-
أميلوا قلبكم الى التمييزبرج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
أميلوا قلبكم الى التمييز
«يهوه نفسه يعطي حكمة؛ من فمه المعرفة والتمييز.» — امثال ٢:٦، عج.
١ كيف يمكننا ان نُميل قلبنا الى التمييز؟
يهوه هو معلِّمنا العظيم. (اشعياء ٣٠:٢٠، ٢١، عج) ولكن ماذا يجب ان نفعل لنستفيد من «معرفة اللّٰه» المُعلَنة في كلمته؟ جزئيا، يجب ان ‹نُميل قلبنا الى التمييز› — ان نملك رغبة صادقة في احراز هذه الصفة والاعراب عنها. ومن اجل ذلك، يجب ان نلتفت الى اللّٰه، لأن الرجل الحكيم قال: «يهوه نفسه يعطي حكمة؛ من فمه المعرفة والتمييز.» (امثال ٢:١-٦، عج) فما هي المعرفة، والحكمة، والتمييز؟
٢ (أ) ما هي المعرفة؟ (ب) كيف تعرِّفون الحكمة؟ (ج) ما هو التمييز؟
٢ المعرفة هي دراية الوقائع المُكتسَبة بالخبرة، الملاحظة، او الدرس. والحكمة هي القدرة على وضع المعرفة موضع العمل. (متى ١١:١٩، عج) اعرب الملك سليمان عن الحكمة عندما طالبت امرأتان بالطفل نفسه، وقد استخدم معرفته لتفاني الام في سبيل ولدها لحسم الخلاف. (١ ملوك ٣:١٦-٢٨) والتمييز هو «دقة الحكم.» انه «قوة او قدرة العقل التي بها يفرِّق بين شيء وآخر.» (قاموس وبستر العالمي) وإذا املنا قلبنا الى التمييز، فسيعطينا اياه يهوه بواسطة ابنه. (٢ تيموثاوس ٢:١، ٧، عج) ولكن كيف يمكن ان يؤثر التمييز في مختلف اوجه الحياة؟
التمييز وكلامنا
٣ كيف تشرحون الامثال ١١:١٢، ١٣ وماذا يعني ان يكون المرء ‹ناقص القلب›؟
٣ يساعدنا التمييز على الادراك انه «للسكوت وقت وللتكلم وقت.» (جامعة ٣:٧) وهذه الصفة تجعلنا ايضا حذرين مما نقوله. تذكر الامثال ١١:١٢، ١٣: «المحتقر صاحبه هو ناقص الفهم [«القلب،» عج]. أما ذو الفهم [«التمييز،» عج] فيسكت. الساعي بالوشاية يفشي السر والامين الروح يكتم الامر.» اجل، ان الرجل، او المرأة، الذي يحتقر غيره هو ‹ناقص القلب.› وبحسب المعجمي وِلهَلم ڠيزينيوس، ان مثل هذا الفرد «عديم الفهم.» وهو لا يملك الحكم السليم، واستعمال التعبير «القلب» يُظهِر ان الصفات الايجابية للانسان الداخلي ناقصة. وإذا ظلّ شخص يدّعي المسيحية يطلق العنان لثرثرته او ثرثرتها الى حد الافتراء او الشتم، يجب ان يبادر الشيوخ المعيّنون الى وضع حد لهذه الحالة الوخيمة في الجماعة. — لاويين ١٩:١٦؛ مزمور ١٠١:٥؛ ١ كورنثوس ٥:١١.
٤ ماذا يفعل المسيحيون ذوو التمييز والامناء بشأن المعلومات السرية؟
٤ بخلاف ‹الناقصي القلب،› يسكت ‹ذوو التمييز› عندما يكون ذلك مناسبا. وهم لا يخونون الثقة. (امثال ٢٠:١٩) ولأن ذوي التمييز يعرفون ان الكلام غير المضبوط يمكن ان يسبب الاذى، يكونون ‹امناء الروح.› انهم اولياء للرفقاء المؤمنين ولا يفشون المسائل السرية التي يمكن ان تعرّض رفقاءهم للخطر. وإذا حصل المسيحيون ذوو التمييز على ايّ نوع من المعلومات السرية المتعلّقة بالجماعة، يكتمونها حتى ترى هيئة يهوه انه من المناسب ان تنشرها بطريقتها الخاصة.
التمييز وسلوكنا
٥ كيف يرى ‹الجهال› الرذيلة، ولماذا؟
٥ تساعدنا امثال الكتاب المقدس على استخدام التمييز وتجنُّب السلوك غير اللائق. مثلا، تقول الامثال ١٠:٢٣: «فعل الرذيلة عند الجاهل كالضحك. أما الحكمة فَلِذي فهم [«تمييز،» عج].» والذين يعتبرون الرذيلة «كالضحك» يجهلون مدى خطإ مسلكهم ويستهينون باللّٰه بصفته مَن يجب ان يعطيه الجميع حسابا. (رومية ١٤:١٢) ومثل هؤلاء ‹الجهال› يصيرون منحرفي التفكير الى حد الافتراض ان اللّٰه لا يرى خطأهم. وفي الواقع، هم يقولون بأفعالهم: «ليس اله.» (مزمور ١٤:١-٣؛ اشعياء ٢٩:١٥، ١٦) وإذ لا توجِّههم المبادئ الالهية، ينقصهم التمييز ولا يمكنهم ان يحكموا في المسائل بشكل صحيح. — امثال ٢٨:٥.
٦ لماذا الرذيلة جهالة، وكيف ننظر اليها اذا كنا نملك التمييز؟
٦ ويدرك «ذو التمييز» ان الرذيلة ليست ‹ضحكا،› لهوا. فهو يعرف انها تغضب اللّٰه ويمكن ان تدمّر علاقتنا به. ومثل هذا المسلك هو حماقة لأنه يسلب الناس احترامهم للذات، يدمّر الزيجات، يؤذي الفكر والجسد كليهما، ويؤدي الى خسارة الروحيات. لذلك فلنُمِل قلوبنا الى التمييز ولنتجنب ايّ شكل من اشكال الرذيلة او الفساد الادبي. — امثال ٥:١-٢٣.
التمييز وروحنا
٧ ما هي بعض تأثيرات الغضب الجسدية؟
٧ ان إمالة قلبنا الى التمييز تساعدنا ايضا على ضبط روحنا. تقول الامثال ١٤:٢٩: «بطيء الغضب كثير الفهم [«التمييز،» عج]. وقصير الروح معلّي الحمَق.» وأحد الاسباب التي لأجلها يجاهد ذو التمييز لتجنُّب الغضب غير المضبوط هو ان الغضب يؤثر في جسده تأثيرا رديئا. فيمكن ان يرفع ضغط الدم ويسبب عللا تنفسية. وقد اشار الاطباء الى الغضب والغيظ انهما من الانفعالات التي تسبب او تزيد حدة علل كالربو، الامراض الجلدية، المشاكل الهضمية، والقروح.
٨ إلامَ يمكن ان يؤدي عدم الصبر، ولكن كيف يمكن ان يساعدنا التمييز في هذا الصدد؟
٨ لا ينبغي ان نستعمل التمييز ونكون ‹بطيئي الغضب› لمجرد تجنب ايذاء صحتنا. فعدم الصبر يمكن ان يؤدي الى حماقات نندم عليها في ما بعد. أما التمييز فيجعلنا نتأمل في ما يمكن ان ينتج من الكلام غير المُلجَم او السلوك المتهوِّر، وبالتالي يحفظنا من ان ‹نعلّي الحمَق› بفعل امر غير حكيم. والتمييز يساعدنا بشكل خصوصي على الادراك ان الغيظ يمكن ان يُفسِد عمليات تفكيرنا، بحيث نعجز عن استعمال الحكم السليم. وهذا يُضعِف قدرتنا على فعل المشيئة الالهية والعيش بحسب مبادئ اللّٰه البارة. نعم، ان الاستسلام للغضب غير المضبوط مؤذٍ روحيا. وفي الواقع، يُدرَج ‹السخط› بين «اعمال الجسد» البغيضة التي لا تدعنا نرث ملكوت اللّٰه. (غلاطية ٥:١٩-٢١) اذًا، كمسيحيين ذوي تمييز، فلنكن ‹مسرعين في الاستماع مبطئين في التكلم مبطئين في الغضب.› — يعقوب ١:١٩.
٩ كيف يمكن للتمييز والمحبة الاخوية ان يساعدانا على حل الخلافات؟
٩ وإذا غضبنا، فقد يملي علينا التمييز انه ينبغي ان نلزم الصمت كي نتجنب شجارا. تقول الامثال ١٧:٢٧: «ذو المعرفة يبقي كلامه وذو الفهم [«التمييز،» عج] وقور الروح.» والتمييز مع المحبة الاخوية سيساعداننا على رؤية الحاجة الى ضبط الاندفاع الى التلفُّظ بكلام مؤذٍ. وإذا كان قد حدث انفجار غضب، فالمحبة والتواضع سيدفعاننا الى الاعتذار والتعويض عن الخطإ. ولكن لنفترض ان شخصا اهاننا. عندئذٍ، لنكلمه على حدة بلطف وتواضع وليكن الهدف الرئيسي ترويج السلام. — متى ٥:٢٣، ٢٤؛ ١٨:١٥-١٧.
التمييز وعائلتنا
١٠ ايّ دور تلعبه الحكمة والتمييز في الحياة العائلية؟
١٠ يلزم ان يعرب اعضاء العائلة عن الحكمة والتمييز، لأن هاتين الصفتين ستبنيان البيت. تقول الامثال ٢٤:٣، ٤: «بالحكمة يُبنى البيت وبالفهم [«بالتمييز،» عج] يُثبَّت وبالمعرفة تمتلئ المخادع من كل ثروة كريمة ونفيسة.» فالحكمة والتمييز هما كحجارة بناء جيدة للحياة العائلية الناجحة. والتمييز يساعد الوالدين المسيحيين على استقاء مشاعر اولادهم وهمومهم. وذو التمييز يمكنه ان يتّصل ويصغي ويكسب بصيرة في مشاعر وأفكار رفيق زواجه او زواجها. — امثال ٢٠:٥.
١١ كيف يمكن للمرأة المتزوجة ذات التمييز ان «تبني بيتها»؟
١١ لا شك ان الحكمة والتمييز حيويان للحياة العائلية السعيدة. مثلا، تقول الامثال ١٤:١: «حكمة المرأة تبني بيتها والحماقة تهدمه بيدها.» فالمرأة المتزوجة الحكيمة وذات التمييز الخاضعة لزوجها خضوعا لائقا ستعمل جاهدةً لخير بيتها وتساعد بالتالي على بنيان عائلتها. وأحد الامور التي «تبني بيتها» هو انها تتكلم دائما حسنا عن زوجها، مما يزيد احترام الآخرين له. والمرأة الفاضلة وذات التمييز التي تخاف يهوه خوفا توقيريا تكسب المدح لنفسها. — امثال ١٢:٤؛ ٣١:٢٨، ٣٠.
التمييز ومسلك حياتنا
١٢ كيف ينظر ‹الناقصو القلب› الى الحماقة، ولماذا؟
١٢ يساعدنا التمييز على المحافظة على مسلك لائق في كل امورنا. وهذا ما تشير اليه الامثال ١٥:٢١ التي تقول: «الحماقة فرح لناقص الفهم [«القلب،» عج]. أما ذو الفهم [«التمييز،» عج] فيقوِّم سلوكه.» فكيف ينبغي ان نفهم هذا المثل؟ ان مسلك الحماقة والرعونة يفرح الرجال، النساء، والاحداث الحمقى. فهم ‹ناقصو القلب،› يعوزهم الدافع الصائب، وقد بلغ بهم عدم حكمتهم حد الفرح بالحماقة.
١٣ ايّ امر ميَّزه سليمان بشأن الضحك والعبث؟
١٣ ان ملك اسرائيل ذا التمييز سليمان تعلّم ان العبث لا يعني إلا القليل جدا. وقد اعترف: «قلت انا في قلبي هلمّ امتحنك بالفرح فترى خيرا. وإذا هذا ايضا باطل. للضحك قلت مجنون وللفرح ماذا يفعل.» (جامعة ٢:١، ٢) وكرجل ذي تمييز، وجد سليمان ان المرح والضحك وحدهما لا يمنحان الاكتفاء، لأنهما لا ينتجان سعادة حقيقية تدوم. فقد يساعدنا الضحك على نسيان مشاكلنا وقتيا، غير انها في ما بعد قد تعود لتظهر وبشكل اكبر ايضا. فكان بإمكان سليمان ان يتكلم بحق عن الضحك انه «مجنون.» ولماذا؟ لأن الضحك الطائش يحجب الحكم السليم. فقد يجعلنا نستخف بأمور خطيرة جدا. ونوع الفرح المرتبط بكلمات وتصرفات مهرِّج البلاط الملكي لا يمكن ان يُشار اليه بأنه يُنتج امرا قيّما. وتمييز مغزى تجربة سليمان مع الضحك والمرح يساعدنا على تجنب كوننا «محبين للّذّات دون محبة للّٰه.» — ٢ تيموثاوس ٣:١، ٤.
١٤ كيف «يقوِّم» ذو التمييز «سلوكه»؟
١٤ وماذا يعني انّ ذا التمييز «يقوِّم سلوكه»؟ ان التمييز الروحي وتطبيق المبادئ الالهية يجعل الناس يسلكون في سبيل مستقيم. والترجمة التفسيرية تصيب الهدف بقولها: «الحماقة مصدر فرح للغبي، أما الفهيم فيسلك باستقامة.» و«ذو التمييز» يصنع لأرجله مسالك مستقيمة وهو قادر ان يفرّق بين الصواب والخطإ بسبب تطبيقه كلمة اللّٰه في حياته. — عبرانيين ٥:١٤؛ ١٢:١٢، ١٣.
التفتوا دوما الى يهوه طلبا للتمييز
١٥ ماذا نتعلّم من الامثال ٢:٦-٩؟
١٥ لكي نتبع مسلكا مستقيما في الحياة، يلزمنا جميعا ان نعترف بنقصنا ونلتفت الى يهوه طلبا للتمييز الروحي. تقول الامثال ٢:٦-٩: «الرب يعطي حكمة. من فمه المعرفة والفهم [«التمييز،» عج]. يذخر معونة [«حكمة عملية،» عج] للمستقيمين. هو مجنّ للسالكين بالكمال. لنصر مسالك الحق وحفظ طريق اتقيائه. حينئذٍ تفهم العدل والحق والاستقامة. كل سبيل صالح.» — قارنوا يعقوب ٤:٦.
١٦ لماذا ليس حكمة او تمييز او مشورة تجاه يهوه؟
١٦ وإذ نعترف باعتمادنا على يهوه، فلنسعَ بتواضع الى تمييز مشيئته بالغوص عميقا في كلمته. فهو يملك الحكمة بالمعنى المطلق، ومشورته نافعة على الدوام. (اشعياء ٤٠:١٣؛ رومية ١١:٣٤) وفي الواقع، ان كل نصح يناقض كلمته هو عديم القيمة. تذكر الامثال ٢١:٣٠: «ليس حكمة ولا فطنة [«تمييز،» عج] ولا مشورة تجاه الرب.» (قارنوا امثال ١٩:٢١.) والتمييز الروحي، الذي ينمو بدرس كلمة اللّٰه بمساعدة المطبوعات التي يزوّدها «العبد الامين الحكيم،» هو وحده سيساعدنا على اتِّباع مسلك لائق في الحياة. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) اذًا فلنوجّه طريقة حياتنا انسجاما مع مشورة يهوه، عالمين ان النصيحة التي تتعارض مع كلمته، مهما بدت مقنعة، لا يمكنها ان تثبت في وجهها.
١٧ ماذا يمكن ان ينتج اذا أُعطيت مشورة خاطئة؟
١٧ والمسيحيون ذوو التمييز الذين يقدّمون النصيحة يدركون انه ينبغي ان تكون مؤسسة بثبات على كلمة اللّٰه وأنه يلزم درس الكتاب المقدس والتأمل قبل الاجابة عن سؤال ما. (امثال ١٥:٢٨) فإذا أُعطيت اجوبة خاطئة عن مسائل خطيرة، يمكن ان ينتج اذى عظيم. لذلك يحتاج الشيوخ المسيحيون الى التمييز الروحي وينبغي ان يصلّوا طلبا لإرشاد يهوه عندما يسعون الى مساعدة الرفقاء المؤمنين روحيا.
انموا في التمييز الروحي
١٨ اذا نشأت مشكلة في الجماعة، فكيف يمكن ان يساعدنا التمييز على المحافظة على اتزاننا الروحي؟
١٨ لكي نرضي يهوه، نحتاج الى ‹الفهم [«التمييز،» عج] في كل شيء.› (٢ تيموثاوس ٢:٧) ودرس الكتاب المقدس بشغف والامتثال لتوجيه روح اللّٰه وهيئته سيساعداننا على تمييز ما يجب ان نفعله عندما نواجه احوالا يمكن ان تؤدي بنا الى مسلك خاطئ. مثلا، افترضوا ان امرا معيَّنا في الجماعة لا يُعالج كما نظن انه ينبغي ان يُعالج. سيساعدنا التمييز الروحي ان نرى ان هذا ليس سببا للتوقف عن معاشرة شعب يهوه وتَرْك خدمة اللّٰه. فكروا في امتيازنا ان نخدم يهوه، في الحرية الروحية التي ننعم بها، في الفرح الذي يمكننا ان نستمدّه من خدمتنا كمنادين بالملكوت. والتمييز الروحي يمكِّننا من امتلاك وجهة النظر الصائبة والادراك اننا منتذرون للّٰه وأنه ينبغي ان نعزّ علاقتنا به، مهما فعل الآخرون. وإذا لم يكن هنالك ما يمكننا فعله ثيوقراطيا لمعالجة المشكلة، يلزم ان ننتظر يهوه بصبر ليصحّح المسألة. فبدل ان ننسحب ونستسلم لليأس، دعونا ‹ننتظر اللّٰه.› — مزمور ٤٢:٥، ١١، عج.
١٩ (أ) ماذا كان جوهر صلاة بولس لاجل اهل فيلبي؟ (ب) كيف يمكن ان يساعدنا التمييز اذا كنا لا نفهم كاملا امرا معيّنا؟
١٩ ويساعدنا التمييز الروحي على البقاء اولياء للّٰه وشعبه. قال بولس للمسيحيين في فيلبي: «هذا اصلّيه ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فأكثر في المعرفة [«الدقيقة،» عج] وفي كل فهم [«تمييز،» عج] حتى تميزوا الامور المتخالفة [«الاكثر اهمية،» عج] لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة الى يوم المسيح.» (فيلبي ١:٩، ١٠) فلكي نفكِّر بشكل لائق، نحن بحاجة الى ‹المعرفة الدقيقة وكل تمييز.› والكلمة اليونانية المنقولة هنا الى «تمييز» تشير الى «الادراك الادبي الحساس.» فعندما نتعلّم شيئا جديدا، نريد ان نفهم علاقته باللّٰه والمسيح وأن نتأمل كيف يعظِّم شخصية يهوه وتدابيره. وهذا يعزّز تمييزنا وتقديرنا لما فعله يهوه اللّٰه ويسوع المسيح لاجلنا. وإن لم نفهم كاملا امرا معيّنا، فسيساعدنا التمييز ان ندرك انه لا يجب ان نهجر ايماننا بكل الامور المهمة التي تعلّمناها عن اللّٰه، المسيح، والقصد الالهي.
٢٠ كيف يمكن ان ننمو في التمييز الروحي؟
٢٠ وسننمو في التمييز الروحي اذا كنا دائما نجعل افكارنا وأعمالنا منسجمة مع كلمة اللّٰه. (٢ كورنثوس ١٣:٥) وفعل ذلك بطريقة بنّاءة يساعدنا ان نكون متواضعين، لا متشبّثين برأينا وانتقاديين. وسيساعدنا التمييز على الاستفادة من التأديب وتمييز الامور الاكثر اهمية. (امثال ٣:٧) اذًا، رغبةً منا في ارضاء يهوه، فلنسعَ ان نمتلئ من المعرفة الدقيقة لكلمته. وهذا سيمكِّننا من تمييز الصواب من الخطإ، تحديد ما هو مهم حقا، والالتصاق بولاء بعلاقتنا الثمينة بيهوه. كل هذا ممكن اذا أمَلنا قلبنا الى التمييز. ولكن يلزم امر آخر. يجب ان ندعَ التمييز يصوننا.
-
-
دَعوا التمييز يصونكمبرج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
دَعوا التمييز يصونكم
«العقل يحفظك والفهم ينصرك [«التمييز يصونك،» عج].» — امثال ٢:١١.
١ من ايّ شيء يمكن ان يصوننا التمييز؟
يريد يهوه ان تمارسوا التمييز. ولماذا؟ لأنه يعرف انه يصونكم من مختلف المخاطر. تُستهَل الامثال ٢:١٠-١٩ بالقول: «اذا دخلت الحكمة قلبك ولذّت المعرفة لنفسك فالعقل يحفظك والفهم ينصرك [«التمييز يصونك،» عج].» يصونك من ايّ شيء؟ من امور مثل «طريق الشرير،» اولئك التاركين سبل الاستقامة، والملتوين في سبلهم.
٢ ما هو التمييز، وأيّ نوع منه يريد المسيحيون خصوصا ان ينالوه؟
٢ تتذكَّرون على الارجح ان التمييز هو قدرة العقل التي بها يفرِّق بين شيء وآخر. فالذي يتحلّى بالتمييز يدرك الاختلافات في الافكار او الاشياء ولديه حكم سليم. وكمسيحيين، نريد خصوصا نيل التمييز الروحي المؤسس على المعرفة الدقيقة لكلمة اللّٰه. وعندما ندرس الاسفار المقدسة، نكون كأننا نستخرج من المقلع الحجارة التي يُبنى بها التمييز الروحي. وما نتعلمه يمكن ان يساعدنا على اتِّخاذ القرارات التي تسرّ يهوه.
٣ كيف يمكننا امتلاك التمييز الروحي؟
٣ عندما سأل اللّٰه سليمان ملك اسرائيل اية بركة يريد، قال الحاكم الشاب: «أعطِ عبدك قلبا فهيما لأحكم على شعبك وأميِّز بين الخير والشر.» لقد طلب سليمان التمييز، وقد اعطاه اياه يهوه الى درجة غير عادية. (١ ملوك ٣:٩؛ ٤:٣٠) فلكي نحرز التمييز، يلزم ان نصلّي، ويجب ان ندرس كلمة اللّٰه بمساعدة المطبوعات المنوِّرة المزوَّدة بواسطة «العبد الامين الحكيم.» (متى ٢٤:٤٥-٤٧) وسيساعدنا ذلك على تطوير التمييز الروحي بحيث نصير ‹كاملين في الاذهان،› قادرين على «التمييز بين الخير والشر.» — ١ كورنثوس ١٤:٢٠؛ عبرانيين ٥:١٤.
حاجة خصوصية الى التمييز
٤ ماذا يعني ان نملك عينا «بسيطة،» وكيف يمكن ان تفيدنا؟
٤ بالتمييز اللائق، يمكننا ان نعمل بانسجام مع كلمات يسوع المسيح: «اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبرّه وهذه [الامور المادية] كلها تزاد لكم.» (متى ٦:٣٣) وقال يسوع ايضا: «سراج الجسد هو العين. فمتى كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيِّرا.» (لوقا ١١:٣٤) ان العين سراج مجازي. والعين ‹البسيطة› مخلصة ومركِّزة. وبعين كهذه، يمكننا ان نظهر التمييز ونسلك دون ان نعثر روحيا.
٥ في ما يتعلق بالتعاملات التجارية، ايّ امر لا يجب ان يغيب عن بالنا بشأن القصد من الجماعة المسيحية؟
٥ ان البعض — عوض ابقاء عينهم بسيطة — عقَّدوا حياتهم وحياة غيرهم بتعاملات تجارية مغرية. ولكن يجب ان نتذكر ان الجماعة المسيحية هي «عمود الحق وقاعدته.» (١ تيموثاوس ٣:١٥) وكأعمدة البناء، تدعم الجماعة حق اللّٰه، لا المشروع التجاري لأيّ كان. فجماعات شهود يهوه لم تتأسس لتكون مواقع لترويج المصالح التجارية، السّلع، او الخدمات. فيجب ان نحجم عن الانهماك في شؤون العمل الشخصية في قاعة الملكوت. ويساعدنا التمييز ان نرى ان قاعات الملكوت، ودروس الكتاب الجَماعية، والمحافل الكورية والدائرية لشهود يهوه هي اماكن للمعاشرة المسيحية والمناقشة الروحية. وإذا كنا نستعمل العلاقات الروحية لترويج ايّ نوع من المصالح التجارية، أفلا يُظهر ذلك على الاقل نقصا في التقدير للقيَم الروحية؟ فلا يجب ابدا استغلال المعارف ضمن الجماعة لكسب الربح المالي.
٦ لماذا لا ينبغي بيع او ترويج المنتجات التجارية او الخدمات في اجتماعات الجماعة؟
٦ لقد استغل البعض اتصالاتهم الثيوقراطية لبيع مستحضرات صحية او تجميلية، منتجات تحتوي على الڤيتامينات، خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية، مواد للبناء، رحلات سياحية، برامج وأجهزة كمپيوتر، وهلم جرّا. لكنَّ اجتماعات الجماعة ليست مكانا لبيع او ترويج المنتجات التجارية او الخدمات. ويمكننا ان نميّز المبدأ الضمني اذا تذكَّرنا ان يسوع «طرد الجميع من الهيكل. الغنم والبقر وكبّ دراهم الصيارف وقلَّب موائدهم. وقال لباعة الحمام ارفعوا هذه من ههنا. لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة.» — يوحنا ٢:١٥، ١٦.
ماذا بشأن استثمار المال؟
٧ لماذا التمييز والحذر لازمان في ما يتعلق باستثمار الاموال؟
٧ ان التمييز والحذر كليهما لازمان عند التأمل في استثمار اموالكم في مغامرة تجارية. لنقُل ان شخصا يريد ان يقترض المال ويصنع وعودا كالتالية: «اضمن لكم انكم ستجنون المال.» «لا يمكن ان تخسروا. هذا امر مضمون.» انتبهوا عندما يصنع الشخص مثل هذه التأكيدات. فهو إما غير واقعي او غير مستقيم، لأن استثمار المال نادرا ما يكون مضمونا. وفي الواقع، ان بعض الاشخاص المَلِقي الكلام والعديمي الضمير سلبوا افرادا في الجماعة. وهذا يذكّرنا ‹بالفجار› الذين دخلوا خلسة الى جماعة القرن الاول و‹حوَّلوا لطف اللّٰه غير المستحَق الى عذر للانحلال الخلقي.› فكانوا صخورا مسنَّنة تحت الماء يمكن ان تشقّ وتقتل السابحين. (يهوذا ٤، ١٢، عج) صحيح ان دوافع السالبين تختلف عن دوافع هؤلاء، ولكنهم هم ايضا يفترسون اعضاء الجماعة.
٨ ماذا حدث بشأن بعض المغامرات التجارية التي بدت مربحة؟
٨ وحتى المسيحيون الحسنو النية شاركوا آخرين في معلومات حول مغامرات بدت مربحة، انما ليكتشفوا انهم خسروا الاموال التي استثمروها هم والذين اتَّبعوا مثالهم. ونتيجة لذلك، خسر عدد من المسيحيين امتيازات في الجماعة. وعندما يتبيَّن ان مغامرات الغنى السريع هي خطط تنطوي على الغش، يكون المستفيد الوحيد هو النصّاب الذي غالبا ما يتوارى عاجلا عن الانظار. فكيف يمكن للتمييز ان يساعد المرء على تجنُّب حالات كهذه؟
٩ لماذا التمييز لازم لتقييم الادعاءات بشأن الاستثمارات؟
٩ يتضمَّن التمييز فكرة القدرة على فهم الامور الغامضة. وهذه القدرة لازمة لتقييم الادّعاءات بشأن الاستثمارات. فالمسيحيون يثقون واحدهم بالآخر، وقد يظن البعض ان اخوتهم وأخواتهم الروحيين لن يتورطوا في مغامرات قد تعرّض موارد رفقائهم المؤمنين للخطر. ولكنَّ واقع كون رجل الاعمال مسيحيا لا يضمن انه بارع في المسائل التجارية او ان مشروعه سينجح.
١٠ لماذا يطلب بعض المسيحيين قروض عمل من الرفقاء المؤمنين، وماذا يمكن ان يحدث لمثل هذه الاستثمارات؟
١٠ يطلب بعض المسيحيين قروض عمل من الرفقاء المؤمنين لأن وكالات التسليف المعتبَرة لا تُقرض الاموال اطلاقا من اجل مشاريعهم المنطوية على مخاطرة. وقد خُدع كثيرون وصدّقوا انه بمجرد استثمار اموالهم، سيتمكنون سريعا من كسب ثروة دون ان يعملوا كثيرا او ربما دون ان يعملوا على الاطلاق. وينجذب البعض الى الاستثمار بسبب ما يرافقه من اثارة، انما ليفقدوا مدَّخرات حياتهم! استثمر مسيحي مبلغا كبيرا من المال، متوقِّعا الحصول في المقابل على فائدة قدرها ٢٥ في المئة في مجرد اسبوعين. فخسر كل هذا المال عندما اعلنت شركة الاستثمار افلاسها. وفي مغامرة اخرى، اقترض مُرابح عقارات مبالغ كبيرة من المال من آخرين في الجماعة. ووعدهم بفوائد مرتفعة للغاية ولكنه افلس وخسر الاموال التي اقترضها.
عندما تفشل المغامرات التجارية
١١ ايّ نصح قدمه بولس بخصوص الطمع ومحبة المال؟
١١ ادّى الفشل التجاري الى خيبة الامل وحتى الى خسارة الروحيات عند بعض المسيحيين الذين تورطوا في مغامرات غير سليمة. وقد نتج الالم والمرارة من الفشل في جعل التمييز يصونهم. وقد اوقع الطمع كثيرين في شركه. كتب بولس: ‹أما الطمع فلا يُسَمَّ بينكم كما يليق بقديسين.› (افسس ٥:٣) وحذَّر: «وأما الذين يريدون ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة.» — ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠.
١٢ اذا كانت للمسيحيين تعاملات تجارية بعضهم مع بعض، فماذا يجب ان يتذكروا بشكل خصوصي؟
١٢ وإذا طوَّر مسيحي محبة للمال، فسيجلب على نفسه ضررا روحيا كبيرا. كان الفريسيون محبين للمال، وهذه صفة تسم كثيرين في هذه الايام الاخيرة. (لوقا ١٦:١٤؛ ٢ تيموثاوس ٣:١، ٢) أما سيرة المسيحي فيجب ان تكون «خالية من محبة المال.» (عبرانيين ١٣:٥) طبعا، يمكن ان يعمل المسيحيون بعضهم مع بعض او ان يقوموا بمشاريع عمل معا. ولكن اذا فعلوا ذلك، يجب ابقاء المناقشات والتداولات بمعزل عن شؤون الجماعة. وتذكَّروا: حتى بين الاخوة الروحيين، دوِّنوا دائما اتفاقات العمل خطيًّا. وستساعد في هذا المجال مقالة «دوِّنوها خطيًّا!،» الواردة في استيقظ! عدد ٨ شباط ١٩٨٣، الصفحات ١٣ الى ١٥، بالانكليزية.
١٣ كيف تطبّقون الامثال ٢٢:٧ على المغامرات التجارية؟
١٣ تخبرنا الامثال ٢٢:٧: «المقترِض عبد للمقرِض.» وغالبا ما يكون جعْل انفسنا او اخينا في مركز عبد امرا عديم الحكمة. وعندما يسألنا احد ان نقرضه المال لمغامرة تجارية، يحسن بنا ان نفكر في قدرته على تسديد المبلغ. فهل يُعرف عنه انه اهل للثقة ويُعتمَد عليه؟ وينبغي بالتأكيد ان ندرك ان اعطاء قرض كهذا قد يعني خسارة المال لأن الكثير من المغامرات التجارية يفشل. والعقد بحدّ ذاته لا يكفل مغامرة ناجحة. وطبعا، ليس من الحكمة ان يخاطر ايّ كان بأن يستثمر في مشروع عمل كميةً من المال لا يمكنه تحمُّل خسارتها.
١٤ لماذا يلزم ان نعرب عن التمييز اذا اقرضنا المال لرفيق مسيحي فشل مشروعه التجاري؟
١٤ ويلزم ان نعرب عن التمييز اذا اقرضنا مسيحيا لأغراض تجارية فخسر المال، مع انه لم يقُم بأعمال غير مستقيمة. فإن لم يكن فشل المشروع التجاري غلطة رفيقنا المؤمن الذي اقترض المال، فهل يمكننا ان نقول اننا ظُلِمنا؟ لا، لأننا اقرضناه بملء ارادتنا، ولربما كنا نجني فائدة المال، ولم يحدث شيء غير مستقيم. ولأنه لم يكن هنالك ايّ امر غير مستقيم، لا اساس لدينا لاتّخاذ اجراء قضائي ضد المقترض. فما النفع من مقاضاة رفيق مسيحي مستقيم اضطر الى اعلان افلاسه بسبب فشل مغامرة تجارية بنيَّة حسنة؟ — ١ كورنثوس ٦:١.
١٥ اية عوامل يلزم التأمل فيها اذا أُعلن الافلاس؟
١٥ ان الذين يفشلون في اعمالهم التجارية يجدون احيانا منفذا بإعلان الافلاس. ولأن المسيحيين لا يتهاونون بواقع كونهم مديونين، حتى بعد ان تعفيهم قوانين الافلاس من بعض الديون، شعر البعض بأنهم ملزَمون بمحاولة تسديد الديون التي أُعفوا منها اذا قبل المقرِضون ذلك. ولكن ماذا اذا خسر المقترض مال اخيه ثم عاش متنعِّما؟ او ماذا اذا حصل المقترض على ما يكفي من المال لتسديد ما اقترضه غير انه تجاهل الالتزام الادبي الذي قد يكون له تجاه اخيه ماليا؟ عندئذٍ سيُشَك في مؤهلات المقترض ليخدم في مركز مسؤولية في الجماعة. — ١ تيموثاوس ٣:٣، ٨؛ انظروا برج المراقبة، عدد ١٥ ايلول ١٩٩٤، الصفحتين ٣٠-٣١.
ماذا في حال حدوث غش؟
١٦ اية خطوات يمكن اتِّخاذها اذا بدا اننا وقعنا ضحية الغش في التجارة؟
١٦ يساعدنا التمييز ان ندرك ان الاستثمارات لا تؤدي جميعها الى الربح. ولكن ماذا اذا كان في الامر غش؟ والغش هو «الاستخدام العمدي للخداع، الاحتيال، او تحريف الحقيقة بهدف جعل شخص آخر يتخلّى عن شيء قيّم يملكه او يتنازل عن حق شرعي.» وقد اوجز يسوع خطوات يمكن اتِّخاذها عندما يظن الشخص ان رفيقا عابدا قد سلبه. قال يسوع بحسب متى ١٨:١٥-١٧: «إن اخطأ اليك اخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت اخاك. وإن لم يسمع فخذ معك ايضا واحدا او اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين او ثلاثة. وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة [«للجماعة،» عج]. وإن لم يسمع من الكنيسة [«الجماعة،» عج] فليكن عندك كالوثني والعشار.» والمثل الذي اعطاه يسوع في ما بعد يشير الى انه كان يقصد خطايا كتلك المتعلقة بالمسائل المالية، بما فيها الغش. — متى ١٨:٢٣-٣٥.
١٧، ١٨ اذا سلبَنا شخص يدّعي المسيحية، فكيف يمكن ان يصوننا التمييز؟
١٧ طبعا، لن يكون هنالك اساس من الاسفار المقدسة لاتِّخاذ الخطوات المبيّنة في متى ١٨:١٥-١٧ إن لم يكن هنالك دليل على الغش او حتى ما يلمّح اليه. ولكن ماذا اذا سلبَنا فعلا شخص يدّعي المسيحية؟ يمكن ان يصوننا التمييز من اتِّخاذ اجراء قد يسيء الى سمعة الجماعة. فقد نصح بولس المسيحيين الرفقاء بأن يُظلَموا وحتى بأن يُسلَبوا عوض مقاضاة احد الاخوة. — ١ كورنثوس ٦:٧.
١٨ ان اخوتنا وأخواتنا المسيحيين الحقيقيين ليسوا ‹ممتلئين غشا وخبثا› كالساحر باريَشوع. (اعمال ١٣:٦-١٢) لذلك فلنستعمل التمييز عندما نخسر المال في المغامرات التجارية التي تشمل الرفقاء المؤمنين. وإذا كنا نفكر في اتِّخاذ اجراء قانوني، ينبغي ان نفكر كيف يُحتمَل ان يؤثر ذلك فينا شخصيا، في الشخص الآخر او الاشخاص الآخرين، في الجماعة، وفي الذين هم من خارج. فالسعي الى الحصول على تعويض يمكن ان يستهلك الكثير من وقتنا وطاقتنا ومواردنا الاخرى. ولن يؤدي هذا على الارجح إلّا الى إغناء المحامين والاختصاصيين الآخرين. من المؤسف ان بعض المسيحيين ضحّوا بامتيازات ثيوقراطية لأنهم صاروا منهمكين فوق الحد في هذه الامور. والتهاؤنا بهذه الطريقة يبهج الشيطان دون شك، ولكننا نريد ان نفرح قلب يهوه. (امثال ٢٧:١١) ومن ناحية اخرى، يمكن لتقبُّل الخسارة ان يجنِّبنا الاحزان ويوفِّر علينا وعلى الشيوخ الكثير من الوقت. وسيساعد على حفظ سلام الجماعة ويمكِّننا من المداومة على طلب الملكوت اولا.
التمييز واتِّخاذ القرارات
١٩ كيف يمكن ان نستفيد من التمييز الروحي والصلاة عندما نتَّخذ قرارات مجهِدة؟
١٩ ان اتِّخاذ القرارات بخصوص المسائل المالية او التجارية يمكن ان يكون مجهِدا جدا. ولكن يمكن للتمييز الروحي ان يساعدنا على وزن العوامل واتِّخاذ قرارات حكيمة. وعلاوة على ذلك، يمكن للاتكال على يهوه بروح الصلاة ان يمنحنا «سلام اللّٰه.» (فيلبي ٤:٦، ٧) انه هدوء وسكون ناجم عن علاقة شخصية حميمة بيهوه. وبالتأكيد يمكن لمثل هذا السلام ان يساهم في المحافظة على اتِّزاننا عندما نواجه قرارات صعبة.
٢٠ ماذا ينبغي ان نكون مصمِّمين على فعله في ما يتعلق بالمسائل التجارية وبالجماعة؟
٢٠ فلنصمِّم ألا ندَع خلافات العمل تعكِّر سلامنا او سلام الجماعة. ويلزم ان نتذكر ان الجماعة المسيحية تعمل لمساعدتنا روحيا، لا لتخدم كمركز للمساعي التجارية. فيجب دائما ان تبقى المسائل التجارية منفصلة عن نشاطات الجماعة. ويلزم ان نستعمل التمييز والحذر عندما نشرع في مغامرات تجارية. ولنحافظ دوما على نظرة متَّزنة الى مثل هذه الامور، طالبين مصالح الملكوت اولا. وإذا فشلت مغامرة تجارية تشمل رفقاء مؤمنين، فلنطلب خير جميع ذوي العلاقة.
٢١ كيف يمكننا ان نستخدم التمييز ونعمل انسجاما مع فيلبي ١:٩-١١؟
٢١ وبدلا من القلق بإفراط بشأن المسائل المالية وغيرها من الامور الاقل اهمية، فلنُمِل قلوبنا جميعا الى التمييز، ولنصلِّ طلبا لإرشاد اللّٰه، ونبقِ مصالح الملكوت اولا. وانسجاما مع صلاة بولس، ‹فلتزدَد محبتنا في المعرفة [«الدقيقة،» عج] وفي كل فهم [«تمييز،» عج]. حتى نميّز الامور المتخالفة [‹نتيقن الامور الاكثر اهمية،› عج] ونكون بلا عثرة [«للآخرين،» عج]› او لأنفسنا. والآن، اذ يجلس المسيح الملك على عرشه السماوي، فلنظهر التمييز الروحي في كل وجه من اوجه الحياة. ولنكن «مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد اللّٰه وحمده.» — فيلبي ١:٩-١١.
-