مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يوم يهوه قريب
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • يوم يهوه قريب

      ‏«اسمعوا هذا ايها الشيوخ وأصغوا يا جميع سكان الارض».‏ —‏ يوئيل ١:‏٢‏.‏

      ١،‏ ٢ اية حالة في يهوذا دعت ان يوحي يهوه الى يوئيل بأن يتلفظ بنبوته القوية؟‏

      ‏«آه على اليوم لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] قريب.‏ يأتي كخراب من القادر على كل شيء».‏ يا له من اعلان مثير!‏ انها رسالة اللّٰه الى شعبه التي نقلها نبيّه يوئيل.‏

      ٢ سُجِّلت كلمات يوئيل ١:‏١٥ هذه في يهوذا،‏ على الارجح نحو سنة ٨٢٠ ق‌م.‏ وآنذاك،‏ كانت التلال المخضرّة تزيِّن الارض.‏ وكانت الفاكهة والحبوب وفيرة.‏ وكانت المراعي فسيحة وخضراء.‏ ولكن كان هنالك امر سيئ جدا.‏ فقد كانت عبادة البعل مزدهرة في اورشليم وفي ارض يهوذا.‏ وكان الشعب ينهمك في العربدة والسكر امام هذا الاله الباطل.‏ (‏قارنوا ٢ أخبار الايام ٢١:‏٤-‏٦،‏ ١١‏.‏)‏ فهل كان يهوه سيسمح بأن يستمرّ هذا كله؟‏

      ٣ ممَّ حذَّر يهوه،‏ ولأيّ امر ينبغي ان تستعدّ الامم؟‏

      ٣ ان سفر يوئيل في الكتاب المقدس لا يتركنا في شك بشأن الجواب.‏ فيهوه اللّٰه كان سيبرّئ سلطانه ويقدّس اسمه القدوس.‏ وكان يوم يهوه العظيم قريبا.‏ وآنذاك كان اللّٰه سينفِّذ حكمه في كل الامم في «وادي يهوشافاط».‏ (‏يوئيل ٣:‏١٢‏)‏ فليستعدّوا للحرب مع القادر على كل شيء،‏ يهوه.‏ ونحن ايضا نواجه يوم يهوه العظيم.‏ لذلك فلنُلقِ نظرة عن كثب على كلمات يوئيل النبوية ليومنا وللماضي.‏

      غزو الحشرات

      ٤ الى ايّ حدّ سيكون الحدث الذي حذَّر منه يوئيل عظيما؟‏

      ٤ يقول يهوه بواسطة نبيّه:‏ «اسمعوا هذا ايها الشيوخ وأصغوا يا جميع سكان الارض.‏ هل حدث هذا في ايامكم او في ايام آبائكم.‏ أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دورا آخر».‏ (‏يوئيل ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ كان بإمكان الشيوخ وكل الشعب ان يتوقعوا حدوث امر لم يحدث مثله في حياتهم ولا في حياة آبائهم.‏ وسيكون خارجا عن المألوف بحيث يُخبَر عنه حتى الجيل الثالث!‏ فماذا كان هذا الحدث البارز؟‏ لكي نعرف ذلك،‏ دعونا نتخيَّل اننا عُدنا الى زمن يوئيل.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ صفوا الضربة التي يتنبأ بها يوئيل.‏ (‏ب)‏ مَن كان مصدر هذه الضربة؟‏

      ٥ أصغوا!‏ ها يوئيل يسمع هديرا بعيدا.‏ السماء تُظلِم،‏ وذلك الصوت المخيف يرتفع فيما تخيِّم الظلمة.‏ ثم تهبط سحابة تبدو كسحابة دخان.‏ انها جيش من ملايين الحشرات.‏ ويا للخراب الذي تسبِّبه!‏ تأملوا الآن في يوئيل ١:‏٤‏.‏ ان الحشرات الغازية لا تقتصر فقط على الجراد المهاجر المجنَّح.‏ لا،‏ فهنالك المزيد!‏ فمعها تأتي ايضا حشود جائعة من الجراد الزاحف غير المجنَّح.‏ والجراد يصل فجأة،‏ اذ تحمله الريح،‏ وصوته كصريف المركبات.‏ (‏يوئيل ٢:‏٥‏)‏ وبسبب شهيته العارمة،‏ يمكن للملايين منه ان تجعل الفردوس الفعلي برية.‏

      ٦ وقد اتت ايضا الاساريع —‏ يرقات العثّ والفراشات.‏ ويمكن للجيوش الجرّارة من الاساريع الجائعة ان تلتهم اوراق النباتات قطعة فقطعة،‏ وورقة فورقة،‏ حتى تُعرّى النباتات تقريبا من كسوتها الخضراء.‏ والكثير مما تتركه هذه يأكله الجراد.‏ وما يتركه الجراد تمحوه حتما الصراصير السريعة الجري.‏ ولكن لاحظوا ما يلي:‏ في يوئيل الاصحاح ٢،‏ العدد ١١‏،‏ يحدِّد اللّٰه هوية جيش الجراد بصفته «جيشه».‏ اجل،‏ انه هو مصدر ضربة الجراد التي كانت ستكتسح الارض وتسبِّب جوعا شديدا.‏ متى؟‏ مباشرة قبل «يوم يهوه».‏

      ‏«اصحوا ايها السكارى»!‏

      ٧ (‏أ)‏ كيف كانت حالة قادة يهوذا الدينيين؟‏ (‏ب)‏ كيف تشابه حالة رجال دين العالم المسيحي حالة قادة يهوذا الدينيين؟‏

      ٧ ويُشار الى فريق رديء السمعة،‏ قادة يهوذا الدينيين،‏ عندما يصدر الامر:‏ «اصحوا ايها السكارى وابكوا وولولوا يا جميع شاربي الخمر على العصير لأنه انقطع عن افواهكم».‏ (‏يوئيل ١:‏٥‏)‏ نعم،‏ أُمِر سكارى يهوذا الروحيون بأن ‹يصحوا›،‏ بأن يستفيقوا من سكرتهم.‏ ولكن لا تظنوا ان هذا مجرد تاريخ قديم.‏ فالآن،‏ قبل يوم يهوه العظيم،‏ يمتلئ رجال دين العالم المسيحي مجازيا من الخمر بحيث لا يكادون يدرون بهذا الامر الصادر من العليّ.‏ وكم ستكون مفاجأتهم عظيمة عندما يوقظهم من ذهول سكرِهم يوم يهوه العظيم والمخوف!‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كيف يصف يوئيل الجراد وتأثير ضربته؟‏ (‏ب)‏ مَن يمثِّلهم الجراد اليوم؟‏

      ٨ انظروا الى هذا الجيش العظيم من الجراد!‏ «قد صعدَت على ارضي امة قوية بلا عدد اسنانها اسنان الاسد ولها اضراس اللبوة.‏ جعلَت كرمتي خربة وتينتي متهشمة.‏ قد قشرَتها وطرحَتها فابيضَّت قضبانها.‏ نوحي يا ارضي كعروس مؤتزرة بمسح من اجل بعل صباها».‏ —‏ يوئيل ١:‏٦-‏٨‏.‏

      ٩ هل هذه مجرد نبوة عن «امة» من الجراد،‏ سرب جراد،‏ تغزو يهوذا؟‏ لا،‏ هنالك اكثر من ذلك.‏ ففي يوئيل ١:‏٦ ورؤيا ٩:‏٧ كليهما،‏ يُمثَّل شعب اللّٰه بجراد.‏ وليس جيش الجراد العصري سوى «جيش» يهوه من الجراد الممسوحين،‏ الذين انضمّ اليهم الآن نحو ٠٠٠‏,٦٠٠‏,٥ من ‹خراف [يسوع] الاخر›.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ ألا يسركم ان تكونوا جزءا من هذا الحشد الكبير من عبَّاد يهوه؟‏

      ١٠ ما هي آثار ضربة الجراد في يهوذا؟‏

      ١٠ نقرأ في يوئيل ١:‏٩-‏١٢ عن آثار ضربة الجراد.‏ يدمِّر الارض كاملا سرب بعد آخر.‏ وإذ يفتقر الكهنة غير الامناء الى الحبوب،‏ والخمر،‏ والزيت،‏ يعجزون عن مواصلة وظائفهم.‏ وحتى الارض تنوح،‏ لأن الجراد جرّدها من الحبوب،‏ وتُركَت الاشجار المثمرة بلا ثمر.‏ وبتلف الكروم،‏ ليس هنالك خمر لمعاقري الخمر من عبدة البعل،‏ الذين كانوا ايضا سكارى روحيا.‏

      ‏«اقرعوا على صدوركم ايها الكهنة»‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ مَن يدَّعون اليوم انهم كهنة اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف تؤثر ضربة الجراد العصري في قادة العالم المسيحي الدينيين؟‏

      ١١ أصغوا الى رسالة اللّٰه الى هؤلاء الكهنة العصاة:‏ «تنطَّقوا ونوحوا [«واقرعوا على صدوركم»،‏ ع‌ج‏] ايها الكهنة.‏ ولولوا يا خدام المذبح».‏ (‏يوئيل ١:‏١٣‏)‏ في الانطباق الاول لنبوة يوئيل،‏ كان الكهنة اللاويون يخدمون عند المذبح.‏ ولكن ماذا بشأن الانطباق الاخير؟‏ ان رجال دين العالم المسيحي اخذوا اليوم على عاتقهم سلطة الخدمة عند مذبح اللّٰه،‏ مدَّعين انهم خدامه،‏ ‹كهنته›.‏ ولكن ماذا يحدث فيما يتقدَّم جراد اللّٰه العصري؟‏

      ١٢ عندما يرى «كهنة» العالم المسيحي شعب يهوه وهو يعمل ويسمعون انذارهم بالدينونة الالهية،‏ يصيرون مسعورين.‏ فيقرعون على صدورهم غيظا وغضبا من الاثر المدمِّر لرسالة الملكوت.‏ ويولوِلون اذ يتركهم رعاياهم.‏ فإذ تُعرّى مراعيهم،‏ فليبيتوا بالمسوح،‏ نائحين على خسارة دخلهم.‏ ولن يطول الوقت حتى يخسروا عملهم ايضا!‏ وفي الواقع،‏ يأمرهم اللّٰه بأن ينوحوا كل الليل لأن نهايتهم قريبة.‏

      ١٣ هل سيتجاوب العالم المسيحي ككل مع تحذير يهوه؟‏

      ١٣ بحسب يوئيل ١:‏١٤‏،‏ ع‌ج،‏ يكمن رجاؤهم الوحيد في التوبة والصراخ «الى يهوه من اجل المساعدة».‏ وهل يمكن ان نتوقع من كل صف رجال دين العالم المسيحي ان يلتفتوا الى يهوه؟‏ طبعا لا!‏ فقد يتجاوب افراد منهم مع تحذير يهوه.‏ لكنَّ حالة الجوع الروحي عند هؤلاء القادة الدينيين ورعاياهم كصفّ ستستمر.‏ انبأ النبي عاموس:‏ «هوذا ايام تأتي يقول السيد الرب ارسل جوعا في الارض لا جوعا للخبز ولا عطشا للماء بل لاستماع كلمات الرب».‏ ‏(‏عاموس ٨:‏١١‏)‏ ومن ناحية اخرى،‏ كم نحن شاكرون على المأدبة الروحية السخية التي يزوِّدها اللّٰه بمحبة بواسطة «العبد الامين الحكيم»!‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      ١٤ بمَ تنذر ضربة الجراد؟‏

      ١٤ كانت ضربة الجراد ولا تزال تنذر بحدوث امر معيَّن.‏ وما هو هذا الامر؟‏ يخبرنا يوئيل بصراحة قائلا:‏ «آه على اليوم لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] قريب.‏ يأتي كخراب من القادر على كل شيء».‏ (‏يوئيل ١:‏١٥‏)‏ فالغزوات العالمية النطاق لجيش جراد اللّٰه اليوم تشير بوضوح الى ان يوم يهوه العظيم والمخوف قريب.‏ وكل المستقيمي القلوب يتوقون حتما الى يوم الحساب الخصوصي هذا،‏ حين تنفَّذ الدينونة الالهية في الاشرار وينتصر يهوه بصفته المتسلط الكوني.‏

      ١٥ كيف يتجاوب الذين يصغون الى التحذيرات الالهية،‏ نظرا الى حالة الارض البائسة؟‏

      ١٥ كما تُظهِر يوئيل ١:‏١٦-‏٢٠‏،‏ انقطع الطعام في يهوذا القديمة.‏ وكذلك الابتهاج.‏ وخلت الأهراء،‏ ووجب هدم المخازن.‏ ولأنّ الجراد جرّد الارض من العشب،‏ هامت قطعان البقر،‏ بلا مراعٍ،‏ وفنيت قطعان الغنم.‏ يا لها من مصيبة!‏ ووسط احوال كهذه،‏ ماذا حدث ليوئيل؟‏ قال بحسب العدد ١٩‏:‏ «اليك يا رب أصرخ».‏ واليوم ايضا،‏ يصغي كثيرون الى التحذيرات الالهية ويصرخون الى يهوه اللّٰه بإيمان.‏

      ‏«يوم يهوه قادم»‏

      ١٦ لماذا ينبغي ان يرتعد «جميع سكان الارض»؟‏

      ١٦ اسمعوا امر اللّٰه هذا:‏ «اضربوا بالبوق في صهيون صوِّتوا في جبل قدسي.‏ ليرتعد جميع سكان الارض».‏ (‏يوئيل ٢:‏١‏)‏ ولماذا يتجاوبون على هذا النحو؟‏ تجيب النبوة:‏ «لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] قادم لأنه قريب.‏ يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدا على الجبال».‏ (‏يوئيل ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ هنالك شعور حقيقي بالالحاح مرتبط بيوم يهوه العظيم.‏

      ١٧ كيف اثرت ضربة الجراد في ارض يهوذا وسكانها؟‏

      ١٧ تخيّلوا وقع رؤيا النبي اذ حوَّل الجراد الذي لا يكلّ جنة عدن حقيقية الى قفر خرب.‏ أصغوا الى وصف جيش الجراد:‏ «كمنظر الخيل منظره ومثل الافراس يركضون.‏ كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون.‏ كزفير لهيب نار تأكل قشا.‏ كقوم اقوياء مصطفّين للقتال.‏ منه ترتعد الشعوب.‏ كل الوجوه تجمع حُمْرة».‏ (‏يوئيل ٢:‏٤-‏٦‏)‏ خلال ضربة الجراد في زمن يوئيل،‏ ازداد قلق عبّاد البعل،‏ وكانت فورة القلق بادية على وجوههم.‏

      ١٨،‏ ١٩ كيف يكون نشاط شعب اللّٰه اليوم مثل ضربة جراد؟‏

      ١٨ ولا شيء كان يوقف الجراد المنظَّم الذي لا يتعب.‏ فكانوا يجرون «كأبطال» ويتسلّقون الاسوار ايضا.‏ وإذا ‹وقع البعض بين الاسلحة فالآخرون لا ينكسرون›.‏ (‏يوئيل ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فيا له من تصوير نبوي حيّ لجيش اللّٰه العصري من الجراد الرمزي!‏ واليوم ايضا،‏ ما زال جيش جراد يهوه يمضي قُدُما.‏ ولا يعيقهم ايّ «سور» من المقاومة.‏ وهم لا يسايرون على حساب استقامتهم امام اللّٰه،‏ بل هم مستعدّون لمواجهة الموت،‏ شأنهم في ذلك شأن الآلاف من شهود يهوه الذين ‹وقعوا بين الاسلحة› لأنهم رفضوا ان يحيّوا هتلر في ظل الحكم النازي.‏

      ١٩ لقد قدّم جيش جراد يهوه العصري شهادة شاملة في «مدينة» العالم المسيحي.‏ (‏يوئيل ٢:‏٩‏)‏ وفعلوا ذلك في كل انحاء العالم.‏ وما زالوا يتخطّون كل العقَبات،‏ اذ يدخلون ملايين البيوت ويتحدثون الى الناس في الشارع وعلى الهاتف وبأية طريقة ممكنة فيما يعلنون رسالة يهوه.‏ وفعليا،‏ وزَّعوا البلايين من مطبوعات الكتاب المقدس وسيوزِّعون اكثر بكثير في خدمتهم التي لا تتوقف —‏ علنا ومن بيت الى بيت على السواء.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ٢٠ مَن يدعم الجراد العصري،‏ وبأية نتائج؟‏

      ٢٠ تُظهِر يوئيل ٢:‏١٠ ان سرب الجراد الضخم جدا يشبه سحابة يمكنها ان تحجب الشمس والقمر والنجوم.‏ (‏قارنوا اشعياء ٦٠:‏٨‏.‏)‏ فهل هنالك شكّ في مَن هو وراء هذا الجيش؟‏ فبصوت اعلى من هدير الحشرات،‏ نسمع هذه الكلمات في يوئيل ٢:‏١١‏:‏ «الرب يعطي صوته امام جيشه.‏ ان عسكره كثير جدا.‏ فإن صانع قوله قوي لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] عظيم ومخوف جدا فمَن يطيقه».‏ نعم،‏ يرسل يهوه اللّٰه جيشه من الجراد الآن —‏ قبل يومه العظيم.‏

      ‏«لا يتباطأ الرب»‏

      ٢١ ماذا سينتج عندما ‹يأتي يوم يهوه كلصّ›؟‏

      ٢١ كيوئيل،‏ تكلَّم الرسول بطرس عن يوم يهوه العظيم.‏ كتب:‏ «سيأتي كلصّ في الليل يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحلّ العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٠‏)‏ فتحت تأثير الشيطان ابليس،‏ تحكم «السموات» الحكومية الشريرة على «الارض»،‏ اي الجنس البشري المبتعد عن اللّٰه.‏ (‏افسس ٦:‏١٢؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وهذه السموات والارض الرمزية لن تنجو من حموّ الغضب الالهي خلال يوم يهوه العظيم.‏ ولكنها ستُستبدل ‹بحسب وعده بسموات جديدة وأرض جديدة نحن في انتظارها يسكن فيها البر›.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      ٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ كيف ينبغي ان نتجاوب مع رحمة يهوه في اظهار اناته؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان نتصرف نظرا الى ان يوم يهوه قريب؟‏

      ٢٢ بوجود كل التلهيات وامتحانات الايمان العصرية،‏ قد يغيب عن بالنا الحاح ازمنتنا.‏ ولكن فيما يتقدم الجراد الرمزي دائما الى الامام،‏ يتجاوب كثيرون مع رسالة الملكوت.‏ ومع ان اللّٰه سمح بالوقت لذلك،‏ لا يجب ان نحسب اناته تباطؤا.‏ «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يُقبِل الجميع الى التوبة».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏

      ٢٣ وفيما نحن منتظرون يوم يهوه العظيم،‏ فلنفكر جديا في كلمات بطرس المسجلة في ٢ بطرس ٣:‏١١،‏ ١٢‏:‏ «بما ان هذه كلها تنحلّ ايّ اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى [«وأفعال التعبُّد للّٰه»،‏ ع‌ج‏] منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] الذي به تنحلّ السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب».‏ ان هذه الافعال والاعمال تشمل دون شك ان نماشي جيش جراد يهوه بالاشتراك على نحو قانوني وذي معنى في الكرازة ببشارة الملكوت قبل مجيء المنتهى.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

      ٢٤،‏ ٢٥ (‏أ)‏ كيف تتجاوبون مع امتياز الاشتراك في عمل جيش جراد يهوه؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال ذي مغزى يطرحه يوئيل؟‏

      ٢٤ ان جيش جراد يهوه لن يتوقف عن عمله حتى يندلع يوم يهوه العظيم والمخوف.‏ ووجود جيش الجراد هذا الذي لا يمكن ايقافه هو بحدّ ذاته دليل بارز على ان يوم يهوه قريب.‏ ألا يسرّكم ان تخدموا مع جراد اللّٰه الممسوحين ورفقائهم في الهجوم الاخير قبل يوم يهوه العظيم والمخوف؟‏

      ٢٥ كم سيكون يوم يهوه عظيما!‏ فلا عجب ان يُطرَح السؤال:‏ «مَن يطيقه».‏ (‏يوئيل ٢:‏١١‏)‏ سنعالج هذا السؤال وأسئلة عديدة اخرى في المقالتين التاليتين.‏

  • مَن ‹سينجون›؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • مَن ‹سينجون›؟‏

      ‏«كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج] يخلص».‏ —‏ اعمال ٢:‏٢١‏.‏

      ١ لماذا كان يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م نقطة تحوّل في تاريخ العالم؟‏

      كان يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م نقطة تحوّل في تاريخ العالم.‏ لماذا؟‏ لأنه في ذلك اليوم وُلدت امة جديدة.‏ في بادئ الامر،‏ لم تكن امة كبيرة جدا —‏ مجرد ١٢٠ تلميذا ليسوع كانوا قد اجتمعوا في عليّة في اورشليم.‏ أما اليوم،‏ في حين نُسيَت معظم الامم التي كانت موجودة آنذاك،‏ فلا تزال الامة التي وُلدت في تلك العليّة موجودة معنا.‏ وهذا الواقع كليّ الاهمية بالنسبة الينا جميعا،‏ لأن هذه هي الامة المعيَّنة من اللّٰه لتكون شهوده امام كل الجنس البشري.‏

      ٢ اية حوادث عجائبية وسمت ولادة الامة الجديدة؟‏

      ٢ عند بداية هذه الامة الجديدة،‏ جرت حوادث مهمة تمَّمت كلمات يوئيل النبوية.‏ نقرأ عن هذه الحوادث في الاعمال ٢:‏٢-‏٤‏:‏ «صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين.‏ وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم.‏ وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا».‏ وهكذا صار هؤلاء الرجال والنساء الامناء الـ‍ ١٢٠ امة روحية،‏ اول الاعضاء في ما دعاه الرسول بولس لاحقا «اسرائيل اللّٰه».‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٦‏.‏

      ٣ اية نبوة ليوئيل تمت يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م؟‏

      ٣ اجتمعت الحشود لتتحقَّق امر ‹هبوب الريح العاصفة›،‏ فأوضح لهم الرسول بطرس ان احدى نبوات يوئيل كانت تتمّ.‏ اية نبوة؟‏ اصغوا الى ما قاله:‏ «يقول اللّٰه ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما.‏ وعلى عبيدي ايضا وإمائي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنبأون.‏ وأعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان.‏ تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] العظيم الشهير.‏ ويكون كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] يخلص».‏ (‏اعمال ٢:‏١٧-‏٢١‏)‏ ان الكلمات التي اقتبسها بطرس موجودة في يوئيل ٢:‏٢٨-‏٣٢‏،‏ وقد عنى اتمامها ان الوقت ينفد بالنسبة الى الامة اليهودية.‏ و«يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] العظيم الشهير»،‏ وقت محاسبة اسرائيل غير الامينة،‏ كان قريبا.‏ ولكن مَن كانوا سيخلصون او ينجون؟‏ وإلامَ رمز ذلك؟‏

      اتمامان للنبوة

      ٤،‏ ٥ اية نصيحة قدَّمها بطرس نظرا الى الحوادث القادمة،‏ ولماذا لا تزال هذه النصيحة تنطبق بعد زمنه؟‏

      ٤ في السنوات التي تلت سنة ٣٣ ب‌م،‏ ازدهر اسرائيل اللّٰه الروحي،‏ في حين لم تزدهر امة اسرائيل الجسدية.‏ ففي سنة ٦٦ ب‌م،‏ كانت اسرائيل الجسدية في حرب مع روما.‏ وسنة ٧٠ ب‌م،‏ لم تعد اسرائيل موجودة عمليا وأورشليم أُحرقت مع هيكلها الى الحضيض.‏ وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ قدَّم بطرس نصيحة جيدة نظرا الى تلك المأساة الوشيكة.‏ قال مقتبسا مجددا من يوئيل:‏ «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] يخلص».‏ فكان على كل يهودي ان يتّخذ قرارا شخصيا ان يدعو باسم يهوه.‏ وقد شمل ذلك الاصغاء الى ارشادات بطرس الاضافية:‏ «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا».‏ (‏اعمال ٢:‏٣٨‏)‏ فكان يجب ان يقبل مستمعو بطرس ان يسوع هو المسيّا الذي رفضته اسرائيل كأمة.‏

      ٥ ان كلمات يوئيل النبوية هذه اثَّرت كثيرا في الودعاء في القرن الاول.‏ غير ان تأثيرها اليوم اعظم لأن هنالك اتماما ثانيا لنبوة يوئيل،‏ كما تُظهِر الحوادث في القرن الـ‍ ٢٠.‏ فلنرَ كيف.‏

      ٦ كيف ابتدأت هوية اسرائيل اللّٰه تتَّضح مع اقتراب سنة ١٩١٤؟‏

      ٦ بعد موت الرسل،‏ حجب زوان المسيحية الباطلة اسرائيل اللّٰه.‏ ولكن خلال وقت النهاية الذي ابتدأ سنة ١٩١٤،‏ اتَّضحت من جديد هوية هذه الامة الروحية.‏ وهذا كله كان اتماما لمثل يسوع عن الحنطة والزوان.‏ (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ فمع اقتراب سنة ١٩١٤،‏ ابتدأ المسيحيون الممسوحون ينفصلون عن العالم المسيحي غير الامين،‏ رافضين بجرأة عقائده الباطلة وكارزين بالنهاية القادمة ‹لأزمنة الامم›.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏ ولكنَّ الحرب العالمية الاولى،‏ التي اندلعت عام ١٩١٤،‏ اثارت مسائل لم يكونوا مستعدين لها.‏ وتحت الضغط الشديد تباطأ كثيرون،‏ وساير البعض.‏ وبحلول سنة ١٩١٨،‏ كان نشاطهم الكرازي شبه متوقف.‏

      ٧ (‏أ)‏ اية حادثة مماثلة ليوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م حصلت سنة ١٩١٩؟‏ (‏ب)‏ ابتداء من سنة ١٩١٩،‏ ايّ تأثير في خدام يهوه سبَّبه سكب روح اللّٰه؟‏

      ٧ غير ان هذا الامر لم يدُم طويلا.‏ فابتداء من سنة ١٩١٩،‏ شرع يهوه يسكب روحه على شعبه بطريقة ذكَّرت بيوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ طبعا،‏ لم يكن هنالك تكلم بألسنة سنة ١٩١٩ ولا كان هنالك هبوب ريح عاصفة.‏ فنحن نفهم من كلمات بولس المسجَّلة في ١ كورنثوس ١٣:‏٨ ان زمن العجائب كان قد انقضى منذ وقت بعيد.‏ لكنَّ روح اللّٰه كان ظاهرا بوضوح سنة ١٩١٩ عندما أُعيد تنشيط المسيحيين الامناء في محفل في سيدر پوينت،‏ أوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ وباشروا من جديد عمل الكرازة ببشارة الملكوت.‏ وفي سنة ١٩٢٢ عادوا الى سيدر پوينت وحرّكَتْهم المناشدة:‏ «أعلنوا،‏ أعلنوا،‏ أعلنوا الملك وملكوته».‏ وكما حدث في القرن الاول،‏ لم يسع العالم إلا ان يلاحظ آثار سكب روح اللّٰه.‏ فكل المسيحيين المنتذرين —‏ الذكور والإناث،‏ الكبار والصغار —‏ ابتدأوا ‹يتنبأون›،‏ اي يعلنون ‹عظائم اللّٰه›.‏ (‏اعمال ٢:‏١١‏)‏ وكبطرس حثّوا الودعاء:‏ «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي».‏ (‏اعمال ٢:‏٤٠‏)‏ وكيف يمكن للمتجاوبين ان يفعلوا ذلك؟‏ بالاصغاء الى كلمات يوئيل المدوَّنة في يوئيل ٢:‏٣٢‏:‏ «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] ينجو».‏

      ٨ كيف جرت الامور مع اسرائيل اللّٰه منذ سنة ١٩١٩؟‏

      ٨ منذ تلك السنوات الباكرة،‏ تقدمت اعمال اسرائيل اللّٰه.‏ ويبدو ان ختم الممسوحين متقدِّم جدا،‏ ومنذ ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ظهر على المسرح جمع كثير من الودعاء برجاء ارضي.‏ (‏رؤيا ٧:‏٣،‏ ٩‏)‏ وهم يشعرون جميعا بالالحاح،‏ لأن الاتمام الثاني ليوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩ يُظهِر اننا قريبون من يوم ليهوه اعظم ومخوف اكثر،‏ فيه سيُدمَّر نظام اشياء ديني وسياسي وتجاري عالمي.‏ ولدينا سبب وجيه لكي ‹ندعو باسم يهوه› وكلنا ايمان بأنه سيخلّصنا!‏

      كيف ندعو باسم يهوه؟‏

      ٩ ما هي بعض الامور التي يشملها الدعاء باسم يهوه؟‏

      ٩ وماذا يشمله الدعاء باسم يهوه؟‏ تساعدنا قرينة يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩ على الاجابة عن هذا السؤال.‏ مثلا،‏ لا يسمع يهوه لكل الذين يدعونه.‏ فقد قال يهوه لاسرائيل بفم نبي آخر،‏ اشعياء:‏ «حين تبسطون ايديكم استر عينيّ عنكم وإن كثّرتم الصلاة لا اسمع».‏ ولماذا رفض يهوه ان يسمع لأمته؟‏ يوضح هو نفسه:‏ «ايديكم ملآنة دما».‏ (‏اشعياء ١:‏١٥‏)‏ فلن يسمع يهوه لأيٍّ من المذنبين بسفك الدم او الذين يمارسون الخطأ.‏ لذلك قال بطرس لليهود في يوم الخمسين ان يتوبوا.‏ وفي قرينة يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏،‏ نجد ان يوئيل يشدِّد ايضا على التوبة.‏ مثلا،‏ نقرأ في يوئيل ٢:‏١٢،‏ ١٣‏:‏ «ولكن الآن يقول الرب ارجعوا اليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح.‏ ومزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا الى الرب الهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة».‏ ومنذ سنة ١٩١٩،‏ عمل المسيحيون الممسوحون بانسجام مع هذه الكلمات.‏ فتابوا عن كل تقصيراتهم وقرروا ألا يسايروا اطلاقا في ما بعد او يتباطأوا.‏ وهذا فتح المجال لسكب روح اللّٰه.‏ وكل مَن يريد ان يدعو باسم يهوه ويلقى اذنا صاغية يجب ان يتبع المسلك عينه.‏

      ١٠ (‏أ)‏ ما هي التوبة الحقيقة؟‏ (‏ب)‏ كيف يتجاوب يهوه مع التوبة الحقيقية؟‏

      ١٠ تذكروا ان التوبة الحقيقية هي اكثر من مجرد القول:‏ «انا آسف».‏ فكان من عادة الاسرائيليين ان يمزِّقوا ثيابهم ليُظهِروا عمق مشاعرهم.‏ ولكنَّ يهوه يقول:‏ «مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم».‏ فالتوبة الحقيقية تنبع من القلب،‏ من اعماق كياننا.‏ انها تشمل الاقلاع عن فعل الخطإ،‏ تماما كما نقرأ في اشعياء ٥٥:‏٧‏:‏ «ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى الرب».‏ وهي تنطوي على بغض الخطية،‏ تماما كما فعل يسوع.‏ (‏عبرانيين ١:‏٩‏)‏ عندئذ نثق بأن يهوه سيغفر لنا على اساس الذبيحة الفدائية لأن يهوه «رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة».‏ وسيقبل عبادتنا،‏ تقدمتنا وسكيبنا الروحيَّين.‏ وسيسمع عندما ندعو باسمه.‏ —‏ يوئيل ٢:‏١٤‏.‏

      ١١ ايّ مكان في حياتنا ينبغي ان تحتله العبادة الحقة؟‏

      ١١ في الموعظة على الجبل،‏ اعطانا يسوع شيئا آخر لنبقيه في فكرنا عندما قال:‏ «اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبرَّه».‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ فلا يجب ان نعتبر عبادتنا شيئا يُستهان به،‏ شيئا نقوم به بطريقة روتينية لنريح ضميرنا.‏ فخدمة اللّٰه تستحق المكان الاول في حياتنا.‏ لذلك يمضي يهوه قائلا بفم يوئيل:‏ «اضربوا بالبوق في صهيون .‏ .‏ .‏ اجمعوا الشعب قدِّسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها».‏ (‏يوئيل ٢:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ من الطبيعي ان يلتهي المتزوجان حديثا،‏ بحيث لا يهتمان إلا احدهما بالآخر.‏ ولكن حتى بالنسبة اليهما،‏ يجب ان تأتي خدمة يهوه اولا.‏ فلا شيء ينبغي ان يسبق اجتماعنا لعبادة الهنا،‏ الدعاء باسمه.‏

      ١٢ اية امكانية للنمو تُرى من تقرير حضور الذِّكرى في السنة الماضية؟‏

      ١٢ على ضوء ذلك،‏ لنتأمل في إحصاء يكشفه تقرير شهود يهوه لسنة الخدمة ١٩٩٧.‏ فالسنة الماضية شهدت ذروة من ٩٣١‏,٥٩٩‏,٥ ناشرا للملكوت —‏ جمع كثير حقا من المسبِّحين!‏ وبلغ حضور الذِّكرى ٢٢٦‏,٣٢٢‏,١٤ —‏ اكثر من عدد الناشرين بنحو ثمانية ملايين ونصف.‏ وهذا الرقم يُظهِر امكانية نموّ رائعة.‏ وكثيرون من هؤلاء الثمانية الملايين والنصف يدرسون الكتاب المقدس مع شهود يهوه كأشخاص مهتمين او اولاد لآباء معتمدين.‏ وعدد كبير كانوا يحضرون الاجتماع للمرة الاولى.‏ ووجودهم اتاح لشهود يهوه فرصة جيدة ليتعرفوا بهم اكثر ويعرضوا ان يساعدوهم على إحراز المزيد من التقدم.‏ ثم كان هنالك الذين يحضرون الذِّكرى كل سنة وربما بعض الاجتماعات الاخرى،‏ ولكنهم لا يحرزون ايّ تقدم اضافي.‏ طبعا،‏ يسرّنا جدا ان يحضر مثل هؤلاء الاجتماعات.‏ ولكننا نحثهم على التأمل مليًّا في كلمات يوئيل النبوية والتفكير في اية خطوات اضافية يلزم ان يتّخذوها ليكونوا على يقين من ان يهوه سيسمع عندما يدعون باسمه.‏

      ١٣ اذا كنا ندعو باسم يهوه،‏ فأية مسؤولية تجاه الآخرين ملقاة على عاتقنا؟‏

      ١٣ شدد الرسول بولس على وجه آخر للدعاء باسم اللّٰه.‏ ففي رسالته الى رومية،‏ اقتبس كلمات يوئيل النبوية:‏ «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] يخلص».‏ ثم حلَّل:‏ «كيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به.‏ وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به.‏ وكيف يسمعون بلا كارز».‏ (‏رومية ١٠:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ نعم،‏ يحتاج كثيرون آخرون لم يأتوا بعد الى معرفة يهوه ان يدعوا باسمه.‏ والذين يعرفون يهوه لا تُلقى على عاتقهم مسؤولية الكرازة فحسب بل ايضا ان يمدوا اليهم يد العون.‏

      فردوس روحي

      ١٤،‏ ١٥ اية بركات فردوسية يتمتع بها شعب يهوه لأنهم يدعون باسمه بطريقة ترضيه؟‏

      ١٤ هذه هي نظرة الممسوحين والخراف الاخر على السواء،‏ ولذلك يباركهم يهوه.‏ «يغار الرب لأرضه ويرقّ لشعبه».‏ (‏يوئيل ٢:‏١٨‏)‏ ففي سنة ١٩١٩،‏ غار يهوه لشعبه ورقّ لهم عندما ردّهم وأحضرهم الى حيّز نشاطه الروحي.‏ وهذا هو حقا فردوس روحي،‏ ويُحسِن يوئيل وصفه بهذه الكلمات:‏ «لا تخافي ايتها الارض ابتهجي وافرحي لأن الرب يعظِّم عمله.‏ لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبت لأن الاشجار تحمل ثمرها التينة والكرمة تعطيان قوتهما.‏ ويا بني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب الهكم لأنه يعطيكم المطر المبكِّر على حقه ويُنزِل عليكم مطرا مبكِّرا ومتأخِّرا في اول الوقت فتُملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرا وزيتا».‏ —‏ يوئيل ٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏

      ١٥ يا لها من صورة مبهجة!‏ تدابير وافرة من ثلاث غلال اساسية في اسرائيل —‏ الحبوب،‏ زيت الزيتون،‏ والخمر —‏ بالاضافة الى قطعان كثيرة.‏ وفي يومنا،‏ تتم حقا هذه الكلمات النبوية بطريقة روحية.‏ فيهوه يزوِّد كل الطعام الروحي الذي نحتاج اليه.‏ ألا نبتهج جميعا بمثل هذه الوفرة المعطاة من اللّٰه؟‏ حقا،‏ كما انبأ ملاخي،‏ ‹فتح [الهنا] كوى السموات وأفاض علينا بركة حتى لا توسع›.‏ —‏ ملاخي ٣:‏١٠‏.‏

      نهاية نظام اشياء

      ١٦ (‏أ)‏ ماذا يعني سكب روح يهوه في زمننا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يخبئ المستقبل؟‏

      ١٦ بعد الإنباء بحالة شعب اللّٰه الفردوسية،‏ ينبئ يوئيل بسكب روح يهوه.‏ وعندما اقتبس بطرس هذه النبوة في يوم الخمسين،‏ قال انها تمت «في الايام الاخيرة».‏ (‏اعمال ٢:‏١٧‏)‏ وسكب روح اللّٰه آنذاك عنى ان الايام الاخيرة لنظام الاشياء اليهودي قد ابتدأت.‏ وسكب روح اللّٰه على اسرائيل اللّٰه في القرن الـ‍ ٢٠ يعني اننا نعيش في الايام الاخيرة لنظام الاشياء العالمي.‏ ونظرا الى هذا،‏ ماذا يخبّئ المستقبل؟‏ تمضي نبوة يوئيل قائلة لنا:‏ «اعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان.‏ تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] العظيم المخوف».‏ —‏ يوئيل ٢:‏٣٠،‏ ٣١‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ ايّ يوم ليهوه مخوف اتى على اورشليم؟‏ (‏ب)‏ علامَ تحثنا يقينية يوم يهوه المخوف القادم؟‏

      ١٧ في سنة ٦٦ ب‌م،‏ ابتدأت تتحقق هذه الكلمات النبوية في اليهودية فيما تقدمت الحوادث بثبات الى ذروة يوم يهوه المخوف سنة ٧٠ ب‌م.‏ وكم كان مخيفا ان يكون المرء في ذلك الوقت بين الذين لا يمجِّدون اسم يهوه!‏ واليوم،‏ تكمن امامنا حوادث مرعبة كهذه سيدمِّر فيها يهوه بيده كل نظام الاشياء العالمي هذا.‏ ولكنَّ الهرب ممكن.‏ تمضي النبوة قائلة:‏ «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] ينجو.‏ لأنه في جبل صهيون وفي اورشليم تكون نجاة.‏ كما قال الرب.‏ وبين الباقين من يدعوه الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏]».‏ (‏يوئيل ٢:‏٣٢‏)‏ ان شهود يهوه شاكرون حقا انهم يعرفون اسم يهوه،‏ ولديهم ثقة تامة انه سيخلّصهم عندما يدعونه.‏

      ١٨ ولكن ماذا سيحدث عندما يضرب يوم يهوه العظيم والشهير هذا العالم بكل شدَّته؟‏ هذا ما سيُناقَش في مقالة الدرس الاخيرة.‏

  • تنفيذ الدينونة في وادي القضاء
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • تنفيذ الدينونة في وادي القضاء

      ‏«تصعد الامم الى وادي يهوشافاط لأني هناك اجلس لأحاكم جميع الامم».‏ —‏ يوئيل ٣:‏١٢‏.‏

      ١ لماذا يرى يوئيل جماهير مجتمعة في «وادي القضاء»؟‏

      ‏«جماهير جماهير في وادي القضاء»!‏ نقرأ هذه الكلمات المثيرة في يوئيل ٣:‏١٤‏.‏ ولماذا هذه الجماهير مجتمعة؟‏ يجيب يوئيل:‏ «لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] قريب».‏ انه يوم تبرئة يهوه العظيم —‏ يوم تنفيذ الدينونة في الحشود التي رفضت ملكوت اللّٰه المؤسس برئاسة المسيح يسوع.‏ وبعد طول انتظار،‏ يحين ‹للملائكة الاربعة› لسفر الرؤيا الاصحاح ٧ ان يطلقوا «اربع رياح الارض»،‏ مما يؤدي الى «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون».‏ —‏ رؤيا ٧:‏١؛‏ متى ٢٤:‏٢١‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ لماذا من الملائم ان يُدعى مكان تنفيذ دينونة يهوه «وادي يهوشافاط»؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوب يهوشافاط تجاوبا مناسبا عندما كان يتعرض للهجوم؟‏

      ٢ في يوئيل ٣:‏١٢‏،‏ يُدعى موضع تنفيذ الدينونة هذا «وادي يهوشافاط».‏ وبشكل ملائم،‏ خلال فترة عاصفة من تاريخ امة يهوذا،‏ نفّذ يهوه الدينونة هناك لمصلحة الملك الصالح يهوشافاط،‏ الذي يعني اسمه «يهوه هو قاضٍ».‏ والتأمل في ما حدث آنذاك سيساعدنا ان نفهم اكثر ما يوشك ان يحدث في زمننا.‏ ان السجل موجود في ٢ أخبار الايام الاصحاح ٢٠‏.‏ نقرأ في العدد ١ من هذا الاصحاح انه «اتى بنو موآب وبنو عمون ومعهم العمونيون على يهوشافاط للمحاربة».‏ فكيف تجاوب يهوشافاط؟‏ لقد فعل ما يفعله دائما خدام يهوه الامناء في الازمات.‏ التفت الى يهوه طلبا للارشاد،‏ مصلّيا بحرارة:‏ «يا الهنا أما تقضي عليهم لأنه ليس فينا قوة امام هذا الجمهور الكثير الآتي علينا ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك اعيننا».‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٠:‏١٢‏.‏

      يهوه يستجيب صلاة

      ٣ اية ارشادات اعطاها يهوه ليهوذا عندما كانوا يواجهون هجوم الامم المجاورة؟‏

      ٣ وفيما كان «كل يهوذا واقفين امام الرب مع اطفالهم ونسائهم وبنيهم»،‏ اعطى يهوه جوابه.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏١٣‏)‏ وتماما كما يستخدم سامع الصلاة العظيم «العبد الامين الحكيم» اليوم،‏ كذلك مكّن النبيَّ اللاوي يحزئيل من تزويد جوابه لأولئك المجتمعين.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ نقرأ:‏ «هكذا قال الرب لكم لا تخافوا ولا ترتاعوا بسبب هذا الجمهور الكثير لأن الحرب ليست لكم بل للّٰه.‏ .‏ .‏ .‏ ليس عليكم ان تحاربوا في هذه.‏ قفوا اثبتوا وانظروا خلاص الرب معكم .‏ .‏ .‏ لا تخافوا ولا ترتاعوا.‏ غدا اخرجوا للقائهم والرب معكم».‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٠:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ٤ كيف طلب يهوه من شعبه ان يأخذوا المبادرة،‏ لا ان يبقوا مكتوفي الايدي،‏ عندما كانوا يواجهون تحدّي العدو؟‏

      ٤ طلب يهوه من الملك يهوشافاط وشعبه اكثر من مجرد الجلوس مكتوفي الايدي،‏ بانتظار انقاذ عجائبي.‏ فكان عليهم ان يأخذوا المبادرة في مواجهة تحدّي العدو.‏ وقد عبَّر الملك و‹كل يهوذا مع اطفالهم ونسائهم وبنيهم› عن ايمان قوي عندما اطاعوا وبكَّروا صباحا وساروا للقاء الحشود الغازية.‏ وفي الطريق،‏ استمر الملك في تزويد الارشاد الثيوقراطي والتشجيع،‏ اذ حثّهم:‏ «آمنوا بالرب الهكم فتأمَنوا.‏ آمنوا بأنبيائه فتُفلحوا».‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏٢٠‏)‏ الايمان بيهوه!‏ والايمان بأنبيائه!‏ كان هذان هما العاملَين الاساسيَّين ليُفلحوا.‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ اذ نبقى نشاطى في خدمة يهوه،‏ لا نشكَّ ابدا في انه سينصر ايماننا!‏

      ٥ كيف يكون شهود يهوه اليوم نشاطى فيما يسبِّحون يهوه؟‏

      ٥ كشعب يهوذا في زمن يهوشافاط،‏ يجب ان ‹نحمد الرب لأن الى الابد رحمته›.‏ وكيف نقدّم هذا الحمد؟‏ بكرازتنا الغيورة بالملكوت!‏ وكما ‹ابتدأ [شعب يهوذا] في الغناء والتسبيح›،‏ كذلك نزوِّد نحن ايضا ايماننا بالاعمال.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ اجل،‏ فلنعرب عن هذا الايمان الاصيل فيما يستعد يهوه ليشرع في القتال ضد اعدائه!‏ ومع ان الطريق قد يبدو طويلا،‏ فلنكن مصمّمين على الاحتمال،‏ نشاطى في الايمان،‏ تماما كشعبه المنتصر في مناطق الاضطراب في الارض اليوم.‏ ففي بعض البلدان التي تتألم كثيرا من الاضطهاد والعنف والجوع والاحوال الاقتصادية الرديئة،‏ يشهد خدام اللّٰه الامناء نتائج جديرة بالملاحظة،‏ كما يذكر الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٨.‏

      يهوه ينقذ شعبه

      ٦ كيف يساعد الايمان القوي على ابقائنا اولياء اليوم؟‏

      ٦ لقد حاولت الامم الاثيمة المحيطة بيهوذا ان تبتلع شعب اللّٰه،‏ لكنَّ خدام يهوه بإيمانهم المثالي تجاوبوا بترنيم تسابيحه.‏ ويمكننا ان نعبِّر عن الايمان عينه اليوم.‏ فبمَلء حياتنا بالاعمال التي تجلب التسبيح ليهوه،‏ نقوّي سلاحنا الروحي،‏ غير تاركين المجال لتخرقه وسائل الشيطان الماكرة.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏)‏ والايمان القوي سيُضعف الاغراء بالتلهّي بالتسلية المنحطّة،‏ الماديّة،‏ واللامبالاة التي تميِّز العالم المائت حولنا.‏ وهذا الايمان الذي لا يُقهَر سيُبقينا خادمين بولاء مع «العبد الامين الحكيم» فيما نتغذّى باستمرار بالطعام الروحي المزوَّد «في حينه».‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥‏.‏

      ٧ كيف ردّ شهود يهوه على التهجمات المتنوعة الموجَّهة اليهم؟‏

      ٧ وإيماننا المؤسس على الكتاب المقدس سيقوينا لنقف ثابتين في وجه حملات البغض التي يثيرها اولئك الذين يعربون عن روح «العبد الرديء» المذكور في متى ٢٤:‏٤٨-‏٥١‏.‏ وإذ يتمِّم المرتدّون هذه النبوة بشكل لافت للنظر،‏ يزرعون الاكاذيب والاشاعات بنشاط في بلدان عديدة اليوم،‏ حتى انهم يتواطؤون مع البعض في مراكز السلطة بين الامم.‏ وحيث كان مناسبا،‏ ردّ شهود يهوه عليهم،‏ ‹بالمحاماة عن الانجيل [«البشارة»،‏ ع‌ج‏] وإثباته [«شرعيا»،‏ ع‌ج‏]›،‏ كما هو وارد في فيلبي ١:‏٧‏.‏ مثلا،‏ في ٢٦ ايلول ١٩٩٦،‏ في قضية من اليونان،‏ اجمع القضاة التسعة في المحكمة الاوروپية لحقوق الانسان في ستراسبورڠ أن «شهود يهوه يلائمون تعريف ‹الدين المعروف›»،‏ ويحقُّ لهم ان ينعموا بحرية التفكير والضمير والمعتقد،‏ ولهم الحق في نشر ايمانهم.‏ أما بخصوص المرتدين فتذكر دينونة اللّٰه:‏ «قد اصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه وخنزيرة مغتسلة الى مراغة الحمأة».‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏٢٢‏.‏

      ٨ كيف نفَّذ يهوه الدينونة في اعداء شعبه في زمن يهوشافاط؟‏

      ٨ نفّذ يهوه الدينونة في زمن يهوشافاط في الذين ارادوا ايذاء شعبه.‏ نقرأ:‏ «جعل الرب اكمنة على بني عمون وموآب وجبل ساعير الآتين على يهوذا فانكسروا.‏ وقام بنو عمون وموآب على سكان جبل ساعير ليحرّموهم ويهلكوهم.‏ ولما فرغوا من سكان ساعير ساعد بعضهم على اهلاك بعض».‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٠:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فسمّى شعب يهوذا ذلك الموضع وادي بركة.‏ وفي الازمنة العصرية ايضا،‏ سيؤدي تنفيذ يهوه الدينونة في اعدائه الى بركات لشعبه.‏

      ٩،‏ ١٠ مَن برهنوا انه يستحقون دينونة يهوه المضادة؟‏

      ٩ قد نسأل:‏ مَن سينالون في الازمنة العصرية دينونة مضادة من يهوه؟‏ للحصول على الجواب عن هذا السؤال،‏ يجب ان نعود الى نبوة يوئيل.‏ تتكلم يوئيل ٣:‏٣ عن اعداء شعبه الذين «اعطوا الصبي بزانية وباعوا البنت بخمر».‏ اجل،‏ انهم يعتبرون خدام اللّٰه ادنى منهم بكثير،‏ عديمي القيمة كليا،‏ اذ ان قيمة اولادهم لا تعادل اجر زانية او كلفة وعاء خمر.‏ فيجب ان يقدموا حسابا عن ذلك.‏

      ١٠ والذين يمارسون الزنا الروحي يستحقون الدينونة ايضا.‏ (‏رؤيا ١٧:‏٣-‏٦‏)‏ ومَن يُعتبرون مذنبين خصوصا هم الذين يحرّضون القوى السياسية على اضطهاد شهود يهوه وإعاقة نشاطهم،‏ كما يفعل بعض القادة الدينيين الذين يهيِّجون الرعاع في اوروپا الشرقية مؤخرا.‏ ويهوه يعبِّر عن تصميمه على قتال فاعلي الاثم هؤلاء.‏ —‏ يوئيل ٣:‏٤-‏٨‏.‏

      ‏«قدِّسوا حربا»‏

      ١١ كيف يتحدى يهوه اعداءه ليشتركوا في الحرب؟‏

      ١١ بعدئذ يدعو يهوه شعبه الى المناداة بتحدٍّ بين الامم:‏ «قدِّسوا حربا أنهضوا الابطال ليتقدم ويصعد كل رجال الحرب».‏ (‏يوئيل ٣:‏٩‏)‏ انه اعلان عن حرب فريدة —‏ حرب بارة.‏ وشهود يهوه الاولياء يعتمدون على الاسلحة الروحية فيما يردّون على الاشاعات الكاذبة،‏ مبطلين الكذب بالحق.‏ (‏٢ كورنثوس ١٠:‏٤؛‏ افسس ٦:‏١٧‏)‏ وقريبا،‏ سيقدِّس اللّٰه «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء».‏ وهذا سيُريح الارض من كل مقاومي سلطان اللّٰه.‏ وشعبه على الارض لن يشترك فيه.‏ فحرفيا ومجازيا «يطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل».‏ (‏اشعياء ٢:‏٤‏)‏ وبالتباين،‏ يتحدى يهوه الامم المعادية ان تفعل العكس:‏ «اطبعوا سكّاتكم سيوفا ومناجلكم رماحا».‏ (‏يوئيل ٣:‏١٠‏)‏ وهو يدعوهم الى استخدام كل ترساناتهم من آلات الحرب والاسلحة العصرية في المعركة.‏ ولكن لا يمكن ان ينجحوا لأن الحرب والانتصار هما ليهوه!‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ رغم انتهاء الحرب الباردة،‏ كيف تُظهِر امم كثيرة انها لا تزال مستعدة للحرب؟‏ (‏ب)‏ لأيّ امر ليست الامم مستعدة؟‏

      ١٢ في اوائل تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ اعلنت الامم ان الحرب الباردة انتهت.‏ نظرا الى ذلك،‏ هل تحقَّق هدف الامم المتحدة الاساسي ان تُحِلّ السلام والامن؟‏ قطعا لا!‏ فماذا تخبرنا الحوادث في بوروندي،‏ رواندا،‏ الصومال،‏ العراق،‏ جمهورية الكونڠو الديموقراطية،‏ ليبيريا،‏ ويوغوسلاڤيا السابقة؟‏ بكلمات ارميا ٦:‏١٤‏،‏ انهم يقولون:‏ «سلام سلام ولا سلام».‏

      ١٣ ورغم ان الحرب الفعلية انتهت في بعض المناطق،‏ إلا ان الامم الاعضاء في الامم المتحدة ما زالت تتنافس في تصنيع اسلحة حربية متطورة.‏ ولا يزال بعضها يصون مخزونه من الاسلحة النووية.‏ وتصنِّع اخرى اسلحة كيميائية او جرثومية للابادة الجماعية.‏ وإذ تجتمع هذه الامم الى الموقع المجازي المدعو هرمجدون،‏ يتحدّاهم قائلا:‏ «ليقُل الضعيف بطل انا.‏ اسرعوا وهلموا يا جميع الامم من كل ناحية واجتمعوا».‏ ثم يقاطع يوئيل بمناشدته الخاصة:‏ «الى هناك أنزِلْ يا رب ابطالك»‏‏.‏ —‏ يوئيل ٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      يهوه يحمي خاصته

      ١٤ مَن هم ابطال يهوه؟‏

      ١٤ ومن هم ابطال يهوه؟‏ في ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس،‏ يُدعى الاله الحقيقي «يهوه الجنود» نحو ٢٨٠ مرة.‏ (‏٢ ملوك ٣:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهؤلاء الجنود هم حشود السموات الملائكية التي تقف مستعدة لتنفيذ اوامر يهوه.‏ فعندما حاول الأراميون ان يقضوا على أليشع،‏ فتح يهوه اخيرا عينَي خادم أليشع ليرى لماذا لن يُفلحوا:‏ «وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع».‏ (‏٢ ملوك ٦:‏١٧‏)‏ وقال يسوع انه كان بإمكانه ان يطلب الى ابيه «اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة».‏ (‏متى ٢٦:‏٥٣‏)‏ وإذ تصف الرؤيا ركوب يسوع لتنفيذ الدينونة في هرمجدون،‏ تذكر:‏ «الاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزًّا ابيض ونقيا.‏ ومن فمه يخرج سيف ماضٍ لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب اللّٰه القادر على كل شيء».‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وتوصف معصرة الخمر الرمزية هذه بتعابير حية بأنها «معصرة غضب اللّٰه العظيمة».‏ —‏ رؤيا ١٤:‏١٧-‏٢٠‏.‏

      ١٥ كيف يصف يوئيل حرب يهوه مع الامم؟‏

      ١٥ اذًا،‏ كيف يجيب يهوه عن التماس يوئيل ان يُنزِل اللّٰه ابطاله؟‏ نجد الجواب في هذه الكلمات التصويرية:‏ «تنهض وتصعد الامم الى وادي يهوشافاط لأني هناك اجلس لأحاكم جميع الامم من كل ناحية.‏ أرسِلوا المنجل لأن الحصيد قد نضج.‏ هلموا دوسوا لأنه قد امتلأت المعصرة.‏ فاضت الحياض لأن شرّهم كثير.‏ جماهير جماهير في وادي القضاء لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] قريب في وادي القضاء.‏ الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها.‏ والرب من صهيون يزمجر ومن اورشليم يعطي صوته فترجف السماء والارض».‏ —‏ يوئيل ٣:‏١٢-‏١٦‏.‏

      ١٦ مَن سيكونون بين الذين سينفِّذ يهوه الدينونة فيهم؟‏

      ١٦ وكما انه اكيد ان الاسم يهوشافاط يعني «يهوه هو قاضٍ»،‏ كذلك بكل تأكيد سيبرّئ الهنا يهوه سلطانه كاملا بتنفيذ الدينونة.‏ تصف النبوة اولئك الذين ينالون دينونة مضادة بأنهم «جماهير جماهير في وادي القضاء».‏ وكل الباقين من مؤيِّدي الدين الباطل سيكونون بين هذه الجماهير.‏ وسيكون بينهم ايضا اولئك الموصوفون في المزمور الثاني —‏ الامم،‏ الشعوب،‏ ملوك الارض،‏ والرؤساء —‏ الذين فضّلوا نظام هذا العالم الفاسد على ‹عبادة الرب بخوف›.‏ وهؤلاء يرفضون ان ‹يقبّلوا الابن›.‏ (‏مزمور ٢:‏١،‏ ٢،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ فهم لا يعترفون بأن يسوع هو ملك يهوه المعاون.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ستشمل الجماهير الموسومة للهلاك كل الاشخاص الذين سيقضي هذا الملك المجيد بأنهم «جداء».‏ (‏متى ٢٥:‏٣٣،‏ ٤١‏)‏ وعندما يحين الوقت الذي عيَّنه يهوه ليزمجر من اورشليم السماوية،‏ سيركب ملك ملوكه المعيَّن لتنفيذ تلك الدينونة.‏ وسترجف السماء والارض بالتأكيد!‏ ولكن تجري طمأنتنا:‏ «الرب ملجأ لشعبه وحصن لبني اسرائيل».‏ —‏ يوئيل ٣:‏١٦‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ مَن تُحدَّد هويتهم بصفتهم ناجين من الضيقة العظيمة،‏ وبأية احوال سيتمتعون؟‏

      ١٧ تحدِّد الرؤيا ٧:‏٩-‏١٧ هوية الذين ينجون من «الضيقة العظيمة» بصفتهم ‹جمعا كثيرا› مؤلفا من الذين يمارسون الايمان بالقوة الفدائية لدم يسوع.‏ ويجد هؤلاء الحماية في يوم يهوه في حين ان جماهير نبوة يوئيل المحتشِدة تلقى دينونة مضادة.‏ يقول يوئيل للناجين:‏ «تعرفون اني انا الرب الهكم ساكنا في صهيون جبل قدسي»،‏ مكان سكنى يهوه السماوي.‏ —‏ يوئيل ٣:‏١٧أ‏.‏

      ١٨ ثم تُعلِمنا النبوة ان منطقة نفوذ ملكوت اللّٰه السماوي تكون «مقدسة ولا يجتاز فيها الاعاجم في ما بعد».‏ (‏يوئيل ٣:‏١٧ب‏)‏ ففي الحيّز السماوي والارضي لذلك الملكوت السماوي،‏ لن يكون هنالك اعاجم،‏ لأن الجميع سيكونون موحَّدين في العبادة النقية.‏

      ١٩ كيف يصف يوئيل السعادة التي يحس بها شعب اللّٰه اليوم كما لو انهم في الفردوس؟‏

      ١٩ وحتى اليوم،‏ تعمّ كثرة سلام بين شعب يهوه هنا على الارض.‏ وهم باتِّحاد يعلنون احكامه في اكثر من ٢٣٠ بلدا وبأكثر من ٣٠٠ لغة مختلفة.‏ وقد انبأ يوئيل بازدهارهم بشكل رائع:‏ «يكون في ذلك اليوم ان الجبال تقطر عصيرا والتلال تفيض لبنا وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء».‏ (‏يوئيل ٣:‏١٨‏)‏ نعم،‏ سيظلّ يهوه يسكب على مسبِّحيه على الارض دفْقا من البركات المفرحة والازدهار وينبوعا متزايدا من الحق الثمين.‏ وسيكون سلطان يهوه قد تبرّأ كاملا في وادي القضاء،‏ وسيفيض الفرح اذ يسكن هو الى الابد بين شعبه المَفدي.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة