميع آخر اعضاء الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين هم شركاء المسيح في الميراث.‏ (‏روما ٨:‏​١٦،‏ ١٧؛‏ كشف ٧:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وعندما أُنجز هذا العمل —‏ في منتصف ثلاثينات القرن العشرين كما يتضح —‏ بدأوا يجمعون ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر›.‏ ‏(‏كشف ٧:‏٩؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وهؤلاء ايضا يمارسون الايمان بذبيحة يسوع المسيح الفدائية.‏ لذلك يملكون موقفا طاهرا امام يهوه.‏ وهؤلاء الذين يُعَدُّون بالملايين اليوم يعزُّون رجاء النجاة من الدمار الآتي على هذا العالم الشرير.‏ وخلال حكم المسيح ألف سنة،‏ سيطبِّق يسوع وملوكه وكهنته الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ كل فوائد الفدية على الجنس البشري الطائع،‏ مساعدين بذلك جميع الذين يمارسون الايمان على التحرر من كل آثار الخطية الموروثة من آدم.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ كشف ٧:‏​١٣،‏ ١٤؛‏ ٢٠:‏​٥،‏ ٦‏)‏ وهكذا،‏ بالمعنى الاكمل،‏ سيشارك الممسوحون آنذاك في ‹رد كثيرين الى البر›،‏ و ‹سيضيئون كالنجوم› في السماء.‏ فهل تقدِّرون رجاء العيش على الارض في ظل الحكومة السماوية المجيدة للمسيح والحكام المعاونين معه؟‏ يا له من امتياز ان نشترك مع ‹القديسين› في الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه هذه!‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ‏«يتصفحون»‏

      ١٣ بأيّ معنى خُتم وأُخفي الكلام في سفر دانيال؟‏

      ١٣ ابتدأ الملاك يكشف الامور لدانيال من دانيال ١٠:‏٢٠‏،‏ وهو الآن يختتمها بهذه الكلمات المشجِّعة:‏ «أما انت يا دانيال فأخفِ الكلام واختم السفر الى وقت النهاية.‏ كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد».‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ ان الكثير مما أُوحي الى دانيال ان يكتبه خُتم وأُخفي عن الفهم البشري.‏ حتى ان دانيال نفسه كتب لاحقا:‏ «وأنا سمعت وما فهمت».‏ (‏دانيال ١٢:‏٨‏)‏ وبهذا المعنى بقي سفر دانيال مختوما طوال قرون.‏ وماذا عن اليوم؟‏

      ١٤ (‏أ)‏ خلال وقت النهاية،‏ مَن اخذوا «يتصفَّحون»،‏ وماذا تصفَّحوا؟‏ (‏ب)‏ ايّ دليل هنالك على ان يهوه بارك ‹تصفُّحهم› هذا؟‏

      ١٤ انه امتياز ان نعيش في «وقت النهاية» المنبإ به في سفر دانيال.‏ وانسجاما مع ما ذكرته النبوة،‏ كثيرون من المؤمنين ‹تصفَّحوا› كلمة اللّٰه.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ ببركة يهوه،‏ ازدادت المعرفة الحقيقية.‏ وبورك شهود يهوه الممسوحون الامناء ببصيرة مكَّنتهم من ان يفهموا ان ابن الانسان صار ملكا سنة ١٩١٤،‏ ان يحدِّدوا هوية الوحوش في نبوة دانيال،‏ وأن يحذِّروا من «الرجسة التي تسبِّب الخراب» —‏ وهذه مجرد امثلة قليلة.‏ (‏دانيال ١١:‏٣١‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهذا الازدياد في المعرفة هو سمة اخرى تحدِّد هوية «قديسي العلي».‏ لكنَّ دانيال تلقى ادلة اضافية.‏

      ‏‹التفريق›‏

      ١٥ ايّ سؤال طرحه احد الملائكة،‏ وبمَن قد يذكّرنا هذا السؤال؟‏

      ١٥ تذكرون ان دانيال تلقّى هذه الرسائل الملائكية وهو على جانب «النهر العظيم» دجلة.‏ (‏دانيال ١٠:‏٤‏)‏ وهو يرى الآن ثلاثة ملائكة ويقول:‏ «فنظرت انا دانيال وإذا باثنين آخرين قد وقفا واحد من هنا على شاطئ النهر وآخر من هناك على شاطئ النهر.‏ وقال للرجل اللابس الكتان الذي من فوق مياه النهر الى متى انتهاء العجائب».‏ (‏دانيال ١٢:‏​٥،‏ ٦‏)‏ قد يذكّرنا السؤال الذي طرحه الملاك بـ‍ «قديسي العلي» ايضا.‏ ففي بداية «وقت النهاية» سنة ١٩١٤،‏ كانوا مهتمّين جدا ان يعرفوا كم من الوقت سيمرّ قبل ان تتمّ وعود اللّٰه.‏ ويُرى من الجواب عن هذا السؤال انهم هم محور هذه النبوة.‏

      ١٦ اية نبوة تفوَّه بها الملاك،‏ وكيف اكد انها ستتم فعلا؟‏

      ١٦ تمضي رواية دانيال قائلة:‏ «فسمعت الرجل اللابس الكتان الذي من فوق مياه النهر اذ رفع يمناه ويسراه نحو السموات وحلف بالحي الى الابد انه الى زمان وزمانين ونصف.‏ فإذا تم تفريق ايدي الشعب المقدس تتم كل هذه».‏ (‏دانيال ١٢:‏٧‏)‏ انها لَمسألة جدية.‏ فقد رفع الملاك يدَيه حالفًا،‏ ربما ليرى الملاكان الواقفان عند جانبَي النهر العريض ما يفعل.‏ وقد اكد بذلك ان اتمام هذه النبوة حاصل لا محالة.‏ ولكن اين تقع هذه الازمنة في مجرى التاريخ؟‏ ليس العثور على الجواب صعبا كما قد تعتقدون.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ما هي اوجه الشبه في النبوات المسجلة في دانيال ٧:‏٢٥،‏ دانيال ١٢:‏٧‏،‏ و كشف ١١:‏​٣،‏ ٧،‏ ٩‏؟‏ (‏ب)‏ كم يبلغ طول الثلاثة ازمنة ونصف الزمان؟‏

      ١٧ تتميَّز هذه النبوة بأنها تشبه كثيرا نبوتَين اخريَين.‏ الاولى،‏ التي تناولناها في الفصل ٩ من هذا الكتاب،‏ موجودة في دانيال ٧:‏٢٥‏؛‏ والاخرى موجودة في كشف ١١:‏​٣،‏ ٧،‏ ٩‏.‏ لاحظوا بعض اوجه الشبه.‏ كل واحدة تتم في وقت النهاية.‏ والنبوتان كلتاهما تتعلقان بخدام اللّٰه القدوسين،‏ وتقولان عنهم انهم يُضطهَدون ويعجزون وقتيا عن القيام بعملهم الكرازي العلني.‏ وتُظهر كل نبوة ان خدام اللّٰه يُعاد احياؤهم ثم يستأنفون عملهم،‏ محبِطين بذلك مساعي مضطهِديهم.‏ وتذكر كل نبوة طول فترة المشقة هذه التي يمرّ بها القديسون.‏ فالنبوتان في دانيال (‏٧:‏٢٥ و ١٢:‏٧‏)‏ تشيران الى «زمان وأزمنة ونصف زمان» (‏التي يعترف العلماء عموما انها تعني ثلاثة ازمنة ونصفا)‏ وإلى «زمان وزمانين ونصف» (‏اي ثلاثة ازمنة ونصف)‏.‏ ويشير سفر الكشف الى الفترة نفسها بقوله انها ٤٢ شهرا،‏ او ٢٦٠‏,١ يوما.‏ (‏كشف ١١:‏​٢،‏ ٣‏)‏ ويؤكد ذلك ان الثلاثة ازمنة ونصف الزمان في دانيال تشير الى ثلاث سنوات ونصف يتألف كلٌّ منها من ٣٦٠ يوما.‏ ولكن متى ابتدأت هذه الايام الـ‍ ٢٦٠‏,١؟‏

      ١٨ (‏أ)‏ حسب دانيال ١٢:‏٧‏،‏ ماذا كان سيسم نهاية الـ‍ ٢٦٠‏,١ يوما؟‏ (‏ب)‏ متى فُرِّقت اخيرا «ايدي الشعب المقدس»،‏ وكيف حدث ذلك؟‏ (‏ج)‏ متى بدأت الـ‍ ٢٦٠‏,١ يوما،‏ وكيف ‹تنبَّأ الممسوحون بمسوح› خلال هذه الفترة؟‏

      ١٨ تذكر النبوة بوضوح متى تنتهي الـ‍ ٢٦٠‏,١ يوما:‏ عندما ‹يتم تفريق ايدي الشعب المقدس›.‏ ففي اواسط سنة ١٩١٨،‏ أُدين بتهم باطلة الاعضاء البارزون في جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس،‏ بمَن فيهم رئيسها ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ وحُكم عليهم بالسجن فترات طويلة،‏ ونُفِّذ الحكم.‏ لقد رأى قديسو اللّٰه عملهم ‹يتفرَّق› وقوة ايديهم تنهار.‏ وإذا حسبنا ثلاث سنوات ونصفا رجوعا من اواسط سنة ١٩١٨،‏ نصل الى اواخر سنة ١٩١٤.‏ ففي ذلك الوقت كان الفريق الصغير من الممسوحين يستعد لحملة الاضطهاد.‏ فكانت الحرب العالمية الاولى قد اندلعت،‏ ومقاومة عملهم تتفاقم.‏ حتى انهم اسسوا آيتهم السنوية لسنة ١٩١٥ على هذا السؤال الذي طرحه المسيح على اثنين من أتباعه:‏ «أتستطيعان ان تشربا من كأسي؟‏».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٢‏،‏ ترجمة الملك جَيمس )‏ وكما أُنبئ في كشف ١١:‏٣‏،‏ فإن الـ‍ ٢٦٠‏,١ يوما التي تلت كانت فترة حداد بالنسبة الى الممسوحين —‏ فكأنهم اخذوا يتنبأون لابسين مسوحا.‏ وازداد الاضطهاد.‏ فسُجن اناس منهم،‏ وهاجم الرعاع البعض،‏ فيما تعرَّض آخرون للتعذيب.‏ وتثبَّط كثيرون عندما مات الرئيس الاول للجمعية،‏ ت.‏ ت.‏ رصل،‏ سنة ١٩١٦.‏ ولكن ماذا كان سيحدث بعدما انتهت هذه الفترة الحالكة بموت هؤلاء القديسين كهيئة تبشيرية؟‏

      ١٩ كيف تؤكد لنا النبوة في سفر الكشف الاصحاح ١١ ان إسكات الممسوحين لم يكن ليطول؟‏

      ١٩ ان النبوة المقابلة الموجودة في كشف ١١:‏​٣،‏ ٩،‏ ١١ تُظهر انه بعد قتل ‹الشاهدَين›،‏ تبقى جثتاهما مطروحتَين فترة قصيرة فقط —‏ ثلاثة ايام ونصفا —‏ ثم يُعاد احياؤهما.‏ وبشكل مماثل،‏ تُظهر النبوة في دانيال الاصحاح ١٢ انه لم يكن القديسون ليبقوا ساكتين،‏ بل كان ينتظرهم المزيد من العمل.‏

      ‏«يتطهَّرون ويُبيَّضون ويُمحَّصون»‏

      ٢٠ حسب دانيال ١٢:‏١٠‏،‏ اية بركات يحظى بها الممسوحون بعد التجارب القاسية التي يمرّون بها؟‏

      ٢٠ كما ذُكر سابقا،‏ سجَّل دانيال هذه الامور دون ان يفهمها.‏ لكنه ظل يتساءل دون شك هل يقضي المضطهِدون نهائيا على القديسين،‏ لأنه سأل:‏ «ما هي آخِر هذه».‏ فأجاب الملاك:‏ «اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة الى وقت النهاية.‏ كثيرون يتطهَّرون ويُبيَّضون ويُمحَّصون.‏ أما الاشرار فيفعلون شرا ولا يفهم احد الاشرار لكنِ الفاهمون يفهمون».‏ (‏دانيال ١٢:‏​٨-‏١٠‏)‏ لقد كان عند القديسين امل اكيد!‏ فهُم لن يهلكوا،‏ بل سيُبيَّضون بحيث يُنعَم عليهم بموقف طاهر امام يهوه اللّٰه.‏ (‏ملاخي ٣:‏​١-‏٣‏)‏ وكان فهمهم للامور الروحية سيمكّنهم من البقاء اطهارا في عينَي اللّٰه.‏ وبالتباين،‏ كان الاشرار سيرفضون فهم الامور الروحية.‏ ولكن متى كان سيحدث كل ذلك؟‏

      ٢١ (‏أ)‏ ايّ شرطين كان يجب ان يتوفرا قبل ان تبدأ الفترة الزمنية المنبأ بها في دانيال ١٢:‏١١‏؟‏ (‏ب)‏ ما هي «المحرقة الدائمة»،‏ ومتى أُزيلت؟‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ٢٩٨.‏)‏

      ٢١ قيل لدانيال:‏ «من وقت ازالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرَّب [‹الرجسة التي تسبِّب الخراب›،‏ ع‌ج‏] الف ومئتان وتسعون يوما».‏ اذًا تبدأ هذه الفترة الزمنية عندما تكون بعض الشروط قد توفَّرت.‏ فكان يجب ان تكون «المحرقة الدائمة»‏a قد أُزيلت.‏ (‏دانيال ١٢:‏١١‏)‏ وعن اية محرقة كان الملاك يتحدث؟‏ لم يكن يتحدث عن المحرقات الحيوانية المقدَّمة في ايّ هيكل ارضي.‏ فالهيكل الذي كان قائما في اورشليم كان مجرد «نسخة عن الحقيقة» التي هي هيكل يهوه الروحي العظيم الذي تأسس عندما صار يسوع رئيس كهنته سنة ٢٩ ب‌م.‏ وفي هذا الهيكل الروحي،‏ الذي يمثِّل ترتيب اللّٰه للعبادة النقية،‏ لا حاجة الى تقديم ذبائح عن الخطية بشكل دائم،‏ لأن «المسيح .‏ .‏ .‏ قُدِّم مرة لا غير ليحمل خطايا كثيرين».‏ (‏عبرانيين ٩:‏​٢٤-‏٢٨‏)‏ ومع ذلك،‏ يقدِّم جميع المسيحيين الحقيقيين ذبائح في هذا الهيكل.‏ فقد كتب الرسول بولس:‏ «فلنقدِّم [بالمسيح] في كل حين ذبيحة تسبيح للّٰه،‏ اي ثمر شفاه تعلن اسمه جهرا».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ اذًا توفَّر الشرط الاول لهذه النبوة —‏ ازالة «المحرقة الدائمة» —‏ نحو اواسط سنة ١٩١٨ عندما عُلِّق العمل الكرازي.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ما هي «الرجسة» المخرِّبة،‏ ومتى نُصبت؟‏ (‏ب)‏ متى بدأت الفترة الزمنية المنبأ بها في دانيال ١٢:‏١١‏،‏ ومتى انتهت؟‏

      ٢٢ ولكن ماذا عن الشرط الثاني:‏ ‹إقامة الرجسة التي تسبِّب الخراب›؟‏ كما رأينا خلال مناقشتنا دانيال ١١:‏٣١‏،‏ كانت هذه الرجسة في البداية عصبة الامم،‏ ثم عادت فظهرت باسم الامم المتحدة.‏ وهما رجستان لأنه قيل عنهما انهما الرجاء الوحيد للسلام على الارض.‏ وهكذا حلّت هاتان المؤسستان،‏ في قرارة نفس كثيرين،‏ محلّ ملكوت اللّٰه.‏ وقد اقتُرح تشكيل العصبة رسميا في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩١٩.‏ وهكذا يكون قد توفَّر في ذلك الوقت الشرطان المطلوبان في دانيال ١٢:‏١١‏.‏ وهذا يعني ان الـ‍ ٢٩٠‏,١ يوما بدأت في اوائل سنة ١٩١٩ وامتدت حتى خريف سنة ١٩٢٢ (‏في نصف الكرة الارضية الشمالي)‏.‏

      ٢٣ كيف تقدَّم قديسو اللّٰه نحو احراز موقف مطهَّر خلال الـ‍ ٢٩٠‏,١ يوما المنبإ بها في دانيال الاصحاح ١٢‏؟‏

      ٢٣ فهل احرز القديسون خلال ذلك الوقت تقدُّما نحو الصيرورة مبيَّضين ومطهَّرين في عينَي اللّٰه؟‏ نعم،‏ بالتأكيد!‏ ففي آذار (‏مارس)‏ ١٩١٩،‏ أُطلق من السجن رئيس جمعية برج المراقبة وعشراؤه الاحماء.‏ وبُرِّئوا لاحقا من التهم الباطلة الموجَّهة ضدهم.‏ وكانوا مدركين ان عملهم لم ينتهِ،‏ لذلك باشروا عملهم على الفور ورتَّبوا لعقد محفل في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩١٩.‏ وفي تلك السنة نفسها،‏ صدر العدد الاول من المجلة المرافقة لـ‍ برج المراقبة.‏ وهذه المجلة،‏ التي دُعيت في البداية العصر الذهبي (‏تدعى الآن استيقظ!‏‏)‏،‏ ايَّدت دائما برج المراقبة في تشهير فساد هذا العالم بشجاعة وفي مساعدة شعب اللّٰه على البقاء اطهارا.‏ وبحلول نهاية الـ‍ ٢٩٠‏,١ يوما المنبإ بها،‏ كان القديسون قد قطعوا شوطا كبيرا في احراز الموقف المطهَّر والمسترد.‏ وفي ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٢٢،‏ في وقت انتهاء هذه الفترة،‏ عقدوا محفلا بارزا في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وأعطى هذا المحفل العمل الكرازي زخما هائلا.‏ ولكن كانت هنالك حاجة الى المزيد من التقدُّم.‏ وكان ذلك سيحدث في الفترة البارزة التالية.‏

      السعادة نصيب القديسين

      ٢٤،‏ ٢٥ (‏أ)‏ اية فترة زمنية تنبئ بها دانيال ١٢:‏١٢‏،‏ ومتى ابتدأت وانتهت كما يتَّضح؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت الحالة الروحية بين البقية الممسوحة في مستهل الـ‍ ٣٣٥‏,١ يوما؟‏

      ٢٤ اختتم ملاك يهوه نبوته عن القديسين بهذه الكلمات:‏ «طوبى لمَن [«سعيد مَن»،‏ ع‌ج‏] ينتظر ويبلغ الى الالف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما».‏ (‏دانيال ١٢:‏١٢‏)‏ لم يعطِ الملاك اية دلائل تمكِّننا من تحديد بداية الفترة الثالثة او نهايتها.‏ ولكن يتَّضح من الاحداث الثيوقراطية انها اتت عقب الفترة السابقة مباشرة.‏ وفي هذه الحال يكون امتدادها من خريف سنة ١٩٢٢ حتى اواخر ربيع سنة ١٩٢٦ (‏في نصف الكرة الارضية الشمالي)‏.‏ وهل كان القديسون ينعمون بحالة من السعادة بحلول اواخر هذه الفترة؟‏ اجل،‏ وبطرائق روحية مهمة.‏

      ٢٥ حتى بعد نهاية المحفل الذي عُقد سنة ١٩٢٢ (‏كما يَظهر في الصفحة ٣٠٢)‏،‏ كان بعض قديسي اللّٰه لا يزالون يتوقون الى الماضي.‏ وفي اجتماعاتهم كانوا لا يزالون يستخدمون،‏ بالاضافة الى الكتاب المقدس،‏ مجلَّدات دروس في الاسفار المقدسة بقلم ت.‏ ت.‏ رصل كمواد درس رئيسية.‏ وفي ذلك الوقت،‏ كان يسود الاعتقاد القائل انه في سنة ١٩٢٥ ستبدأ القيامة وسيُسترد الفردوس الى الارض.‏ لذلك كان كثيرون يخدمون وهم يفكّرون في تاريخ محدَّد.‏ ورفض البعض بتكبُّر الاشتراك في عمل الكرازة للناس.‏ ولم يروِّج ذلك حالة السعادة.‏

      ٢٦ كيف تغيَّرت الحالة الروحية للممسوحين في مجرى الايام الـ‍ ٣٣٥‏,١؟‏

      ٢٦ لكنَّ ذلك كله تغيَّر في مجرى الـ‍ ٣٣٥‏,١ يوما.‏ فقد برزت اهمية الكرازة عندما صُنعت ترتيبات قانونية ليشترك كل شخص في خدمة الحقل.‏ وبُرمجت الاجتماعات لتُدرس فيها برج المراقبة كل اسبوع.‏ وقد تضمَّن العدد الانكليزي ١ آذار (‏مارس)‏ ١٩٢٥ المقالة التاريخية «ولادة الامة» التي اعطت شعب اللّٰه فهما كاملا لما حدث في السنوات ١٩١٤-‏١٩١٩.‏ وبعدما انقضت سنة ١٩٢٥،‏ لم يعد القديسون يخدمون اللّٰه وهم يفكّرون في موعد نهائي قريب ومحدَّد لعملهم،‏ بل صار اهتمامهم الرئيسي تقديس اسم يهوه.‏ وجرى التشديد على هذه الحقيقة الجوهرية بشكل لم يسبق له مثيل في مقالة «مَن سيكرمون يهوه؟‏» في عدد ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٢٦ من مجلة برج المراقبة (‏بالانكليزية)‏.‏ وفي المحفل الذي عُقد في ايار (‏مايو)‏ ١٩٢٦،‏ صدر كتاب الانقاذ (‏بالانكليزية)‏.‏ (‏انظروا الصفحة ٣٠٢.‏)‏ وكان جزءا من سلسلة كتب جديدة صُمِّمت لتحلّ محل مجلَّدات دروس في الاسفار المقدسة.‏ فلم يعد القديسون ينظرون الى الماضي،‏ بل صاروا يتطلعون بثقة الى المستقبل وإلى العمل الذي ينتظرهم.‏ وهكذا انتهت الـ‍ ٣٣٥‏,١ يوما والقديسون في حالة سعادة،‏ تماما كما أُنبئ.‏

      ٢٧ كيف تساعدنا مراجعة سريعة لدانيال الاصحاح ١٢ ان نحسم امر هوية ممسوحي يهوه؟‏

      ٢٧ طبعا،‏ لم يحتمل الجميع في هذه الحقبة العاصفة.‏ ولا شك ان هذا ما دفع الملاك الى التشديد على اهمية ‹الانتظار›.‏ فالذين احتملوا وانتظروا بوركوا بركة سخية.‏ ويتبيَّن لنا ذلك اذا قمنا بمراجعة سريعة لدانيال الاصحاح ١٢ ‏.‏ فكما أُنبئ،‏ أُعيد احياء الممسوحين،‏ او أُقيموا،‏ بمعنى روحي.‏ ومُنحوا فهما متميِّزا لكلمة اللّٰه،‏ وفُوِّض اليهم ‹تصفُّحها›،‏ وبتوجيه من الروح القدس كشفوا الامور التي بقيت غامضة زمانا طويلا.‏ وطهَّرهم يهوه وجعلهم يضيئون روحيا كالنجوم.‏ ونتيجةً لذلك ردوا كثيرين الى موقف بار امام يهوه اللّٰه.‏

      ٢٨،‏ ٢٩ على ماذا يجب ان نصمِّم فيما يقترب «وقت النهاية» من ختامه؟‏

      ٢٨ نظرا الى كل هذه السمات النبوية التي تحدِّد هوية «قديسي العلي»،‏ ايّ عذر يبقى على عدم الاعتراف بهم ومعاشرتهم؟‏ ان بركات رائعة تنتظر الجمع الكثير الذي ينضم الى صف الممسوحين،‏ المتناقص عددهم،‏ في خدمة يهوه.‏ لذلك يجب ان ننتظر جميعنا اتمام وعود اللّٰه.‏ (‏حبقوق ٢:‏٣‏)‏ فميخائيل،‏ الرئيس العظيم،‏ قائم اليوم لشعب اللّٰه منذ عقود.‏ وقريبا جدا سيبدأ،‏ بصفته المعيَّن من اللّٰه،‏ بتنفيذ الاحكام الالهية ضد نظام الاشياء هذا.‏ وعندما يفعل ذلك،‏ ماذا سيكون وضعنا؟‏

      ٢٩ سيتوقف الجواب عن هذا السؤال على اختيارنا العيش حياة مستقيمة اليوم.‏ ولتقوية تصميمنا على ذلك فيما يقترب «وقت النهاية» من ختامه،‏ دعونا نتأمل في الآية الاخيرة من سفر دانيال.‏ ومناقشتنا لهذه الآية في الفصل التالي ستساعدنا ان نرى كيف وقف دانيال امام الهه وكيف سيقف امامه في المستقبل.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تكتفي السبعينية اليونانية بترجمة العبارة الى «الذبيحة».‏

  • تحديد هوية العبَّاد الحقيقيين في وقت النهاية
    انتبهوا لنبوة دانيال
    • ‏[الاطار في الصفحة ٢٩٨]‏

      ازالة المحرقة الدائمة

      تَظهر في سفر دانيال عبارة «المحرقة الدائمة» خمس مرات.‏ وهي تشير الى ذبيحة التسبيح —‏ ‹ثمر الشفاه› —‏ المقدَّمة بانتظام ليهوه اللّٰه من قِبل خدامه.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ ويشار الى ازالتها المنبإ بها في دانيال ٨:‏١١،‏ ١١:‏٣١‏،‏ و ١٢:‏١١ ‏.‏

      خلال الحربَين العالميتَين،‏ اضطُهد شعب يهوه اضطهادا قاسيا في اراضي «ملك الشمال» و «ملك الجنوب».‏ (‏دانيال ١١:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ وحدثت ازالة «المحرقة الدائمة» نحو نهاية الحرب العالمية الاولى،‏ عندما كان العمل الكرازي شبه متوقف في اواسط سنة ١٩١٨.‏ (‏دانيال ١٢:‏٧‏)‏ وخلال الحرب العالمية الثانية،‏ «أُبطلت» ايضا «المحرقة الدائمة» طوال ٣٠٠‏,٢ يوم على يد الدولة العالمية الانكلواميركية.‏ (‏دانيال ٨:‏​١١-‏١٤‏؛‏ انظروا الفصل ١٠ من هذا الكتاب.‏)‏ ونزعتها ايضا ‹الاذرع› النازية طوال فترة غير محدَّدة في الاسفار المقدسة.‏ —‏ دانيال ١١:‏٣١‏؛‏ انظروا الفصل ١٥ من هذا الكتاب.‏

      ‏[الجدول/‏الصور في الصفحة ٣٠١]‏

      الفترات النبوية في سفر دانيال

      سبعة ازمنة (‏٥٢٠‏,٢ سنة)‏:‏ من ١٠/‏٦٠٧ ق‌م الى

      دانيال ٤:‏​١٦،‏ ٢٥ ١٠/‏١٩١٤ ب‌م

      (‏الملكوت المسيَّاني يتأسس.‏

      انظروا الفصل ٦ من هذا الكتاب.‏)‏

      ثلاثة ازمنة ونصف من ١٢/‏١٩١٤ الى ٦/‏١٩١٨

      ‏(‏٢٦٠‏,١ يوما)‏:‏ (‏المسيحيون الممسوحون يُضايَقون.‏

      دانيال ٧:‏٢٥؛‏ ١٢:‏٧ انظروا الفصل ٩ من هذا الكتاب.‏)‏

      ٣٠٠‏,٢ صباح ومساء:‏ من ١ او ١٥/‏٦/‏١٩٣٨ الى ٨ او ٢٢/‏١٠/‏١٩٤٤

      دانيال ٨:‏١٤ (‏‹الجمع الكثير› يبرز،‏ يتزايد.‏

      انظروا الفصل ١٠ من هذا الكتاب.‏)‏

      ٧٠ اسبوعا (‏٤٩٠ سنة)‏:‏ من ٤٥٥ ق‌م الى ٣٦ ب‌م

      دانيال ٩:‏​٢٤-‏٢٧ (‏مجيء المسيَّا وخدمته الارضية.‏

      انظروا الفصل ١١ من هذا الكتاب.‏)‏

      ٢٩٠‏,١ يوما من ١/‏١٩١٩ الى ٩/‏١٩٢٢

      دانيال ١٢:‏١١ (‏المسيحيون الممسوحون يستيقظون

      ويتقدمون روحيا.‏)‏

      ٣٣٥‏,١ يوما:‏ من ٩/‏١٩٢٢ الى ٥/‏١٩٢٦

      دانيال ١٢:‏١٢ (‏المسيحيون الممسوحون يبلغون

      حالة سعيدة.‏)‏

      ‏[الصور في الصفحة ٢٨٧]‏

      أُرسل خدام يهوه ظلما الى السجن الاصلاحي الفدرالي في أتلانتا،‏ جورجيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وهم،‏ من اليسار الى اليمين:‏ (‏الجالسون)‏ أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان،‏ ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ و.‏ ا.‏ ڤان آمبورڠ؛‏ (‏الواقفون)‏ ج.‏ ه‍.‏ فيشر،‏ ر.‏ ج.‏ مارتن،‏ ج.‏ دَتشيكا،‏ ف.‏ ه‍.‏ رَبِسُن،‏ و ك.‏ ج.‏ وودْورث

      ‏[الصور في الصفحة ٢٩٩]‏

      محافل بارزة عُقدت في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ سنة ١٩١٩ (‏الى الاعلى)‏ وسنة ١٩٢٢ (‏الى الاسفل)‏

      ‏[صورة تغطي كامل الصفحة ٣٠٢]‏

  • يهوه يَعِد دانيال بمكافأة رائعة
    انتبهوا لنبوة دانيال
    • الفصل الثامن عشر

      يهوه يَعِد دانيال بمكافأة رائعة

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية صفة مهمة يحتاج اليها العدّاء لكي ينجح؟‏ (‏ب)‏ كيف شبَّه الرسول بولس الحياة التي تُقضى بأمانة في خدمة يهوه بالسباق؟‏

      يتقدَّم العدّاء بجهد نحو خط النهاية،‏ ويكاد ينهار من الإعياء.‏ لكنَّ الهدف ظاهر امامه،‏ فيتحامل على نفسه ويعتصر كل طاقة من عضلاته ليخطو تلك الخطوات القليلة الباقية.‏ وأخيرا يقطع الخط!‏ فترتسم على وجهه أمارات الراحة والانتصار.‏ لقد احتمل حتى النهاية،‏ ونال مبتغاه.‏

      ٢ في ختام سفر دانيال الاصحاح ١٢‏،‏ نجد النبي المحبوب يقترب من خط النهاية في «سباقه» الخاص:‏ حياته التي قضاها في خدمة يهوه.‏ كتب الرسول بولس،‏ بعدما ذكر امثلة متنوعة للايمان بين خدام يهوه قبل المسيح:‏ «لذلك،‏ اذ لنا سحابة عظيمة جدا من الشهود محيطة بنا،‏ لنخلع ايضا كل ثقل والخطية التي تُوقعنا في حِبالتها بسهولة،‏ ولنركض باحتمال في السباق الموضوع امامنا،‏ ناظرين بإمعان الى الوكيل الرئيسي لإيماننا ومكمِّله،‏ يسوع.‏ فمن اجل الفرح الموضوع امامه احتمل خشبة الآلام،‏ محتقرا الخزي،‏ وجلس عن يمين عرش اللّٰه».‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ ماذا دفع دانيال الى ‹الركض باحتمال›؟‏ (‏ب)‏ اية امور متميِّزة ثلاثة اخبر ملاك يهوه دانيال بها؟‏

      ٣ كان دانيال بين هذه ‹السحابة العظيمة من الشهود›.‏ لقد كان دون شك من الذين ‹ركضوا باحتمال›،‏ وما دفعه الى ذلك هو محبته العميقة للّٰه.‏ وبعدما كشف يهوه الكثير لدانيال عن مستقبل الحكومات العالمية،‏ خصَّه الآن بهذا التشجيع الشخصي:‏ «أما انت فاذهب الى النهاية فتستريح وتقوم لقُرعتك في نهاية الايام».‏ (‏دانيال ١٢:‏١٣‏)‏ لقد كان ملاك يهوه يخبر دانيال ثلاثة امور متميِّزة:‏ (‏١)‏ انه ينبغي لدانيال ان ‹يذهب الى النهاية›،‏ (‏٢)‏ انه ‹سيستريح›،‏ و (‏٣)‏ انه سوف ‹يقوم› ثانية في المستقبل.‏ فكيف يمكن ان تشجّع هذه الكلمات المسيحيين اليوم على الاحتمال حتى بلوغ خط النهاية في السباق لنيل الحياة؟‏

      ‏«اذهب الى النهاية»‏

      ٤ ماذا عنى ملاك يهوه عندما قال:‏ «اذهب الى النهاية»،‏ ولماذا شكّل ذلك تحدّيا لدانيال؟‏

      ٤ ماذا عنى الملاك عندما قال لدانيال:‏ «أما انت فاذهب الى النهاية»؟‏ نهاية ماذا؟‏ بما ان دانيال كان يناهز المئة من عمره،‏ يَظهر ان ذلك اشارة الى نهاية حياته التي يُحتمل انها صارت قريبة.‏a لقد كان الملاك يحثّ دانيال على الاحتمال بأمانة حتى الموت.‏ لكنَّ ذلك لا يعني بالضرورة ان الامر كان سهلا.‏ فقد رأى دانيال في مدى حياته سقوط بابل وعودة بقية من المسبيين اليهود الى يهوذا وأورشليم.‏ ولا بد ان هذا النبي العجوز فرح بذلك كثيرا.‏ لكنَّ السجل لا يقول انه رافقهم في تلك الرحلة الطويلة.‏ فربما لم يتمكن من الذهاب بسبب سنِّه المتقدِّمة وضعف جسمه.‏ او ربما كانت مشيئة يهوه ان يبقى في بابل.‏ على اية حال،‏ لا يسع المرء إلا ان يتساءل:‏ هل شعر دانيال بشيء من الحزن عندما غادر اليهود الى يهوذا؟‏

      ٥ ماذا يدل على ان دانيال احتمل الى النهاية؟‏

      ٥ لا بد ان دانيال تقوّى كثيرا بكلمات الملاك اللطيفة:‏ «اذهب الى النهاية».‏ وقد يذكّرنا ذلك بما تفوَّه به يسوع المسيح بعد ستة قرون تقريبا:‏ «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص».‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏)‏ ولا شك ان هذا ما فعله دانيال.‏ فقد احتمل الى النهاية،‏ وركض بأمانة حتى اجتاز المرحلة الاخيرة في السباق من اجل الحياة.‏ وربما هذا احد الاسباب التي جعلت كلمة اللّٰه تتحدَّث عنه لاحقا بشكل مؤاتٍ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ فماذا مكّن دانيال من الاحتمال الى النهاية؟‏ يساعدنا سجل حياته على اخذ الجواب.‏

      الاحتمال كتلميذ لكلمة اللّٰه

      ٦ كيف نعلم ان دانيال كان تلميذا مجتهدا لكلمة اللّٰه؟‏

      ٦ بالنسبة الى دانيال،‏ كان الاحتمال الى النهاية يشمل الاستمرار في الدرس والتأمل العميق في وعود اللّٰه المثيرة.‏ ونحن نعلم ان دانيال كان تلميذا امينا لكلمة اللّٰه.‏ وإلا ما ادراه بوعد يهوه لإرميا ان السبي سيدوم ٧٠ سنة؟‏!‏ كتب دانيال نفسه:‏ «فهمتُ من الكتب عدد السنين».‏ (‏دانيال ٩:‏٢؛‏ ارميا ٢٥:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ فلا شك ان دانيال فتَّش الكتب،‏ او الاسفار،‏ الموجودة آنذاك لكلمة اللّٰه.‏ ولا بد ان كتابات موسى وداود وسليمان وإشعياء وإرميا وحزقيال —‏ أيًّا كان في متناول يديه —‏ جعلت دانيال يقضي ساعات مُسِرَّة عديدة في القراءة والتأمل.‏

      ٧ عندما نقارن زمننا بزمن دانيال،‏ كيف نكون اليوم في وضع افضل في ما يتعلق بفرص درس كلمة اللّٰه؟‏

      ٧ ان درس كلمة اللّٰه،‏ بالانهماك فيها،‏ ضروري لنا لتنمية الاحتمال اليوم.‏ (‏روما ١٥:‏​٤-‏٦؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏)‏ وعندنا اليوم كامل الكتاب المقدس،‏ وهو يشمل السجل المكتوب الذي يروي كيف تمَّت بعض نبوات دانيال بعد قرون.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ عندنا امتياز العيش في «وقت النهاية» الذي انبأت به دانيال ١٢:‏٤‏.‏ ففي ايامنا نحن،‏ بورك الممسوحون بفهم روحي جعلهم يضيئون كأنوار للحق في هذا العالم المظلم.‏ ونتيجةً لذلك،‏ صرنا نفهم جيدا العديد من النبوات العميقة المسجَّلة في سفر دانيال —‏ التي كان البعض منها محيِّرا له.‏ فلنستمر في درس كلمة اللّٰه يوميا،‏ ولا نستخفَّ ابدا بهذه الامور.‏ وهذا ما سيساعدنا على الاحتمال.‏

      مواظبة دانيال على الصلاة

      ٨ ايّ مثال رسمه دانيال في ما يتعلق بالصلاة؟‏

      ٨ ساعدت الصلاة دانيال ايضا على الاحتمال الى النهاية.‏ فكان يلتفت الى يهوه اللّٰه كل يوم ويتحدَّث اليه بحرية وبقلب مفعم بالايمان والثقة.‏ لقد كان يعرف ان يهوه هو «سامع الصلاة».‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢‏؛‏ قارنوا عبرانيين ١١:‏٦‏.‏)‏ وعندما كان قلب دانيال مثقلا بالحزن بسبب مسلك التمرُّد الذي اتخذته اسرائيل،‏ سكب مشاعره ليهوه.‏ (‏دانيال ٩:‏​٤-‏١٩‏)‏ حتى عندما امر داريوس بأن لا تُطلب طلبة إلا منه لثلاثين يوما،‏ لم يردع ذلك دانيال عن الصلاة الى يهوه اللّٰه.‏ (‏دانيال ٦:‏١٠‏)‏ أوَلا تهتزّ قلوبنا تأثُّرا عندما نتخيَّل هذا الشيخ الامين يواجه بشجاعة الجب المليء بالاسود رافضا التخلي عن امتياز الصلاة الثمين؟‏ لا شك مطلقا في ان دانيال ذهب الى نهايته وهو امين،‏ لأنه كان يصلي الى يهوه بحرارة كل يوم.‏

      ٩ لماذا ينبغي ألا نستخفَّ ابدا بامتياز الصلاة؟‏

      ٩ ليست الصلاة بالامر الصعب.‏ فبإمكاننا ان نصلي في ايّ وقت،‏ في ايّ مكان،‏ بصوت عالٍ او بصمت.‏ ولكن ينبغي ألا نستخف ابدا بهذا الامتياز الثمين.‏ فالكتاب المقدس يربط الصلاة بالاحتمال والمواظبة والبقاء مستيقظين روحيا.‏ (‏لوقا ١٨:‏١؛‏ روما ١٢:‏١٢؛‏ افسس ٦:‏١٨؛‏ كولوسي ٤:‏٢‏)‏ أوَليس رائعا ان تكون لدينا وسيلة اتصال بأعظم كائن في الكون لا يحصره ولا يقيِّده شيء؟‏ وهو يصغي الينا!‏ تذكّروا ما حصل عندما كان دانيال يصلي وأرسل له يهوه ملاكا.‏ فقد وصل الملاك فيما كان دانيال لا يزال يصلي!‏ (‏دانيال ٩:‏​٢٠،‏ ٢١‏)‏ صحيح انه في ايامنا لا تقوم الملائكة بزيارات كهذه،‏ لكنَّ يهوه لا يتغيَّر.‏ (‏ملاخي ٣:‏٦‏)‏ فكما سمع صلاة دانيال،‏ كذلك يسمع صلواتنا.‏ وبالصلاة نقترب اكثر الى يهوه،‏ وهذا ما يشكّل رباطا يساعدنا على الاحتمال الى النهاية،‏ كما فعل دانيال.‏

      الاستمرار كمعلّم لكلمة اللّٰه

      ١٠ لماذا كان تعليم حق كلمة اللّٰه مهمًّا لدانيال؟‏

      ١٠ كان على دانيال ان ‹يذهب الى النهاية› بمعنى آخر.‏ فكان يجب ان يستمر كمعلّم للحق.‏ فهو لم ينسَ قط انه فرد من الشعب المختار الذي قالت عنه الاسفار المقدسة:‏ «انتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته».‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠‏)‏ وفعل دانيال كل ما في وسعه ليتمِّم هذا التفويض.‏ وعلى الارجح اشتمل عمله على تعليم شعبه المسبي في بابل.‏ ونحن لا نعرف عن تعاملاته مع رفقائه اليهود سوى علاقته بالثلاثة الذين يشار اليهم بكلمة «اصحابه» —‏ حننيا وميشائيل وعزريا.‏ (‏دانيال ١:‏٧؛‏ ٢:‏١٣،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ ولا شك ان صداقتهم الحميمة ساعدت كثيرا كل واحد منهم على الاحتمال.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ وكان لدانيال،‏ الذي انعم عليه يهوه ببصيرة خصوصية،‏ الكثير ليعلّم اصدقاءه اياه.‏ (‏دانيال ١:‏١٧‏)‏ لكنه تطرَّق في تعليمه الى مجال آخر ايضا.‏

      ١١ (‏أ)‏ بماذا كان عمل دانيال يتميَّز؟‏ (‏ب)‏ الى ايّ حد كان دانيال فعّالا في تنفيذ مهمته غير العادية؟‏

      ١١ تَرَكّز عمل دانيال،‏ اكثر من ايّ نبي آخر،‏ على الشهادة للشخصيات الاممية البارزة.‏ ومع انه كثيرا ما اضطر الى تسليم الحكام رسائل لم يستسيغوها،‏ فلم يعاملهم كما لو انهم بغيضون او انهم بطريقة ما ادنى منه.‏ لقد كلَّمهم باحترام وبأسلوب ماهر.‏ ومع ان البعض —‏ كالمرازبة الغيارى الماكرين —‏ ارادوا اهلاك دانيال،‏ فقد نال احترام الشخصيات البارزة الاخرى.‏ ولأن يهوه مكّن دانيال من تفسير اسرار حيَّرت ملوكا وحكماء،‏ تبوَّأ هذا النبي مراكز مرموقة.‏ (‏دانيال ٢:‏​٤٧،‏ ٤٨؛‏ ٥:‏٢٩‏)‏ صحيح انه عندما تقدَّمت به السن فقدَ نشاط الشباب،‏ لكنه ذهب بالتأكيد الى نهايته وهو يبحث بأمانة عن طريقة يخدم بها كشاهد لإلهه الحبيب.‏

      ١٢ (‏أ)‏ اية نشاطات تعليمية ننهمك فيها كمسيحيين اليوم؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نتَّبع مشورة بولس المتعلقة ‹بمواصلة السير بحكمة من جهة الذين في الخارج›؟‏

      ١٢ قد نجد في الجماعة المسيحية اليوم اصحابا امناء يساعدوننا على الاحتمال،‏ كما كان دانيال ورفقاؤه الثلاثة يساعدون واحدهم الآخر.‏ ونحن ايضا نعلّم واحدنا الآخر،‏ وهكذا «نتبادل التشجيع».‏ (‏روما ١:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ وكدانيال،‏ فُوِّضت الينا مهمة الشهادة لغير المؤمنين.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ لذلك يلزم ان نحسِّن مهاراتنا لكي ‹نستعمل كلمة الحق بطريقة صائبة› عند التحدُّث الى الناس عن يهوه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٥‏)‏ وسنستفيد اذا اطعنا مشورة الرسول بولس:‏ «واصلوا السير بحكمة من جهة الذين في الخارج».‏ (‏كولوسي ٤:‏٥‏)‏ وتشمل هذه الحكمة نظرة متَّزنة الى الذين لا يشاركوننا في ايماننا.‏ فنحن لا ننظر اليهم نظرة احتقار،‏ معتبرين انفسنا اسمى منهم.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٥‏)‏ لكننا نحاول ان نجذبهم الى الحق،‏ مستخدمين كلمة اللّٰه بلباقة ومهارة لبلوغ قلوبهم.‏ ويا للفرح الذي يغمرنا عندما ننجح في بلوغ قلب شخص ما!‏ ولا شك ان هذا الفرح يساعدنا على الاحتمال الى النهاية،‏ كما حصل مع دانيال.‏

      ‏«تستريح»‏

      ١٣،‏ ١٤ لماذا كانت فكرة الموت ترعب بابليين كثيرين،‏ وكيف كانت نظرة دانيال مختلفة؟‏

      ١٣ بعد ذلك اكّد الملاك لدانيال انه سوف ‹يستريح›.‏ (‏دانيال ١٢:‏١٣‏)‏ فماذا عنت هذه الكلمة؟‏ كان دانيال يعرف انه سوف يموت.‏ فلا مفرّ لجميع البشر،‏ من ايام آدم الى ايامنا،‏ من هذا المصير.‏ ويدعو الكتاب المقدس الموت بشكل ملائم ‹عدوًّا›.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٦‏)‏ لكنَّ مفهوم الموت عند دانيال كان مختلفا جدا عمّا يعنيه للبابليين العائش بينهم.‏ فبالنسبة الى هؤلاء المنغمسين في عبادة معقَّدة لنحو ٠٠٠‏,٤ اله،‏ كان الموت مرعبا جدا.‏ فقد اعتقدوا ان الذين عاشوا حياة تعيسة او ماتوا ميتة عنيفة يصيرون بعد الموت ارواحا تطارد الاحياء للانتقام.‏ وكان البابليون يؤمنون ايضا بعالم سفلي مريع تسكنه مسوخ لها اشكال بشرية وحيوانية.‏

      ١٤ أما دانيال فلم يعنِ له الموت ايًّا من هذه.‏ فقبل زمنه بمئات السنين،‏ أوحي الى الملك سليمان الهيا بأن يقول:‏ «أما الموتى فلا يعلمون شيئا».‏ (‏جامعة ٩:‏٥‏)‏ وعن الذي يموت رنّم صاحب المزمور:‏ «تخرج روحه فيعود الى ترابه.‏ في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره».‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٤‏)‏ لذلك كان دانيال يعرف ان ما قاله الملاك سيحدث له فعلا.‏ فالموت يعني الراحة.‏ وليس فيه افكار ولا ندم شديد ولا عذاب —‏ وطبعا،‏ لا مسوخ.‏ واستخدم يسوع المسيح تعبيرا مماثلا عندما مات لعازر.‏ فقد قال:‏ «لعازر صديقنا راقد».‏ —‏ يوحنا ١١:‏١١‏.‏

      ١٥ كيف يكون يوم الممات خيرا من يوم الولادة؟‏

      ١٥ تأملوا في سبب آخر يجعل فكرة الموت غير مخيفة لدانيال.‏ فكلمة اللّٰه تقول:‏ «الصيت خير من الدهن الطيب ويوم الممات خير من يوم الولادة».‏ (‏جامعة ٧:‏١‏)‏ ولكن كيف يكون يوم الممات،‏ الذي هو يوم حزن طبعا،‏ خيرا من يوم الولادة الذي يعمُّه الفرح؟‏ الجواب موجود في كلمة «الصيت».‏ عموما كان «الدهن الطيب» غالي الثمن.‏ فقد دهنت مريم اخت لعازر قدمَي يسوع بزيتٍ عَطِر ناهزت قيمته اجور سنة!‏ (‏يوحنا ١٢:‏​١-‏٧‏)‏ وماذا يجعل الصيت غاليا الى هذا الحد؟‏ تستعمل الترجمة السبعينية اليونانية في الجامعة ٧:‏١ عبارة «الصيت الحسن».‏ فما له قيمة كبيرة هو الانطباع الذي يتركه هذا الصيت.‏ وعندما يولد الانسان لا يكون عند الناس رأي فيه،‏ ولا يكون سجله حافلا بأفعال الخير،‏ ولا يعتزّ الناس بالذكريات التي لديهم عن شخصيته وصفاته.‏ ولكن في آخِر الحياة،‏ يشتمل الصيت على كل هذه الامور.‏ وإذا كان الصيت حسنا امام اللّٰه،‏ فهذا يجعله اثمن بكثير من اية ممتلكات مادية.‏

      ١٦ (‏أ)‏ كيف سعى دانيال الى ان يجعل صيته حسنا امام اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان بإمكان دانيال ان يستريح وهو على ثقة تامة بأنه نجح في صنع صيت حسن امام يهوه؟‏

      ١٦ فعل دانيال طوال حياته كل ما في وسعه ليكون صيته حسنا امام اللّٰه،‏ ولم يتجاهل يهوه ذلك.‏ فقد راقب دانيالَ وفحص قلبه.‏ وهذا ما فعله اللّٰه مع الملك داود،‏ الذي رنّم:‏ «يا رب قد فحصتَني وعرفتني.‏ انت عرفت قعودي ونهوضي.‏ فهمت فكري من بعيد».‏ (‏مزمور ١٣٩:‏​١،‏ ٢‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ صحيح ان دانيال لم يكن كاملا.‏ فهو متحدِّر من آدم الخاطئ وعضو في امة خاطئة.‏ (‏روما ٣:‏٢٣‏)‏ لكنَّ دانيال كان متأسفا على حالته الخاطئة،‏ واستمر يحاول السير مع اللّٰه بطريقة مستقيمة.‏ لذلك كان هذا النبي الامين على ثقة بأن يهوه سيغفر له خطاياه ولن يحاسبه عليها.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏​١٠-‏١٤؛‏ اشعياء ١:‏١٨‏)‏ ويريد يهوه ان يتذكر الاعمال الحسنة التي يقوم بها خدامه الامناء.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ لذلك دعا ملاك يهوه دانيال مرتين «الرجل المحبوب».‏ (‏دانيال ١٠:‏​١١،‏ ١٩‏)‏ وعنى ذلك ان اللّٰه كان يعزّ دانيال كثيرا.‏ وكان بإمكان دانيال ان يذهب ويستريح مطمئنا،‏ عالما ان صيته حسن امام يهوه.‏

      ١٧ لماذا من الملح ان يكون صيتنا حسنا امام يهوه اليوم؟‏

      ١٧ يحسن بكل شخص ان يسأل نفسه:‏ ‹هل صيتي حسن امام يهوه؟‏› فنحن نعيش في ازمنة مضطربة.‏ واعتراف المرء بأن الموت قد يوافي ايّ واحد منا في اية لحظة دليل على التفكير الواقعي لا على التشاؤم.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ فكم هو ضروري اذًا ان يصمِّم كل واحد منا الآن على صنع صيت حسن امام اللّٰه،‏ ودون ايّ تأخير.‏ وإذا فعلنا ذلك،‏ فلن نخاف الموت.‏ فهو مجرد راحة،‏ كالنوم.‏ والموت —‏ كالنوم —‏ يتبعه استيقاظ!‏

      ‏«تقوم»‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ ماذا قصد الملاك عندما انبأ بأن دانيال ‹سيقوم› في المستقبل؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان رجاء القيامة مألوفا جدا لدانيال؟‏

      ١٨ يُختتم سفر دانيال بأحد اجمل الوعود التي قطعها اللّٰه لإنسان.‏ فقد قال ملاك يهوه لدانيال:‏ «تقوم لقُرعتك في نهاية الايام».‏ فماذا قصد الملاك هنا؟‏ بما ان ‹الراحة› التي سبق فتحدَّث عنها تشير الى الموت،‏ فالوعد بأن دانيال ‹سيقوم› في وقت لاحق لا يمكن ان يعني إلا امرا واحدا:‏ القيامة من الموت.‏b وفي الواقع،‏ يؤكد بعض العلماء ان الاصحاح ١٢ من سفر دانيال يحتوي على اول اشارة صريحة في الاسفار العبرانية الى القيامة.‏ (‏دانيال ١٢:‏٢‏)‏ لكنهم في ذلك مخطئون.‏ فرجاء القيامة كان مألوفا جدا لدانيال.‏

      ١٩ مثلا،‏ كان دانيال يعرف دون شك هذه الكلمات التي سجلها اشعياء قبل قرنين:‏ «ستحيا موتاك وجثثك يقومون فانتبهوا وترنموا ايها الساكنون في التراب لأن .‏ .‏ .‏ الارض تطرح الموتى».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏١٩‏،‏ ترجمة الشدياق‏)‏ وقبل ذلك بوقت طويل،‏ منح يهوه ايليا وأليشع القدرة على إقامة موتى.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏​١٧-‏٢٤؛‏ ٢ ملوك ٤:‏​٣٢-‏٣٧‏)‏ وقبل ذلك اعترفت حنة،‏ ام النبي صموئيل،‏ بأن يهوه قادر على اقامة الناس من الهاوية،‏ او المدفن.‏ (‏١ صموئيل ٢:‏٦‏)‏ وقبل ذلك ايضا،‏ عبَّر ايوب الامين عن رجائه بهذه الكلمات:‏ «إن مات رجل أفيحيا.‏ كل ايام جهادي اصبر الى ان يأتي بدلي.‏ تدعو فأنا اجيبك.‏ تشتاق الى عمل يدك».‏ —‏ ايوب ١٤:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ اية قيامة سيكون دانيال جزءا منها دون شك؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة يُحتمل ان تحصل القيامة في الفردوس؟‏

      ٢٠ كأيوب،‏ كان لدانيال سبب يدفعه الى الثقة بأن يهوه سيشتاق الى اعادته الى الحياة يوما ما في المستقبل.‏ ولكن لا بد انه تعزّى كثيرا لسماعه مخلوقا روحانيا جبارا يؤكد له هذا الرجاء.‏ نعم،‏ سيقوم دانيال في «قيامة الابرار» التي ستحدث خلال حكم المسيح الالفي.‏ (‏لوقا ١٤:‏١٤‏)‏ وماذا سيرى دانيال آنذاك؟‏ تخبرنا كلمة اللّٰه الكثير عن ذلك.‏

      ٢١ ليس يهوه «اله تشويش،‏ بل اله سلام».‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٣‏)‏ لذلك من الواضح ان القيامة في الفردوس ستحصل بطريقة منظمة.‏ وربما ستمرّ فترة من الوقت بعد هرمجدون قبل ان تبدأ.‏ (‏كشف ١٦:‏​١٤،‏ ١٦‏)‏ وسيكون كل اثر لنظام الاشياء القديم قد أُزيل،‏ ولا شك ان الاستعدادات لاستقبال الموتى ستكون متمَّمة.‏ أما بالنسبة الى الترتيب الذي يعود بحسبه الموتى،‏ فيخبرنا الكتاب المقدس بهذه السابقة التي يمكن ان تُطبَّق في المستقبل:‏ «كل واحد في رتبته».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٣‏)‏ ومن المحتمل انه عندما تحين ‹قيامة الابرار والاثمة›،‏ سيعود الابرار اولا.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ وبهذه الطريقة يتمكن الرجال القدماء،‏ كدانيال،‏ من المساعدة على ادارة الشؤون الارضية،‏ بما في ذلك تعليم بلايين «الاثمة» المقامين.‏ —‏ مزمور ٤٥:‏١٦‏.‏

      ٢٢ ما هي بعض الامور التي سيكون دانيال توّاقا دون شك الى معرفتها؟‏

      ٢٢ قبل ان يصير دانيال جاهزا لتولّي هذه المسؤوليات،‏ سيكون عنده دون شك بعض الاسئلة.‏ أفَلم يقل عن بعض النبوات العميقة التي اؤتمن عليها انه ‹سمع وما فهم›؟‏ (‏دانيال ١٢:‏٨‏)‏ وكم سيفرح عندما يفهم هذه الاسرار الالهية اخيرا!‏ ولا شك انه سيرغب في سماع كل التفاصيل عن المسيَّا.‏ وسيولي دانيال انتباهه الشديد للتعلم عن تعاقُب الدول العالمية من ايامه حتى ايامنا،‏ عن هوية «قديسي العلي» الامناء الذين حافظوا على ثباتهم رغم الاضطهاد في «وقت النهاية»،‏ وعن الدمار الاخير لكل الممالك البشرية بواسطة ملكوت اللّٰه المسيَّاني.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ ٧:‏٢٢؛‏ ١٢:‏٤‏.‏

      قُرعة دانيال في الفردوس —‏ وقُرعتكم انتم!‏

      ٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ كيف سيكون العالم،‏ الذي سيجد دانيال نفسه مقاما فيه،‏ مختلفا عن العالم الذي عرفه قبلا؟‏ (‏ب)‏ هل يكون لدانيال مكان في الفردوس،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      ٢٣ سيرغب دانيال في ان يعرف عن العالم الذي سيجد نفسه فيه،‏ عالم مختلف جدا عن عالمه القديم.‏ فسيزول فيه كل اثر للحروب والظلم،‏ امور شوَّهت العالم الذي عرفه.‏ ولن يكون هنالك حزن ولا مرض ولا موت.‏ (‏اشعياء ٢٥:‏٨؛‏ ٣٣:‏٢٤‏)‏ بل ستكون هنالك اطعمة وفيرة وبيوت كثيرة،‏ وسيكون لكل شخص عمل يُسرّ به.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦؛‏ اشعياء ٦٥:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ وسيشكّل الجنس البشري عائلة واحدة متحدة وسعيدة.‏

      ٢٤ وسيكون لدانيال طبعا مكان في ذلك العالم.‏ فقد قال له الملاك:‏ «تقوم لقُرعتك».‏ ان الكلمة العبرانية المترجمة هنا «قُرعة» هي نفسها التي تُستعمل للاشارة الى قِطع ارض حرفية.‏c وربما كان دانيال يعرف نبوة حزقيال التي تتحدَّث عن تقسيم ارض اسرائيل المستردة الى حصص.‏ (‏حزقيال ٤٧:‏١٣–‏٤٨:‏٣٥‏)‏ فإلى ماذا تشير نبوة حزقيال في اتمامها الفردوسي؟‏ انها تشير الى ان كل شعب اللّٰه سيكون لهم مكان في الفردوس،‏ حتى الارض ستُقسَّم الى حصص بطريقة منظمة ومنصفة.‏ وطبعا،‏ ستشتمل قُرعة دانيال على اكثر من مجرد ارض.‏ فسيكون له دور في قصد اللّٰه هناك.‏ والمكافأة الموعود بها مضمونة.‏

      ٢٥ (‏أ)‏ ما هي بعض اوجه الحياة في الفردوس التي تروقكم؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان مكان البشر هو في الفردوس؟‏

      ٢٥ ولكن ماذا عن قُرعتكم؟‏ يمكن ان تنطبق الوعود نفسها عليكم.‏ ويهوه يريد ان ينال البشر الطائعون قُرعتهم،‏ ان يكون لهم مكان في الفردوس.‏ تخيَّلوا هذا!‏ وسيكون مفرحا بالتأكيد ان تلتقوا دانيال شخصيا،‏ هو وغيره من الرجال والنساء الامناء من ازمنة الكتاب المقدس.‏ وستعود بعد ذلك اعداد لا تحصى من الموتى الى الحياة،‏ وسيحتاجون الى التعليم لكي يعرفوا يهوه اللّٰه ويحبوه.‏ تصوَّروا نفسكم تعتنون بموطننا الجميل وتساهمون في تحويله الى فردوس بتنوُّعه الذي لا ينتهي وجماله الذي لا يذوي.‏ وتخيَّلوا انكم تتعلمون من يهوه كيف تعيشون حسبما قصد للجنس البشري ان يعيش.‏ (‏اشعياء ١١:‏٩؛‏ يوحنا ٦:‏٤٥‏)‏ نعم،‏ لكم مكان ودور في الفردوس.‏ ومع ان فكرة الفردوس تبدو غريبة للبعض اليوم،‏ تذكّروا ان يهوه صنع البشر اصلا ليعيشوا في مكان كهذا.‏ (‏تكوين ٢:‏​٧-‏٩‏)‏ ومن هذا المنطلَق يكون الفردوس الموطن الطبيعي لبلايين الاشخاص على الارض.‏ فمكانهم هناك.‏ وبلوغ هذا الفردوس سيكون مثل عودة المرء الى بيته.‏

      ٢٦ ما الدليل على ان يهوه يعرف ان انتظار نهاية هذا النظام ليس سهلا علينا؟‏

      ٢٦ ألا تفيض قلوبنا بالتقدير عندما نفكّر في كل هذه الامور؟‏ أوَلا تتوقون الى العيش هناك؟‏ لا عجب اذًا ان يتحرَّق شهود يهوه شوقا الى معرفة تاريخ نهاية نظام الاشياء هذا!‏ فالانتظار ليس سهلا.‏ ويهوه يعرف ذلك،‏ لأنه يحثنا ان ‹ننتظر› النهاية حتى «إن توانت».‏ وهو يقصد تَوانيها من وجهة نظرنا نحن،‏ لأنه يؤكد لنا في الآية نفسها انها «لا تتأخر».‏ (‏حبقوق ٢:‏٣‏؛‏ قارنوا امثال ١٣:‏١٢‏.‏)‏ نعم،‏ ستأتي النهاية في وقتها.‏

      ٢٧ ماذا يجب ان تفعلوا لتقفوا امام اللّٰه الى ابد الآبدين؟‏

      ٢٧ وماذا ينبغي ان تفعلوا ما دامت النهاية تقترب؟‏ احتملوا بأمانة،‏ كما فعل نبي يهوه المحبوب دانيال.‏ ادرسوا كلمة اللّٰه باجتهاد.‏ صلّوا بحرارة.‏ عاشروا الرفقاء المؤمنين بمحبة.‏ علّموا الآخرين الحق بغيرة.‏ وباقتراب نظام الاشياء الشرير هذا من نهايته يوما بعد يوم،‏ ابقوا مصمِّمين على خدمة العلي بولاء وعلى المدافعة عن كلمته بعزم.‏ وانتبهوا كل الانتباه لنبوة دانيال!‏ وليمنحكم السيد الرب يهوه امتياز الوقوف امامه بفرح الى ابد الآبدين!‏

      ‏[الحواشي]‏

      a سُبي دانيال الى بابل سنة ٦١٧ ق‌م عندما كان على الارجح في سن المراهقة.‏ ونال هذه الرؤيا في السنة الثالثة لكورش،‏ اي سنة ٥٣٦ ق‌م.‏ —‏ دانيال ١٠:‏١‏.‏

      b حسب معجم براون-‏درايڤر-‏بريڠز العبراني والانكليزي (‏بالانكليزية)‏،‏ ان الكلمة العبرانية المترجمة هنا «تقوم» تشير الى «اعادة إحياء بعد الموت».‏

      c ترتبط هذه الكلمة العبرانية بكلمة تعني «حصاة»،‏ لأنه كانت تُستعمل حجارة صغيرة لإلقاء القُرعة.‏ وكانت الارض تُقسم احيانا بهذه الطريقة.‏ (‏عدد ٢٦:‏​٥٥،‏ ٥٦‏)‏ ويقول دليل الى سفر دانيال (‏بالانكليزية)‏ ان الكلمة تعني هنا «ما يُخَصُّ به شخص (‏من اللّٰه)‏».‏

  • يهوه يَعِد دانيال بمكافأة رائعة
    انتبهوا لنبوة دانيال
    • ‏[صورة تغطي كامل الصفحة ٣٠٧]‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣١٨]‏

      هل تنتبهون كدانيال لكلمة اللّٰه النبوية؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة