مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ماذا يعاني المصابون بالكآ‌بة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • ماذا يعاني المصابون بالكآ‌بة؟‏

      ‏«حين كنت في الثانية عشرة من عمري،‏ استيقظت في صبيحة احد الايام وجلست على حافة سريري وتساءلت:‏ ‹هل تنتهي حياتي اليوم؟‏›».‏ هذا ما قاله جيمسa الذي كان يخوض صراعا مريرا مع الكآ‌بة الحادة.‏ وبعد مضي ٣٠ عاما،‏ ذكر:‏ «لم يمرّ يوم واحد من حياتي لم احارب فيه هذا المرض العقلي والعاطفي».‏ ومن فرط ما شعر جيمس في صغره بأنه عديم القيمة،‏ مزّق صور طفولته.‏ يقول وهو يعود بالذاكرة الى تلك الفترة:‏ «شعرت انني أتفه من ان يتذكرني احد».‏

      بما اننا جميعا نحارب الحزن من حين الى آخر،‏ فقد يغلب علينا الظنّ اننا نفهم معنى الكآ‌بة.‏ ولكن شتّان ما بين مشاعر الحزن العابرة وبين الكآ‌بة السريرية!‏ فلنرَ معا ما يشعر به المصابون بهذا المرض.‏

      متطفل عديم الرحمة

      ليست الكآ‌بة السريرية مجرد نوبة عرضية من الكرب والانقباض،‏ بل هي اضطراب خطير غالبا ما يعيق المرء عن ممارسة نشاطاته اليومية.‏

      على سبيل المثال،‏ يعاني ألڤارو منذ اكثر من ٤٠ عاما «الخوف والكرب والتشويش الذهني والاسى العميق».‏ ويوضح قائلا:‏ «بسبب كآ‌بتي،‏ كنت اتأثر الى ابعد الحدود بآ‌راء الآخرين وأحمّل نفسي على الدوام تبعة كل خطإ يحدث».‏ وهو يصف الكآ‌بة بأنها «احساس بألم فظيع لا تعرف موضعه وخوف لا مبرر له،‏ والاسوأ من ذلك كله انعدام اية رغبة في التحدث عن الموضوع».‏ لكن ألڤارو يشعر اليوم بشيء من الراحة لأنه بات يدرك سبب هذه الاعراض.‏ يقول:‏ «تعزّيت حين عرفت انني لست الوحيد الذي يقاسي هذا المرض».‏

      وفي البرازيل،‏ انتابت ماريا البالغة من العمر الآن ٤٩ عاما كآ‌بة سبّبت لها الأرق والالم وحدة الطبع و «اغرقتها في بحر من الاحزان بدا بلا نهاية».‏ وحين شُخصت حالتها،‏ خفّت للوهلة الاولى حدة معاناتها لأنها عرفت مرضها بالتحديد.‏ لكنها صارت لاحقا،‏ كما اوضحت،‏ «اكثر قلقا وتوترا لأن قلة قليلة من الناس يتفهمون الكآ‌بة التي تُعَد في نظر كثيرين وصمة عار على جبين المريض».‏

      حزن شديد دون سبب ظاهر

      صحيح ان الكآ‌بة تُعزى احيانا الى سبب واضح،‏ لكنها غالبا ما تقتحم حياة المرء دون سابق انذار.‏ يوضح ريتشارد من جنوب افريقيا:‏ «تخيم على حياتك فجأة سحابة سوداء من الغمّ دون سبب ظاهر.‏ فلا احد من اعزائك قضى نحبه ولا حصل خطب يبعث الاسى في النفس.‏ مع ذلك تشعر بأنك مكمدّ وواهن العزيمة.‏ وما من شيء يبدد هذه السحابة من حياتك.‏ فاليأس يستأثر بنفسك استئثارا وأنت لا تعرف السبب».‏

      ومع ان الكآ‌بة ليست مدعاة للخجل،‏ فقد اعترت آنا من البرازيل هذه المشاعر حين شُخص انها مصابة بالكآ‌بة.‏ تعترف قائلة:‏ «انقضت ثماني سنوات وأنا لا ازال اشعر بالخجل من نفسي».‏ وتستصعب آنا بشكل خصوصي ان تتأقلم مع اضطرابها العاطفي.‏ توضح:‏ «اقاسي احيانا عذابا لا يوصف الى حد انني اشعر بألم في جسدي،‏ فأنا احسّ بوجع في كل عضلة من عضلاتي».‏ وفي اوقات كهذه،‏ تكاد آنا لا تقوى على النهوض من الفراش.‏ كما انها تمرّ احيانا بفترات لا يسعها فيها التوقف عن البكاء.‏ تذكر:‏ «ابكي احرّ بكاء ويضنيني التعب،‏ فأشعر وكأن الدم تجمد في عروقي».‏

      ‏«تخيِّم على حياتك فجأة سحابة سوداء من الغمّ دون سبب ظاهر»‏

      يذكر الكتاب المقدس ان الناس قد تنحطّ معنوياتهم الى حد خطير.‏ مثلا،‏ خاف الرسول بولس على رجل ان «يُبتلع .‏ .‏ .‏ من فرط حزنه».‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏٧‏)‏ فبعض المكتئبين يستبدّ بهم اليأس فيتمنون ان يخطف الموت انفاسهم ويريحهم من عذاباتهم.‏ وهم بذلك يشاطرون النبي يونان مشاعره حين قال:‏ «خير لي ان اموت من ان احيا».‏ —‏ يونان ٤:‏٣‏.‏

      فكيف يمكن للمكتئبين ان يعالجوا هذه العلة المضنية ويتعايشوا معها؟‏

      a جرى تغيير الاسماء في سلسلة المقالات هذه.‏

  • سبل لمعالجة الكآ‌بة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • سبل لمعالجة الكآ‌بة

      تذكر روث المصابة بالكآ‌بة منذ سنوات عديدة:‏ «بحثنا انا وزوجي عن علاج طبي وصنعنا تغييرات في نمط حياتنا وبذلنا اقصى جهدنا كي نتبع روتينا يسهل عليّ التأقلم معه.‏ ويبدو اننا عثرنا اخيرا على دواء ناجع،‏ وأنا اشعر بتحسن كبير.‏ ولكن حين كنت اتخبط في المشكلة دون منفذ،‏ لم يكفّ زوجي وأصدقائي عن اظهار المحبة لي لئلا استسلم للمرض».‏

      يظهر اختبار روث ان المصابين بالكآ‌بة السريرية يحتاجون كل دعم ممكن،‏ بما في ذلك اي علاج يوصي به الاطباء.‏ فالكآ‌بة قد تهدد الحياة في بعض الاحيان إن هي تُركت دون علاج.‏ فقبل ألفي سنة،‏ اعترف يسوع المسيح ان ذوي الخبرة الطبية يمكن ان يمدّوا الآخرين بالمساعدة حين قال ان ‹السقماء يحتاجون الى طبيب›.‏ (‏مرقس ٢:‏١٧‏)‏ وفي الواقع،‏ باستطاعة الاطباء ان يخففوا الى حد بعيد من معاناة الكثير من المرضى المكتئبين.‏a

      بعض العلاجات المساعِدة

      يمكن معالجة الكآ‌بة بوسائل عديدة تختلف باختلاف الاعراض وحدة المرض.‏ (‏انظر الاطار ‏«لمحة عن انواع الكآ‌بة»‏‏.‏)‏ فكثيرون تكفيهم وصفة من طبيب العائلة في حين يحتاج البعض الى طبيب متخصص يصف لهم دواء مضادا للاكتئاب او يوصي بنوع آخر من المساعدة.‏ وقد حصد البعض نتائج جيدة اثر التداوي بالاعشاب،‏ اجراء تعديلات على نظامهم الغذائي،‏ او ممارسة التمارين الرياضية تحت اشراف الطبيب.‏

      حذارِ من:‏

      ١-‏ الاصدقاء الحسني النية الذين تعوزهم الخبرة في المسائل الطبية.‏ فقد يحاولون اقناعك بقبول او رفض هذا العلاج او ذاك.‏ وربما يفرضون عليك ايضا آراءهم الجازمة حول جدوى المداواة بالاعشاب او بالادوية الطبية او الامتناع عن تلقّي اي علاج.‏

      فكّر في ما يلي:‏ احرص على اخذ النصيحة من اشخاص جديرين بالثقة.‏ فصنع قرار حكيم بعد الاطلاع على كافة المعطيات هو في النهاية مسؤوليتك انت.‏

      ٢-‏ التثبط الذي قد يحدو بالمرضى الى ايقاف العلاج لأنهم لا يشعرون بتحسن او يعانون من تأثيرات جانبية مزعجة.‏

      فكّر في ما يلي:‏ «تبطل المقاصد من غير تشاور،‏ والانجاز بكثرة المشيرين».‏ (‏امثال ١٥:‏٢٢‏)‏ فالعلاج الطبي يحقق النتائج المرجوة على الارجح اذا كانت خطوط الاتصال مفتوحة بين الطبيب والمريض.‏ لذا عبِّر لطبيبك بصراحة عن هواجسك وصِفْ له الاعراض التي تشعر بها.‏ ثم اسأله إن كان عليك ان تغيّر العلاج او تستمر في اتّباعه فترة من الوقت قبل ان تلمس الفائدة منه.‏

      ٣-‏ الثقة المفرطة بالنفس التي قد تدفع المرضى الى الكفّ فجأة عن اخذ العلاج بعد بضعة اسابيع لأنهم باتوا في حال افضل.‏ فهم ينسون ربما كم استنزفت الاعراض قواهم قبل البدء بالعلاج.‏

      فكّر في ما يلي:‏ ان التوقف المفاجئ عن اخذ العلاج دون استشارة الطبيب قد يؤدي الى ما لا تُحمد عُقباه،‏ حتى انه قد يعرّض حياتك للخطر.‏

      صحيح ان الكتاب المقدس ليس مرجعا متخصصا في الطب،‏ لكن مؤلفه يهوه اللّٰه هو خالقنا.‏ وستتناول المقالة التالية ما تمنحه كلمة اللّٰه من تعزية وإرشاد للمكتئبين وكذلك للذين يسهرون على الاعتناء بهم.‏

      a لا توصي استيقظ!‏ بنوع معيَّن من العلاج الطبي.‏ فعلى كل فرد ان يقيّم باعتناء الخيارات المتاحة امامه قبل ان يتخذ قراره الشخصي.‏

      لمحة عن انواع الكآ‌بة

      تعتمد فعالية اي علاج طبي على نوع الكآ‌بة التي يعاني منها المريض.‏

      • الكآ‌بة الحادة:‏ ترافقها اعراض قوية تدوم ستة اشهر او اكثر إن لم تعالَج وتؤثر في معظم اوجه حياة المريض.‏

      • الاضطراب الثنائي القطب:‏ ويُعرف ايضا بالاكتئاب الهوَسي.‏ وتتميز هذه الحالة بتقلبات عاطفية حادة تتأرجح بين فترات مطوّلة من النشاط المفرط (‏الهوَس)‏ والقنوط الشديد (‏الكآ‌بة)‏.‏ —‏ انظر مقالة ‏«العيش مع اضطراب في المزاج»‏ الواردة في عدد ٨ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٤ من هذه المجلة.‏

      • عُسر المزاج:‏ صحيح انه لا يشلّ حياة المرضى مثل الكآ‌بة الحادة،‏ لكنه مصحوب بأعراض مكدِّرة تصعّب عليهم ان يعيشوا حياة طبيعية.‏ وقد يمرّ بعضهم ايضا بفترات متقطعة من الكآ‌بة الحادة.‏

      • كآ‌بة ما بعد الولادة:‏ وهي حالة عاطفية موهنة تصيب امهات كثيرات بعد الوضع.‏ —‏ انظر مقالة ‏«فهم كآ‌بة ما بعد الولادة»‏ في عدد ٨ حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠٣ من هذه المجلة.‏

      • الاضطراب الوجداني الموسمي:‏ وهو ينجم على الارجح عن غياب ضوء الشمس خلال الخريف والشتاء،‏ ويتلاشى عادة في فصلَي الربيع والصيف.‏

  • نيل المساعدة من ‹اله التعزية›‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • نيل المساعدة من ‹اله التعزية›‏

      اكتنف الملك داود كرب شديد وشغلت قلبه «هموم» كثيرة.‏ لكنه لم يشكّ يوما ان الخالق يفهمنا فهما عميقا.‏ كتب:‏ «يا يهوه،‏ قد فحصتني وعرفتني.‏ انت عرفت جلوسي وقيامي.‏ ادركت فكري من بعيد.‏ لأنه ليس كلمة على لساني،‏ الا وأنت يا يهوه قد عرفتها كلها».‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١،‏ ٢،‏ ٤،‏ ٢٣‏.‏

      نحن ايضا نثق كل الثقة ان خالقنا يفهمنا ويعي الاثر الموهن الذي تتركه الكآ‌بة في عقولنا وأجسادنا الناقصة.‏ وهو يعرف لمَ نقع فريسة الكآ‌بة وكيف لنا ان نتأقلم معها بأفضل الطرق في ظل الظروف الراهنة.‏ كما انه يوضح كيف سيشفي المكتئبين مرة وإلى الابد.‏ فهل من احد يمدّنا بالمساعدة افضل من إلهنا المتعاطف «الذي يعزّي ويشجع وينعش ويبهج المكتئبين»؟‏!‏ —‏ ٢ كورنثوس ٧:‏٦‏،‏ الكتاب المقدس الموسَّع (‏بالانكليزية)‏.‏

      ولكن قد يتساءل المكتئبون كيف يمكن للّٰه ان يعضدهم حين يملأ الشجن قلوبهم.‏

      هل يهتم اللّٰه بالمكتئبين؟‏

      اللّٰه قريب جدا من خدامه المكتئبين كما لو انه يقيم معهم.‏ فهو يقول عن نفسه:‏ «أسكن .‏ .‏ .‏ مع المنسحق والمتضع الروح،‏ لأحيي روح المتضعين ولأحيي قلب المنسحقين».‏ (‏اشعيا ٥٧:‏١٥‏)‏ فكم نتعزى حين نعرف ان «يهوه قريب من المنكسري القلب،‏ ويخلّص المنسحقي الروح»!‏ —‏ مزمور ٣٤:‏١٨‏.‏

      كيف يستمد المكتئبون التعزية من اللّٰه؟‏

      بإمكان عباد اللّٰه ان يقتربوا ساعة يشاؤون الى «سامع الصلاة» الذي يعينهم على التأقلم مع المشاعر والظروف المؤلمة.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢‏)‏ فالكتاب المقدس يحثّنا ان نفضي اليه بمكنونات قلبنا قائلا:‏ «لا تحملوا همًّا من جهة اي شيء،‏ بل في كل شيء لتُعرف طلباتكم لدى اللّٰه بالصلاة والتضرع مع الشكر.‏ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ماذا لو طغت علينا مشاعر عدم القيمة ودفعتنا الى التفكير ان صلواتنا تذهب ادراج الرياح؟‏

      قد نخال بسبب الكآ‌بة ان محاولاتنا لإرضاء اللّٰه لا تفي بالغرض.‏ غير ان ابانا السماوي يتفهم مشاعرنا الرقيقة و «يذكر اننا تراب».‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٤‏)‏ حتى لو ‹لامتنا قلوبنا›،‏ فبإمكاننا ان «نُطَمئن قلوبنا .‏ .‏ .‏ ان اللّٰه اعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء».‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فلمَ لا تستخدم في صلواتك تعابير مستقاة من الكتاب المقدس كالتي ترد في المزمور ٩:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٠:‏١٢،‏ ١٤،‏ ١٧‏؛‏ و ٢٥:‏١٧‏؟‏

      ماذا لو شوّش الحزن تفكيرنا بحيث لم نعد نقوى على التعبير عن مشاعرنا؟‏

      حين تثقل عليك وطأة الحزن فتعجز عن ترجمة مشاعرك الى كلمات واضحة،‏ لا تستسلم وترمِ سلاحك.‏ بل واصل الاقتراب الى ‹ابي المراحم الرقيقة وإله كل تعزية› واثقا انه يتفهم مشاعرك وحاجاتك.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٣‏)‏ تقول ماريا المذكورة آنفا في هذه السلسلة:‏ «اشعر احيانا ان ذهني مشوش جدا فلا اعرف ماذا اقول في الصلاة.‏ لكنني أعي ان اللّٰه يفهمني ويساندني».‏

      كيف يستجيب اللّٰه صلواتنا؟‏

      لا يشير الكتاب المقدس ان اللّٰه سيمحو كل مشقاتنا في الوقت الحاضر.‏ لكنه يؤكد لنا ان اللّٰه يمنحنا القوة كي نصبر على «كل شيء»،‏ بما في ذلك الكآ‌بة.‏ (‏فيلبي ٤:‏١٣‏)‏ تعترف مارتينا:‏ «حين بدأت الكآ‌بة تتسلل الى حياتي،‏ التمست من يهوه في الصلاة ان يشفيني فورا لأنني ظننت نفسي عاجزة عن احتمال المرض مدة اطول.‏ اما الآن فيكفيني ان اصلي يوميا طلبا للقوة».‏

      وتُعدّ الاسفار المقدسة مصدرا مهما يمدّ المكتئبين بالقوة الروحية للتكيف مع مرضهم.‏ وقد لمست سارة التي تخوض صراعا مع الكآ‌بة منذ ٣٥ عاما القيمة العملية لقراءة الكتاب المقدس يوميا.‏ تذكر:‏ «اقدّر من كل قلبي ما يفعله الاطباء من اجلي.‏ لكن الاهم من ذلك كله هو الفوائد الروحية والعملية من كلمة اللّٰه التي اعتدت قراءتها بانتظام».‏

      حين تولّي الكآ‌بة الى غير رجعة

      لمّا كان يسوع المسيح على الارض،‏ استخدم القدرة التي منحه اياها اللّٰه لشفاء الاسقام الموجعة.‏ فقد تاق الى إراحة الذين اثقلهم المرض.‏ علاوة على ذلك،‏ ذاق يسوع بنفسه طعم العذاب جراء اضطرابه وكربه العظيم.‏ ففي الليلة التي سبقت موته ميتة اليمة،‏ «قدّم تضرعات وطلبات ايضا،‏ بصراخ شديد ودموع،‏ للقادر ان يخلّصه من الموت».‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧‏)‏ فيا للألم الذي اعتصر فؤاده آنذاك!‏ لكن ذلك يعود علينا بالفائدة اليوم لأنه بات يفهم مشاعرنا و «يقدر ان يأتي لمساعدة الممتحَنين».‏ —‏ عبرانيين ٢:‏١٨؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      ويوضح الكتاب المقدس ان اللّٰه يشاء ان يضع حدا لكل ما يسبب الكآ‌بة.‏ فهو يعدنا قائلا:‏ «هأنذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة،‏ فلا تُذكر الامور السابقة ولا تصعد على القلب.‏ فابتهجوا وافرحوا الى الابد بما انا خالق».‏ (‏اشعيا ٦٥:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ‹فالسموات الجديدة›،‏ اي ملكوت اللّٰه،‏ ستردّ ‹الارض الجديدة›،‏ اي المجتمع البار على الارض،‏ الى حالة من الكمال الجسدي والعاطفي والروحي.‏ وآنذاك ستولّي الامراض الى غير رجعة.‏

      ‏«دعوت باسمك يا يهوه،‏ من اعمق الحفر.‏ فاسمع صوتي.‏ لا تحجب اذنك عن راحتي،‏ عن استغاثتي.‏ اقتربتَ يوم دعوتك.‏ قلتَ:‏ ‹لا تخف›».‏ —‏ المراثي ٣:‏٥٥-‏٥٧

      ‏«عزّوا النفوس المكتئبة»‏

      حين تضيق باربرا ذرعا بكآ‌بتها ومشاعر عدم القيمة التي تنتابها،‏ تتصل هي وزوجها بصديق العائلة جيرار الذي يخدم كناظر في الجماعة المسيحية.‏ فيصغي اليها دائما بصبر وهي تشهق بالبكاء دون توقف وتعيد على مسمعه مرة بعد اخرى تعابير الحزن نفسها.‏

      فقد تعلم جيرار ان يعيرها اذنا صاغية دون ان يصدر الاحكام عليها او يجادلها او يدين تصرفاتها.‏ (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ كما انه يسعى الى تطبيق نصيحة الكتاب المقدس:‏ «عزّوا النفوس المكتئبة».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ فهو يطمئنها بصبر انها ثمينة جدا في نظر يهوه اللّٰه وعائلتها وأصدقائها.‏ وغالبا ما يقرأ عليها آية معزية او اثنتين من الكتاب المقدس،‏ حتى لو سبق ان تلا البعض منها على مسامعها.‏ وفي كل مرة،‏ يعرض عليها هي وزوجها ان يصلّي معهما عبر الهاتف،‏ امر طالما وجداه منعشا ومعزيا.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      يدرك جيرار انه ليس طبيبا متمرسا ولا يحاول ابدا ان يلعب دور اطباء باربرا.‏ لكنه يكمّل علاجها الطبي بشيء قلّما يقدّمه الاطباء لمرضاهم:‏ آيات معزية وصلوات مشجعة.‏

      ‏‹لتعزية النفوس المكتئبة›‏

      يمكنك القول:‏ ‏«اريدك ان تعرف انني افكر فيك على الدوام.‏ انا ادرك انك لست دائما على خير ما يرام.‏ فكيف تشعر في الآونة الاخيرة؟‏».‏

      تذكَّر:‏ تحدّث بإخلاص وأصغِ بتعاطف حتى لو كرر المكتئب الكلام نفسه.‏

      يمكنك القول:‏ ‏«يدهشني ما انت قادر على فعله (‏او «انا معجب بالصفات المسيحية التي تعرب عنها»‏‏)‏ رغم مشاكلك الصحية.‏ حتى لو كنت تتمنى ان تفعل المزيد،‏ تأكد ان يهوه يحبك ويقدّرك،‏ وكذلك نحن».‏

      تذكَّر:‏ كن متعاطفا ولطيفا.‏

      يمكنك القول:‏ ‏«اعجبتني هذه الآية المشجعة فيما كنت اقرأ الكتاب المقدس».‏ او «خطرتَ في بالي وأنا اقرأ هذه الآية المفضلة لديّ».‏ ثم اقرأ او اقتبس تلك الآية.‏

      تذكَّر:‏ تجنب ان تلعب دور الواعظ.‏

      تعزية من الاسفار المقدسة

      تتشجّع لورين بوعد يهوه المسطّر في اشعيا ٤١:‏١٠‏:‏ ‏«لا تخف لأني معك.‏ لا تتلفت لأني الهك.‏ اشددك وأعينك.‏ اعضدك بيمين بري».‏

      ويقول ألڤارو انه غالبا ما يتعزّى بكلمات المزمور ٣٤:‏٤،‏ ٦‏:‏ ‏«سألت يهوه فاستجابني،‏ ومن كل اهوالي انقذني.‏ هذا البائس دعا،‏ ويهوه سمع.‏ ومن كل شدائده خلّصه».‏

      ويخبر ناوويا كم تقوّيه دائما كلمات المزمور ٤٠:‏١،‏ ٢‏:‏ ‏«رجوت يهوه رجاء،‏ فأمال اذنه اليّ وسمع استغاثتي.‏ .‏ .‏ .‏ ثبَّتَ خطواتي».‏

      ويُطمئن المزمور ١٤٧:‏٣ ناووكو بأن يهوه ‏«يشفي المنكسري القلوب،‏ ويضمّد جراح آلامهم».‏

      وتساهم كلمات يسوع الواردة في لوقا ١٢:‏٦،‏ ٧ في مساعدة إليز على الثقة بعناية يهوه.‏ فهذه الآية تقول:‏ ‏«ألا تباع خمسة عصافير دورية بقرشين؟‏ ومع هذا،‏ فلا يُنسى واحد منها امام اللّٰه.‏ بل حتى شعور رؤوسكم كلها معدودة.‏ فلا تخافوا،‏ انتم اثمن من عصافير دورية كثيرة».‏

      آيات اخرى من الكتاب المقدس:‏

      • مزمور ٣٩:‏١٢‏:‏ ‏«اسمع صلاتي يا يهوه،‏ وأصغ الى استغاثتي.‏ لا تسكت عن دموعي».‏

      • ٢ كورنثوس ٧:‏٦‏:‏ اللّٰه ‏«يعزّي المكتئبين».‏ —‏ ‏«الترجمة الاميركية القانونية الجديدة»‏ (‏بالانكليزية)‏.‏

      • ١ بطرس ٥:‏٧‏:‏ ‏‹ألقِ كل همك على اللّٰه،‏ لأنه يهتم بك›.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة