مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • أميلوا قلبكم الى التمييز
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • أميلوا قلبكم الى التمييز

      ‏«يهوه نفسه يعطي حكمة؛‏ من فمه المعرفة والتمييز.‏» —‏ امثال ٢:‏٦‏،‏ ع‌ج.‏

      ١ كيف يمكننا ان نُميل قلبنا الى التمييز؟‏

      يهوه هو معلِّمنا العظيم.‏ (‏اشعياء ٣٠:‏٢٠،‏ ٢١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن ماذا يجب ان نفعل لنستفيد من «معرفة اللّٰه» المُعلَنة في كلمته؟‏ جزئيا،‏ يجب ان ‹نُميل قلبنا الى التمييز› —‏ ان نملك رغبة صادقة في احراز هذه الصفة والاعراب عنها.‏ ومن اجل ذلك،‏ يجب ان نلتفت الى اللّٰه،‏ لأن الرجل الحكيم قال:‏ «يهوه نفسه يعطي حكمة؛‏ من فمه المعرفة والتمييز.‏» (‏امثال ٢:‏١-‏٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ فما هي المعرفة،‏ والحكمة،‏ والتمييز؟‏

      ٢ (‏أ)‏ ما هي المعرفة؟‏ (‏ب)‏ كيف تعرِّفون الحكمة؟‏ (‏ج)‏ ما هو التمييز؟‏

      ٢ المعرفة هي دراية الوقائع المُكتسَبة بالخبرة،‏ الملاحظة،‏ او الدرس.‏ والحكمة هي القدرة على وضع المعرفة موضع العمل.‏ (‏متى ١١:‏١٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ اعرب الملك سليمان عن الحكمة عندما طالبت امرأتان بالطفل نفسه،‏ وقد استخدم معرفته لتفاني الام في سبيل ولدها لحسم الخلاف.‏ (‏١ ملوك ٣:‏١٦-‏٢٨‏)‏ والتمييز هو «دقة الحكم.‏» انه «قوة او قدرة العقل التي بها يفرِّق بين شيء وآخر.‏» (‏قاموس وبستر العالمي‏)‏ وإذا املنا قلبنا الى التمييز،‏ فسيعطينا اياه يهوه بواسطة ابنه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١،‏ ٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن كيف يمكن ان يؤثر التمييز في مختلف اوجه الحياة؟‏

      التمييز وكلامنا

      ٣ كيف تشرحون الامثال ١١:‏١٢،‏ ١٣ وماذا يعني ان يكون المرء ‹ناقص القلب›؟‏

      ٣ يساعدنا التمييز على الادراك انه «للسكوت وقت وللتكلم وقت.‏» (‏جامعة ٣:‏٧‏)‏ وهذه الصفة تجعلنا ايضا حذرين مما نقوله.‏ تذكر الامثال ١١:‏١٢،‏ ١٣‏:‏ «المحتقر صاحبه هو ناقص الفهم [«القلب،‏» ع‌ج‏].‏ أما ذو الفهم [«التمييز،‏» ع‌ج‏] فيسكت.‏ الساعي بالوشاية يفشي السر والامين الروح يكتم الامر.‏» اجل،‏ ان الرجل،‏ او المرأة،‏ الذي يحتقر غيره هو ‹ناقص القلب.‏› وبحسب المعجمي وِلهَلم ڠيزينيوس،‏ ان مثل هذا الفرد «عديم الفهم.‏» وهو لا يملك الحكم السليم،‏ واستعمال التعبير «القلب» يُظهِر ان الصفات الايجابية للانسان الداخلي ناقصة.‏ وإذا ظلّ شخص يدّعي المسيحية يطلق العنان لثرثرته او ثرثرتها الى حد الافتراء او الشتم،‏ يجب ان يبادر الشيوخ المعيّنون الى وضع حد لهذه الحالة الوخيمة في الجماعة.‏ —‏ لاويين ١٩:‏١٦؛‏ مزمور ١٠١:‏٥؛‏ ١ كورنثوس ٥:‏١١‏.‏

      ٤ ماذا يفعل المسيحيون ذوو التمييز والامناء بشأن المعلومات السرية؟‏

      ٤ بخلاف ‹الناقصي القلب،‏› يسكت ‹ذوو التمييز› عندما يكون ذلك مناسبا.‏ وهم لا يخونون الثقة.‏ (‏امثال ٢٠:‏١٩‏)‏ ولأن ذوي التمييز يعرفون ان الكلام غير المضبوط يمكن ان يسبب الاذى،‏ يكونون ‹امناء الروح.‏› انهم اولياء للرفقاء المؤمنين ولا يفشون المسائل السرية التي يمكن ان تعرّض رفقاءهم للخطر.‏ وإذا حصل المسيحيون ذوو التمييز على ايّ نوع من المعلومات السرية المتعلّقة بالجماعة،‏ يكتمونها حتى ترى هيئة يهوه انه من المناسب ان تنشرها بطريقتها الخاصة.‏

      التمييز وسلوكنا

      ٥ كيف يرى ‹الجهال› الرذيلة،‏ ولماذا؟‏

      ٥ تساعدنا امثال الكتاب المقدس على استخدام التمييز وتجنُّب السلوك غير اللائق.‏ مثلا،‏ تقول الامثال ١٠:‏٢٣‏:‏ «فعل الرذيلة عند الجاهل كالضحك.‏ أما الحكمة فَلِذي فهم [«تمييز،‏» ع‌ج‏].‏» والذين يعتبرون الرذيلة «كالضحك» يجهلون مدى خطإ مسلكهم ويستهينون باللّٰه بصفته مَن يجب ان يعطيه الجميع حسابا.‏ (‏رومية ١٤:‏١٢‏)‏ ومثل هؤلاء ‹الجهال› يصيرون منحرفي التفكير الى حد الافتراض ان اللّٰه لا يرى خطأهم.‏ وفي الواقع،‏ هم يقولون بأفعالهم:‏ «ليس اله.‏» (‏مزمور ١٤:‏١-‏٣؛‏ اشعياء ٢٩:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وإذ لا توجِّههم المبادئ الالهية،‏ ينقصهم التمييز ولا يمكنهم ان يحكموا في المسائل بشكل صحيح.‏ —‏ امثال ٢٨:‏٥‏.‏

      ٦ لماذا الرذيلة جهالة،‏ وكيف ننظر اليها اذا كنا نملك التمييز؟‏

      ٦ ويدرك «ذو التمييز» ان الرذيلة ليست ‹ضحكا،‏› لهوا.‏ فهو يعرف انها تغضب اللّٰه ويمكن ان تدمّر علاقتنا به.‏ ومثل هذا المسلك هو حماقة لأنه يسلب الناس احترامهم للذات،‏ يدمّر الزيجات،‏ يؤذي الفكر والجسد كليهما،‏ ويؤدي الى خسارة الروحيات.‏ لذلك فلنُمِل قلوبنا الى التمييز ولنتجنب ايّ شكل من اشكال الرذيلة او الفساد الادبي.‏ —‏ امثال ٥:‏١-‏٢٣‏.‏

      التمييز وروحنا

      ٧ ما هي بعض تأثيرات الغضب الجسدية؟‏

      ٧ ان إمالة قلبنا الى التمييز تساعدنا ايضا على ضبط روحنا.‏ تقول الامثال ١٤:‏٢٩‏:‏ «بطيء الغضب كثير الفهم [«التمييز،‏» ع‌ج‏].‏ وقصير الروح معلّي الحمَق.‏» وأحد الاسباب التي لأجلها يجاهد ذو التمييز لتجنُّب الغضب غير المضبوط هو ان الغضب يؤثر في جسده تأثيرا رديئا.‏ فيمكن ان يرفع ضغط الدم ويسبب عللا تنفسية.‏ وقد اشار الاطباء الى الغضب والغيظ انهما من الانفعالات التي تسبب او تزيد حدة علل كالربو،‏ الامراض الجلدية،‏ المشاكل الهضمية،‏ والقروح.‏

      ٨ إلامَ يمكن ان يؤدي عدم الصبر،‏ ولكن كيف يمكن ان يساعدنا التمييز في هذا الصدد؟‏

      ٨ لا ينبغي ان نستعمل التمييز ونكون ‹بطيئي الغضب› لمجرد تجنب ايذاء صحتنا.‏ فعدم الصبر يمكن ان يؤدي الى حماقات نندم عليها في ما بعد.‏ أما التمييز فيجعلنا نتأمل في ما يمكن ان ينتج من الكلام غير المُلجَم او السلوك المتهوِّر،‏ وبالتالي يحفظنا من ان ‹نعلّي الحمَق› بفعل امر غير حكيم.‏ والتمييز يساعدنا بشكل خصوصي على الادراك ان الغيظ يمكن ان يُفسِد عمليات تفكيرنا،‏ بحيث نعجز عن استعمال الحكم السليم.‏ وهذا يُضعِف قدرتنا على فعل المشيئة الالهية والعيش بحسب مبادئ اللّٰه البارة.‏ نعم،‏ ان الاستسلام للغضب غير المضبوط مؤذٍ روحيا.‏ وفي الواقع،‏ يُدرَج ‹السخط› بين «اعمال الجسد» البغيضة التي لا تدعنا نرث ملكوت اللّٰه.‏ (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ اذًا،‏ كمسيحيين ذوي تمييز،‏ فلنكن ‹مسرعين في الاستماع مبطئين في التكلم مبطئين في الغضب.‏› —‏ يعقوب ١:‏١٩‏.‏

      ٩ كيف يمكن للتمييز والمحبة الاخوية ان يساعدانا على حل الخلافات؟‏

      ٩ وإذا غضبنا،‏ فقد يملي علينا التمييز انه ينبغي ان نلزم الصمت كي نتجنب شجارا.‏ تقول الامثال ١٧:‏٢٧‏:‏ «ذو المعرفة يبقي كلامه وذو الفهم [«التمييز،‏» ع‌ج‏] وقور الروح.‏» والتمييز مع المحبة الاخوية سيساعداننا على رؤية الحاجة الى ضبط الاندفاع الى التلفُّظ بكلام مؤذٍ.‏ وإذا كان قد حدث انفجار غضب،‏ فالمحبة والتواضع سيدفعاننا الى الاعتذار والتعويض عن الخطإ.‏ ولكن لنفترض ان شخصا اهاننا.‏ عندئذٍ،‏ لنكلمه على حدة بلطف وتواضع وليكن الهدف الرئيسي ترويج السلام.‏ —‏ متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٨:‏١٥-‏١٧‏.‏

      التمييز وعائلتنا

      ١٠ ايّ دور تلعبه الحكمة والتمييز في الحياة العائلية؟‏

      ١٠ يلزم ان يعرب اعضاء العائلة عن الحكمة والتمييز،‏ لأن هاتين الصفتين ستبنيان البيت.‏ تقول الامثال ٢٤:‏٣،‏ ٤‏:‏ «بالحكمة يُبنى البيت وبالفهم [«بالتمييز،‏» ع‌ج‏] يُثبَّت وبالمعرفة تمتلئ المخادع من كل ثروة كريمة ونفيسة.‏» فالحكمة والتمييز هما كحجارة بناء جيدة للحياة العائلية الناجحة.‏ والتمييز يساعد الوالدين المسيحيين على استقاء مشاعر اولادهم وهمومهم.‏ وذو التمييز يمكنه ان يتّصل ويصغي ويكسب بصيرة في مشاعر وأفكار رفيق زواجه او زواجها.‏ —‏ امثال ٢٠:‏٥‏.‏

      ١١ كيف يمكن للمرأة المتزوجة ذات التمييز ان «تبني بيتها»؟‏

      ١١ لا شك ان الحكمة والتمييز حيويان للحياة العائلية السعيدة.‏ مثلا،‏ تقول الامثال ١٤:‏١‏:‏ «حكمة المرأة تبني بيتها والحماقة تهدمه بيدها.‏» فالمرأة المتزوجة الحكيمة وذات التمييز الخاضعة لزوجها خضوعا لائقا ستعمل جاهدةً لخير بيتها وتساعد بالتالي على بنيان عائلتها.‏ وأحد الامور التي «تبني بيتها» هو انها تتكلم دائما حسنا عن زوجها،‏ مما يزيد احترام الآخرين له.‏ والمرأة الفاضلة وذات التمييز التي تخاف يهوه خوفا توقيريا تكسب المدح لنفسها.‏ —‏ امثال ١٢:‏٤؛‏ ٣١:‏٢٨،‏ ٣٠‏.‏

      التمييز ومسلك حياتنا

      ١٢ كيف ينظر ‹الناقصو القلب› الى الحماقة،‏ ولماذا؟‏

      ١٢ يساعدنا التمييز على المحافظة على مسلك لائق في كل امورنا.‏ وهذا ما تشير اليه الامثال ١٥:‏٢١ التي تقول:‏ «الحماقة فرح لناقص الفهم [«القلب،‏» ع‌ج‏].‏ أما ذو الفهم [«التمييز،‏» ع‌ج‏] فيقوِّم سلوكه.‏» فكيف ينبغي ان نفهم هذا المثل؟‏ ان مسلك الحماقة والرعونة يفرح الرجال،‏ النساء،‏ والاحداث الحمقى.‏ فهم ‹ناقصو القلب،‏› يعوزهم الدافع الصائب،‏ وقد بلغ بهم عدم حكمتهم حد الفرح بالحماقة.‏

      ١٣ ايّ امر ميَّزه سليمان بشأن الضحك والعبث؟‏

      ١٣ ان ملك اسرائيل ذا التمييز سليمان تعلّم ان العبث لا يعني إلا القليل جدا.‏ وقد اعترف:‏ «قلت انا في قلبي هلمّ امتحنك بالفرح فترى خيرا.‏ وإذا هذا ايضا باطل.‏ للضحك قلت مجنون وللفرح ماذا يفعل.‏» (‏جامعة ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وكرجل ذي تمييز،‏ وجد سليمان ان المرح والضحك وحدهما لا يمنحان الاكتفاء،‏ لأنهما لا ينتجان سعادة حقيقية تدوم.‏ فقد يساعدنا الضحك على نسيان مشاكلنا وقتيا،‏ غير انها في ما بعد قد تعود لتظهر وبشكل اكبر ايضا.‏ فكان بإمكان سليمان ان يتكلم بحق عن الضحك انه «مجنون.‏» ولماذا؟‏ لأن الضحك الطائش يحجب الحكم السليم.‏ فقد يجعلنا نستخف بأمور خطيرة جدا.‏ ونوع الفرح المرتبط بكلمات وتصرفات مهرِّج البلاط الملكي لا يمكن ان يُشار اليه بأنه يُنتج امرا قيّما.‏ وتمييز مغزى تجربة سليمان مع الضحك والمرح يساعدنا على تجنب كوننا «محبين للّذّات دون محبة للّٰه.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٤‏.‏

      ١٤ كيف «يقوِّم» ذو التمييز «سلوكه»؟‏

      ١٤ وماذا يعني انّ ذا التمييز «يقوِّم سلوكه»؟‏ ان التمييز الروحي وتطبيق المبادئ الالهية يجعل الناس يسلكون في سبيل مستقيم.‏ والترجمة التفسيرية تصيب الهدف بقولها:‏ «الحماقة مصدر فرح للغبي،‏ أما الفهيم فيسلك باستقامة.‏» و«ذو التمييز» يصنع لأرجله مسالك مستقيمة وهو قادر ان يفرّق بين الصواب والخطإ بسبب تطبيقه كلمة اللّٰه في حياته.‏ —‏ عبرانيين ٥:‏١٤؛‏ ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      التفتوا دوما الى يهوه طلبا للتمييز

      ١٥ ماذا نتعلّم من الامثال ٢:‏٦-‏٩‏؟‏

      ١٥ لكي نتبع مسلكا مستقيما في الحياة،‏ يلزمنا جميعا ان نعترف بنقصنا ونلتفت الى يهوه طلبا للتمييز الروحي.‏ تقول الامثال ٢:‏٦-‏٩‏:‏ «الرب يعطي حكمة.‏ من فمه المعرفة والفهم [«التمييز،‏» ع‌ج‏].‏ يذخر معونة [«حكمة عملية،‏» ع‌ج‏] للمستقيمين.‏ هو مجنّ للسالكين بالكمال.‏ لنصر مسالك الحق وحفظ طريق اتقيائه.‏ حينئذٍ تفهم العدل والحق والاستقامة.‏ كل سبيل صالح.‏» —‏ قارنوا يعقوب ٤:‏٦‏.‏

      ١٦ لماذا ليس حكمة او تمييز او مشورة تجاه يهوه؟‏

      ١٦ وإذ نعترف باعتمادنا على يهوه،‏ فلنسعَ بتواضع الى تمييز مشيئته بالغوص عميقا في كلمته.‏ فهو يملك الحكمة بالمعنى المطلق،‏ ومشورته نافعة على الدوام.‏ (‏اشعياء ٤٠:‏١٣؛‏ رومية ١١:‏٣٤‏)‏ وفي الواقع،‏ ان كل نصح يناقض كلمته هو عديم القيمة.‏ تذكر الامثال ٢١:‏٣٠‏:‏ «ليس حكمة ولا فطنة [«تمييز،‏» ع‌ج‏] ولا مشورة تجاه الرب.‏» (‏قارنوا امثال ١٩:‏٢١‏.‏)‏ والتمييز الروحي،‏ الذي ينمو بدرس كلمة اللّٰه بمساعدة المطبوعات التي يزوّدها «العبد الامين الحكيم،‏» هو وحده سيساعدنا على اتِّباع مسلك لائق في الحياة.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ اذًا فلنوجّه طريقة حياتنا انسجاما مع مشورة يهوه،‏ عالمين ان النصيحة التي تتعارض مع كلمته،‏ مهما بدت مقنعة،‏ لا يمكنها ان تثبت في وجهها.‏

      ١٧ ماذا يمكن ان ينتج اذا أُعطيت مشورة خاطئة؟‏

      ١٧ والمسيحيون ذوو التمييز الذين يقدّمون النصيحة يدركون انه ينبغي ان تكون مؤسسة بثبات على كلمة اللّٰه وأنه يلزم درس الكتاب المقدس والتأمل قبل الاجابة عن سؤال ما.‏ (‏امثال ١٥:‏٢٨‏)‏ فإذا أُعطيت اجوبة خاطئة عن مسائل خطيرة،‏ يمكن ان ينتج اذى عظيم.‏ لذلك يحتاج الشيوخ المسيحيون الى التمييز الروحي وينبغي ان يصلّوا طلبا لإرشاد يهوه عندما يسعون الى مساعدة الرفقاء المؤمنين روحيا.‏

      انموا في التمييز الروحي

      ١٨ اذا نشأت مشكلة في الجماعة،‏ فكيف يمكن ان يساعدنا التمييز على المحافظة على اتزاننا الروحي؟‏

      ١٨ لكي نرضي يهوه،‏ نحتاج الى ‹الفهم [«التمييز،‏» ع‌ج‏] في كل شيء.‏› (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٧‏)‏ ودرس الكتاب المقدس بشغف والامتثال لتوجيه روح اللّٰه وهيئته سيساعداننا على تمييز ما يجب ان نفعله عندما نواجه احوالا يمكن ان تؤدي بنا الى مسلك خاطئ.‏ مثلا،‏ افترضوا ان امرا معيَّنا في الجماعة لا يُعالج كما نظن انه ينبغي ان يُعالج.‏ سيساعدنا التمييز الروحي ان نرى ان هذا ليس سببا للتوقف عن معاشرة شعب يهوه وتَرْك خدمة اللّٰه.‏ فكروا في امتيازنا ان نخدم يهوه،‏ في الحرية الروحية التي ننعم بها،‏ في الفرح الذي يمكننا ان نستمدّه من خدمتنا كمنادين بالملكوت.‏ والتمييز الروحي يمكِّننا من امتلاك وجهة النظر الصائبة والادراك اننا منتذرون للّٰه وأنه ينبغي ان نعزّ علاقتنا به،‏ مهما فعل الآخرون.‏ وإذا لم يكن هنالك ما يمكننا فعله ثيوقراطيا لمعالجة المشكلة،‏ يلزم ان ننتظر يهوه بصبر ليصحّح المسألة.‏ فبدل ان ننسحب ونستسلم لليأس،‏ دعونا ‹ننتظر اللّٰه.‏› —‏ مزمور ٤٢:‏٥،‏ ١١‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا كان جوهر صلاة بولس لاجل اهل فيلبي؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يساعدنا التمييز اذا كنا لا نفهم كاملا امرا معيّنا؟‏

      ١٩ ويساعدنا التمييز الروحي على البقاء اولياء للّٰه وشعبه.‏ قال بولس للمسيحيين في فيلبي:‏ «هذا اصلّيه ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فأكثر في المعرفة [«الدقيقة،‏» ع‌ج‏] وفي كل فهم [«تمييز،‏» ع‌ج‏] حتى تميزوا الامور المتخالفة [«الاكثر اهمية،‏» ع‌ج‏] لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة الى يوم المسيح.‏» (‏فيلبي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فلكي نفكِّر بشكل لائق،‏ نحن بحاجة الى ‹المعرفة الدقيقة وكل تمييز.‏› والكلمة اليونانية المنقولة هنا الى «تمييز» تشير الى «الادراك الادبي الحساس.‏» فعندما نتعلّم شيئا جديدا،‏ نريد ان نفهم علاقته باللّٰه والمسيح وأن نتأمل كيف يعظِّم شخصية يهوه وتدابيره.‏ وهذا يعزّز تمييزنا وتقديرنا لما فعله يهوه اللّٰه ويسوع المسيح لاجلنا.‏ وإن لم نفهم كاملا امرا معيّنا،‏ فسيساعدنا التمييز ان ندرك انه لا يجب ان نهجر ايماننا بكل الامور المهمة التي تعلّمناها عن اللّٰه،‏ المسيح،‏ والقصد الالهي.‏

      ٢٠ كيف يمكن ان ننمو في التمييز الروحي؟‏

      ٢٠ وسننمو في التمييز الروحي اذا كنا دائما نجعل افكارنا وأعمالنا منسجمة مع كلمة اللّٰه.‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏٥‏)‏ وفعل ذلك بطريقة بنّاءة يساعدنا ان نكون متواضعين،‏ لا متشبّثين برأينا وانتقاديين.‏ وسيساعدنا التمييز على الاستفادة من التأديب وتمييز الامور الاكثر اهمية.‏ (‏امثال ٣:‏٧‏)‏ اذًا،‏ رغبةً منا في ارضاء يهوه،‏ فلنسعَ ان نمتلئ من المعرفة الدقيقة لكلمته.‏ وهذا سيمكِّننا من تمييز الصواب من الخطإ،‏ تحديد ما هو مهم حقا،‏ والالتصاق بولاء بعلاقتنا الثمينة بيهوه.‏ كل هذا ممكن اذا أمَلنا قلبنا الى التمييز.‏ ولكن يلزم امر آخر.‏ يجب ان ندعَ التمييز يصوننا.‏

  • دَعوا التمييز يصونكم
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • دَعوا التمييز يصونكم

      ‏«العقل يحفظك والفهم ينصرك [«التمييز يصونك،‏» ع‌ج].‏» —‏ امثال ٢:‏١١‏.‏

      ١ من ايّ شيء يمكن ان يصوننا التمييز؟‏

      يريد يهوه ان تمارسوا التمييز.‏ ولماذا؟‏ لأنه يعرف انه يصونكم من مختلف المخاطر.‏ تُستهَل الامثال ٢:‏١٠-‏١٩ بالقول:‏ «اذا دخلت الحكمة قلبك ولذّت المعرفة لنفسك فالعقل يحفظك والفهم ينصرك [«التمييز يصونك،‏» ع‌ج‏].‏» يصونك من ايّ شيء؟‏ من امور مثل «طريق الشرير،‏» اولئك التاركين سبل الاستقامة،‏ والملتوين في سبلهم.‏

      ٢ ما هو التمييز،‏ وأيّ نوع منه يريد المسيحيون خصوصا ان ينالوه؟‏

      ٢ تتذكَّرون على الارجح ان التمييز هو قدرة العقل التي بها يفرِّق بين شيء وآخر.‏ فالذي يتحلّى بالتمييز يدرك الاختلافات في الافكار او الاشياء ولديه حكم سليم.‏ وكمسيحيين،‏ نريد خصوصا نيل التمييز الروحي المؤسس على المعرفة الدقيقة لكلمة اللّٰه.‏ وعندما ندرس الاسفار المقدسة،‏ نكون كأننا نستخرج من المقلع الحجارة التي يُبنى بها التمييز الروحي.‏ وما نتعلمه يمكن ان يساعدنا على اتِّخاذ القرارات التي تسرّ يهوه.‏

      ٣ كيف يمكننا امتلاك التمييز الروحي؟‏

      ٣ عندما سأل اللّٰه سليمان ملك اسرائيل اية بركة يريد،‏ قال الحاكم الشاب:‏ «أعطِ عبدك قلبا فهيما لأحكم على شعبك وأميِّز بين الخير والشر.‏» لقد طلب سليمان التمييز،‏ وقد اعطاه اياه يهوه الى درجة غير عادية.‏ (‏١ ملوك ٣:‏٩؛‏ ٤:‏٣٠‏)‏ فلكي نحرز التمييز،‏ يلزم ان نصلّي،‏ ويجب ان ندرس كلمة اللّٰه بمساعدة المطبوعات المنوِّرة المزوَّدة بواسطة «العبد الامين الحكيم.‏» (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وسيساعدنا ذلك على تطوير التمييز الروحي بحيث نصير ‹كاملين في الاذهان،‏› قادرين على «التمييز بين الخير والشر.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٢٠؛‏ عبرانيين ٥:‏١٤‏.‏

      حاجة خصوصية الى التمييز

      ٤ ماذا يعني ان نملك عينا «بسيطة،‏» وكيف يمكن ان تفيدنا؟‏

      ٤ بالتمييز اللائق،‏ يمكننا ان نعمل بانسجام مع كلمات يسوع المسيح:‏ «اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبرّه وهذه [الامور المادية] كلها تزاد لكم.‏» (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ وقال يسوع ايضا:‏ «سراج الجسد هو العين.‏ فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيِّرا.‏» (‏لوقا ١١:‏٣٤‏)‏ ان العين سراج مجازي.‏ والعين ‹البسيطة› مخلصة ومركِّزة.‏ وبعين كهذه،‏ يمكننا ان نظهر التمييز ونسلك دون ان نعثر روحيا.‏

      ٥ في ما يتعلق بالتعاملات التجارية،‏ ايّ امر لا يجب ان يغيب عن بالنا بشأن القصد من الجماعة المسيحية؟‏

      ٥ ان البعض —‏ عوض ابقاء عينهم بسيطة —‏ عقَّدوا حياتهم وحياة غيرهم بتعاملات تجارية مغرية.‏ ولكن يجب ان نتذكر ان الجماعة المسيحية هي «عمود الحق وقاعدته.‏» (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ وكأعمدة البناء،‏ تدعم الجماعة حق اللّٰه،‏ لا المشروع التجاري لأيّ كان.‏ فجماعات شهود يهوه لم تتأسس لتكون مواقع لترويج المصالح التجارية،‏ السّلع،‏ او الخدمات.‏ فيجب ان نحجم عن الانهماك في شؤون العمل الشخصية في قاعة الملكوت.‏ ويساعدنا التمييز ان نرى ان قاعات الملكوت،‏ ودروس الكتاب الجَماعية،‏ والمحافل الكورية والدائرية لشهود يهوه هي اماكن للمعاشرة المسيحية والمناقشة الروحية.‏ وإذا كنا نستعمل العلاقات الروحية لترويج ايّ نوع من المصالح التجارية،‏ أفلا يُظهر ذلك على الاقل نقصا في التقدير للقيَم الروحية؟‏ فلا يجب ابدا استغلال المعارف ضمن الجماعة لكسب الربح المالي.‏

      ٦ لماذا لا ينبغي بيع او ترويج المنتجات التجارية او الخدمات في اجتماعات الجماعة؟‏

      ٦ لقد استغل البعض اتصالاتهم الثيوقراطية لبيع مستحضرات صحية او تجميلية،‏ منتجات تحتوي على الڤيتامينات،‏ خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية،‏ مواد للبناء،‏ رحلات سياحية،‏ برامج وأجهزة كمپيوتر،‏ وهلم جرّا.‏ لكنَّ اجتماعات الجماعة ليست مكانا لبيع او ترويج المنتجات التجارية او الخدمات.‏ ويمكننا ان نميّز المبدأ الضمني اذا تذكَّرنا ان يسوع «طرد الجميع من الهيكل.‏ الغنم والبقر وكبّ دراهم الصيارف وقلَّب موائدهم.‏ وقال لباعة الحمام ارفعوا هذه من ههنا.‏ لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة.‏» —‏ يوحنا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ماذا بشأن استثمار المال؟‏

      ٧ لماذا التمييز والحذر لازمان في ما يتعلق باستثمار الاموال؟‏

      ٧ ان التمييز والحذر كليهما لازمان عند التأمل في استثمار اموالكم في مغامرة تجارية.‏ لنقُل ان شخصا يريد ان يقترض المال ويصنع وعودا كالتالية:‏ «اضمن لكم انكم ستجنون المال.‏» «لا يمكن ان تخسروا.‏ هذا امر مضمون.‏» انتبهوا عندما يصنع الشخص مثل هذه التأكيدات.‏ فهو إما غير واقعي او غير مستقيم،‏ لأن استثمار المال نادرا ما يكون مضمونا.‏ وفي الواقع،‏ ان بعض الاشخاص المَلِقي الكلام والعديمي الضمير سلبوا افرادا في الجماعة.‏ وهذا يذكّرنا ‹بالفجار› الذين دخلوا خلسة الى جماعة القرن الاول و‹حوَّلوا لطف اللّٰه غير المستحَق الى عذر للانحلال الخلقي.‏› فكانوا صخورا مسنَّنة تحت الماء يمكن ان تشقّ وتقتل السابحين.‏ (‏يهوذا ٤،‏ ١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ صحيح ان دوافع السالبين تختلف عن دوافع هؤلاء،‏ ولكنهم هم ايضا يفترسون اعضاء الجماعة.‏

      ٨ ماذا حدث بشأن بعض المغامرات التجارية التي بدت مربحة؟‏

      ٨ وحتى المسيحيون الحسنو النية شاركوا آخرين في معلومات حول مغامرات بدت مربحة،‏ انما ليكتشفوا انهم خسروا الاموال التي استثمروها هم والذين اتَّبعوا مثالهم.‏ ونتيجة لذلك،‏ خسر عدد من المسيحيين امتيازات في الجماعة.‏ وعندما يتبيَّن ان مغامرات الغنى السريع هي خطط تنطوي على الغش،‏ يكون المستفيد الوحيد هو النصّاب الذي غالبا ما يتوارى عاجلا عن الانظار.‏ فكيف يمكن للتمييز ان يساعد المرء على تجنُّب حالات كهذه؟‏

      ٩ لماذا التمييز لازم لتقييم الادعاءات بشأن الاستثمارات؟‏

      ٩ يتضمَّن التمييز فكرة القدرة على فهم الامور الغامضة.‏ وهذه القدرة لازمة لتقييم الادّعاءات بشأن الاستثمارات.‏ فالمسيحيون يثقون واحدهم بالآخر،‏ وقد يظن البعض ان اخوتهم وأخواتهم الروحيين لن يتورطوا في مغامرات قد تعرّض موارد رفقائهم المؤمنين للخطر.‏ ولكنَّ واقع كون رجل الاعمال مسيحيا لا يضمن انه بارع في المسائل التجارية او ان مشروعه سينجح.‏

      ١٠ لماذا يطلب بعض المسيحيين قروض عمل من الرفقاء المؤمنين،‏ وماذا يمكن ان يحدث لمثل هذه الاستثمارات؟‏

      ١٠ يطلب بعض المسيحيين قروض عمل من الرفقاء المؤمنين لأن وكالات التسليف المعتبَرة لا تُقرض الاموال اطلاقا من اجل مشاريعهم المنطوية على مخاطرة.‏ وقد خُدع كثيرون وصدّقوا انه بمجرد استثمار اموالهم،‏ سيتمكنون سريعا من كسب ثروة دون ان يعملوا كثيرا او ربما دون ان يعملوا على الاطلاق.‏ وينجذب البعض الى الاستثمار بسبب ما يرافقه من اثارة،‏ انما ليفقدوا مدَّخرات حياتهم!‏ استثمر مسيحي مبلغا كبيرا من المال،‏ متوقِّعا الحصول في المقابل على فائدة قدرها ٢٥ في المئة في مجرد اسبوعين.‏ فخسر كل هذا المال عندما اعلنت شركة الاستثمار افلاسها.‏ وفي مغامرة اخرى،‏ اقترض مُرابح عقارات مبالغ كبيرة من المال من آخرين في الجماعة.‏ ووعدهم بفوائد مرتفعة للغاية ولكنه افلس وخسر الاموال التي اقترضها.‏

      عندما تفشل المغامرات التجارية

      ١١ ايّ نصح قدمه بولس بخصوص الطمع ومحبة المال؟‏

      ١١ ادّى الفشل التجاري الى خيبة الامل وحتى الى خسارة الروحيات عند بعض المسيحيين الذين تورطوا في مغامرات غير سليمة.‏ وقد نتج الالم والمرارة من الفشل في جعل التمييز يصونهم.‏ وقد اوقع الطمع كثيرين في شركه.‏ كتب بولس:‏ ‹أما الطمع فلا يُسَمَّ بينكم كما يليق بقديسين.‏› (‏افسس ٥:‏٣‏)‏ وحذَّر:‏ «وأما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك.‏ لأن محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٢ اذا كانت للمسيحيين تعاملات تجارية بعضهم مع بعض،‏ فماذا يجب ان يتذكروا بشكل خصوصي؟‏

      ١٢ وإذا طوَّر مسيحي محبة للمال،‏ فسيجلب على نفسه ضررا روحيا كبيرا.‏ كان الفريسيون محبين للمال،‏ وهذه صفة تسم كثيرين في هذه الايام الاخيرة.‏ (‏لوقا ١٦:‏١٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ أما سيرة المسيحي فيجب ان تكون «خالية من محبة المال.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏٥‏)‏ طبعا،‏ يمكن ان يعمل المسيحيون بعضهم مع بعض او ان يقوموا بمشاريع عمل معا.‏ ولكن اذا فعلوا ذلك،‏ يجب ابقاء المناقشات والتداولات بمعزل عن شؤون الجماعة.‏ وتذكَّروا:‏ حتى بين الاخوة الروحيين،‏ دوِّنوا دائما اتفاقات العمل خطيًّا.‏ وستساعد في هذا المجال مقالة «دوِّنوها خطيًّا!‏،‏»‏ الواردة في استيقظ!‏ عدد ٨ شباط ١٩٨٣،‏ الصفحات ١٣ الى ١٥،‏ بالانكليزية.‏

      ١٣ كيف تطبّقون الامثال ٢٢:‏٧ على المغامرات التجارية؟‏

      ١٣ تخبرنا الامثال ٢٢:‏٧‏:‏ «المقترِض عبد للمقرِض.‏» وغالبا ما يكون جعْل انفسنا او اخينا في مركز عبد امرا عديم الحكمة.‏ وعندما يسألنا احد ان نقرضه المال لمغامرة تجارية،‏ يحسن بنا ان نفكر في قدرته على تسديد المبلغ.‏ فهل يُعرف عنه انه اهل للثقة ويُعتمَد عليه؟‏ وينبغي بالتأكيد ان ندرك ان اعطاء قرض كهذا قد يعني خسارة المال لأن الكثير من المغامرات التجارية يفشل.‏ والعقد بحدّ ذاته لا يكفل مغامرة ناجحة.‏ وطبعا،‏ ليس من الحكمة ان يخاطر ايّ كان بأن يستثمر في مشروع عمل كميةً من المال لا يمكنه تحمُّل خسارتها.‏

      ١٤ لماذا يلزم ان نعرب عن التمييز اذا اقرضنا المال لرفيق مسيحي فشل مشروعه التجاري؟‏

      ١٤ ويلزم ان نعرب عن التمييز اذا اقرضنا مسيحيا لأغراض تجارية فخسر المال،‏ مع انه لم يقُم بأعمال غير مستقيمة.‏ فإن لم يكن فشل المشروع التجاري غلطة رفيقنا المؤمن الذي اقترض المال،‏ فهل يمكننا ان نقول اننا ظُلِمنا؟‏ لا،‏ لأننا اقرضناه بملء ارادتنا،‏ ولربما كنا نجني فائدة المال،‏ ولم يحدث شيء غير مستقيم.‏ ولأنه لم يكن هنالك ايّ امر غير مستقيم،‏ لا اساس لدينا لاتّخاذ اجراء قضائي ضد المقترض.‏ فما النفع من مقاضاة رفيق مسيحي مستقيم اضطر الى اعلان افلاسه بسبب فشل مغامرة تجارية بنيَّة حسنة؟‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١‏.‏

      ١٥ اية عوامل يلزم التأمل فيها اذا أُعلن الافلاس؟‏

      ١٥ ان الذين يفشلون في اعمالهم التجارية يجدون احيانا منفذا بإعلان الافلاس.‏ ولأن المسيحيين لا يتهاونون بواقع كونهم مديونين،‏ حتى بعد ان تعفيهم قوانين الافلاس من بعض الديون،‏ شعر البعض بأنهم ملزَمون بمحاولة تسديد الديون التي أُعفوا منها اذا قبل المقرِضون ذلك.‏ ولكن ماذا اذا خسر المقترض مال اخيه ثم عاش متنعِّما؟‏ او ماذا اذا حصل المقترض على ما يكفي من المال لتسديد ما اقترضه غير انه تجاهل الالتزام الادبي الذي قد يكون له تجاه اخيه ماليا؟‏ عندئذٍ سيُشَك في مؤهلات المقترض ليخدم في مركز مسؤولية في الجماعة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏٣،‏ ٨‏؛‏ انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١٥ ايلول ١٩٩٤،‏ الصفحتين ٣٠-‏٣١‏.‏

      ماذا في حال حدوث غش؟‏

      ١٦ اية خطوات يمكن اتِّخاذها اذا بدا اننا وقعنا ضحية الغش في التجارة؟‏

      ١٦ يساعدنا التمييز ان ندرك ان الاستثمارات لا تؤدي جميعها الى الربح.‏ ولكن ماذا اذا كان في الامر غش؟‏ والغش هو «الاستخدام العمدي للخداع،‏ الاحتيال،‏ او تحريف الحقيقة بهدف جعل شخص آخر يتخلّى عن شيء قيّم يملكه او يتنازل عن حق شرعي.‏» وقد اوجز يسوع خطوات يمكن اتِّخاذها عندما يظن الشخص ان رفيقا عابدا قد سلبه.‏ قال يسوع بحسب متى ١٨:‏١٥-‏١٧‏:‏ «إن اخطأ اليك اخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.‏ إن سمع منك فقد ربحت اخاك.‏ وإن لم يسمع فخذ معك ايضا واحدا او اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين او ثلاثة.‏ وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة [«للجماعة،‏» ع‌ج‏].‏ وإن لم يسمع من الكنيسة [«الجماعة،‏» ع‌ج‏] فليكن عندك كالوثني والعشار.‏» والمثل الذي اعطاه يسوع في ما بعد يشير الى انه كان يقصد خطايا كتلك المتعلقة بالمسائل المالية،‏ بما فيها الغش.‏ —‏ متى ١٨:‏٢٣-‏٣٥‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ اذا سلبَنا شخص يدّعي المسيحية،‏ فكيف يمكن ان يصوننا التمييز؟‏

      ١٧ طبعا،‏ لن يكون هنالك اساس من الاسفار المقدسة لاتِّخاذ الخطوات المبيّنة في متى ١٨:‏١٥-‏١٧ إن لم يكن هنالك دليل على الغش او حتى ما يلمّح اليه.‏ ولكن ماذا اذا سلبَنا فعلا شخص يدّعي المسيحية؟‏ يمكن ان يصوننا التمييز من اتِّخاذ اجراء قد يسيء الى سمعة الجماعة.‏ فقد نصح بولس المسيحيين الرفقاء بأن يُظلَموا وحتى بأن يُسلَبوا عوض مقاضاة احد الاخوة.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٧‏.‏

      ١٨ ان اخوتنا وأخواتنا المسيحيين الحقيقيين ليسوا ‹ممتلئين غشا وخبثا› كالساحر باريَشوع.‏ (‏اعمال ١٣:‏٦-‏١٢‏)‏ لذلك فلنستعمل التمييز عندما نخسر المال في المغامرات التجارية التي تشمل الرفقاء المؤمنين.‏ وإذا كنا نفكر في اتِّخاذ اجراء قانوني،‏ ينبغي ان نفكر كيف يُحتمَل ان يؤثر ذلك فينا شخصيا،‏ في الشخص الآخر او الاشخاص الآخرين،‏ في الجماعة،‏ وفي الذين هم من خارج.‏ فالسعي الى الحصول على تعويض يمكن ان يستهلك الكثير من وقتنا وطاقتنا ومواردنا الاخرى.‏ ولن يؤدي هذا على الارجح إلّا الى إغناء المحامين والاختصاصيين الآخرين.‏ من المؤسف ان بعض المسيحيين ضحّوا بامتيازات ثيوقراطية لأنهم صاروا منهمكين فوق الحد في هذه الامور.‏ والتهاؤنا بهذه الطريقة يبهج الشيطان دون شك،‏ ولكننا نريد ان نفرح قلب يهوه.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ ومن ناحية اخرى،‏ يمكن لتقبُّل الخسارة ان يجنِّبنا الاحزان ويوفِّر علينا وعلى الشيوخ الكثير من الوقت.‏ وسيساعد على حفظ سلام الجماعة ويمكِّننا من المداومة على طلب الملكوت اولا.‏

      التمييز واتِّخاذ القرارات

      ١٩ كيف يمكن ان نستفيد من التمييز الروحي والصلاة عندما نتَّخذ قرارات مجهِدة؟‏

      ١٩ ان اتِّخاذ القرارات بخصوص المسائل المالية او التجارية يمكن ان يكون مجهِدا جدا.‏ ولكن يمكن للتمييز الروحي ان يساعدنا على وزن العوامل واتِّخاذ قرارات حكيمة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يمكن للاتكال على يهوه بروح الصلاة ان يمنحنا «سلام اللّٰه.‏» (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ انه هدوء وسكون ناجم عن علاقة شخصية حميمة بيهوه.‏ وبالتأكيد يمكن لمثل هذا السلام ان يساهم في المحافظة على اتِّزاننا عندما نواجه قرارات صعبة.‏

      ٢٠ ماذا ينبغي ان نكون مصمِّمين على فعله في ما يتعلق بالمسائل التجارية وبالجماعة؟‏

      ٢٠ فلنصمِّم ألا ندَع خلافات العمل تعكِّر سلامنا او سلام الجماعة.‏ ويلزم ان نتذكر ان الجماعة المسيحية تعمل لمساعدتنا روحيا،‏ لا لتخدم كمركز للمساعي التجارية.‏ فيجب دائما ان تبقى المسائل التجارية منفصلة عن نشاطات الجماعة.‏ ويلزم ان نستعمل التمييز والحذر عندما نشرع في مغامرات تجارية.‏ ولنحافظ دوما على نظرة متَّزنة الى مثل هذه الامور،‏ طالبين مصالح الملكوت اولا.‏ وإذا فشلت مغامرة تجارية تشمل رفقاء مؤمنين،‏ فلنطلب خير جميع ذوي العلاقة.‏

      ٢١ كيف يمكننا ان نستخدم التمييز ونعمل انسجاما مع فيلبي ١:‏٩-‏١١‏؟‏

      ٢١ وبدلا من القلق بإفراط بشأن المسائل المالية وغيرها من الامور الاقل اهمية،‏ فلنُمِل قلوبنا جميعا الى التمييز،‏ ولنصلِّ طلبا لإرشاد اللّٰه،‏ ونبقِ مصالح الملكوت اولا.‏ وانسجاما مع صلاة بولس،‏ ‹فلتزدَد محبتنا في المعرفة [«الدقيقة،‏» ع‌ج‏] وفي كل فهم [‏‏«تمييز،‏» ع‌ج‏].‏ حتى نميّز الامور المتخالفة [‏‏‹نتيقن الامور الاكثر اهمية،‏› ع‌ج‏] ونكون بلا عثرة [«للآخرين،‏» ع‌ج‏]› او لأنفسنا.‏ والآن،‏ اذ يجلس المسيح الملك على عرشه السماوي،‏ فلنظهر التمييز الروحي في كل وجه من اوجه الحياة.‏ ولنكن «مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد اللّٰه وحمده.‏» —‏ فيلبي ١:‏٩-‏١١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة