-
كُنْ حكيما وخَفْ يهوهبرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (اغسطس)
-
-
لِذلِكَ لِنَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ فِعْلًا خَوْفُ ٱللّٰهِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي حَيَاةِ أَحَدِ هؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصِ: دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.
٥ كَيْفَ سَاعَدَتْ رِعَايَةُ ٱلْغَنَمِ دَاوُدَ لِيَتَعَلَّمَ أَنْ يَخَافَ يَهْوَه؟
٥ رَفَضَ يَهْوَه شَاوُلَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْأَوَّلَ بِسَبَبِ خَوْفِهِ مِنَ ٱلشَّعْبِ وَٱفْتِقَارِهِ إِلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ. (١ صموئيل ١٥:٢٤-٢٦) مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَإِنَّ مَسْلَكَ حَيَاةِ دَاوُدَ وَعَلَاقَتَهُ ٱللَّصِيقَةَ بِيَهْوَه أَظْهَرَا أَنَّهُ رَجُلٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ حَقًّا. فَفِي حَدَاثَتِهِ، غَالِبًا مَا كَانَ يَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ. (١ صموئيل ١٦:١١) وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱللَّيَالِيَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي قَضَاهَا وَهُوَ يَرْعَى ٱلْغَنَمَ فِي ٱلْعَرَاءِ قَدْ سَاعَدَتْهُ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَعْنِيهِ خَوْفُ يَهْوَه. فَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرَى سِوَى جُزْءٍ ضَئِيلٍ مِنْ هذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْفَسِيحِ، تَوَصَّلَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ ٱلصَّحِيحِ: يَسْتَحِقُّ ٱللّٰهُ أَنْ نُعْطِيَهُ ٱلِٱحْتِرَامَ وَٱلتَّوْقِيرَ. كَتَبَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ: «حِينَ أَرَى سَمٰوَاتِكَ، عَمَلَ أَصَابِعِكَ، ٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ ٱلَّتِي هَيَّأْتَهَا، مَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْفَانِي حَتَّى تَذْكُرَهُ، وَٱبْنُ آدَمَ حَتَّى تَعْتَنِيَ بِهِ؟». — مزمور ٨:٣، ٤.
٦ كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ حِينَ أَدْرَكَ عَظَمَةَ يَهْوَه؟
٦ لِسَبَبٍ وَجِيهٍ إِذًا تَأَثَّرَ دَاوُدُ عِنْدَمَا قَارَنَ صِغَرَهُ بِٱلسَّمَاءِ ٱلْوَاسِعَةِ ٱلْمُرَصَّعَةِ بِٱلنُّجُومِ. وَهذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ لَمْ تُفْزِعْهُ بَلْ دَفَعَتْهُ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَه وَٱلْقَوْلِ: «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللّٰهِ، وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ». (مزمور ١٩:١) وَتَوْقِيرُ دَاوُدَ للّٰهِ قَرَّبَهُ إِلَيْهِ وَنَمَّى فِيهِ رَغْبَةَ أَنْ يَتَعَلَّمَ عَنْهُ وَيَقْتَدِيَ بِمِثَالِهِ ٱلْكَامِلِ. تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ حِينَ رَنَّمَ لِيَهْوَه: «إِنَّكَ عَظِيمٌ وَصَانِعٌ أُمُورًا عَجِيبَةً، أَنْتَ ٱللّٰهُ وَحْدَكَ. عَلِّمْنِي يَا يَهْوَهُ طَرِيقَكَ. فَسَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ ٱسْمَكَ». — مزمور ٨٦:١٠، ١١.
٧ كَيْفَ سَاعَدَ خَوْفُ ٱللّٰهِ دَاوُدَ عَلَى مُحَارَبَةِ جُلْيَاتَ؟
٧ عِنْدَمَا ٱجْتَاحَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ، عَيَّرَ بَطَلُهُمْ جُلْيَاتُ (ٱلْبَالِغُ طُولُهُ نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَمْتَارٍ) ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَائِلًا بِمَا مَعْنَاهُ: ‹اِخْتَارُوا رَجُلًا لِيُحَارِبَنِي. فَإِنِ ٱنْتَصَرَ، صِرْنَا لَكُمْ خُدَّامًا›. (١ صموئيل ١٧:٤-١٠) فَٱرْتَاعَ شَاوُلُ وَكُلُّ جَيْشِهِ. لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَخَفْ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يُخَافَ مِنْهُ، وَلَيْسَ أَيُّ إِنْسَانٍ مَهْمَا كَانَ قَوِيًّا. لِذلِكَ قَالَ لِجُلْيَاتَ: ‹أَنَا آتِيكَ بِٱسْمِ يَهْوَهِ ٱلْجُنُودِ، فَتَعْرِفُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِٱلسَّيْفِ وَلَا بِٱلرُّمْحِ يُخَلِّصُ يَهْوَهُ، لِأَنَّ ٱلْحَرْبَ لِيَهْوَهَ›. وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه، ضَرَبَ دَاوُدُ ٱلْعِمْلَاقَ بِحَجَرٍ وَاحِدٍ مِنْ مِقْلَاعِهِ فَقَتَلَهُ. — ١ صموئيل ١٧:٤٥-٤٧.
٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَائِفِينَ ٱللّٰهَ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٨ رُبَّمَا نُوَاجِهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ أَوْ عَوَائِقَ هَائِلَةً تَمَامًا كَمَا وَاجَهَ دَاوُدُ قَدِيمًا. فَمَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ؟ بِإِمْكَانِنَا ٱسْتِخْدَامُ ٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا دَاوُدُ وَٱلْأُمَنَاءُ ٱلْآخَرُونَ لِمُجَابَهَةِ ٱلْأَعْدَاءِ وَٱلْعَوَائِقِ: اِمْتِلَاكِ خَوْفِ ٱللّٰهِ. فَهذَا ٱلْخَوْفُ يَهْزِمُ خَوْفَ ٱلْإِنْسَانِ. مَثَلًا، حَثَّ خَادِمُ ٱللّٰهِ ٱلْأَمِينُ نَحَمْيَا رُفَقَاءَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ: «لَا تَخَافُوا مِنْهُمْ. اُذْكُرُوا يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْمَخُوفَ». (نحميا ٤:١٤) فَبِدَعْمِ يَهْوَه، تَمَكَّنَ دَاوُدُ وَنَحَمْيَا وَغَيْرُهُمَا مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ مِنْ إِتْمَامِ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلْمُعْطَاةِ مِنَ ٱللّٰهِ. نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا ذلِكَ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا خَوْفَ ٱللّٰهِ.
إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللّٰهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ
٩ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟
٩ بَعْدَمَا قَتَلَ دَاوُدُ جُلْيَاتَ، سَاعَدَهُ يَهْوَه لِيُحَقِّقَ ٱنْتِصَارَاتٍ أُخْرَى. لكِنَّ شَاوُلَ ٱلْحَسُودَ حَاوَلَ قَتْلَهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ بِطَرِيقَةٍ عَشْوَائِيَّةٍ، ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ أُسْلُوبًا مَاكِرًا، وَأَخِيرًا ٱسْتَعَانَ بِجَيْشٍ. وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ أَكَّدَ لِدَاوُدَ أَنَّهُ سَيُنَصَّبُ مَلِكًا، فَقَدِ ٱضْطُرَّ لِسَنَوَاتٍ إِلَى ٱلْهَرَبِ، ٱلْمُحَارَبَةِ، وَٱنْتِظَارِ وَقْتِ يَهْوَه ٱلْمُعَيَّنِ لِيَتَسَلَّمَ مَقَالِيدَ ٱلْحُكْمِ. وَخِلَالَ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَرَاحِلِ، أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّ لَدَيْهِ خَوْفَ ٱللّٰهِ. — ١ صموئيل ١٨:٩، ١١، ١٧؛ ٢٤:٢.
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ يَخَافُ ٱللّٰهَ عِنْدَمَا تَعَرَّضَ لِلْخَطَرِ؟
١٠ ذَاتَ مَرَّةٍ، لَجَأَ دَاوُدُ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ مَدِينَةِ جَتَّ ٱلْفِلِسْطِيَّةِ، مَوْطِنِ جُلْيَاتَ. (١ صموئيل ٢١:١٠-١٥) فَفَضَحَ خُدَّامُ أَخِيشَ أَمْرَ دَاوُدَ وَكَشَفُوا أَنَّهُ عَدُوُّ أُمَّتِهِمْ. فَمَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْخَطِرِ؟ صَلَّى إِلَى يَهْوَه وَبَاحَ لَهُ بِمَكْنُونَاتِ قَلْبِهِ. (مزمور ٥٦:١-٤، ١١-١٣) وَرَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ إِلَى ٱلتَّظَاهُرِ بِٱلْجُنُونِ، عَرَفَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي أَنْقَذَهُ وَبَارَكَ جُهُودَهُ. وَٱتِّكَالُ دَاوُدَ ٱلتَّامُّ عَلَى يَهْوَه وَثِقَتُهُ بِهِ أَظْهَرَا أَنَّهُ حَقًّا شَخْصٌ يَخَافُ ٱللّٰهَ. — مزمور ٣٤:٤-٦، ٩-١١.
١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ، كَيْفَ نُظْهِرُ خَوْفَ ٱللّٰهِ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ؟
١١ أُسْوَةً بِدَاوُدَ، يُمْكِنُنَا إِظْهَارُ خَوْفِ ٱللّٰهِ حِينَ نَثِقُ بِوَعْدِهِ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى مُجَابَهَةِ مَشَاكِلِنَا. قَالَ دَاوُدُ: «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُدَبِّرُ». (مزمور ٣٧:٥) لكِنَّ هذَا لَا يَعْنِي أَنْ نُلْقِيَ مَشَاكِلَنَا عَلَى يَهْوَه دُونَ بَذْلِ كُلِّ مَا فِي وُسْعِنَا لِفِعْلِ شَيْءٍ حِيَالَهَا وَأَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْهُ أَنْ يَحُلَّهَا بَدَلًا مِنَّا. فَدَاوُدُ لَمْ يُصَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَيَقِفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ، بَلِ ٱسْتَخْدَمَ مَقْدِرَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ ٱلَّتِي وَهَبَهُ إِيَّاهَا يَهْوَه وَعَالَجَ ٱلْمُشْكِلَةَ. إِلَّا أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلْبَشَرِيَّةَ وَحْدَهَا لَا تَؤُولُ إِلَى ٱلنَّجَاحِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِحَلِّ مُشْكِلَتِنَا، ثُمَّ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْبَاقِيَ عَلَى يَهْوَه. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، نَادِرًا مَا يَكُونُ هُنَالِكَ شَيْءٌ لِنَفْعَلَهُ غَيْرَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَه. فَهذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُعْرِبَ إِفْرَادِيًّا عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ. وَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَقْرَأُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلنَّابِعَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ: «صَدَاقَةُ يَهْوَهَ هِيَ لِخَائِفِيهِ»! — مزمور ٢٥:١٤.
١٢ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ، وَأَيُّ مَوْقِفٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهُ أَبَدًا؟
١٢ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْمِلَ صَلَوَاتِنَا وَعَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ. فَعِنْدَمَا نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَه، يَجِبُ أَنْ ‹نُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ›. (عبرانيين ١١:٦؛ يعقوب ١:٥-٨) وَعِنْدَمَا يُسَاعِدُنَا يَنْبَغِي أَنْ ‹نُظْهِرَ أَنَّنَا شَاكِرُونَ›، كَمَا نَصَحَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. (كولوسي ٣:١٥، ١٧) وَلَا يَجِبُ أَبَدًا أَنْ نَكُونَ كَأُولئِكَ ٱلَّذِينَ وَصَفَهُمْ مَسِيحِيٌّ مَمْسُوحٌ ذُو خِبْرَةٍ، قَائِلًا: «اَللّٰهُ فِي نَظَرِهِمْ خَادِمٌ سَمَاوِيٌّ حَاضِرٌ دَائِمًا لِيُلَبِّيَ طَلَبَاتِهِمْ عِنْدَ أَيَّةِ إِشَارَةٍ مِنْهُمْ وَبِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَصْرِفُوهُ حَالَمَا يَنَالُونَ مُرَادَهُمْ». فَهذَا ٱلْمَوْقِفُ يَكْشِفُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ لَا يَمْلِكُ خَوْفَ ٱللّٰهِ.
مُنَاسَبَاتٌ لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ
١٣ مَتَى لَمْ يُظْهِرْ دَاوُدُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ؟
١٣ عِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ يَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ مُسَاعَدَةَ يَهْوَه خِلَالَ ٱلشَّدَائِدِ، كَانَ ذلِكَ يُعَمِّقُ خَوْفَهُ للّٰهِ وَيُرَسِّخُ ثِقَتَهُ بِهِ. (مزمور ٣١:٢٢-٢٤) لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ بَارِزَةٍ، مِمَّا أَدَّى إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ. فِي ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْأُولَى، رَتَّبَ دَاوُدُ نَقْلَ تَابُوتِ عَهْدِ يَهْوَه إِلَى أُورُشَلِيمَ عَلَى عَجَلَةٍ بَدَلَ حَمْلِهِ عَلَى أَكْتَافِ ٱللَّاوِيِّينَ، كَمَا أَوْصَتْ شَرِيعَةُ ٱللّٰهِ. وَعِنْدَمَا كَانَ ٱلتَّابُوتُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَقَعَ، أَمْسَكَهُ عُزَّةُ ٱلَّذِي كَانَ يَسُوقُ ٱلْعَجَلَةَ. فَمَاتَ عَلَى ٱلْفَوْرِ بِسَبَبِ «ٱسْتِهَانَتِهِ». وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّ عُزَّةَ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا، فَإِنَّ عَدَمَ إِظْهَارِ دَاوُدَ ٱلِٱحْتِرَامَ ٱلْوَاجِبَ لِشَرِيعَةِ ٱللّٰهِ هُوَ مَا أَدَّى إِلَى هذِهِ ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْمَأْسَاوِيَّةِ. فَخَوْفُ ٱللّٰهِ يَعْنِي فِعْلَ ٱلْأُمُورِ وَفْقَ طَرِيقَتِهِ هُوَ. — ٢ صموئيل ٦:٢-٩؛ عدد ٤:١٥؛ ٧:٩.
١٤ عَمَّ أَسْفَرَ عَدُّ دَاوُدَ لِإِسْرَائِيلَ؟
١٤ لَاحِقًا، حَرَّضَ ٱلشَّيْطَانُ دَاوُدَ أَنْ يَعُدَّ ٱلْمُحَارِبِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. (١ اخبار الايام ٢١:١) وَقَدْ أَظْهَرَ ذلِكَ أَنَّهُ يَفْتَقِرُ إِلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ، مِمَّا أَسْفَرَ عَنْ مَوْتِ ٠٠٠,٧٠ إِسْرَائِيلِيٍّ. وَرَغْمَ أَنَّ دَاوُدَ عَبَّرَ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ أَمَامَ يَهْوَه، حَصَدَ هُوَ وَٱلشَّعْبُ نَتَائِجَ خَطِيرَةً. — ٢ صموئيل ٢٤:١-١٦.
١٥ مَاذَا أَدَّى إِلَى وُقُوعِ دَاوُدَ فِي خَطِيَّةِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ؟
١٥ أَمَّا ٱلْمُنَاسَبَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي لَمْ يُعْرِبْ فِيهَا دَاوُدُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ فَكَانَتْ حِينَ أَقَامَ عَلَاقَةً فَاسِدَةً أَدَبِيًّا مَعَ بَثْشَبَعَ زَوْجَةِ أُورِيَّا. كَانَ دَاوُدُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلزِّنَى أَوْ حَتَّى ٱشْتِهَاءَ رَفِيقِ زَوَاجِ شَخْصٍ آخَرَ هُوَ أَمْرٌ خَاطِئٌ. (خروج ٢٠:١٤، ١٧) غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱبْتَدَأَتْ عِنْدَمَا رَأَى بَثْشَبَعَ وَهِيَ تَسْتَحِمُّ. فَٱلْخَوْفُ ٱلسَّلِيمُ مِنَ ٱللّٰهِ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَهُ فَوْرًا إِلَى إِبْعَادِ نَظَرِهِ وَٱلتَّفْكِيرِ فِي أَمْرٍ آخَرَ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ دَاوُدَ ‹دَاوَمَ عَلَى ٱلنَّظَرِ› إِلَيْهَا حَتَّى طَغَتْ رَغْبَتُهُ عَلَى خَوْفِ ٱللّٰهِ. (متى ٥:٢٨؛ ٢ صموئيل ١١:١-٤) فَقَدْ نَسِيَ أَنَّ لِيَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِهِ. — مزمور ١٣٩:١-٧.
١٦ مَا هِيَ ٱلْعَوَاقِبُ ٱلَّتِي حَصَدَهَا دَاوُدُ نَتِيجَةَ خَطَئِهِ؟
١٦ أَدَّتْ عَلَاقَةُ دَاوُدَ ٱلْفَاسِدَةُ بِبَثْشَبَعَ إِلَى وِلَادَةِ ٱبْنٍ لَهُ. بُعَيْدَ ذلِكَ، أَرْسَلَ يَهْوَه نَبِيَّهُ نَاثَانَ لِيَفْضَحَ خَطِيَّتَهُ. وَلكِنْ بَعْدَمَا رَجَعَ دَاوُدُ إِلَى رُشْدِهِ، ٱسْتَعَادَ خَوْفَهُ للّٰهِ وَتَابَ. وَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه أَلَّا يَطْرَحَهُ او يَنْزِعَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ مِنْهُ. (مزمور ٥١:٧، ١١) فَسَامَحَهُ يَهْوَه وَخَفَّفَ ٱلْعِقَابَ، لكِنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلْوَخِيمَةِ لِتَصَرُّفَاتِهِ. فَقَدْ مَاتَ ٱبْنُهُ وَحَلَّتِ ٱلْأَحْزَانُ وَٱلْمَآسِي بِعَائِلَتِهِ مِنْ ذلِكَ ٱلْحِينِ فَصَاعِدًا. فَيَا لَلثَّمَنِ ٱلْبَاهِظِ ٱلَّذِي ٱضْطُرَّ إِلَى دَفْعِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْرِبْ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ! — ٢ صموئيل ١٢:١٠-١٤؛ ١٣:١٠-١٤؛ ١٥:١٤.
-
-
خَفْ يهوه وكُنْ سعيدابرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (اغسطس)
-
-
اِسْتِرْجَاعُ ٱلسَّعَادَةِ ٱلضَّائِعَةِ
٣ مَاذَا سَاعَدَ دَاوُدَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ مِنْ خَطَايَاهُ؟
٣ كَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، لَمْ يُعْرِبْ دَاوُدُ عَنْ خَوْفٍ سَلِيمٍ مِنَ ٱللّٰهِ فِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ بَارِزَةٍ، مِمَّا أَدَّى بِهِ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ. لكِنَّ تَجَاوُبَهُ مَعَ تَأْدِيبِ يَهْوَه أَظْهَرَ أَنَّهُ شَخْصٌ لَدَيْهِ فِي ٱلْأَسَاسِ خَوْفُ ٱللّٰهِ. فَتَوْقِيرُهُ للّٰهِ وَٱحْتِرَامُهُ لَهُ دَفَعَاهُ إِلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِذَنْبِهِ، تَصْحِيحِ مَسْلَكِهِ، وَٱسْتِعَادَةِ عَلَاقَتِهِ ٱلْجَيِّدَةِ بِيَهْوَه. وَرَغْمَ أَنَّ أَخْطَاءَهُ أَنْتَجَتْ لَهُ وَلِلْآخَرِينَ ٱلْأَلَمَ، فَإِنَّ تَوْبَتَهُ ٱلْأَصِيلَةَ جَعَلَتْهُ يَنَالُ بِٱسْتِمْرَارٍ دَعْمَ يَهْوَه وَبَرَكَتَهُ. وَلَا شَكَّ أَنَّ مِثَالَ دَاوُدَ يُمْكِنُ أَنْ يُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَيَّامِنَا ٱلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً.
-
-
خَفْ يهوه وكُنْ سعيدابرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (اغسطس)
-
-
تَحَمُّلُ ٱلْأَلَمِ أَفْضَلُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ
٥، ٦ كَيْفَ وَلِمَاذَا أَبْقَى دَاوُدُ شَاوُلَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ مَرَّتَيْنِ؟
٥ طَبْعًا، مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَرْءُ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ وَيَتَجَنَّبَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ ٱلْوُقُوعَ فِي ٱلْخَطَإِ. وَهذَا مَا حَصَلَ مَعَ دَاوُدَ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، كَانَ شَاوُلُ وَثَلَاثَةُ آلَافِ جُنْدِيٍّ يُطَارِدُونَ دَاوُدَ. وَقَدْ دَخَلَ إِلَى مَغَارَةٍ صَادَفَ أَنَّهَا ٱلْمَغَارَةُ نَفْسُهَا ٱلَّتِي كَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مُخْتَبِئِينَ فِيهَا. فَأَلَحَّ رِجَالُ دَاوُدَ عَلَيْهِ لِيَقْتُلَ شَاوُلَ قَائِلِينَ لَهُ إِنَّ يَهْوَه يُسَلِّمُ عَدُوَّهُ ٱللَّدُودَ إِلَى يَدِهِ. لِذلِكَ زَحَفَ دَاوُدُ بِهُدُوءٍ إِلَى شَاوُلَ وَقَطَعَ ذَيْلَ جُبَّتِهِ. وَلكِنْ لِأَنَّهُ كَانَ يَخَافُ ٱللّٰهَ، سَبَّبَ لَهُ قِيَامُهُ بِهذَا ٱلْعَمَلِ غَيْرِ ٱلْمُؤْذِي نِسْبِيًّا عَذَابَ ٱلضَّمِيرِ. فَفَرَّقَ رِجَالَهُ ٱلْمُهْتَاجِينَ قَائِلًا: «حَاشَا لِي، مِنْ قِبَلِ يَهْوَهَ، أَنْ أَفْعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ لِسَيِّدِي، مَسِيحِ يَهْوَهَ».b — ١ صموئيل ٢٤:١-٧.
٦ مَرَّةً أُخْرَى، كَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ مُعَسْكِرِينَ لَيْلًا وَقَدْ نَامُوا جَمِيعُهُمْ «نَوْمًا عَمِيقًا مِنْ يَهْوَهَ». فَتَسَلَّلَ دَاوُدُ وَٱبْنُ أُخْتِهِ أَبِيشَايُ إِلَى ٱلْمُعَسْكَرِ وَوَقَفَا بِجَانِبِ شَاوُلَ ٱلْغَارِقِ فِي ٱلنَّوْمِ. وَكَانَ أَبِيشَايُ يُرِيدُ قَتْلَهُ لِلتَّخَلُّصِ مِنْهُ نِهَائِيًّا. لكِنَّ دَاوُدَ مَنَعَهُ قَائِلًا: «مَنِ ٱلَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ وَيَبْقَى بَرِيئًا؟». — ١ صموئيل ٢٦:٩، ١٢.
٧ مَاذَا مَنَعَ دَاوُدَ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟
٧ فَلِمَاذَا لَمْ يَقْتُلْ دَاوُدُ شَاوُلَ حِينَ سَنَحَتْ لَهُ ٱلْفُرْصَةُ مَرَّتَيْنِ؟ لِأَنَّهُ خَافَ يَهْوَه أَكْثَرَ مِمَّا خَافَ مِنْ شَاوُلَ. فَبِسَبَبِ خَوْفِهِ ٱلسَّلِيمِ مِنَ ٱللّٰهِ، فَضَّلَ تَحَمُّلَ ٱلْأَلَمِ عَلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ. (عبرانيين ١١:٢٥) وَكَانَتْ لَدَيْهِ ثِقَةٌ مُطْلَقَةٌ بِأَنَّ يَهْوَه يَهْتَمُّ بِشَعْبِهِ وَبِهِ شَخْصِيًّا. وَقَدْ عَرَفَ أَنَّ إِطَاعَةَ ٱللّٰهِ وَٱلثِّقَةَ بِهِ تُنْتِجَانِ ٱلسَّعَادَةَ وَٱلْبَرَكَاتِ فِي حِينِ أَنَّ تَجَاهُلَ ٱللّٰهِ يُؤَدِّي إِلَى عَدَمِ رِضَاهُ. (مزمور ٦٥:٤) كَمَا عَرَفَ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُتَمِّمُ وَعْدَهُ بِأَنْ يَجْعَلَهُ مَلِكًا وَيَعْزِلَ شَاوُلَ عَنْ مَنْصِبِهِ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ وَطَرِيقَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ. — ١ صموئيل ٢٦:١٠.
-
-
خَفْ يهوه وكُنْ سعيدابرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (اغسطس)
-
-
‹تَقَوَّ بِيَهْوَه›
١٢ كَيْفَ قَوَّى خَوْفُ ٱللّٰهِ دَاوُدَ؟
١٢ إِنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ لَمْ يَمْنَعْ دَاوُدَ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ فَقَطْ، بَلْ قَوَّاهُ أَيْضًا عَلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ حَاسِمٍ وَحَكِيمٍ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ. مَثَلًا، طَوَالَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ٱخْتَبَأَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ مِنْ شَاوُلَ فِي صِقْلَغَ فِي أَرْيَافِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. (١ صموئيل ٢٧:٥-٧) وَذَاتَ مَرَّةٍ، حِينَ كَانَ ٱلرِّجَالُ غَائِبِينَ، أَحْرَقَ ٱلْعَمَالِيقِيُّونَ ٱلْغُزَاةُ ٱلْمَدِينَةَ وَأَسَرُوا كُلَّ ٱلنِّسَاءِ، ٱلْأَوْلَادِ، وَٱلْمَاشِيَةِ. وَعِنْدَمَا عَادَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ وَرَأَوْا مَا حَدَثَ، رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا. وَسُرْعَانَ مَا تَحَوَّلَ ٱلْحُزْنُ إِلَى مَرَارَةِ نَفْسٍ وَأَثَارَ رِجَالُ دَاوُدَ مَوْضُوعَ رَجْمِهِ. لكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَيْأَسْ مَعَ أَنَّهُ كَانَ حَزِينًا جِدًّا. (امثال ٢٤:١٠) فَخَوْفُ ٱللّٰهِ دَفَعَهُ إِلَى ٱلِٱلْتِجَاءِ إِلَيْهِ، ‹فَتَقَوَّى بِيَهْوَهَ›. وَبِمُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ، أَدْرَكَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ وَٱسْتَرَدُّوا كُلَّ شَيْءٍ. — ١ صموئيل ٣٠:١-٢٠.
-
-
خَفْ يهوه وكُنْ سعيدابرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (اغسطس)
-
-
مِيرَاثٌ ثَمِينٌ
١٥ مَاذَا أَرَادَ دَاوُدُ أَنْ يَنْقُلَ إِلَى أَوْلَادِهِ، وَكَيْفَ فَعَلَ ذلِكَ؟
١٥ كَتَبَ دَاوُدُ: «تَعَالَوْا أَيُّهَا ٱلْبَنُونَ ٱسْتَمِعُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ يَهْوَهَ». (مزمور ٣٤:١١) فَكَأَبٍ، كَانَ مُصَمِّمًا أَنْ يَنْقُلَ إِلَى أَوْلَادِهِ مِيرَاثًا ثَمِينًا: خَوْفَ يَهْوَه ٱلسَّلِيمَ وَٱلْمُتَّزِنَ. لِذلِكَ بِٱلْقَوْلِ وَٱلْعَمَلِ، أَعْطَى ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ يَهْوَه لَيْسَ إِلهًا مُتَطَلِّبًا وَمُخِيفًا يُرَاقِبُ كُلَّ مُخَالَفَةٍ لِشَرِيعَتِهِ، بَلْ هُوَ أَبٌ مُحِبٌّ وَحَنُونٌ وَغَفُورٌ مَعَ أَوْلَادِهِ ٱلْأَرْضِيِّينَ. سَأَلَ دَاوُدُ: «مَنْ يَتَنَبَّهُ إِلَى سَهَوَاتِهِ؟». ثُمَّ أَشَارَ إِلَى ثِقَتِهِ بِأَنَّ يَهْوَه لَا يُدَقِّقُ فِي أَخْطَائِنَا بِٱسْتِمْرَارٍ، قَائِلًا: «مِنَ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَفِيَّةِ خَلِّصْنِي». فَكَانَ أَكِيدًا أَنَّهُ إِذَا بَذَل قُصَارَى جُهْدِهِ، تَكُونُ كَلِمَاتُهُ وَأَفْكَارُهُ مَقْبُولَةً لَدَى يَهْوَه. — مزمور ١٩:١٢، ١٤، ترجمة تفسيرية.
-
-
خَفْ يهوه وكُنْ سعيدابرج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ آب (اغسطس)
-
-
١٨ مَاذَا نَنَالُ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا خَوْفَ ٱللّٰهِ؟
١٨ تَتَضَمَّنُ «كَلِمَاتُ دَاوُدَ ٱلْأَخِيرَةُ» مَا يَلِي: «إِذَا حَكَمَ عَلَى ٱلْبَشَرِ بَارٌّ، وَحَكَمَ بِمَخَافَةِ ٱللّٰهِ، يَكُونُ حُكْمُهُ كَنُورِ ٱلصَّبَاحِ عِنْدَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ». (٢ صموئيل ٢٣:١، ٣، ٤) وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ سُلَيْمَانَ، ٱبْنَ دَاوُدَ وَخَلَفَهُ، فَهِمَ ٱلْقَصْدَ مِنْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ. فَقَدْ طَلَبَ مِنْ يَهْوَه أَنْ يَمْنَحَهُ «قَلْبًا طَائِعًا» وَقُدْرَةً لِكَيْ «يُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ». (١ ملوك ٣:٩) كَمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ وَيُنْتِجُ ٱلسَّعَادَةَ. وَلَاحِقًا، لَخَّصَ سِفْرَ ٱلْجَامِعَةِ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «أَمَا وَقَدْ سَمِعْنَا كُلَّ شَيْءٍ، فَخِتَامُ ٱلْأَمْرِ: خَفِ ٱللّٰهَ وَٱحْفَظْ وَصَايَاهُ؛ لِأَنَّ هذَا هُوَ وَاجِبُ ٱلْإِنْسَانِ. فَإِنَّ ٱللّٰهَ سَيُحْضِرُ إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ كُلَّ عَمَلٍ مَعَ كُلِّ خَفِيٍّ، لِيَرَى هَلْ هُوَ صَالِحٌ أَمْ رَدِيءٌ». (جامعة ١٢:١٣، ١٤) فَإِذَا أَصْغَيْنَا إِلَى هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ، نَجِدُ فِعْلًا أَنَّ «عَاقِبَةَ ٱلتَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ» لَيْسَتْ فَقَطِ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلسَّعَادَةَ، بَلْ أَيْضًا ‹ٱلْغِنَى وَٱلْمَجْدُ وٱلْحَيَاةُ›. — امثال ٢٢:٤.
-