-
نمِّ الصفات التي تساعدك في عمل التلمذةبرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
نَمِّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُكَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ
«اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». — متى ٢٨:١٩.
١ أَيَّةُ مَهَارَاتٍ وَمَوَاقِفَ عَقْلِيَّةٍ ٱحْتَاجَ إِلَيْهَا بَعْضُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي؟
فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَحْتَاجُ خُدَّامُ يَهْوَه إِلَى ٱكْتِسَابِ مَهَارَاتٍ وَحِيَازَةِ مَوَاقِفَ عَقْلِيَّةٍ تُسَاعِدُهُمْ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَتِهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَرَكَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ مَدِينَةَ أُورَ ٱلْمُزْدَهِرَةِ إِطَاعَةً لِأَمْرِ ٱللّٰهِ، وَٱحْتَاجَا مَعَ ٱلْوَقْتِ إِلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ وَٱكْتِسَابِ مَهَارَاتٍ ٱسْتَلْزَمَتْهَا ٱلْحَيَاةُ فِي خِيَامٍ. (عبرانيين ١١:٨، ٩، ١٥) كَمَا ٱحْتَاجَ يَشُوعُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ، ٱلثِّقَةِ بِيَهْوَه، وَمَعْرِفَةِ ٱلشَّرِيعَةِ لِكَيْ يَقُودَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. (يشوع ١:٧-٩) وَمَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَهَارَاتُ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَهَا بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ، فَلَا شَكَّ أَنَّهُمَا نَمَّيَاهَا وَصَقَلَاهَا بِعَوْنِ رُوحِ ٱللّٰهِ لِكَيْ يَنْجَحَا فِي ٱلْإِشْرَافِ عَلَى بِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ وَصُنْعِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِهِ. — خروج ٣١:١-١١.
٢ أَيُّ سُؤَالَيْنِ حَوْلَ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ سَنُنَاقِشُهُمَا ٱلْآنَ؟
٢ بَعْدَ قُرُونٍ، أَوْكَلَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ إِلَى أَتْبَاعِهِ مُهِمَّةَ ٱلتَّلْمَذَةِ حِينَ أَوْصَاهُمْ: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، . . . وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ». (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وَقَبْلَ ذلِكَ ٱلْحِينِ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ قَدْ نَالَ ٱمْتِيَازًا بِهذِهِ ٱلضَّخَامَةِ. فَأَيَّةُ صِفَاتٍ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ تَنْمِيَتُهَا؟
أَعْرِبْ عَنْ مَحَبَّةٍ عَمِيقَةٍ للّٰهِ
٣ أَيَّةُ فُرْصَةٍ تُتِيحُهَا لَنَا ٱلْوَصِيَّةُ أَنْ نَقُومَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٣ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّحَدُّثُ إِلَى ٱلنَّاسِ وَإِقْنَاعُهُمْ بِعِبَادَةِ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ مَحَبَّةً عَمِيقَةً لِيَهْوَه. فِي ٱلْمَاضِي، كَانَ بِٱسْتِطَاعَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُبَرْهِنُوا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ للّٰهِ بِإِطَاعَتِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ، تَسْبِيحِهِ بِكُلِّ ٱلنَّفْسِ فِي ٱلتَّرَانِيمِ، وَتَقْدِيمِهِمْ بِإِخْلَاصٍ ذَبَائِحَ مَقْبُولَةً لَدَيْهِ. (تثنية ١٠:١٢، ١٣؛ ٣٠:١٩، ٢٠؛ مزمور ٢١:١٣؛ ٩٦:١، ٢؛ ١٣٨:٥) وَنَحْنُ أَيْضًا كَأَشْخَاصٍ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ لَا بِإِطَاعَةِ شَرَائِعِهِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا بِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ وَعَنْ مَقَاصِدِهِ. وَيَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِٱقْتِنَاعٍ وَنَخْتَارَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِلتَّعْبِيرِ عَنْ مَشَاعِرِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ تِجَاهَ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي مَنَحَنَا إِيَّاهُ ٱللّٰهُ. — ١ تسالونيكي ١:٥؛ ١ بطرس ٣:١٥.
٤ لِمَاذَا فَرِحَ يَسُوعُ بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَه؟
٤ إِنَّ مَحَبَّةَ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقَةَ لِيَهْوَه جَعَلَتْهُ يَفْرَحُ كَثِيرًا بِٱلتَّحَدُّثِ عَنْ مَقَاصِدِ ٱللّٰهِ وَٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. (لوقا ٨:١؛ يوحنا ٤:٢٣، ٢٤، ٣١) فَقَدْ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ». (يوحنا ٤:٣٤) وَٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِ كَلِمَاتُ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي. بَشَّرْتُ بِٱلْبِرِّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْعَظِيمَةِ. هُوَذَا شَفَتَايَ لَا أَمْنَعُهُمَا. أَنْتَ يَا يَهْوَهُ تَعْلَمُ ذٰلِكَ يَقِينًا». — مزمور ٤٠:٨، ٩؛ عبرانيين ١٠:٧-١٠.
٥، ٦ مَا هِيَ ٱلصِّفَةُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٥ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ للّٰهِ ٱلْجُدُدَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ سِوَى ٱلْقَلِيلِ عَنْ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ عَنْ يَهْوَه وَٱلْمَلَكُوتِ بِٱقْتِنَاعٍ رَاسِخٍ يَدْفَعُ ٱلْآخَرِينَ إِلَى فَحْصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (يوحنا ١:٤١) فَمَحَبَّةُ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلدَّافِعُ ٱلْأَسَاسِيُّ إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. لِذلِكَ فَلْنَسْعَ إِلَى تَأْجِيجِهَا بِقِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِٱنْتِظَامٍ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا بِٱسْتِمْرَارٍ. — ١ تيموثاوس ٤:٦، ١٥؛ رؤيا ٢:٤.
٦ لَا شَكَّ أَنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لَعِبَتْ دَوْرًا بَارِزًا فِي جَعْلِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مُعَلِّمًا غَيُورًا. لكِنَّهَا لَيْسَتِ ٱلْعَامِلَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي أَدَّى إِلَى صَيْرُورَتِهِ مُنَادِيًا فَعَّالًا بِٱلْمَلَكُوتِ. فَأَيَّةُ صِفَاتٍ أُخْرَى مَكَّنَتْ يَسُوعَ مِنَ ٱلنَّجَاحِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
اِهْتَمَّ بِٱلنَّاسِ ٱهْتِمَامًا حُبِّيًّا
٧، ٨ كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَى ٱلنَّاسِ؟
٧ فَكَّرَ يَسُوعُ فِي ٱلنَّاسِ وَٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا حَقِيقِيًّا. حَتَّى خِلَالَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ ‹كَعَامِلٍ مَاهِرٍ› إِلَى جَانِبِ ٱللّٰهِ، كَانَتْ لَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ. (امثال ٨:٣٠، ٣١) وَكَإِنْسَانٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ، تَرَأَّفَ يَسُوعُ عَلَى ٱلنَّاسِ وَأَنْعَشَ ٱلَّذِينَ أَتَوْا إِلَيْهِ. (متى ١١:٢٨-٣٠) وَبِفِعْلِهِ ذلِكَ أَعْرَبَ عَنْ مَحَبَّةِ وَرَأْفَةِ يَهْوَه نَفْسِهِ، وَهذَا مَا جَذَبَ ٱلنَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ. وَقَدْ أَصْغَى شَتَّى ٱلنَّاسِ إِلَى يَسُوعَ لِأَنَّهُ ٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا حُبِّيًّا وَرَاعَى ظُرُوفَهُمْ. — لوقا ٧:٣٦-٥٠؛ ١٨:١٥-١٧؛ ١٩:١-١٠.
٨ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حِينَ سَأَلَ رَجُلٌ يَسُوعَ مَاذَا عَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ لِيَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ، «نَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَشَعَرَ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَهُ». (مرقس ١٠:١٧-٢١) وَنَقْرَأُ عَنْ بَعْضِ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ عَلَّمَهُمْ يَسُوعُ فِي بَيْتَ عَنْيَا: «كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ». (يوحنا ١١:١، ٥) وَقَدِ ٱهْتَمَّ يَسُوعُ بِٱلنَّاسِ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ ضَحَّى بِرَاحَتِهِ لِكَيْ يُعَلِّمَهُمْ. (مرقس ٦:٣٠-٣٤) وَهذَا ٱلِٱهْتِمَامُ ٱلْحُبِّيُّ ٱلْعَمِيقُ بِٱلرُّفَقَاءِ ٱلْبَشَرِ جَعَلَ يَسُوعَ أَبْرَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ قَاطِبَةً فِي ٱجْتِذَابِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.
٩ مَاذَا كَانَ مَوْقِفُ بُولُسَ مِنَ ٱلَّذِينَ تَلْمَذَهُمْ؟
٩ اِهْتَمَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا ٱهْتِمَامًا عَمِيقًا بِٱلَّذِينَ كَرَزَ لَهُمْ. فَقَدْ قَالَ مَرَّةً لِلَّذِينَ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي: «إِذْ كُنَّا نَحِنُّ عَلَيْكُمْ، سَرَّنَا جِدًّا أَنْ نَمْنَحَكُمْ، لَا بِشَارَةَ ٱللّٰهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لِأَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَحِبَّاءَ إِلَيْنَا». وَنَتِيجَةَ جُهُودِ بُولُسَ ٱلْحُبِّيَّةِ، ‹رَجَعَ ٱلْبَعْضُ عَنْ أَصْنَامِهِمْ لِيَصِيرُوا عَبِيدًا لِلْإِلٰهِ ٱلْحَيِّ›. (١ تسالونيكي ١:٩؛ ٢:٨) نَحْنُ أَيْضًا، إِذَا ٱهْتَمَمْنَا بِٱلنَّاسِ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ وَبُولُسُ، سَنَفْرَحُ حِينَ نَرَى ٱلْبِشَارَةَ تُؤَثِّرُ فِي «ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — اعمال ١٣:٤٨.
تَحَلَّ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ
١٠، ١١ لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فِي جُهُودِنَا لِإِتْمَامِ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٠ يَتَحَلَّى ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْفَعَّالُونَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. فَهُمْ لَا يَعْتَبِرُونَ ٱلْغِنَى ٱلْمَسْعَى ٱلْأَهَمَّ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى ذَوِي ٱلْمَالِ!». فَدُهِشَ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ كَلَامِهِ، لكِنَّ يَسُوعَ أَضَافَ: «يَا أَوْلَادِي، مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ! فَمُرُورُ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». (مرقس ١٠:٢٣-٢٥) وَقَدْ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَحْيَوْا حَيَاةً بَسِيطَةً لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. (متى ٦:٢٢-٢٤، ٣٣) وَلكِنْ أَيُّ دَوْرٍ تَلْعَبُهُ رُوحُ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١١ إِنَّ تَعْلِيمَ ٱلنَّاسِ جَمِيعَ مَا أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ يَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْجُهْدِ. فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يُحِبُّ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ يَسْعَى عُمُومًا أَنْ يُدِيرَ كُلَّ أُسْبُوعٍ ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يَعْقِدُهُ مَعَ شَخْصٍ مُهْتَمٍّ. وَيَتَخَلَّى بَعْضُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ عَنْ عَمَلِهِمْ بِدَوَامٍ كَامِلٍ وَيَتَّخِذُونَ عَمَلًا بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِيجَادِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُخْلِصِينَ. كَمَا يَتَعَلَّمُ آلَافُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لُغَةً أُخْرَى لِلْوُصُولِ إِلَى بَعْضِ ٱلْفِرَقِ ٱلْإِثْنِيَّةِ فِي مَنْطِقَتِهِمْ. وَيَتْرُكُ غَيْرُهُمْ بُيُوتَهُمْ وَيَنْتَقِلُونَ إِلَى مَنْطِقَةٍ أَوْ بَلَدٍ آخَرَ لِكَيْ يُشَارِكُوا بِشَكْلٍ أَكْمَلَ فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ. (متى ٩:٣٧، ٣٨) وَكُلُّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ رُوحَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. وَلكِنْ يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى صِفَةٍ أُخْرَى لِيَكُونَ فَعَّالًا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.
كُنْ صَبُورًا دُونَ أَنْ تُهْدِرَ ٱلْوَقْتَ
١٢، ١٣ لِمَاذَا ٱلصَّبْرُ مُهِمٌّ جِدًّا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٢ اَلصَّبْرُ صِفَةٌ أُخْرَى تُسَاعِدُنَا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. فَرَغْمَ أَنَّ رِسَالَتَنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ مُلِحَّةٌ، غَالِبًا مَا يَتَطَلَّبُ عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلصَّبْرِ. (١ كورنثوس ٧:٢٩) وَقَدْ رَسَمَ يَسُوعُ ٱلْمِثَالَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ بِإِعْرَابِهِ عَنِ ٱلصَّبْرِ تِجَاهَ يَعْقُوبَ أَخِيهِ مِنْ أُمِّهِ. فَمَعَ أَنَّ يَعْقُوبَ كَانَ مُطَّلِعًا عَلَى كِرَازَةِ يَسُوعَ، مَنَعَهُ أَمْرٌ مَا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ أَنْ يَصِيرَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ. (يوحنا ٧:٥) لكِنَّهُ صَارَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ كَمَا يَتَّضِحُ فِي ٱلْفَتْرَةِ ٱلْقَصِيرَةِ بَيْنَ مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَيَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، لِأَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ يَجْتَمِعُ مَعَ أُمِّهِ وَإِخْوَتِهِ وَٱلرُّسُلِ مِنْ أَجْلِ ٱلصَّلَاةِ. (اعمال ١:١٣، ١٤) وَقَدْ أَحْرَزَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا بَارِزًا وَتَوَلَّى لَاحِقًا مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. — اعمال ١٥:١٣؛ ١ كورنثوس ١٥:٧.
١٣ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ أَشْبَهُ بِمُزَارِعِينَ يَغْرِسُونَ ثَمَرًا غَالِبًا مَا يَنْمُو بِبُطْءٍ، مِثْلَ مَحَبَّةِ يَهْوَه وَفَهْمِ كَلِمَتِهِ وَٱلرُّوحِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَهذَا يَتَطَلَّبُ ٱلصَّبْرَ. كَتَبَ يَعْقُوبُ: «اِصْبِرُوا، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ. هَا إِنَّ ٱلْمُزَارِعَ يَبْقَى مُنْتَظِرًا ثَمَرَ ٱلْأَرْضِ ٱلثَّمِينَ، صَابِرًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ ٱلْمَطَرَ ٱلْمُبَكِّرَ وَٱلْمُتَأَخِّرَ. اِصْبِرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا، ثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لِأَنَّ حُضُورَ ٱلرَّبِّ قَدِ ٱقْتَرَبَ». (يعقوب ٥:٧، ٨) لَقَدْ كَانَ يَعْقُوبُ يَحُثُّ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْ ‹يَصْبِرُوا إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ›. فِي ٱلْمَاضِي، حِينَ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ يَسْتَصْعِبُونَ فَهْمَ أَمْرٍ مَا، كَانَ يَسُوعُ يَصْبِرُ عَلَيْهِمْ وَيَشْرَحُهُ لَهُمْ أَوْ يُقَدِّمُ مَثَلًا يُوضِحُ ٱلْفِكْرَةَ. (متى ١٣:١٠-٢٣؛ لوقا ١٩:١١؛ ٢١:٧؛ اعمال ١:٦-٨) وَٱلْآنَ بِمَا أَنَّ ٱلرَّبَّ حَاضِرٌ، يَلْزَمُ أَنْ نُعْرِبَ نَحْنُ أَيْضًا عَنِ ٱلصَّبْرِ فِيمَا نَسْعَى إِلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. فَٱلَّذِينَ يَصِيرُونَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ فِي أَيَّامِنَا يَحْتَاجُونَ إِلَى مُعَلِّمِينَ يُلَقِّنُونَهُمُ ٱلْحَقَّ بِصَبْرٍ. — يوحنا ١٤:٩.
١٤ رَغْمَ أَنَّنَا نُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ، كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ وَقْتَنَا بِحِكْمَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٤ وَرَغْمَ أَنَّنَا نُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ، لَا تُثْمِرُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ فِي قُلُوبِ مُعْظَمِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَبْدَأُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَهُمْ. (متى ١٣:١٨-٢٣) لِذلِكَ بَعْدَ أَنْ نَبْذُلَ جُهُودًا مَعْقُولَةً لِمُسَاعَدَتِهِمْ، نَتَوَقَّفُ بِحِكْمَةٍ عَنْ صَرْفِ ٱلْوَقْتِ مَعَهُمْ وَنَسْعَى إِلَى إِيجَادِ آخَرِينَ قَدْ يُقَدِّرُونَ أَكْثَرَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (جامعة ٣:١، ٦) وَبِٱلطَّبْعِ، حَتَّى ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ ٱلْحَقَّ قَدْ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ مُدَّةً طَوِيلَةً لِكَيْ يُغَيِّرُوا وُجْهَةَ نَظَرِهِمْ وَمَوَاقِفَهُمْ وَأَوْلَوِيَّاتِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَهذَا مَا يَسْتَلْزِمُ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلصَّبْرِ، تَمَامًا كَمَا صَبَرَ يَسُوعُ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ صَعُبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَبَنَّوُا ٱلْمَوْقِفَ ٱلصَّائِبَ. — مرقس ٩:٣٣-٣٧؛ ١٠:٣٥-٤٥.
اِكْتَسِبْ فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ
١٥، ١٦ لِمَاذَا ٱلْبَسَاطَةُ وَٱلِٱسْتِعْدَادُ ٱلْجَيِّدُ مُهِمَّانِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٥ فَضْلًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلنَّاسِ وَرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ وَٱلصَّبْرِ، يَلْزَمُنَا ٱكْتِسَابُ فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ لِنَتَمَكَّنَ مِنْ تَعْلِيمِ ٱلْحَقِّ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَخَالٍ مِنَ ٱلتَّعْقِيدِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْكَثِيرَ مِنْ أَقْوَالِ ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّتِي تَرَكَتْ أَبْعَدَ ٱلْأَثَرِ فِي ٱلنَّاسِ بِسَبَبِ بَسَاطَتِهَا. وَمِنْ هذِهِ ٱلْأَقْوَالِ: «اِدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ»، «لَا تُعْطُوا ٱلْكِلَابَ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ»، «ٱلْحِكْمَةُ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا»، «أَوْفُوا . . . مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ، وَمَا للّٰهِ للّٰهِ». (متى ٦:٢٠؛ ٧:٦؛ ١١:١٩؛ ٢٢:٢١) لكِنَّ أَقْوَالَ يَسُوعَ لَمْ تَقْتَصِرْ عَلَى عِبَارَاتٍ مُوجَزَةٍ. فَقَدْ عَلَّمَ بِوُضُوحٍ وَشَرَحَ ٱلْحَقَائِقَ حِينَ ٱقْتَضَتِ ٱلْحَاجَةُ. فَكَيْفَ تَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ؟
١٦ إِنَّ ٱلِٱسْتِعْدَادَ ٱلْجَيِّدَ مِفْتَاحُ ٱلْبَسَاطَةِ وَٱلْوُضُوحِ. فَٱلنَّاشِرُ غَيْرُ ٱلْمُسْتَعِدِّ غَالِبًا مَا يُكْثِرُ مِنَ ٱلْكَلَامِ وَقَدْ يَحْجُبُ بِٱلتَّالِي ٱلنِّقَاطَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ، ذَاكِرًا كُلَّ مَا يَعْرِفُهُ عَنْ مَوْضُوعٍ مَا. وَبِٱلتَّبَايُنِ، فَإِنَّ ٱلنَّاشِرَ ٱلْمُسْتَعِدَّ جَيِّدًا يُفَكِّرُ فِي ٱلتِّلْمِيذِ، يَتَأَمَّلُ فِي ٱلْمَوْضُوعِ، وَيَكْتَفِي بِذِكْرِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱللَّازِمَةِ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ. (امثال ١٥:٢٨؛ ١ كورنثوس ٢:١، ٢) وَهُوَ يَأْخُذُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ مَا يَعْرِفُهُ ٱلتِّلْمِيذُ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَأَيَّةَ نِقَاطٍ يَلْزَمُ ٱلتَّشْدِيدُ عَلَيْهَا خِلَالَ ٱلدَّرْسِ. وَمَعَ أَنَّهُ قَدْ يَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلشَّيِّقَةِ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ، يَقْتَضِي ٱلْوُضُوحُ عَدَمَ ٱلتَّطَرُّقِ إِلَى مَعْلُومَاتٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ.
١٧ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلتِّلْمِيذَ عَلَى تَحْلِيلِ ٱلنِّقَاطِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟
١٧ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ، سَاعَدَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ عَلَى تَحْلِيلِ ٱلْأُمُورِ بَدَلَ أَنْ يَتْلُوَ عَلَيْهِمِ ٱلْمَعْلُومَاتِ مُبَاشَرَةً. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، سَأَلَ: «مَاذَا تَظُنُّ، يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ ٱلْأَرْضِ ٱلرُّسُومَ أَوْ ضَرِيبَةَ ٱلرَّأْسِ؟ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ؟». (متى ١٧:٢٥) فَمَعَ أَنَّنَا قَدْ نَتَمَتَّعُ بِإِيضَاحِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلتِّلْمِيذِ، يَلْزَمُ أَنْ نَتَحَلَّى بِضَبْطِ ٱلنَّفْسِ بِحَيْثُ نَسْمَحُ لَهُ بِأَنْ يُعَبِّرَ عَنْ رَأْيِهِ وَيُوضِحَ ٱلنِّقَاطَ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ خِلَالَ ٱلدَّرْسِ ٱلْبَيْتِيِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَبِٱلطَّبْعِ، لَا يَلْزَمُ أَنْ نَغْمُرَ ٱلتِّلْمِيذَ بِأَسْئِلَتِنَا ٱلْكَثِيرَةِ، بَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَهُ بِلَبَاقَةٍ عَلَى فَهْمِ ٱلنِّقَاطِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْمَطْبُوعَاتِ مُسْتَخْدِمِينَ ٱلْأَمْثِلَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ وَٱلْأَسْئِلَةَ ٱلذَّكِيَّةَ.
١٨ مَاذَا يَشْمُلُ ‹فَنُّ ٱلتَّعْلِيمِ›؟
١٨ تَتَحَدَّثُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ ‹فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ›. (٢ تيموثاوس ٤:٢؛ تيطس ١:٩) وَهذِهِ ٱلْمَقْدِرَةُ ٱلتَّعْلِيمِيَّةُ لَا تَقْتَصِرُ أَبَدًا عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱلتِّلْمِيذِ أَنْ يَحْفَظَ ٱلْحَقَائِقَ. فَيَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَهُ أَنْ يَفْهَمَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلْحَقِّ وَٱلْبَاطِلِ، ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ، ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْحَمَاقَةِ. وَفِيمَا نَفْعَلُ ذلِكَ وَنَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةِ يَهْوَه فِي قَلْبِهِ، قَدْ يُدْرِكُ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يُطِيعَ ٱللّٰهَ.
اِشْتَرِكْ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ
١٩ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٩ تُعْنَى ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ بِكَامِلِهَا بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. وَحِينَ يَصِيرُ أَحَدُ ٱلْجُدُدِ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ، لَا يَكُونُ ٱلْفَرَحُ نَصِيبَ ٱلشَّاهِدِ ٱلَّذِي لَقِيَهُ وَسَاعَدَهُ عَلَى مَعْرِفَةِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ دُونَ سِوَاهُ. تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلتَّالِي: إِذَا أَضَاعَ وَالِدَانِ ٱبْنَهُمَا ٱلصَّغِيرَ، فَقَدْ يُسَاهِمُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْهُ. لكِنَّ شَخْصًا وَاحِدًا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ سَوْفَ يَجِدُهُ. وَمَعَ ذلِكَ، حِينَ يَجْتَمِعُ شَمْلُ ٱلْعَائِلَةِ يَفْرَحُ كُلُّ مَنْ شَارَكَ فِي ٱلْبَحْثِ. (لوقا ١٥:٦، ٧) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ هُوَ عَمَلٌ جَمَاعِيٌّ لِأَنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يُشَارِكُونَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلَّذِينَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ. وَحِينَ يَبْدَأُ شَخْصٌ جَدِيدٌ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، يُشَارِكُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَاضِرِينَ فِي زِيَادَةِ تَقْدِيرِهِ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. (١ كورنثوس ١٤:٢٤، ٢٥) لِذلِكَ، فَإِنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يُمْكِنُ أَنْ يَفْرَحُوا لِأَنَّ مِئَاتِ ٱلْآلَافِ يُتَلْمَذُونَ كُلَّ سَنَةٍ.
٢٠ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٢٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ يَفْرَحُونَ إِذَا ٱسْتَطَاعُوا تَعْلِيمَ شَخْصٍ مَا عَنْ يَهْوَه وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَلكِنْ رَغْمَ جُهُودِهِمِ ٱلْمُخْلِصَةِ، قَدْ لَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ فِعْلِ ذلِكَ. فَإِذَا كَانَتْ هذِهِ هِيَ حَالَكَ، فَٱسْتَمِرَّ فِي تَقْوِيَةِ مَحَبَّتِكَ لِيَهْوَه، ٱهْتَمَّ بِٱلنَّاسِ، تَحَلَّ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ، أَعْرِبْ عَنِ ٱلصَّبْرِ، وَٱسْعَ إِلَى ٱكْتِسَابِ فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ. وَفَوْقَ ذلِكَ كُلِّهِ، عَبِّرْ فِي صَلَوَاتِكَ إِلَى ٱللّٰهِ عَنْ رَغْبَتِكَ فِي تَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ ٱلْحَقَّ. (جامعة ١١:١) وَتَشَجَّعْ لِأَنَّ كُلَّ مَا تَفْعَلُهُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه يُسَاهِمُ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلَّذِي يَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ للّٰهِ.
-
-
اقتدِ بالمعلم الكبير في عمل التلمذةبرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
اِقْتَدِ بِٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ
«اِنْتَبِهُوا . . . كَيْفَ تَسْمَعُونَ». — لوقا ٨:١٨.
١، ٢ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى تَعَامُلَاتِ يَسُوعَ مَعَ ٱلنَّاسِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ؟
اُعْتُبِرَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمُعَلِّمَ ٱلْكَبِيرَ. وَقَدْ كَانَ يُتَمِّمُ دَوْرَهُ هذَا — أَنْ يُتَلْمِذَ ٱلنَّاسَ — حِينَ قَالَ لِأَتْبَاعِهِ: «اِنْتَبِهُوا . . . كَيْفَ تَسْمَعُونَ». (لوقا ٨:١٦-١٨) وَهذَا ٱلْمَبْدَأُ يَنْطَبِقُ عَلَى خِدْمَتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَٱنْتِبَاهُكَ إِلَى ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ سَيَدْفَعُكَ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجِبِهِ وَيَجْعَلُكَ مُنَادِيًا فَعَّالًا بِٱلْمَلَكُوتِ. وَبِٱلطَّبْعِ، لَا تَسْتَطِيعُ سَمَاعَ صَوْتِ يَسُوعَ ٱلْيَوْمَ، لكِنَّكَ تَسْتَطِيعُ ٱلْقِرَاءَةَ عَنْ أَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ كَمَا تَكْشِفُهَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ. فَمَاذَا تَكْشِفُ هذِهِ ٱلْأَسْفَارُ عَنْ تَعَامُلَاتِ يَسُوعَ مَعَ ٱلنَّاسِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ؟
٢ لَقَدْ بَرَعَ يَسُوعُ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَكَانَ مُعَلِّمًا مَاهِرًا لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (لوقا ٨:١؛ يوحنا ٨:٢٨) وَعَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ يَشْمُلُ ٱلْكِرَازَةَ وَٱلتَّعْلِيمَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. غَيْرَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاجِحِينَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ يَسْتَصْعِبُونَ تَعْلِيمَ ٱلنَّاسِ بِفَعَّالِيَّةٍ. فَٱلْكِرَازَةُ تَتَطَلَّبُ ٱلْمُنَادَاةَ بِرِسَالَةِ ٱلْحَقِّ، أَمَّا تَعْلِيمُ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَه وَمَقَاصِدِهِ فَيَسْتَلْزِمُ عَادَةً أَنْ يَبْنِيَ ٱلْمُعَلِّمُ صَدَاقَةً مَعَ تِلْمِيذِهِ. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وَيُمْكِنُ بِنَاءُ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. — يوحنا ١٣:١٣.
٣ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ عَلَى جُهُودِكَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٣ إِنَّ ٱقْتِدَاءَكَ بِأَسَالِيبِ يَسُوعَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ هُوَ تَطْبِيقٌ لِحَضِّ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ: «وَاصِلُوا ٱلسَّيْرَ بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْخَارِجِ، مُشْتَرِينَ لِأَنْفُسِكُمْ كُلَّ وَقْتٍ مُؤَاتٍ. لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ، لِكَيْ تَعْرِفُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ وَاحِدٍ». (كولوسي ٤:٥، ٦) وَمَعَ أَنَّ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِيَسُوعَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلْجُهْدَ، فَهُوَ يَجْعَلُكَ مُعَلِّمًا فَعَّالًا لِأَنَّهُ يُسَاعِدُكَ ‹أَنْ تُجِيبَ كُلَّ وَاحِدٍ› حَسَبَ حَاجَتِهِ.
شَجَّعَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ
٤ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ كَانَ مُسْتَمِعًا جَيِّدًا؟
٤ اِعْتَادَ يَسُوعُ مُنْذُ طُفُولِيَّتِهِ أَنْ يَسْتَمِعَ إِلَى ٱلنَّاسِ وَيُشَجِّعَهُمْ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ. فَحِينَ كَانَ عُمْرُهُ ١٢ سَنَةً، وَجَدَهُ وَالِدَاهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ «يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ». (لوقا ٢:٤٦) فَهُوَ لَمْ يَذْهَبْ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِكَيْ يُرْبِكَ ٱلْمُعَلِّمِينَ بِمَعْرِفَتِهِ. بَلْ كَانَ هَدَفُهُ أَنْ يَسْتَمِعَ إِلَيْهِمْ، رَغْمَ أَنَّهُ طَرَحَ أَيْضًا بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ. وَرُبَّمَا كَانَتْ رَغْبَتُهُ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ جَيِّدًا إِلَى ٱلْآخَرِينَ أَحَدَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلَّتِي أَكْسَبَتْهُ حُظْوَةً عِنْدَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ. — لوقا ٢:٥٢.
٥، ٦ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَمَعَ إِلَى تَعَابِيرِ ٱلَّذِينَ عَلَّمَهُمْ؟
٥ اِسْتَمَرَّ يَسُوعُ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ وَمَسْحِهِ يَهْتَمُّ بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى ٱلنَّاسِ. فَلَمْ يَسْتَحْوِذْ تَعْلِيمُهُ وَأَقْوَالُهُ عَلَى تَفْكِيرِهِ بِحَيْثُ غَفَلَ عَنِ ٱلَّذِينَ أَتَوْا لِسَمَاعِ أَقْوَالِهِ، بَلْ غَالِبًا مَا تَوَقَّفَ لِيَسْأَلَهُمْ رَأْيَهُمْ وَيَسْتَمِعَ إِلَى أَجْوِبَتِهِمْ. (متى ١٦:١٣-١٥) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَعْدَ مَوْتِ لِعَازَرَ أَخِي مَرْثَا، قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَمَارَسَ ٱلْإِيمَانَ بِي لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا». ثُمَّ سَأَلَهَا: «أَتُؤْمِنِينَ بِهٰذَا؟». وَبِٱلتَّأْكِيدِ، ٱسْتَمَعَ يَسُوعُ إِلَيْهَا حِينَ أَجَابَتْهُ: «نَعَمْ، يَا رَبُّ. أَنَا آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ». (يوحنا ١١:٢٦، ٢٧) وَكَمْ سُرَّ يَسُوعُ حِينَ سَمِعَهَا تُعَبِّرُ عَنْ إِيمَانِهَا بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ!
٦ وَحِينَ تَخَلَّى تَلَامِيذُ كَثِيرُونَ عَنْ يَسُوعَ، ٱهْتَمَّ بِسَمَاعِ رَأْيِ رُسُلِهِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ. فَسَأَلَهُمْ: «هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟». فأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، وَنَحْنُ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ قُدُّوسُ ٱللّٰهِ». (يوحنا ٦:٦٦-٦٩) وَمَا كَانَ أَشَدَّ فَرَحَ يَسُوعَ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! وَلَا شَكَّ أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا سَتُسَرُّ كَثِيرًا حِينَ تَسْمَعُ تِلْمِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُعَبِّرُ عَنْ إِيمَانِهِ بِكَلِمَاتٍ مُمَاثِلَةٍ.
أَصْغَى بِٱحْتِرَامٍ
٧ لِمَاذَا آمَنَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ بِيَسُوعَ؟
٧ كَانَ ٱلْعَامِلُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي جَعَلَ يَسُوعَ يَبْرَعُ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱهْتِمَامَهُ بِٱلنَّاسِ وَإِصْغَاءَهُ إِلَيْهِمْ بِٱحْتِرَامٍ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، شَهِدَ يَسُوعُ لِٱمْرَأَةٍ سَامِرِيَّةٍ قُرْبَ نَبْعِ يَعْقُوبَ فِي سُوخَارَ. وَخِلَالَ ٱلْمُحَادَثَةِ، لَمْ يَسْتَأْثِرْ يَسُوعُ بِٱلْحَدِيثِ، بَلْ أَصْغَى إِلَيْهَا. فَلَاحَظَ أَنَّهَا مُتَدَيِّنَةٌ، وَأَخْبَرَهَا أَنَّ ٱللّٰهَ طَالِبٌ أَشْخَاصًا يَعْبُدُونَهُ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ. لَقَدْ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِهذِهِ ٱلْمَرْأَةِ وَٱهْتَمَّ بِهَا، وَهذَا مَا جَعَلَهَا تُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ. وَنَتِيجَةً لِذلِكَ، «آمَنَ بِهِ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ بِسَبَبِ كَلَامِ ٱلْمَرْأَةِ». — يوحنا ٤:٥-٢٩، ٣٩-٤٢.
٨ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رَغْبَةُ ٱلنَّاسِ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ عَلَى ٱلِٱبْتِدَاءِ بِمُحَادَثَاتٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
٨ يُحِبُّ ٱلنَّاسُ عَادَةً أَنْ يُعَبِّرُوا عَنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، سُرَّ سُكَّانُ أَثِينَا قَدِيمًا أَنْ يُدْلُوا بِآرَائِهِمْ وَيَسْمَعُوا مَا هُوَ جَدِيدٌ. وَقَدْ مَهَّدَ ذلِكَ لِمُحَاضَرَةٍ مُؤَثِّرَةٍ أَلْقَاهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى تَلَّةِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ. (اعمال ١٧:١٨-٣٤) وَٱلْيَوْمَ، يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا فِي خِدْمَتِكَ أَنْ تَبْتَدِئَ ٱلْمُحَادَثَةَ مَعَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ بِٱلْقَوْلِ: «أَتَيْتُ لِزِيَارَتِكَ لِأَنَّنِي أَوَدُّ أَنْ أَعْرِفَ رَأْيَكَ فِي [مَوْضُوعٍ مُعَيَّنٍ]». وَفِيمَا يُجِيبُكَ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ، أَصْغِ إِلَى رَأْيِهِ وَعَلِّقْ عَلَيْهِ، أَوِ ٱطْرَحْ سُؤَالًا حَوْلَ مَا قَالَهُ. ثُمَّ أَظْهِرْ لَهُ بِلُطْفٍ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ.
اِخْتَارَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ
٩ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ قَبْلَ أَنْ ‹يَشْرَحَ لِكِلْيُوبَاسَ وَرَفِيقِهِ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ›؟
٩ اِخْتَارَ يَسُوعُ دَائِمًا ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ. فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى كَوْنِهِ مُسْتَمِعًا جَيِّدًا، عَرَفَ يَسُوعُ غَالِبًا مَا يُفَكِّرُ فِيهِ ٱلنَّاسُ وَمَا هِيَ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُنَاسِبَةُ فِي كُلِّ ظَرْفٍ. (متى ٩:٤؛ ١٢:٢٢-٣٠؛ لوقا ٩:٤٦، ٤٧) لَاحِظْ هذَا ٱلْمِثَالَ: بُعَيْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ، كَانَ ٱثْنَانِ مِنْ تَلَامِيذِهِ يَسِيرَانِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى عِمْوَاسَ. «وَفِيمَا هُمَا يَتَحَدَّثَانِ وَيَتَنَاقَشَانِ، ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَرَاحَ يَمْشِي مَعَهُمَا. إِلَّا أَنَّ أَعْيُنَهُمَا أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ. فَقَالَ لَهُمَا: ‹مَا هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ ٱلَّتِي تَتَبَاحَثَانِ فِيهَا وَأَنْتُمَا تَمْشِيَانِ؟›. فَوَقَفَا وَٱلْغَمُّ بَادٍ عَلَى وَجْهَيْهِمَا. وَأَجَابَ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ، وَقَالَ لَهُ: ‹أَمُتَغَرِّبٌ أَنْتَ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ فَلَا تَعْرِفَ مَا حَدَثَ فِيهَا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ؟›. فَقَالَ لَهُمَا: ‹وَمَا هُوَ؟›». ثُمَّ أَصْغَى ٱلْمُعَلِّمُ ٱلْكَبِيرُ فِيمَا أَوْضَحَا لَهُ أَنَّ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ ٱلَّذِي عَلَّمَ ٱلنَّاسَ وَصَنَعَ ٱلْعَجَائِبَ قَدْ أُعْدِمَ، لكِنَّ ٱلْبَعْضَ يَقُولُونَ إِنَّهُ أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ. فَقَدْ سَمَحَ يَسُوعُ لِكِلْيُوبَاسَ وَرَفِيقِهِ أَنْ يُدْلِيَا بِمَا يَجُولُ فِي خَاطِرِهِمَا، ثُمَّ أَوْضَحَ لَهُمَا مَا يَلْزَمُ أَنْ يَعْرِفَاهُ، ‹شَارِحًا لَهُمَا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ›. — لوقا ٢٤:١٣-٢٧، ٣٢.
١٠ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَجُسَّ نَبْضَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلدِّينِيَّةِ؟
١٠ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، لَا تَكُونُ لَدَيْكَ أَدْنَى فِكْرَةٍ عَنْ مُعْتَقَدَاتِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلدِّينِيَّةِ. فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَجُسَّ نَبْضَهُ بِٱلْقَوْلِ إِنَّكَ تُسَرُّ بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى رَأْيِ ٱلْآخَرِينَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلصَّلَاةِ. ثُمَّ ٱسْأَلْهُ: «هَلْ تَظُنُّ أَنَّ ٱلصَّلَوَاتِ تَلْقَى أُذُنًا صَاغِيَةً؟». قَدْ يَكْشِفُ جَوَابُهُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِ وَخَلْفِيَّتِهِ ٱلدِّينِيَّةِ. فَإِذَا بَدَا مُتَدَيِّنًا فَٱسْتَقِ أَفْكَارَهُ أَكْثَرَ بِٱلسُّؤَالِ: «هَلْ تَظُنُّ أَنَّ ٱللّٰهَ يَسْمَعُ كُلَّ ٱلصَّلَوَاتِ، أَمْ إِنَّ بَعْضَهَا غَيْرُ مَقْبُولٍ عِنْدَهُ؟». إِنَّ هذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ يُضْفِي عَلَى ٱلْمُحَادَثَةِ جَوًّا مِنَ ٱلِٱرْتِيَاحِ. وَأَثْنَاءَ ٱلْحَدِيثِ، تَحَيَّنِ ٱللَّحْظَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ وَٱذْكُرْ بِلَبَاقَةٍ فِكْرَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ دُونَ أَنْ تُهَاجِمَ مُعْتَقَدَاتِهِ. وَإِذَا أَعْجَبَهُ حَدِيثُكَ، فَسَيَقْبَلُ بِسُرُورٍ أَنْ تَزُورَهُ ثَانِيَةً. وَلكِنْ مَاذَا إِذَا طَرَحَ عَلَيْكَ سُؤَالًا لَا تَعْرِفُ جَوَابَهُ؟ يُمْكِنُكَ أَنْ تُجْرِيَ بَعْضَ ٱلْبَحْثِ وَتَسْتَعِدَّ جَيِّدًا لِإِخْبَارِهِ فِي زِيَارَةٍ لَاحِقَةٍ ‹عَنْ سَبَبِ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِيكَ بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ›. — ١ بطرس ٣:١٥.
عَلَّمَ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ
١١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى إِيجَادِ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ؟
١١ اِتَّصَفَ يَسُوعُ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ بِٱلتَّمْيِيزِ ٱلَّذِي سَاعَدَهُ أَنْ يَجِدَ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ تَعَلُّمَ ٱلْحَقِّ. أَمَّا نَحْنُ فَلَيْسَ سَهْلًا عَلَيْنَا أَنْ نَجِدَ ٱلَّذِينَ «قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». (اعمال ١٣:٤٨) وَلَسْنَا فِي ذلِكَ بِمُخْتَلِفِينَ عَنِ ٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَيَّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمْ، فَٱبْحَثُوا فِيهَا عَمَّنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ». (متى ١٠:١١) فَنَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا أَنْ نَبْحَثَ عَنِ ٱلْآذَانِ ٱلصَّاغِيَةِ ٱلرَّاغِبَةِ فِي تَعَلُّمِ ٱلْحَقِّ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَجِدَ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ بِٱلْإِصْغَاءِ جَيِّدًا إِلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ نَتَحَدَّثُ إِلَيْهِمْ وَمُلَاحَظَةِ مَوَاقِفِهِمْ.
١٢ كَيْفَ نُوَاصِلُ مُسَاعَدَةَ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُهْتَمِّ؟
١٢ بَعْدَ أَنْ تُغَادِرَ مَنْزِلَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي أَبْدَى ٱهْتِمَامًا بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تُوَاصِلَ ٱلتَّفْكِيرَ فِي حَاجَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَإِذَا دَوَّنْتَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْلَصْتَهَا مِنْ حَدِيثِكَ مَعَهُ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ، فَسَتَتَمَكَّنُ مِنْ مُتَابَعَةِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِهِ رُوحِيًّا. وَخِلَالَ ٱلزِّيَارَاتِ ٱلْمُكَرَّرَةِ، يَلْزَمُ أَنْ تُصْغِيَ جَيِّدًا لِكَيْ تَعْرِفَ ٱلْمَزِيدَ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِ وَمَوَاقِفِهِ وَظُرُوفِهِ.
١٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَشِفَّ رَأْيَ ٱلشَّخْصِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٣ كَيْفَ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلْإِفْصَاحِ عَنْ رَأْيِهِمْ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ، يُمْكِنُ تَحْقِيقُ ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْمَرْجُوَّةِ بِطَرْحِ ٱلسُّؤَالِ: «هَلْ تَسْتَصْعِبُ فَهْمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟». وَغَالِبًا مَا يَكْشِفُ ٱلْجَوَابُ عَنْ مَوْقِفِ ٱلشَّخْصِ مِنَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَثَمَّةَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى تَتَلَخَّصُ فِي قِرَاءَةِ آيَةٍ ثُمَّ طَرْحِ ٱلسُّؤَالِ: «مَا رَأْيُكَ فِي هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ؟». فَعَلَى غِرَارِ يَسُوعَ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَنْجَحَ فِي خِدْمَتِكَ إِذَا ٱسْتَخْدَمْتَ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ. وَلكِنْ ثَمَّةَ مَحَاذِيرُ يَنْبَغِي تَجَنُّبُهَا عِنْدَ طَرْحِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
أَحْسَنَ ٱسْتِخْدَامَ ٱلْأَسْئِلَةِ
١٤ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱهْتِمَامَنَا بِوُجْهَةِ نَظَرِ ٱلْآخَرِينَ دُونَ أَنْ نَسْتَجْوِبَهُمْ؟
١٤ إِنَّ ٱهْتِمَامَكَ بِوُجْهَةِ نَظَرِ ٱلْآخَرِينَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُشَكِّلَ إِحْرَاجًا لَهُمْ. اِتَّبِعْ مِثَالَ يَسُوعَ ٱلَّذِي لَمْ يَسْتَجْوِبِ ٱلنَّاسَ بِوَقَاحَةٍ، بَلْ طَرَحَ عَلَيْهِمْ أَسْئِلَةً تُثِيرُ ٱلتَّفْكِيرَ. وَقَدِ ٱسْتَمَعَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ وَأَنْعَشَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُخْلِصِينَ وَأَرَاحَهُمْ. (متى ١١:٢٨) وَقَدْ أَحَسَّ شَتَّى ٱلنَّاسِ بِحُرِّيَّةِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ لِإِخْبَارِهِ عَنْ مَشَاكِلِهِمْ وَٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَشْغَلُ بَالَهُمْ. (مرقس ١:٤٠؛ ٥:٣٥، ٣٦؛ ١٠:١٣، ١٧، ٤٦، ٤٧) وَأَنْتَ أَيْضًا عَلَيْكَ أَنْ تَتَجَنَّبَ ٱسْتِجْوَابَ ٱلْآخَرِينَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَشْعُرُوا بِٱلِٱرْتِيَاحِ فِي حُضُورِكَ وَيُخْبِرُوكَ عَنْ رَأْيِهِمْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَعَالِيمِهِ.
١٥، ١٦ كَيْفَ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلدِّينِيَّةِ؟
١٥ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْأَسْئِلَةِ بِفَعَّالِيَّةٍ، يُمْكِنُكَ ٱلِٱبْتِدَاءُ بِمُحَادَثَةٍ بِذِكْرِ أَمْرٍ مُشَوِّقٍ ثُمَّ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى رَدِّ ٱلْفِعْلِ. قَالَ يَسُوعُ مَثَلًا لِنِيقُودِيمُوسَ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ ثَانِيَةً، لَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». (يوحنا ٣:٣) لَقَدْ أَثَارَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ فُضُولَ نِيقُودِيمُوسَ بِحَيْثُ لَمْ يَسَعْهُ إِلَّا أَنْ يُشَارِكَ فِي ٱلْحَدِيثِ وَيُصْغِيَ إِلَى يَسُوعَ. (يوحنا ٣:٤-٢٠) وَيُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تُشَجِّعَ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْحَدِيثِ بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ.
١٦ وَفِي أَيَّامِنَا، بَاتَ ظُهُورُ أَدْيَانٍ جَدِيدَةٍ حَدِيثَ ٱلسَّاعَةِ فِي مَنَاطِقَ عَدِيدَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مِثْلِ إِفْرِيقْيَا، أَمِيرْكَا ٱللَّاتِينِيَّةِ، وَأُورُوبَّا ٱلشَّرْقِيَّةِ. وَفِي مَنَاطِقَ كَهذِهِ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَبْتَدِئَ ٱلْمُحَادَثَةَ بِٱلْقَوْلِ: «هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ أَدْيَانٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَهذَا ٱلْأَمْرُ مَدْعَاةٌ لِلْقَلَقِ. وَلكِنْ لِي أَمَلٌ كَبِيرٌ أَنْ أَرَى ٱلنَّاسَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ مُتَّحِدِينَ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ عَمَّا قَرِيبٍ. فَهَلْ تُحِبُّ أَنْ تَرَى ذلِكَ يَتَحَقَّقُ؟». وَهكَذَا بِذِكْرِ فِكْرَةٍ تُثِيرُ ٱلِٱسْتِغْرَابَ حَوْلَ رَجَائِكَ، يُمْكِنُ أَنْ تُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ رَأْيِهِمْ. وَسَيَسْهُلُ عَلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ أَنْ يُجِيبَ عَنْ سُؤَالِكَ إِذَا كَانَ ٱلسُّؤَالُ يَحْتَمِلُ جَوَابًا مِنِ ٱثْنَيْنِ. (متى ١٧:٢٥) وَبَعْدَ أَنْ يَقُولَ مَا عِنْدَهُ، أَجِبْ أَنْتَ عَنِ ٱلسُّؤَالِ بِآيَةٍ أَوِ ٱثْنَتَيْنِ. (اشعيا ١١:٩؛ صفنيا ٣:٩) أَصْغِ جَيِّدًا خِلَالَ ٱلْمُحَادَثَةِ وَلَاحِظْ رَدَّ فِعْلِهِ، فَذلِكَ سَيُمَكِّنُكَ أَنْ تُحَدِّدَ مَا سَتُنَاقِشَانِهِ فِي ٱلزِّيَارَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
اِسْتَمَعَ إِلَى ٱلْأَوْلَادِ
١٧ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ ٱهْتَمَّ بِٱلْأَوْلَادِ؟
١٧ لَمْ يَهْتَمَّ يَسُوعُ بِٱلرَّاشِدِينَ فَحَسْبُ، بَلْ بِٱلْأَوْلَادِ أَيْضًا. فَقَدْ عَرَفَ مَا هِيَ ٱلْأَلْعَابُ ٱلَّتِي يَلْهُونَ بِهَا وَمَاذَا يَقُولُونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، كَمَا أَنَّهُ دَعَاهُمْ أَحْيَانًا أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ. (لوقا ٧:٣١، ٣٢؛ ١٨:١٥-١٧) وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْأَوْلَادِ بَيْنَ ٱلْجُمُوعِ ٱلَّتِي أَصْغَتْ إِلَيْهِ. وَحِينَ رَاحَ ٱلصِّبْيَانُ يُسَبِّحُونَ ٱلْمَسِيَّا بِصَوْتٍ عَالٍ، لَاحَظَ يَسُوعُ ذلِكَ وَأَظْهَرَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ سَبَقَتْ فَأَنْبَأَتْ بِهذَا ٱلْأَمْرِ. (متى ١٤:٢١؛ ١٥:٣٨؛ ٢١:١٥، ١٦) وَٱلْيَوْمَ، يَصِيرُ أَوْلَادٌ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ. فَكَيْفَ تُقَدِّمُ لَهُمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ؟
١٨، ١٩ كَيْفَ تُسَاعِدُونَ أَوْلَادَكُمْ رُوحِيًّا؟
١٨ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ وَلَدِكَ رُوحِيًّا، عَلَيْكَ أَنْ تُصْغِيَ إِلَيْهِ لِكَيْ تَفْهَمَ أَفْكَارَهُ ٱلَّتِي لَا تَنْسَجِمُ مَعَ فِكْرِ يَهْوَه. فَمَهْمَا قَالَ ٱلْوَلَدُ، فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تَرُدَّ أَوَّلًا بِمُلَاحَظَةٍ إِيجَابِيَّةٍ ثُمَّ تَذْكُرَ بَعْضَ ٱلْآيَاتِ ٱلْمُلَائِمَةِ لِمُسَاعَدَتِهِ أَنْ يَفْهَمَ نَظْرَةَ يَهْوَه إِلَى ٱلْأُمُورِ.
١٩ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَسْئِلَةَ تَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا، لكِنَّ ٱلْأَوْلَادَ — مِثْلَ ٱلرَّاشِدِينَ — لَا يُحِبُّونَ أَنْ يَخْضَعُوا لِٱسْتِجْوَابٍ. لِذلِكَ بَدَلَ أَنْ تُلْقِيَ عَلَى وَلَدِكَ عِبْءَ ٱلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلصَّعْبَةِ، لِمَ لَا تُخْبِرُهُ فِكْرَةً وَجِيزَةً عَنْ نَفْسِكَ؟ فَبِحَسَبِ ٱلْمَوْضُوعِ قَيْدَ ٱلْمُنَاقَشَةِ، يُمْكِنُ أَنْ تَقُولَ إِنَّكَ كُنْتَ تَتَبَنَّى رَأْيًا مُعَيَّنًا وَتُوضِحَ لَهُ لِمَاذَا كُنْتَ تُفَكِّرُ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، ثُمَّ تَسْأَلَ: «هَلْ هذَا رَأْيُكَ أَنْتَ أَيْضًا؟». وَقَدْ يُؤَدِّي تَجَاوُبُهُ إِلَى مُنَاقَشَةٍ بَنَّاءَةٍ وَمُشَجِّعَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
اِقْتَدِ دَوْمًا بِٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ
٢٠، ٢١ لِمَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُصْغِيَ جَيِّدًا عِنْدَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
٢٠ سَوَاءٌ كُنْتَ تُنَاقِشُ مَوْضُوعًا مَعَ وَلَدِكَ أَوْ أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ، فَإِنَّ ٱلْإِصْغَاءَ أَمْرٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّهُ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّوَاضُعِ. وَهُوَ يَنِمُّ عَنِ ٱحْتِرَامٍ وَٱعْتِبَارٍ حُبِّيٍّ لِلْمُتَكَلِّمِ. وَبِٱلطَّبْعِ، يَتَطَلَّبُ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَى ٱلشَّخْصِ ٱلِٱنْتِبَاهَ جَيِّدًا إِلَى تَعَابِيرِ وَجْهِهِ.
٢١ لِذلِكَ فِيمَا تَنْهَمِكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، أَصْغِ دَوْمًا وَبِشَكْلٍ جَيِّدٍ إِلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ. وَبِفِعْلِكَ ذلِكَ سَتُدْرِكُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَيَّةُ حَقَائِقَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُمْكِنُ أَنْ تُثِيرَ ٱهْتِمَامَهُ. ثُمَّ ٱسْعَ إِلَى مُسَاعَدَتِهِ مُسْتَخْدِمًا أَسَالِيبَ يَسُوعَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ ٱلْمُتَنَوِّعَةَ. وَإِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ فَسَتَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ لِأَنَّكَ تَقْتَدِي بِٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.
-