مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الصفحة ٢
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الصفحة ٢

      الموت عدو،‏ فهو يأخذ احبَّاءنا.‏ وهو موضوع غير سار.‏ ولكنّ نظرتنا الى الموت تؤثر كثيرا في طريقة عيشنا.‏ فاذا كان يمكننا ان نعلم ما يحدث عندما نموت سيساعدنا ذلك على فهم القصد من الحياة بشكل افضل.‏ وفي المقالات التالية يحلل مراسل «استيقظ!‏» في بريطانيا السؤال،‏ ماذا يحدث عندما نموت؟‏

  • السر العظيم
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • السر العظيم

      ‏‹لو امكنكم ان تسألوا اللّٰه شخصيا ايّ سؤال ترغبون فيه،‏ فماذا يكون؟‏› اظهرت نتيجة استطلاع حديث في انكلترا ان ٣١ في المئة من اولئك الذين جرت مقابلتهم يريدون ان يعرفوا:‏ «ماذا يحدث عندما نموت؟‏»‏

      فاذا مُنحتم الفرصة،‏ هل تطرحون هذا السؤال؟‏

      الموت «هو الشيء الواحد الذي نعرفه بالتأكيد،‏ ونحن نشارك في هذه المعرفة كل امرئ حي،‏» يكتب الباحث موڠ بول في الموت.‏ ولكنه،‏ على نحو متناقض ظاهريا،‏ كما يلاحظ بول بشكل اضافي،‏ «بين الناس العاديين ليس موضوع محادثة.‏ والموت ليس شيئا تتحدث عنه مع اناس لا تعرفهم جيدا.‏»‏

      وفي الواقع،‏ ان اناسا كثيرين لا يريدون حتى التفكير في الموت.‏ وكما تلاحظ دائرة معارف الكتاب العالمي:‏ «يخاف معظم الناس من الموت ويحاولون تجنب التفكير فيه.‏» وهذا الخوف هو في الواقع خوف من المجهول لان الموت،‏ بالنسبة الى معظم الناس،‏ سرّ.‏ لذلك عندما يموت شخص ما يستعمل الناس عبارات مثل «رحل،‏» «تُوفِّي،‏» و «فُقد في الموت،‏» او تعبيرا ملطَّفا مماثلا.‏ ولكن بما اننا جميعا نواجه الموت ألا يمكننا ان نكون اكثر تحديدا في وصف ما يحدث لنا عندما نموت؟‏

      سيزعم المتشككون اننا نطرح اسئلة افتراضية،‏ وأن ذلك ببساطة مسألة معتقد.‏ وكما تعبِّر عن ذلك دائرة المعارف البريطانية‏:‏ «الموت ليس الحياة.‏ أما ما هو فلا يمكن إلا تخمينه.‏» ومع ذلك يعلن المرجع عينه ايضا:‏ «المعتقد بأن الكائنات البشرية تبقى حية بعد الموت في شكل ما قد أثَّر بصورة عميقة في افكار،‏ عواطف،‏ وأعمال الجنس البشري.‏ والمعتقد موجود في كل الاديان،‏ في الماضي والحاضر.‏»‏

      وأية اشكال تتَّخذها هذه المعتقدات؟‏ هل تُلقي ضوءا حقيقيا على ما يحدث عندما نموت،‏ او هل يبقى الموت سرا؟‏

  • السر يعمُق
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • السر يعمُق

      نعيش بالقرب من الحقيقة عندما نتجمَّع حول فراش الموت.‏ ومع ذلك يبقى الموت اختبارا من المخيف وحتى المرعب التمعّن فيه.‏ ولا عجب ان يكثر التخمين والغموض كلما احدق الموت بالحياة.‏ والحياة قصيرة،‏ وكما لاحظ شيكسبير،‏ «سيكون للموت يومه.‏»‏

      اذاً،‏ ما هو الموت الطبيعي؟‏ هذا هو السؤال الاول الذي ينبغي ان نحدِّده.‏

      واقع غير مقبول

      استنادا الى دائرة المعارف البريطانية،‏ يجري تعريف الموت ببساطة بأنه «غياب الحياة.‏» ومع ان الانسان يمكنه ان يقبل ان الاسماك،‏ الحيوانات،‏ والطيور تموت على نحو طبيعي،‏ فذكاؤه يخبره بأن الموت البشري يأتي كعدوٍ،‏ تماما كما يذكر الكتاب المقدس.‏a

      ومن بين كل الخلائق على هذه الارض يكون الانسان وحده قادرا على التمعُّن في موته.‏ وهو فريد ايضا في دفن موتاه.‏ وفي اغلب الاحيان،‏ كما توضح دائرة المعارف البريطانية،‏ فان الدفن الشعائري للموتى «ناشئ عن عجز او رفض غريزي من جهة الانسان لقبول الموت كحدٍ نهائي للحياة البشرية.‏ ورغم الدليل المروِّع على التفكك الطبيعي الذي يسببه الموت،‏ فقد دام المعتقد بأن شيئا ما من الشخص الفرد يستمر في البقاء حيا بعد اختبار الموت.‏»‏

      ونتيجة لذلك فان التقاليد القديمة والخرافات الغامضة تغشِّي في معظم الاحيان العادات التي ترافق الموت.‏

      العادات والمعتقدات

      مثلا،‏ ان قبورا قديمة كثيرة تحتوي ليس فقط على عظام الاموات بل على دليل على الطعام والشراب مدفون في المعتقد بأن للمتوفَّى حاجة الى هذه الاشياء اكثر من المدفن.‏ وقد جرى تصوير خرائط وعيون على التوابيت الخشبية المصرية لارشاد الراحلين.‏ والادوات والامتعة الشخصية،‏ كالحلى،‏ تُركت ايضا على افتراض ان الاموات سيُسرون بحيازتها في الحياة الاخرى.‏

      ووُجدت هياكل عظمية على جنبها في وضع منقبض،‏ مماثل للوضعية الجنينية للولد في الرحم،‏ وقد فسَّرت ذلك بعض المراجع بأنه يدل على الاعتقاد بالولادة من جديد.‏ واعتقد اليونانيون والرومانيون بأنه يلزم الاموات ان ينتقلوا عبر ستيكس،‏ النهر الرئيسي للعالم السفلي.‏ وكان ينجز هذه الخدمة شارون،‏ نوتي شيطاني.‏ وكان يُدفع له لقاء خدماته بواسطة قطعة نقدية موضوعة في فم المتوفَّى،‏ ممارسة تستمر حتى هذا اليوم في اجزاء عديدة من العالم.‏

      ‏«واضح انه لدى كل دين رئيسي معتقدات عن عملية الموت،‏ الموت عينه والحياة الاخرى،‏» يقول قاموس التعليم الديني.‏ صحيح —‏ ولماذا؟‏ لانه غير مقبول الى حد بعيد التمعُّن في نهاية الوجود الواعي.‏ «لا احد يؤمن بموته الخاص،‏» اكَّد الطبيب النفساني سيغموند فرويد،‏ وفي «[فكرنا] غير الواعي كل واحد منا مقتنع بخلوده الخاص.‏»‏

      ومثل هذا التفكير ادَّى طبيعيا الى تطور معتقدات شعبية عديدة.‏ فتأملوا في بعض المعتقدات الرئيسية.‏

      المطهر والهاوية

      لو كان الاموات احياء لكانوا دون شك في مكان ما —‏ ولكن اين؟‏ هنا تكمن المشكلة،‏ لان اولئك الذين يموتون ليسوا جميعا اشرارا ولا جميعا صالحين.‏ وبشعور اساسي بالعدل افرز الانسان تقليديا الراحلين،‏ الصالحين عن الاشرار.‏

      ونظرة الربابنة،‏ كما هي مطبوعة في دائرة المعارف اليهودية،‏ تذكر ما يلي:‏ «في يوم الدينونة الاخير سوف تكون هنالك ثلاثة صفوف من الانفس:‏ الابرار سوف يُحكم لهم فورا بالحياة الابدية؛‏ والاشرار بجهنَّا؛‏ وأما اولئك الذين فضائلهم وخطاياهم توازن بعضها بعضا فسوف ينزلون الى جهنّا ويعومون ويغرقون الى ان يقوموا مُطهَّرين.‏» وسيميز كثيرون في هذه العبارة الاخيرة وصفا للمطهر.‏

      وعلى نحو ممتع فان دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة،‏ اذ تعطي تقييما رسميا لعقيدة المطهر،‏ تذكر ببساطة:‏ «في التحليل الاخير،‏ تتأسس العقيدة الكاثوليكية [الرومانية] عن المطهر على التقليد،‏ لا على الاسفار المقدسة.‏» وهذا ليس مدهشا لان الكلمة لا تَظهر في الكتاب المقدس،‏ ولا يجري تعليم الفكرة هناك.‏ ولكن ماذا عن جهنَّا،‏ مصير الاشرار حسب دائرة المعارف اليهودية؟‏

      جهنَّا هي الصيغة اليونانية المستخرجة من العبرانية «جِه هِنّوم،‏» وادي هنوم،‏ الواقع جنوب غربي اورشليم.‏ وقد كان مكانا يقدَّم فيه الاولاد في الازمنة الماضية ذبائح للاله مولك،‏ وكما تذكر دائرة المعارف اليهودية،‏ «من اجل هذا السبب اعتُبر الوادي ملعونا،‏ لذلك سرعان ما صارت ‹جهنَّا› المعادل المجازي ‹للهاوية.‏›»‏

      و «الهاوية،‏ وفقا لاديان كثيرة،‏» تقول دائرة معارف الكتاب العالمي،‏ «هي مكان او حالة تسكنه الابالسة حيث يُعاقب الاشرار بعد الموت.‏» وهذه عقيدة لا تزال تكرز بها بنشاط بعض كنائس العالم المسيحي وأديان اخرى.‏ ونتيجة لذلك كبر اناس كثيرون ومعهم خوف حقيقي من الذهاب الى الهاوية.‏

      ‏«عندما كنت صبيّا،‏» كتب الروائي الانكليزي جيروم ك.‏ جيروم في السنة ١٩٢٦،‏ «كان معظم الناس الورعين لا يزالون يقبلون الهاوية المادية كحقيقة.‏ والالم الذي يجري تسبيبه لولد واسع الخيال لا يمكن المبالغة فيه.‏ لقد جعلني ذلك ابغض اللّٰه وفي وقت لاحق،‏ عندما رفض ادراكي النامي الفكرة بصفتها سخافة،‏ أحتقر الدين الذي علَّمها.‏»‏

      مهما كانت نظرتكم الى الهاوية (‏انظروا الاطار المرفق «الهاوية وجهنَّا —‏ الفرق» من اجل المزيد من المعلومات)‏ فان المصير الأسعد يقدِّمه كثيرون بوصفه السماء او النرڤانا.‏

      السماء والنرڤانا

      ‏«السماء هي المكان والحالة المباركة للسعادة اللانهائية في حضرة اللّٰه وملائكته القدوسين وقديسيه،‏» يذكر الدين الكاثوليكي —‏ كُتَيِّب ارشاد لاعضاء الكنيسة الانكليكانية.‏ ويضيف:‏ «وهي تشتمل ايضا على التقاء لا ينقطع مع جميع الذين احببناهم على الارض،‏ الذين ماتوا في النعمة،‏ وعلى كوننا صالحين بشكل كامل قدوسين على الدوام.‏»‏

      ومن ناحية اخرى،‏ تعكس النرڤانا المعتقد البوذي بأن حالة من «السلام والنعيم الكاملين» يمكن احرازها فقط عندما تنتهي اخيرا «الدورة المؤلمة المستمرة للموت والولادة من جديد.‏» وفي ايّ من الحالتين،‏ السماء او النرڤانا،‏ يقدِّم لنا الدين تدبيرا لانهاء آلام هذه الحياة تعقبه حياة في عالم رائع الجمال.‏

      وهل تساعدنا هذه التعاليم المتضاربة على الاجابة عن سؤالنا،‏ ماذا يحدث عندما نموت؟‏ او هل يعمُق السر؟‏ كيف يمكننا ان نتأكد ان ما نختار الايمان به هو صحيح؟‏ وهل يعلِّمنا الدين الواقع ام الخيال؟‏

      ان مصيرنا بعد الموت سيبقى مُقفلا عليه في سر —‏ إلا اذا تمكَّنا من الاجابة عن السؤال الاساسي الذي وحده يُمسك بالمفتاح:‏ ما هي النفس؟‏ ولا بد ان نفعل ذلك الآن.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا رسالة بولس الاولى الى اهل كورنثوس،‏ الاصحاح ١٥،‏ العدد ٢٦ .‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      تجميد الجثث والخلود؟‏

      تعليق الجثث مجمَّدة cryonic suspension هو تقنية تسمح بحفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جدا.‏ ويجري ابقاء الجسم كله في وعاء مملوء بالنتروجين السائل عند -‏٣٨٥° ف.‏،‏ او يستطيع الزُبُن ان يختاروا ان يصيروا «مرضى الخلايا العصبية» neuropatients،‏ مما يعني ان يُحفظ الرأس فقط.‏ «انا لا اؤمن بالحياة بعد الموت بالمعنى الديني،‏» يقول رئيس الشركة البريطانية التي تروِّج تجميد الجثث،‏ «ولكنني اتمتع بالحياة وأعتقد بأن توقف الوعي شيء رديء.‏» والفكرة وراء محاولة الاقناع هي انه في وقت مستقبلي سيتمكن العلم من ان يعيد الحياة،‏ وحتى ان يُنتج بطريقة لاجنسية cloning اجسادا جديدة للرؤوس المنفصلة.‏ هذه هي احدى الطرائق،‏ تذكر «الصنداي تايمز» اللندنية،‏ لـ‍ «انجاز الخلود.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      الهاوية وجهنَّا —‏ الفرق

      ان عبارة «نار الهاوية» هي تحريف «لجهنَّا،‏» اسم مكان النفايات القديم خارج مدينة اورشليم،‏ العبارة التي استعملها يسوع كرمز الى الهلاك الابدي.‏ (‏متى ١٠:‏٢٨‏)‏ اذاً،‏ ماذا عن الهاوية نفسها (‏المترجمة من «شيول» العبرانية و «آذس» اليونانية)‏؟‏ لو كانت مكانا للعذاب،‏ هل يريد ايّ امرئ ان يذهب الى هناك؟‏ كلا.‏ ومع ذلك فان الاب الجليل ايوب طلب من اللّٰه ان يواريه هناك.‏ (‏ايوب ١٤:‏١٣‏)‏ ويونان كأنما ذهب الى هاوية الكتاب المقدس عندما كان في بطن سمكة كبيرة،‏ وهناك صلّى الى اللّٰه طلبا للانقاذ.‏ (‏يونان ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ ان هاوية الكتاب المقدس هي المدفن العام للجنس البشري حيث يرقد الذين ماتوا في ذاكرة اللّٰه الحبية،‏ منتظرين القيامة.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٥]‏

      عينان صُوِّرتا على تابوت مصري قديم اعتقادا بأن ‹نفس المتوفَّى تستطيع هكذا ان تحدِّق›‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Courtesy of the British Museum,‎ London

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      وادي هنوم الحاليّ،‏ جنوب غربي اورشليم

  • حلّ السر!‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • حلّ السر!‏

      يفترض معظم الناس ان الموت ليس نهاية الحياة البشرية،‏ وأنه بعد الموت الطبيعي يحيا شيء ما.‏ وعادة يوصف هذا الشيء بأنه النفس.‏

      واجابة عن السؤال:‏ «كيف نعرف ان الروح [النفس] تترك الجسد عندما يكون في المدفن؟‏» تجيب مجلة «الصِّراط المستقيم»:‏ «ليس الموت سوى مغادرة النفس.‏ وما ان تترك النفس الجسد حتى تنتقل الى البرزخ (‏فترة ما بعد الموت)‏.‏ .‏ .‏ .‏ والمدفن مستودع للجسد فقط،‏ وليس للنفس.‏» هذه هي مشاعر اسلامية،‏ ولكنها لا تختلف عن تعاليم العالم المسيحي.‏

      خذوا،‏ مثلا،‏ سؤالين من كتاب التعليم الديني للعقيدة المسيحية،‏ مطبوعة كاثوليكية رومانية بريطانية تُستعمل في المدارس:‏

      س.‏ «كيف تشبه نفسك اللّٰه؟‏»‏

      ج.‏ «تشبه نفسي اللّٰه لانها روح،‏ ولانها خالدة.‏»‏

      س.‏ «ماذا تعني عندما تقول ان نفسك خالدة؟‏»‏

      ج.‏ «عندما اقول ان نفسي خالدة اعني ان نفسي لا يمكن ان تموت.‏»‏

      ومع انه يمكن تعليم الاولاد ان يؤمنوا بذلك إلا ان الكتاب لا يحاول اثبات صحة التأكيدات الجارية.‏

      ومع ذلك هنالك مصدر للمعلومات يخبرنا بالضبط ما هي النفس.‏ وهذا المصدر هو الكتاب المقدس،‏ اقدم كتاب معروف عند الانسان.‏ وقد يدهشكم ما يقوله.‏

      النفس —‏ تعريف الكتاب المقدس

      يقدم لنا التكوين،‏ اول اسفار الكتاب المقدس،‏ رواية خلق الانسان والمخلوقات الحية الاخرى على كوكبنا.‏ وقد كُتب بالعبرانية،‏ وفي الاصحاحين الاولين تَظهر كلمة «نفس» المترجمة من نفش اربع مرات؛‏ ولكنها مرة واحدة فقط تشير الى الانسان.‏a فالى ماذا تشير الحالات الاخرى؟‏ دعونا نرى.‏

      ‏«فخلق اللّٰه التنانين العظام وكلَّ (‏نفس [‏نفش‏] حية تدب)‏ فاضت بها المياه كأجناسها وكلَّ طائر ذي جناح كجنسه.‏» —‏ تكوين ١:‏٢١‏.‏

      ‏«ولكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبابة على الارض فيها (‏حياة كنفس [‏نفش‏])‏ أَعطيتُ كل عشب اخضر طعاما.‏» —‏ تكوين ١:‏٣٠‏.‏

      ‏«وجبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء.‏ فأحضرها الى آدم ليرى ماذا يدعوها.‏ وكل ما دعا به آدم (‏كل)‏ نفس [‏نفش‏] حية فهو اسمها.‏» —‏ تكوين ٢:‏١٩‏.‏

      ان مقارنة سريعة لهذه الآيات الثلاث تكشف ان نفش تُستعمل لوصف كل اشكال الحياة الحيوانية.‏

      والآن قارنوا ذلك برواية خلق الانسان الاول،‏ آدم:‏

      ‏«وجبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.‏ ونفخ في انفه نسمة حياة.‏ فصار آدم نفسا [‏نفش‏] حية.‏» —‏ تكوين ٢:‏٧‏.‏

      وفي التعليق على ذلك تقول جمعية المطبوعات اليهودية في اميركا،‏ في ترجمة للتوراة،‏ الاسفار الخمسة الاولى للاسفار العبرانية:‏ «لا يقول الكتاب المقدس ان لنا نفسا.‏ ان ‹نفش› هي الشخص عينه،‏ حاجته الى الطعام،‏ الدم في عروقه،‏ كيانه.‏» (‏الحرف المائل لنا.‏)‏ وبشكل منطقي يصح الامر عينه في كل اشكال الحياة الاخرى الموصوفة ك‍ «نفس.‏» فهي لا تمتلك انفسا.‏ انها كلها انفس.‏

      افلاطون والنفس

      اذاً،‏ اين تنشأ الفكرة بأن النفس تترك الجسد عند الموت؟‏ ان دائرة المعارف اليهودية،‏ المشار اليها سابقا،‏ تقول هذا:‏ «بمجرد احتكاك اليهود بالفكر الفارسي واليوناني تأصَّلت في اليهودية فكرة النفس المنفصلة عن الجسد ذات الكينونة الفردية الخاصة بها.‏»‏

      وحتى في وقت ابكر من التاريخ البشري اعتقد المصريون بأن النفس البشرية خالدة ويمكن ان تزور ثانية جسدها الميت.‏ ولهذا السبب بذل المصريون جهودا كبيرة لحفظ امواتهم بتحنيطهم او تحويلهم الى مومياء.‏

      والجدير بالاهتمام ان Erwachsenenkatechismus Evangelischer (‏كتاب التعليم الديني الانجيلي للراشدين)‏ اللوثري الالماني الجديد يعترف علنا بأن مصدر التعليم ان النفس البشرية خالدة ليس الكتاب المقدس بل «الفيلسوف اليوناني افلاطون (‏٤٢٧-‏٣٤٧ ق‌م)‏ [الذي] زعم بتشديد ان هنالك فرقا بين الجسد والنفس.‏» ويتابع:‏ «ان اللاهوتيين الانجيليين للازمنة الحديثة يعترضون على هذا الاتحاد بين المفهوم اليوناني ومفهوم الكتاب المقدس.‏ .‏ .‏ .‏ وهم يرفضون فصل الانسان الى جسد ونفس.‏»‏

      اذاً،‏ ماذا يحدث للنفس البشرية عند الموت؟‏ ان مرجعنا الفائق في هذه المسألة هو الكتاب المقدس،‏ كلمة اللّٰه الموحى بها.‏ وهو يذكر بوضوح:‏ «الاحياء يعلمون انهم سيموتون.‏ أما الموتى فلا يعلمون شيئا.‏» (‏جامعة ٩:‏٥‏)‏ واذ تكلم عن «قيامة» قال يسوع:‏ «يسمع جميع الذين في القبور (‏التذكارية)‏ صوته [يسوع] (‏فيخرجون)‏.‏» —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      اذاً،‏ اين هم الموتى؟‏ في المدفن،‏ «في القبور (‏التذكارية)‏،‏» اي في ذاكرة اللّٰه ينتظرون قيامة.‏b قيامة؟‏ ماذا يعني ذلك؟‏ وكم حقيقي هو هذا الرجاء؟‏ ان المقالة الختامية عن مأساة وقعت مؤخرا في انكلترا تُظهر كم يمكن ان يكون هذا الرجاء حقيقيا.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a ‏«انفس،‏» بالجمع،‏ ترد ايضا في التكوين الاصحاح ١،‏ العددين ٢٠،‏ ٢٤‏.‏

      b يوافق كتاب التعليم الديني اللوثري الكتاب المقدس قائلا:‏ «بما ان الانسان ككل هو خاطئ،‏ لذلك عند الموت يموت كليا جسدا ونفسا (‏موتا تاما)‏.‏ .‏ .‏ .‏ وبين الموت والقيامة هنالك فجوة،‏ ويتابع الفرد وجوده في افضل الاحوال في ذاكرة اللّٰه.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      هل عرفتم؟‏

      لا نقرأ في ايّ مكان في الكتاب المقدس عن «نفس خالدة.‏» والكلمتان لا ترتبطان معا ابدا.‏ والكلمتان «خالد» و «خلود» تردان ست مرات فقط،‏ وكلها في كتابات الرسول بولس.‏ وعند تطبيقه على البشر يوصف الخلود كجائزة تعطى للـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ فقط،‏ الذين افتُدوا من الارض ليحكموا مع المسيح يسوع في السماء.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠-‏٥٤؛‏ رؤيا ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏١-‏٤؛‏ ٢٠:‏٦‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

      ايّ مرجع؟‏

      يُعرِّف «قاموس اوكسفورد الموجز» «النفس» كما يلي:‏ «جزء روحي او غير مادي من الانسان يُعتقد بأنه يبقى حيا بعد الموت.‏» ويُبرز هذا التعريف الواقع بأن مفهوم الحياة بعد الموت بواسطة «النفس» يبقى مسألة زعم ديني.‏ وليس هنالك مرجع يستطيع اثبات ذلك.‏ وبالتباين يقول اعلى مرجع،‏ الكتاب المقدس:‏ «النفس التي تخطئ هي تموت.‏» —‏ حزقيال ١٨:‏٤‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      ‏«نفس» كاتب مصري،‏ مصوَّرة كصقر ذي رأس بشري،‏ يُفترض انها ‹تزور ثانية جسده في القبر›‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Courtesy of the British Museum,‎ London

  • ‏«لا اخاف الموت!‏»‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • ‏«لا اخاف الموت!‏»‏

      كريستوفر هسلوپ البالغ من العمر تسع سنوات كان واحدا من شهود يهوه،‏ وكذلك كان متّى اخوه البالغ ١٤ سنة.‏ وكانا قد قضيا ذلك الصباح من تشرين الاول مع عمهما،‏ زوجة عمهما،‏ وابني عمهما،‏ ذاهبين من بيت الى بيت في خدمتهما المسيحية بالقرب من مانتشيستر،‏ انكلترا.‏ وبعد الظهر خرجوا جميعا معا في رحلة تجوال الى بلاكپول،‏ منتجع ساحلي قريب.‏ والـ‍ ٦ جميعا كانوا بين ١٢ شخصا قُتلوا على الفور في تحطم سيارات وصفته الشرطة بأنه «محرقة تامة.‏»‏

      في الليلة التي سبقت المأساة كان الموت الموضوع الذي جرت مناقشته في درس في الكتاب المقدس في الجوار حضرته عائلة هسلوپ.‏ «كريستوفر،‏» قال داڤيد ابوه،‏ «كان دائما صبيا مفكِّرا جدا.‏ وفي تلك الليلة تحدث بوضوح عن عالم جديد ورجائه للمستقبل.‏ وبعدئذ،‏ اذ استمرت مناقشتنا،‏ قال كريستوفر فجأة:‏ ‹المهم في كون المرء واحدا من شهود يهوه هو انه فيما الموت يؤلم فاننا نعلم بأننا سنرى بعضنا بعضا ثانية على الارض ذات يوم.‏› ولم يدرك ايٌّ منا نحن الموجودين كم ستكون هذه الكلمات جديرة بالذكر.‏»‏

      وبعد الحادث ذكر العنوان الرئيسي في «أخبار مانتشيستر المسائية»:‏ «لا اخاف الموت،‏ قال ولد التحطم،‏» واقتبست المقالة كلمات كريستوفر بعينها.‏ فكيف امكن لولد في التاسعة ان يتكلم بثقة بالغة؟‏ وبماذا جرى تعليم كريستوفر ان يؤمن؟‏

      القيامة —‏ الرجاء الاكيد

      ‏«ان اروع ميزة للكرازة المسيحية الاولى هي تشديدها على القيامة،‏» يقول «قاموس الكتاب المقدس الجديد.‏» ويضيف:‏ «كان الكارزون الاوائل متأكدين ان يسوع قد قام،‏ ومتأكدين بالتالي ان المؤمنين سيقومون ايضا في الوقت المناسب.‏ وهذا ميَّزهم من كل المعلِّمين الآخرين للعالم القديم.‏»‏

      والمسيحيون الحقيقيون هم مثلهم مختلفون اليوم تماما.‏ وهم لا يتلهّون بالفلسفة اليونانية ناسبين زورا الى الانسان «نفسا خالدة.‏» وبالاحرى يستمدون القوة من اعلان يسوع ان ‹الذين في القبور التذكارية سيخرجون عند سماع صوته.‏› هذا هو الاساس للايمان المسيحي —‏ قيامة اولئك الذين هم في ذاكرة اللّٰه من الموت الى الحياة على ارض فردوسية.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏؛‏ انظروا ايضا اعمال ١٧:‏٣١؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏١٤‏.‏

      ان داڤيد هسلوپ وزوجته ايلين علَّما ابنيهما هذه الحقيقة الاساسية للكتاب المقدس،‏ ونتيجة لذلك يجدان هما انفسهما الآن تعزية عظيمة.‏ «على نحو طبيعي،‏ نفكر الآن في القيامة كثيرا جدا،‏» يقول داڤيد،‏ «واذا ما شعرنا بالاكتئاب،‏ كما نشعر من حين الى آخر،‏ نبدأ بسرعة بالتفكير في المستقبل ورؤية خسارتنا كخسارة وقتية فقط.‏» وتضيف ايلين:‏ «يشبه الامر هجرة مَن تحبونهم.‏ فأنتم لا تعلمون كم سيطول غيابهم ولكنكم تتطلعون بشوق الى رؤيتهم ثانية عند عودتهم.‏»‏

      دعوة مخلصة

      هل تحبون ان تشتركوا في مثل هذا الايمان؟‏ ليس ذلك صعبا.‏

      لقد اشارت مقالتنا الافتتاحية الى استطلاع جرى مؤخرا في انكلترا.‏ والممتع هو انه عندما سئل الذين لا يتردَّدون الى الكنائس عن مكان العبادة الذي يختارونه اذا قرروا الذهاب الى مكان عبادة حدَّد ٢٧ في المئة (‏اكبر رقم)‏ قاعة ملكوت شهود يهوه.‏

      ثم في الاجابة عن السؤال:‏ «اذا اردتم بتوق شديد ان تعرفوا شيئا عن الكتاب المقدس،‏ الايمان المسيحي،‏ الخ.‏،‏ مَن تسألون؟‏» اجاب ١٩ في المئة:‏ شهود يهوه.‏

      حيثما عشتم يُسرّ شهود يهوه بمساعدتكم على بناء ايمانكم على التعاليم الموجودة في الكتاب المقدس.‏ وكل الاجتماعات في قاعات ملكوتهم وتعليم الكتاب المقدس الشخصي في البيوت مزوَّدة مجانا.‏ فلمَ لا تأخذون المبادرة وتقتربون منهم؟‏ فلن تنالوا سريعا التعزية فقط،‏ بقدر ما يتعلق الامر بالمعرفة عن الموت والقيامة،‏ بل الرجاء ايضا بعالم جديد من البر حيث «الموت لا يكون في ما بعد.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٤‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

      عودة من الموت؟‏

      ليس بالامر المجهول ان يجري إحياء الاشخاص «الموتى سريريا.‏» وعند تعافيهم يزعم البعض انهم حصلوا على اختبارات فوق العادة عن ‹حياة اخرى.‏› ولكن هنالك تفسير طبي لذلك.‏ تذكر صحيفة «المستقل» اللندنية،‏ انكلترا:‏ «يبدو مرجَّحا ان هذه الهلْوَسات تحدث عندما يكون الناس قرب الموت لان مناطق الدماغ عينها تثيرها مستويات عالية من ثاني اكسيد الكربون او مستويات منخفضة من الاكسيجين في الدورة الدموية.‏» وعند العودة الى الوعي يمكن ان تُنشئ هذه الهلْوَسات الشعور بأن المرء قد مات وعاد الى الحياة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة