-
هل انتم مستعدون ليوم يهوه؟برج المراقبة ١٩٩٧ | ١ آذار (مارس)
-
-
هل انتم مستعدون ليوم يهوه؟
«قريب يوم الرب [«يهوه،» عج] العظيم قريب وسريع جدا.» — صفنيا ١:١٤.
١ كيف تصف الاسفار المقدسة يوم يهوه؟
ان ‹يوم يهوه العظيم المخوف› سيأتي قريبا على نظام الاشياء الشرير هذا. فالاسفار المقدسة تصف يوم يهوه بأنه يوم قتال، ظلام، غضب، ضيق، كرب، ذعر، ودمار. ومع ذلك، سيكون هنالك ناجون، لأن «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،» عج] ينجو.» (يوئيل ٢:٣٠-٣٢؛ عاموس ٥:١٨-٢٠) نعم، سيهلك اللّٰه عندئذ اعداءه ويخلِّص شعبه.
٢ لماذا ينبغي ان يكون لدينا شعور الالحاح بشأن يوم يهوه؟
٢ ربط انبياء اللّٰه يوم يهوه بشعور الالحاح. مثلا، كتب صفنيا: «قريب يوم الرب [«يهوه،» عج] العظيم قريب وسريع جدا.» (صفنيا ١:١٤) والوضع اكثر إلحاحا اليوم بكثير لأن منفِّذ احكام اللّٰه الرئيسي، الملك يسوع المسيح، هو على وشك ان ‹يتقلَّد سيفه على فخذه ويركب في قضية الحق والتواضع والبر.› (مزمور ٤٥:٣، ٤، عج) فهل انتم مستعدون لهذا اليوم؟
كانت لديهم توقعات عظيمة
٣ اية توقعات كانت لدى بعض المسيحيين في تسالونيكي، ولأيّ سببَين كانوا على خطإ؟
٣ كانت لدى كثيرين توقعات لم تتحقق بشأن يوم يهوه. فقد قال بعض المسيحيين الاوائل في تسالونيكي، «يوم يهوه قد حضر.» (٢ تسالونيكي ٢:٢، عج) ولكنه لم يكن على وشك الحدوث لسببين جوهريَّين. فكان الرسول بولس قد قال، ذاكرا احدهما: «لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة.» (١ تسالونيكي ٥:١-٦) وفي «وقت النهاية» هذا، ننتظر اتمام هذه الكلمات. (دانيال ١٢:٤) وكان ينقص التسالونيكيين ايضا دليل آخر على ان يوم يهوه العظيم قد اتى، لأن بولس قال لهم: «لا يأتي إن لم يأتِ الارتداد اولا.» (٢ تسالونيكي ٢:٣) وعندما كتب بولس هذه الكلمات (نحو السنة ٥١ بم)، لم يكن «الارتداد» عن المسيحية الحقة قد نما كاملا. أما اليوم فنراه مزدهرا في العالم المسيحي. ولكن رغم التوقعات التي لم تتحقق، فإن اولئك الممسوحين الامناء في تسالونيكي الذين استمروا في خدمة اللّٰه بأمانة حتى الموت نالوا اخيرا مكافأة سماوية. (رؤيا ٢:١٠) وسنُكافأ نحن ايضا اذا بقينا امناء ونحن منتظرون يوم يهوه.
٤ (أ) بماذا يُربَط يوم يهوه في ٢ تسالونيكي ٢:١، ٢؟ (ب) اية آراء كانت لدى بعض المدعوّين آباء الكنيسة في رجوع المسيح وما يتعلق به؟
٤ يربط الكتاب المقدس بين «يوم الرب [«يهوه،» عج]» و«مجيء [«حضور،» عج] ربنا يسوع المسيح.» (٢ تسالونيكي ٢:١، ٢) وقد تنوَّعت آراء المدعوّين آباء الكنيسة في رجوع المسيح، حضوره، وحكمه الف سنة. (رؤيا ٢٠:٤) فكانت لدى پاپياس من هيراپوليس في القرن الثاني الميلادي توقعات عن صيرورة الارض خصبة جدا خلال حكم المسيح الالفي. وتحدث يوستينوس الشهيد تكرارا عن حضور يسوع وتوقع ردّ اورشليم لتصير مقرّ مملكته. وعلَّم ايريناوس من ليون انه بعد دمار الامبراطورية الرومانية، سيظهر يسوع بشكل منظور، يقيِّد الشيطان، ويحكم في اورشليم الارضية.
٥ ماذا قال بعض العلماء عن «المجيء الثاني» للمسيح وحكمه الالفي؟
٥ ذكر المؤرخ فيليپ شاف ان «ابرز معتقد» في فترة ما قبل مجمع نيقية سنة ٣٢٥ بم هو «الايمان بحكم منظور للمسيح في مجده على الارض مع القديسين المقامين فترة الف سنة، قبل القيامة العامة والدينونة.» ويذكر قاموس الكتاب المقدس (بالانكليزية) لواضعه جايمس هايستنڠز: «كان ترتليانوس، ايريناوس، وهيپوليتوس لا يزالون يتوقعون مجيئا وشيكا [ليسوع المسيح]؛ ولكن مع الآباء الاسكندريين ندخل منحى فكريا جديدا. . . . وبقرن اوغسطين العصر الالفي بفترة مجاهِد الكنيسة، تأجل المجيء الثاني الى المستقبل البعيد.»
يوم يهوه وحضور يسوع
٦ لماذا لا ينبغي ان نستنتج ان يوم يهوه بعيد جدا؟
٦ لقد ادّت التأويلات الى خيبات امل، ولكن لا نفكرْ ابدا ان يوم يهوه بعيد جدا. فحضور يسوع غير المنظور، الذي يرتبط بحسب الاسفار المقدسة بيوم يهوه، سبق ان ابتدأ. وكثيرا ما زوَّدت برج المراقبة ومطبوعات شهود يهوه ذات العلاقة الدليل من الاسفار المقدسة ان حضور المسيح ابتدأ سنة ١٩١٤.a فماذا قال يسوع عن حضوره؟
٧ (أ) ما هي بعض اوجه علامة حضور يسوع واختتام نظام الاشياء؟ (ب) كيف يمكننا ان نخلص؟
٧ صار حضور يسوع مدار بحث قُبيل موته. فبعد ان سمعه رسله بطرس، يعقوب، يوحنا، وأندراوس يتنبأ بدمار هيكل اورشليم، سألوا: «متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر [«حضورك واختتام نظام الاشياء،» عج].» (متى ٢٤:١-٣؛ مرقس ١٣:٣، ٤) وفي الاجابة، انبأ يسوع بحروب، مجاعات، زلازل، وأوجه اخرى ‹لعلامة› حضوره واختتام نظام الاشياء. وقال ايضا: «الذي يصبر [«يحتمل،» عج] الى المنتهى فهذا يخلص.» (متى ٢٤:١٣) فسنخلص اذا احتملنا بأمانة حتى منتهى حياتنا الحاضرة او حتى منتهى هذا النظام الشرير.
٨ ماذا كان يجب انجازه قبل نهاية النظام اليهودي، وماذا يجري اليوم بهذا الخصوص؟
٨ وقبل مجيء المنتهى، سيُنجَز وجه بارز جدا لحضور يسوع. قال بخصوصه: «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» (متى ٢٤:١٤) وقبل ان دمَّر الرومان اورشليم وانتهى نظام الاشياء اليهودي سنة ٧٠ بم، استطاع بولس ان يقول ان البشارة ‹قد كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء.› (كولوسي ١:٢٣) أما اليوم فيقوم شهود يهوه بعمل كرازة اشمل بكثير «في كل المسكونة.» وخلال السنوات القليلة الماضية فتح اللّٰه الطريق لاعطاء شهادة عظيمة في اوروپا الشرقية. ولأن هيئة يهوه لديها مطابع وتسهيلات اخرى حول العالم، فهي متهيئة لنشاط متزايد حتى في «المقاطعات التي لم تُبلغ.» (رومية ١٥:٢٢، ٢٣، عج) فهل يدفعكم قلبكم الى بذل اقصى جهدكم للشهادة قبل مجيء المنتهى؟ اذا كان هذا ما تفعلونه، يمكن ان يقويكم اللّٰه لتشاركوا في العمل الكامن امامنا مما يجلب لكم المكافآت. — فيلبي ٤:١٣، عج؛ ٢ تيموثاوس ٤:١٧.
٩ ايّ امر اوضحه يسوع، كما هو مسجَّل في متى ٢٤:٣٦؟
٩ يتم الآن عمل الكرازة بالملكوت المنبأ به والاوجه الاخرى لعلامة حضور يسوع. لذلك فإن نهاية نظام الاشياء الشرير هذا وشيكة. صحيح ان يسوع قال: «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات إلا ابي وحده.» (متى ٢٤:٤-١٤، ٣٦) لكنَّ نبوة يسوع يمكن ان تساعدنا ان نكون مستعدين لـ «ذلك اليوم وتلك الساعة.»
كانوا مستعدين
١٠ كيف نعرف انه من الممكن البقاء ساهرين روحيا؟
١٠ للنجاة من يوم يهوه العظيم، يجب ان نبقى ساهرين روحيا وثابتين الى جانب العبادة الحقة. (١ كورنثوس ١٦:١٣) ونحن نعلم ان احتمالا كهذا ممكن، لأن هذا ما فعلته عائلة تقية ونجت من الطوفان الذي اهلك الاشرار سنة ٢٣٧٠ قم. قال يسوع مشبِّها تلك الفترة بحضوره: «كما كانت ايام نوح كذلك ايضا يكون مجيء ابن الانسان. لأنه كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوِّجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم يعلموا [«يبالوا،» عج] حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع. كذلك يكون ايضا مجيء [«حضور،» عج] ابن الانسان.» — متى ٢٤:٣٧-٣٩.
١١ ايّ مسلك اتبعه نوح رغم العنف في ايامه؟
١١ كان نوح وعائلته يعيشون في عالم عنيف تماما مثلنا. فكان «ابناء اللّٰه» الملائكيون العصاة قد تجسدوا وتزوجوا نساء انجبوا منهن النفاليم الاردياء السمعة — عتاة جعلوا دون شك الاحوال اعنف. (تكوين ٦:١، ٢، ٤؛ ١ بطرس ٣:١٩، ٢٠) لكن بالايمان «سار نوح مع اللّٰه.» وكان «كاملا في اجياله [«بين معاصريه،» عج]» — الجيل الشرير في ايامه. (تكوين ٦:٩-١١) وبالاتكال على اللّٰه بالصلاة، يمكننا ان نفعل الامر عينه في هذا العالم الشرير والعنيف ونحن منتظرون يوم يهوه.
١٢ (أ) ايّ عمل قام به نوح الى جانب بناء الفلك؟ (ب) كيف تجاوب الناس مع كرازة نوح، وماذا كانت العاقبة لهم؟
١٢ يشتهر نوح بأنه بنَّاء فلك لحفظ الحياة عبر الطوفان. وكان ايضا «كارزا للبر،» لكنَّ معاصريه «لم يبالوا» برسالته المعطاة من اللّٰه. فقد كانوا يأكلون ويشربون ويتزوجون ويربّون العائلات ويتابعون شؤون حياتهم العادية حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع. (٢ بطرس ٢:٥؛ تكوين ٦:١٤) وأبوا السماع عن الاستقامة في الكلام والسلوك، تماما كما يسد الجيل الشرير اليوم آذانه عن سماع ما يقوله شهود يهوه عن «التوبة الى اللّٰه،» الايمان بالمسيح، البر، و«الدينونة العتيدة.» (اعمال ٢٠:٢٠، ٢١؛ ٢٤:٢٤، ٢٥) صحيح انه لا يوجد بين ايدينا سجل يثبت كم شخصا كانوا يعيشون على الارض عندما كان نوح يعلن رسالة اللّٰه. لكنَّ الامر الاكيد هو ان عدد سكان الارض انخفض فجأة سنة ٢٣٧٠ قم! فقد محا الطوفان الاشرار، مستبقيا فقط مَن كانوا مستعدين لعمل اللّٰه هذا — نوحا وأعضاء عائلته السبعة. — تكوين ٧:١٩-٢٣؛ ٢ بطرس ٣:٥، ٦.
١٣ بأيّ قرار قضائي وثق نوح كل الثقة، وكيف عمل بانسجام مع ذلك؟
١٣ لم يُعلِم اللّٰه نوحا قبل سنوات باليوم والساعة المحدَّدَين لمجيء الطوفان. ولكن عندما كان عمر نوح ٤٨٠ سنة كان قرار يهوه: «لا يدين روحي في الانسان الى الابد. لزيغانه هو بشر وتكون ايامه مئة وعشرين سنة.» (تكوين ٦:٣) فوثق نوح كل الثقة بهذا القرار القضائي الالهي. وبعد ان بلغ سنته الـ ٥٠٠، «ولد . . . ساما وحاما ويافث،» وقد تزوج ابناؤه عندما كان عمرهم بين ٥٠ و ٦٠ سنة كما كانت تقتضي العادة آنذاك. وعندما أُمر نوح ببناء الفلك للنجاة من الطوفان، ساعده ابناؤه وزوجاتهم، كما يبدو، في البناء. وبناء الفلك تزامن على الارجح مع خدمة نوح ‹ككارز للبر،› مما ابقاه منشغلا في السنوات الـ ٤٠ او الـ ٥٠ الاخيرة قبل الطوفان. (تكوين ٥:٣٢؛ ٦:١٣-٢٢) وطوال هذه السنوات، كان هو وعائلته يعملون بإيمان. فلنعرب نحن ايضا عن الايمان فيما نكرز بالبشارة وننتظر يوم يهوه. — عبرانيين ١١:٧.
١٤ ماذا قال يهوه لنوح اخيرا، ولماذا؟
١٤ عندما قارب بناء الفلك الانتهاء، ربما اعتقد نوح ان الطوفان وشيك، رغم انه لم يكن يعرف وقت حدوثه بالتحديد. وأخيرا قال له يهوه: «بعد سبعة ايام ايضا أُمطر على الارض اربعين يوما وأربعين ليلة.» (تكوين ٧:٤) وهذا ما اتاح لنوح وعائلته الوقت الكافي لإدخال كل انواع الحيوانات الى الفلك ودخولهم هم ايضا قبل ابتداء الطوفان. لا حاجة بنا الى معرفة اليوم والساعة لابتداء دمار هذا النظام؛ فنجاة الحيوانات ليست موكولة الينا، والناجون المحتمَلون من البشر يدخلون الآن الفلك المجازي، فردوس شعب اللّٰه الروحي.
«اسهروا»
١٥ (أ) كيف توضحون بكلماتكم الخاصة كلمات يسوع في متى ٢٤:٤٠-٤٤؟ (ب) ما هو تأثير عدم معرفتنا الوقت بالضبط لمجيء يسوع من اجل تنفيذ نقمة اللّٰه؟
١٥ اوضح يسوع عن حضوره: «حينئذ يكون اثنان في الحقل [يعملان] يؤخذ الواحد ويُترك الآخر. اثنتان تطحنان [القمح دقيقا] على الرَّحى. تؤخذ الواحدة وتُترك الاخرى. اسهروا اذًا لأنكم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم. واعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في ايّ هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته يُنقب. لذلك كونوا انتم ايضا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان.» (متى ٢٤:٤٠-٤٤؛ لوقا ١٧:٣٤، ٣٥) ان عدم معرفتنا الوقت بالضبط لمجيء يسوع من اجل تنفيذ نقمة اللّٰه يجعلنا متيقظين ويمنحنا يوميا فرصة لنبرهن اننا نخدم يهوه دون دافع اناني.
١٦ ماذا سيحدث للذين ‹يُتركون› وللذين ‹يؤخذون›؟
١٦ ان الذين ‹يُتركون› للهلاك مع الاشرار سيشملون الذين استُنيروا مرةً ولكنهم غرقوا في طريقة حياة انانية. فلنكن بين الذين ‹يؤخذون،› الذين يقفون انفسهم كاملا ليهوه وهم شاكرون جدا على تدابيره الروحية بواسطة «العبد الامين الحكيم.» (متى ٢٤:٤٥-٤٧) ولنخدم اللّٰه الى المنتهى بدافع «المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء.» — ١ تيموثاوس ١:٥.
الاعمال المقدسة ضرورية
١٧ (أ) بماذا تنبئ ٢ بطرس ٣:١٠؟ (ب) ما هي بعض الاعمال والافعال التي تشجع عليها ٢ بطرس ٣:١١؟
١٧ كتب الرسول بطرس: «سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها.» (٢ بطرس ٣:١٠) فلن تصمد السموات والارض المجازية في وجه احتدام غضب اللّٰه المتقد. لذلك يضيف بطرس: «فبما ان هذه كلها تنحل ايّ اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى [«اعمال السلوك المقدسة وأفعال التعبد التقوي،» عج].» (٢ بطرس ٣:١١) وبين هذه الاعمال والافعال، هنالك الحضور القانوني للاجتماعات المسيحية، فعل الخير للآخرين، والاشتراك بفعالية في الكرازة بالبشارة. — متى ٢٤:١٤؛ عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥؛ ١٣:١٦.
١٨ ماذا ينبغي ان نفعل اذا كنا ننمي تعلُّقا بالعالم؟
١٨ ان «اعمال السلوك المقدسة وأفعال التعبد التقوي» تتطلب ‹حفظ انفسنا بلا دنس من العالم.› (يعقوب ١:٢٧) ولكن ماذا اذا كنا ننمي تعلُّقا بالعالم؟ وربما نُغوى لنصير في موقف خطير امام اللّٰه بالسعي وراء تسلية فاسدة او بالاستماع الى موسيقى وأغانٍ تروِّج روح هذا العالم غير التقوية. (٢ كورنثوس ٦:١٤-١٨) اذا كانت هذه هي الحال، فلنطلب مساعدة اللّٰه في الصلاة لئلا نمضي مع العالم، بل نقف مقبولين امام ابن الانسان. (لوقا ٢١:٣٤-٣٦؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧) وإذا كنا منتذرين للّٰه، فلا شك اننا نرغب في بذل اقصى جهدنا لتنمية علاقة حميمة به والمحافظة عليها وبذلك نكون مستعدين ليوم يهوه العظيم المخوف.
١٩ لماذا يمكن ان تتوقع حشود معلني الملكوت النجاةَ من اختتام نظام الاشياء الشرير هذا؟
١٩ نجا نوح التقي وعائلته من الطوفان الذي دمر العالم القديم. والاشخاص المستقيمون نجوا من نهاية نظام الاشياء اليهودي سنة ٧٠ بم. خذوا على سبيل المثال الرسول يوحنا الذي كان لا يزال نشيطا في خدمة اللّٰه في نحو السنوات ٩٦-٩٨ بم، عندما كتب سفر الرؤيا ورواية انجيله وثلاث رسائل موحى بها. ومن الآلاف الذين اعتنقوا الايمان الحقيقي يوم الخمسين سنة ٣٣ بم نجا كثيرون على الارجح من نهاية النظام اليهودي. (اعمال ١:١٥؛ ٢:٤١، ٤٧؛ ٤:٤) واليوم يمكن لحشود معلني الملكوت ان يرجوا النجاة من اختتام نظام الاشياء الشرير الحاضر.
٢٠ لماذا ينبغي ان نكون ‹كارزين للبر› غيورين؟
٢٠ فلنكن ‹كارزين للبر› غيورين، لأن العبور سالمين الى العالم الجديد يكمن امامنا. ويا له من امتياز ان نخدم اللّٰه في هذه الايام الاخيرة! وكم هو مفرح ان نرشد الناس الى «الفلك» العصري، الفردوس الروحي الذي ينعم به شعب اللّٰه! نأمل ان يبقى الملايين الآن امناء وساهرين روحيا ومستعدين ليوم يهوه العظيم. ولكن ماذا يساعدنا على البقاء ساهرين روحيا؟
-
-
طوبى للذين يبقون ساهرين!برج المراقبة ١٩٩٧ | ١ آذار (مارس)
-
-
طوبى للذين يبقون ساهرين!
«ها انا آتي كلص. طوبى لمَن يسهر [«يبقى ساهرا،» عج] ويحفظ ثيابه.» — رؤيا ١٦:١٥.
١ ماذا يمكننا ان نتوقع بما ان يوم يهوه قريب؟
يوم يهوه العظيم قريب، وهذا يعني الحرب! فقد رأى الرسول يوحنا في رؤيا «ارواح [«عبارات ملهمة من،» عج] شياطين» شبه ضفادع تخرج على «ملوك» او حكام الارض جميعا. ولماذا؟ «لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء»! وأضاف يوحنا: «جمعهم [«جمعتهم،» عج] الى الموضع الذي يُدعى بالعبرانية هرمجدون.» — رؤيا ١٦:١٣-١٦.
٢ مَن هو جوج الماجوجي، وماذا سيحدث عندما يشنّ هجوما على شعب يهوه؟
٢ وقريبا سيجعل يهوه العنصر السياسي لهذا النظام يدمِّر بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل. (رؤيا ١٧:١-٥، ١٥-١٧) ثم سيجمع جوج الماجوجي، الشيطان ابليس الذي طُرح الى جوار الارض، حشوده ويشن هجوما شاملا على شعب يهوه المسالم والذي يبدو بلا حماية. (حزقيال ٣٨:١-١٢) لكنَّ اللّٰه سيتدخل لينقذ شعبه. وهذا ما سيسم اندلاع «يوم الرب [«يهوه،» عج] العظيم والمخوف.» — يوئيل ٢:٣١؛ حزقيال ٣٨:١٨-٢٠.
٣ كيف تصفون التطورات المنبأ بها في حزقيال ٣٨:٢١-٢٣؟
٣ نعم، سينقذ يهوه شعبه ويمحو آخر اثر لنظام الشيطان عندما نبلغ الحالة العالمية المدعوة هرمجدون. اقرأوا الكلمات النبوية في حزقيال ٣٨:٢١-٢٣ وتخيَّلوا المشهد. يهوه يستخدم قوته ليمطر وابلا جارفا وحجارة برَد مخربة ونارا سريعة الانتشار ووبأ مميتا. فيسود الهلع كل الارض فيما يعمّ التشويش حشود جوج، فيحاربون واحدهم الآخر. وكل اعداء اللّٰه القادر على كل شيء الذين ينجون من ذلك سيُهلَكون عندما يستعمل يهوه الوسائل فوق الطبيعة البشرية لإنقاذ خدامه. وعندما يكون ‹الضيق العظيم› قد وضع اوزاره، سيكون قد زال كل اثر لنظام الشيطان الاثيم. (متى ٢٤:٢١) ولكنَّ الاشرار سيعرفون مَن هو المسؤول عن مصيبتهم حتى وإن كان ذلك وهم يحتضرون. فاللّٰه المنتصر نفسه يقول: «يعلمون اني انا الرب [«يهوه،» عج].» وكل هذه الحوادث المميَّزة ستجري في ايامنا خلال حضور يسوع.
يأتي كلصّ
٤ كيف سيأتي يسوع لتدمير نظام الاشياء الشرير هذا؟
٤ قال الرب يسوع المسيح الممجَّد: «ها انا آتي كلصّ.» ان مجيء اللص يكون فجأة، في وقت غير متوقَّع، عندما يكون معظم الناس نياما. وعندما يأتي يسوع كلصّ لتدمير هذا النظام الشرير، سينقذ مَن هم حقا ساهرون. فقد قال ليوحنا: «طوبى لمَن يسهر [«يبقى ساهرا،» عج] ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عريته.» (رؤيا ١٦:١٥) فما معنى هذه الكلمات؟ وكيف نبقى ساهرين روحيا؟
٥ ايّ ترتيب لخدمة الهيكل كان موجودا خلال حياة يسوع على الارض؟
٥ عامة لا يعرَّى الحارس اذا غلبه النعاس اثناء عمله. لكنَّ هذا ما كان يحصل في الهيكل في اورشليم عندما كان يسوع على الارض وكانت فِرَق الكهنة واللاويين تخدم في الهيكل في اورشليم. ففي اسرائيل نظَّم الملك داود في القرن الـ ١١ قم مئات الكهنة وآلافا من مساعديهم اللاويين في هيئة مؤلفة من ٢٤ فرقة. (١ أخبار الايام ٢٤:١-١٨) وكل فرقة من اكثر من الف عامل مدرَّب كانت تقوم بدورها بالاهتمام بمختلف اوجه خدمة الهيكل مرتين في السنة على الاقل، طوال اسبوع كل مرة. لكنَّ الفِرَق الـ ٢٤ جميعها كانت تأتي للخدمة في عيد المظال. وكانت تلزم مساعدة اضافية في عيد الفصح.
٦ إلامَ ربما كان يسوع يشير عندما قال، ‹طوبى لمَن يبقى ساهرا ويحفظ ثيابه›؟
٦ وعندما قال يسوع «طوبى لمَن يسهر [«يبقى ساهرا،» عج] ويحفظ ثيابه،» ربما كان يشير الى اجراء كان متَّبعا آنذاك يشمل مهمة الحراسة في الهيكل. تقول المِشْنا اليهودية: «كان الكهنة يحرسون ثلاثة اماكن في الهيكل: حجرة ابتيناس، حجرة الشعلة، وحجرة الموقد؛ واللاويون يحرسون واحدا وعشرين مكانا: خمسة عند البوابات الخمس لجبل الهيكل، اربعة عند زواياه الداخلية الاربع، خمسة عند خمس من بوابات ساحة الهيكل، اربعة عند زواياها الخارجية الاربع، وواحد عند حجرة التقدمات، وواحد عند حجرة الحجاب، وواحد خلف موقع كرسي الرحمة [خارج الجدار الخلفي لقدس الاقداس]. وكان آمر جبل الهيكل يقوم بجولته لتفقُّد كل حارس وأمامه مصابيح مضاءة، وإذا لم يقف الحارس ويقلْ له، ‹سلام لك يا آمر جبل الهيكل!› وكان من الواضح انه نائم، كان يضربه بعصاه وكان يحق له ان يحرق ملابسه.» المِشْنا، ميدوث («الاقيسة»)، ١، الفقرتان ١-٢، ترجمة هربرت دانبي (بالانكليزية).
٧ لماذا كان يلزم ان يبقى الكهنة واللاويون ساهرين في مهمة حراسة الهيكل؟
٧ كان اللاويون والكهنة العديدون الذين في فرقة الخدمة يبقون ساهرين الليل كله للحراسة ولمنع ايّ شخص نجس من دخول ديار الهيكل. وبما ان «آمر جبل الهيكل،» او «قائد جند الهيكل،» كان يقوم بجولاته على المراكز الـ ٢٤ جميعها خلال الحراسة ليلا، كان على كل حارس ان يبقى ساهرا في مركزه لئلا يوجد متقاعسا. — اعمال ٤:١.
٨ ما هي ثياب المسيحي المجازية؟
٨ يلزم ان يبقى المسيحيون الممسوحون ورفقاؤهم الخدام ساهرين روحيا ويحفظوا ثيابهم المجازية. فهذه الثياب هي الادلة الظاهرة على تعييننا للخدمة في هيكل يهوه الروحي. واعترافا بهذا الواقع، لدينا روح اللّٰه القدس، او قوته الفعَّالة، لمساعدتنا على القيام بواجباتنا وإنجاز امتيازنا كمعلنين للملكوت. وسيعرِّضنا النوم عند القيام بمهمتنا كخدام للّٰه لأن يأخذنا على حين غِرَّة قائد جند الهيكل الروحي العظيم يسوع المسيح. فإذا كنا آنذاك نياما روحيا، نعرَّى مجازيا وتُحرَق ثيابنا الرمزية. فكيف نبقى ساهرين روحيا؟
كيف نبقى ساهرين
٩ لماذا درس الكتاب المقدس بمساعدة المطبوعات المسيحية مهم جدا؟
٩ درس الاسفار المقدسة باجتهاد بمساعدة المطبوعات المسيحية هو حافز الى الصحو الروحي. وهذا الدرس سيجهِّزنا للخدمة، يساعدنا على تجاوز الازمات، ويرشدنا الى سبيل السعادة الابدية. (امثال ٨:٣٤، عج، ٣٥؛ يعقوب ١:٥-٨) وينبغي ان يكون درسنا شاملا وتقدميًّا. (عبرانيين ٥:١٤–٦:٣) وتناول الطعام الجيد قانونيا يمكن ان يساعدنا على البقاء ساهرين ومتيقظين. ويمكن ان يطرد النعاس الذي قد يكون علامة لسوء التغذية. ولا نملك ايّ عذر لنعاني سوء تغذية ونعاسا روحيَّين. فاللّٰه يغدق علينا تدابير الطعام الروحي بواسطة «العبد الامين الحكيم» الممسوح. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) وتناول الطعام الروحي قانونيا بواسطة الدرس الشخصي والعائلي هو احدى الطرائق للبقاء ساهرين و«اصحاء في الايمان.» — تيطس ١:١٣.
١٠ كيف تساعدنا الاجتماعات والمحافل المسيحية على البقاء ساهرين روحيا؟
١٠ الاجتماعات والمحافل المسيحية تساعدنا على البقاء ساهرين. فهي تشجِّعنا وتمنحنا الفرصة ‹لتحريض بعضنا البعض على المحبة والاعمال الحسنة.› وينبغي ان نجتمع قانونيا خصوصا لأننا ‹نرى اليوم يقرب.› حقا، هذا اليوم قريب جدا. انه «يوم يهوه» حينما يبرئ سلطانه. فإذا كان هذا اليوم مهما لنا — وهكذا ينبغي ان يكون — فلن ‹نترك اجتماعنا.› — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥؛ ٢ بطرس ٣:١٠، عج.
١١ لماذا يمكن القول ان الخدمة المسيحية ضرورية للصحو الروحي؟
١١ الاشتراك في الخدمة المسيحية من كل القلب ضروري للصحو الروحي. ان الاشتراك قانونيا بغيرة في الكرازة بالبشارة يبقينا متيقظين. فخدمتنا تتيح لنا فرصا عديدة للتحدث الى الناس عن كلمة اللّٰه وملكوته ومقاصده. والشهادة من بيت الى بيت والقيام بالزيارات المكررة وعقد الدروس البيتية في الكتاب المقدس بمساعدة مطبوعات مثل المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية تجلب المكافآت. فقد كان بإمكان الشيوخ في افسس القديمة ان يشهدوا ان بولس كان قد علَّمهم «جهرا ومن بيت الى بيت.» (اعمال ٢٠:٢٠، عج، ٢١) طبعا، يعاني بعض شهود يهوه الامناء مشاكل صحية خطيرة تعيق خدمتهم بطريقة ما، لكنَّهم يجدون طرائق لإخبار الآخرين عن يهوه ومُلكه مما ينتج لهم فرحا عظيما. — مزمور ١٤٥:١٠-١٤.
١٢، ١٣ لأية اسباب ينبغي ان نتجنب الافراط في الاكل والشرب؟
١٢ تجنب الافراط يساعدنا على البقاء ساهرين روحيا. حثَّ يسوع رسله عندما كان يتحدث عن حضوره: «احترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار [«الاسراف في الاكل،» عج] وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الارض.» (لوقا ٢١:٧، ٣٤، ٣٥) فالشَّراهة والسكر لا ينسجمان مع مبادئ الكتاب المقدس. (تثنية ٢١:١٨-٢١، عج) تقول الامثال ٢٣:٢٠، ٢١: «لا تكن بين شريبي الخمر المتلفين اجسادهم [«المفرطين في شرب الخمر، بين آكلي اللحم الشَّرهين،» عج]. لأن السكير والمسرف [«والشَّره،» عج] يفتقران والنوم يكسو الخِرَق.» — امثال ٢٨:٧، عج.
١٣ ولكن حتى اذا لم يصل الاسراف في الاكل والشرب الى هذا الحد، يمكن ان يجعل الشخص ناعسا، وحتى كسولا ومهمِلا في فعل مشيئة اللّٰه. من الطبيعي ان تكون هنالك هموم بشأن الحياة العائلية، الصحة، وهلم جرا. لكننا نكون سعداء اذا وضعنا مصالح الملكوت اولا في حياتنا وإذا كانت لدينا الثقة بأن ابانا السماوي سيهتم بحاجاتنا. (متى ٦:٢٥-٣٤) وإلا فسيأتي علينا «ذلك اليوم . . . كالفخ،» ربما كشرك مموَّه يوقعنا في غفلة منا او كشرك مزوَّد بطعم، تماما كالاشراك التي تجذب الحيوانات غير الحذرة وتوقعها. وإذا بقينا ساهرين، مدركين تماما اننا نعيش في «وقت النهاية،» فلن يحدث ذلك لنا. — دانيال ١٢:٤.
١٤ لماذا ينبغي ان تكون صلاتنا من كل القلب؟
١٤ الصلاة من كل القلب مساعد آخر على الصحو الروحي. حثَّ يسوع ايضا في نبوته العظمى: «اسهروا [«ابقوا ساهرين،» عج] اذًا وتضرعوا في كل حين لكي تُحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون وتقفوا قدام ابن الانسان.» (لوقا ٢١:٣٦) فلنصلِّ ان نكون دائما الى جانب يهوه ونتمتع بموقف مقبول عندما يأتي يسوع، ابن الانسان، ليدمِّر نظام الاشياء الشرير هذا. فلمصلحتنا ولمصلحة الرفقاء المؤمنين الذين نصلي من اجلهم، يلزم ان ‹نبقى ساهرين في الصلاة.› — كولوسي ٤:٢، عج؛ افسس ٦:١٨-٢٠، عج.
الوقت ينفد
١٥ ماذا تنجز خدمتنا ككارزين للبر؟
١٥ لا شك اننا نرغب في فعل كل ما في وسعنا ونحن منتظرون يوم يهوه العظيم. وإذا صلّينا اليه جديا بشأن ذلك، فقد ينفتح لنا «باب عظيم فعَّال.» (١ كورنثوس ١٦:٨، ٩) وفي وقت اللّٰه المعيَّن، سيبدأ يسوع بالدينونة ويميِّز «الخراف» الابرار الذين يستحقون الحياة الابدية من «الجداء» الاشرار الذين يستأهلون الهلاك الابدي. (يوحنا ٥:٢٢) ولسنا نحن مَن يميِّز الخراف من الجداء. لكنَّ خدمتنا ككارزين للبر تتيح الآن الفرصة للناس ان يختاروا حياة خدمة اللّٰه فيكون لديهم رجاء ان يُفرَزوا الى الحياة عندما ‹يجيء [يسوع] في مجده.› ان الوقت القصير المتبقي لنظام الاشياء هذا يزيد الحاجة الى نشاط من كل القلب فيما نبحث عن «الميالين على نحو صائب الى الحياة الابدية.» — متى ٢٥:٣١-٤٦؛ اعمال ١٣:٤٨، عج.
١٦ لماذا ينبغي ان نكون معلنين للملكوت غيورين؟
١٦ لقد نفد وقت العالم ايام نوح، وسينفد سريعا وقت نظام الاشياء هذا. فلنكن معلنين للملكوت غيورين. وعملنا الكرازي يزدهر لأن مئات الآلاف يعتمدون كل سنة رمزا الى انتذارهم للّٰه. وهم يصيرون جزءا من هيئة يهوه المباركة — «شعبه وغنم مرعاه.» (مزمور ١٠٠:٣) فما ابهج الاشتراك في عمل الكرازة بالملكوت الذي يجلب الرجاء لكثيرين قبل «يوم يهوه العظيم والمخوف»!
١٧، ١٨ (أ) ايّ ردّ فعل ينبغي ان نتوقعه من البعض ونحن نكرز؟ (ب) ماذا حتما سيُهلِك المستهزئين؟
١٧ كنوح لدينا دعم اللّٰه وحمايته. لقد هزأ الناس والملائكة المتجسدون والنفاليم برسالة نوح، لكنَّ ذلك لم يوقفه. واليوم يهزأ البعض بنا عندما نشير الى الادلة الغامرة على اننا نعيش في «الايام الاخيرة.» (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وهذا الاستهزاء هو اتمام لنبوة الكتاب المقدس عن حضور المسيح، لأن بطرس كتب: «في آخر الايام سيأتي قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم وقائلين اين هو موعد مجيئه [«حضوره الموعود به،» عج] لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باقٍ هكذا من بدء الخليقة.» — ٢ بطرس ١:١٦، عج؛ ٣:٣، ٤ .
١٨ قد يفكر المستهزئون العصريون: ‹لم يتغير شيء منذ الخلق. والحياة تستمر، والناس يأكلون ويشربون ويتزوجون ويربون العائلات. وحتى لو كان يسوع حاضرا فلن ينفِّذ الدينونة في ايامي.› كم هم مخطئون! فإذا لم يموتوا من اسباب اخرى في هذه الاثناء، فسيهلكهم حتما يوم يهوه المخوف، تماما كما أودت جائحة الطوفان بحياة الجيل الشرير في ايام نوح. — متى ٢٤:٣٤.
ابقوا ساهرين مهما حدث!
١٩ كيف ينبغي ان ننظر الى نشاطنا للتلمذة؟
١٩ اذا كنا منتذرين ليهوه، فلا ندع ابدا التفكير الخاطئ يهدهدنا لننام. فالوقت الآن وقت للبقاء ساهرين، لممارسة الايمان بالنبوة الالهية، ولإتمام تفويضنا ان ‹نتلمذ جميع الامم.› (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وإذ يواجه هذا النظام نهايته الحاسمة، لا يمكن ان نحصل على امتياز اعظم من خدمة يهوه اللّٰه تحت قيادة يسوع المسيح والاشتراك في العمل العالمي النطاق للكرازة «ببشارة الملكوت هذه» قبل مجيء المنتهى. — متى ٢٤:١٤؛ مرقس ١٣:١٠.
٢٠ ايّ مثال رسمه كالب ويشوع، وعلامَ يدلُّنا مسلكهما؟
٢٠ ان البعض من شعب يهوه يخدمونه طوال عقود، وربما طوال حياتهم. وحتى اذا اعتنقنا العبادة الحقة مؤخرا، فلنكن كالاسرائيلي كالب الذي «اتَّبع الرب تماما.» (تثنية ١:٣٤-٣٦) فقد كان هو ويشوع مستعدَّين كاملا لدخول ارض الموعد بُعيد انقاذ اسرائيل من العبودية المصرية. لكنَّ الاسرائيليين الراشدين عموما كان ينقصهم الايمان ووجب ان يقضوا ٤٠ سنة في البرية، حيث ماتوا. ورغم ان كالب ويشوع احتملا المشقات معهم طوال الوقت، لكنَّ هذين الرجلين دخلا ارض الموعد اخيرا. (عدد ١٤:٣٠-٣٤؛ يشوع ١٤:٦-١٥) فإذا ‹اتَّبعنا يهوه تماما› وبقينا ساهرين روحيا، فسنبتهج بدخول عالم اللّٰه الجديد الموعود به.
٢١ اية امور سنتمتع بها اذا بقينا ساهرين روحيا؟
٢١ تعطينا الادلة اثباتا قاطعا اننا عائشون في وقت النهاية وأن يوم يهوه العظيم قريب. فليس هذا وقتا للنعاس والاهمال في انجاز المشيئة الالهية. ولن نبارَك إلا اذا بقينا ساهرين روحيا وحفظنا ثيابنا التي تثبت هويتنا كخدام مسيحيين ليهوه. فليكن تصميمنا ان ‹نبقى ساهرين ونثبت في الايمان ونكون رجالا ونتقوى.› (١ كورنثوس ١٦:١٣) وكخدام ليهوه فليكن كل واحد منا ثابتا وشجاعا. وعندئذ نكون بين المستعدين عندما يأتي يوم يهوه العظيم، خادمين بأمانة ضمن صفوف السعداء الذين يبقون ساهرين.
-