-
من المهد الى اللحد، حاجتنا العظمى هي المحبةاستيقظ! ١٩٨٧ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
في مؤتمر عمل عن العلاقات البشرية تحدَّث خطيب عن جناح مستشفى مليء بالاطفال اليتامى. ففي صف طويل من الاسرَّة، صار الاولاد مرضى ومات بعضهم — ما عدا الطفل في السرير الاخير. لقد احسن صنعا. وتحيَّر الطبيب. فقد جرى اطعام واحمام وادفاء الجميع — لا فرق في العناية بهم. ومع ذلك فان الطفل في السرير الاخير فقط نما بقوة. واذ مرت الاشهر وأُحضر اطفال جدد كانت القصة هي ذاتها دائما: الطفل في السرير الاخير فقط احسن صنعا.
وأخيرا اخفى الطبيب نفسه ليراقب. ففي منتصف الليل دخلت المرأة المنظِّفة وعلى يديها وركبتيها نظَّفت الارض من الطرف الاول الى الآخر. واذ انتهت من الارض نهضت، تمددت وفركت ظهرها. ثم ذهبت الى آخر سرير، التقطت الطفل، وجالت به في الغرفة، معانقة ومحدّثة ومهدهدة اياه في ذراعيها. وأعادته الى سريره وغادرت. وراقب الطبيب في الليلة التالية وما بعدها. وفي كل ليلة حدث الامر ذاته. وكان ان الطفل في السرير الاخير هو الذي جرى دائما التقاطه ومعانقته والتحدث اليه وحبّه. وفي كل المجموعات الجديدة من الاطفال الذين أُدخلوا كان الطفل في السرير الاخير دائما هو الذي نما بقوة فيما مرض الآخرون ومات البعض.
-
-
من المهد الى اللحد، حاجتنا العظمى هي المحبةاستيقظ! ١٩٨٧ | نيسان (ابريل) ٨
-
-
وعلى مر السنين اثبتت دراسات عديدة حاجة الاطفال الى المحبة. نشرت المجلة «العلمية الاميركية» هذا التقرير: «اخذ رونيه سبيتز من معهد التحليل النفسي في نيويورك وزميلته كاترين وُلف بيانا بالماضي الطبي لـ ٩١ طفلا لقيطا في شرقي الولايات المتحدة وكندا. فوجدا ان الاطفال اظهروا على نحو ثابت دليلا على القلق والغم. وكان نموّهم الجسدي متخلفا وفشلوا في احراز الوزن العادي او حتى خسروا وزنا. وتعاقبت فترات من الارق المطوَّل مع فترات من السُّبات. وذكر سبيتز ووُلف ان ٣٤ من الـ ٩١ ماتوا ‹رغم الغذاء الجيد والعناية الطبية الدقيقة.›»
وقال طبيب نفساني في فلوريدا: «ان الولد الذي لا ينال كفاية من المعانقة او الاحتضان قد ينمو ليصير منطويا على نفسه، منعزلا او متحفظا. . . . ان ملامسة الجسم الجسدية بين الوالدة والولد اساسية في تربية الولد حتى ان اولادا، في بعض الحالات، ممن لم تجرِ معانقتهم او احتضانهم خلال السنة الاولى من حياتهم لم يعيشوا.»
-