-
يوم يهوه قريببرج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (مايو)
-
-
يوم يهوه قريب
«اسمعوا هذا ايها الشيوخ وأصغوا يا جميع سكان الارض». — يوئيل ١:٢.
١، ٢ اية حالة في يهوذا دعت ان يوحي يهوه الى يوئيل بأن يتلفظ بنبوته القوية؟
«آه على اليوم لأن يوم الرب [«يهوه»، عج] قريب. يأتي كخراب من القادر على كل شيء». يا له من اعلان مثير! انها رسالة اللّٰه الى شعبه التي نقلها نبيّه يوئيل.
٢ سُجِّلت كلمات يوئيل ١:١٥ هذه في يهوذا، على الارجح نحو سنة ٨٢٠ قم. وآنذاك، كانت التلال المخضرّة تزيِّن الارض. وكانت الفاكهة والحبوب وفيرة. وكانت المراعي فسيحة وخضراء. ولكن كان هنالك امر سيئ جدا. فقد كانت عبادة البعل مزدهرة في اورشليم وفي ارض يهوذا. وكان الشعب ينهمك في العربدة والسكر امام هذا الاله الباطل. (قارنوا ٢ أخبار الايام ٢١:٤-٦، ١١.) فهل كان يهوه سيسمح بأن يستمرّ هذا كله؟
٣ ممَّ حذَّر يهوه، ولأيّ امر ينبغي ان تستعدّ الامم؟
٣ ان سفر يوئيل في الكتاب المقدس لا يتركنا في شك بشأن الجواب. فيهوه اللّٰه كان سيبرّئ سلطانه ويقدّس اسمه القدوس. وكان يوم يهوه العظيم قريبا. وآنذاك كان اللّٰه سينفِّذ حكمه في كل الامم في «وادي يهوشافاط». (يوئيل ٣:١٢) فليستعدّوا للحرب مع القادر على كل شيء، يهوه. ونحن ايضا نواجه يوم يهوه العظيم. لذلك فلنُلقِ نظرة عن كثب على كلمات يوئيل النبوية ليومنا وللماضي.
غزو الحشرات
٤ الى ايّ حدّ سيكون الحدث الذي حذَّر منه يوئيل عظيما؟
٤ يقول يهوه بواسطة نبيّه: «اسمعوا هذا ايها الشيوخ وأصغوا يا جميع سكان الارض. هل حدث هذا في ايامكم او في ايام آبائكم. أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دورا آخر». (يوئيل ١:٢، ٣) كان بإمكان الشيوخ وكل الشعب ان يتوقعوا حدوث امر لم يحدث مثله في حياتهم ولا في حياة آبائهم. وسيكون خارجا عن المألوف بحيث يُخبَر عنه حتى الجيل الثالث! فماذا كان هذا الحدث البارز؟ لكي نعرف ذلك، دعونا نتخيَّل اننا عُدنا الى زمن يوئيل.
٥، ٦ (أ) صفوا الضربة التي يتنبأ بها يوئيل. (ب) مَن كان مصدر هذه الضربة؟
٥ أصغوا! ها يوئيل يسمع هديرا بعيدا. السماء تُظلِم، وذلك الصوت المخيف يرتفع فيما تخيِّم الظلمة. ثم تهبط سحابة تبدو كسحابة دخان. انها جيش من ملايين الحشرات. ويا للخراب الذي تسبِّبه! تأملوا الآن في يوئيل ١:٤. ان الحشرات الغازية لا تقتصر فقط على الجراد المهاجر المجنَّح. لا، فهنالك المزيد! فمعها تأتي ايضا حشود جائعة من الجراد الزاحف غير المجنَّح. والجراد يصل فجأة، اذ تحمله الريح، وصوته كصريف المركبات. (يوئيل ٢:٥) وبسبب شهيته العارمة، يمكن للملايين منه ان تجعل الفردوس الفعلي برية.
٦ وقد اتت ايضا الاساريع — يرقات العثّ والفراشات. ويمكن للجيوش الجرّارة من الاساريع الجائعة ان تلتهم اوراق النباتات قطعة فقطعة، وورقة فورقة، حتى تُعرّى النباتات تقريبا من كسوتها الخضراء. والكثير مما تتركه هذه يأكله الجراد. وما يتركه الجراد تمحوه حتما الصراصير السريعة الجري. ولكن لاحظوا ما يلي: في يوئيل الاصحاح ٢، العدد ١١، يحدِّد اللّٰه هوية جيش الجراد بصفته «جيشه». اجل، انه هو مصدر ضربة الجراد التي كانت ستكتسح الارض وتسبِّب جوعا شديدا. متى؟ مباشرة قبل «يوم يهوه».
«اصحوا ايها السكارى»!
٧ (أ) كيف كانت حالة قادة يهوذا الدينيين؟ (ب) كيف تشابه حالة رجال دين العالم المسيحي حالة قادة يهوذا الدينيين؟
٧ ويُشار الى فريق رديء السمعة، قادة يهوذا الدينيين، عندما يصدر الامر: «اصحوا ايها السكارى وابكوا وولولوا يا جميع شاربي الخمر على العصير لأنه انقطع عن افواهكم». (يوئيل ١:٥) نعم، أُمِر سكارى يهوذا الروحيون بأن ‹يصحوا›، بأن يستفيقوا من سكرتهم. ولكن لا تظنوا ان هذا مجرد تاريخ قديم. فالآن، قبل يوم يهوه العظيم، يمتلئ رجال دين العالم المسيحي مجازيا من الخمر بحيث لا يكادون يدرون بهذا الامر الصادر من العليّ. وكم ستكون مفاجأتهم عظيمة عندما يوقظهم من ذهول سكرِهم يوم يهوه العظيم والمخوف!
٨، ٩ (أ) كيف يصف يوئيل الجراد وتأثير ضربته؟ (ب) مَن يمثِّلهم الجراد اليوم؟
٨ انظروا الى هذا الجيش العظيم من الجراد! «قد صعدَت على ارضي امة قوية بلا عدد اسنانها اسنان الاسد ولها اضراس اللبوة. جعلَت كرمتي خربة وتينتي متهشمة. قد قشرَتها وطرحَتها فابيضَّت قضبانها. نوحي يا ارضي كعروس مؤتزرة بمسح من اجل بعل صباها». — يوئيل ١:٦-٨.
٩ هل هذه مجرد نبوة عن «امة» من الجراد، سرب جراد، تغزو يهوذا؟ لا، هنالك اكثر من ذلك. ففي يوئيل ١:٦ ورؤيا ٩:٧ كليهما، يُمثَّل شعب اللّٰه بجراد. وليس جيش الجراد العصري سوى «جيش» يهوه من الجراد الممسوحين، الذين انضمّ اليهم الآن نحو ٠٠٠,٦٠٠,٥ من ‹خراف [يسوع] الاخر›. (يوحنا ١٠:١٦) ألا يسركم ان تكونوا جزءا من هذا الحشد الكبير من عبَّاد يهوه؟
١٠ ما هي آثار ضربة الجراد في يهوذا؟
١٠ نقرأ في يوئيل ١:٩-١٢ عن آثار ضربة الجراد. يدمِّر الارض كاملا سرب بعد آخر. وإذ يفتقر الكهنة غير الامناء الى الحبوب، والخمر، والزيت، يعجزون عن مواصلة وظائفهم. وحتى الارض تنوح، لأن الجراد جرّدها من الحبوب، وتُركَت الاشجار المثمرة بلا ثمر. وبتلف الكروم، ليس هنالك خمر لمعاقري الخمر من عبدة البعل، الذين كانوا ايضا سكارى روحيا.
«اقرعوا على صدوركم ايها الكهنة»
١١، ١٢ (أ) مَن يدَّعون اليوم انهم كهنة اللّٰه؟ (ب) كيف تؤثر ضربة الجراد العصري في قادة العالم المسيحي الدينيين؟
١١ أصغوا الى رسالة اللّٰه الى هؤلاء الكهنة العصاة: «تنطَّقوا ونوحوا [«واقرعوا على صدوركم»، عج] ايها الكهنة. ولولوا يا خدام المذبح». (يوئيل ١:١٣) في الانطباق الاول لنبوة يوئيل، كان الكهنة اللاويون يخدمون عند المذبح. ولكن ماذا بشأن الانطباق الاخير؟ ان رجال دين العالم المسيحي اخذوا اليوم على عاتقهم سلطة الخدمة عند مذبح اللّٰه، مدَّعين انهم خدامه، ‹كهنته›. ولكن ماذا يحدث فيما يتقدَّم جراد اللّٰه العصري؟
١٢ عندما يرى «كهنة» العالم المسيحي شعب يهوه وهو يعمل ويسمعون انذارهم بالدينونة الالهية، يصيرون مسعورين. فيقرعون على صدورهم غيظا وغضبا من الاثر المدمِّر لرسالة الملكوت. ويولوِلون اذ يتركهم رعاياهم. فإذ تُعرّى مراعيهم، فليبيتوا بالمسوح، نائحين على خسارة دخلهم. ولن يطول الوقت حتى يخسروا عملهم ايضا! وفي الواقع، يأمرهم اللّٰه بأن ينوحوا كل الليل لأن نهايتهم قريبة.
١٣ هل سيتجاوب العالم المسيحي ككل مع تحذير يهوه؟
١٣ بحسب يوئيل ١:١٤، عج، يكمن رجاؤهم الوحيد في التوبة والصراخ «الى يهوه من اجل المساعدة». وهل يمكن ان نتوقع من كل صف رجال دين العالم المسيحي ان يلتفتوا الى يهوه؟ طبعا لا! فقد يتجاوب افراد منهم مع تحذير يهوه. لكنَّ حالة الجوع الروحي عند هؤلاء القادة الدينيين ورعاياهم كصفّ ستستمر. انبأ النبي عاموس: «هوذا ايام تأتي يقول السيد الرب ارسل جوعا في الارض لا جوعا للخبز ولا عطشا للماء بل لاستماع كلمات الرب». (عاموس ٨:١١) ومن ناحية اخرى، كم نحن شاكرون على المأدبة الروحية السخية التي يزوِّدها اللّٰه بمحبة بواسطة «العبد الامين الحكيم»! — متى ٢٤:٤٥-٤٧.
١٤ بمَ تنذر ضربة الجراد؟
١٤ كانت ضربة الجراد ولا تزال تنذر بحدوث امر معيَّن. وما هو هذا الامر؟ يخبرنا يوئيل بصراحة قائلا: «آه على اليوم لأن يوم الرب [«يهوه»، عج] قريب. يأتي كخراب من القادر على كل شيء». (يوئيل ١:١٥) فالغزوات العالمية النطاق لجيش جراد اللّٰه اليوم تشير بوضوح الى ان يوم يهوه العظيم والمخوف قريب. وكل المستقيمي القلوب يتوقون حتما الى يوم الحساب الخصوصي هذا، حين تنفَّذ الدينونة الالهية في الاشرار وينتصر يهوه بصفته المتسلط الكوني.
١٥ كيف يتجاوب الذين يصغون الى التحذيرات الالهية، نظرا الى حالة الارض البائسة؟
١٥ كما تُظهِر يوئيل ١:١٦-٢٠، انقطع الطعام في يهوذا القديمة. وكذلك الابتهاج. وخلت الأهراء، ووجب هدم المخازن. ولأنّ الجراد جرّد الارض من العشب، هامت قطعان البقر، بلا مراعٍ، وفنيت قطعان الغنم. يا لها من مصيبة! ووسط احوال كهذه، ماذا حدث ليوئيل؟ قال بحسب العدد ١٩: «اليك يا رب أصرخ». واليوم ايضا، يصغي كثيرون الى التحذيرات الالهية ويصرخون الى يهوه اللّٰه بإيمان.
«يوم يهوه قادم»
١٦ لماذا ينبغي ان يرتعد «جميع سكان الارض»؟
١٦ اسمعوا امر اللّٰه هذا: «اضربوا بالبوق في صهيون صوِّتوا في جبل قدسي. ليرتعد جميع سكان الارض». (يوئيل ٢:١) ولماذا يتجاوبون على هذا النحو؟ تجيب النبوة: «لأن يوم الرب [«يهوه»، عج] قادم لأنه قريب. يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدا على الجبال». (يوئيل ٢:١، ٢) هنالك شعور حقيقي بالالحاح مرتبط بيوم يهوه العظيم.
١٧ كيف اثرت ضربة الجراد في ارض يهوذا وسكانها؟
١٧ تخيّلوا وقع رؤيا النبي اذ حوَّل الجراد الذي لا يكلّ جنة عدن حقيقية الى قفر خرب. أصغوا الى وصف جيش الجراد: «كمنظر الخيل منظره ومثل الافراس يركضون. كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون. كزفير لهيب نار تأكل قشا. كقوم اقوياء مصطفّين للقتال. منه ترتعد الشعوب. كل الوجوه تجمع حُمْرة». (يوئيل ٢:٤-٦) خلال ضربة الجراد في زمن يوئيل، ازداد قلق عبّاد البعل، وكانت فورة القلق بادية على وجوههم.
١٨، ١٩ كيف يكون نشاط شعب اللّٰه اليوم مثل ضربة جراد؟
١٨ ولا شيء كان يوقف الجراد المنظَّم الذي لا يتعب. فكانوا يجرون «كأبطال» ويتسلّقون الاسوار ايضا. وإذا ‹وقع البعض بين الاسلحة فالآخرون لا ينكسرون›. (يوئيل ٢:٧، ٨) فيا له من تصوير نبوي حيّ لجيش اللّٰه العصري من الجراد الرمزي! واليوم ايضا، ما زال جيش جراد يهوه يمضي قُدُما. ولا يعيقهم ايّ «سور» من المقاومة. وهم لا يسايرون على حساب استقامتهم امام اللّٰه، بل هم مستعدّون لمواجهة الموت، شأنهم في ذلك شأن الآلاف من شهود يهوه الذين ‹وقعوا بين الاسلحة› لأنهم رفضوا ان يحيّوا هتلر في ظل الحكم النازي.
١٩ لقد قدّم جيش جراد يهوه العصري شهادة شاملة في «مدينة» العالم المسيحي. (يوئيل ٢:٩) وفعلوا ذلك في كل انحاء العالم. وما زالوا يتخطّون كل العقَبات، اذ يدخلون ملايين البيوت ويتحدثون الى الناس في الشارع وعلى الهاتف وبأية طريقة ممكنة فيما يعلنون رسالة يهوه. وفعليا، وزَّعوا البلايين من مطبوعات الكتاب المقدس وسيوزِّعون اكثر بكثير في خدمتهم التي لا تتوقف — علنا ومن بيت الى بيت على السواء. — اعمال ٢٠:٢٠، ٢١، عج.
٢٠ مَن يدعم الجراد العصري، وبأية نتائج؟
٢٠ تُظهِر يوئيل ٢:١٠ ان سرب الجراد الضخم جدا يشبه سحابة يمكنها ان تحجب الشمس والقمر والنجوم. (قارنوا اشعياء ٦٠:٨.) فهل هنالك شكّ في مَن هو وراء هذا الجيش؟ فبصوت اعلى من هدير الحشرات، نسمع هذه الكلمات في يوئيل ٢:١١: «الرب يعطي صوته امام جيشه. ان عسكره كثير جدا. فإن صانع قوله قوي لأن يوم الرب [«يهوه»، عج] عظيم ومخوف جدا فمَن يطيقه». نعم، يرسل يهوه اللّٰه جيشه من الجراد الآن — قبل يومه العظيم.
«لا يتباطأ الرب»
٢١ ماذا سينتج عندما ‹يأتي يوم يهوه كلصّ›؟
٢١ كيوئيل، تكلَّم الرسول بطرس عن يوم يهوه العظيم. كتب: «سيأتي كلصّ في الليل يوم الرب [«يهوه»، عج] الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحلّ العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها». (٢ بطرس ٣:١٠) فتحت تأثير الشيطان ابليس، تحكم «السموات» الحكومية الشريرة على «الارض»، اي الجنس البشري المبتعد عن اللّٰه. (افسس ٦:١٢؛ ١ يوحنا ٥:١٩) وهذه السموات والارض الرمزية لن تنجو من حموّ الغضب الالهي خلال يوم يهوه العظيم. ولكنها ستُستبدل ‹بحسب وعده بسموات جديدة وأرض جديدة نحن في انتظارها يسكن فيها البر›. — ٢ بطرس ٣:١٣.
٢٢، ٢٣ (أ) كيف ينبغي ان نتجاوب مع رحمة يهوه في اظهار اناته؟ (ب) كيف ينبغي ان نتصرف نظرا الى ان يوم يهوه قريب؟
٢٢ بوجود كل التلهيات وامتحانات الايمان العصرية، قد يغيب عن بالنا الحاح ازمنتنا. ولكن فيما يتقدم الجراد الرمزي دائما الى الامام، يتجاوب كثيرون مع رسالة الملكوت. ومع ان اللّٰه سمح بالوقت لذلك، لا يجب ان نحسب اناته تباطؤا. «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يُقبِل الجميع الى التوبة». — ٢ بطرس ٣:٩.
٢٣ وفيما نحن منتظرون يوم يهوه العظيم، فلنفكر جديا في كلمات بطرس المسجلة في ٢ بطرس ٣:١١، ١٢: «بما ان هذه كلها تنحلّ ايّ اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى [«وأفعال التعبُّد للّٰه»، عج] منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب [«يهوه»، عج] الذي به تنحلّ السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب». ان هذه الافعال والاعمال تشمل دون شك ان نماشي جيش جراد يهوه بالاشتراك على نحو قانوني وذي معنى في الكرازة ببشارة الملكوت قبل مجيء المنتهى. — مرقس ١٣:١٠.
٢٤، ٢٥ (أ) كيف تتجاوبون مع امتياز الاشتراك في عمل جيش جراد يهوه؟ (ب) ايّ سؤال ذي مغزى يطرحه يوئيل؟
٢٤ ان جيش جراد يهوه لن يتوقف عن عمله حتى يندلع يوم يهوه العظيم والمخوف. ووجود جيش الجراد هذا الذي لا يمكن ايقافه هو بحدّ ذاته دليل بارز على ان يوم يهوه قريب. ألا يسرّكم ان تخدموا مع جراد اللّٰه الممسوحين ورفقائهم في الهجوم الاخير قبل يوم يهوه العظيم والمخوف؟
٢٥ كم سيكون يوم يهوه عظيما! فلا عجب ان يُطرَح السؤال: «مَن يطيقه». (يوئيل ٢:١١) سنعالج هذا السؤال وأسئلة عديدة اخرى في المقالتين التاليتين.
-
-
مَن ‹سينجون›؟برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (مايو)
-
-
مَن ‹سينجون›؟
«كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] يخلص». — اعمال ٢:٢١.
١ لماذا كان يوم الخمسين سنة ٣٣ بم نقطة تحوّل في تاريخ العالم؟
كان يوم الخمسين سنة ٣٣ بم نقطة تحوّل في تاريخ العالم. لماذا؟ لأنه في ذلك اليوم وُلدت امة جديدة. في بادئ الامر، لم تكن امة كبيرة جدا — مجرد ١٢٠ تلميذا ليسوع كانوا قد اجتمعوا في عليّة في اورشليم. أما اليوم، في حين نُسيَت معظم الامم التي كانت موجودة آنذاك، فلا تزال الامة التي وُلدت في تلك العليّة موجودة معنا. وهذا الواقع كليّ الاهمية بالنسبة الينا جميعا، لأن هذه هي الامة المعيَّنة من اللّٰه لتكون شهوده امام كل الجنس البشري.
٢ اية حوادث عجائبية وسمت ولادة الامة الجديدة؟
٢ عند بداية هذه الامة الجديدة، جرت حوادث مهمة تمَّمت كلمات يوئيل النبوية. نقرأ عن هذه الحوادث في الاعمال ٢:٢-٤: «صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا». وهكذا صار هؤلاء الرجال والنساء الامناء الـ ١٢٠ امة روحية، اول الاعضاء في ما دعاه الرسول بولس لاحقا «اسرائيل اللّٰه». — غلاطية ٦:١٦.
٣ اية نبوة ليوئيل تمت يوم الخمسين سنة ٣٣ بم؟
٣ اجتمعت الحشود لتتحقَّق امر ‹هبوب الريح العاصفة›، فأوضح لهم الرسول بطرس ان احدى نبوات يوئيل كانت تتمّ. اية نبوة؟ اصغوا الى ما قاله: «يقول اللّٰه ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما. وعلى عبيدي ايضا وإمائي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنبأون. وأعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان. تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه»، عج] العظيم الشهير. ويكون كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] يخلص». (اعمال ٢:١٧-٢١) ان الكلمات التي اقتبسها بطرس موجودة في يوئيل ٢:٢٨-٣٢، وقد عنى اتمامها ان الوقت ينفد بالنسبة الى الامة اليهودية. و«يوم الرب [«يهوه»، عج] العظيم الشهير»، وقت محاسبة اسرائيل غير الامينة، كان قريبا. ولكن مَن كانوا سيخلصون او ينجون؟ وإلامَ رمز ذلك؟
اتمامان للنبوة
٤، ٥ اية نصيحة قدَّمها بطرس نظرا الى الحوادث القادمة، ولماذا لا تزال هذه النصيحة تنطبق بعد زمنه؟
٤ في السنوات التي تلت سنة ٣٣ بم، ازدهر اسرائيل اللّٰه الروحي، في حين لم تزدهر امة اسرائيل الجسدية. ففي سنة ٦٦ بم، كانت اسرائيل الجسدية في حرب مع روما. وسنة ٧٠ بم، لم تعد اسرائيل موجودة عمليا وأورشليم أُحرقت مع هيكلها الى الحضيض. وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، قدَّم بطرس نصيحة جيدة نظرا الى تلك المأساة الوشيكة. قال مقتبسا مجددا من يوئيل: «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] يخلص». فكان على كل يهودي ان يتّخذ قرارا شخصيا ان يدعو باسم يهوه. وقد شمل ذلك الاصغاء الى ارشادات بطرس الاضافية: «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا». (اعمال ٢:٣٨) فكان يجب ان يقبل مستمعو بطرس ان يسوع هو المسيّا الذي رفضته اسرائيل كأمة.
٥ ان كلمات يوئيل النبوية هذه اثَّرت كثيرا في الودعاء في القرن الاول. غير ان تأثيرها اليوم اعظم لأن هنالك اتماما ثانيا لنبوة يوئيل، كما تُظهِر الحوادث في القرن الـ ٢٠. فلنرَ كيف.
٦ كيف ابتدأت هوية اسرائيل اللّٰه تتَّضح مع اقتراب سنة ١٩١٤؟
٦ بعد موت الرسل، حجب زوان المسيحية الباطلة اسرائيل اللّٰه. ولكن خلال وقت النهاية الذي ابتدأ سنة ١٩١٤، اتَّضحت من جديد هوية هذه الامة الروحية. وهذا كله كان اتماما لمثل يسوع عن الحنطة والزوان. (متى ١٣:٢٤-٣٠، ٣٦-٤٣) فمع اقتراب سنة ١٩١٤، ابتدأ المسيحيون الممسوحون ينفصلون عن العالم المسيحي غير الامين، رافضين بجرأة عقائده الباطلة وكارزين بالنهاية القادمة ‹لأزمنة الامم›. (لوقا ٢١:٢٤) ولكنَّ الحرب العالمية الاولى، التي اندلعت عام ١٩١٤، اثارت مسائل لم يكونوا مستعدين لها. وتحت الضغط الشديد تباطأ كثيرون، وساير البعض. وبحلول سنة ١٩١٨، كان نشاطهم الكرازي شبه متوقف.
٧ (أ) اية حادثة مماثلة ليوم الخمسين سنة ٣٣ بم حصلت سنة ١٩١٩؟ (ب) ابتداء من سنة ١٩١٩، ايّ تأثير في خدام يهوه سبَّبه سكب روح اللّٰه؟
٧ غير ان هذا الامر لم يدُم طويلا. فابتداء من سنة ١٩١٩، شرع يهوه يسكب روحه على شعبه بطريقة ذكَّرت بيوم الخمسين سنة ٣٣ بم. طبعا، لم يكن هنالك تكلم بألسنة سنة ١٩١٩ ولا كان هنالك هبوب ريح عاصفة. فنحن نفهم من كلمات بولس المسجَّلة في ١ كورنثوس ١٣:٨ ان زمن العجائب كان قد انقضى منذ وقت بعيد. لكنَّ روح اللّٰه كان ظاهرا بوضوح سنة ١٩١٩ عندما أُعيد تنشيط المسيحيين الامناء في محفل في سيدر پوينت، أوهايو، الولايات المتحدة الاميركية، وباشروا من جديد عمل الكرازة ببشارة الملكوت. وفي سنة ١٩٢٢ عادوا الى سيدر پوينت وحرّكَتْهم المناشدة: «أعلنوا، أعلنوا، أعلنوا الملك وملكوته». وكما حدث في القرن الاول، لم يسع العالم إلا ان يلاحظ آثار سكب روح اللّٰه. فكل المسيحيين المنتذرين — الذكور والإناث، الكبار والصغار — ابتدأوا ‹يتنبأون›، اي يعلنون ‹عظائم اللّٰه›. (اعمال ٢:١١) وكبطرس حثّوا الودعاء: «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي». (اعمال ٢:٤٠) وكيف يمكن للمتجاوبين ان يفعلوا ذلك؟ بالاصغاء الى كلمات يوئيل المدوَّنة في يوئيل ٢:٣٢: «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] ينجو».
٨ كيف جرت الامور مع اسرائيل اللّٰه منذ سنة ١٩١٩؟
٨ منذ تلك السنوات الباكرة، تقدمت اعمال اسرائيل اللّٰه. ويبدو ان ختم الممسوحين متقدِّم جدا، ومنذ ثلاثينات الـ ١٩٠٠، ظهر على المسرح جمع كثير من الودعاء برجاء ارضي. (رؤيا ٧:٣، ٩) وهم يشعرون جميعا بالالحاح، لأن الاتمام الثاني ليوئيل ٢:٢٨، ٢٩ يُظهِر اننا قريبون من يوم ليهوه اعظم ومخوف اكثر، فيه سيُدمَّر نظام اشياء ديني وسياسي وتجاري عالمي. ولدينا سبب وجيه لكي ‹ندعو باسم يهوه› وكلنا ايمان بأنه سيخلّصنا!
كيف ندعو باسم يهوه؟
٩ ما هي بعض الامور التي يشملها الدعاء باسم يهوه؟
٩ وماذا يشمله الدعاء باسم يهوه؟ تساعدنا قرينة يوئيل ٢:٢٨، ٢٩ على الاجابة عن هذا السؤال. مثلا، لا يسمع يهوه لكل الذين يدعونه. فقد قال يهوه لاسرائيل بفم نبي آخر، اشعياء: «حين تبسطون ايديكم استر عينيّ عنكم وإن كثّرتم الصلاة لا اسمع». ولماذا رفض يهوه ان يسمع لأمته؟ يوضح هو نفسه: «ايديكم ملآنة دما». (اشعياء ١:١٥) فلن يسمع يهوه لأيٍّ من المذنبين بسفك الدم او الذين يمارسون الخطأ. لذلك قال بطرس لليهود في يوم الخمسين ان يتوبوا. وفي قرينة يوئيل ٢:٢٨، ٢٩، نجد ان يوئيل يشدِّد ايضا على التوبة. مثلا، نقرأ في يوئيل ٢:١٢، ١٣: «ولكن الآن يقول الرب ارجعوا اليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا الى الرب الهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة». ومنذ سنة ١٩١٩، عمل المسيحيون الممسوحون بانسجام مع هذه الكلمات. فتابوا عن كل تقصيراتهم وقرروا ألا يسايروا اطلاقا في ما بعد او يتباطأوا. وهذا فتح المجال لسكب روح اللّٰه. وكل مَن يريد ان يدعو باسم يهوه ويلقى اذنا صاغية يجب ان يتبع المسلك عينه.
١٠ (أ) ما هي التوبة الحقيقة؟ (ب) كيف يتجاوب يهوه مع التوبة الحقيقية؟
١٠ تذكروا ان التوبة الحقيقية هي اكثر من مجرد القول: «انا آسف». فكان من عادة الاسرائيليين ان يمزِّقوا ثيابهم ليُظهِروا عمق مشاعرهم. ولكنَّ يهوه يقول: «مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم». فالتوبة الحقيقية تنبع من القلب، من اعماق كياننا. انها تشمل الاقلاع عن فعل الخطإ، تماما كما نقرأ في اشعياء ٥٥:٧: «ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى الرب». وهي تنطوي على بغض الخطية، تماما كما فعل يسوع. (عبرانيين ١:٩) عندئذ نثق بأن يهوه سيغفر لنا على اساس الذبيحة الفدائية لأن يهوه «رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة». وسيقبل عبادتنا، تقدمتنا وسكيبنا الروحيَّين. وسيسمع عندما ندعو باسمه. — يوئيل ٢:١٤.
١١ ايّ مكان في حياتنا ينبغي ان تحتله العبادة الحقة؟
١١ في الموعظة على الجبل، اعطانا يسوع شيئا آخر لنبقيه في فكرنا عندما قال: «اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبرَّه». (متى ٦:٣٣) فلا يجب ان نعتبر عبادتنا شيئا يُستهان به، شيئا نقوم به بطريقة روتينية لنريح ضميرنا. فخدمة اللّٰه تستحق المكان الاول في حياتنا. لذلك يمضي يهوه قائلا بفم يوئيل: «اضربوا بالبوق في صهيون . . . اجمعوا الشعب قدِّسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها». (يوئيل ٢:١٥، ١٦) من الطبيعي ان يلتهي المتزوجان حديثا، بحيث لا يهتمان إلا احدهما بالآخر. ولكن حتى بالنسبة اليهما، يجب ان تأتي خدمة يهوه اولا. فلا شيء ينبغي ان يسبق اجتماعنا لعبادة الهنا، الدعاء باسمه.
١٢ اية امكانية للنمو تُرى من تقرير حضور الذِّكرى في السنة الماضية؟
١٢ على ضوء ذلك، لنتأمل في إحصاء يكشفه تقرير شهود يهوه لسنة الخدمة ١٩٩٧. فالسنة الماضية شهدت ذروة من ٩٣١,٥٩٩,٥ ناشرا للملكوت — جمع كثير حقا من المسبِّحين! وبلغ حضور الذِّكرى ٢٢٦,٣٢٢,١٤ — اكثر من عدد الناشرين بنحو ثمانية ملايين ونصف. وهذا الرقم يُظهِر امكانية نموّ رائعة. وكثيرون من هؤلاء الثمانية الملايين والنصف يدرسون الكتاب المقدس مع شهود يهوه كأشخاص مهتمين او اولاد لآباء معتمدين. وعدد كبير كانوا يحضرون الاجتماع للمرة الاولى. ووجودهم اتاح لشهود يهوه فرصة جيدة ليتعرفوا بهم اكثر ويعرضوا ان يساعدوهم على إحراز المزيد من التقدم. ثم كان هنالك الذين يحضرون الذِّكرى كل سنة وربما بعض الاجتماعات الاخرى، ولكنهم لا يحرزون ايّ تقدم اضافي. طبعا، يسرّنا جدا ان يحضر مثل هؤلاء الاجتماعات. ولكننا نحثهم على التأمل مليًّا في كلمات يوئيل النبوية والتفكير في اية خطوات اضافية يلزم ان يتّخذوها ليكونوا على يقين من ان يهوه سيسمع عندما يدعون باسمه.
١٣ اذا كنا ندعو باسم يهوه، فأية مسؤولية تجاه الآخرين ملقاة على عاتقنا؟
١٣ شدد الرسول بولس على وجه آخر للدعاء باسم اللّٰه. ففي رسالته الى رومية، اقتبس كلمات يوئيل النبوية: «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] يخلص». ثم حلَّل: «كيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به. وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به. وكيف يسمعون بلا كارز». (رومية ١٠:١٣، ١٤) نعم، يحتاج كثيرون آخرون لم يأتوا بعد الى معرفة يهوه ان يدعوا باسمه. والذين يعرفون يهوه لا تُلقى على عاتقهم مسؤولية الكرازة فحسب بل ايضا ان يمدوا اليهم يد العون.
فردوس روحي
١٤، ١٥ اية بركات فردوسية يتمتع بها شعب يهوه لأنهم يدعون باسمه بطريقة ترضيه؟
١٤ هذه هي نظرة الممسوحين والخراف الاخر على السواء، ولذلك يباركهم يهوه. «يغار الرب لأرضه ويرقّ لشعبه». (يوئيل ٢:١٨) ففي سنة ١٩١٩، غار يهوه لشعبه ورقّ لهم عندما ردّهم وأحضرهم الى حيّز نشاطه الروحي. وهذا هو حقا فردوس روحي، ويُحسِن يوئيل وصفه بهذه الكلمات: «لا تخافي ايتها الارض ابتهجي وافرحي لأن الرب يعظِّم عمله. لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبت لأن الاشجار تحمل ثمرها التينة والكرمة تعطيان قوتهما. ويا بني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب الهكم لأنه يعطيكم المطر المبكِّر على حقه ويُنزِل عليكم مطرا مبكِّرا ومتأخِّرا في اول الوقت فتُملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرا وزيتا». — يوئيل ٢:٢١-٢٤.
١٥ يا لها من صورة مبهجة! تدابير وافرة من ثلاث غلال اساسية في اسرائيل — الحبوب، زيت الزيتون، والخمر — بالاضافة الى قطعان كثيرة. وفي يومنا، تتم حقا هذه الكلمات النبوية بطريقة روحية. فيهوه يزوِّد كل الطعام الروحي الذي نحتاج اليه. ألا نبتهج جميعا بمثل هذه الوفرة المعطاة من اللّٰه؟ حقا، كما انبأ ملاخي، ‹فتح [الهنا] كوى السموات وأفاض علينا بركة حتى لا توسع›. — ملاخي ٣:١٠.
نهاية نظام اشياء
١٦ (أ) ماذا يعني سكب روح يهوه في زمننا؟ (ب) ماذا يخبئ المستقبل؟
١٦ بعد الإنباء بحالة شعب اللّٰه الفردوسية، ينبئ يوئيل بسكب روح يهوه. وعندما اقتبس بطرس هذه النبوة في يوم الخمسين، قال انها تمت «في الايام الاخيرة». (اعمال ٢:١٧) وسكب روح اللّٰه آنذاك عنى ان الايام الاخيرة لنظام الاشياء اليهودي قد ابتدأت. وسكب روح اللّٰه على اسرائيل اللّٰه في القرن الـ ٢٠ يعني اننا نعيش في الايام الاخيرة لنظام الاشياء العالمي. ونظرا الى هذا، ماذا يخبّئ المستقبل؟ تمضي نبوة يوئيل قائلة لنا: «اعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان. تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه»، عج] العظيم المخوف». — يوئيل ٢:٣٠، ٣١.
١٧، ١٨ (أ) ايّ يوم ليهوه مخوف اتى على اورشليم؟ (ب) علامَ تحثنا يقينية يوم يهوه المخوف القادم؟
١٧ في سنة ٦٦ بم، ابتدأت تتحقق هذه الكلمات النبوية في اليهودية فيما تقدمت الحوادث بثبات الى ذروة يوم يهوه المخوف سنة ٧٠ بم. وكم كان مخيفا ان يكون المرء في ذلك الوقت بين الذين لا يمجِّدون اسم يهوه! واليوم، تكمن امامنا حوادث مرعبة كهذه سيدمِّر فيها يهوه بيده كل نظام الاشياء العالمي هذا. ولكنَّ الهرب ممكن. تمضي النبوة قائلة: «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] ينجو. لأنه في جبل صهيون وفي اورشليم تكون نجاة. كما قال الرب. وبين الباقين من يدعوه الرب [«يهوه»، عج]». (يوئيل ٢:٣٢) ان شهود يهوه شاكرون حقا انهم يعرفون اسم يهوه، ولديهم ثقة تامة انه سيخلّصهم عندما يدعونه.
١٨ ولكن ماذا سيحدث عندما يضرب يوم يهوه العظيم والشهير هذا العالم بكل شدَّته؟ هذا ما سيُناقَش في مقالة الدرس الاخيرة.
-
-
تنفيذ الدينونة في وادي القضاءبرج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (مايو)
-
-
تنفيذ الدينونة في وادي القضاء
«تصعد الامم الى وادي يهوشافاط لأني هناك اجلس لأحاكم جميع الامم». — يوئيل ٣:١٢.
١ لماذا يرى يوئيل جماهير مجتمعة في «وادي القضاء»؟
«جماهير جماهير في وادي القضاء»! نقرأ هذه الكلمات المثيرة في يوئيل ٣:١٤. ولماذا هذه الجماهير مجتمعة؟ يجيب يوئيل: «لأن يوم الرب [«يهوه»، عج] قريب». انه يوم تبرئة يهوه العظيم — يوم تنفيذ الدينونة في الحشود التي رفضت ملكوت اللّٰه المؤسس برئاسة المسيح يسوع. وبعد طول انتظار، يحين ‹للملائكة الاربعة› لسفر الرؤيا الاصحاح ٧ ان يطلقوا «اربع رياح الارض»، مما يؤدي الى «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون». — رؤيا ٧:١؛ متى ٢٤:٢١.
٢ (أ) لماذا من الملائم ان يُدعى مكان تنفيذ دينونة يهوه «وادي يهوشافاط»؟ (ب) كيف تجاوب يهوشافاط تجاوبا مناسبا عندما كان يتعرض للهجوم؟
٢ في يوئيل ٣:١٢، يُدعى موضع تنفيذ الدينونة هذا «وادي يهوشافاط». وبشكل ملائم، خلال فترة عاصفة من تاريخ امة يهوذا، نفّذ يهوه الدينونة هناك لمصلحة الملك الصالح يهوشافاط، الذي يعني اسمه «يهوه هو قاضٍ». والتأمل في ما حدث آنذاك سيساعدنا ان نفهم اكثر ما يوشك ان يحدث في زمننا. ان السجل موجود في ٢ أخبار الايام الاصحاح ٢٠. نقرأ في العدد ١ من هذا الاصحاح انه «اتى بنو موآب وبنو عمون ومعهم العمونيون على يهوشافاط للمحاربة». فكيف تجاوب يهوشافاط؟ لقد فعل ما يفعله دائما خدام يهوه الامناء في الازمات. التفت الى يهوه طلبا للارشاد، مصلّيا بحرارة: «يا الهنا أما تقضي عليهم لأنه ليس فينا قوة امام هذا الجمهور الكثير الآتي علينا ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك اعيننا». — ٢ أخبار الايام ٢٠:١٢.
يهوه يستجيب صلاة
٣ اية ارشادات اعطاها يهوه ليهوذا عندما كانوا يواجهون هجوم الامم المجاورة؟
٣ وفيما كان «كل يهوذا واقفين امام الرب مع اطفالهم ونسائهم وبنيهم»، اعطى يهوه جوابه. (٢ أخبار الايام ٢٠:١٣) وتماما كما يستخدم سامع الصلاة العظيم «العبد الامين الحكيم» اليوم، كذلك مكّن النبيَّ اللاوي يحزئيل من تزويد جوابه لأولئك المجتمعين. (متى ٢٤:٤٥) نقرأ: «هكذا قال الرب لكم لا تخافوا ولا ترتاعوا بسبب هذا الجمهور الكثير لأن الحرب ليست لكم بل للّٰه. . . . ليس عليكم ان تحاربوا في هذه. قفوا اثبتوا وانظروا خلاص الرب معكم . . . لا تخافوا ولا ترتاعوا. غدا اخرجوا للقائهم والرب معكم». — ٢ أخبار الايام ٢٠:١٥-١٧.
٤ كيف طلب يهوه من شعبه ان يأخذوا المبادرة، لا ان يبقوا مكتوفي الايدي، عندما كانوا يواجهون تحدّي العدو؟
٤ طلب يهوه من الملك يهوشافاط وشعبه اكثر من مجرد الجلوس مكتوفي الايدي، بانتظار انقاذ عجائبي. فكان عليهم ان يأخذوا المبادرة في مواجهة تحدّي العدو. وقد عبَّر الملك و‹كل يهوذا مع اطفالهم ونسائهم وبنيهم› عن ايمان قوي عندما اطاعوا وبكَّروا صباحا وساروا للقاء الحشود الغازية. وفي الطريق، استمر الملك في تزويد الارشاد الثيوقراطي والتشجيع، اذ حثّهم: «آمنوا بالرب الهكم فتأمَنوا. آمنوا بأنبيائه فتُفلحوا». (٢ أخبار الايام ٢٠:٢٠) الايمان بيهوه! والايمان بأنبيائه! كان هذان هما العاملَين الاساسيَّين ليُفلحوا. وعلى نحو مماثل اليوم، اذ نبقى نشاطى في خدمة يهوه، لا نشكَّ ابدا في انه سينصر ايماننا!
٥ كيف يكون شهود يهوه اليوم نشاطى فيما يسبِّحون يهوه؟
٥ كشعب يهوذا في زمن يهوشافاط، يجب ان ‹نحمد الرب لأن الى الابد رحمته›. وكيف نقدّم هذا الحمد؟ بكرازتنا الغيورة بالملكوت! وكما ‹ابتدأ [شعب يهوذا] في الغناء والتسبيح›، كذلك نزوِّد نحن ايضا ايماننا بالاعمال. (٢ أخبار الايام ٢٠:٢١، ٢٢) اجل، فلنعرب عن هذا الايمان الاصيل فيما يستعد يهوه ليشرع في القتال ضد اعدائه! ومع ان الطريق قد يبدو طويلا، فلنكن مصمّمين على الاحتمال، نشاطى في الايمان، تماما كشعبه المنتصر في مناطق الاضطراب في الارض اليوم. ففي بعض البلدان التي تتألم كثيرا من الاضطهاد والعنف والجوع والاحوال الاقتصادية الرديئة، يشهد خدام اللّٰه الامناء نتائج جديرة بالملاحظة، كما يذكر الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٨.
يهوه ينقذ شعبه
٦ كيف يساعد الايمان القوي على ابقائنا اولياء اليوم؟
٦ لقد حاولت الامم الاثيمة المحيطة بيهوذا ان تبتلع شعب اللّٰه، لكنَّ خدام يهوه بإيمانهم المثالي تجاوبوا بترنيم تسابيحه. ويمكننا ان نعبِّر عن الايمان عينه اليوم. فبمَلء حياتنا بالاعمال التي تجلب التسبيح ليهوه، نقوّي سلاحنا الروحي، غير تاركين المجال لتخرقه وسائل الشيطان الماكرة. (افسس ٦:١١) والايمان القوي سيُضعف الاغراء بالتلهّي بالتسلية المنحطّة، الماديّة، واللامبالاة التي تميِّز العالم المائت حولنا. وهذا الايمان الذي لا يُقهَر سيُبقينا خادمين بولاء مع «العبد الامين الحكيم» فيما نتغذّى باستمرار بالطعام الروحي المزوَّد «في حينه». — متى ٢٤:٤٥.
٧ كيف ردّ شهود يهوه على التهجمات المتنوعة الموجَّهة اليهم؟
٧ وإيماننا المؤسس على الكتاب المقدس سيقوينا لنقف ثابتين في وجه حملات البغض التي يثيرها اولئك الذين يعربون عن روح «العبد الرديء» المذكور في متى ٢٤:٤٨-٥١. وإذ يتمِّم المرتدّون هذه النبوة بشكل لافت للنظر، يزرعون الاكاذيب والاشاعات بنشاط في بلدان عديدة اليوم، حتى انهم يتواطؤون مع البعض في مراكز السلطة بين الامم. وحيث كان مناسبا، ردّ شهود يهوه عليهم، ‹بالمحاماة عن الانجيل [«البشارة»، عج] وإثباته [«شرعيا»، عج]›، كما هو وارد في فيلبي ١:٧. مثلا، في ٢٦ ايلول ١٩٩٦، في قضية من اليونان، اجمع القضاة التسعة في المحكمة الاوروپية لحقوق الانسان في ستراسبورڠ أن «شهود يهوه يلائمون تعريف ‹الدين المعروف›»، ويحقُّ لهم ان ينعموا بحرية التفكير والضمير والمعتقد، ولهم الحق في نشر ايمانهم. أما بخصوص المرتدين فتذكر دينونة اللّٰه: «قد اصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد الى قيئه وخنزيرة مغتسلة الى مراغة الحمأة». — ٢ بطرس ٢:٢٢.
٨ كيف نفَّذ يهوه الدينونة في اعداء شعبه في زمن يهوشافاط؟
٨ نفّذ يهوه الدينونة في زمن يهوشافاط في الذين ارادوا ايذاء شعبه. نقرأ: «جعل الرب اكمنة على بني عمون وموآب وجبل ساعير الآتين على يهوذا فانكسروا. وقام بنو عمون وموآب على سكان جبل ساعير ليحرّموهم ويهلكوهم. ولما فرغوا من سكان ساعير ساعد بعضهم على اهلاك بعض». (٢ أخبار الايام ٢٠:٢٢، ٢٣) فسمّى شعب يهوذا ذلك الموضع وادي بركة. وفي الازمنة العصرية ايضا، سيؤدي تنفيذ يهوه الدينونة في اعدائه الى بركات لشعبه.
٩، ١٠ مَن برهنوا انه يستحقون دينونة يهوه المضادة؟
٩ قد نسأل: مَن سينالون في الازمنة العصرية دينونة مضادة من يهوه؟ للحصول على الجواب عن هذا السؤال، يجب ان نعود الى نبوة يوئيل. تتكلم يوئيل ٣:٣ عن اعداء شعبه الذين «اعطوا الصبي بزانية وباعوا البنت بخمر». اجل، انهم يعتبرون خدام اللّٰه ادنى منهم بكثير، عديمي القيمة كليا، اذ ان قيمة اولادهم لا تعادل اجر زانية او كلفة وعاء خمر. فيجب ان يقدموا حسابا عن ذلك.
١٠ والذين يمارسون الزنا الروحي يستحقون الدينونة ايضا. (رؤيا ١٧:٣-٦) ومَن يُعتبرون مذنبين خصوصا هم الذين يحرّضون القوى السياسية على اضطهاد شهود يهوه وإعاقة نشاطهم، كما يفعل بعض القادة الدينيين الذين يهيِّجون الرعاع في اوروپا الشرقية مؤخرا. ويهوه يعبِّر عن تصميمه على قتال فاعلي الاثم هؤلاء. — يوئيل ٣:٤-٨.
«قدِّسوا حربا»
١١ كيف يتحدى يهوه اعداءه ليشتركوا في الحرب؟
١١ بعدئذ يدعو يهوه شعبه الى المناداة بتحدٍّ بين الامم: «قدِّسوا حربا أنهضوا الابطال ليتقدم ويصعد كل رجال الحرب». (يوئيل ٣:٩) انه اعلان عن حرب فريدة — حرب بارة. وشهود يهوه الاولياء يعتمدون على الاسلحة الروحية فيما يردّون على الاشاعات الكاذبة، مبطلين الكذب بالحق. (٢ كورنثوس ١٠:٤؛ افسس ٦:١٧) وقريبا، سيقدِّس اللّٰه «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء». وهذا سيُريح الارض من كل مقاومي سلطان اللّٰه. وشعبه على الارض لن يشترك فيه. فحرفيا ومجازيا «يطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل». (اشعياء ٢:٤) وبالتباين، يتحدى يهوه الامم المعادية ان تفعل العكس: «اطبعوا سكّاتكم سيوفا ومناجلكم رماحا». (يوئيل ٣:١٠) وهو يدعوهم الى استخدام كل ترساناتهم من آلات الحرب والاسلحة العصرية في المعركة. ولكن لا يمكن ان ينجحوا لأن الحرب والانتصار هما ليهوه!
١٢، ١٣ (أ) رغم انتهاء الحرب الباردة، كيف تُظهِر امم كثيرة انها لا تزال مستعدة للحرب؟ (ب) لأيّ امر ليست الامم مستعدة؟
١٢ في اوائل تسعينات الـ ١٩٠٠، اعلنت الامم ان الحرب الباردة انتهت. نظرا الى ذلك، هل تحقَّق هدف الامم المتحدة الاساسي ان تُحِلّ السلام والامن؟ قطعا لا! فماذا تخبرنا الحوادث في بوروندي، رواندا، الصومال، العراق، جمهورية الكونڠو الديموقراطية، ليبيريا، ويوغوسلاڤيا السابقة؟ بكلمات ارميا ٦:١٤، انهم يقولون: «سلام سلام ولا سلام».
١٣ ورغم ان الحرب الفعلية انتهت في بعض المناطق، إلا ان الامم الاعضاء في الامم المتحدة ما زالت تتنافس في تصنيع اسلحة حربية متطورة. ولا يزال بعضها يصون مخزونه من الاسلحة النووية. وتصنِّع اخرى اسلحة كيميائية او جرثومية للابادة الجماعية. وإذ تجتمع هذه الامم الى الموقع المجازي المدعو هرمجدون، يتحدّاهم قائلا: «ليقُل الضعيف بطل انا. اسرعوا وهلموا يا جميع الامم من كل ناحية واجتمعوا». ثم يقاطع يوئيل بمناشدته الخاصة: «الى هناك أنزِلْ يا رب ابطالك». — يوئيل ٣:١٠، ١١.
يهوه يحمي خاصته
١٤ مَن هم ابطال يهوه؟
١٤ ومن هم ابطال يهوه؟ في ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس، يُدعى الاله الحقيقي «يهوه الجنود» نحو ٢٨٠ مرة. (٢ ملوك ٣:١٤، عج) وهؤلاء الجنود هم حشود السموات الملائكية التي تقف مستعدة لتنفيذ اوامر يهوه. فعندما حاول الأراميون ان يقضوا على أليشع، فتح يهوه اخيرا عينَي خادم أليشع ليرى لماذا لن يُفلحوا: «وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع». (٢ ملوك ٦:١٧) وقال يسوع انه كان بإمكانه ان يطلب الى ابيه «اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة». (متى ٢٦:٥٣) وإذ تصف الرؤيا ركوب يسوع لتنفيذ الدينونة في هرمجدون، تذكر: «الاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزًّا ابيض ونقيا. ومن فمه يخرج سيف ماضٍ لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب اللّٰه القادر على كل شيء». (رؤيا ١٩:١٤، ١٥) وتوصف معصرة الخمر الرمزية هذه بتعابير حية بأنها «معصرة غضب اللّٰه العظيمة». — رؤيا ١٤:١٧-٢٠.
١٥ كيف يصف يوئيل حرب يهوه مع الامم؟
١٥ اذًا، كيف يجيب يهوه عن التماس يوئيل ان يُنزِل اللّٰه ابطاله؟ نجد الجواب في هذه الكلمات التصويرية: «تنهض وتصعد الامم الى وادي يهوشافاط لأني هناك اجلس لأحاكم جميع الامم من كل ناحية. أرسِلوا المنجل لأن الحصيد قد نضج. هلموا دوسوا لأنه قد امتلأت المعصرة. فاضت الحياض لأن شرّهم كثير. جماهير جماهير في وادي القضاء لأن يوم الرب [«يهوه»، عج] قريب في وادي القضاء. الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها. والرب من صهيون يزمجر ومن اورشليم يعطي صوته فترجف السماء والارض». — يوئيل ٣:١٢-١٦.
١٦ مَن سيكونون بين الذين سينفِّذ يهوه الدينونة فيهم؟
١٦ وكما انه اكيد ان الاسم يهوشافاط يعني «يهوه هو قاضٍ»، كذلك بكل تأكيد سيبرّئ الهنا يهوه سلطانه كاملا بتنفيذ الدينونة. تصف النبوة اولئك الذين ينالون دينونة مضادة بأنهم «جماهير جماهير في وادي القضاء». وكل الباقين من مؤيِّدي الدين الباطل سيكونون بين هذه الجماهير. وسيكون بينهم ايضا اولئك الموصوفون في المزمور الثاني — الامم، الشعوب، ملوك الارض، والرؤساء — الذين فضّلوا نظام هذا العالم الفاسد على ‹عبادة الرب بخوف›. وهؤلاء يرفضون ان ‹يقبّلوا الابن›. (مزمور ٢:١، ٢، ١١، ١٢) فهم لا يعترفون بأن يسوع هو ملك يهوه المعاون. وعلاوة على ذلك، ستشمل الجماهير الموسومة للهلاك كل الاشخاص الذين سيقضي هذا الملك المجيد بأنهم «جداء». (متى ٢٥:٣٣، ٤١) وعندما يحين الوقت الذي عيَّنه يهوه ليزمجر من اورشليم السماوية، سيركب ملك ملوكه المعيَّن لتنفيذ تلك الدينونة. وسترجف السماء والارض بالتأكيد! ولكن تجري طمأنتنا: «الرب ملجأ لشعبه وحصن لبني اسرائيل». — يوئيل ٣:١٦.
١٧، ١٨ مَن تُحدَّد هويتهم بصفتهم ناجين من الضيقة العظيمة، وبأية احوال سيتمتعون؟
١٧ تحدِّد الرؤيا ٧:٩-١٧ هوية الذين ينجون من «الضيقة العظيمة» بصفتهم ‹جمعا كثيرا› مؤلفا من الذين يمارسون الايمان بالقوة الفدائية لدم يسوع. ويجد هؤلاء الحماية في يوم يهوه في حين ان جماهير نبوة يوئيل المحتشِدة تلقى دينونة مضادة. يقول يوئيل للناجين: «تعرفون اني انا الرب الهكم ساكنا في صهيون جبل قدسي»، مكان سكنى يهوه السماوي. — يوئيل ٣:١٧أ.
١٨ ثم تُعلِمنا النبوة ان منطقة نفوذ ملكوت اللّٰه السماوي تكون «مقدسة ولا يجتاز فيها الاعاجم في ما بعد». (يوئيل ٣:١٧ب) ففي الحيّز السماوي والارضي لذلك الملكوت السماوي، لن يكون هنالك اعاجم، لأن الجميع سيكونون موحَّدين في العبادة النقية.
١٩ كيف يصف يوئيل السعادة التي يحس بها شعب اللّٰه اليوم كما لو انهم في الفردوس؟
١٩ وحتى اليوم، تعمّ كثرة سلام بين شعب يهوه هنا على الارض. وهم باتِّحاد يعلنون احكامه في اكثر من ٢٣٠ بلدا وبأكثر من ٣٠٠ لغة مختلفة. وقد انبأ يوئيل بازدهارهم بشكل رائع: «يكون في ذلك اليوم ان الجبال تقطر عصيرا والتلال تفيض لبنا وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء». (يوئيل ٣:١٨) نعم، سيظلّ يهوه يسكب على مسبِّحيه على الارض دفْقا من البركات المفرحة والازدهار وينبوعا متزايدا من الحق الثمين. وسيكون سلطان يهوه قد تبرّأ كاملا في وادي القضاء، وسيفيض الفرح اذ يسكن هو الى الابد بين شعبه المَفدي. — رؤيا ٢١:٣، ٤.
-