نَصِلُ ٱلْآنَ إِلَى ١٣ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ ٱلَّذِي يَبْتَدِئُ بِغُرُوبِ شَمْسِ يَوْمِ ٱلْأَرْبِعَاءِ.‏ هٰذِهِ هِيَ ٱللَّيْلَةُ ٱلسَّادِسَةُ وَٱلْأَخِيرَةُ ٱلَّتِي يَقْضِيهَا يَسُوعُ فِي بَيْتَ عَنْيَا.‏ اَلنَّهَارُ ٱلتَّالِي سَيَشْهَدُ ٱلتَّحْضِيرَاتِ ٱلنِّهَائِيَّةَ لِعِيدِ ٱلْفِصْحِ.‏ فَيَجِبُ تَأْمِينُ حَمَلٍ أَوَّلًا،‏ ثُمَّ ذَبْحُهُ وَشَيُّهُ بِٱلْكَامِلِ بَعْدَ بِدَايَةِ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ.‏ أَيْنَ سَيَأْكُلُونَ ٱلْفِصْحَ،‏ وَمَنْ سَيُهَيِّئُهُ؟‏ لَا يُطْلِعُ يَسُوعُ رُسُلَهُ عَلَى هٰذِهِ ٱلتَّفَاصِيلِ.‏ وَهٰكَذَا لَا يَتَمَكَّنُ يَهُوذَا مِنْ تَسْرِيبِ ٱلْمَعْلُومَاتِ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ.‏

يَوْمَ ٱلْخَمِيسِ،‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي وَقْتٍ بَاكِرٍ مِنْ بَعْدِ ٱلظُّهْرِ،‏ يُرْسِلُ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا إِلَى خَارِجِ بَيْتَ عَنْيَا قَائِلًا لَهُمَا:‏ «اِذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا ٱلْفِصْحَ لِنَأْكُلَ».‏ فَيَسْأَلَانِهِ:‏ «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟‏».‏ فَيَرُدُّ:‏ «مَتَى دَخَلْتُمَا ٱلْمَدِينَةَ يُلَاقِيكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ.‏ فَٱتْبَعَاهُ إِلَى ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي يَدْخُلُهُ.‏ وَقُولَا لِصَاحِبِ ٱلْبَيْتِ:‏ ‹يَقُولُ لَكَ ٱلْمُعَلِّمُ:‏ «أَيْنَ غُرْفَةُ ٱلضُّيُوفِ حَيْثُ آكُلُ ٱلْفِصْحَ مَعَ تَلَامِيذِي؟‏»›.‏ فَذَاكَ يُرِيكُمَا عُلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً.‏ فَأَعِدَّاهُ هُنَاكَ».‏ —‏ لوقا ٢٢:‏​٨-‏١٢‏.‏

لَا شَكَّ أَنَّ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ هُوَ أَحَدُ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَلَعَلَّهُ يَتَوَقَّعُ أَنْ يَطْلُبَ مِنْهُ يَسُوعُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ بَيْتَهُ لِهٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ.‏ لِذَا حِينَ يَصِلُ ٱلرَّسُولَانِ إِلَى أُورُشَلِيمَ يَجِدَانِ كُلَّ شَيْءٍ مِثْلَمَا قَالَ لَهُمَا يَسُوعُ.‏ فَيَحْرِصَانِ عَلَى تَجْهِيزِ ٱلْحَمَلِ وَٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلْأُخْرَى لِيَتَمَكَّنَ هُوَ وَرُسُلُهُ،‏ أَيْ مَا مَجْمُوعُهُ ١٣ شَخْصًا،‏ مِنَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلْفِصْحِ.‏

عَمَلًا بِإِرْشَادَاتِ يَسُوعَ،‏ يَصِلُ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَبْدَآنِ بِإِعْدَادِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِلْفِصْحِ.‏ وَمِنْ ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى هُنَاكَ يَسُوعُ وَٱلرُّسُلُ ٱلْعَشَرَةُ ٱلْبَاقُونَ.‏ وَبَعْدَ ٱلظُّهْرِ،‏ فِيمَا ٱلشَّمْسُ تَمِيلُ إِلَى ٱلْمَغِيبِ،‏ يَمُرُّ هُوَ وَرِفَاقُهُ بِجَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ.‏ هٰذِهِ هِيَ ٱلْمَرَّةُ ٱلْأَخِيرَةُ قَبْلَ قِيَامَتِهِ ٱلَّتِي يَرَى فِيهَا ٱلْمَنْظَرَ مِنْ هُنَا فِيمَا لَا يَزَالُ هُنَاكَ نُورٌ.‏

وَسُرْعَانَ مَا يَصِلُ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ.‏ فَيَتَوَجَّهُونَ إِلَى ٱلْبَيْتِ حَيْثُ سَيَأْكُلُونَ ٱلْفِصْحَ،‏ وَيَصْعَدُونَ إِلَى ٱلْعُلِّيَّةِ ٱلْكَبِيرَةِ.‏ فَيَجِدُونَ كُلَّ شَيْءٍ مُعَدًّا لِيَتَنَاوَلُوا هٰذِهِ ٱلْوَجْبَةَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ.‏