-
الويل الاول — جرادالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
ففي محفل تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت، اوهايو، الولايات المتحدة الاميركية، ١-٨ ايلول ١٩١٩، نشَّط سكب بارز لروح يهوه شعبه الى تنظيم حملة عالمية للكرازة. ومن بين جميع المدَّعين المسيحية، هم وحدهم، اذ اعترفوا ان يسوع قد تُوِّج ملكا سماويا، لم يوفِّروا جهدا في نشر هذه البشارة على نطاق واسع. وشهادتهم التي لا تتوقف، اتماما للنبوة، صارت كضربة معذِّبة للعالم المسيحي المرتدّ. — متى ٢٤:٣-٨، ١٤؛ اعمال ١:٨.
-
-
الويل الاول — جرادالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
٧ (أ) ماذا يحدث عندما تُفتح «حفرة المهواة»؟ (ب) ما هي «المهواة»، ومَن قضوا وقتا قصيرا فيها؟
٧ يتابع السجل: «ففتح حفرة المهواة، فصعد دخان من الحفرة كدخان اتون عظيم، فأظلمت الشمس والهواء من دخان الحفرة. وخرج من الدخان جراد على الارض، فأعطي سلطة كالسلطة التي لعقارب الارض». (رؤيا ٩:٢، ٣) حسب الاسفار المقدسة، «المهواة» هي مكان خمول، وحتى مكان موت. (قارنوا روما ١٠:٧؛ رؤيا ١٧:٨؛ ٢٠:١، ٣.) والفرقة الصغيرة لاخوة يسوع قضت وقتا قصيرا في «مهواة» خمول نسبي كهذه عند نهاية الحرب العالمية الاولى (١٩١٨-١٩١٩). ولكن عندما سكب يهوه روحه على خدامه التائبين في السنة ١٩١٩، اندفعوا الى مواجهة تحدّي العمل الموضوع امامهم.
٨ كيف يكون ان اطلاق الجراد يرافقه «دخان» كثير؟
٨ كما يلاحظ يوحنا، ان اطلاق الجراد يرافقه دخان كثير «كدخان اتون عظيم».c وهكذا كان في السنة ١٩١٩. فقد أَظلمت الحالة بالنسبة الى العالم المسيحي والى العالم عموما. (قارنوا يوئيل ٢:٣٠، ٣١.) فإطلاق هذا الجراد، صف يوحنا، كان في الواقع هزيمة لرجال دين العالم المسيحي الذين خططوا وتآمروا ليقتلوا عمل الملكوت نهائيا والذين رفضوا الآن ملكوت اللّٰه. والدليل على الحجاب الكثيف الشبيه بالدخان بدأ يغطّي العالم المسيحي المرتدّ اذ أُعطيت فرقة الجراد هذه سلطة الهية وشرعت في ممارستها في المناداة برسائل دينونة قوية. و «شمس» العالم المسيحي — مظهره للانارة — عانت كسوفا، و «الهواء» صار كثيفا بإعلانات الدينونة الالهية اذ أُظهر ان «حاكم سلطة الهواء» لهذا العالم هو اله العالم المسيحي. — افسس ٢:٢؛ يوحنا ١٢:٣١؛ ١ يوحنا ٥:١٩.
هذا الجراد المعذِّب!
٩ اية ارشادات قتالية تسلَّمها الجراد؟
٩ وأية ارشادات قتالية تسلَّمها هذا الجراد؟ يخبر يوحنا: «وقيل له ألا يضر نبت الارض ولا شيئا اخضر ولا شجرة ما، إلا الناس الذين ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم. وأُعطي ألا يقتلهم، بل ان يُعذَّبوا خمسة اشهر، وكان عذابهم كعذاب عقرب إذا لسعت انسانا. في تلك الأيام سيطلب الناس الموت ولا يجدونه مطلقا، ويشتهون ان يموتوا ولكن الموت يهرب منهم». — رؤيا ٩:٤-٦.
١٠ (أ) ضد مَن تُوجَّه الضربة بشكل رئيسي، وبأي اثر فيهم؟ (ب) اي نوع من العذاب هو ذو علاقة؟ (انظروا ايضا الحاشية.)
١٠ لاحظوا ان هذه الضربة ليست موجَّهة اولا ضد الناس او الاشخاص البارزين بينهم — ‹نبت وأشجار الارض›. (قارنوا رؤيا ٨:٧.) فالجراد يجب ان يضر الناس فقط الذين ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم، الذين يدَّعون في العالم المسيحي انهم مختومون لكنَّ سجلهم يكذِّب هذا الادعاء. (افسس ١:١٣، ١٤) وهكذا وُجِّهت الاقوال المعذِّبة لهذا الجراد العصري اولا ضد القادة الدينيين للعالم المسيحي. وكم تعذَّب بالتأكيد هؤلاء الناس المغرورون عند سماع اعلان ذلك جهرا انهم لم يفشلوا فقط في قيادة رعيتهم الى السماء بل انهم هم انفسهم لن يذهبوا الى هناك!d حقا، لقد كانت قضية «اعمى يقود اعمى»! — متى ١٥:١٤.
١١ (أ) لكم من الوقت تكون للجراد سلطة لتعذيب اعداء اللّٰه، ولماذا ليس ذلك وقتا قصيرا حقا؟ (ب) الى اي حد يكون العذاب قاسيا؟
١١ يدوم العذاب خمسة اشهر. وهل ذلك وقت قصير نسبيا؟ ليس بالنسبة الى الجراد الحرفي. فالخمسة اشهر تصف مدى حياة احدى هذه الحشرات. لذلك، طوال حياتهم، يداوم الجراد العصري على لسع اعداء اللّٰه. واكثر من ذلك، فإن العذاب قاس جدا بحيث يطلب الناس ان يموتوا. صحيح انه ليس لدينا سجل بأن ايّا من الذين لسعهم الجراد حاول فعليا ان يقتل نفسه. ولكنَّ التعبير يساعدنا ان نتصوَّر شدة العذاب — كما لو انه بهجوم غير متوقف من العقارب. انه كالألم الذي انبأ به ارميا لاولئك الاسرائيليين غير الامناء الذين كان المنتصرون البابليون سيشتِّتونهم والذين بالنسبة اليهم كان الموت سيصير افضل من الحياة. — ارميا ٨:٣؛ انظروا ايضا جامعة ٤:٢، ٣.
١٢ لماذا يُعطى الجراد ان يعذِّب القادة الدينيين للعالم المسيحي، بمعنى روحي، ولكن ان لا يقتلهم؟
١٢ ولماذا يُعطى ان يعذِّب هؤلاء بمعنى روحي، لا ان يقتلهم؟ هذا هو ويل اوَّلي في تشهير اكاذيب العالم المسيحي وفشله، ولكن لاحقا فقط، فيما يتقدَّم يوم الرب، ستعلَن كاملا حالته الروحية الشبيهة بالموت. فسيُقتل ثلث الناس في اثناء ويل ثانٍ. — رؤيا ١:١٠؛ ٩:١٢، ١٨؛ ١١:١٤.
جراد مجهَّز للمعركة
١٣ اي مظهر هنالك للجراد؟
١٣ يا للمظهر اللافت للنظر الذي لهذا الجراد! يصفه يوحنا: «وكان شكل الجراد شبيها بخيل مهيأة للمعركة، وعلى رؤوسه كتيجان شبه الذهب، ووجوهه كوجوه الناس، وكان له شعر كشعر النساء. وأسنانه كأسنان الاسود، وكان له دروع كدروع من حديد. وصوت اجنحته كصوت مركبات خيل كثيرة تجري الى المعركة». — رؤيا ٩:٧-٩.
١٤ لماذا لاءم وصف يوحنا للجراد فريق المسيحيين المعاد احياؤهم في السنة ١٩١٩؟
١٤ يمثِّل ذلك جيدا الفريق ذا الولاء من المسيحيين المعاد احياؤهم في السنة ١٩١٩. فكالخيل، كانوا مستعدين للحرب، تواقين ليقاتلوا من اجل الحق بالطريقة التي يصفها الرسول بولس. (افسس ٦:١١-١٣؛ ٢ كورنثوس ١٠:٤) وعلى رؤوسهم يرى يوحنا ما يشبه تيجان الذهب. وليس لائقا ان تكون لهم تيجان حقيقية لأنهم لا يشرعون في الحكم وهم لا يزالون على الارض. (١ كورنثوس ٤:٨؛ رؤيا ٢٠:٤) ولكن في السنة ١٩١٩ كان لهم مظهر ملكي. فقد كانوا اخوة الملك، وتيجانهم السماوية كانت محفوظة لهم شرط ان يستمروا امناء الى النهاية. — ٢ تيموثاوس ٤:٨؛ ١ بطرس ٥:٤.
١٥ على ماذا يدل كون الجراد (أ) له دروع من حديد؟ (ب) له وجوه كوجوه الناس؟ (ج) له شعر كشعر النساء؟ (د) له اسنان كأسنان الاسود؟ (ه ) يُحدث كثيرا من الضجيج؟
١٥ في الرؤيا، للجراد دروع من حديد ترمز الى البر الذي لا ينثلم. (افسس ٦:١٤-١٨) وله ايضا وجوه كوجوه الناس، وهذه الصورة تشير الى صفة المحبة، لان الانسان صُنع على صورة اللّٰه، الذي هو محبة. (تكوين ١:٢٦؛ ١ يوحنا ٤:١٦) وشعره طويل كشعر النساء مما يمثِّل جيدا الخضوع لملكه، ملاك المهواة. وأسنانه تشبه اسنان الاسود. والاسد يستعمل اسنانه ليمزِّق اللحم. ومن السنة ١٩١٩ فصاعدا، كان صف يوحنا مرة اخرى قادرا على فهم الطعام الروحي القوي، وخصوصا الحقائق عن ملكوت اللّٰه الذي يحكمه «الاسد الذي من سبط يهوذا»، يسوع المسيح. وكما ان الاسد يرمز الى الشجاعة، كذلك كانت الشجاعة الكبيرة لازمة لاستيعاب هذه الرسالة الفعّالة على نحو مؤثر، لاصدارها في مطبوعات، ولتوزيعها حول الكرة الارضية. وهذا الجراد المجازي احدث كثيرا من الضجيج، مثل «صوت مركبات خيل كثيرة تجري الى المعركة». وعلى غرار مسيحيي القرن الاول لا ينوي ان يبقى هادئا. — ١ كورنثوس ١١:٧-١٥؛ رؤيا ٥:٥.
١٦ ما هو المغزى في ان الجراد له «اذناب وحُمَات مثل العقارب»؟
١٦ وهذه الكرازة تشمل اكثر من الكلمة المقولة! «ايضا له اذناب وحُمَات مثل العقارب، وفي اذنابه سلطته ان يؤذي الناس خمسة اشهر». (رؤيا ٩:١٠ ) فماذا يمكن ان يعني ذلك؟ اذ يشرعون في عملهم للملكوت، يقول شهود يهوه من خلال كلامهم ومطبوعاتهم عبارات موثوقا بها، مؤسسة على كلمة اللّٰه. ولرسالتهم حُمَة شبيهة بتلك التي للعقرب لانها تحذِّر من يوم انتقام يهوه المقترب. (اشعيا ٦١:٢) وقبل ان ينهي الجيل الحاضر للجراد الروحي مدى حياته، سيُكمَل عمله المعيَّن من اللّٰه لاعلان احكام يهوه — لأذية جميع المجدِّفين العُنُد.
١٧ (أ) ماذا أُعلن في محفل تلاميذ الكتاب المقدس للسنة ١٩١٩ مما يشدِّد لسعة شهادتهم؟ (ب) كيف تعذَّب رجال الدين، وكيف تصرَّفوا تجاوبا مع ذلك؟
١٧ ان فرقة الجراد هذه امتلأت فرحا عندما أُعلنت مجلة جديدة، العصر الذهبي، في محفلهم للسنة ١٩١٩. وقد كانت مجلة نصف شهرية، مصمَّمة لتشديد لسعة شهادتهم.e وعددها رقم ٢٧ في ٢٩ ايلول ١٩٢٠، شهَّر نفاق رجال الدين في اضطهاد تلاميذ الكتاب المقدس في الولايات المتحدة في اثناء فترة ١٩١٨-١٩١٩. وفي خلال عشرينات وثلاثينات الـ ١٩٠٠، عذَّبت العصر الذهبي رجال الدين بمزيد من المقالات والرسوم الكاريكاتورية اللاسعة التي شهَّرت عبثهم الماكر بالسياسة، وخصوصا اتفاقيات هيئة الكهنوت الكاثوليكية المصنوعة مع الدكتاتوريَّين الفاشي والنازي. وتجاوبا مع ذلك، فإن رجال الدين ‹اختلقوا المتاعب بمرسوم› ونظَّموا عنف الرعاع ضد شعب اللّٰه. — مزمور ٩٤:٢٠.
تقديم الانذار لحكام العالم
١٨ اي عمل كان يجب على الجراد ان يقوم به، وماذا حدث تجاوبا مع نفخة البوق الخامسة؟
١٨ ان الجراد العصري كان لديه عمل ليقوم به. فبشارة الملكوت كان يجب الكرازة بها. والاخطاء كان يجب تشهيرها. والخراف الضالة كان يجب العثور عليها. وفيما شرع الجراد في هذه المهمات، أُجبر العالم على التنبُّه والتفطُّن. وإطاعة لنفخات ابواق الملائكة، يستمر صف يوحنا في تشهير العالم المسيحي بصفته مستحقا احكام يهوه المضادة. وتجاوبا مع البوق الخامس، جرى التشديد على وجه خصوصي من هذه الاحكام في محفل لتلاميذ الكتاب المقدس في لندن، انكلترا، ٢٥-٣١ ايار ١٩٢٦. وهذا ابرز قرارا، «شهادة لحكام العالم»، وخطابا عاما في قاعة ألبرت الملكية عن «لماذا تترنح القوى العالمية — العلاج»، والنص الكامل لهذين كليهما طُبع في صحيفة لندنية رئيسية في اليوم التالي. ولاحقا، وزَّعت فرقة الجراد في كل العالم، كنشرة، ٥٠ مليون نسخة من ذلك القرار — عذاب فعلا لرجال الدين! وبعد سنوات، كان الناس في انكلترا لا يزالون يتكلمون عن هذا التشهير اللاسع.
١٩ اية اداة قتال اضافية نالها الجراد الرمزي، وماذا كانت لديها لتقوله عن البيان الرسمي في لندن؟
١٩ في هذا المحفل، نال الجراد الرمزي اداة قتال اضافية، كتابا جديدا على نحو بارز بعنوان الانقاذ. وقد تضمَّن مناقشة مؤسسة على الاسفار المقدسة للعلامة تبرهن ان ‹الولد الذكر›، الذي يمثِّل حكومة هي ملكوت المسيح السماوي، وُلد في السنة ١٩١٤. (متى ٢٤:٣-١٤؛ رؤيا ١٢:١-١٠) وبعد ذلك، اقتبس من البيان الرسمي المنشور في لندن في السنة ١٩١٧ والموقَّع من قبل ثمانية رجال دين، وُصفوا بأنهم «بين الكارزين الاعظم للعالم». لقد مثَّلوا الطوائف الپروتستانتية الرئيسية — المعمدانية، الجماعية، المشيخية، الاسقفية، والمنهجية. وهذا البيان نادى بأن «الازمة الحاضرة تشير الى نهاية ازمنة الامم» وأن «استعلان الرب يمكن توقعه في اية لحظة». نعم، ان رجال الدين هؤلاء ادركوا علامة حضور يسوع! ولكن هل ارادوا ان يفعلوا شيئا بشأن ذلك؟ يخبرنا الكتاب الانقاذ: «ان الجزء الاكثر جدارة بالملاحظة من المسألة هو ان الرجال انفسهم الذين وقَّعوا البيان الرسمي انكروه في ما بعد ورفضوا الدليل الذي يبرهن اننا في نهاية العالم وفي يوم الحضور الثاني للرب».
٢٠ (أ) اي اختيار قام به رجال الدين في ما يتعلق بفرقة الجراد وملكها؟ (ب) مَن يقول يوحنا انه على فرقة الجراد، وما هو اسمه؟
٢٠ عوضا عن اعلان ملكوت اللّٰه القادم، اختار رجال دين العالم المسيحي البقاء مع عالم الشيطان. وهم لا يريدون ايّ دور مع فرقة الجراد وملكها، الذي في ما يتعلق به يلاحظ يوحنا الآن: «وعليه ملك، هو ملاك المهواة. اسمه بالعبرانية ابدون [يعني «دمار»]، وله باليونانية اسم أبوليون [يعني «مدمِّر»]». (رؤيا ٩:١١ ) وبصفته «ملاك المهواة» و ‹مدمِّرا›، اطلق يسوع حقا ويلا ضاربا على العالم المسيحي. ولكنَّ المزيد سيتبع!
-