مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عندما تحلُّ الكارثة
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • عندما تحلُّ الكارثة

      تسم القرن الـ‍ ٢٠ كوارث فادحة،‏ معظمها من صنع الانسان.‏ أما بعضها فليس كذلك.‏ سبق وأنبأ يسوع المسيح عن ايامنا:‏ «تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في اماكن.‏» (‏متى ٢٤:‏٧‏)‏ صحيح ان الانسان هو الملوم على الحروب والمجاعات،‏ ولكنه ليس مسؤولا عن الزلازل.‏ وبشكل مماثل،‏ في حين ان بعض الفيضانات المخرِّبة حدثت بسبب نشاط الانسان،‏ لا يمكن لومه على الزلازل.‏ ولا يحمل الانسان ايضا ذنب حدوث الاعاصير او الثورانات البركانية.‏

      بصرف النظر عما يسببها،‏ تُظهر الكوارث الطبيعية صِغَر الانسان وعجزه امام القوى الطبيعية المهيبة.‏ وعادةً تبدو هذه الارض،‏ موطننا،‏ آمنة وثابتة جدا.‏ ولكن عندما يرجُّها زلزال،‏ تغمرها مياه فائضة،‏ او تعصف بها رياح هوجاء عاتية قوتها كقوة انفجار،‏ يتلاشى هذا الشعور بالامن.‏

      تسببت الكوارث الطبيعية بأضرار هائلة وخسائر كبيرة في الارواح خلال القرن الـ‍ ٢٠.‏ فهل كان ممكنا تجنب ذلك؟‏ هل هنالك ما يمكن فعله لتخفيف تأثيراتها المفجعة؟‏ ماذا يمكننا ان نفعل نحن الافراد لحماية انفسنا؟‏ هل نحن عاجزون تماما عندما تحلُّ كارثة ما؟‏ وهل سيبقى الجنس البشري دائما ضحية على مذبح الكوارث؟‏ ستناقش المقالتان التاليتان هذه الاسئلة.‏

  • صراع الانسان مع الكوارث
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • صراع الانسان مع الكوارث

      انقضت ثلاث سنوات،‏ والامين العام للامم المتحدة بطرس بطرس غالي لم يكن مستبشرا.‏ فقد قال لفريق من الخبراء في اوائل سنة ١٩٩٣:‏ «لم نتقدم بالسرعة الكافية.‏» وتابع قائلا:‏ «عندما طلبت منكم ان نجتمع الآن وليس في وقت لاحق،‏ كان هدفي ان ارى ما اذا كان بإمكاننا التعويض عن الوقت الضائع.‏» وقت ضائع؟‏ فيمَ كان يفكر؟‏ في الـ‍ IDNDR.‏ فماذا تعني هذه الاحرف الخمسة؟‏ ولمَ العجلة؟‏

      كان فرانك پْرس احد الخبراء الذين حضروا ذلك الاجتماع،‏ وهو جيوفيزيائي ومؤسس الـ‍ IDNDR.‏ قبل احدى عشرة سنة ابتدأ الدكتور پْرس يحث المجتمع العلمي في كل العالم على مضاعفة حربه ضد الكوارث الطبيعية.‏ وبعد خمس سنوات،‏ في شهر كانون الاول ١٩٨٩،‏ استجابت الامم المتحدة لدعوته الى وضع حد للامبالاة وأطلقت على السنوات من ١٩٩٠ الى ٢٠٠٠ اسم «العقد الدولي لخفض الكوارث الطبيعية،‏» او IDNDR.‏ فما الهدف من ذلك؟‏

      يلزم تغيير في الموقف

      أُمْبرتو جي.‏ كورداني،‏ پروفسور برازيلي في علم الجيولوجيا وأحد اعضاء اللجنة العلمية والتقنية في الـ‍ IDNDR اخبر استيقظ!‏ ان الـ‍ IDNDR هو دعوة موجهة الى المجتمع الدولي ليحشد معرفته وموارده ويتعاون لتخفيف ما تسببه الكوارث الطبيعية من معاناة،‏ دمار،‏ اضطراب،‏ وخسائر في الارواح.‏ «وبلوغ ذلك الهدف،‏» كما شدد الپروفسور كورداني في كلامه،‏ «يقتضي ان يركِّز العالم في ما بعدُ لا على العمل بعد وقوع الكارثة بل قبل وقوعها.‏»‏

      لكنَّ تغيير التفكير العالمي هو اصعب بكثير من مجرد اطلاق اسم على عقد من السنين،‏ لأن «اصحاب القرار،‏» كما تذكر ملخَّصات اليونسكو حول البيئة والتنمية،‏ «يميلون الى التركيز على الاعانات لا على الوقاية.‏» فمن كل الاموال المنفَقة اليوم في مجال الاخطار الطبيعية في اميركا اللاتينية،‏ مثلا،‏ يذهب اكثر من ٩٠ في المئة الى الاعانات وأقل من ١٠ في المئة الى الوقاية.‏ وعلى اية حال،‏ كما تذكر الرسالة الإخبارية التابعة للـ‍ IDNDR امنعوا الكوارث،‏ فإن السياسيين «بتعزيتهم ضحايا الكوارث ينالون تأييدا اكبر مما لو طالبوا بفرض ضرائب من اجل اتخاذ الاجراءات غير المثيرة للمشاعر والتي تجنِّب وقوع الكارثة او تخفِّف وطأتها.‏»‏

      وضع الاهداف

      لتغيير هذه الطريقة في الإنفاق،‏ حدَّدت الامم المتحدة ثلاثة اهداف للعقد.‏ فبحلول العام ٢٠٠٠ يجب ان تكون كل الدول قد اعدَّت (‏١)‏ تقييمها للاضرار المحتملة التي تشكلها الاخطار الطبيعية،‏ (‏٢)‏ خططها الطويلة الامد في ما يتعلق بالوقاية وحالة التأهب،‏ و (‏٣)‏ انظمة انذارها.‏ وقد تشكلت لجان قومية لتحويل فلسفة الـ‍ IDNDR ونيَّاته الطيبة الى خطط ملموسة،‏ وفي شهر ايار ١٩٩٤ استضافت اليابان مؤتمرا عالميا حول تقليل الكوارث الطبيعية برعاية الامم المتحدة.‏ فمع كل هذه النشاطات المخطَّط لها او الجارية،‏ لماذا لم يكن بطرس غالي راضيا؟‏ لأن الامور تتخذ منحى مقلقا.‏

      المنحى المقلق

      صحيح ان جهود الـ‍ IDNDR تنجح.‏ فالعلماء يعون اكثر فأكثر اهمية خفض الكوارث،‏ وبعض الاجراءات،‏ كأنظمة الانذار المحسنة،‏ تنقذ حياة الناس وتخفض الخسائر.‏ ولكن بالرغم من هذه الانتصارات يلاحظ الدكتور كارلي اولاڤي ايلو،‏ مدير امانة سر الـ‍ IDNDR،‏ ان «عدد الكوارث وجسامتها يستمران في الازدياد،‏ مما يؤثر في المزيد والمزيد من الناس.‏» لقد شهدنا «زيادة بلغت ٣ اضعاف من ستينات الى ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏» كما يؤكد خبير آخر من خبراء الامم المتحدة،‏ «بالاضافة الى زيادة كبيرة اخرى في التسعينات.‏» وفي الواقع،‏ في السنة ١٩٩١،‏ قتلت ٤٣٤ كارثة كبرى ٠٠٠‏,١٦٢ شخص في العالم،‏ وفي السنة ١٩٩٢ فاقت الخسائر ٦٢ بليون دولار اميركي.‏ وكما يستنتج مدير برنامج الامم المتحدة للانماء UNDP جيمس جي.‏ سپث،‏ صار العالم «آلة كوارث تُنتج الازمات بانتظام مثبِّط.‏» (‏UNDP Update‏،‏ تشرين الثاني ١٩٩٣)‏ فماذا يكمن وراء هذا المنحى المقلق؟‏

      ما سبب الزيادة؟‏

      للاجابة عن هذا السؤال لاحظوا اولا الفرق بين الخطر الطبيعي والكارثة الطبيعية.‏ فالاول هو حدث طبيعي —‏ كفيضان او زلزال —‏ يُحتمل ان يصير كارثة مع ان ذلك لا يحدث دائما.‏ على سبيل المثال،‏ ان الفيضانات في حوض الامازون غير المأهول في البرازيل هي حوادث طبيعية ينتج منها ضرر ضئيل.‏ ولكنَّ الفيضانات التي تجتاح بنڠلادش في دلتا الغانج الكثيفة السكان تسبب خسائر بشرية ومادية وبيئية كبيرة.‏ وغالبا ما تبلغ خسائر كهذه ابعادا هائلة بحيث تعجز المجتمعات المنكوبة عن مواجهة الامر بدون مساعدة من الخارج.‏ في هذه الحالة صار الخطر الطبيعي كارثة طبيعية.‏ ولكن لماذا تزداد هذه الصدامات المفجعة بين الانسان والطبيعة؟‏

      يعلِّق الخبير بمجال الكوارث جيمس پ.‏ بروس قائلا ان «احد الاسباب المساهمة في ذلك» قد يكون «ازدياد حدة الاخطار وتكررها.‏» لكنه يتفق مع علماء آخرين على ان السبب الرئيسي لازدياد الكوارث ليس ازدياد الاخطار الطبيعية بل ازدياد تعرُّض الانسان لهذه الاخطار.‏ وهذا التعرُّض المتزايد،‏ كما تذكر مجلة الصحة العالمية،‏ يحدث بسبب «مزيج من الاوضاع الديموڠرافية والبيئية والتكنولوجية.‏» فما هي بعض مكوِّنات هذا المزيج الذي يثير الكوارث؟‏

      احدها هو ازدياد عدد سكان العالم.‏ فمع نموّ حجم العائلة البشرية،‏ يزداد ايضا الاحتمال ان يصادف الخطر الطبيعي بعضا من سكان العالم البالغ عددهم ٦‏,٥ بلايين نسمة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يجبر ضغط الكثافة السكانية ملايين الفقراء على السكن في ابنية غير آمنة في مناطق يُعرف انها معرَّضة بشكل منتظم لهجمات الطبيعة.‏ وهكذا لا تكون النتيجة مفاجئة:‏ منذ العام ١٩٦٠ تضاعف عدد سكان العالم مرتين ولكنَّ الخسائر الناتجة من الكوارث ازدادت عشرة اضعاف تقريبا!‏

      وما يزيد الامر سوءا هو التغيُّرات البيئية.‏ فمن نيپال الى الامازون ومن سهول اميركا الشمالية الى جزر المحيط الهادي (‏الپاسيفيكي)‏،‏ يقطع الانسان الغابات،‏ يزرع الاراضي بإفراط،‏ يدمر الشعاب الساحلية،‏ ويخلِّف آثارا اخرى على الصعيد البيئي —‏ انما ليس بدون دفع الثمن.‏ «كلما استنزفنا اكثر قدرة بيئتنا على الاحتمال وغيَّرنا خصائصها،‏» قال روبرت هاملتون،‏ مدير سابق للـ‍ IDNDR،‏ «ازداد اكثر احتمال تحوُّل الخطر الطبيعي الى كارثة.‏»‏

      ولكن اذا كانت نشاطات الانسان تجعل اخبار الكوارث تحتل العناوين الرئيسية اليوم بشكل متزايد،‏ فإن العكس صحيح ايضا:‏ باتِّخاذ اجراءات وقائية يمكن للانسان ان يغيِّر العناوين الرئيسية في المستقبل.‏ فينخفض الموت والدمار الى حدٍّ ادنى.‏ مثلا،‏ يقول الخبراء ان ٩٠ في المئة من الوَفَيات الناتجة من الزلازل يمكن تفاديها.‏ ولكن مع ان الحجج المؤيدة للوقاية مقنعة،‏ لا يزال كثيرون يعتبرون الكوارث امرا لا مفر منه.‏ وتخبر ملخَّصات اليونسكو حول البيئة والتنمية ان هذه النظرة الجبرية هي «اكبر سدّ في وجه خفض الكوارث.‏» ففي ايّ جانب من هذا السدّ تقفون؟‏

      لا مفر منها ام يمكن خفضها؟‏

      هذا الشعور بالعجز منتشر خصوصا في العالم النامي —‏ ولا عجب في ذلك!‏ فمن كل الاشخاص الذين قُتلوا من جراء كوارث طبيعية خلال الـ‍ ٥٠ سنة الماضية،‏ يعيش ٩٧ في المئة في العالم النامي!‏ وفي بعض هذه البلدان،‏ كما تذكر امنعوا الكوارث،‏ «تكون نسبة تكرر الكوارث عالية جدا بحيث يصعب رسم حد بين نهاية كارثة وبداية اخرى.‏» وفي الواقع،‏ يحدث ٩٥ في المئة من كل الكوارث في العالم النامي.‏ اضيفوا الى ذلك دورة الكوارث الشخصية التي لا تنتهي —‏ الفقر،‏ البطالة،‏ الظروف المعيشية القاسية —‏ تفهموا لماذا يغمر الفقراء شعور بالعجز كما يغمر المدّ شاطئ البحر.‏ فيتقبَّلون الخسائر التي تسببها الكوارث المتكررة على انها جزء مرير ومقدَّر من حياتهم.‏ ولكن هل هذه الخسائر امر لا مفرّ منه؟‏

      ما يمكنكم وما لا يمكنكم فعله

      صحيح انه لا يمكنكم ان تضبطوا تكرر او شدة الاخطار الطبيعية،‏ ولكنَّ ذلك لا يجعلكم عاجزين تماما.‏ فيمكنكم ان تخفضوا تعرُّضكم لهذه الاحداث.‏ كيف؟‏ تأملوا في هذه المقارنة.‏

      لنقل ان شخصا يريد ان يخفِّف تعرُّضه للشمس (‏الحدث الطبيعي)‏ اتِّقاء للاصابة بسرطان الجلد (‏الكارثة)‏.‏ فأية اجراءات يمكنه اتِّخاذها؟‏ من الواضح انه لا يمكنه ان يضبط شروق الشمس وغروبها (‏تكرر الحدث)‏.‏ ولا يمكنه ايضا ان يخفف كمية اشعة الشمس التي تصل الى محيطه (‏شدة الحدث)‏.‏ ولكن هل يجعله ذلك عاجزا؟‏ كلا،‏ فيمكنه ان يخفض تعرُّضه للشمس.‏ على سبيل المثال،‏ يمكنه ان يبقى داخل البيت خلال ساعات النهار الاحرّ،‏ او اذا كان ذلك مستحيلا،‏ يمكنه ان يضع قبعة على رأسه ويرتدي ثيابا واقية وهو خارج البيت.‏ فهذا يزيد حمايته من الشمس (‏الحدث)‏ ويخفض خطر الوقوع ضحية سرطان الجلد (‏الكارثة)‏.‏ فالنتيجة تختلف عندما يتخذ اجراءات وقائية!‏

      وبشكل مماثل،‏ يمكنكم انتم ايضا ان تتخذوا خطوات تزيد حمايتكم من تأثير خطر طبيعي ما.‏ وبهذه الطريقة تخفضون من امكانية تأثركم بالكارثة عندما تحلُّ ومن الخسائر الناتجة عنها.‏ وبالنسبة الى الذين يعيشون في العالم المتقدم،‏ قد تنفعكم الاقتراحات الموجودة في الاطار «هل انتم مهيَّأون؟‏» وإذا كنتم تعيشون في العالم النامي،‏ فإن الامثلة المقدَّمة في الاطار «تحسينات فعَّالة قليلة الكلفة» قد تزوِّدكم بفكرة عن نوع الاجراءات المتوفرة الآن.‏ وقد تكون مساعِدة كثيرا على انقاذ حياة الناس وخفض الخسائر.‏ وبالتكنولوجيا المتوفرة في ايامنا،‏ كما يذكِّرنا الجيوفيزيائي فرانك پْرس،‏ «لم تعد الجبرية مقبولة.‏» وفي ما يتعلق بالكوارث الطبيعية،‏ لا شك ان الوقاية حتما خير علاج.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      هل انتم مهيَّأون؟‏

      ان الوكالة الفدرالية للاشراف على الحالات الطارئة في الولايات المتحدة توصي بعدد من الطرائق لمواجهة الاخطار.‏ وإليكم بعض التفاصيل البارزة.‏

       احصلوا على المعلومات.‏ اتصلوا بالمكتب المحلي للاشراف على الحالات الطارئة واعرفوا اية كوارث قد تحلُّ بمنطقتكم.‏ ربما كنتم تعرفون بعضها،‏ ولكن قد يدهشكم ان تعرفوا عن كوارث اخرى.‏ وإذا علمتم ان بيتكم معرَّض لاخطار طبيعية فعندئذ:‏

      ◻ اجتمعوا مع عائلتكم وناقشوا انواع الاخطار التي يمكن ان تهددكم.‏ اشرحوا ما يجب فعله في كل حالة.‏

      ◻ خططوا لطريقة تمكِّن عائلتكم من المحافظة على الاتصال الواحد بالآخر اذا فرَّق حدث كهذا بين الافراد.‏ انتقوا مكانين للالتقاء:‏ الاول خارج بيتكم في حال وقوع حالة طارئة مفاجئة،‏ كاندلاع حريق،‏ والثاني خارج حيِّكم في حال تعذَّر الرجوع الى البيت.‏

      ◻ اطلبوا من صديق ان يكون وسيلة الاتصال لعائلتكم لكي يتصل به كل افراد العائلة ويحددوا مكان وجودهم اذا لم تتمكنوا من بلوغ مكانَي الالتقاء المحدَّدين.‏ اختاروا صديقا يعيش خارج منطقتكم لأنه بعد وقوع الكارثة غالبا ما يكون اجراء مكالمات بعيدة المدى اسهل من اجرائها ضمن المنطقة المنكوبة.‏ علموا الاولاد كيف يتصلون بذلك الصديق.‏ ناقشوا ما يجب فعله عندما تضطرون الى اخلاء المكان.‏ فكروا ايضا كيف تساعدون جيرانكم الذين قد يكونون بحاجة الى مساعدة خصوصية.‏ فكروا ماذا ستفعلون بحيواناتكم المدللة.‏

      ◻ ضعوا ارقام هاتف الحالات الطارئة الى جانب كل هاتف.‏

      ◻ اعرفوا مكان العلبة الرئيسية لمفاتيح قطع التيار الكهربائي،‏ الخط الرئيسي للماء،‏ والخط الرئيسي للغاز الطبيعي.‏ اظهروا لأفراد العائلة الذين يُتَّكل عليهم كيف ومتى يقطعونها،‏ وأبقوا الادوات الضرورية بالقرب من المفاتيح الرئيسية.‏

      ◻ استعدوا لاحتمال اندلاع حريق.‏ ضعوا اجهزة لكشف الدخان،‏ وخصوصا بالقرب من غرف النوم.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      تحسينات فعَّالة قليلة الكلفة

      اقل من نصف سكان العالم بقليل،‏ كما يخبر البنك الدولي،‏ يعيشون بأجر من خمسة دولارات في الاسبوع او اقل.‏ وحتى لو كان وضعكم كذلك،‏ هنالك اجراءات مختبَرة يمكنكم تطبيقها،‏ كما يقول الخبراء.‏ فاعرفوا عنها،‏ لأن التعلُّم،‏ كما يشدد الخبير الپيرُوي بمجال الكوارث البرتو ڠيزيكي،‏ «هو احد الاجراءات الرئيسية القليلة الكلفة التي تخفِّف وطأة الكارثة.‏» وإليكم مثالين من اميركا الجنوبية:‏

       ان الكتيِّب تخفيف وطأة الكوارث الطبيعية الذي اعدته الامم المتحدة يوضح ما يمكن فعله لبناء بيوت افضل من اللَّبِن او الطين:‏

      ◻ في المناطق الجبلية،‏ احفروا في الارض لتتشكل مصطبة للبيت.‏

      ◻ البيوت المربعة هي الاقوى؛‏ اذا لزمكم ان تكون مستطيلة الشكل،‏ فليكن جدار الطول اطول من جدار العرض بمرتين ونصف المرة.‏

      ◻ استعملوا اساسات صخرية او اسمنتية لتخفيف القوى الزلزالية.‏

      ◻ ابنوا جدرانا متوازية لها الوزن والقوة والارتفاع نفسه.‏ اجعلوها رقيقة وقليلة الارتفاع.‏ فالبيوت المبنية بهذه الطريقة معرضة للضرر اقل من البيوت الطينية المعهودة عند وقوع الزلزال.‏

       والبناء الشبكي التقليدي (‏كِنتْشا‏)‏ هو طريقة مختبَرة اخرى.‏ فللبيوت الكِنتْشا،‏ كما يقول امنعوا الكوارث،‏ هيكل من القصب والاغصان الصغيرة المتشابكة تدعمه قوائم افقية وعمودية وفيها كمية قليلة من الاتربة.‏ وهذا النوع من الانشاءات،‏ الذي تتراوح ثخانة الجدران فيه بين ٤ و ٦ انشات (‏١٠ الى ١٥ سم)‏ يمكِّن البيوت من الاهتزاز خلال وقوع الزلزال،‏ وعندما يتوقف الزلزال تعود الابنية الى وضعها الاصلي من جديد.‏ وعندما ضرب زلزال احد الاماكن في سنة ١٩٩١،‏ بقيت كل البيوت المبنية بهذه الطريقة قائمة في حين سقط ٠٠٠‏,١٠ منزل آخر رغم ان ثخانة جدرانها كانت تبلغ ٤٠ انشا (‏١ م)‏،‏ مما اودى بحياة ٣٥ شخصا.‏ ووفقا للمهندس المعماري جون بَينون من اليونسكو،‏ ليست الزلازل هي ما يقتل الناس بل الابنية المنهارة.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٧]‏

      في بعض الاماكن يقطع الانسان الغابات غير مبالٍ،‏ فاتحا المجال امام المزيد من الكوارث الطبيعية

  • ربح الصراع مع الكوارث
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • ربح الصراع مع الكوارث

      ان جهود الامم المتحدة والحكومات لتخفيف وطأة الكوارث الطبيعية هي فعلا جديرة بالثناء.‏ فالمشاريع كمشروع «العقد الدولي لخفض الكوارث الطبيعية» تدل على انه لا يلزم ان يشعر الجنس البشري بالعجز في وجه مصائب كهذه.‏ وإذا اتَّخذ الافراد والمجتمعات والحكومات الاجراءات المناسبة،‏ فعندئذ يصير ممكنا انقاذ حياة الكثيرين.‏

      وهذا الامر مهم جدا،‏ لأن الكتاب المقدس يخبرنا بأنه سيحدث عما قريب تغيير في الاشراف الحكومي على الجنس البشري.‏ فمن ايام يسوع يصلي المسيحيون الصلاة الربانية (‏«الابانا»)‏ التي تحتوي على التعبير:‏ «ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وملكوت اللّٰه هو حكومة حقيقية.‏ واستنادا الى نبوة الكتاب المقدس،‏ ‹سيسحق ويفني قريبا جدا كل الممالك البشرية وهو سيثبت الى الابد.‏› (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ تخيلوا كل الجنس البشري في ظل حكومة كاملة.‏ كم سيكون هذا التحول رائعا!‏

      اذا كانت الحكومات الحاضرة ترى الحاجة الى اتِّخاذ الاجراءات اللازمة لكي لا تصير الاخطار الطبيعية كوارث طبيعية،‏ اذًا يمكننا ان نثق بأن حكومة اللّٰه ستضمن عدم تألم رعاياها بهذه الطريقة.‏ فملكوت اللّٰه سيجلب سلاما ابديا لهذا الكوكب للمرة الاولى منذ قتل قايين هابيل.‏ وفي ظل هذا الملكوت ‹سيرث الودعاء الارض ويتلذذون في كثرة السلامة.‏› (‏مزمور ٣٧:‏١١‏)‏ وسيعلِّم الملكوت الجنس البشري بحيث يكون حرفيا ‹كل شخص متعلما من يهوه،‏ وسلامهم سيكون كثيرا.‏› —‏ اشعياء ٥٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج .‏

      ان معظم ضحايا الكوارث الطبيعية اليوم هم فقراء.‏ ولكن،‏ بالاشراف الكامل والتعليم الملائم في ظل ملكوت اللّٰه،‏ لن يعاني الجنس البشري آلام الفقر.‏ وإذ انبأ النبي اشعياء عن احوال كهذه بطريقة يفهمها الناس في ايامه،‏ كتب:‏ «يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن ممخة دردي مصفى.‏» (‏اشعياء ٢٥:‏٦‏)‏ نعم،‏ وليمة من الاطايب!‏ وكتب المرنم الملهم اذ وصف ايضا الحياة في ظل حكم الملكوت:‏ «تكون (‏وفرة)‏ بُر في الارض في رؤوس الجبال.‏ تتمايل مثل لبنان ثمرتها ويزهرون من المدينة مثل عشب الارض.‏» —‏ مزمور ٧٢:‏١٦‏.‏

      من الواضح ان صراع الانسان مع الكوارث الطبيعية سينتهي.‏ فبتوجيه روح اللّٰه وبإشراف ملكوت اللّٰه سيربح البشر المتَّقو اللّٰه هذا الصراع.‏ ويا للراحة التي ستكون آنذاك!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة