مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • جيل في خطر
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • جيل في خطر

      ‏«قبل شهرين،‏ كنت سعيدا ومفعما بالحيوية.‏ اما اليوم،‏ فكلما هممت بالقيام بعمل ما شعرت بتعب شديد.‏ انا حزين للغاية وطبعي حاد جدا،‏ ولا ادري كيف يستطيع ايٌّ كان احتمالي.‏ انا لا اعلم لمَ اشعر بمنتهى التعاسة فجأة».‏ —‏ پول.‏

      ‏«ابكي وأتألم كثيرا.‏ وعندما لا اكون متألِّمة اشعر وكأنني ميتة.‏ فلا اجد متعة في شيء.‏ كما انني لا ارغب ان اكون مع اصدقائي كالسابق.‏ انام كثيرا.‏ وأعجز معظم الايام عن الاستيقاظ للذهاب الى المدرسة،‏ وعلاماتي انخفضت كثيرا».‏ —‏ ميلاني.‏

      پول وميلاني ليسا الوحيدين اللذين يختبران هذه المشاعر.‏ فالدراسات تشير ان حوالي ٨ في المئة من المراهقين في الولايات المتحدة يعانون نوعا من الكآ‌بة،‏ وأن حوالي ٤ في المئة يصيرون مكتئبين بشدة كل سنة.‏ لكنَّ هذه الاحصائيات ليست سوى انصاف الحقائق،‏ اذ غالبا ما يخطئ التشخيص في الكشف عن حالة الكآ‌بة او تُهمل الحالة تماما.‏ يكتب دايڤيد ج.‏ فاسلر،‏ اختصاصي في علم النفس يُعنى بالمراهقين:‏ «في الواقع،‏ بعد مراجعة الدراسة التي أُجريت على الاولاد والمراهقين،‏ اعتقد ان اكثر من ربع المراهقين سيواجهون عارض كآ‌بة شديدة قبل ان يبلغوا الثامنة عشرة من عمرهم».‏

      آثار مدمِّرة

      للكآ‌بة آثار مدمِّرة في المراهقين.‏ فالخبراء يعتقدون انها تلعب دورا كبيرا في ما يتعرض له المراهق من اضطرابات في الاكل،‏ امراض نفسية جسدية،‏ صعوبات في المدرسة،‏ وأحيانا إساءة استعمال المواد المسبِّبة للادمان.‏

      والامر الاكثر مأساوية هو ان الكآ‌بة ترتبط بانتحار المراهقين.‏ فوفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة،‏ ينتحر ٧ في المئة من الاحداث الذين يعانون كآ‌بة شديدة.‏a وهذا الاحصاء لا يبيِّن ضخامة المشكلة،‏ اذ ان الاحداث الذين يحاولون الانتحار هم اكثر بكثير من الذين ينتحرون فعليا.‏ فلسبب وجيه اذًا يذكر تقرير صادر عن مجلس كارنيجي لنمو المراهقين:‏ «ان الاستخفاف بمعالجة مشاكل المراهقين اليوم يؤدي الى كارثة.‏ فمثل هذا الاهمال يعرِّض فعليا جيلا للخطر».‏

      حياة خالية من الهموم؟‏

      يصعب على البعض التصديق ان المراهقين يمكن ان يكتئبوا فعليا.‏ فقد يحاجّ الراشدون:‏ «انهم مجرد اولاد يعيشون حياة خالية من الهموم،‏ وهم بالتأكيد لا يعانون القلق الذي يعانيه الكبار».‏ فهل الامر كذلك حقا؟‏ في الواقع،‏ ان المراهقين يواجهون ضغوطا اكبر بكثير مما يمكن ان يدركه العديد من الراشدين.‏ يذكر الدكتور دانيال ڠولْمن:‏ «منذ فجر القرن [العشرين] توالت الاجيال وتعرض كل جيل اثناء مسيرة حياته لخطر الوقوع فريسة الكآ‌بة اكثر من سابقه،‏ ولا نعني بالكآ‌بة الحزن فحسب بل الهمود الذي يشل،‏ الغم،‏ الشفقة على الذات،‏ واليأس الغامر.‏ وتبدأ فترات الكآ‌بة هذه في اعمار مبكرة اكثر فأكثر».‏

      رغم ذلك يمكن ان يعترض آباء كثيرون:‏ ‹‏نحن اجتزنا فترة المراهقة دون ان نكتئب.‏ فلمَ تنتاب ولدنا مشاعر سلبية غامرة؟‏›.‏ لكنَّ الراشدين لا ينبغي ان يقارنوا فترة مراهقتهم بتلك التي للاحداث اليوم.‏ فالناس لا ينظرون الى العالم المحيط بهم بنفس المنظار ولا يتجاوبون كلهم معه بالطريقة نفسها.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يواجه المراهقون اليوم تحديا اضافيا.‏ تكتب الدكتورة كاثلين مكوي في كتابها فهم كآ‌بة ولدكم المراهق (‏بالانكليزية)‏:‏ «انهم يكبرون في عالم مختلف تماما عن العالم الذي عاش فيه والدوهم حداثتهم».‏ وبعد ذكر عدد من التغييرات المهمة التي حدثت في العقود الاخيرة،‏ تختم الدكتورة مكوي:‏ «لا يشعر المراهقون اليوم بالقدر نفسه من الامان،‏ الثقة بالنفس،‏ والامل الذي كان يشعر به الجيل السابق».‏

      ونظرا الى الكآ‌بة المتفشية بين المراهقين،‏ ستناقش المقالات التالية ثلاثة اسئلة:‏

      ‏• ما هي بعض اعراض كآ‌بة المراهقين؟‏

      ‏• ما سببها؟‏

      ‏• كيف يمكن مساعدة المراهقين المكتئبين؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يعتقد بعض الخبراء ان الرقم الحقيقي هو اعلى بكثير،‏ اذ قد يكون عدد من الوفيات التي وُضعت في خانة الحوادث ناجما في الواقع عن عمليات انتحار.‏

  • تمييز العلامات
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • تمييز العلامات

      ‏«الحزن شعور طبيعي سليم،‏ اما الكآ‌بة فهي مرض.‏ ويكمن التحدي في فهم وتمييز الفرق».‏ —‏ الطبيب دايڤيد ج.‏ فاسلر.‏

      مثل معظم الاضطرابات الاخرى،‏ للكآ‌بة اعراض واضحة.‏ لكنَّ العلامات ليست سهلة التمييز.‏ لماذا؟‏ لأن كل المراهقين تقريبا يمرّون بفترات من الحزن كالراشدين.‏ فما الفرق بين الحزن والكآ‌بة؟‏ يعتمد الكثير على شدة و مدة الحالة.‏

      الشدة تشمل مدى تأثير المشاعر السلبية في الحدث.‏ فالكآ‌بة ليست فترة قصيرة من اليأس بل هي مرض يستنزف المرء عاطفيا ويؤثر بشكل خطير في قدرة المراهق على التصرف بشكل طبيعي.‏ يصف الطبيب اندرو سلابي خطورة الوضع على هذا النحو:‏ «تخيلوا اسوأ ألم جسدي انتابكم على الاطلاق —‏ عظما مكسورا،‏ وجع اسنان،‏ او ألم ولادة —‏ اضربوا ذلك بعشرة اضعاف وأزيلوا السبب؛‏ عندئذ يمكنكم على الارجح ان تفهموا على وجه التقريب ألم الكآ‌بة».‏

      المدة تشير الى الفترة التي يستغرقها الهمود.‏ وفقا للپروفسورين السريريين ليون سيترين ودونالد ه‍.‏ ماكنو الاصغر،‏ «الولد الذي لا يخفّ اضطرابه ولا يستعيد نمط حياته الطبيعي في غضون اسبوع بعد وقوعه فريسة الحزن (‏لأيّ سبب كان)‏ —‏ او في غضون ستة اشهر بعد التعرض لما يعتبره خسارة فادحة —‏ هو في خطر الاصابة باضطراب اكتئابي».‏

      اعراض شائعة

      تشخَّص الكآ‌بة فقط عندما يظهر على الحدث عدد من الاعراض كل يوم،‏ معظم اليوم،‏ وطوال اسبوعين على الاقل.‏ هذه الفترة القصيرة نسبيا تعتبر عارض اكتئاب.‏ ولكن عندما تستمر الاعراض على الاقل سنة لا يتخللها سوى شهرين من الارتياح على الاكثر فتُشخَّص حالة كآ‌بة من النوع المزمن.‏ في كلتا الحالتين،‏ ما هي بعض الاعراض الشائعة للكآ‌بة؟‏a

      تغيير مفاجئ في المزاج والسلوك.‏ المراهق الذي كان سابقا طيِّعا يصير فجأة عدائيا.‏ والتمرد والهرب من البيت هما ايضا شائعان بين المراهقين المكتئبين.‏

      الانعزال الاجتماعي.‏ يبتعد المراهق المكتئب عن اصدقائه.‏ او قد يبتعد الاصدقاء عن الحدث المكتئب،‏ اثر ملاحظتهم تغييرا غير مستحَبّ في موقفه او سلوكه.‏

      اهتمام متضائل بكل النشاطات تقريبا.‏ يكون المراهق هامدا على نحو غير طبيعي.‏ والهوايات التي كانت تأسره مؤخرا يعتبرها اليوم مدعاة للسأم.‏

      تغيير ملحوظ في عادات الاكل.‏ يشعر خبراء كثيرون ان الاضطرابات مثل القَهَم،‏ النُّهام،‏ والافراط القسري في الاكل ترافق غالبا الكآ‌بة (‏ويمكن ان تنتج عنها احيانا)‏.‏

      مشاكل في النوم.‏ ينام المراهق اما قليلا جدا او كثيرا جدا.‏ وتصير عادات نوم بعض المراهقين غير ثابتة،‏ فيستيقظون في الليل وينامون في النهار.‏

      انخفاض الانجاز على الصعيد الدراسي.‏ يواجه المراهق المكتئب مشاكل في التكيف مع الاساتذة والتلامذة،‏ وتبدأ علاماته بالهبوط بسرعة.‏ ولا يلبث المراهق ان يصبح غير راغب مطلقا في الذهاب الى المدرسة.‏

      اعمال محفوفة بالمخاطر او انتحارية.‏ قد تُظهر الاعمال المحفوفة بالمخاطر التي يقوم بها المراهق ان الحياة لم تعد تعني له شيئا.‏ وتشويه الذات (‏مثل شطب الجلد)‏ قد يكون ايضا احد الاعراض.‏

      شعور بعدم القيمة وبالذنب غير المبرر.‏ يصبح المراهق شديد الانتقاد لذاته،‏ شاعرا بالفشل التام،‏ حتى لو كانت الوقائع تشير الى العكس.‏

      مشاكل نفسية جسدية.‏ بغياب اي سبب جسدي،‏ يمكن ان يشير الصداع،‏ آلام الظهر،‏ آلام المعدة،‏ وما شابهها من مشاكل الى كآ‌بة ضمنية.‏

      افكار مستمرة عن الموت او الانتحار.‏ ان الاستغراق في التفكير في المواضيع المروِّعة قد يشير الى الكآ‌بة.‏ وكذلك ايضا التهديدات بالانتحار.‏ —‏ انظروا الاطار في الاسفل.‏

      الاضطراب الثنائي القطب

      بعض هذه الاعراض نفسها يمكن ان يسم علة مربكة اخرى —‏ الاضطراب الثنائي القطب bipolar disorder.‏ يذكر الدكتور سام ڠولدستاين والدكتورة باربرا د.‏ إنڠرْسول ان الاضطراب الثنائي القطب (‏المعروف ايضا بالاضطراب الهَوَسي الاكتئابي)‏ هو «حالة تتسم بنوبات اكتئابية تتخللها فترات يكون فيها الشخص بمزاج ممتاز ونشاط مفرط على نحو غير طبيعي».‏

      وحالة المزاج الممتاز والنشاط المفرط هذه تدعى الهَوَس.‏ وقد تشمل اعراضها افكارا متسارعة،‏ سرعة مفرطة في الكلام،‏ وحاجة متناقصة الى النوم.‏ في الواقع،‏ قد يبقى مَن يعاني هذه الحالة دون نوم طوال ايام دون اية خسارة واضحة للنشاط.‏ كما ان احد الاعراض الاخرى للاضطراب الثنائي القطب هو السلوك المتهور جدا دون اخذ النتائج بعين الاعتبار.‏ يذكر تقرير صادر عن المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة:‏ «غالبا ما يؤثر الهَوَس في التفكير،‏ الحكم على الامور،‏ والسلوك الاجتماعي بطرائق تسبِّب حرجا ومشاكل خطيرة».‏ وكم تطول حالة الهَوَس؟‏ بعض الاحيان اياما قليلة،‏ وفي احيان اخرى،‏ يبقى الهَوَس طوال اشهر قبل ان تحل محله الحالة المعاكسة،‏ اي الكآ‌بة.‏

      والاكثر تعرُّضا لخطر الاصابة بالاضطراب الثنائي القطب هم الذين يكون بعض اعضاء عائلتهم مصابين بهذا المرض.‏ لكنَّ الخبر المفرح هو ان هنالك رجاء لهم.‏ يقول كتاب الولد المصاب بالاضطراب الثنائي القطب (‏بالانكليزية)‏:‏ «اذا شخِّص المرض باكرا،‏ وعولج كما ينبغي،‏ يمكن ان يعيش هؤلاء الاولاد وعائلاتهم حياة اكثر اتزانا».‏

      من الجدير بالملاحظة ان مجرد وجود احد الاعراض ليس دليلا كافيا على الكآ‌بة او الاضطراب الثنائي القطب.‏ ففي اغلب الاحيان،‏ تظهر مجموعة من الاعراض خلال فترة معيَّنة مما يؤدي الى تشخيص الكآ‌بة.‏ رغم ذلك لا يزال السؤال التالي مطروحا:‏ لماذا يصيب هذا الاضطراب المربك المراهقين؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تهدف الاعراض الموصوفة هنا الى اعطاء نظرة عامة وليست مقاييس للقيام بالتشخيص.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      عندما يرغب الولد في الموت

      وفقا لمراكز مكافحة الامراض في الولايات المتحدة،‏ فاق عدد الاحداث الذين انتحروا مؤخرا في الولايات المتحدة في سنة واحدة عدد الذين ماتوا بالسرطان،‏ مرض القلب،‏ الأيدز،‏ العيوب الخلقية،‏ السكتة الدماغية،‏ ذات الرئة،‏ الانفلونزا،‏ وأمراض الرئة المزمنة مجتمعة.‏ وثمة عامل مقلق آخر:‏ كانت هنالك زيادة كبيرة في حالات الانتحار التي أُخبر عنها بين الاشخاص الذين تراوحت اعمارهم بين الـ‍ ١٠ والـ‍ ١٤.‏

      فهل يمكن تفادي انتحار المراهقين؟‏ في بعض الحالات،‏ نعم.‏ تكتب الدكتورة كاثلين مكوي:‏ «تُظهر الاحصائيات ان الكثير من عمليات الانتحار سبقته في الواقع محاولات انتحار او تلميحات كلامية وتحذيرات.‏ فعندما يلمِّح ولدكم المراهق مجرد تلميح الى افكار انتحارية،‏ يكون قد حان الوقت للاعراب عن اهتمام شديد وعلى الارجح طلب مساعدة اختصاصي».‏

      ويؤكد انتشار الكآ‌بة بين الاحداث ان على الاهل والراشدين الآخرين ان يأخذوا على محمل الجد اية اشارات تصدر عن الحدث تنطوي على رغبة في الانتحار.‏ يكتب الطبيب اندرو سلابي في كتابه لم يلاحظ احد معاناتي (‏بالانكليزية)‏:‏ «تقريبا في كل حالة انتحار درستها،‏ كانت تُهمَل كل اشارة الى خطط المراهق او يُستخف بها».‏ ويضيف:‏ «لم يفهم اعضاء العائلة والاصدقاء ضخامة التغييرات التي كانوا يرونها.‏ فقد ركزوا على النتائج وليس على المشكلة الضمنية،‏ وشخَّصوا ان السبب هو ‹المشاكل العائلية› او ‹تعاطي المخدِّرات› او ‹القَهم›.‏ وفي بعض الاحيان عولجت امور مثل الغضب والاضطراب وحدة الطبع عوض الكآ‌بة.‏ فبقيت المشكلة الضمنية مصدر عذاب ومزيد من الجراح».‏

      ان الرسالة واضحة:‏ خذوا على محمل الجد كل اشارة الى وجود ميل الى الانتحار!‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      احيانا،‏ يكون التمرد دليلا على كآ‌بة ضمنية

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      غالبا ما يخسر المراهقون المكتئبون اهتمامهم بالنشاطات التي كانت يوما تثيرهم

  • كشف النقاب عن الجذور
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • كشف النقاب عن الجذور

      ‏«عادة،‏ لا يعود سبب كآ‌بة المراهقين الى عامل واحد فقط بل الى مجموعة من العوامل المجهدة».‏ —‏ الدكتورة كاثلين مكوي.‏

      ماذا يسبب كآ‌بة المراهقين؟‏ قد تكون هنالك عدة عوامل.‏ مثلا،‏ ان التغييرات الجسدية والعاطفية التي تحدث في سن البلوغ يمكن ان تغمر الاحداث بالشك والخوف،‏ جاعلة اياهم عرضة لمواقف ذهنية سلبية.‏ ايضا،‏ غالبا ما يكون المراهقون عرضة للوقوع فريسة المشاعر السلبية عندما يشعرون بأنهم نُبذوا من قبل نظرائهم او شخص طوروا تجاهه مشاعر رومنطيقية.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ كما ذُكر في مقالتنا الافتتاحية،‏ يكبر المراهقون اليوم في عالم يمكن ان يجلب بحد ذاته الكآ‌بة.‏ فنحن في الواقع نعيش في «ازمنة حرجة».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

      وما يزيد المشكلة تعقيدا هو ان الاحداث يواجهون ضغوط الحياة لأول مرة في حياتهم،‏ ولا يملكون المهارات ولا الخبرة التي لدى الراشدين.‏ لذلك،‏ غالبا ما يصير المراهقون مثل سائحين يتلمسون طريقهم في منطقة غريبة —‏ يربكهم ما يرونه حولهم،‏ ولا يسعون في معظم الاحيان الى طلب المساعدة.‏ وهذه الظروف يمكن ان تصبح ارضا خصبة تنمو فيها بذور الكآ‌بة.‏

      لكن هنالك عدد من العوامل الاخرى التي قد تساهم في كآ‌بة المراهقين.‏ فدعونا نتأمل في بعض منها.‏

      الكآ‌بة والخسارة

      تأتي الكآ‌بة احيانا اثر خسارة جسيمة —‏ ربما موت احد الاحباء او خسارة احد الوالدين بسبب الطلاق.‏ حتى موت حيوان مدلل يمكن ان يغرق مراهقا في اليأس.‏

      وعلاوة على ذلك،‏ ثمة انواع من الخسارة لا تكون واضحة تماما.‏ فقد يعني الانتقال الى حي جديد مثلا ترك بيئة مألوفة وأصدقاء اعزاء.‏ حتى انجاز امر متوقع منذ زمن بعيد —‏ مثل التخرج من المدرسة —‏ يمكن ان يثير مشاعر الخسارة.‏ فالانتقال الى مرحلة جديدة في الحياة يعني خسارة راحة وأمان الماضي.‏ وهنالك ايضا مشكلة الاحداث الذين يعانون نوعا من المرض المزمن.‏ ففي هذه الحالة،‏ الالم الذي يعانيه المراهق نتيجة كونه مختلفا عن نظرائه —‏ او حتى منبوذا من قبلهم —‏ قد يجعله يشعر وكأنه لم يعد طبيعيا نوعا ما.‏

      من المسلّم به ان كثيرين من الاحداث يواجهون مثل هذه الخسارات دون ان تؤثِّر فيهم تأثيرا ساحقا.‏ فهم يحزنون،‏ يبكون،‏ يصابون بالاسى،‏ ينوحون —‏ لكنهم مع الوقت يتكيفون.‏ فلماذا اذًا يستسلم بعض المراهقين لآلام الكآ‌بة في حين يتكيف معظمهم مع ضغوط الحياة؟‏ لا توجد اجوبة سهلة،‏ فالكآ‌بة اضطراب معقد.‏ لكنَّ بعض المراهقين يمكن ان يكونوا اكثر عرضة للكآ‌بة من اترابهم.‏

      التأثير الكيميائي الحيوي

      يعتقد كثيرون من الخبراء في الصحة العقلية ان عدم التوازن الكيميائي الحيوي في الدماغ يلعب دورا اساسيا في حدوث الكآ‌بة.‏a وعدم التوازن هذا يمكن ان ينتقل وراثيا،‏ اذ وجد الباحثون ان اصابة احد والدَي المراهق بالكآ‌بة تؤدي على الارجح الى اصابته هو ايضا.‏ يذكر الكتاب وحيد،‏ حزين،‏ وغاضب (‏بالانكليزية)‏:‏ «في معظم الاحيان لدى الاولاد المكتئبين والد واحد على الاقل يعاني ايضا من الكآ‌بة».‏

      وهذا الامر يثير السؤال:‏ هل يرث الاولاد حقا الكآ‌بة،‏ ام انهم يتعلمون ببساطة ان يكتئبوا على اثر العيش مع والد مكتئب؟‏ من الصعب الاجابة عن ‹مسألة الطبع مقابل التطبُّع›،‏ لأن الدماغ معقد على نحو كبير،‏ وكذلك هي العوامل المتعددة الاخرى التي قد تساهم في كآ‌بة المراهقين.‏

      الكآ‌بة والبيئة العائلية

      دعيت الكآ‌بة مسألة عائلية لسبب وجيه.‏ فكما سبق وذُكر،‏ يمكن ان يكون هنالك مركَّب وراثي ينقل الميل الى الكآ‌بة من جيل الى آخر.‏ لكنَّ البيئة العائلية قد تلعب ايضا دورا.‏ يكتب الطبيب مارك س.‏ ڠولد:‏ «ان الاولاد الذين يسيء والدوهم اليهم معرَّضون كثيرا للكآ‌بة.‏ ويواجه نفس المشكلة الاولاد الذين لديهم والدون انتقاديون بشدة يركزون على عدم كفاءة اولادهم».‏ ويمكن ان تنتج الكآ‌بة ايضا عندما يخنق الوالدون اولادهم بعاطفتهم وبحمايتهم المفرطة.‏ لكنَّ المثير للاهتمام هو ان واحدة من الباحثين وجدت ان الاولاد هم ميالون اكثر الى الكآ‌بة عندما لا يبالي بهم والدوهم.‏

      لكن هذا لا يعني ان كل المراهقين المكتئبين هم ضحايا تربية سيئة.‏ فمثل هذا التأكيد الشامل يتجاهل العديد من العوامل الاخرى التي قد تساهم في المشكلة.‏ لكن في بعض الحالات تشكل البيئة العائلية جزءا اساسيا من المشكلة.‏ يكتب الطبيب دايڤيد ج.‏ فاسلر:‏ «ان الاولاد الذين يعيشون في بيوت حيث يوجد توتر مستمر بين الوالدين هم عرضة للكآ‌بة اكثر من الاولاد الذين يعيشون في بيئات لا تشكو من الاضطراب نفسه.‏ وأحد الاسباب هو ان الوالدين الذين يتشاجرون على الدوام ينغمسون في مشاكلهم الى حد انهم يهملون حاجات اولادهم.‏ ثمة سبب آخر هو ان الوالدين يجعلون الاولاد غالبا محور جدلهم مما يجعل الاولاد يشعرون بالذنب،‏ الغضب،‏ والامتعاض.‏

      هذه مجرد بعض العوامل التي يمكن ان تساهم في كآ‌بة المراهقين.‏ فهنالك عوامل اخرى.‏ مثلا،‏ بعض الخبراء يقولون ان العوامل البيئية (‏مثل قلة التغذية،‏ السموم،‏ وإساءة استعمال المواد المسبِّبة للادمان)‏ يمكن ان تسبب الكآ‌بة.‏ ويشير البعض الآخر الى ان بعض الادوية (‏مثل مضادات الهِستامين والمهدِّئات)‏ يمكن ان تسبب الاكتئاب.‏ ويبدو ايضا ان الاولاد الذين يعانون عجزا في التعلم هم ميالون خصوصا الى الكآ‌بة،‏ على الارجح لأن احترامهم للذات يتدنى حين يدركون انهم لا يستطيعون مجاراة زملاء صفهم.‏

      لكن بغضّ النظر عن السبب،‏ من المهم التأمل في السؤال:‏ كيف يمكن مساعدة المراهقين؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يظن البعض انه في حين يعاني كثيرون الكآ‌بة بسبب افتقارهم الى توازن كيميائي حيوي عند ولادتهم،‏ فإن آخرين على الارجح يبدأون حياتهم بصحة جيدة لكنهم يصبحون اكثر عرضة للكآ‌بة عندما تغير حادثة مؤلمة كيمياء الدماغ.‏

      ‏[الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      غالبا ما يكون التوتر العائلي حافزا للكآ‌بة

  • كيف يمكنكم المساعدة
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • كيف يمكنكم المساعدة

      ‏«يحتاج الاولاد المكتئبون الى المساعدة.‏ لكنَّ الاولاد لا يستطيعون الحصول على المساعدة هم بأنفسهم.‏ فعلى شخص راشد ان يدرك المشكلة ويأخذها على محمل الجد.‏ وهذا هو الجزء الصعب».‏ —‏ الطبيب مارك س.‏ ڠولد.‏

      ماذا يمكنكم فعله اذا كنتم تشكّون ان ولدكم الحدث مكتئب؟‏ اولا،‏ لا تقفزوا بسرعة الى الاستنتاجات.‏ فالاعراض يمكن ان تشير الى شيء آخر تماما.‏a بالاضافة الى ذلك،‏ كل الاحداث يمرون بين الحين والآخر بفترات من المزاج السيِّئ.‏ لكن اذا استمرت الحالة وبدت انها اكثر من مجرد فترة مؤقتة من الحزن،‏ فقد يكون من الافضل استشارة طبيب.‏ وفي هذا الصدد،‏ من الجيد ابقاء كلمات يسوع في الذهن:‏ «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب،‏ بل السقماء».‏ —‏ متى ٩:‏١٢‏.‏

      زوّدوا طبيبكم بصراحة بأية معلومات مساعدة،‏ بما فيها التغييرات الاخيرة في حياة المراهق التي ربما تكون قد ساهمت في هموده.‏ تأكدوا ان يقضي الطبيب متسعا من الوقت ليصغي الى الاعراض قبل ان يقوم بالتشخيص.‏ يحذّر الطبيب دايڤيد ج.‏ فاسلر:‏ «من المستحيل جمع كل المعلومات اللازمة في جلسة واحدة من عشرين دقيقة لتقييم حالة ولد بشكل كامل».‏

      اشعروا بحرية طرح اية اسئلة قد تخطر على بالكم على الطبيب.‏ مثلا،‏ اذا شعر الطبيب ان ولدكم المراهق مصاب بكآ‌بة سريرية،‏ فقد ترغبون في معرفة لماذا اقصى التشخيصات الاخرى.‏ وإذا كانت لديكم شكوك حول تقييم الطبيب،‏ فأخبروه انكم ترغبون في استشارة طبيب آخر.‏ وطبعا لن ينصحكم اي طبيب مستقيم وصادق بالعدول عن ذلك.‏

      تقبُّل الوضع ومعالجته

      اذا تبيَّن فعلا ان ولدكم المراهق مصاب بكآ‌بة سريرية فلا تخجلوا من الوضع.‏ فالكآ‌بة يمكن ان تصيب خيرة الاحداث.‏ والكتاب المقدس يظهر ان المشاعر المؤلمة اصابت بعض الذين بذلوا كل ما في وسعهم ليخدموا اللّٰه،‏ بغضّ النظر عن عمرهم.‏ تأملوا في مثال ايوب الامين الذي شعر ان اللّٰه تخلى عنه فكَرِه الحياة.‏ (‏ايوب ١٠:‏١؛‏ ٢٩:‏٢،‏ ٤،‏ ٥‏)‏ وحنة،‏ خادمة للّٰه،‏ وصارت «مرَّة النفس» حتى انها لم تعد تستطيع ان تأكل.‏ (‏١ صموئيل ١:‏٤-‏١٠‏)‏ ثم هنالك خادم اللّٰه الامين يعقوب الذي ناح اياما كثيرة بعد موت ابنه و «أبى ان يتعزى».‏ حتى انه عبَّر عن رغبته في الانضمام الى ابنه في القبر!‏ (‏تكوين ٣٧:‏٣٣-‏٣٥‏)‏ وهكذا فإن الاسى العاطفي ليس سببه دائما الضعف الروحي.‏

      رغم ذلك،‏ يمكن ان تثقل كآ‌بة المراهق كاهل الوالدين.‏ تقول أمُّ مراهقةٍ مكتئبة:‏ «ينبغي ان اتوخى الحذر دائما في ما اقوله وما افعله.‏ لذلك انا قلقة،‏ خائفة،‏ عدائية،‏ غاضبة،‏ ومرهقة».‏ وتعترف اخرى:‏ «عندما كنت ارى أُمّا تتسوق مع ابنتها المراهقة كان قلبي ينفطر لشعوري انني لن احظى مجددا بفرصة القيام بنشاطات مماثلة مع [ابنتي]».‏

      هذه المشاعر طبيعية.‏ لكن احيانا،‏ يمكن ان تكون ساحقة.‏ وإذا حدث ذلك،‏ فلمَ لا تأتمنون صديقا تثقون به؟‏ تقول امثال ١٧:‏١٧ بحسب الترجمة اليسوعية:‏ «الخليل يحب في كل حين وعند الضيق يضحي اخا».‏ ايضا،‏ لا تهملوا الصلاة.‏ فالكتاب المقدس يؤكد لنا اننا اذا ألقينا همنا على اللّٰه،‏ فهو يعولنا.‏ —‏ مزمور ٥٥:‏٢٢‏.‏

      الميل الى اللوم

      كثيرون من الوالدين يتثبطون بشدة بسبب كآ‌بة اولادهم المراهقين اذ يشعرون انهم ملامون نوعا ما على الوضع.‏ تعترف احدى الامّهات قائلة:‏ «عندما يكون ولدكم مكتئبا،‏ لا يمكن إلّا ان تشعروا بالذنب ولا يمكن ان يقنعكم احد بالعكس.‏ وتستمرون في التساؤل:‏ ‹اين اخطأنا؟‏ اين كانت نقطة التحول؟‏ كيف ساهمت انا في ذلك؟‏›».‏ فكيف يمكن ان يحافظ الوالدون على تفكير متزن في مثل هذه الحالة؟‏

      لا شك ان الجو القاسي في البيت يمكن ان ينعكس سلبيا على الولد.‏ فلسبب وجيه،‏ ينصح الكتاب المقدس:‏ «أيها الآباء،‏ لا تغيظوا أولادكم،‏ لئلا تتثبط عزيمتهم».‏ (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ لذلك،‏ من الجيد ان يحلل الوالدون طرائقهم في التعامل مع اولادهم ويقوموا بالتعديلات حيث يلزم.‏ لكنَّ الكآ‌بة ليست دائما نتيجة التربية السيئة.‏ ففي الواقع،‏ يمكن ان توجد في اكثر العائلات اظهارا للمحبة.‏ لذلك،‏ ان الوالدين الذين يقومون بكل ما في وسعهم لمساعدة اولادهم لا يجب ان يشعروا بالذنب.‏

      ويضاهي ذلك اهميةً ايضا عدم لوم الحدث المكتئب.‏ فهو لا يستطيع ان يسيطر على الاضطراب الذي يعانيه.‏ تقول احدى الامهات:‏ «لا يمكنني ان ألومه اذا اصيب بجُدريّ الماء،‏ او ذات الرئة.‏ لكن هذا ما فعلته عندما وجدته مكتئبا.‏ لقد لمت ولدي على مرضه!‏ كم اشعر انني بغيضة!‏».‏ ان اعتبار الكآ‌بة مرضا لا ضعفا سيساعد الوالدين وغيرهم على التركيز على كيفية دعم من يعاني الكآ‌بة.‏

      وقد تتوتر كثيرا العلاقة بين الوالدين بسبب تربية مراهق مكتئب.‏ تقول احدى الزوجات:‏ «لمنا واحدنا الآخر،‏ وخصوصا عندما فكرنا في الحياة التي توقعنا ان نعيشها والحياة التي عشناها بسبب ولدنا».‏ ويعترف تيم،‏ الذي تعاني ابنته من الكآ‌بة:‏ «من السهل لوم رفيق الزواج.‏ وإذا كان لدى الوالدين مشاكل زوجية قبل ان يبدأ الولد بإظهار علامات الكآ‌بة،‏ فقد يكون سلوك الولد المحير ما يجعل الكيل يطفح».‏ لا تدعوا زواجكم يتحطم بسبب كآ‌بة ولدكم!‏ حقا،‏ لا فائدة من توجيه اصبع الاتهام —‏ سواء الى نفسكم،‏ ولدكم،‏ او رفيق زواجكم.‏ فالمهم هو تزويد الدعم للمكتئب.‏

      تزويد الدعم

      يحث الكتاب المقدس المسيحيين:‏ «عزوا النفوس المكتئبة».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ فإذا ابتلي الحدث المكتئب بمشاعر عدم الجدارة،‏ يمكنكم المساعدة.‏ كيف؟‏ طبعا ليس بإدانته بقول عبارات مثل:‏ «لا ينبغي ان تشعر هكذا»،‏ او «اتخذت موقفا خاطئا».‏ عوض ذلك،‏ جاهدوا للاعراب عن التقمص العاطفي «مشاطرين الآخرين مشاعرهم».‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ وقد حث بولس المسيحيين قائلا:‏ «ابكوا مع الباكين».‏ (‏روما ١٢:‏١٥‏)‏ تذكروا،‏ ان الشخص المكتئب حقا يتألم فعليا.‏ والالم ليس وهميا،‏ وليس زائفا بهدف لفت الانظار وحسب.‏ بعد الاصغاء بصبر،‏ حاولوا ان تجعلوا المكتئب يسكب مشاعره.‏ اسألوه لماذا يشعر هكذا.‏ ثم بلطف وصبر ساعدوا المراهق ليرى ان لا اساس لعدم شعوره بالقيمة الذاتية.‏ وقد تساعد اعادة تأكيد محبة اللّٰه ورحمته على تخفيف قلقه.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

      هنالك خطوات عملية اضافية يمكنكم اتخاذها.‏ مثلا،‏ قد تشعرون بحاجة الى التأكد ان ولدكم المراهق يلقى مقدارا كافيا من الراحة،‏ الغذاء،‏ والتمارين الرياضية.‏ (‏جامعة ٤:‏٦‏)‏ وإذا وُصفت له الادوية،‏ يكون من الحكمة مساعدة المراهق ان يرى اهمية تناولها.‏ لا تستسلموا ابدا في تزويد الدعم،‏ ولا تتوقفوا ابدا عن اظهار المحبة.‏

      من المعترف به ان كآ‌بة المراهق يمكن ان تكون اختبارا معذِّبا للذي يعاني المشكلة ولباقي العائلة.‏ لكن لا شك في ان الصبر،‏ المثابرة،‏ والمحبة تزود اساسا لمساعدة المراهقين المكتئبين.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a بحسب التقارير،‏ بعض الحالات الطبية —‏ بما فيها داء وحيدات النواة،‏ الداء السكري،‏ فقر الدم،‏ قصور الغدة الدرقيَّة،‏ ونقص سكَّر الدم —‏ يمكن ان تنتج اعراضا تشبه اعراض الكآ‌بة.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      الشخص المكتئب حقا يتألم فعليا.‏ والالم ليس وهميا

      ‏[الاطار في الصفحة ١٣]‏

      اذا كنتَ مراهقا مكتئبا

      انت لست وحدك،‏ وحالتك غير ميؤوس منها.‏ وكآ‌بتك يمكن ان ترتبط بأحد الامرين التاليين:‏ (‏١)‏ عدم التوازن الكيميائي الحيوي او (‏٢)‏ ظروف خارجة كليا او جزئيا عن نطاق سيطرتك.‏ وفي كلتا الحالتين،‏ لستَ انت الملام على حالتك.‏ لكن ماذا يمكنك فعله بشأن ذلك؟‏

      يذكر الكتاب المقدس انه «يوجد محب ألزق من الاخ».‏ (‏امثال ١٨:‏٢٤‏)‏ فلمَ لا تحاول ان تجد مثل هذا الصديق وتسكب له مشاعرك؟‏ يمكن ان يكون احد والدَيك او راشد ناضج آخر حليفك الاكبر في مكافحتك الكآ‌بة.‏

      اذا اشتبه والداك انك تعاني كآ‌بة سريرية،‏ فقد يصطحبانك الى طبيب خبير بمعالجة الاضطراب.‏ وهذه خطوة حكيمة،‏ لأنه غالبا ما يمكن تخفيف الكآ‌بة بواسطة العلاج،‏ حين يكون ذلك ممكنا.‏ مثلا،‏ عندما يتعلق الامر بعدم التوازن الكيميائي الحيوي،‏ يمكن ان يوصف مضاد للاكتئاب.‏ اذا كان هذا وضعك،‏ فلا تشعر بالخجل من تناول الدواء.‏ فهو ببساطة يعيد كيمياء جسمك الى توازنها الطبيعي،‏ ويمكن ان يكون ذلك المفتاح لمساعدتك الى حد ما على استعادة الفرح والاستقرار في حياتك.‏

      وكثيرون ممن يعانون الكآ‌بة يتعزون بقراءة الكتاب المقدس والاقتراب اكثر من اللّٰه بواسطة الصلاة.‏ يؤكد لنا الكتاب المقدس:‏ «قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلّص المنسحقي الروح».‏b —‏ مزمور ٣٤:‏١٨‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      b لمزيد من المعلومات،‏ انظروا مقالة:‏ «‏الاحداث يسألون.‏ .‏ .‏ هل يجب ان اخبر احدا بكآ‌بتي؟‏‏» في عدد ٢٢ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٠٠٠ من استيقظ!‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٤]‏

      عون ورجاء للمكتئبين

      بما ان الكآ‌بة موضوع معقد،‏ فلا يمكن التأمل في كل اوجه المسألة في سلسلة المقالات المختصرة هذه.‏ لكنَّ ناشري مجلة استيقظ!‏ واثقون ان النقاط المشار اليها يمكن ان تساعد المراهقين ووالديهم على احتمال هذا الاضطراب الموهن.‏

      ربما لاحظتم ان معظم الارشاد المقدم في المقالة السابقة مؤسس على الكتاب المقدس.‏ صحيح انه كتاب قديم،‏ لكنَّ مشورته هي عملية اليوم تماما كما كانت عليه عندما كُتب.‏ ولماذا؟‏ لأن الطبيعة البشرية لم تتغير رغم ان الايام تغيرت.‏ فنحن نواجه المسائل الاساسية نفسها التي واجهتها اجيال سابقة.‏ والفرق هو ان هذه المشاكل اليوم هي اكبر وأوسع انتشارا.‏

      والكتاب المقدس عملي على نحو كبير ايضا لسبب آخر:‏ انه موحى به من اللّٰه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وبما ان اللّٰه هو خالقنا،‏ يعرف ما نحتاج اليه لنعيش حياة متسمة بالفرح والاكتفاء.‏

      طبعا،‏ ليس الكتاب المقدس كتابا طبيا.‏ لذلك فهو لا يغنينا عن السعي وراء علاج طبي اذا اصابنا مرض ما،‏ كالكآ‌بة مثلا.‏ إلا ان الكتاب المقدس يحتوي على مبادئ يمكن ان تساعدنا على تعزية المكتئبين.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ يحتوي على وعد اللّٰه بأنه سيشفي قريبا كل امراضنا.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٣‏)‏ نعم،‏ يهدف يهوه الى ‹احياء قلب المنسحقين›.‏ —‏ اشعياء ٥٧:‏١٥‏.‏

      هل ترغبون في تعلُّم المزيد عن هذا الرجاء العظيم؟‏ من فضلكم اتصلوا بشهود يهوه محليا او اكتبوا الى العنوان الملائم المدرج في الصفحة ٥ من هذه المجلة.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      جاهدوا لتشاطروا الآخرين مشاعرهم

      ‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

      اذا بقي المراهق مكتئبا،‏ فمن الحكمة استشارة طبيب

      ‏[الصور في الصفحة ١٢]‏

      كوالدين،‏ لا تتسرعوا في إلقاء اللوم على نفسكم،‏ رفيق زواجكم،‏ او ولدكم المراهق

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة