مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الاسبوع الذي غيَّر العالم
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • ٨ نيسان قمري

      ٥ اي شيء كان يسوع مدركا اياه فيما كان يسافر الى بيت عنيا في ٨ نيسان قمري سنة ٣٣ ب‌م؟‏

      ٥ في هذا اليوم يصل يسوع وتلاميذه الى بيت عنيا.‏ وهنا يقضي يسوع ست ليالٍ في بيت صديقه الحبيب لِعازر،‏ الذي أقامه حديثا من الاموات.‏ فبيت عنيا على مقربة من اورشليم.‏ وعلى انفراد،‏ كان يسوع قد اعلم تلاميذه:‏ «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يُسلَّم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت.‏ ويسلِّمونه الى الامم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه.‏ وفي اليوم الثالث يقوم.‏» (‏متى ٢٠:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ويسوع يُدرك كاملا انه لا بد ان يواجه الآن تجارب أليمة.‏ ولكن،‏ فيما يقترب وقت الامتحان الاعظم هذا،‏ يبذل كل جهد في خدمة اخوته بمحبة.‏ فليكن فيكم دائما «هذا (‏الموقف العقلي)‏ الذي في المسيح يسوع.‏» —‏ فيلبي ٢:‏١-‏٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٩ نيسان قمري

      ٦ في مساء ٩ نيسان قمري،‏ ماذا فعلت مريم،‏ وماذا قال يسوع ليهوذا؟‏

      ٦ عَقِب غروب الشمس،‏ فيما يبدأ ٩ نيسان قمري،‏ يتمتع يسوع بوجبة طعام في بيت سمعان الابرص سابقا.‏ وهنا تسكب مريم اخت لِعازر طيبا كثير الثمن على رأس وقدمَي يسوع وبتواضع تمسح قدميه بشعرها.‏ وعندما يعترض يهوذا،‏ يقول يسوع:‏ «اتركوها.‏ انها ليوم تكفيني قد حفظته.‏» واذ يسمعون ان العديد من اليهود يذهبون الى بيت عنيا ويؤمنون بيسوع،‏ يدبر رؤساء الكهنة مكيدة ليقتلوه ولِعازر.‏ —‏ يوحنا ١٢:‏١-‏٧‏.‏

      ٧ في صباح ٩ نيسان قمري،‏ كيف كُرِّم اسم يهوه،‏ وبماذا انبأ يسوع مسبقا؟‏

      ٧ وباكرا في الصباح،‏ يبدأ يسوع رحلة الى اورشليم.‏ فتخرج الجموع للقائه،‏ ملوِّحة بسعوف النخل وصارخة:‏ «أُوصنَّا مبارك الآتي باسم الرب ملك اسرائيل.‏» ثم يتمِّم يسوع النبوة في زكريا ٩:‏٩ بالركوب على حمار الى المدينة.‏ وفيما هو يقترب من اورشليم،‏ يبكي عليها،‏ اذ ينبئ مسبقا بأن الرومان سيحيطون بها بمترسة ويدمِّرونها تماما —‏ نبوة سيكون لها اتمام مدهش بعد ٣٧ سنة.‏ (‏وذلك ينذر ايضا بالشر العالم المسيحي،‏ الذي ارتدَّ على غرار اورشليم القديمة.‏)‏ والحكام اليهود لا يريدون يسوع ملكا عليهم.‏ وبغضب يصرخون:‏ «انظروا.‏ هوذا العالم قد ذهب وراءه.‏» —‏ يوحنا ١٢:‏١٣،‏ ١٩‏.‏

      ١٠ نيسان قمري

      ٨ في ١٠ نيسان قمري،‏ كيف اظهر يسوع الاحترام العميق لبيت صلاة يهوه،‏ وماذا تبع ذلك؟‏

      ٨ يزور يسوع ثانية الهيكل.‏ وللمرَّة الثانية،‏ يُخرج الباعة والصيارفة الجشعين.‏ فالروح التجارية —‏ «محبة المال» —‏ لا يجب ان تسود في بيت صلاة يهوه!‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ويسوع يوشك ان يموت.‏ فيستخدم زرع بزرة لايضاح ذلك.‏ فالبزرة الاصلية تموت،‏ لكنها تنبت لانتاج ساق يحمل وفرة من الحبوب.‏ وعلى نحو مشابه،‏ سيُنتج موت يسوع الحياة الابدية للحشود التي تمارس الايمان به.‏ واذ يضطرب بسبب فكرة موته القريب،‏ يصلِّي يسوع ان يتمجَّد بذلك اسم ابيه.‏ وفي الاستجابة،‏ يرعد صوت اللّٰه من السماء ليسمع جميع الحاضرين:‏ «مجَّدت وامجِّد ايضا.‏» —‏ يوحنا ١٢:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      ١١ نيسان قمري —‏ يوم نشاط

      ٩ (‏أ)‏ باكرا في يوم ١١ نيسان قمري،‏ كيف استخدم يسوع الايضاحات في ادانة اليهود المرتدّين؟‏ (‏ب)‏ انسجاما مع مثل يسوع،‏ مَن فاتتهم فرصة عظيمة؟‏

      ٩ يغادر يسوع وتلاميذه ثانية بيت عنيا من اجل يوم كامل من النشاط.‏ ويستخدم يسوع ثلاثة ايضاحات ليظهر سبب ادانة الشعب اليهودي المرتد.‏ وكان قد لعن شجرة تين غير مثمرة،‏ وحالتها اليابسة الآن تصوِّر الامة اليهودية العديمة الايمان والثمر.‏ واذ يدخل الهيكل،‏ يصف كيف ان كرَّامي سيد الكرم العديمي الاستحقاق يقتلون اخيرا ايضا ابن السيد ووريثه —‏ مما يرمز الى خيانة اليهود وديعتهم من يهوه،‏ التي ستبلغ ذروتها بقتلهم يسوع.‏ وهو يصف وليمة عرس أعدَّها ملك —‏ يهوه —‏ استعفى بأنانية ضيوفُه المدعوون (‏اليهود)‏ من الحضور.‏ ولذلك تتَّجه الدعوة الى الغرباء —‏ الامم —‏ الذين يتجاوب البعض منهم.‏ ولكنَّ الانسان الذي يوجد بدون لباس العرس يُطرح خارجا.‏ وهو يمثِّل المسيحيين الزائفين للعالم المسيحي.‏ وكثيرون من اليهود في ايام يسوع جرت دعوتهم،‏ ‹لكنَّ قليلين انتُخبوا› ليكونوا بين المختومين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين يرثون الملكوت السماوي.‏ —‏ متى ٢٢:‏١٤؛‏ رؤيا ٧:‏٤‏.‏

      ١٠-‏١٢ (‏أ)‏ لماذا عنَّف يسوع رجال الدين اليهود،‏ وأيُّ تشهير لاذع كوَّمه على اولئك المرائين؟‏ (‏ب)‏ كيف نُفِّذت الدينونة اخيرا في الشعب اليهودي المرتد؟‏

      ١٠ يطلب رجال الدين اليهود المراؤون فرصة للامساك بيسوع،‏ لكنه يجيب عن عدد من اسئلتهم الخادعة ويربكهم امام الشعب.‏ يا لأولئك اليهود الدينيين الخونة!‏ كم يعنِّفهم يسوع بقسوة!‏ فهم يتوقون الى البروز،‏ اللباس المميَّز،‏ والالقاب الطنَّانة،‏ مثل «رابّي» و«اب،‏» ككثيرين من رجال الدين في يومنا.‏ ويذكر يسوع القاعدة:‏ «من يرفع نفسه يتَّضع ومن يضع نفسه يرتفع.‏» —‏ متى ٢٣:‏١٢‏.‏

      ١١ يشهِّر يسوع بصورة لاذعة اولئك القادة الدينيين.‏ ويعلن سبع مرات:‏ «ويل لكم،‏» داعيا اياهم قادة عميانا ومرائين.‏ وكلَّ مرة يقدِّم سببا واضحا للادانة.‏ فهم يسدُّون المدخل الى ملكوت السموات.‏ وعندما يوقعون دخيلا في شرك،‏ يصير ابنا لجهنَّا مضاعَفا،‏ اذ يكون على الارجح الآن في الطريق الى الهلاك بسبب خطية جسيمة او تعصُّب سابقَين.‏ «أيُّها الجهَّال والعميان،‏» يعلن يسوع،‏ لأن الفريسيين يركِّزون على ذهب الهيكل عوضا عن المحافظة على العبادة النقية هناك.‏ وهم يتجاهلون العدل،‏ الرحمة،‏ والايمان فيما يدفعون العشر من النعنع،‏ الشِّبث،‏ والكمُّون المشتهاة،‏ ولكن يتجاهلون أثقل الناموس.‏ والغسل الشعائري لن يزيل ابدا نجاستهم الداخلية —‏ وانما قلب مطهَّر بالايمان بذبيحة يسوع المقبلة يمكن ان ينجز ذلك.‏ ورياؤُهم واثمهم الداخليان يناقضان ايَّ مظهر خارجي ‹مبيَّض.‏› —‏ متى ٢٣:‏١٣-‏٢٩‏.‏

      ١٢ نعم،‏ في الواقع ويل للفريسيين،‏ «ابناء قتلة الانبياء» القدماء حقا!‏ انهم حيَّات،‏ اولاد الافاعي،‏ محكوم عليهم بجهنَّا،‏ لانهم لن يقتلوا يسوع فحسب بل ايضا اولئك الذين يرسلهم.‏ وهذه الدينونة ستُجرى «على هذا الجيل.‏» وفي الاتمام،‏ دُمرت اورشليم تماما بعد ٣٧ سنة.‏ —‏ متى ٢٣:‏٣٠-‏٣٦‏.‏

      ١٣ تعليقات يسوع على تبرعات الهيكل تنعكس في اية حالات اليوم؟‏

      ١٣ وقبل مغادرة الهيكل،‏ يتكلم يسوع بمدح عن ارملة مسكينة تلقي في الخزانة فَلسَيْن —‏ «كل المعيشة التي لها.‏» انه في الواقع تباين مع الاغنياء الجشعين،‏ الذين يلقون فقط تبرعات رمزية!‏ وكهذه الارملة المسكينة،‏ يضحّي شهود يهوه اليوم طوعا بالوقت،‏ الطاقة،‏ والموارد المالية لدعم وتوسيع عمل الملكوت العالمي.‏ وكم يختلفون عن مبشِّري التلفزيون الفاسدين ادبيا الذين يسلبون رعاياهم ويبنون امبراطوريات من الغنى الشخصي!‏ —‏ لوقا ٢٠:‏٤٥–‏٢١:‏٤‏.‏

      فيما يقترب ١١ نيسان قمري من نهايته

      ١٤ أيُّ حزن عبَّر عنه يسوع،‏ وكيف اجاب عن سؤال تلاميذه الاضافي؟‏

      ١٤ يبكي يسوع على اورشليم وشعبها ويعلن:‏ «لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب.‏» (‏متى ٢٣:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ ولاحقا عندما يجلسون على جبل الزيتون،‏ يسأل تلاميذُه الاحماء عن ذلك،‏ وفي الاجابة يصف يسوع العلامة التي ستسم حضوره في سلطة الملكوت واختتام نظام اشياء الشيطان الشرير.‏ —‏ متى ٢٤:‏١–‏٢٥:‏٤٦؛‏ مرقس ١٣:‏١-‏٣٧؛‏ لوقا ٢١:‏٥-‏٣٦‏.‏

      ١٥ اية علامة اعطاها يسوع بشأن حضوره للدينونة،‏ ومنذ متى يجري اتمامها؟‏

      ١٥ واذ يشير الى دينونة يهوه التي ستُنفَّذ في الهيكل،‏ يدلُّ يسوع ان ذلك يرمز الى حوادث مأساوية مستقبلية عند اختتام كامل نظام الاشياء.‏ ووقت حضوره هذا سيكون موسوما بنشوب حرب على نطاق لم يسبق له مثيل،‏ بالاضافة الى المجاعات،‏ الزلازل،‏ والاوبئة،‏ مع عدم المحبة والاثم.‏ وكم يصحُّ ذلك في عالم قرننا الـ‍ ٢٠ منذ السنة ١٩١٤!‏

      ١٦،‏ ١٧ اية تطورات عالمية وصفها يسوع،‏ وكيف يجب ان يتجاوب المسيحيون مع النبوة؟‏

      ١٦ والذروة سيجري بلوغها في «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏» وبما ان ذلك سيكون مدمرا كالطوفان في ايام نوح،‏ يحذِّر يسوع من الصيرورة منهمكين في المساعي العالمية.‏ «اسهروا اذًا لأنكم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم.‏» وكم يمكن ان نكون سعداء ان يعيِّن السيِّدُ «العبد الامين الحكيم» الممسوح لاعلان التحذير ولتزويد الطعام الروحي الوافر ليوم حضوره هذا!‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١،‏ ٤٢،‏ ٤٥-‏٤٧‏.‏

      ١٧ وفي قرننا الـ‍ ٢٠،‏ نرى «على الارض كرب امم بحيرة .‏ .‏ .‏ والناس يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة.‏» ولكنَّ يسوع يقول لنا:‏ «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.‏» ويحذِّرنا:‏ «احترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة.‏ لأنه كالفخ.‏» وبالسهر فقط يمكننا ان نقف مقبولين امام يسوع،‏ «ابن الانسان،‏» عند حضوره.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٥-‏٢٨،‏ ٣٤-‏٣٦‏.‏

      ١٨ اي تشجيع يمكن ان نناله من ايضاحي يسوع للعشر عذارى والوزنات؟‏

      ١٨ وفي ختام عرضه البارع للحوادث العصرية،‏ يقدِّم يسوع ثلاثة ايضاحات.‏ اولا،‏ في مثل العشر عذارى،‏ يشدِّد ثانية على الحاجة الى ‹السهر.‏› ثم،‏ في ايضاح العبيد والوزنات،‏ يظهر كيف يُكافَأ الاجتهاد بالدعوة الى ‹الدخول الى فرح السيِّد.‏› والمسيحيون الممسوحون،‏ الذين يُرمز اليهم في هذين المثلين،‏ وكذلك الخراف الأُخر يمكن ان ينالوا الكثير من التشجيع من هذين الوصفين الحيَّين.‏ —‏ متى ٢٥:‏١-‏٣٠‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ اية علاقة عصرية مبهجة تُصوَّر في ايضاح يسوع للخراف والجداء؟‏

      ١٩ والايضاح الثالث يشير الى حضور يسوع في سلطة الملكوت بعد ان يجيء ليجلس على عرشه السماوي المجيد.‏ انه الوقت لمحاكمة الامم وفرز شعوب الارض الى فريقين،‏ احدهما يتألَّف من الاشخاص المشبهين بالخراف الودعاء والآخر من الاشخاص المشبهين بالجداء العُنُد.‏ والخراف يبذلون جهدا اضافيا ليُظهروا الدعم لاخوة الملك —‏ الممسوحين الباقين على الارض في هذا الوقت من نهاية العالم.‏ وهؤلاء الخراف يُكافأون بالحياة،‏ في حين ان الجداء العديمي التقدير يذهبون الى هلاك ابدي.‏ —‏ متى ٢٥:‏٣١-‏٤٦‏.‏

      ٢٠ ويا للعلاقة الرائعة التي نراها بين الخراف الأُخر واخوة الملك عند اختتام نظام الاشياء هذا!‏ فعلى الرغم من ان البقية الممسوحة تتحمل مسؤولية العمل عند بدء حضور الملك،‏ إلا ان الملايين من الخراف الأُخر الغيورين يؤلِّفون الآن ٨‏,٩٩ في المئة من خدام اللّٰه على الارض.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وهم ايضا يُظهرون انهم مستعدون لاحتمال ‹الجوع،‏ العطش،‏ العري،‏ المرض،‏ والحبس› كرفقاء للممسوحين المحافظين على الاستقامة.‏a

      ١٢ نيسان قمري

      ٢١ ماذا كان يتقدَّم بزخم في ١٢ نيسان قمري،‏ وكيف؟‏

      ٢١ الخطة لقتل يسوع تتقدَّم بزخم.‏ ويزور يهوذا رؤساء الكهنة في الهيكل،‏ متَّفقا على خيانة يسوع مقابل ٣٠ قطعة من الفضة.‏ وحتى ذلك كان قد جرى التنبؤ عنه.‏ —‏ زكريا ١١:‏١٢‏.‏

      ١٣ نيسان قمري

      ٢٢ اي استعداد صُنع في ١٣ نيسان قمري؟‏

      ٢٢ ويسوع الذي يبقى في بيت عنيا،‏ على الارجح للصلاة والتأمل،‏ يرسل تلاميذه الى اورشليم لتحديد موقع «فلان.‏» وفي بيت هذا الرجل،‏ في عليَّة كبيرة،‏ يعدُّون الفصح.‏ (‏متى ٢٦:‏١٧-‏١٩‏)‏ واذ تغرب الشمس في ١٣ نيسان قمري،‏ ينضم يسوع اليهم هناك من اجل الاحتفال الاكثر اهمية في كل التاريخ.‏ فماذا سيحدث الآن في ١٤ نيسان قمري؟‏ ان مقالتنا التالية ستخبر بذلك.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ان المقالة التالية تساعدنا الى حد ابعد على تقدير العلاقة الحميمة بين القطيع الصغير الممسوح والخراف الأُخر.‏

  • اليوم الذي يجب ذكره
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • اليوم الذي يجب ذكره

      ‏«قد كلَّمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام.‏ في العالم سيكون لكم ضيق.‏ ولكن ثقوا.‏ انا قد غلبت العالم.‏» —‏ يوحنا ١٦:‏٣٣‏.‏

      ١،‏ ٢ اي يوم واحد في التاريخ يكون بارزا بالنسبة الى كل الايام الاخرى،‏ ولماذا؟‏

      للعالم اليوم الكثير ليقوله عن السلام.‏ فعند نهاية الحرب العالمية الثانية،‏ اقترن السلام بيوم انتصار القوات الحليفة في اوروپا ويوم انتصار القوات الحليفة على اليابان.‏a وكل سنة،‏ يجعل عيد الميلاد الناس يفكِّرون في ‹السلام على الارض.‏› (‏لوقا ٢:‏١٤‏)‏ ولكن هنالك يوم واحد في كامل التاريخ البشري يكون بارزا بالنسبة الى كل الايام الاخرى.‏ انه اليوم الذي قال فيه يسوع المسيح الكلمات المقتبسة اعلاه.‏ ومن بين مليونين واكثر من الايام التي وُجد فيها الجنس البشري هنا على الارض،‏ انه اليوم الواحد الذي غيَّر تماما مسلك الجنس البشري من اجل خيره الابدي.‏

      ٢ وهذا اليوم البالغ الاهمية كان ١٤ نيسان قمري في التقويم اليهودي.‏ وفي السنة ٣٣ لعصرنا الميلادي،‏ بدأ ١٤ نيسان قمري عند غروب الشمس في ١ نيسان.‏ فلنتأمل في حوادث ذلك اليوم المهم جدا.‏

      ١٤ نيسان قمري!‏

      ٣ كيف استفاد يسوع من هذه الساعات الاخيرة؟‏

      ٣ فيما يحلُّ الغسق،‏ يضيء على الارجح بدر جميل كمذكِّر بأن يهوه يحدِّد الازمنة والاوقات.‏ (‏اعمال ١:‏٧‏)‏ وما الذي يحدث في تلك العليَّة حيث اجتمع يسوع ورسله الـ‍ ١٢ للاحتفال بفصح اليهود السنوي؟‏ اذ يستعد يسوع ‹لينتقل من هذا العالم الى الآب يظهر محبته لخاصته الى المنتهى.‏› (‏يوحنا ١٣:‏١‏)‏ فكيف يقوم بذلك؟‏ بكلمة الفم وبالمثال،‏ يستمر يسوع في غرس صفات في تلاميذه تساعدهم ان يغلبوا العالم.‏

      لبس الاتضاع والمحبة

      ٤ (‏أ)‏ كيف اعرب يسوع لتلاميذه عن صفة اساسية؟‏ (‏ب)‏ كيف نعرف ان بطرس تعلَّم اهمية الاتضاع؟‏

      ٤ يلزم الرسل ان يتخلصوا بعدُ من مقدار من الحسد والافتخار المتَّسمَين بالطموح.‏ لذلك يتَّزر يسوع بمنشفة ويشرع في غسل ارجلهم.‏ وذلك ليس اعرابا عن اتضاع زائف،‏ كما يمثِّل بابا العالم المسيحي في روما كل سنة.‏ كلا،‏ حقا!‏ فالاتضاع الحقيقي هو بذل للذات ينبع من ‹تواضع عقلي يحسب الآخرين اسمى.‏› (‏فيلبي ٢:‏٢-‏٥‏)‏ وفي البداية،‏ لم يفهم بطرس النقطة،‏ رافضا ان يدع يسوع يغسل رجليه.‏ وعند تقويمه،‏ يطلب من يسوع ان يغسل كامل جسمه.‏ (‏يوحنا ١٣:‏١-‏١٠‏)‏ ولكن،‏ لا بد ان بطرس تعلَّم الدرس.‏ فبعد سنوات،‏ نجده يقدِّم مشورة للآخرين بصورة لائقة.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩؛‏ ٥:‏٥‏)‏ فكم من المهم اليوم ان نخدم جميعنا المسيح باتضاع!‏ —‏ انظروا ايضا امثال ٢٢:‏٤؛‏ متى ٢٣:‏٨-‏١٢‏.‏

      ٥ اية وصية من يسوع اظهرت اهمية صفة اساسية اضافية؟‏

      ٥ واحدٌ من الـ‍ ١٢ لم يستفِد من مشورة يسوع.‏ انه يهوذا الاسخريوطي.‏ ففيما يستمر عشاء الفصح،‏ يصير يسوع مضطربا بالروح،‏ ويحدِّد هوية يهوذا بصفته مسلِّمه،‏ ويصرفه.‏ ويكون بعد ذلك فقط انَّ يسوع يقول لتلاميذه الامناء الـ‍ ١١:‏ «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.‏ كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.‏ بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.‏» (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ انها حقا وصية جديدة،‏ اوضحها مثال يسوع الفائق الخاص!‏ وفيما تقترب الساعة لموته الفدائي،‏ يعرب يسوع عن محبة بارزة.‏ ويستخدم كل دقيقة ثمينة ليعلِّم ويشجع اولئك التلاميذ.‏ ولاحقا،‏ يشدد على اهمية المحبة،‏ قائلا:‏ «هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم.‏ ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه.‏» —‏ يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ‏«الطريق والحق والحياة»‏

      ٦ اي هدف يُبقيه يسوع امام تلاميذه الاحماء؟‏

      ٦ يقول يسوع للامناء الـ‍ ١١:‏ «لا تضطرب قلوبكم.‏ انتم تؤمنون باللّٰه فآ‌منوا بي.‏ في بيت ابي منازل كثيرة.‏ وإلا فإني كنت قد قلت لكم.‏ انا امضي لأعدَّ لكم مكانا.‏» (‏يوحنا ١٤:‏١،‏ ٢‏)‏ وهذا المكان سيكون في «ملكوت السموات.‏» (‏متى ٧:‏٢١‏)‏ ويذكر يسوع كيف ان هذا الفريق الحميم من التلاميذ الاولياء يمكن ان يبلغوا هدفهم.‏ فيقول:‏ «انا هو الطريق والحق والحياة.‏ ليس احد ياتي الى الآب إلا بي.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٦‏)‏ وينطبق ذلك ايضا على افراد الجنس البشري الذين ينالون الحياة الابدية على الارض.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢١:‏١-‏٤‏.‏

      ٧-‏٩ لماذا وصف يسوع نفسه بـ‍ «الطريق والحق والحياة»؟‏

      ٧ يسوع هو «الطريق.‏» والاقتراب الواحد والوحيد الى اللّٰه في الصلاة هو بواسطة يسوع المسيح.‏ ويسوع نفسه يؤكد لتلاميذه ان الآب يعطيهم مهما طلبوا باسم يسوع.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٦‏)‏ والصلوات الموجَّهة الى الايقونات او «القديسين» الدينيين او المُفعمة بالسلام المريمي والترتيل التكراري —‏ ولا واحدة منها مسموعة او مقبولة من الآب.‏ (‏متى ٦:‏٥-‏٨‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ في ما يتعلق بيسوع،‏ نقرأ في الاعمال ٤:‏١٢‏:‏ «ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص.‏»‏

      ٨ ويسوع هو «الحق.‏» فقد ذكر عنه الرسول يوحنا:‏ «الكلمة صار جسدا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.‏» (‏يوحنا ١:‏١٤‏)‏ وصار يسوع الحق لمئات النبوات في الاسفار العبرانية باتمامها.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٠؛‏ رؤيا ١٩:‏١٠‏)‏ وجعل الحق معروفا في التحدث الى تلاميذه والجموع الذين أَصغوا،‏ في جداله رجال الدين المرائين،‏ وبمثاله الحي.‏

      ٩ ويسوع هو «الحياة.‏» فبصفته ابن اللّٰه،‏ قال يسوع:‏ «الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية.‏ والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب اللّٰه.‏» والايمان الذي يُمارَس بذبيحة يسوع يقود الى حياة ابدية —‏ حياة خالدة في السماء لِـ‍ «القطيع الصغير» من المسيحيين الممسوحين وحياة ابدية على ارض فردوسية لجمع كثير من ‹الخراف الأُخر.‏› —‏ لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ ٢٣:‏٤٣؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      احتمال الاضطهاد

      ١٠ لماذا يلزم ان ‹نغلب العالم،‏› وأي تشجيع اعطاه يسوع من هذا القبيل؟‏

      ١٠ وأولئك الذين يرجون ان يعيشوا في نظام يهوه الجديد لا بد ان يصارعوا عالما «قد وُضع في الشرير،‏» الشيطان ابليس.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ اذًا،‏ كم تكون مشجعة كلمات يسوع في يوحنا ١٥:‏١٧-‏١٩‏!‏ فهو يعلن:‏ «بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا.‏ إن كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم.‏ لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته.‏ ولكن لانكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم.‏» والمسيحيون الحقيقيون يُبغَضون الى هذه السنة ١٩٩٢،‏ وكم نبتهج بالامثلة الرائعة لاولئك الذين يستمرون في الثبات،‏ واجدين بتواضع القوة تحت يد اللّٰه القوية!‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦-‏١٠‏)‏ ويمكننا جميعا ان نحتمل التجارب بممارسة الايمان بيسوع،‏ الذي يختم مناقشته بهذه الكلمات المبهجة للقلب:‏ «في العالم سيكون لكم ضيق.‏ ولكن ثقوا.‏ انا قد غلبت العالم.‏» —‏ يوحنا ١٦:‏٣٣‏.‏

      ادخال العهد الجديد

      ١١ ماذا تنبأ ارميا عنه بشأن عهد جديد؟‏

      ١١ في اثناء تلك الامسية،‏ بعد ان اقترب احتفال الفصح من نهايته،‏ يتكلم يسوع عن عهد جديد.‏ والنبي ارميا انبأ مسبقا بذلك قبل قرون،‏ قائلا:‏ «ها ايام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا .‏ .‏ .‏ اجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا .‏ .‏ .‏ اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعدُ.‏» (‏ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤‏)‏ وفي ١٤ نيسان قمري سنة ٣٣ ب‌م،‏ يجب تقديم الفدية التي تجعل هذا العهد الجديد ساري المفعول!‏

      ١٢ كيف اسس يسوع العهد الجديد،‏ وماذا يُنجز؟‏

      ١٢ يخبر يسوع الامناء الـ‍ ١١ انه شهوة اشتهى ان يأكل هذا الفصح معهم.‏ ثم يأخذ خبزا،‏ يشكر،‏ يكسِّر،‏ ويعطيهم،‏ قائلا:‏ «هذا هو جسدي الذي يُبذَل عنكم.‏ اِصنعوا هذا لذكري.‏» وبالطريقة عينها،‏ يمرِّر كأسا من الخمر الحمراء لهم،‏ قائلا:‏ «هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفَك عنكم.‏» (‏لوقا ٢٢:‏١٥،‏ ١٩،‏ ٢٠‏)‏ والعهد الجديد يُجعَل نافذا ‹بالدم الكريم› ليسوع،‏ ذي القيمة الاكبر بكثير من دم الحيوانات المرشوش في تثبيت عهد الناموس للاسرائيليين!‏ (‏١ بطرس ١:‏١٩؛‏ عبرانيين ٩:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ والذين يُدخَلون في العهد الجديد يتمتعون بالغفران الكامل للخطايا.‏ ولذلك يمكن ان يؤهَّلوا ليصيروا من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ الذين ينالون ميراثا ابديا بصفتهم اسرائيل الروحي.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٦؛‏ عبرانيين ٩:‏١٥-‏١٨؛‏ ١٣:‏٢٠؛‏ رؤيا ١٤:‏١ .‏

      ‏«لذكري»‏

      ١٣ (‏أ)‏ في اي امر يجب ان نتأمل في وقت الذكرى؟‏ (‏ب)‏ مَن فقط يجب ان يتناولوا من الرمزين،‏ ولماذا؟‏

      ١٣ تحلُّ الذكرى السنوية الـ‍ ٩٦٠‏,١ لموت يسوع في ١٧ نيسان ١٩٩٢.‏ واذ يقترب هذا التاريخ،‏ يحسن بنا ان نتأمل في كل ما تنجزه ذبيحة يسوع الكاملة.‏ وهذا الترتيب يرفِّع حكمة يهوه ومحبته العميقة للجنس البشري.‏ واستقامة يسوع الكاملة،‏ حتى الى موت أليم،‏ تُبرِّئ يهوه من تعيير الشيطان بأن خليقته البشرية فيها عيب وستفشل تحت الامتحان.‏ (‏أيوب ١:‏٨-‏١١؛‏ أمثال ٢٧:‏١١‏)‏ وبدمه الفدائي،‏ يصير يسوع وسيط العهد الجديد،‏ وسيلة يهوه لاختيار «جنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء.‏» وفيما لا يزالون على الارض،‏ فإن هؤلاء ‹يخبرون بفضائل› الههم،‏ يهوه،‏ الذي ‹دعاهم من الظلمة الى نوره العجيب.‏› (‏١ بطرس ٢:‏٩‏؛‏ قارنوا خروج ١٩:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ وبلياقة،‏ يتناولون وحدهم من رمزَي الذكرى كل سنة.‏

      ١٤ كيف يجري إغناء الملايين من المشاهدين؟‏

      ١٤ وفي ذكرى السنة الماضية،‏ حضر ١٥٨‏,٦٥٠‏,١٠ حول الارض،‏ ولكن بين هؤلاء ٨٥٠‏,٨ فقط —‏ اقل من عُشر الـ‍ ١ في المئة تناولوا من الرمزين.‏ اذًا،‏ اية فائدة هنالك من هذا الاحتفال للملايين من المشاهدين؟‏ الفائدة العظمى!‏ فمع انهم لا يتناولون،‏ يجري إغناؤهم روحيا بهذا الاقتران بالاخوَّة العالمية الواسعة،‏ اذ يسمعون كل الامور الرائعة التي يُنجزها يهوه بواسطة ذبيحة ابنه.‏

      ١٥ كيف يستفيد الآخرون غير الممسوحين من ذبيحة يسوع؟‏

      ١٥ وإضافة الى ذلك،‏ يخبرنا الرسول في ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏:‏ «لنا شفيع عند الآب يسوعُ المسيحُ البار وهو كفارة لخطايانا.‏ ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا.‏» نعم،‏ ان ذبيحة يسوع،‏ فيما تفيد اولا صف يوحنا الجاري ادخاله في العهد الجديد،‏ تزوِّد ايضا الغفران لخطايا «كل العالم.‏» انها «كفارة» لخطايا كل الآخرين من عالم الجنس البشري الذين يمارسون الايمان بدم يسوع المسفوك،‏ الذي يتيح لهم الامل السعيد بالحياة الابدية على ارض فردوسية.‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٨‏.‏

      ‏«في ملكوت ابي»‏

      ١٦ (‏أ)‏ في ماذا يَظهر ان يسوع وورثته المعاونين يشتركون الآن؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُتطلَّب اليوم من البقية الممسوحة والجمع الكثير على السواء؟‏

      ١٦ اذ يستمر في تشجيع رسله،‏ يشير يسوع الى اليوم الذي سيشرب فيه بطريقة رمزية نتاج الكرمة جديدا مع تلاميذه في ملكوت ابيه.‏ (‏متى ٢٦:‏٢٩‏)‏ فيخبرهم:‏ «انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي.‏ وأنا (‏اصنع عهدا معكم،‏ كما صنع ابي عهدا معي،‏ لملكوت)‏.‏ لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسيَّ تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.‏» (‏لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وبما ان يسوع اخذ سلطة الملكوت في السموات في السنة ١٩١٤،‏ يمكن ان نستنتج ان العدد الاكبر من الورثة المعاونين ليسوع،‏ المجموعين طوال القرون،‏ قد أُقيموا ‹ليجلسوا على كراسيَّ› معه.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ويقترب اليوم بسرعة لكي يطلق الملائكة «اربع رياح» الضيقة العظيمة!‏ وبحلول ذلك الوقت،‏ يكون ختم الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ لاسرائيل الروحي وتجميع الملايين من الجمع الكثير قد انتهيا.‏ وجميع هؤلاء يجب ان يحافظوا على الاستقامة،‏ كما فعل يسوع،‏ لكي ينالوا جائزة الحياة الابدية.‏ —‏ رؤيا ٢:‏١٠؛‏ ٧:‏١-‏٤،‏ ٩،‏ ١٤‏.‏

      ١٧ والاطار.‏ (‏أ)‏ اذا رُفض احد الممسوحين بصفته عديم الولاء،‏ مَن منطقيا يمكن ان يحلَّ محله؟‏ (‏ب)‏ اي ضوء مثير للاهتمام ألقته مقالات برج المراقبة في سنة ١٩٣٨ على البناء والتوسع اللاحق للهيئة الثيوقراطية على الارض؟‏

      ١٧ وماذا اذا فشل بعض الممسوحين في ان يكونوا محافظين على الاستقامة؟‏ في هذه الساعة المتأخرة،‏ سيكون عدد مثل هؤلاء العديمي الولاء دون شك قليلا.‏ ومنطقيا،‏ سيكون ايُّ بديل،‏ لا من بين المعتمدين حديثا،‏ ولكن من بين اولئك الذين ثبتوا مع يسوع في تجاربه طوال سنوات كثيرة من الخدمة الامينة.‏ والومضات المشرقة للنور الروحي التي جرت رؤيتها في برج المراقبة في عشرينات وثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ تدل على ان تجميع البقية من الممسوحين كان تقريبا منتهيا في اثناء تلك الفترة.‏ ومنذ ذلك الحين يملك اولئك الذين ‹يغسِّلون ثيابهم ويبيِّضون ثيابهم في دم الخروف› رجاء مفرحا مختلفا.‏ وبواسطة المسيح،‏ يقتادهم روح يهوه الى «ينابيع ماء حية» في الارض الفردوسية.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١٠،‏ ١٤،‏ ١٧‏.‏

      الصلاة الاكثر حرارة

      ١٨ اية دروس فعَّالة نتعلمها من صلاة يسوع في يوحنا الاصحاح ١٧‏؟‏

      ١٨ يختم يسوع اجتماع الذكرى مع تلاميذه بتقديم الصلاة الحارة المسجلة في يوحنا ١٧:‏١-‏٢٦‏.‏ فيصلّي اولا ان يمجِّده ابوه فيما يحافظ على الاستقامة الى النهاية.‏ وبهذه الطريقة يتمجَّد يهوه ايضا،‏ اذ يتقدس اسمه —‏ يتبرأ من كل تعيير.‏ ذلك لأن يسوع الانسان الكامل في الواقع يبرهن فعلا ان خليقة اللّٰه البشرية يمكن ان تكون بلا عيب،‏ حتى تحت الامتحان الاقسى.‏ (‏تثنية ٣٢:‏٤،‏ ٥؛‏ عبرانيين ٤:‏١٥‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يتيح موت يسوع الفدائي فرصة كبيرة لذرية آدم.‏ يقول يسوع:‏ «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» وكم يكون ضروريا اكتساب المعرفة الدقيقة عن يهوه اللّٰه وابنه،‏ حمل اللّٰه،‏ الذي بذل حياته من اجل تبرئة يهوه وخلاص الجنس البشري!‏ (‏يوحنا ١:‏٢٩؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ فهل تقدِّرون هذه الذبيحة الاكثر اتساما بالمحبة الى حد نذر نفسكم كلها ليهوه وخدمته الثمينة؟‏

      ١٩ كيف يمكن للبقية والجمع الكثير ان يتمتعوا بالوحدة الثمينة؟‏

      ١٩ وعلاوة على ذلك،‏ يصلّي يسوع الى ابيه القدوس ان يحفظ تلاميذه فيما يبرهنون انهم ليسوا جزءا من العالم،‏ يلتصقون بكلمته بصفتها الحق،‏ ويحافظون على الاتحاد الثمين بالآب والابن.‏ أَفلَمْ تُستجَب هذه الصلاة على نحو رائع الى هذا اليوم الحاضر اذ تخدم البقية الممسوحة والجمع الكثير معا باتحاد في رُبُط المحبة،‏ فيما يحافظون على الحياد ازاء العالم،‏ عنفه،‏ وشره؟‏ فما اثمن كلمات يسوع الختامية الى ابيه،‏ يهوه!‏ «عرَّفتهم اسمك وسأعرِّفهم،‏» قال يسوع،‏ «ليكون فيهم الحب الذي احببتني به وأكون انا فيهم.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏١٤،‏ ١٦،‏ ٢٦‏.‏

      ٢٠ لماذا من المؤكد ان ١٤ نيسان قمري سنة ٣٣ ب‌م هو اليوم الذي يجب ذكره؟‏

      ٢٠ واذ يخرج الى بستان جثسيماني،‏ تكون ليسوع معاشرة قصيرة بناءة اضافية مع تلاميذه.‏ ثم يأتي اعداؤه عليه!‏ والكلمات تعجز عن وصف آلام يسوع الجسدية،‏ حزنه الساحق للقلب على التعيير المُكوَّم على يهوه،‏ واستقامته المثالية عبر ذلك كله.‏ ويحتمل يسوع الى النهاية،‏ طوال الليل وطوال معظم ساعات صباح ذلك اليوم.‏ وهو يُظهِر بوضوح ان ملكوته ليس جزءا من العالم.‏ وبنَفَسِه الاخير،‏ يصرخ:‏ «قد أُكمل.‏» (‏يوحنا ١٨:‏٣٦،‏ ٣٧؛‏ ١٩:‏٣٠‏)‏ وغلبته للعالم كاملة.‏ فمن المؤكد ان ١٤ نيسان قمري سنة ٣٣ ب‌م هو اليوم الذي يجب ذكره!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يوم V-E ويوم V-J.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة