مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل اللّٰه غاضب علينا؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • هل اللّٰه غاضب علينا؟‏

      ‏«أعتقد ان الكارثة هي عقاب الهي،‏ رغم احساسي بالاسف على ضحايا الكارثة».‏ هكذا علّق سياسي ياباني بارز عقب الزلزال الذي ضرب البلاد بقوة ٩ درجات والتسونامي الذي تلاه في آذار (‏مارس)‏ ٢٠١١.‏

      حينما لقي اكثر من ٠٠٠‏,٢٢٠ شخص حتفهم في الزلزال الذي هزّ هايتي في كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠١٠،‏ ذكر قس ومذيع معروف ان ما حدث هو بسبب ‹تحالف الشعب مع ابليس›،‏ وأن عليهم «الرجوع الى اللّٰه».‏

      بعد وفاة ٧٩ شخصا في حادثة تدافع حصلت في مانيلا بالفيليبين،‏ اعلن كاهن كاثوليكي:‏ «يريد اللّٰه ان يوقظ ضميرنا الميت والمكوي».‏ وأفادت صحيفة هناك ان «واحدا وعشرين في المئة من الراشدين يؤمنون ان اللّٰه يصب جام سخطه على شكل انزلاقات ارضية وأعاصير وغيرها من الكوارث» التي يتكرر وقوعها في البلد.‏

      الاعتقاد بأن الكوارث هي غضب من اللّٰه على البشر الاردياء ليس نظرة حديثة العهد.‏ ففي عام ١٧٥٥،‏ وبعد مقتل حوالي ٠٠٠‏,٦٠ شخص في الزلزال الذي اصاب مدينة لشبونة البرتغالية وما اعقبه من حرائق وتسونامي،‏ سأل الفيلسوف الشهير فولتير:‏ «هل كانت رذائل لندن او باريس اقل من رذائل لشبونة؟‏ ومع ذلك دمِّرت لشبونة وباريس ترقص».‏ نعم،‏ يتساءل الملايين ان كان اللّٰه يعاقب البشر من خلال الكوارث الطبيعية،‏ في حين يجزم كثيرون انه هو مَن حتم بحدوث كل هذه الكوارث.‏

      بناء على ذلك،‏ علينا ان نعرف الجواب عما يلي:‏ ‹هل كان اللّٰه على مر العصور يجازي الناس بواسطة الكوارث الطبيعية؟‏ وهل هذا السيل من الكوارث الذي يصيب البشر في الآونة الاخيرة غضب من اللّٰه؟‏›.‏

      يتسرع البعض في إلقاء اللوم على اللّٰه مشيرين الى حوادث في الكتاب المقدس حيث لجأ اللّٰه الى العوامل الطبيعية لإنزال الهلاك.‏ (‏تكوين ٧:‏١٧-‏٢٢؛‏ ١٨:‏٢٠؛‏ ١٩:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ عدد ١٦:‏٣١-‏٣٥‏)‏ لكن تفحُّص هذه الحوادث يظهر ان هنالك ثلاثة امور رئيسية تميّز الضربات الالهية.‏ اولا،‏ كل كارثة كان يسبقها تحذير.‏ ثانيا،‏ بخلاف الكوارث الطبيعية التي تودي الآن بحياة الصالح والطالح على حد سواء،‏ كان الهلاك الذي يسببه اللّٰه انتقائيا.‏ فلم يقتل سوى الاشرار الذين لا سبيل الى تقويمهم او الذين رفضوا الاصغاء الى التحذيرات.‏ ثالثا،‏ هيأ اللّٰه دوما وسيلة النجاة للابرار.‏ —‏ تكوين ٧:‏١،‏ ٢٣؛‏ ١٩:‏١٥-‏١٧؛‏ عدد ١٦:‏٢٣-‏٢٧‏.‏

      من هنا،‏ لا نرى في الاعداد الهائلة من الكوارث التي تدمِّر حياة ملايين الناس في ايامنا ادنى دليل على ان اللّٰه يتسبب بحدوثها.‏ فإلامَ يُعزى اذًا التزايد الكبير في الكوارث؟‏ ما العمل للنجاة منها وتخطي اضرارها؟‏ وهل يأتي يوم تصبح فيه مصائب كهذه من الماضي؟‏ اكتشِف الجواب في المقالات التالية.‏

  • سيل من الكوارث الطبيعية .‏.‏.‏ ما السبب؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • سيل من الكوارث الطبيعية .‏.‏.‏ ما السبب؟‏

      كثيرا ما تتصدر الكوارث عناوين الاخبار.‏ كما ان عدد الذين يقعون فريسة النكبات اكبر من اي وقت مضى.‏ مثلا،‏ اعلن «مركز ابحاث علم اوبئة الكوارث» في بلجيكا انه في سنة ٢٠١٠ وحدها حلّت ٣٧٣ كارثة قضى فيها ما لا يقل عن ٠٠٠‏,٢٩٦ شخص.‏

      ان عدد الكوارث المخبَر بها ارتفع بشكل ملحوظ على مر العقود القليلة الماضية.‏ اليك هذه المقارنة:‏ بين سنتي ١٩٧٥ و ١٩٩٩،‏ كان يُسجّل اقل بكثير من ٣٠٠ كارثة سنويا.‏ اما بين الـ‍ ٢٠٠٠ والـ‍ ٢٠١٠،‏ وقع كمعدل نحو ٤٠٠ كارثة في السنة.‏ ولعلك بين الذين يتساءلون:‏ ‹لماذا هنالك الكثير من الكوارث الآن بالتحديد؟‏›.‏

      خلافا للاعتقاد السائد،‏ اللّٰه ليس وراء الكوارث التي تلمّ بكثيرين اليوم.‏ مع ذلك،‏ لقد سبق وأنبأ الكتاب المقدس بأن زمننا سيشهد حلول الكوارث.‏ مثلا،‏ نقرأ في متى ٢٤:‏٧،‏ ٨ كلمات يسوع:‏ «تكون مجاعات وزلازل في مكان بعد آخر.‏ وهذه كلها بداية المخاض».‏ فلماذا انبأ يسوع ببلايا كهذه،‏ وما مغزاها؟‏

      كان يسوع يجيب بهذه الكلمات عن السؤال التالي الذي طُرح عليه:‏ «ماذا تكون علامة .‏ .‏ .‏ اختتام نظام الاشياء؟‏».‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏)‏ فأخبر بعدة امور ستحصل،‏ بما في ذلك ما اشار اليه اعلاه.‏ ومن ثم ذكر هذه المعلومة اللافتة:‏ «متى رأيتم هذه الامور صائرة،‏ فاعلموا ان ملكوت اللّٰه قريب».‏ (‏لوقا ٢١:‏٣١‏)‏ اذًا،‏ للكوارث الطبيعية مدلول مهم.‏ فهي تشير الى وقت ستحدث فيه تغييرات جذرية.‏

      ماذا يساهم في حدوث الكوارث وتفاقم اضرارها؟‏

      يتبادر الى ذهن عدد كبير من الناس السؤال التالي:‏ ‹اذا لم يكن اللّٰه وراء الكوارث،‏ فما او مَن هو الملوم؟‏›.‏ لا يسعنا استيعاب الجواب دون ادراك هذه الحقيقة البالغة الاهمية الواردة في الكتاب المقدس:‏ «العالم كله .‏ .‏ .‏ هو تحت سلطة الشرير».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ فهذه الآية تكشف لنا ان اللّٰه ليس المسؤول عن العذابات في العالم بل في حالات كثيرة عدوه،‏ «الشرير»،‏ الذي يدعوه الكتاب المقدس «ابليس».‏ —‏ رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٢‏.‏

      ان خصم اللّٰه هذا منقاد لمصلحته الانانية التي تدفعه الى اعتبار حياة البشر رخيصة.‏ وبما ان العالم كله تحت سيطرته،‏ فهو يشيع هذه الروح عينها بين البشر.‏ وقد اشار الكتاب المقدس الى ذلك حين قال انه في «الايام الاخيرة .‏ .‏ .‏ الناسُ يكونون محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ فلا عجب ان يشكِّل ابليس نظاما عالميا تسوسه هذه وغيرها من السمات الرديئة.‏ فهو يبث روحا استغلالية انانية وجشعة تعرِّض حياة الناس للخطر.‏

      فبأية طرائق يساهم مجتمعنا الجشع في حصول الكوارث وازدياد حدة تأثيراتها؟‏ ذكر تقرير صادر عن الامم المتحدة بخصوص الكوارث العالمية:‏ «غالبا ما تكون الاماكن المعرضة للكوارث،‏ كالسهول التي تغمرها الفيضانات،‏ مكتظة بالسكان.‏ اضافة الى ذلك،‏ ان اهلاك الغابات والاراضي الرطبة يضر بقدرة النظام البيئي على مجابهة الكوارث.‏ وأكثر ما ينذر بالخطر هو التهديد الذي يشكله تغير المناخ عالميا وارتفاع مستوى البحار من جراء تزايد تركيز غازات الدفيئة .‏ .‏ .‏ بفعل النشاط البشري».‏ صحيح ان معظم «النشاط البشري» يرمي الى التقدم الاقتصادي،‏ حسبما يُزعم،‏ إلا انه في الواقع نتاج الروح الانانية والجشعة المتغلغلة في العالم.‏

      وقد بات كثيرون من الخبراء اليوم يدركون ان النشاط البشري الطائش يعزز جسامة الخسائر الناجمة عن الكوارث.‏ ففي الواقع،‏ ان ما يفعله البشر يساهم في تفاقم خطر الكوارث،‏ الامر الذي يصب في مصلحة ابليس.‏

      من الواضح اذًا ان عددا كبيرا من الكوارث يُعزى الى النشاط البشري المتهور.‏ كما ان مقدار الخراب الذي تخلّفه بعض الكوارث يرتبط بمكان حدوثها.‏ ففي اماكن كثيرة من العالم،‏ تتعاظم تأثيرات الكوارث الطبيعية نتيجة الاعمال الماكرة لعديمي الضمير او التفاوت الاقتصادي او الاجتماعي الذي يجبر حشودا كبيرة من الناس على العيش في اماكن خطرة.‏ وبالطبع،‏ يقع البعض ضحية الكوارث،‏ ليس بسبب خطإ او اهمال من جهتهم،‏ بل بسبب «الوقت والحوادث غير المتوقعة».‏ —‏ جامعة ٩:‏١١‏.‏

      لكن بغض النظر عن الاسباب،‏ كيف يجب ان تتصرف لدى وقوع كارثة طبيعية في منطقتك؟‏ اليك بعض الاقتراحات التي تحد من المخاطر.‏

  • النجاة من الكوارث الطبيعية وتخطي أضرارها
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • النجاة من الكوارث وتخطي أضرارها

      نظرا الى ارتفاع عدد الكوارث الطبيعية وتوسع نطاق الدمار الذي تحدثه،‏ كيف يسع المرء ان يزيد امكانية نجاته من مصائب كهذه وتخطي اضرارها؟‏ سنستعرض في ما يلي بعض الخطوات المساعدة.‏

      ابتعِد عن البلية.‏

      يقول الكتاب المقدس:‏ «النبيه يرى البلية فيختبئ،‏ اما قليلو الخبرة فيعبرون وينالون الجزاء».‏ (‏امثال ٢٢:‏٣‏)‏ انها نصيحة حكيمة ممكن تطبيقها على الكوارث.‏ لذا،‏ في حال أُطلق تحذير بخصوص ثوران بركاني وشيك،‏ فيضان محتمَل،‏ او اعصار آخذ في الاقتراب،‏ تقتضي الحكمة اخلاء منطقة الخطر والتوجه الى مكان اكثر امانا.‏ فالحياة اغلى بكثير من اي منزل او مقتنى مادي آخر.‏

      لدى بعض الناس ظروف تسمح لهم بعدم العيش في مناطق معرضة اكثر من غيرها لخطر الكوارث.‏ يذكر احد المراجع:‏ «ان النصيب الاكبر من خطر الكوارث ينال من مناطق جغرافية محددة.‏ فأعلى درجات المخاطر تتركز في مساحة صغيرة جدا من مساحة الارض بحيث ان معظم الكوارث الكبيرة النطاق ستحدث ضمنها».‏ وقد يصح ذلك مثلا في المناطق الساحلية المنخفضة (‏اي عند او تحت مستوى سطح البحر)‏ او المواقع القريبة من الصدوع في الارض.‏ فإذا كان في وسعك تجنب العيش في اماكن تزداد فيها نسبة الخطر او الانتقال الى مكان اكثر امانا،‏ فقد تقلّص الى حد كبير امكانية التضرر بفعل الكوارث.‏

      ضَع خطة عمل.‏

      بالرغم من كل التدابير الوقائية،‏ من الجائز ان تتعرض لجائحة مفاجئة.‏ غير انه بالتخطيط المسبق تزيد فرصة النجاة منها وتخطي اضرارها.‏ وهذا ينسجم مع نصيحة الامثال ٢٢:‏٣ المقتبسة آنفا.‏ على سبيل المثال،‏ هل لديك في المتناول حقيبة للطوارئ؟‏ يوصي مرجع مختص بوضع ما يلي في الحقيبة:‏ علبة اسعافات اولية،‏ قناني ماء،‏ طعام لا يفسد بسرعة،‏ ووثائق مهمة.‏ ومن الحكمة ايضا ان تجتمع مع عائلتك لمناقشة انواع الكوارث المحتملة في جواركم وما يمكن فعله في كل حالة.‏ (‏‏n‏o‏i‏t‏a‏c‏u‏d‏E‏ ‏r‏e‏t‏s‏a‏s‏i‏D‏ ‏f‏o‏ ‏3‏‏-‏‏2‏‏-‏‏1‏)‏

      عائلة تحضِّر حقيبة للطواریٔ

      هل لديك حقيبة جاهزة للطوارئ؟‏

      طوِّر علاقة وثيقة باللّٰه.‏

      هذه نصيحة في محلها في كل الاوقات.‏ فالكتاب المقدس يصف اللّٰه بأنه «ابو المراحم الرقيقة وإله كل تعزية،‏ الذي يعزينا في كل ضيقتنا».‏ وتقول آية اخرى عنه انه «يعزي المنسحقين».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤؛‏ ٧:‏٦‏.‏

      نعم،‏ اللّٰه عارف بكل ما يصيب المتكلين عليه.‏ وبما انه إله المحبة،‏ فهو يمنح التشجيع والقوة المعنوية بطرائق شتى.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ لذا،‏ مهما كان الوضع الذي يمر به خادم اللّٰه الامين،‏ فمن المفيد ان يصلي اليه طالبا،‏ لا حدوث عجيبة،‏ بل مساعدة روحه القدس الفعال.‏ فهذا الروح يمكن ان يذكّره بمقاطع من الكتاب المقدس تعزيه وتهدئه.‏ وهكذا،‏ يتمكن من مشاطرة داود،‏ ملك في اسرائيل القديمة،‏ مشاعره التي عبر عنها قائلا:‏ «اني ولو سرت في وادي القتام الدامس،‏ لا اخاف شرا،‏ لأنك انت معي.‏ عصاك وعكازك هما يعزيانني».‏ —‏ مزمور ٢٣:‏٤‏.‏

      المسيحيون الحقيقيون يساندون واحدهم الآخر.‏

      في القرن الاول،‏ اشار نبي مسيحي اسمه اغابوس الى «ان مجاعة عظيمة توشك ان تأتي على المسكونة كلها».‏ والعديد من تلاميذ يسوع في اليهودية تأذوا الى حد كبير من جراء هذه المجاعة التي حدثت في زمن كلوديوس.‏ فماذا فعل التلاميذ في انحاء اخرى لدى سماعهم ببلوى اخوتهم المسيحيين؟‏ يقول السجل:‏ «صمَّم اولئك الذين هم من التلاميذ،‏ كل بحسب طاقته،‏ ان يؤدوا خدمة بإرسال اعانة الى الاخوة الساكنين في اليهودية».‏ (‏اعمال ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ نعم،‏ لقد اعربوا عن محبتهم بتزويد الاعانة.‏

      كارلا

      ‏«شعرت اني محبوبة وبأمان»‏

      اليوم ايضا،‏ يتصرف خدام اللّٰه على نحو مماثل حين تحل الشدائد.‏ فشهود يهوه معروفون بمؤازرة اخوتهم المؤمنين.‏ على سبيل المثال،‏ عندما ضرب زلزال قوي تشيلي في ٢٧ شباط (‏فبراير)‏ ٢٠١٠،‏ قدم شهود يهوه المساعدة للمنكوبين دونما اي تأخير.‏ تقول كارلا التي جرفت امواج التسونامي بيتها:‏ «في اليوم الذي تلا الكارثة مباشرة،‏ وصل [الرفقاء الشهود] من مناطق اخرى لمد يد العون.‏ كان ذلك معزيا ومشجعا للغاية.‏ وأنا متأكدة ان يهوه يواسينا من خلال اعمال هؤلاء المتطوعين الصالحة.‏ فقد شعرت اني محبوبة وبأمان».‏ كما ان جدّها،‏ وهو من غير الشهود،‏ رأى كيف تُقدَّم المساعدة فقال:‏ «هذا مختلف كليا عما رأيته طوال سنين في كنيستي».‏ وقد دفعته مبادرة الشهود ان يطلب منهم درسا في الكتاب المقدس.‏

      حقا،‏ ان خدمة اللّٰه باتحاد مع الذين يحبونه خير مساعد لنا في وقت الشدة.‏ ولكن يبقى السؤال التالي:‏ ‹هل تتحرر الارض يوما من لعنة الكوارث؟‏›.‏ ستطلعنا المقالة الاخيرة في هذه السلسلة على جواب الكتاب المقدس.‏

  • لا كوارث في ما بعد!‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • لا كوارث في ما بعد!‏

      ماذا يكون رد فعلك اذا اخبرك شخص ما:‏ «عما قريب،‏ ستصبح الكوارث من الماضي»؟‏ قد تجيبه:‏ «انت تحلم بالتأكيد،‏ فالكوارث جزء من الحياة».‏ او ربما تقول في نفسك:‏ «أيظنني ساذجا؟‏!‏».‏

      صحيح انه ما من مؤشر يدل على ان الكوارث الطبيعية ستختفي يوما،‏ لكن ثمة ضمانة حقيقية تؤكد ان الوضع سيتغير.‏ وهذا التغيير لن يكون ثمرة الجهود البشرية.‏ فالبشر لا يقدرون ان يفهموا كاملا سبب وكيفية سير الامور في الطبيعة،‏ فكم بالاحرى التحكم بها او تغييرها!‏ كتب الملك سليمان الذي حكم في اسرائيل القديمة وعُرف بحكمته ودقة ملاحظته:‏ «البشر لا يستطيعون ان يكتشفوا العمل الذي عُمل تحت الشمس،‏ ومهما كد البشر في الطلب،‏ فلا يكتشفونه.‏ وإن قالوا انهم حكماء كفاية حتى يعلموا،‏ لا يستطيعون اكتشافه».‏ —‏ جامعة ٨:‏١٧‏.‏

      بما ان البشر عاجزون عن السيطرة على الكوارث الطبيعية،‏ فمن في وسعه ذلك؟‏ يقول الكتاب المقدس ان هذا التغيير هو بيد الخالق وحده.‏ فهو من أوجد الانظمة البيئية،‏ مثل الدورة المائية.‏ (‏جامعة ١:‏٧‏)‏ وبتباين صارخ مع البشر،‏ يملك اللّٰه قدرة لا حد لها.‏ وقد شهد النبي ارميا على ذلك حين قال:‏ «ايها السيد الرب يهوه!‏ ها انك صنعت السموات والارض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة.‏ لا يعسر عليك كل ذلك».‏ (‏ارميا ٣٢:‏١٧‏)‏ فاللّٰه،‏ صانع الارض وواضع العوامل الطبيعية،‏ يعرف بالتأكيد كيف يسوس الامور بحيث يعيش البشر عليها ناعمين بالسلام والامن.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١١؛‏ ١١٥:‏١٦‏.‏

      لكن كيف سيقوم اللّٰه بهذا التغيير؟‏ لعلك تتذكر ان المقالة الثانية في هذه السلسلة ذكرت ان الحوادث المروعة الكثيرة التي تشهدها الارض في ايامنا تشكل «علامة» تسم «اختتام نظام الاشياء».‏ وقد قال يسوع:‏ «متى رأيتم هذه الامور صائرة،‏ فاعلموا ان ملكوت اللّٰه قريب».‏ (‏متى ٢٤:‏٣؛‏ لوقا ٢١:‏٣١‏)‏ فملكوت اللّٰه،‏ وهو حكومة سماوية مؤسسها اللّٰه،‏ سيحدث تغييرات جذرية على الارض —‏ بما فيها ضبط كل العوامل الطبيعية.‏ ومع انه في مقدور يهوه اللّٰه فعل ذلك بنفسه،‏ فقد فوّض هذه المهمة الى ابنه،‏ يسوع المسيح.‏ فبالحديث عن يسوع،‏ قال النبي دانيال:‏ «أُعطي سلطانا وسموّا وملكوتا،‏ لتخدمه جميع الشعوب والامم والالسنة.‏ سلطانه سلطان دهري لا يزول،‏ وملكوته لا ينقرض».‏ —‏ دانيال ٧:‏١٤‏.‏

      لقد زوِّد يسوع المسيح بالقدرة اللازمة لصنع كل التغييرات التي يقتضيها تحويل الارض الى مكان يحلو العيش فيه.‏ فحين اتى الى الارض منذ ألفَي سنة تقريبا،‏ اظهر مقدرته على التحكم بالعوامل الطبيعية.‏ على سبيل المثال،‏ كان ذات مرة هو وتلاميذه في مركب في بحر الجليل حين «هبّت عاصفة ريح عنيفة جدا،‏ وأخذت الامواج تندفع على المركب،‏ حتى اوشك المركب ان يُغمَر».‏ فاستولى الذعر على تلاميذه.‏ وإذ خافوا على حياتهم،‏ لجأوا الى يسوع.‏ فماذا فعل؟‏ «انتهر الريح وقال للبحر:‏ ‹صه!‏ اهدأ!‏›.‏ فهدأت الريح،‏ وساد سكون عظيم».‏ فدهش تلاميذه وراحوا يتساءلون في ما بينهم:‏ «مَن هو هذا حقا،‏ لأنه حتى الريح والبحر يطيعانه؟‏».‏ —‏ مرقس ٤:‏٣٧-‏٤١‏.‏

      وبعدما صعد يسوع الى السماء،‏ مُنح مقدارا اكبر من القدرة والسلطة.‏ فبوصفه ملك ملكوت اللّٰه،‏ لديه القدرة على اتمام المسؤولية التي عُهدت اليه ان يحدث ما يلزم من تغييرات ليوفر للناس على الارض حياة هادئة وآمنة.‏

      كما رأينا،‏ الكثير من المشاكل والكوارث هي من صنع البشر إذ ان الناس الانانيين يساهمون في حدوثها او تفاقم مخاطرها من خلال استغلالهم الجشع للارض.‏ فماذا سيفعل الملكوت بالذين يواصلون السير على هذا المنوال رافضين القيام بأي تعديل؟‏ يصف الكتاب المقدس الرب يسوع آتيا «من السماء مع ملائكته الاقوياء في نار ملتهبة،‏ اذ ينزل الانتقام بمَن لا يعرفون اللّٰه وبمَن لا يطيعون البشارة عن ربنا يسوع».‏ نعم،‏ سوف ‹يُهلك الذين يهلكون الارض›.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٧،‏ ٨؛‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏

      بعد ذلك،‏ سيُحكِم «ملك الملوك» يسوع المسيح السيطرة على العوامل الطبيعية.‏ (‏رؤيا ١٩:‏١٦‏)‏ وهكذا،‏ يحرص ألا يتعرض احد من رعايا الملكوت لأية بلية.‏ فسيستخدم قدرته على ضبط الاحوال الجوية بحيث تكون حالة الطقس وتعاقب الفصول لخير البشر.‏ وبذلك،‏ يتحقق الوعد الذي قطعه يهوه اللّٰه لشعبه منذ زمن طويل:‏ «اعطي مطركم الغزير في حينه،‏ وتعطي الارض غلتها،‏ وتعطي شجرة الحقل ثمرها».‏ (‏لاويين ٢٦:‏٤‏)‏ وآنذاك،‏ سيتمكن البشر من بناء بيوت دون ان يخشوا خسارتها بسبب مصيبة ما.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «يبنون بيوتا ويسكنون فيها،‏ ويغرسون كروما ويأكلون ثمرها».‏ —‏ اشعيا ٦٥:‏٢١‏.‏

      ماذا يتوجب عليك فعله؟‏

      لا شك ان فكرة العيش في عالم لا تشوبه اية جائحة مدمرة تروقك ككثيرين غيرك.‏ ولكن ماذا عليك فعله لتحظى بهذه الفرصة؟‏ ان ‹مَن لا يعرفون اللّٰه ومَن لا يطيعون البشارة› لن يكونوا مؤهلين للعيش في العالم الموعود به الخالي من الكوارث.‏ لذلك من الواضح انه ينبغي للمرء التعلم الآن عن اللّٰه وتأييد الترتيب الذي اعدّه للحكم على الارض.‏ فهو يريد ان تتعرف به وتطيع البشارة عن الملكوت الذي اقامه برئاسة ابنه.‏

      والطريقة الفضلى لفعل ذلك هي من خلال درس الكتاب المقدس بعناية.‏ فهو يضمّ ارشادات تؤهل مَن يعمل بموجبها للتنعم بالامن في ظل حكم الملكوت.‏ فما رأيك ان تطلب من شهود يهوه مساعدتك على معرفة ما يعلمه الكتاب المقدس؟‏ فهم سيلبون طلبك هذا عن طيب خاطر.‏ وثمة امر اكيد:‏ اذا بذلت الجهد اللازم لمعرفة اللّٰه وإطاعة البشارة،‏ فستنطبق عليك كلمات الامثال ١:‏٣٣‏:‏ «اما السامع لي فيسكن في امن،‏ ويطمئن من رعب البلية».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة