-
هل انا مستعد للمواعدة؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الفصل ١
هل انا مستعد للمواعدة؟
«اتعرض لضغوط كبيرة تدفعني الى المواعدة. كما انني ألتقي عشرات الشبان الوسيمين». — وِتْني.
«تأخذ بعض الشابات المبادرة في دعوتي الى مواعدتهن، وأنا ارغب في قبول هذه الدعوات. لكنني اعرف ماذا سيجيب والداي اذا سألتهما رأيهما». — فيليب.
ان الرغبة في ان تكون برفقة شخص مميز في نظرك ويعتبرك مميزا يمكن ان تكون قوية للغاية، حتى في عمر صغير جدا. تتذكر شابة اسمها جنيفر: «بدأت اشعر بالضغط للمواعدة عندما كنت في الحادية عشرة من عمري». وتقول بريتاني: «عندما تكون في المدرسة، لا تشعر انك انسان طبيعي ما لم تواعد شخصا ما، أيًّا كان هذا الشخص».
فما القول فيك؟ هل انت مستعد للمواعدة؟ للاجابة عن ذلك، علينا اولا مناقشة سؤال أكثر اهمية.
ما هي «المواعدة»؟
اجب عن الاسئلة التالية بوضع علامة بجانب الجواب الذي تختاره.
تلتقي بانتظام شخصا من الجنس الآخر. فهل تعتبر ذلك مواعدة؟
□ نعم
□ كلا
هنالك اعجاب متبادل بينك وبين شخص من الجنس الآخر. وأنت تتصل به عدة مرات في اليوم او ترسل اليه عددا من الرسائل على الهاتف الخلوي. فهل تعتبر ذلك مواعدة؟
□ نعم
□ كلا
كلما اجتمعت بأصدقائك، وجدت نفسك رفيقا للشخص عينه من الجنس الآخر. فهل تعتبر ذلك مواعدة؟
□ نعم
□ كلا
لم تواجه على الارجح اية صعوبة في الاجابة عن السؤال الاول، لكنك ربما ترددت في الاجابة عن السؤالين الآخرين. لذلك ما رأيك ان نعرّف اولا ما هي المواعدة بالتحديد؟ المواعدة هي اي نشاط اجتماعي يكون فيه شخص ما محور اهتمامك العاطفي وأنت ايضا محور اهتمامه. بناء على هذا التعريف، يكون الجواب عن الاسئلة الثلاثة كلها المذكورة اعلاه نعم. لذلك اذا كنت انت وصديق لك من الجنس الآخر تتبادلان المشاعر الرومنطيقية فأنتما تتواعدان، سواء كنتما تتحدثان وجها لوجه او عبر الهاتف، وسواء كانت علاقتكما سرية او معلنة. ولكن هل انت مستعد حقا ان تخوض هذه التجربة؟ لنتأمل في ثلاثة اسئلة تساعدك على معرفة الجواب عن هذا السؤال.
ما هدفك من المواعدة؟
تُعتبر المواعدة في حضارات عديدة طريقة مقبولة ليتعرف شخصان واحدهما بالآخر. لكنَّ الغاية من المواعدة ينبغي ان تكون نبيلة: مساعدة الشاب والشابة ليقرِّرا هل يريدان ان يتزوجا واحدهما من الآخر.
لا شك ان بعض نظرائك لا يأخذون المواعدة على محمل الجد. فربما يحبون قضاء الوقت مع صديق مميّز من الجنس الآخر، ولكن دون ان تكون لديهم اية نية في الزواج. حتى ان البعض قد يعتبرون صديقا كهذا مجرد جائزة فازوا بها او حلية يتباهون بها امام الآخرين ليرضوا غرورهم. إلا ان هذه العلاقات السطحية لا تدوم في معظم الاحيان سوى فترة قصيرة. تعلّق شابة اسمها هيذر قائلة: «ان الكثير من الشبان والشابات ينفصلون واحدهم عن الآخر بعد اسبوع او اسبوعين من بدء العلاقة. وهم يعتبرون هذه العلاقات مجرد علاقات عابرة، وهذا امر يهيِّئهم للطلاق لا للزواج».
عندما تواعد احدا، تنمو لديه مشاعر نحوك. لذلك احرص ان تكون غايتك نبيلة. ضع نفسك مكان الشخص الآخر. فهل تحب ان يتلاعب احد بمشاعرك؟ ان هذا اشبه بطفل يلعب بلعبة ثم لا يلبث ان يرميها. تقول حدثة تُدعى تشلسي: «افكر احيانا ان هدف المواعدة يجب ان يكون التسلية وحسب. لكنها لا تعود مسلية عندما يأخذ احد الطرفين هذه العلاقة على محمل الجد، في حين يعتبرها الطرف الآخر مجرد علاقة عابرة».
كم عمرك؟!
اي عمر تراه مناسبا للبدء بالمواعدة؟ ․․․․․
بعد الاجابة، اطرح السؤال نفسه على احد والديك او عليهما كليهما ثم دوِّن الجواب. ․․․․․
من المحتمل ان يكون الرقم الذي اخترته انت اصغر من الرقم الذي حدده والداك. او ربما تكون واحدا من احداث حكماء عديدين يرجئون التفكير في المواعدة الى ان يفهموا جيدا ما يريدونه من الحياة. وهذا ما قررته دانييل البالغة ١٧ سنة من العمر. فهي تقول: «عندما اعود بالذاكرة سنتين الى الوراء، اجد ان المواصفات التي اردتها آنذاك في رفيق زواجي المحتمل تختلف كثيرا عما اريده الآن. ولا ازال غير واثقة انني صرت قادرة على اتخاذ هذا القرار. لذلك لن افكر في المواعدة ما لم اشعر انه قد مرت بضع سنوات دون ان تتغير شخصيتي».
وثمة سبب آخر يوضح لماذا من الحكمة الانتظار. فالكتاب المقدس يستخدم تعبير «ريعان الشباب» ليصف تلك المرحلة من حياة الانسان حين يبتدئ بالشعور برغبات جنسية ومشاعر رومنطيقية قوية. (١ كورنثوس ٧:٣٦) ويمكن لمعاشرتك شخصا من الجنس الآخر معاشرة لصيقة وأنت لا تزال في هذه المرحلة ان تؤجج فيك هذه الرغبات وأن تؤدي بك الى اتّخاذ مسلك خاطئ. صحيح ان هذا قد يبدو قليل الاهمية في نظر نظرائك لأن كثيرين منهم يتوقون الى تجربة الجنس، ولكن بإمكانك ان تسمو فوق هذا النوع من التفكير. (روما ١٢:٢) فالكتاب المقدس يحثّك ان ‹تهرب من› الفساد الادبي الجنسي. (١ كورنثوس ٦:١٨) وإذا انتظرت ريثما تتخطى ريعان الشباب، ‹فستُبعد البلية› عنك. — جامعة ١١:١٠.
هل انت مستعد للزواج؟
ان قيامك بفحص للذات سيساعدك على الاجابة عن هذا السؤال. تأمل في الافكار التالية:
العلاقات: كيف تتعامل مع والدَيك وإخوتك؟ هل تفقد اعصابك في الكثير من الاحيان وربما توجّه اليهم كلمات قاسية او ساخرة محاولا اثبات وجهة نظرك؟ ماذا يقولون هم عن تعاملاتك معهم؟ فطريقة تعاملك مع افراد عائلتك تُظهِر كيف ستعامل رفيق زواجك في المستقبل. — اقرأ افسس ٤:٣١.
الشخصية: هل انت متفائل ام متشائم؟ هل انت متعقل ام تصرّ دائما على فعل الامور بطريقتك؟ هل تحافظ على هدوئك تحت الضغط؟ هل انت صبور؟ ان تنمية ثمر روح اللّٰه الآن تهيئك لتقوم بدورك كزوج او زوجة لاحقا. — اقرأ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.
الموارد المالية: هل تُحسِن استخدام اموالك؟ هل انت مديون دوما؟ هل تتنقل باستمرار من وظيفة الى اخرى؟ إذا كان الامر كذلك، فما السبب في رأيك؟ هل هو رب عملك؟ الوظيفة بحد ذاتها؟ ام ان السبب هو عادة او صفة يلزم ان تعمل على تحسينها؟ اذا كنت تعجز عن ادارة شؤونك المالية، فكيف ستتمكن من ادارة الشؤون المالية لعائلة بكاملها؟! — اقرأ ١ تيموثاوس ٥:٨.
الروحيات: اذا كنت واحدا من شهود يهوه، فما هي صفاتك الروحية؟ هل تبادر الى قراءة كلمة اللّٰه والاشتراك في الخدمة والاجتماعات المسيحية؟ فالشخص الذي ستتزوج به يستحق ان يكون رفيق زواجه قويا روحيا. — اقرأ جامعة ٤:٩، ١٠.
ما يمكنك فعله
ان الضغط الذي تتعرض له لتبدأ بالمواعدة قبل ان تكون مستعدا هو اشبه بإجبارك على اجراء الامتحان النهائي في مقرّر لم تكد تبدأ به. فهذا ليس عدلا البتة، لأنك بحاجة الى الوقت لتدرس هذه المادة وتعرف اي نوع من المسائل سيُطرح في الامتحان.
ينطبق الامر نفسه على المواعدة. فكما رأينا، ليست المواعدة مسألة يُستهان بها. لذلك قبل ان تركّز اهتمامك على شخص معيّن، يلزمك الوقت لتدرس «مادة» في غاية الاهمية: كيف تبني الصداقات. وعندما تلتقي لاحقا الشخص المناسب، ستكون مستعدا لبناء علاقة متينة. فالزواج الناجح هو اتحاد صديقَين حميمَين.
والانتظار قليلا قبل ان تواعد لا يقيّد حريتك، بل يعطيك حرية اكبر ‹لتفرح في حداثتك›. (جامعة ١١:٩) كما انه يمنحك الوقت لإعداد نفسك بتنمية شخصيتك، والأهم، روحياتك. — المراثي ٣:٢٧.
في هذه الاثناء، يمكنك ان تتمتع برفقة الجنس الآخر. وأفضل طريقة لذلك هي المعاشرة ضمن تجمعات من الجنسَين يتولى الاشراف عليها اشخاص ناضجون. تقول فتاة تُدعى تامي: «اظن ان هذه الطريقة مسلِّية اكثر. فمن الافضل ان يكون لدينا اصدقاء كثيرون». وتتفق مونيكا معها في الرأي قائلة: «ان فكرة معاشرة مجموعة هي حقا جيدة لأنك بذلك ترى اشخاصا ذوي شخصيات مختلفة».
ولكن اذا ركّزت اهتمامك الآن على شخص واحد، فلن تحصد في المستقبل سوى وجع القلب. لذلك خذ وقتك. استخدم هذه المرحلة من حياتك لتتعلم كيف تبني الصداقات وتحافظ عليها. وإذا قررت لاحقا المواعدة، تكون قد كوّنت فكرة واضحة عن شخصيتك وعن شخصية مَن تود ان يشاركك حياتك.
اقرإ المزيد عن هذا الموضوع في الجزء ١، الفصلين ٢٩ و ٣٠
هل شعرت بإغراء للمواعدة بالسرّ عن والديك؟ انتبه، فهنالك اشراك للمواعدة سرًّا اكثر مما تظن.
آية رئيسية
«النبيه يتأمل في خطواته». — امثال ١٤:١٥.
نصيحة عملية
من اجل إعداد نفسك للمواعدة والزواج، اقرأ ٢ بطرس ١:٥-٧ واختر احدى الصفات التي يجب ان تعمل على تحسينها. ثم بعد شهر، حاول ان ترى كم تعلّمتَ عن هذه الصفة وإلى ايّ حد تحسنتَ في الاعراب عنها.
هل تعرف . . . ؟
تُظهِر دراسات عديدة ان الشخصين اللذين يتزوجان قبل بلوغهما سن العشرين من المحتمل ان يتطلَّقا في غضون خمس سنوات.
خطة عمل
لكي أُعدّ نفسي للزواج، يلزم ان اعمل على تحسين الصفات التالية: ․․․․․
يمكنني ان احسِّن هذه الصفات بـ ․․․․․
اود ان اسأل والدي (والديّ) ما يلي حول هذا الموضوع: ․․․․․
ما رأيك؟
● ما هي افضل طريقة لمعاشرة اشخاص من الجنس الآخر؟
● ماذا تقول لشقيقك اذا اراد ان يبدأ بالمواعدة رغم انه اصغر من ان يواعد؟
● اذا كنت تواعد شخصا دون نية في الزواج، فكيف يؤثر ذلك في مشاعره؟
[النبذة في الصفحة ١٨]
«في رأيي، لا ينبغي ان تواعد شخصا ما لم يعنِ لك شيئا وما لم تشعر انه قد يكون لديكما مستقبل معا. فأنت تهتم بهذا الشخص، وليس بفكرة المواعدة وحسب». — آمبر
[الصورة في الصفحتين ١٦، ١٧]
اذا كنت تواعد شخصا دون نية الزواج، فأنت اشبه بطفل يلعب بلعبة جديدة ثم لا يلبث ان يرميها
-
-
ما الضرر في المواعدة سرًّا؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الفصل ٢
ما الضرر في المواعدة سرًّا؟
كانت جيسيكا حائرة في امرها. فقد بدأت قصتها عندما أظهر رفيقها في الصف، جيرمي، اهتماما بها. تقول: «كان وسيما جدا، وكل صديقاتي قلن انه اكثر الشبان لباقة وتهذيبا. وقد حاولَت عدة فتيات الفوز بقلبه، لكنه لم يكن مهتما بهن. فقد احبني انا وحدي».
لم يمضِ وقت طويل حتى تلقَّت جيسيكا دعوة من جيرمي للخروج في موعد. فأوضحت له انها واحدة من شهود يهوه، لذا لا يُسمَح لها بمواعدة شخص لا يشاركها ايمانها. تقول: «عندئذ، خطرت على باله فكرة فسألني: ‹لمَ لا نتواعد بالسرّ عن والديك؟›».
اذا قدَّم لك هذا الاقتراح شخص تشعر بانجذاب نحوه، فماذا يكون رد فعلك؟ قد يفاجئك ان تعرف ان جيسيكا وافقت على اقتراح جيرمي. تقول: «كنت واثقة انني اذا واعدته، فسأساعده على تنمية المحبة ليهوه». وماذا حدث بعد ذلك؟ سنعرف الجواب لاحقا. لكن لنرَ اولا كيف يمكن ان يقع البعض دون ان يدروا في فخ المواعدة سرًّا.
لماذا يواعدون سرًّا؟
لماذا يلجأ البعض الى المواعدة سرًّا؟ يختصر حدث اسمه دايڤيد السبب بالقول: «يعرف هؤلاء الاحداث ان والديهم لن يوافقوا على هذا الامر، لذلك لا يخبرونهم». وتشير جاين الى سبب آخر قائلة: «المواعدة سرًّا هي وسيلة للاعراب عن التمرد. فإذا كنت تظن انك صرت راشدا وتشعر انك لا تُعامَل على هذا الاساس، تقرِّر عندئذ ان تفعل ما يحلو لك دون ان تخبر والديك».
هل تخطر على بالك اسباب اخرى تغري البعض بالمواعدة سرًّا؟ في هذه الحال، دوِّنها ادناه.
․․․․․
انت تعرف دون شك ان الكتاب المقدس يوصيك بإطاعة والديك. (افسس ٦:١) وإذا كان والداك يعترضان على مواعدتك، فلا بد ان لديهما سببا وجيها. ولكن لا تستغرب اذا راودتك افكار مثل:
• اشعر بالوحدة لأن الجميع يواعدون ما عداي انا.
• اشعر بالانجذاب الى شخص لا يشاركني ايماني.
• ارغب في مواعدة شخص مسيحي رغم ان عمري لا يسمح لي بالتزوج.
لا شك انك تعرف رأي والديك في هذه الافكار. وتعرف في قرارة نفسك انهما على حق. لكنك قد تشعر مثلما شعرت فتاة اسمها مانامي. فهي تقول: «اواجه ضغطا كبيرا للمواعدة، حتى انني اشك احيانا في انني اتَّخذت القرار الصائب. فعدم المواعدة هو امر غير وارد في نظر الاحداث اليوم. اضافة الى ذلك، ليس بالامر الممتع ان اكون بمفردي». وبعض الاحداث الذين وجدوا انفسهم في هذا الوضع بدأوا بالمواعدة، مخفين الامر عن والديهم. كيف؟
«قيل لنا ان نبقي الامر سرًّا»
ان عبارة «المواعدة سرًّا» توحي بأن في المسألة نوعا من الخداع، وهذا فعلا ما يحصل. فالبعض يُبقون علاقتهم سرية اذ «يتقابلون» بشكل رئيسي عبر المخابرات الهاتفية او الانترنت. فيظهرون في العلن انهم مجرد اصدقاء في حين ان رسائلهم عبر البريد الالكتروني او عبر الهاتف ومكالماتهم الهاتفية تشير الى غير ذلك تماما.
والوسيلة الماكرة الاخرى هي الترتيب لتجمُّع بين الرفقاء لكي يتمكن الشخصان اللذان يتواعدان من الانفراد لاحقا. يقول جايمس: «ذات مرة، دُعيت مع عدد من الاحداث الى تجمُّع في مكان معيّن. لكننا اكتشفنا ان الامر برمته دُبّر ليتمكن اثنان بيننا من الالتقاء معا. وقيل لنا ان نبقي الامر سرًّا».
اذًا كما يشير جايمس، غالبا ما يتعاون الاصدقاء على انجاح العلاقة السرية. تقول كارول: «في اغلب الاحيان، يعرف على الاقل صديق واحد بالعلاقة، ولكنه يختار عدم قول شيء بسبب ذهنية عدم افشاء الاسرار الشائعة بين الاحداث». وأحيانا، تشمل المواعدة سرًّا اللجوء الى الكذب. تقول بيث (١٧ سنة): «يعتمد كثيرون على الكذب لإخفاء امر مواعدتهم عن والديهم». وهذا ما فعلته ميساكي (١٩ سنة). تقول: «كان عليّ ان ألفّق القصص باعتناء. وكنت حريصة ألا اكذب في اي امر آخر غير قضية مواعدتي حتى لا افقد ثقة والديّ».
أشراك المواعدة سرًّا
اذا شعرت بإغراء المواعدة سرًّا او اذا كنت في الوقت الحالي تواعد احدا سرًّا، فاطرح على نفسك السؤالين التاليين:
الى اين سيؤدي بي مسلكي؟ هل تنوي الزواج من الشخص الذي تواعده في المستقبل القريب؟ يقول إيڤان (٢٠ سنة): «تشبه المواعدة دون نية الزواج وضع اعلانات عن سلعة لا تود بيعها». وماذا تكون النتيجة؟ تقول امثال ١٣:١٢: «الامل المماطل يُمرِض القلب». فهل تريد حقا ان ‹تُمرِض قلب› الشخص الذي تحبه؟ كما ان المواعدة سرًّا تحرمك من نيل المساعدة من والديك وراشدين آخرين يحبونك. وهذا ما يمكن ان يؤدي بك الى الوقوع في فخ الفساد الادبي الجنسي. — غلاطية ٦:٧.
ما رأي يهوه اللّٰه في ما افعله؟ يقول الكتاب المقدس: «كل شيء عريان ومكشوف لعيني من نؤدي له الحساب». (عبرانيين ٤:١٣) فإذا كنت تواعد سرًّا او تساعد صديقا على المواعدة سرًّا، فيهوه يعرف ما تفعل. وحذار من استخدام اساليب الخداع، لأن يهوه اللّٰه يبغض الكذب. حتى ان ‹لسان الزور› يُدرَج بشكل صريح في الكتاب المقدس بين الامور التي يكرهها يهوه. — امثال ٦:١٦-١٩.
لا تُبقِ الامر سرًّا
اذا كانت لديك علاقة سرية بأحد، يحسن بك ان تتكلم مع والديك او مع مسيحي راشد وناضج بشأن ذلك. وإذا كان احد اصدقائك يواعد سرًّا، فلا تشترك معه في مسلكه بمساعدته على إخفاء علاقته. (١ تيموثاوس ٥:٢٢) فكيف ستشعر لو أدت هذه العلاقة الى نتائج سيئة؟ ألا يقع عليك انت ايضا جزء من المسؤولية؟
لنفرض، مثلا، ان صديقك يعاني الداء السكري وهو يأكل بنهم الحلويات سرًّا. فماذا تفعل اذا اكتشفت امره لكنّه توسل اليك ألّا تخبر احدا؟ ماذا يكون همك الاول: ان تساعده على إخفاء الامر ام ان تفعل شيئا ينقذ حياته؟
يصح الامر نفسه اذا كنت تعرف احدا يواعد سرًّا. لا تقلق ماذا يمكن ان يحدث لصداقتك. فإذا كان صديقا حقيقيا، فسيدرك مع الوقت ان ما فعلته كان لخيره. — مزمور ١٤١:٥.
علاقة سرية ام شأن خاص؟
طبعا، لا تعني احاطة المواعدة بهالة من السرية انها بالضرورة تقوم على الخداع. مثلا، لنفرض ان شابا وشابة يرغبان في التعرف واحدهما بالآخر، لكنهما لا يريدان ان ينتشر خبر مواعدتهما فترة من الوقت. فلربما، كما قال شاب اسمه توماس، «لا يريدان ان يزعجهما الآخرون بأسئلة مثل: ‹متى ستتزوجان؟›».
حقا، من المزعج ان يتعرض المرء بلا لزوم للضغط من الآخرين. (نشيد الاناشيد ٢:٧) لذلك يجد بعض الذين يتواعدون انه من المناسب ألَّا يعلنوا علاقتهم في بداياتها. (امثال ١٠:١٩) تقول آنّا (٢٠ سنة): «يتيح ذلك المجال للشاب والشابة ان يقرِّرا هل هما مناسبان واحدهما للآخر. عندئذ يمكنهما ان يعلنا علاقتهما».
في الوقت نفسه، من الخطإ ان تخفي امر علاقتك عمَّن يحق لهم معرفتها، كالوالدين. فإن لم تكن قادرا على إخبارهم بعلاقتك، ينبغي ان تسأل نفسك عن السبب. فهل تعرف في قرارة نفسك ان والديَك لديهما سبب وجيه للاعتراض على هذه العلاقة؟
«عرفت ما عليّ فعله»
لنعُد الآن الى جيسيكا المذكورة في مستهل المقالة. فقد غيَّرت رأيها في مواعدة جيرمي سرًّا عندما سمعت اختبار مسيحية اخرى كانت تواجه الظرف نفسه. تقول: «بعد ان سمعت كيف انهت علاقتها، عرفت ما عليّ فعله». وهل كان الانفصال سهلا؟ كلا! تقول جيسيكا: «كان جيرمي الشاب الوحيد الذي احببته حقا. وبقيت ابكي يوميا على مدى اسابيع».
غير ان جيسيكا عرفت انها تحب يهوه. ورغم انها ضلت وقتيا، فقد ارادت حقا ان تفعل الصواب. ومع الوقت اضمحل ألم الافتراق. تقول: «علاقتي الآن مع يهوه افضل من اي وقت مضى. وأنا شاكرة جدا انه يعطينا التوجيه الذي نحتاج اليه في الوقت المناسب».
اذا كنت مستعدا للمواعدة وأُعجبت بشخص ما، فكيف تعرف انه الشخص المناسب لك؟
آية رئيسية
«نرغب أن نسلك حسنا في كل شيء». — عبرانيين ١٣:١٨.
نصيحة عملية
لستَ مضطرا ان تذيع خبر علاقتك. لكن يجب ان تخبر مَن يحق لهم معرفتها. وهم يشملون في اغلب الاحيان ابوَيك ووالدَي الشخص الذي تواعده.
هل تعرف . . . ؟
ان العلاقات الدائمة تقوم على الثقة. لكنك بالمواعدة سرًّا تخون ثقة والدَيك بك وتقوِّض الاساس الذي تقوم عليه علاقتك بمَن تواعده.
خطة عمل
اذا كنتُ اواعد احد الرفقاء المسيحيين سرًّا، فسوف ․․․․․
اذا كان احد اصدقائي يواعد سرًّا، فسوف ․․․․․
اود ان اسأل والدي (والديّ) ما يلي حول هذا الموضوع: ․․․․․
ما رأيك؟
● فكّر في الحالات الثلاث المطبوعة بحرف اسود ثخين في الصفحة ٢٢. هل يصف ايٌّ منها ما تشعر به انت احيانا؟
● كيف يمكنك ان تعالج الوضع دون المواعدة سرًّا؟
● اذا عرفت ان احد اصدقائك يواعد سرًّا، فماذا تفعل؟ ولماذا تختار هذا المسلك بالتحديد؟
[النبذة في الصفحة ٢٧]
«توقفت عن المواعدة سرًّا. صحيح انه كان من الصعب عليّ ان اذهب الى المدرسة وأرى هذا الشاب كل يوم، لكنَّ يهوه اللّٰه يرى المسألة من كل جوانبها بعكسنا نحن البشر. فما علينا سوى الثقة به». — جيسيكا
[الصورة في الصفحة ٢٥]
ان مساعدة صديقك على إخفاء علاقته هي تماما كمساعدة شخص يعاني الداء السكري على إخفاء اكله الحلويات بنهم
-