-
منتذرون — لمَن؟برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ آذار (مارس)
-
-
منتذرون — لمَن؟
«كل ما تكلَّم به الرب نفعل ونسمع له.» — خروج ٢٤:٧.
١، ٢ (أ) لأيّ شيء يتعبَّد بعض الاشخاص؟ (ب) هل يقتصر وقف النفس على ذوي الانتماءات الدينية؟
في شباط ١٩٤٥، التقى طيّارو المقاتلات «زيرو» من السلاح الجوي الياباني ياتابي في احدى قاعات الاجتماعات. وأُعطي كل واحد ورقة ليكتب فيها ما اذا كان سيتطوَّع ليصير عضوا في قوة الهجمات الانتحارية (كاميكازي). يقول ضابط كان حاضرا آنذاك: «اعتقدتُ انها دعوتي الى ان اضحِّي بنفسي في وقت ازمة وطنية.» ويتابع قائلا: «اذ اندفعت عاطفيا لأضع نفسي تحت التصرُّف، تقدَّمتُ للقيام بالمهمة.» ودُرِّب على تشغيل وقيادة طائرة اوكا (طائرة صاروخية انتحارية) وجعْلها ترتطم بسفينة حربية للعدو. لكنَّ الحرب انتهت قبل ان تسنح له فرصة فعل ذلك وبالتالي الموت من اجل بلده وامبراطوره. وعندما خسرت اليابان الحرب، تضعضع ايمانه بالامبراطور.
٢ في ما مضى كان كثيرون في اليابان متعبِّدين للامبراطور، الذي اعتقدوا انه اله حي. وفي بلدان اخرى كانت ولا تزال هنالك امور اخرى تُتَّخذ هدفا للتعبُّد. فالملايين يتعبَّدون لمريم، بوذا، او لمعبودات اخرى — وغالبا ما تمثلهم اصنام. وتحت تأثير فن الخطابة البارع، وضع البعض مال تعبهم في جيوب مبشِّري التلفزيون بدعم قلبي يعادل التعبُّد. وبعد الحرب، بحث اليابانيون الخائبو الامل عن شيء جديد يقفون انفسهم له. وبالنسبة الى البعض، صار العمل هذا الشيء. وفي الشرق كما في الغرب، يقف كثيرون انفسهم لتجميع المال. ويجعل الاحداثُ الموسيقيين محور حياتهم، مقلِّدين انماط حياتهم. وعدد كبير من الاشخاص اليوم صاروا عبدة للذات، جاعلين رغباتهم الخاصة هدفا لتعبُّدهم. (فيلبي ٣:١٩؛ ٢ تيموثاوس ٣:٢) ولكن هل يستحق حقا اشياء او اشخاص كهؤلاء تعبُّد المرء من كل النفس؟
٣ كيف تَبَرهن بُطل بعض الاشياء المتَّخَذة هدفا للتعبُّد؟
٣ عندما يُواجَه عبدة الاصنام بالحقيقة، غالبا ما يخيب املهم. فالتعبُّد للاصنام يؤدي الى الاحباط عندما يدرك العبدة ان اصنامهم ليست سوى «عمل ايدي الناس.» (مزمور ١١٥:٤) وعندما تُكشف الفضائح المتعلقة بمبشِّرين بارزين، يشعر الاشخاص المخلصون بأنهم خُذلوا. وعندما تبدَّدت الآمال بانتعاش اقتصادي، اختبر العمال اضطرابات نفسية اذ وجدوا اسماءهم في قائمة المسرَّحين. وقد سدَّدت فترات الركود الاخيرة ضربة قاسية الى عابدي المال. فالديون التي جلبها المرء على نفسه على امل جني الكثير من المال صارت عبأً عليه بإمكانية زهيدة لتسديدها. (متى ٦:٢٤) وعندما يموت نجوم موسيقى الروك المؤلَّهون ونجوم التسلية الآخرون او تنخفض شعبيتهم، يشعر عابدوهم بأنه قد تُخُلِّي عنهم. والذين اتَّبعوا مسلك ارضاء الذات يحصدون غالبا ثمرا مرًّا. — غلاطية ٦:٧.
٤ ماذا يدفع الناس الى وقف حياتهم لأشياء باطلة؟
٤ فماذا يدفع الناس الى وقف انفسهم لبُطل كهذا؟ انه الى حدّ كبير روح العالم الخاضع لسيطرة الشيطان ابليس. (افسس ٢:٢، ٣) ويُرى تأثير هذه الروح بطرائق متنوعة. فقد يتحكَّم في المرء تقليد عائلي تناقلته الاجيال من ايام اسلافه. وقد تؤثر التربية والتعليم بقوة في التفكير. وقد يدفع جوُّ مكان العمل «جنودَ الشركات» الى الادمان على العمل الذي يمكن ان يهدِّد حياتهم. والرغبة في الحصول على المزيد تنشأ من موقف العالم المادي. فتفسد قلوب الكثيرين، مما يدفعهم الى التعبُّد لرغباتهم الانانية. وهم لا يتحققون ما اذا كانت هذه المساعي تستحق تعبُّدا كهذا.
امة منتذرة
٥ ايّ انتذار ليهوه صُنع منذ اكثر من ٥٠٠,٣ سنة؟
٥ منذ اكثر من ٥٠٠,٣ سنة، وجدت احدى الامم مَن هو اكثر استحقاقا لتعبُّدها. فقد نذرت نفسها للاله المتسلط يهوه. وكفريق، اعلنت امة اسرائيل انتذارها للّٰه في برية سيناء.
٦ ماذا كان سيعني اسم اللّٰه للاسرائيليين؟
٦ فماذا دفع الاسرائيليين الى ذلك؟ عندما كانوا في العبودية في مصر، فوَّض يهوه الى موسى ان يحرِّرهم. فسأل موسى كيف يجب ان يصف الاله الذي ارسله، فكشف اللّٰه عن نفسه بصفته «سأبرهن ان اكون ما سأبرهن ان اكون.» وأمر موسى ان يقول لبني اسرائيل: «سأبرهن ان اكون ارسلَني اليكم.» (خروج ٣:١٣، ١٤، عج) وأشار هذا التعبير الى ان يهوه يصير كل ما يلزم ليحقِّق مقاصده. فكان يكشف عن نفسه بصفته متمِّم الوعود بطريقة لم يعرفها آباء الاسرائيليين قط. — خروج ٦:٢، ٣.
٧، ٨ اية ادلَّة كانت لدى الاسرائيليين على ان يهوه هو اله يستحق تعبُّدهم؟
٧ عاين الاسرائيليون بلوى الضربات العشر على ارض مصر وشعبها. (مزمور ٧٨:٤٤-٥١) ثم انطلق ربما اكثر من ثلاثة ملايين منهم، بمَن فيهم النساء والاولاد، وارتحلوا من ارض جاسان في ليلة واحدة، وهذا الامر بحدِّ ذاته كان انجازا لافتا للنظر. (خروج ١٢:٣٧، ٣٨) وبعد ذلك عند البحر الاحمر، كشف يهوه عن نفسه بصفته «رجل الحرب» حين انقذ شعبه من قوات فرعون العسكرية بشقِّ البحر لجعل الاسرائيليين يمرُّون ثم بإغلاقه لإغراق المصريين الذين لحقوا بهم. ونتيجةً لذلك، «رأى اسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين. فخاف الشعبُ الربَّ وآمنوا بالرب.» — خروج ١٤:٣١؛ ١٥:٣؛ مزمور ١٣٦:١٠-١٥.
٨ وكما لو انه لم يزل ينقصهم الدليل على ما يعنيه اسم اللّٰه، تذمَّر الاسرائيليون على يهوه وممثِّله موسى بشأن النقص في الطعام والماء. فأرسل يهوه السلوى، وأنزل المن، وجعل الماء يتفجَّر من صخرة في مريبة. (خروج ١٦:٢-٥، ١٢-١٥، ٣١؛ ١٧:٢-٧) وأنقذ يهوه ايضا الاسرائيليين من هجوم عماليق. (خروج ١٧:٨-١٣) ولم يكن هنالك ايّ مجال لانكار ما اعلنه يهوه لاحقا لموسى: «الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء. حافظ الاحسان الى الوف. غافر الاثم والمعصية والخطية.» (خروج ٣٤:٦، ٧) لقد برهن يهوه انه يستحق فعلا ان يكون هدفا لتعبُّدهم.
٩ لماذا منح يهوه الاسرائيليين فرصة التعبير عن انتذارهم لخدمته، وكيف تجاوبوا؟
٩ ومع انه كان ليهوه الحق في امتلاك الاسرائيليين لأنه فداهم من مصر، فقد منحهم فرصة التعبير طوعا عن رغبتهم في خدمته، لأنه الاله المُحسن والرحيم. (تثنية ٧:٧، ٨؛ ٣٠:١٥-٢٠) وأعلن ايضا شروط العهد بينه وبين الاسرائيليين. (خروج ١٩:٣-٨؛ ٢٠:١–٢٣:٣٣) وعندما حدَّث موسى الاسرائيليين بهذه الشروط، اعلنوا: «كل ما تكلَّم به الرب نفعل ونسمع له.» (خروج ٢٤:٣-٧) فبمحض اختيارهم، صاروا امة منتذرة للرب المتسلط يهوه.
التقدير يقود الى الانتذار
١٠ علامَ يجب ان يكون انتذارنا ليهوه مؤسسا؟
١٠ لا يزال يهوه الخالق يستحق تعبُّدنا من كل النفس. (ملاخي ٣:٦؛ متى ٢٢:٣٧؛ رؤيا ٤:١١) ولكن لا يجب ان يكون انتذارنا مؤسسا على سرعة التصديق، المشاعر العابرة، او الإجبار من جهة الآخرين — حتى الوالدين. فيجب ان يكون مؤسسا على معرفة الحق الدقيقة عن يهوه وعلى تقديرٍ لِما فعله يهوه لأجلنا. (رومية ١٠:٢؛ كولوسي ١:٩، ١٠؛ ١ تيموثاوس ٢:٤) وكما منح يهوه الاسرائيليين فرصة التعبير طوعا عن انتذارهم، يمنحنا نحن ايضا فرصةً لنذر انفسنا طوعا له وجعْل ذلك الانتذار علنيا. — ١ بطرس ٣:٢١.
١١ ماذا كشف لنا درسنا للكتاب المقدس عن يهوه؟
١١ بواسطة درسٍ للكتاب المقدس، صرنا نعرف اللّٰه كشخص. وكلمته تساعدنا على ادراك صفاته كما تنعكس في خليقته. (مزمور ١٩:١-٤) ويمكننا ان نرى من كلمته انه ليس ثالوثا غامضا لا يُفهم. وهو لا يخسر الحروب وبالتالي لا يضطر الى انكار الوهيته. (خروج ١٥:١١؛ ١ كورنثوس ٨:٥، ٦؛ رؤيا ١١:١٧، ١٨) ولأنه يتمِّم وعوده، يذكِّرنا ذلك بما يمثِّله اسمه الجميل، يهوه. فهو القاصد العظيم. (تكوين ٢:٤، حاشية عج؛ مزمور ٨٣:١٨؛ اشعياء ٤٦:٩-١١) وبدرس الكتاب المقدس، صرنا نفهم بوضوح كم هو امين وصادق. — تثنية ٧:٩؛ مزمور ١٩:٧، ٩؛ ١١١:٧.
١٢ (أ) ماذا يجذبنا الى يهوه؟ (ب) كيف تدفع المرء اختبارات الحياة الحقيقية المسجَّلة في الكتاب المقدس الى ان يرغب في خدمة يهوه؟ (ج) كيف تشعرون حيال خدمة يهوه؟
١٢ وما يجذبنا خصوصا الى يهوه هو شخصيته الحبية. ويُظهر الكتاب المقدس كم هو محبّ، غفور، ورحيم في تعامله مع البشر. فكِّروا في الازدهار الذي منحه لأيوب بعد ان حافظ ايوب على استقامته بأمانة. ان اختبار ايوب يُبرز بوضوح ان «الرب كثير الرحمة ورأوف.» (يعقوب ٥:١١؛ ايوب ٤٢:١٢-١٧) فكِّروا في طريقة تعامل يهوه مع داود عندما زنى وارتكب جريمة قتل. نعم، يهوه مستعد ان يغفر حتى الخطايا الخطيرة عندما يقترب الخاطئ اليه ‹بقلب منكسر ومنسحق.› (مزمور ٥١:٣-١١، ١٧) فكِّروا في طريقة تعامل يهوه مع شاول الطرسوسي، الذي كان في البداية شخصا عاقد العزم على اضطهاد شعب اللّٰه. ان هذه الامثلة تُبرز بوضوح رحمة اللّٰه ورغبته الشديدة في استخدام التائبين. (١ كورنثوس ١٥:٩؛ ١ تيموثاوس ١:١٥، ١٦) وشعر بولس بأنه يقبل المخاطرة بحياته في خدمة هذا الاله المحِب. (رومية ١٤:٨) فهل تشعرون كذلك؟
١٣ ايّ تعبير عظيم عن المحبة من جهة يهوه يُلزِم المستقيمي القلوب ان ينذروا انفسهم له؟
١٣ بالنسبة الى الاسرائيليين، زوَّد يهوه الانقاذ من العبودية في مصر، وقد أعدَّ وسيلة تنقذنا من عبودية الخطية والموت — ذبيحة يسوع المسيح الفدائية. (يوحنا ٣:١٦) يقول بولس: «اللّٰه بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعدُ خطاة مات المسيح لأجلنا.» (رومية ٥:٨) وهذا الترتيب الحبي يُلزِم المستقيمي القلوب ان ينذروا انفسهم ليهوه بواسطة يسوع المسيح. «لأن محبة المسيح (تُلزِمنا). اذ نحن نحسب هذا انه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع اذًا ماتوا. وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام.» — ٢ كورنثوس ٥:١٤، ١٥؛ رومية ٨:٣٥-٣٩.
١٤ هل تكفي مجرد معرفة تعاملات يهوه لدفعنا الى نذر حياتنا له؟ أَوضحوا.
١٤ ومع ذلك، ليس كافيا نيل المعرفة عن شخصية يهوه وتعاملاته مع الجنس البشري. فيجب ان يُنمَّى التقدير الشخصي ليهوه. وكيف يتمُّ ذلك؟ بتطبيق كلمة اللّٰه في حياتنا وبتأكُّدنا نحن بأنفسنا ان المبادئ الموجودة فيها فعَّالة حقا. (اشعياء ٤٨:١٧) فيجب ان نشعر بأن يهوه قد انتشلَنا من حمأة هذا العالم الشرير الخاضع لحكم الشيطان. (قارنوا ١ كورنثوس ٦:١١.) وفي جهادنا لفعل ما هو صواب، نتعلَّم الاتكال على يهوه، ونختبر نحن بأنفسنا ان يهوه هو الاله الحي، «سامع الصلاة.» (مزمور ٦٢:٨؛ ٦٥:٢) ولن يمضي وقت طويل حتى نشعر بأننا قريبون اليه كثيرا ونستطيع ان نخبره بثقة بمشاعرنا الاعمق. فينمو فينا شعور دافئ بالمحبة ليهوه. وهذا سيقودنا دون شك الى نذر حياتنا له.
١٥ ماذا دفع احد الرجال، الذي كان سابقا يقف نفسه لعمله، الى خدمة يهوه؟
١٥ صار كثيرون يعرفون هذا الاله المحب، يهوه، ونذروا حياتهم لخدمته. خذوا على سبيل المثال كهربائيا كان عمله مزدهرا. كانت هنالك اوقات يبتدئ فيها بالعمل في الصباح ويتابع عمله طوال النهار وفي الليل ايضا، ويعود الى البيت في الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي. وبعد ان ينام نحو ساعة، يعود ويخرج للعمل التالي. يتذكر: «كنت اقف نفسي لعملي.» وعندما ابتدأت زوجته تدرس الكتاب المقدس، انضمَّ اليها. يقول: «كل الآلهة التي كنت اعرفها حتى ذلك الوقت كانت تتوقَّع ان تُخدم فقط، غير فاعلة ايّ شيء لإفادتنا. لكنَّ يهوه اخذ المبادرة وأرسل ابنه الوحيد الى الارض، مضحِّيا تضحية شخصية كبيرة.» (١ يوحنا ٤:١٠، ١٩) وفي عشرة اشهر، انتذر هذا الرجل ليهوه. وبعد ذلك ركَّز على خدمة الاله الحي. فانخرط في الخدمة كامل الوقت وانتقل الى الخدمة حيث الحاجة اعظم. لقد ‹ترك كل شيء وتبع يسوع،› كما فعل الرسل. (متى ١٩:٢٧) وبعد شهرين دُعي هو وزوجته ليخدما في فرع جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في البلد الذي يعيشان فيه لكي يساعد في الاعمال الكهربائية. وهو يعمل طوال اكثر من ٢٠ سنة في الفرع، ويقوم بالعمل الذي يحبه — ليس لنفسه بل ليهوه.
اجعلوا انتذاركم علنيا
١٦ ما هي بعض الخطوات التي يتَّخذها المرء عند صنع انتذار ليهوه؟
١٦ بعد درس الكتاب المقدس فترة من الوقت سيشعر الصغار والكبار على السواء بالتقدير ليهوه ولِما فعله لأجلهم. ويجب ان يدفعهم ذلك الى وقف انفسهم لخدمة اللّٰه. وباستطاعتكم ان تكونوا من هؤلاء. فكيف تنذرون انفسكم ليهوه؟ بعد نيل المعرفة الدقيقة من الكتاب المقدس يجب ان تعملوا بموجب هذه المعرفة وتمارسوا الايمان بيهوه ويسوع المسيح. (يوحنا ١٧:٣) توبوا وارجعوا عن ايّ مسلك خاطئ سابق. (اعمال ٣:١٩) وعندئذ ستصلون الى خطوة الانتذار، معبِّرين عن ذلك بكلمات رزينة في الصلاة الى يهوه. ولا شك ان هذه الصلاة ستترك انطباعا دائما في ذهنكم، لانها ستكون بداية علاقة جديدة بيهوه.
١٧ (أ) لماذا يراجع الشيوخ مع الاشخاص المنتذرين حديثا اسئلة مُعَدَّة؟ (ب) اية خطوة مهمة يجب ان تُتَّخذ بُعيد انتذار المرء، ولأيّ قصد؟
١٧ وكما اوضح موسى للاسرائيليين شروط الدخول في علاقة عهد مع يهوه، يساعد الشيوخ في جماعات شهود يهوه مَن صنعوا مؤخَّرا انتذارا على فحص ما يشمله ذلك تماما. فيستخدمون اسئلة مُعَدَّة ليتأكدوا ان كل واحد يفهم كاملا تعاليم الكتاب المقدس الاساسية وأنه يعي ما يشمله كون المرء شاهدا ليهوه. وعندئذ يكون ملائما تماما القيام بإجراء لجعل الانتذار علنيا. ومن الطبيعي ان يتوق الشخص المنتذر حديثا الى جعل الآخرين يعرفون انه صار يتمتع بهذه العلاقة المميَّزة بيهوه. (قارنوا ارميا ٩:٢٤.) ويجري ذلك بشكل لائق بواسطة المعمودية في الماء رمزا الى الانتذار. وتغطيس المرء في الماء ثم رفعه منه يرمز الى انه يموت عن مسلك حياته الاناني السابق ويقام الى طريقة حياة جديدة، تلك التي لفعل مشيئة اللّٰه. وليست المعمودية سرًّا من الاسرار المقدسة، ولا هي طقس يشبه شعيرة ميسوڠي الشنتوية التي فيها يُفترض ان يُطهَّر الشخص بالماء.a ولكنها اعلان جهري عن انتذار سبق ان صُنع في الصلاة.
١٨ لماذا يمكننا ان نكون على ثقة بأن انتذارنا لن يذهب سدى؟
١٨ هذه المناسبة ذات الوقار هي اختبار لا يُنسى، اذ تذكِّر خادم اللّٰه الجديد بالعلاقة الدائمة التي له الآن بيهوه. وبخلاف وقف النفس الذي صنعه الطيّار الانتحاري لبلده وامبراطوره، لن يذهب هذا الانتذار ليهوه سدى، لأنه الاله السرمدي الكلي القدرة الذي ينجز كل ما يشرع في فعله. انه هو — وهو وحده — مَن يستحق تعبُّدنا من كل النفس. — اشعياء ٥٥:٩-١١.
١٩ ماذا ستجري مناقشته في المقالة التالية؟
١٩ لكنَّ الانتذار يشمل المزيد. مثلا، كيف يؤثر الانتذار في حياتنا اليومية؟ ستجري مناقشة ذلك في المقالة التالية.
[الحاشية]
-
-
العيش وفق انتذارنا «كل يوم»برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ آذار (مارس)
-
-
العيش وفق انتذارنا «كل يوم»
«إن اراد احد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل (خشبة آلامه) كل يوم ويتبعني.» — لوقا ٩:٢٣.
١ ما هي احدى الطرائق التي يمكننا بها ان نقيس نجاحنا كمسيحيين منتذرين؟
«هل كنا حقا اشخاصا متفانين؟» ان الجواب عن هذا السؤال، وفق ما ذكره جون ف. كنيدي، الرئيس الـ ٣٥ للولايات المتحدة، هو عامل في قياس نجاح الذين يتبوَّأون المراكز الحكومية. ويمكن ان يُستخدَم هذا السؤال بمعنى اعمق لفحص نجاحنا كخدام مسيحيين منتذرين.
٢ كيف يعرِّف احد القواميس الكلمة «انتذار»؟
٢ ولكن ما هو الانتذار؟ يعرِّف قاموس وبستر الجامعي الجديد التاسع الانتذار بأنه «وقف النفس لكائن الهي او لاستعمال مقدس،» «تخصيص المرء نفسه لقصد معيَّن،» «التفاني الى حد التضحية بالذات.» وكما يَظهر، كان جون ف. كنيدي يعني «التفاني الى حد التضحية بالذات.» أما بالنسبة الى المسيحي فإن الانتذار يعني اكثر من ذلك بكثير.
٣ ما هو الانتذار المسيحي؟
٣ قال يسوع المسيح لتلاميذه: «إن اراد احد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل (خشبة آلامه) ويتبعني.» (متى ١٦:٢٤) ووقف النفس لاستخدام الهي لا يشمل مجرد القيام بعمل عبادة يوم الاحد او عند زيارة مركز للعبادة. انه يشمل كامل نمط حياة المرء. وأن يكون المرء مسيحيا يعني ان ينكر نفسه فيما يخدم يهوه، الاله الذي خدمه يسوع المسيح. وبالاضافة الى ذلك، يحمل المسيحي «(خشبة آلامه)» ببقائه قويا تحت وطأة ايّ الم يمكن ان يصيبه لأنه من أتباع المسيح.
المثال الكامل
٤ الى ماذا رمزت معمودية يسوع؟
٤ عندما كان يسوع على الارض، اظهر ما يشمله نذر المرء نفسه ليهوه. فمشاعره عبّرت عنها هذه الكلمات: «ذبيحةً وقربانا لم تُرِدْ ولكن هيأتَ لي جسدا.» ثم اضاف: «هٰنذا أجيء في درج الكتاب مكتوب عني لأفعل مشيئتك يا اللّٰه.» (عبرانيين ١٠:٥-٧) فكعضو في امة منتذرة، كان منتذرا ليهوه عند ولادته. ومع ذلك، عند بداية خدمته الارضية، قدَّم نفسه للمعمودية رمزا الى تقديم نفسه لفعل مشيئة يهوه، التي شملت بالنسبة اليه تقديم حياته ذبيحة فدائية. وهكذا رسم مثالا للمسيحيين ليفعلوا مشيئة يهوه مهما كانت.
٥ كيف اعرب يسوع عن نظرة مثالية الى الامور المادية؟
٥ بعد معموديته اتَّبع يسوع مسلك حياة ادى اخيرا الى موته موتا فدائيا. فلم يكن مهتما بكسب ثروة او بالعيش عيشةً رغَدًا. وبالاحرى، تمحورت حياته حول خدمته. وقد حثَّ تلاميذه على ‹طلب ملكوت اللّٰه وبرّه اولا،› وعاش هو نفسه وفق هذه الكلمات. (متى ٦:٣٣) قال ذات مرة: «للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار. وأما ابن الانسان فليس له اين يسند رأسه.» (متى ٨:٢٠) وكان بإمكانه ان يكيِّف تعاليمه بحيث يبتزّ المال من أتباعه. ولأنه نجار كان بإمكانه ان يوقف خدمته لبعض الوقت لصنع قطعة اثاث جميلة وبيعها، وهكذا يكسب بضع قطع اضافية من الفضة. لكنه لم يستخدم مهاراته سعيا وراء الازدهار المادي. وكخدام منتذرين للّٰه، هل نتمثَّل بيسوع في حيازة النظرة الصائبة الى الامور المادية؟ — متى ٦:٢٤-٣٤.
٦ كيف يمكننا ان نتمثَّل بيسوع في الكينونة خداما للّٰه منتذرين ومضحِّين بالذات؟
٦ وبإعطائه الاولوية لخدمة اللّٰه، لم يسعَ يسوع وراء مصالحه الخاصة. فقد كانت حياته خلال السنوات الثلاث والنصف لخدمته العلنية حياةً متَّسمة بالتضحية بالذات. ففي احدى المناسبات وبعد يوم حافِل بالعمل، دون ان تسنح له حتى فرصة للاكل، كان يسوع مستعدا ان يعلِّم الناس الذين كانوا «منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.» (متى ٩:٣٦؛ مرقس ٦:٣١-٣٤) ومع انه كان ‹تعبا من السفر،› اخذ المبادرة في التحدث الى امرأة سامرية اتت الى بئر يعقوب في سوخار. (يوحنا ٤:٦، ٧، ١٣-١٥) لقد كان دائما يضع خير الآخرين قبل خيره. (يوحنا ١١:٥-١٥) ويمكننا ان نتمثَّل بيسوع بالتضحية كثيرا بمصالحنا الخاصة لخدمة اللّٰه والآخرين. (يوحنا ٦:٣٨) وبالتفكير في كيفية ارضاء اللّٰه حقا بدلا من مجرد فعل الحد الادنى المطلوب، نكون عائشين وفق انتذارنا.
٧ كيف يمكننا ان نتمثَّل بيسوع في منح الاكرام ليهوه دائما؟
٧ لم يحاول يسوع بطريقة ما ان يلفت الانتباه الى نفسه بمساعدة الناس. فقد كان منتذرا للّٰه لفعل مشيئته. ولذلك كان دائما يتأكد ان اباه يهوه ينال كل المجد عن ايّ امر يُنجَز. وعندما خاطبه رئيس بقوله «ايها المعلم الصالح،» مستخدما كلمة «صالح» كلقب، صحَّح يسوع كلامه قائلا: «ليس احد صالحا إلا واحد وهو اللّٰه.» (لوقا ١٨:١٨، ١٩؛ يوحنا ٥:١٩، ٣٠) فهل نسارع كيسوع الى توجيه الاكرام الى يهوه لا الى انفسنا؟
٨ (أ) كإنسان منتذر، كيف فرز يسوع نفسه عن العالم؟ (ب) كيف يجب ان نتمثَّل به؟
٨ طوال مسلك حياة انتذاره على الارض، اظهر يسوع انه وقف نفسه للخدمة الالهية. وقد ابقى نفسه طاهرا كي يتمكن من تقديم نفسه ‹كحمل بلا عيب ولا دنس› لكي يكون الذبيحة الفدائية. (١ بطرس ١:١٩؛ عبرانيين ٧:٢٦) وحفظ جميع وصايا الناموس الموسوي، وهكذا كمَّل ذلك الناموس. (متى ٥:١٧؛ ٢ كورنثوس ١:٢٠) وعاش وفق تعليمه عن السلوك الاخلاقي. (متى ٥:٢٧، ٢٨) ولا يمكن لأحد بالصواب ان ينسب اليه دوافع سيئة. لقد ‹ابغض الاثم› فعلا. (عبرانيين ١:٩) فكعبيد للّٰه، لنتمثل بيسوع في إبقاء حياتنا وحتى دوافعنا طاهرة في عيني يهوه.
امثلة تحذيرية
٩ الى ايّ مثال تحذيري اشار بولس، ولماذا يجب ان نتأمل في هذا المثال؟
٩ وبالتباين مع مثال يسوع، لدينا مثال الاسرائيليين التحذيري. فحتى بعد ان اعلنوا انهم سيفعلون كل ما يأمرهم به يهوه، فشلوا في فعل مشيئته. (دانيال ٩:١١) وشجَّع الرسول بولس المسيحيين على التعلُّم ممّا اصاب الاسرائيليين. فدعونا نفحص بعض الحوادث التي اشار اليها بولس في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس ونرى اية اشراك يجب ان يتجنبها خدام اللّٰه المنتذرون في زمننا. — ١ كورنثوس ١٠:١-٦، ١١.
١٠ (أ) كيف ‹اشتهى الاسرائيليون شرورا›؟ (ب) لماذا كانت مسؤولية الاسرائيليين اكبر في المرة الثانية التي تذمروا فيها من الطعام، وماذا نتعلَّم من هذا المثال التحذيري؟
١٠ اولا، حذَّرَنا بولس من ‹اشتهاء الشرور.› (١ كورنثوس ١٠:٦) قد يذكِّركم ذلك بالمناسبة التي تذمَّر فيها الاسرائيليون من حصولهم على مجرد المن للاكل. فأرسل يهوه السلوى اليهم. لقد سبق وحدث امر مشابه قبل سنة تقريبا في برية سين، قبل ان يعلن الاسرائيليون انتذارهم ليهوه بوقت قصير. (خروج ١٦:١-٣، ١٢، ١٣) لكنَّ الوضع لم يعد هو نفسه تماما. فعندما زوَّد يهوه السلوى في المرة الاولى، لم يحاسب الاسرائيليين على تذمُّرهم. أما هذه المرة فالوضع مختلف. «وإذ كان اللحم بعدُ بين اسنانهم قبل ان ينقطع حمي غضب الرب على الشعب وضرب الرب الشعب ضربة عظيمة جدا.» (عدد ١١:٤-٦، ٣١-٣٤) فماذا تغيَّر؟ كأمة منتذرة، صاروا الآن مسؤولين عن اعمالهم. وعدم تقديرهم لتدابير يهوه قادهم الى التذمر على يهوه، مع انهم وعدوا بفعل كل ما تكلَّم به يهوه! والتذمر من مائدة يهوه اليوم هو امر مماثل. فالبعض لا يقدِّرون تدابير يهوه الروحية بواسطة «العبد الامين الحكيم.» (متى ٢٤:٤٥-٤٧) ولكن تذكَّروا ان انتذارنا يتطلب منا ان نبقي في اذهاننا بشكر ما يفعله يهوه لأجلنا وأن نقبل الطعام الروحي الذي يزوِّده يهوه.
١١ (أ) كيف دنَّس الاسرائيليون عبادتهم ليهوه بالصنمية؟ (ب) كيف يمكن ان نتأثر بنوع من الصنمية؟
١١ ثم حذَّر بولس قائلا: «فلا تكونوا عبدة اوثان كما كان اناس منهم.» (١ كورنثوس ١٠:٧) من الواضح ان الرسول كان يشير هنا الى عبادة العجل التي حدثت بُعيد قطع الاسرائيليين العهد مع يهوه عند جبل سيناء. وقد تقولون، ‹كخادم منتذر ليهوه، لن اتورط ابدا في الصنمية.› ولكن لاحظوا انه من وجهة نظر الاسرائيليين، لم يتوقفوا عن عبادة يهوه؛ ولكنهم ادخلوا ممارسة عبادة العجل — امر يشمئز منه اللّٰه. وماذا شمل هذا الشكل من العبادة؟ قدَّم الشعب ذبائح امام العجل، و ‹جلسوا للأكل والشرب ثم قاموا للعب.› (خروج ٣٢:٤-٦) واليوم، قد يدَّعي البعض انهم يعبدون يهوه. ولكن يمكن ان تكون حياتهم مركَّزة لا على عبادة يهوه بل على التمتع بأمور هذا العالم، وهم يحاولون اجراء التعديلات على خدمتهم ليهوه لتتناسب معها. صحيح ان ذلك ليس تطرُّفا كالانحناء امام عجل ذهبي، لكنه لا يختلف عنه كثيرا في المبدإ. فتأليه المرء لرغبته الخاصة بعيد كل البعد عن عيشه وفق انتذاره ليهوه. — فيلبي ٣:١٩.
١٢ من اختبار الاسرائيليين مع بعل فَغور، ماذا نتعلم بشأن انكار انفسنا؟
١٢ وكان نوع من التسلية مشمولا ايضا في المثال التحذيري التالي الذي ذكره بولس. «ولا نزنِ كما زنى اناس منهم فسقط في يوم واحد ثلاثة وعشرون الفا.» (١ كورنثوس ١٠:٨) لقد غرَّت الاسرائيليين المتعة الفاسدة ادبيا التي قدمتها بنات موآب، وأدى ذلك الى عبادتهم بعل فَغور في شِطّيم. (عدد ٢٥:١-٣، ٩) وإنكار انفسنا لفعل مشيئة يهوه يشمل قبول مقاييسه بشأن ما هو طاهر ادبيا. (متى ٥:٢٧-٣٠) وفي عصر المقاييس المتدهورة هذا، يجري تذكيرنا بالحاجة الى ابقاء انفسنا طاهرين من كل انواع السلوك الفاسد ادبيا، مذعنين لحق يهوه في تقرير ما هو خير وما هو شر. — ١ كورنثوس ٦:٩-١١.
١٣ كيف يساعدنا مثال فينحاس على فهم ما يشمله الانتذار ليهوه؟
١٣ وفي حين ان كثيرين وقعوا في فخ الزنا في شِطّيم، عاش البعض وفق انتذار الامة ليهوه. ومن هؤلاء كان فينحاس بارزا في غيرته. فعندما رأى رئيسا اسرائيليا يجلب مديانية الى خيمته، اخذ فينحاس في الحال رمحا بيده وطعنهما. قال يهوه لموسى: «فينحاس . . . قد ردَّ سخطي عن بني اسرائيل (بعدم احتماله اية منافسة لي) حتى لم أفنِ بني اسرائيل بغيرتي.» (عدد ٢٥:١١) عدم احتمال اية منافسة ليهوه — هذا ما يعنيه الانتذار. فلا يمكننا ان نسمح لأيّ شيء بأن يشغل المكان الذي يجب ان يحتله الانتذار ليهوه في قلوبنا. وغيرتنا ليهوه تدفعنا ايضا الى ابقاء الجماعة طاهرة بالإبلاغ عن ايّ فساد ادبي جسيم الى الشيوخ، غير محتملينه.
١٤ (أ) كيف جرَّب الاسرائيليون يهوه؟ (ب) كيف يساعدنا الانتذار الكامل ليهوه ان لا «نكلّ»؟
١٤ اشار بولس الى مثال تحذيري آخر: «ولا نجرِّب (يهوه) كما جرَّب ايضا اناس منهم فأهلكتهم الحيّات.» (١ كورنثوس ١٠:٩) كان بولس يتحدث هنا عن الوقت الذي فيه تذمَّر الاسرائيليون على اللّٰه لموسى عندما ابتدأت ‹تضيق نفسهم في الطريق.› (عدد ٢١:٤) فهل ارتكبتم يوما هذا الخطأ؟ عندما نذرتم نفسكم ليهوه، هل كنتم تعتقدون ان هرمجدون قريبة جدا؟ وهل كان صبر يهوه اطول مما توقعتم؟ تذكروا اننا لم ننذر انفسنا ليهوه لمجرد فترة زمنية معيَّنة او الى هرمجدون فقط. فانتذارنا مستمر الى الابد. لذلك «لا نفشلْ في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكلّ.» — غلاطية ٦:٩.
١٥ (أ) على مَن تذمَّر الاسرائيليون؟ (ب) كيف يدفعنا انتذارنا ليهوه الى احترام السلطة الثيوقراطية؟
١٥ وأخيرا، حذَّر بولس من الصيرورة ‹متذمرين› على خدام يهوه المعيَّنين. (١ كورنثوس ١٠:١٠) لقد تذمَّر الاسرائيليون بشدة على موسى وهارون عندما عاد ١٠ من الجواسيس الـ ١٢ الذين أُرسلوا لاستكشاف ارض كنعان بتقارير سيئة. حتى انهم تحدثوا عن إقامة رئيس بديل لموسى والرجوع الى مصر. (عدد ١٤:١-٤) واليوم، هل نقبل القيادة المزوَّدة لنا بواسطة عمل روح يهوه القدوس؟ فعند رؤية المائدة الروحية السخية التي يوفِّرها صف العبد الامين الحكيم، يصير واضحا مَن يستخدم يسوع لتوزيع «الطعام في حينه.» (متى ٢٤:٤٥) والانتذار القلبي ليهوه يتطلَّب منا ان نُظهر الاحترام لخدامه المعيَّنين. ولا نصرْ ابدا كالمتذمرين العصريين الذين التفتوا الى رأس جديد، اذا جاز التعبير، ليعيدهم من جديد الى العالم.
هل هذا اقصى جهدي؟
١٦ اية اسئلة قد يرغب خدام اللّٰه المنتذرون في طرحها على انفسهم؟
١٦ لو تذكَّر الاسرائيليون ان انتذارهم ليهوه كان بدون قيد ولا شرط، لَما ارتكبوا اخطاء فادحة كهذه. وبخلاف اولئك الاسرائيليين غير الامناء، عاش يسوع المسيح وفق انتذاره حتى النهاية. وكأتباع للمسيح، نقتدي بمثال تعبُّده من كل النفس، غير عائشين حياتنا «لشهوات الناس بل لإرادة اللّٰه.» (١ بطرس ٤:٢؛ قارنوا ٢ كورنثوس ٥:١٥.) وإرادة يهوه اليوم هي «ان جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.» (١ تيموثاوس ٢:٤) ولهذا السبب يجب ان نكرز «ببشارة الملكوت هذه» قبل ان يأتي المنتهى. (متى ٢٤:١٤) فما مدى الجهد الذي نبذله في هذه الخدمة؟ قد نرغب في طرح هذا السؤال على انفسنا، ‹هل هذا اقصى جهدي؟› (٢ تيموثاوس ٢:١٥، عج) ان الظروف تختلف. ويهوه يُسَرُّ بأن يُخدم «على حسب ما للانسان لا على حسب ما ليس له.» (٢ كورنثوس ٨:١٢؛ لوقا ٢١:١-٤) ولا يجب ان يحكم احد في عمق وجدِّيَّة انتذار شخص آخر. فيجب ان يقيِّم كل فرد شخصيا مدى تعبُّده هو ليهوه. (غلاطية ٦:٤) ويجب ان تدفعنا محبتنا ليهوه الى طرح السؤال، ‹كيف يمكنني ان أفرِّح يهوه؟›
١٧ ما هي العلاقة بين التعبُّد والتقدير؟ أَوضحوا.
١٧ يعمق تعبُّدنا ليهوه فيما ننمو في تقديرنا له. ثمة صبي في اليابان في الـ ١٤ من عمره نذر نفسه ليهوه ورمز الى هذا الانتذار بمعمودية الماء. ولاحقا، اراد ان يواصل تعليمه العالي ويصير عالِما. لم يفكِّر قط في الخدمة كامل الوقت، ولكنه كخادم منتذر لم يرد ان يترك يهوه وهيئته المنظورة. ولتحقيق هدفه المهني، ابتدأ يذهب الى جامعة. وهناك رأى خرِّيجي الجامعة يُجبَرون على وقف كامل حياتهم للشركات التي يعملون فيها او لدراساتهم. فتساءل، ‹ماذا افعل هنا؟ هل يعقل حقا ان اتَّبع طريقة حياتهم وأقف نفسي للعمل الدنيوي؟ أوَلستُ منتذرا ليهوه؟› وبتقدير متجدِّد، صار فاتحا قانونيا. وعمُق فهمه لانتذاره ودفعه ذلك الى التصميم في قلبه على الذهاب حيثما توجد حاجة اليه. فحضر مدرسة تدريب الخدام وحصل على تعيين ليخدم كمرسَل في بلد اجنبي.
١٨ (أ) ما مدى شمولية انتذارنا ليهوه؟ (ب) اية مكافأة يمكن ان نحصدها من انتذارنا ليهوه؟
١٨ يشمل الانتذار كامل حياتنا. فيجب ان ننكر انفسنا ونتبع مثال يسوع الحسن «كل يوم.» (لوقا ٩:٢٣) وبإنكار انفسنا لا نطلب من يهوه إجازة، إذنا بالتغيُّب. وحياتنا تنسجم مع المبادئ التي يضعها يهوه لخدامه. وحتى في المجالات التي فيها نتخذ قرارا شخصيا، يحسن بنا ان نرى ما اذا كنا نفعل ما في وسعنا للعيش حياة منتذرة ليهوه. وفيما نخدمه كل يوم، باذلين اقصى جهدنا لإرضائه، سننجح كمسيحيين وسنبارَك بابتسامة رضى من يهوه، الذي يستحق تعبُّدنا من كل النفس.
-