-
قلوب محطَّمة، ايمان متزعزعاستيقظ! ٢٠٠٧ | ايلول (سبتمبر)
-
-
قلوب محطَّمة، ايمان متزعزع
«كانت الجثث متناثرة في كل مكان، ولم نستطع معرفة الموقع حيث كان بيتنا». هذا ما قاله رجل من سري لانكا بعدما دمّر التسونامي قريته في كانون الاول (ديسمبر) ٢٠٠٤. وتعليقا على الكارثة، ذكر محرر الشؤون الدينية في احدى الصحف انه يجد نفسه احيانا «يصلي وهو يصرّ بأسنانه» غيظا.
كثيرون يرون في الكوارث الطبيعية عقابا من اللّٰه. فقد قال احد المحررين عن اعصار مدمر انه «قبضة اللّٰه». وفي الولايات المتحدة، وصف بعض القادة الدينيين حوادث مثل اعصار كاترينا بأنها «غضب اللّٰه» الذي انصب على «مدن الرذيلة». وفي سري لانكا، لام المتشددون البوذيون المسيحيين على التسونامي، موسّعين الفجوة الدينية بينهما. كما شعر القيّم على معبد هندوسي ان الاله شيڤا غاضب بسبب فساد الناس. وقال قائد ديني بوذي في الولايات المتحدة عن الكوارث الطبيعية: «لا نعرف لماذا تحدث هذه الامور. حتى اننا لا نعلم القصد من وجودنا».
حين ترى صور البيوت المحطَّمة، جثث القتلى، وأمارات الاسى البادية على الوجوه، هل تتساءل احيانا: ‹لمَ يسمح اللّٰه ان يتألم الناس الى هذا الحد؟›، ام انك تفكر: ‹لا بد ان للّٰه اسبابا وجيهة ليسمح بحدوث هذه المآسي، لكنه لا يريد ان يكشفها لنا›؟ ستناقش المقالتان التاليتان هذه المسألة. وستعرضان ايضا بعض الخطوات العملية التي يمكن ان يتخذها الناس للتقليل من خطر تعرضهم للاذى والموت اذا ما حدثت كارثة طبيعية او اوشكت ان تحدث.
[الصورة في الصفحة ٣]
كثيرون من القادة الدينيين يجهلون لماذا يسمح اللّٰه بالكوارث الطبيعية
-
-
هل اللّٰه هو الملوم؟استيقظ! ٢٠٠٧ | ايلول (سبتمبر)
-
-
هل اللّٰه هو الملوم؟
يقول الكتاب المقدس ان «اللّٰه محبة». (١ يوحنا ٤:٨) ويصفه ايضا بأنه عادل ورحيم. كما يقول عنه: «هو الصخر، وكامل صنيعه، لأن جميع طرقه عدل. إله امانة لا ظلم عنده، بار ومستقيم هو». — تثنية ٣٢:٤.
وبما ان يهوه اللّٰه هو الخالق، فبإمكانه ان يرى مسبقا كل العوامل التي قد تسبب الضرر، ولديه القوة اللازمة ليحول دون حدوثه. ونظرا الى هذا الواقع وإلى صفات اللّٰه المذكورة في الكتاب المقدس، يطرح كثيرون سؤالا وجيها: ‹لماذا يسمح اللّٰه بحدوث الكوارث الطبيعية؟›.a لقد وجد ملايين الاشخاص بعد بحث دؤوب ان اللّٰه نفسه يعطي جوابا منطقيا جدا في كلمته المكتوبة. (٢ تيموثاوس ٣:١٦) فتأمل من فضلك في ما يلي.
رفضوا محبة اللّٰه
يخبرنا الكتاب المقدس ان اللّٰه اعطى ابوينا الاوّلين، آدم وحواء، كل ما كانا يحتاجان اليه ليتمتعا بحياة سعيدة وآمنة. بالاضافة الى ذلك، فيما كانا سيطيعان هما وذريتهما وصية اللّٰه بأن ‹يثمروا ويكثروا ويملأوا الارض›، كانت العائلة البشرية المتكاثرة ستحظى دون شك باهتمام اللّٰه المستمر. — تكوين ١:٢٨.
لكنّ آدم وحواء للاسف تخليا عمدا عن خالقهما، فعصياه بإرادتهما واختارا مسلك الاستقلال عنه. (تكوين ١:٢٨؛ ٣:١-٦) وحذت حذوهما الغالبية العظمى من ذريتهما. (تكوين ٦:٥، ٦، ١١، ١٢) وباختصار، اختار البشر ان يكونوا اسياد انفسهم وموطنهم، الارض، واستغنوا عن ارشاد اللّٰه. وبما ان يهوه إله محب يحترم مبدأ الارادة الحرة، فهو لا يفرض سلطته على البشر، حتى لو ادّى مسلكهم الى وقوع الاضرار.b
رغم ذلك، لم يتخلَّ يهوه عن العائلة البشرية. فحتى يومنا هذا، «يشرق شمسه على الاشرار والصالحين، ويمطر على الابرار والاثمة». (متى ٥:٤٥) بالاضافة الى ذلك، اعطى اللّٰه البشر القدرة ان يتعلموا عن الارض ودوراتها الطبيعية، فمكّنهم ذلك بدرجات متفاوتة من التنبؤ بالاحوال الجوية المتطرفة وغيرها من المخاطر المحتملة، مثل الثورانات البركانية.
وقد اكتشف البشر ايضا اية اجزاء من الارض هي اكثر عرضة للزلازل وللاحوال الجوية المتطرفة. وفي بعض البلدان، تساعد هذه المعرفة على انقاذ حياة الناس من خلال التوعية العامة وتطوير طرائق افضل للبناء وأنظمة انذار اكثر فعالية. رغم ذلك، تخبر التقارير السنوية ان الكوارث الطبيعية تتزايد باطّراد. ويعود السبب الى عوامل عديدة ومعقدة.
العيش في المناطق المعرضة للخطر
لا يرتبط هول الكارثة دائما بشدة القوى الطبيعية. فغالبا ما يكون التجمع السكاني في المنطقة المنكوبة هو ما يحدِّد حجم الكارثة. يذكر تقرير صادر عن البنك الدولي ان اكثر من ربع السكان في ما يزيد عن ١٦٠ بلدا يعيشون في مناطق يرتفع فيها معدل الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية. ويقول العالم كلاوس جايكوب، من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة: «كلما وضعت المزيد من الناس في درب [الخطر]، تحوَّل ما هو عادة حدث طبيعي الى كارثة».
وثمة عوامل اخرى تزيد الطين بلة، منها التمدّن السريع العشوائي وإزالة الاحراج والاستعمال المكثف للاسمنت الذي يغطي الارض فلا تعود تتشرب الصرف السطحي الناجم عن مياه الامطار. ويسبب العاملان الاخيران بشكل خاص سيولا طينية مدمرة وفيضانات غامرة.
اضف الى ذلك ان العنصر البشري قد يحوِّل ايضا اي زلزال الى كارثة هائلة، اذ ليست الهزة الارضية بحدّ ذاتها هي التي تسبب معظم الوفيات والاصابات بل انهيار المباني. لذلك درج بين علماء الزلازل قولهم: «ليست الزلازل ما يقتل الناس، بل المباني».
وما يزيد تفاقم المشكلة هو عدم كفاءة الادارات السياسية. ففي احد بلدان اميركا الجنوبية، دمَّرت الزلازل العاصمة ثلاث مرات في السنوات الـ ٤٠٠ الاخيرة. ومنذ الزلزال الاخير الذي وقع عام ١٩٦٧، تضاعف عدد السكان وبلغ خمسة ملايين نسمة. «لكن قوانين البناء التي من شأنها ان تحمي السكان اما انها غير موجودة او انها لا تنفَّذ»، كما تقول مجلة العالِم الجديد (بالانكليزية).
وتنطبق هذه الحالة تماما على مدينة نيو اورليانز في ولاية لويزيانا الاميركية التي بُنيت في منطقة منخفضة معرضة للفيضانات. ففي عام ٢٠٠٥، اكتسح اعصار كاترينا المنطقة، ولم تحل السدود والمضخات دون وقوع الكارثة التي طالما خشيها كثيرون. وبحسب تقرير نشرته صحيفة الولايات المتحدة الاميركية اليوم (بالانكليزية)، تجاهل المسؤولون «التحذيرات القديمة العهد» او «لم يتخذوا اجراءات حاسمة».
يبرز موقف اللامبالاة ايضا في موضوع الدفء العالمي. ويعتقد كثيرون من العلماء ان الدفء العالمي سيؤدي الى ازدياد الكوارث المرتبطة بالاحوال الجوية وارتفاع مستوى البحار. من الواضح اذًا انه ينبغي ان نأخذ بعين الاعتبار العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وهذه العوامل ليست من صنع اللّٰه، بل هي عوامل بشرية تذكرنا بحقيقة مدوّنة في الكتاب المقدس تقول ان الانسان غير قادر «ان يوجه خطواته». (ارميا ١٠:٢٣) وثمة عنصر بشري آخر له صلة بالموضوع وهو موقف الناس من التحذيرات، سواء اتت هذه التحذيرات من السلطات ام من الطبيعة نفسها.
تعلَّم ان تميز علامات الخطر
بادئ ذي بدء، ينبغي ان تدرك ان الكوارث الطبيعية يمكن ان تضرب دون سابق انذار. تقول جامعة ٩:١١: «الوقت والحوادث غير المتوقعة [تصيبنا] كافة». ولكن غالبا ما تكون هنالك تحذيرات، سواء من الطبيعة او السلطات، تنذر بأن ثمة خطرا يلوح في الافق. وحين يتمكن الناس من تمييز هذه التحذيرات، يمكنهم ان يحسنوا فرص نجاتهم.
عندما ضرب التسونامي جزيرة سيميلوى الاندونيسية عام ٢٠٠٤، لم يمت سوى سبعة اشخاص من آلاف المقيمين في تلك المنطقة. فمعظمهم هربوا عندما انحسرت مياه البحر، لأنهم كانوا يعلمون ان التسونامي يمكن ان يسبقه جزر غير طبيعي. بشكل مماثل، استطاع اشخاص كثيرون تفادي العواصف الهوجاء والثورانات البركانية بالاصغاء الى التحذيرات. ولأن تحذيرات الطبيعة تسبق تحذيرات السلطات الرسمية، فمن الحكمة ان يتعلم المرء تمييز كلتيهما معا، وخصوصا اذا كان يعيش في منطقة معرضة للخطر.
ولكن للاسف هنالك «ميل عند الناس الى تجاهل الخطر حتى عندما يصبح جليّا»، كما يقول احد العلماء بالبراكين. ويصح ذلك خصوصا حين تكثر التحذيرات الخاطئة او بعد مرور فترة طويلة على حدوث آخر كارثة. وأحيانا، يرفض البعض ترك ممتلكاتهم حتى عندما يحدق بهم الخطر.
وفي مناطق كثيرة يحول فقر الناس المدقع دون انتقالهم الى مكان آمن. لكن هذا الواقع المرير لا يشير بإصبع الاتهام الى خالقنا بل الى البشر. على سبيل المثال، غالبا ما تنفق الحكومات اموالا طائلة على التسلُّح في حين انها لا تفعل سوى القليل جدا لمساعدة المحتاجين.
إلّا ان المساعدة متوفرة نوعا ما لمعظم البشر مهما كانت حالتهم. ولماذا نقول ذلك؟ لأن اللّٰه اعطانا في كلمته المكتوبة، الكتاب المقدس، العديد من المبادئ الجيدة التي يؤدي تطبيقها الى انقاذ حياة الناس.
مبادئ تنقذ الحياة
▪ لا تمتحن اللّٰه. تقول تثنية ٦:١٦: «لا تمتحنوا يهوه إلهكم». فالمسيحيون الحقيقيون لا توجههم المعتقدات الخرافية في حياتهم، كالاعتقاد مثلا ان اللّٰه يحميهم دائما من الاذى الجسدي. لذلك عندما يهددهم الخطر، يصغون الى المشورة الملهمة: «النبيه يرى البلية فيختبئ، اما قليلو الخبرة فيعبرون وينالون الجزاء». — امثال ٢٢:٣.
▪ قدّر الحياة اكثر من الممتلكات المادية. «متى كان لأحد كثير فليست حياته من ممتلكاته». (لوقا ١٢:١٥) لا شك ان الامور المادية نافعة في مجالات معينة، ولكنها لا تنفع الاموات. لهذا السبب، فإن مَن يحب الحياة ويقدر امتياز خدمة اللّٰه لا يخاطر بحياته ليحمي ممتلكاته. — مزمور ١١٥:١٧.
عام ٢٠٠٤، ضرب زلزال احدى المناطق اليابانية. فسارع تاداشي الى اخلاء بيته حتى قبل ان تعطي السلطات التوجيهات الضرورية. فقد كانت حياته في نظره اغلى من بيته وممتلكاته. وكتب أكيرا الذي كان يعيش في المنطقة نفسها ان «الخسارة المادية ليست ما يقرر فداحة الاضرار، بل موقف المرء العقلي. فقد رأيت في هذه الكارثة فرصة جيدة لتبسيط حياتي».
▪ اصغِ لتحذيرات السلطات. «لتخضع كل نفس للسلطات الفائقة». (روما ١٣:١) حين يُعطى امر رسمي بإخلاء المنطقة او اتّباع اجراء آمن آخر، فمن الحكمة الاصغاء. فلأن تاداشي اطاع امر السلطات وبقي بعيدا عن منطقة الخطر، لم تؤذه الهزات اللاحقة او تودي بحياته.
وحين لا تطلق السلطات الانذارات، على الناس ان يقرروا شخصيا ما هي الاجراءات الواجب اتخاذها ومتى، آخذين بعين الاعتبار كل الوقائع المتوفرة. وفي بعض المناطق قد تزود السلطات المحلية خطوطا ارشادية لمساعدة الناس على النجاة من الكارثة. فهل انت مطلع على هذه المعلومات اذا كانت متوفرة في منطقتك؟ وهل ناقشتها مع عائلتك؟ (انظر الاطار المرفق.) وفي انحاء كثيرة من العالم وضعت جماعات شهود يهوه، تحت اشراف مكتب الفرع المحلي، اجراءات للحالات الطارئة تتخذها حين تقع كارثة او توشك ان تقع. وقد تبين ان هذه الاجراءات مفيدة جدا.
▪ اعرب عن المحبة المسيحية. قال يسوع: «اني اعطيكم وصية جديدة: ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا، تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا». (يوحنا ١٣:٣٤) فالذين يعربون عن محبة التضحية بالذات التي اعرب عنها المسيح يفعلون ما في وسعهم ليساعدوا بعضهم البعض على الاستعداد لمواجهة كارثة طبيعية او النجاة منها. وفي جماعات شهود يهوه، يبذل الشيوخ جهودا دؤوبة ليتصلوا بكل اعضاء الجماعة ويطمئنوا على سلامتهم او يتأكدوا ان بإمكانهم اللجوء الى مكان آمن. كما يسعى الشيوخ للتأكد من حصول كل فرد من افراد الجماعة على ضروريات الحياة، كمياه الشرب النقية والطعام واللباس والادوية الاساسية. وفي الوقت نفسه، تفتح عائلات الشهود التي تقطن في المناطق الآمنة بيوتها لتستقبل اللاجئين الشهود. وهذه المحبة الحقيقية هي «رباط وحدة كامل». — كولوسي ٣:١٤.
يتنبأ البعض ان الكوارث الطبيعية ستزداد سوءا. فهل هذا صحيح؟ ربما، ولكن اذا حصل ذلك فسيكون لفترة قصيرة فقط. ولماذا نقول ذلك؟ لأن الحقبة المأساوية التي استقل فيها البشر عن اللّٰه تشرف على نهايتها. وبعد ذلك، ستخضع الارض بكاملها وكل الساكنين فيها لسلطان يهوه الحبي الذي سيغدق عليهم بركات رائعة كما سنرى في المقالة التالية.
[الحاشيتان]
a ان الزلازل، الاحوال الجوية الرديئة جدا، الثورانات البركانية، وغيرها من العوامل ليست كوارث بحدّ ذاتها. لكنها تصبح كذلك حين تؤذي الناس وتلحق الضرر بممتلكاتهم.
b لمزيد من التفاصيل عن سماح اللّٰه بالالم والشر مؤقتا، راجع من فضلك سلسلة المقالات بعنوان: «‹لماذا؟› — الاجابة عن اصعب الاسئلة قاطبة»، في عدد تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦ من هذه المجلة، وكذلك الفصل ١١ من كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟ من اصدار شهود يهوه.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٧]
هل انت مجهز للهرب؟
تنصح بعض الوكالات الحكومية بأن تستعد الأُسرة للحالات الطارئة بتهيئة حقيبة متينة سهلة الحمل ووضعها في متناول اليد في حال اضطرت العائلة الى اخلاء البيت. ويمكن وضع ما يلي في الحقيبة:c
◼ نسخ من الوثائق المهمة في علبة صامدة للماء
◼ نسخة اضافية من مفاتيح البيت والسيارة
◼ بطاقات ائتمان او بطاقات السحب المباشر وأموال نقدية
◼ قناني ماء ومواد غذائية لا تفسد
◼ مشاعل كهربائية، راديو، هاتف خلوي (اذا كان متوفرا)، بطاريات اضافية
◼ العقاقير التي تحتاجون اليها لمدة اسبوع على الاقل، قائمة بالجرعات اللازمة، الوصفات الطبية وأسماء الاطباء وأرقام هواتفهم. (تأكد من استبدال العقاقير قبل ان تنتهي مدة صلاحيتها.)
◼ علبة اسعافات اولية
◼ حذاء متين ومريح وسترة للمطر
◼ معلومات عن الملتقى ووسيلة الاتصال بين افراد العائلة، اضافة الى خريطة المنطقة
◼ لوازم العناية بالاطفال
[الحاشية]
c اللوازم المدرَجة اعلاه مأخوذة عن قائمة رسمية صادرة عن مكتب مدينة نيويورك لإدارة الطوارئ مع بعض التعديلات الطفيفة. قد لا يكون كل ما أُدرج ملائما في حالتك او للبلد الذي تسكن فيه. كما انك قد تجد من الضروري اضافة بعض الاغراض. فالمسنون والمعوقون مثلا لديهم حاجاتهم الخصوصية.
[مصدر الصورة في الصفحة ٤]
USGS, David A. Johnston, Cascades Volcano Observatory
-
-
الكوارث ستولي قريبااستيقظ! ٢٠٠٧ | ايلول (سبتمبر)
-
-
الكوارث ستولي قريبا
ان الزلازل والحروب والمجاعات والامراض هي بعض العلامات التي قال يسوع انها ستسم «اختتام نظام الاشياء» الذي نعيش فيه. (متى ٢٤:٣، ٧، ٨؛ لوقا ٢١:٧، ١٠، ١١) طبعا، ليست هذه الحوادث من اللّٰه. فلا يسوع ولا ابوه، يهوه اللّٰه، هما المسؤولان عن حدوثها.
لكن اللّٰه سيكون مسؤولا عما تشير اليه هذه الاحداث المنبأ بها، اي مجيء ملكوته — حكومة سماوية يتولاها يسوع المسيح — وهلاك كل الذين يرفضون الخضوع لسلطانه. (دانيال ٢:٤٤؛ ٧:١٣، ١٤) بعد ذلك، ستتحول الارض الى ملاذ يسوده السلام، حيث لن يخاف احد من الكوارث الطبيعية. وسيتم وعد اللّٰه التالي اتماما كاملا: «يسكن شعبي في مقر السلام، وفي مساكن الطمأنينة، وفي اماكن الراحة الهادئة». — اشعيا ٣٢:١٨.
اصغِ الى اللّٰه وٱحيَ
كما رأينا في المقالة السابقة من هذه السلسلة، يمكن ان ينقذ المرء حياته بالاصغاء الى التحذيرات. وبشكل مماثل، يمكننا ان ننجو بالاصغاء الى التحذيرات الالهية المسجلة في الكتاب المقدس. يعد اللّٰه: «اما السامع لي فيسكن في أمن، ويطمئن من رعب البلية». — امثال ١:٣٣.
ويبذل شهود يهوه قصارى جهدهم ليصغوا الى اللّٰه، فيقرأون كلمته الموحى بها بانتظام ويطبقون تعاليمه. وهم يدعونك الى فعل الامر عينه. فكل الذين يصغون الى يهوه ويطيعونه لا يخافون المستقبل ولا ترعبهم البلية التي ستصيب الاشرار. بالاحرى، يمكن ان يتطلعوا بشوق الى نيل الحياة الابدية في الفردوس على الارض، حيث «يتلذذون في كثرة السلام». — مزمور ٣٧:١٠، ١١.
[الاطار في الصفحة ٨]
تعزية للمحزونين
هل سلبك الموت احد احبائك، ربما في كارثة طبيعية او اي مأساة اخرى؟ منذ حوالي ٠٠٠,٢ سنة، مات لعازر صديق يسوع الحميم في سن مبكرة. وحين بلغ يسوع الخبر، توجه الى قرية بيت عنيا حيث اقامه من «رقاد» الموت. — يوحنا ١١:١-٤٤.
لم يجترح يسوع هذه العجيبة ليظهر محبته للعازر وعائلته فقط، بل ايضا ليؤكد وعده بقيامة «جميع الذين في القبور التذكارية» في ظل حكم ملكوته. (يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) نعم، في الفردوس القادم، سيبطل يسوع كل الضرر الناجم عن التمرد الذي حدث في عدن.a — ١ يوحنا ٣:٨.
[الحاشية]
a في كراسة عندما يموت شخص تحبونه (اصدار شهود يهوه)، تجد نصائح مؤسسة على الاسفار المقدسة حول كيفية مواجهة موت احد احبائك، بالاضافة الى مناقشة مفصلة لوعد القيامة.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٩]
زلزال غيّر مجرى حياتي
عام ١٩٧١، كنت اما شابة تطمح لتصبح مغنية اوبرا. فقد انتقلتُ عام ١٩٥٧ من مسقط رأسي وينِّيپيڠ في مقاطعة مانيتوبا الكندية، لأسكن قرب هوليوُود في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، آملة ان احقق حلم حياتي وأحترف الموسيقى.
كانت امي، وهي شاهدة ليهوه، تأتي كل صيف من كندا لزيارتي طوال تسع سنين. وقد اغتنمتْ فرصة زيارتها لي لتحدثني عن الكتاب المقدس، اذ كان لديها ملء الثقة انه يسدي افضل النصائح عن السعادة والحياة العائلية. ولأنني احب امي استمعت اليها باحترام. لكنني كنت كلما عادت الى الديار ارمي المطبوعات التي اعطتني اياها، واثقة ان حياتي تسير في المجرى الصحيح.
ولكن ذات ثلاثاء من شهر شباط (فبراير) ١٩٧١، ضرب المنطقة في الصباح الباكر زلزال بقوة ٦,٦ على مقياس ريختر وهزني من نومي العميق. كان الضجيج يصم الآذان، والهزة عنيفة جدا. فذعرت ذعرا شديدا وركضت حيث ينام ابني، وهدأت حين رأيته سالما في مهده. حين توقفت الهزة، كان زجاج الاواني الخزفية متناثرا على الارض، وغطت مياه حوض السباحة فناء البيت كله. ورغم ان عائلتي لم تصب بمكروه، لم استطع ان اخلد الى النوم من جديد.
كانت امي قد اخبرتني ان ‹الزلازل العظيمة› هي جزء من العلامات التي تسم «الايام الاخيرة». (٢ تيموثاوس ٣:١؛ لوقا ٢١:٧-١١) وفي صيف تلك السنة، زارتني كعادتها ولكن دون ان تجلب لي اية مطبوعة من المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس. فبعدما كرزت لي دون جدوى طوال تسع سنين، استنتجت انني غير مهتمة. ولكن كم كانت مخطئة! فمن اللحظة التي وصلت فيها، رحت امطرها بوابل من الاسئلة. فقد شعرت فجأة ان الغناء والشهرة لم يعد لهما الاهمية نفسها عندي.
في ذلك الاسبوع بالذات، حضرت الاجتماعات المسيحية مع امي في قاعة الملكوت المحلية، ومذاك لم اتقطع عن الاجتماعات إلّا نادرا. فرتبت امي ان يُعقد معي درس في الكتاب المقدس. وعام ١٩٧٣ اعتمدت، وأنا اليوم اصرف ما معدله ٧٠ ساعة شهريا في اعلان بشارة الملكوت للآخرين. (متى ٢٤:١٤) نعم، لقد ساهم زلزال في تقوية ايماني باللّٰه بدل ان يزعزعه. — كما روته كولين اسْپارسا.
-