مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • نمِّ الصفات التي تساعدك في عمل التلمذة
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • نَمِّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُكَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ

      ‏«اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩‏.‏

      ١ أَيَّةُ مَهَارَاتٍ وَمَوَاقِفَ عَقْلِيَّةٍ ٱحْتَاجَ إِلَيْهَا بَعْضُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي؟‏

      فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَحْتَاجُ خُدَّامُ يَهْوَه إِلَى ٱكْتِسَابِ مَهَارَاتٍ وَحِيَازَةِ مَوَاقِفَ عَقْلِيَّةٍ تُسَاعِدُهُمْ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَرَكَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ مَدِينَةَ أُورَ ٱلْمُزْدَهِرَةِ إِطَاعَةً لِأَمْرِ ٱللّٰهِ،‏ وَٱحْتَاجَا مَعَ ٱلْوَقْتِ إِلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ وَٱكْتِسَابِ مَهَارَاتٍ ٱسْتَلْزَمَتْهَا ٱلْحَيَاةُ فِي خِيَامٍ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٨،‏ ٩،‏ ١٥‏)‏ كَمَا ٱحْتَاجَ يَشُوعُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ،‏ ٱلثِّقَةِ بِيَهْوَه،‏ وَمَعْرِفَةِ ٱلشَّرِيعَةِ لِكَيْ يَقُودَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ (‏يشوع ١:‏٧-‏٩‏)‏ وَمَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَهَارَاتُ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَهَا بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآ‌بُ،‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُمَا نَمَّيَاهَا وَصَقَلَاهَا بِعَوْنِ رُوحِ ٱللّٰهِ لِكَيْ يَنْجَحَا فِي ٱلْإِشْرَافِ عَلَى بِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ وَصُنْعِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِهِ.‏ —‏ خروج ٣١:‏١-‏١١‏.‏

      ٢ أَيُّ سُؤَالَيْنِ حَوْلَ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ سَنُنَاقِشُهُمَا ٱلْآنَ؟‏

      ٢ بَعْدَ قُرُونٍ،‏ أَوْكَلَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ إِلَى أَتْبَاعِهِ مُهِمَّةَ ٱلتَّلْمَذَةِ حِينَ أَوْصَاهُمْ:‏ «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ .‏ .‏ .‏ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَقَبْلَ ذلِكَ ٱلْحِينِ،‏ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ قَدْ نَالَ ٱمْتِيَازًا بِهذِهِ ٱلضَّخَامَةِ.‏ فَأَيَّةُ صِفَاتٍ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ تَنْمِيَتُهَا؟‏

      أَعْرِبْ عَنْ مَحَبَّةٍ عَمِيقَةٍ للّٰهِ

      ٣ أَيَّةُ فُرْصَةٍ تُتِيحُهَا لَنَا ٱلْوَصِيَّةُ أَنْ نَقُومَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ٣ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّحَدُّثُ إِلَى ٱلنَّاسِ وَإِقْنَاعُهُمْ بِعِبَادَةِ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ مَحَبَّةً عَمِيقَةً لِيَهْوَه.‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ كَانَ بِٱسْتِطَاعَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُبَرْهِنُوا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ للّٰهِ بِإِطَاعَتِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ،‏ تَسْبِيحِهِ بِكُلِّ ٱلنَّفْسِ فِي ٱلتَّرَانِيمِ،‏ وَتَقْدِيمِهِمْ بِإِخْلَاصٍ ذَبَائِحَ مَقْبُولَةً لَدَيْهِ.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٣٠:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ مزمور ٢١:‏١٣؛‏ ٩٦:‏١،‏ ٢؛‏ ١٣٨:‏٥‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا كَأَشْخَاصٍ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ لَا بِإِطَاعَةِ شَرَائِعِهِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا بِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ وَعَنْ مَقَاصِدِهِ.‏ وَيَلْزَمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِٱقْتِنَاعٍ وَنَخْتَارَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِلتَّعْبِيرِ عَنْ مَشَاعِرِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ تِجَاهَ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي مَنَحَنَا إِيَّاهُ ٱللّٰهُ.‏ —‏ ١ تسالونيكي ١:‏٥؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٥‏.‏

      ٤ لِمَاذَا فَرِحَ يَسُوعُ بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَه؟‏

      ٤ إِنَّ مَحَبَّةَ يَسُوعَ ٱلْعَمِيقَةَ لِيَهْوَه جَعَلَتْهُ يَفْرَحُ كَثِيرًا بِٱلتَّحَدُّثِ عَنْ مَقَاصِدِ ٱللّٰهِ وَٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ (‏لوقا ٨:‏١؛‏ يوحنا ٤:‏٢٣،‏ ٢٤،‏ ٣١‏)‏ فَقَدْ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ:‏ «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ».‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ وَٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِ كَلِمَاتُ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ:‏ «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ،‏ وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي.‏ بَشَّرْتُ بِٱلْبِرِّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْعَظِيمَةِ.‏ هُوَذَا شَفَتَايَ لَا أَمْنَعُهُمَا.‏ أَنْتَ يَا يَهْوَهُ تَعْلَمُ ذٰلِكَ يَقِينًا».‏ —‏ مزمور ٤٠:‏٨،‏ ٩؛‏ عبرانيين ١٠:‏٧-‏١٠‏.‏

      ٥،‏ ٦ مَا هِيَ ٱلصِّفَةُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ٥ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ للّٰهِ ٱلْجُدُدَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ سِوَى ٱلْقَلِيلِ عَنْ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ عَنْ يَهْوَه وَٱلْمَلَكُوتِ بِٱقْتِنَاعٍ رَاسِخٍ يَدْفَعُ ٱلْآخَرِينَ إِلَى فَحْصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏يوحنا ١:‏٤١‏)‏ فَمَحَبَّةُ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلدَّافِعُ ٱلْأَسَاسِيُّ إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏ لِذلِكَ فَلْنَسْعَ إِلَى تَأْجِيجِهَا بِقِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِٱنْتِظَامٍ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٦،‏ ١٥؛‏ رؤيا ٢:‏٤‏.‏

      ٦ لَا شَكَّ أَنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لَعِبَتْ دَوْرًا بَارِزًا فِي جَعْلِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مُعَلِّمًا غَيُورًا.‏ لكِنَّهَا لَيْسَتِ ٱلْعَامِلَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي أَدَّى إِلَى صَيْرُورَتِهِ مُنَادِيًا فَعَّالًا بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَأَيَّةُ صِفَاتٍ أُخْرَى مَكَّنَتْ يَسُوعَ مِنَ ٱلنَّجَاحِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      اِهْتَمَّ بِٱلنَّاسِ ٱهْتِمَامًا حُبِّيًّا

      ٧،‏ ٨ كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَى ٱلنَّاسِ؟‏

      ٧ فَكَّرَ يَسُوعُ فِي ٱلنَّاسِ وَٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا حَقِيقِيًّا.‏ حَتَّى خِلَالَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ ‹كَعَامِلٍ مَاهِرٍ› إِلَى جَانِبِ ٱللّٰهِ،‏ كَانَتْ لَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ.‏ (‏امثال ٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ وَكَإِنْسَانٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ تَرَأَّفَ يَسُوعُ عَلَى ٱلنَّاسِ وَأَنْعَشَ ٱلَّذِينَ أَتَوْا إِلَيْهِ.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وَبِفِعْلِهِ ذلِكَ أَعْرَبَ عَنْ مَحَبَّةِ وَرَأْفَةِ يَهْوَه نَفْسِهِ،‏ وَهذَا مَا جَذَبَ ٱلنَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ.‏ وَقَدْ أَصْغَى شَتَّى ٱلنَّاسِ إِلَى يَسُوعَ لِأَنَّهُ ٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا حُبِّيًّا وَرَاعَى ظُرُوفَهُمْ.‏ —‏ لوقا ٧:‏٣٦-‏٥٠؛‏ ١٨:‏١٥-‏١٧؛‏ ١٩:‏١-‏١٠‏.‏

      ٨ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حِينَ سَأَلَ رَجُلٌ يَسُوعَ مَاذَا عَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ لِيَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ،‏ «نَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَشَعَرَ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَهُ».‏ (‏مرقس ١٠:‏١٧-‏٢١‏)‏ وَنَقْرَأُ عَنْ بَعْضِ ٱلْأَفْرَادِ ٱلَّذِينَ عَلَّمَهُمْ يَسُوعُ فِي بَيْتَ عَنْيَا:‏ «كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ».‏ (‏يوحنا ١١:‏١،‏ ٥‏)‏ وَقَدِ ٱهْتَمَّ يَسُوعُ بِٱلنَّاسِ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ ضَحَّى بِرَاحَتِهِ لِكَيْ يُعَلِّمَهُمْ.‏ (‏مرقس ٦:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وَهذَا ٱلِٱهْتِمَامُ ٱلْحُبِّيُّ ٱلْعَمِيقُ بِٱلرُّفَقَاءِ ٱلْبَشَرِ جَعَلَ يَسُوعَ أَبْرَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ قَاطِبَةً فِي ٱجْتِذَابِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏

      ٩ مَاذَا كَانَ مَوْقِفُ بُولُسَ مِنَ ٱلَّذِينَ تَلْمَذَهُمْ؟‏

      ٩ اِهْتَمَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا ٱهْتِمَامًا عَمِيقًا بِٱلَّذِينَ كَرَزَ لَهُمْ.‏ فَقَدْ قَالَ مَرَّةً لِلَّذِينَ صَارُوا مَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي:‏ «إِذْ كُنَّا نَحِنُّ عَلَيْكُمْ،‏ سَرَّنَا جِدًّا أَنْ نَمْنَحَكُمْ،‏ لَا بِشَارَةَ ٱللّٰهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا،‏ لِأَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَحِبَّاءَ إِلَيْنَا».‏ وَنَتِيجَةَ جُهُودِ بُولُسَ ٱلْحُبِّيَّةِ،‏ ‹رَجَعَ ٱلْبَعْضُ عَنْ أَصْنَامِهِمْ لِيَصِيرُوا عَبِيدًا لِلْإِلٰهِ ٱلْحَيِّ›.‏ (‏١ تسالونيكي ١:‏٩؛‏ ٢:‏٨‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ إِذَا ٱهْتَمَمْنَا بِٱلنَّاسِ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ وَبُولُسُ،‏ سَنَفْرَحُ حِينَ نَرَى ٱلْبِشَارَةَ تُؤَثِّرُ فِي «ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ —‏ اعمال ١٣:‏٤٨‏.‏

      تَحَلَّ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ

      ١٠،‏ ١١ لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فِي جُهُودِنَا لِإِتْمَامِ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ١٠ يَتَحَلَّى ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْفَعَّالُونَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ فَهُمْ لَا يَعْتَبِرُونَ ٱلْغِنَى ٱلْمَسْعَى ٱلْأَهَمَّ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى ذَوِي ٱلْمَالِ!‏».‏ فَدُهِشَ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ كَلَامِهِ،‏ لكِنَّ يَسُوعَ أَضَافَ:‏ «يَا أَوْلَادِي،‏ مَا أَصْعَبَ دُخُولَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ!‏ فَمُرُورُ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏ (‏مرقس ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ وَقَدْ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَحْيَوْا حَيَاةً بَسِيطَةً لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏ (‏متى ٦:‏٢٢-‏٢٤،‏ ٣٣‏)‏ وَلكِنْ أَيُّ دَوْرٍ تَلْعَبُهُ رُوحُ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ١١ إِنَّ تَعْلِيمَ ٱلنَّاسِ جَمِيعَ مَا أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ يَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْجُهْدِ.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يُحِبُّ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ يَسْعَى عُمُومًا أَنْ يُدِيرَ كُلَّ أُسْبُوعٍ ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يَعْقِدُهُ مَعَ شَخْصٍ مُهْتَمٍّ.‏ وَيَتَخَلَّى بَعْضُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ عَنْ عَمَلِهِمْ بِدَوَامٍ كَامِلٍ وَيَتَّخِذُونَ عَمَلًا بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ لِكَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِيجَادِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُخْلِصِينَ.‏ كَمَا يَتَعَلَّمُ آلَافُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لُغَةً أُخْرَى لِلْوُصُولِ إِلَى بَعْضِ ٱلْفِرَقِ ٱلْإِثْنِيَّةِ فِي مَنْطِقَتِهِمْ.‏ وَيَتْرُكُ غَيْرُهُمْ بُيُوتَهُمْ وَيَنْتَقِلُونَ إِلَى مَنْطِقَةٍ أَوْ بَلَدٍ آخَرَ لِكَيْ يُشَارِكُوا بِشَكْلٍ أَكْمَلَ فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ.‏ (‏متى ٩:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ وَكُلُّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ رُوحَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ وَلكِنْ يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى صِفَةٍ أُخْرَى لِيَكُونَ فَعَّالًا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏

      كُنْ صَبُورًا دُونَ أَنْ تُهْدِرَ ٱلْوَقْتَ

      ١٢،‏ ١٣ لِمَاذَا ٱلصَّبْرُ مُهِمٌّ جِدًّا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ١٢ اَلصَّبْرُ صِفَةٌ أُخْرَى تُسَاعِدُنَا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ رِسَالَتَنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ مُلِحَّةٌ،‏ غَالِبًا مَا يَتَطَلَّبُ عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلصَّبْرِ.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٢٩‏)‏ وَقَدْ رَسَمَ يَسُوعُ ٱلْمِثَالَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ بِإِعْرَابِهِ عَنِ ٱلصَّبْرِ تِجَاهَ يَعْقُوبَ أَخِيهِ مِنْ أُمِّهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ يَعْقُوبَ كَانَ مُطَّلِعًا عَلَى كِرَازَةِ يَسُوعَ،‏ مَنَعَهُ أَمْرٌ مَا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ أَنْ يَصِيرَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ.‏ (‏يوحنا ٧:‏٥‏)‏ لكِنَّهُ صَارَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ كَمَا يَتَّضِحُ فِي ٱلْفَتْرَةِ ٱلْقَصِيرَةِ بَيْنَ مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَيَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ لِأَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ يَجْتَمِعُ مَعَ أُمِّهِ وَإِخْوَتِهِ وَٱلرُّسُلِ مِنْ أَجْلِ ٱلصَّلَاةِ.‏ (‏اعمال ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَقَدْ أَحْرَزَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا بَارِزًا وَتَوَلَّى لَاحِقًا مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ —‏ اعمال ١٥:‏١٣؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٧‏.‏

      ١٣ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ أَشْبَهُ بِمُزَارِعِينَ يَغْرِسُونَ ثَمَرًا غَالِبًا مَا يَنْمُو بِبُطْءٍ،‏ مِثْلَ مَحَبَّةِ يَهْوَه وَفَهْمِ كَلِمَتِهِ وَٱلرُّوحِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَهذَا يَتَطَلَّبُ ٱلصَّبْرَ.‏ كَتَبَ يَعْقُوبُ:‏ «اِصْبِرُوا،‏ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ.‏ هَا إِنَّ ٱلْمُزَارِعَ يَبْقَى مُنْتَظِرًا ثَمَرَ ٱلْأَرْضِ ٱلثَّمِينَ،‏ صَابِرًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ ٱلْمَطَرَ ٱلْمُبَكِّرَ وَٱلْمُتَأَخِّرَ.‏ اِصْبِرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ ثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ،‏ لِأَنَّ حُضُورَ ٱلرَّبِّ قَدِ ٱقْتَرَبَ».‏ (‏يعقوب ٥:‏٧،‏ ٨‏)‏ لَقَدْ كَانَ يَعْقُوبُ يَحُثُّ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْ ‹يَصْبِرُوا إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ›.‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ حِينَ كَانَ ٱلتَّلَامِيذُ يَسْتَصْعِبُونَ فَهْمَ أَمْرٍ مَا،‏ كَانَ يَسُوعُ يَصْبِرُ عَلَيْهِمْ وَيَشْرَحُهُ لَهُمْ أَوْ يُقَدِّمُ مَثَلًا يُوضِحُ ٱلْفِكْرَةَ.‏ (‏متى ١٣:‏١٠-‏٢٣؛‏ لوقا ١٩:‏١١؛‏ ٢١:‏٧؛‏ اعمال ١:‏٦-‏٨‏)‏ وَٱلْآنَ بِمَا أَنَّ ٱلرَّبَّ حَاضِرٌ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُعْرِبَ نَحْنُ أَيْضًا عَنِ ٱلصَّبْرِ فِيمَا نَسْعَى إِلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏ فَٱلَّذِينَ يَصِيرُونَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ فِي أَيَّامِنَا يَحْتَاجُونَ إِلَى مُعَلِّمِينَ يُلَقِّنُونَهُمُ ٱلْحَقَّ بِصَبْرٍ.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٩‏.‏

      ١٤ رَغْمَ أَنَّنَا نُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ،‏ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ وَقْتَنَا بِحِكْمَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ١٤ وَرَغْمَ أَنَّنَا نُعْرِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ،‏ لَا تُثْمِرُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ فِي قُلُوبِ مُعْظَمِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نَبْدَأُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَهُمْ.‏ (‏متى ١٣:‏١٨-‏٢٣‏)‏ لِذلِكَ بَعْدَ أَنْ نَبْذُلَ جُهُودًا مَعْقُولَةً لِمُسَاعَدَتِهِمْ،‏ نَتَوَقَّفُ بِحِكْمَةٍ عَنْ صَرْفِ ٱلْوَقْتِ مَعَهُمْ وَنَسْعَى إِلَى إِيجَادِ آخَرِينَ قَدْ يُقَدِّرُونَ أَكْثَرَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏جامعة ٣:‏١،‏ ٦‏)‏ وَبِٱلطَّبْعِ،‏ حَتَّى ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ ٱلْحَقَّ قَدْ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ مُدَّةً طَوِيلَةً لِكَيْ يُغَيِّرُوا وُجْهَةَ نَظَرِهِمْ وَمَوَاقِفَهُمْ وَأَوْلَوِيَّاتِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ وَهذَا مَا يَسْتَلْزِمُ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلصَّبْرِ،‏ تَمَامًا كَمَا صَبَرَ يَسُوعُ عَلَى ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ صَعُبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَبَنَّوُا ٱلْمَوْقِفَ ٱلصَّائِبَ.‏ —‏ مرقس ٩:‏٣٣-‏٣٧؛‏ ١٠:‏٣٥-‏٤٥‏.‏

      اِكْتَسِبْ فَنَّ ٱلتَّعْلِيمِ

      ١٥،‏ ١٦ لِمَاذَا ٱلْبَسَاطَةُ وَٱلِٱسْتِعْدَادُ ٱلْجَيِّدُ مُهِمَّانِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ١٥ فَضْلًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ للّٰهِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلنَّاسِ وَرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ وَٱلصَّبْرِ،‏ يَلْزَمُنَا ٱكْتِسَابُ فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ لِنَتَمَكَّنَ مِنْ تَعْلِيمِ ٱلْحَقِّ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَخَالٍ مِنَ ٱلتَّعْقِيدِ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْكَثِيرَ مِنْ أَقْوَالِ ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ ٱلَّتِي تَرَكَتْ أَبْعَدَ ٱلْأَثَرِ فِي ٱلنَّاسِ بِسَبَبِ بَسَاطَتِهَا.‏ وَمِنْ هذِهِ ٱلْأَقْوَالِ:‏ «اِدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ»،‏ «لَا تُعْطُوا ٱلْكِلَابَ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ»،‏ «ٱلْحِكْمَةُ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا»،‏ «أَوْفُوا .‏ .‏ .‏ مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ،‏ وَمَا للّٰهِ للّٰهِ».‏ (‏متى ٦:‏٢٠؛‏ ٧:‏٦؛‏ ١١:‏١٩؛‏ ٢٢:‏٢١‏)‏ لكِنَّ أَقْوَالَ يَسُوعَ لَمْ تَقْتَصِرْ عَلَى عِبَارَاتٍ مُوجَزَةٍ.‏ فَقَدْ عَلَّمَ بِوُضُوحٍ وَشَرَحَ ٱلْحَقَائِقَ حِينَ ٱقْتَضَتِ ٱلْحَاجَةُ.‏ فَكَيْفَ تَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ؟‏

      ١٦ إِنَّ ٱلِٱسْتِعْدَادَ ٱلْجَيِّدَ مِفْتَاحُ ٱلْبَسَاطَةِ وَٱلْوُضُوحِ.‏ فَٱلنَّاشِرُ غَيْرُ ٱلْمُسْتَعِدِّ غَالِبًا مَا يُكْثِرُ مِنَ ٱلْكَلَامِ وَقَدْ يَحْجُبُ بِٱلتَّالِي ٱلنِّقَاطَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ،‏ ذَاكِرًا كُلَّ مَا يَعْرِفُهُ عَنْ مَوْضُوعٍ مَا.‏ وَبِٱلتَّبَايُنِ،‏ فَإِنَّ ٱلنَّاشِرَ ٱلْمُسْتَعِدَّ جَيِّدًا يُفَكِّرُ فِي ٱلتِّلْمِيذِ،‏ يَتَأَمَّلُ فِي ٱلْمَوْضُوعِ،‏ وَيَكْتَفِي بِذِكْرِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱللَّازِمَةِ بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ.‏ (‏امثال ١٥:‏٢٨؛‏ ١ كورنثوس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَهُوَ يَأْخُذُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ مَا يَعْرِفُهُ ٱلتِّلْمِيذُ عَنِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَأَيَّةَ نِقَاطٍ يَلْزَمُ ٱلتَّشْدِيدُ عَلَيْهَا خِلَالَ ٱلدَّرْسِ.‏ وَمَعَ أَنَّهُ قَدْ يَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلشَّيِّقَةِ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ،‏ يَقْتَضِي ٱلْوُضُوحُ عَدَمَ ٱلتَّطَرُّقِ إِلَى مَعْلُومَاتٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ.‏

      ١٧ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلتِّلْمِيذَ عَلَى تَحْلِيلِ ٱلنِّقَاطِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

      ١٧ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ،‏ سَاعَدَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ عَلَى تَحْلِيلِ ٱلْأُمُورِ بَدَلَ أَنْ يَتْلُوَ عَلَيْهِمِ ٱلْمَعْلُومَاتِ مُبَاشَرَةً.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ سَأَلَ:‏ «مَاذَا تَظُنُّ،‏ يَا سِمْعَانُ؟‏ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ ٱلْأَرْضِ ٱلرُّسُومَ أَوْ ضَرِيبَةَ ٱلرَّأْسِ؟‏ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ؟‏».‏ (‏متى ١٧:‏٢٥‏)‏ فَمَعَ أَنَّنَا قَدْ نَتَمَتَّعُ بِإِيضَاحِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلتِّلْمِيذِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَتَحَلَّى بِضَبْطِ ٱلنَّفْسِ بِحَيْثُ نَسْمَحُ لَهُ بِأَنْ يُعَبِّرَ عَنْ رَأْيِهِ وَيُوضِحَ ٱلنِّقَاطَ ٱلَّتِي تُنَاقَشُ خِلَالَ ٱلدَّرْسِ ٱلْبَيْتِيِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَبِٱلطَّبْعِ،‏ لَا يَلْزَمُ أَنْ نَغْمُرَ ٱلتِّلْمِيذَ بِأَسْئِلَتِنَا ٱلْكَثِيرَةِ،‏ بَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَهُ بِلَبَاقَةٍ عَلَى فَهْمِ ٱلنِّقَاطِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْمَطْبُوعَاتِ مُسْتَخْدِمِينَ ٱلْأَمْثِلَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ وَٱلْأَسْئِلَةَ ٱلذَّكِيَّةَ.‏

      ١٨ مَاذَا يَشْمُلُ ‹فَنُّ ٱلتَّعْلِيمِ›؟‏

      ١٨ تَتَحَدَّثُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ ‹فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢؛‏ تيطس ١:‏٩‏)‏ وَهذِهِ ٱلْمَقْدِرَةُ ٱلتَّعْلِيمِيَّةُ لَا تَقْتَصِرُ أَبَدًا عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱلتِّلْمِيذِ أَنْ يَحْفَظَ ٱلْحَقَائِقَ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَهُ أَنْ يَفْهَمَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلْحَقِّ وَٱلْبَاطِلِ،‏ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ،‏ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْحَمَاقَةِ.‏ وَفِيمَا نَفْعَلُ ذلِكَ وَنَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةِ يَهْوَه فِي قَلْبِهِ،‏ قَدْ يُدْرِكُ لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يُطِيعَ ٱللّٰهَ.‏

      اِشْتَرِكْ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ

      ١٩ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ١٩ تُعْنَى ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ بِكَامِلِهَا بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏ وَحِينَ يَصِيرُ أَحَدُ ٱلْجُدُدِ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ،‏ لَا يَكُونُ ٱلْفَرَحُ نَصِيبَ ٱلشَّاهِدِ ٱلَّذِي لَقِيَهُ وَسَاعَدَهُ عَلَى مَعْرِفَةِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ دُونَ سِوَاهُ.‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلتَّالِي:‏ إِذَا أَضَاعَ وَالِدَانِ ٱبْنَهُمَا ٱلصَّغِيرَ،‏ فَقَدْ يُسَاهِمُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْهُ.‏ لكِنَّ شَخْصًا وَاحِدًا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ سَوْفَ يَجِدُهُ.‏ وَمَعَ ذلِكَ،‏ حِينَ يَجْتَمِعُ شَمْلُ ٱلْعَائِلَةِ يَفْرَحُ كُلُّ مَنْ شَارَكَ فِي ٱلْبَحْثِ.‏ (‏لوقا ١٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِنَّ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ هُوَ عَمَلٌ جَمَاعِيٌّ لِأَنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يُشَارِكُونَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلَّذِينَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ.‏ وَحِينَ يَبْدَأُ شَخْصٌ جَدِيدٌ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ يُشَارِكُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَاضِرِينَ فِي زِيَادَةِ تَقْدِيرِهِ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يُمْكِنُ أَنْ يَفْرَحُوا لِأَنَّ مِئَاتِ ٱلْآلَافِ يُتَلْمَذُونَ كُلَّ سَنَةٍ.‏

      ٢٠ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ٢٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ يَفْرَحُونَ إِذَا ٱسْتَطَاعُوا تَعْلِيمَ شَخْصٍ مَا عَنْ يَهْوَه وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ وَلكِنْ رَغْمَ جُهُودِهِمِ ٱلْمُخْلِصَةِ،‏ قَدْ لَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ فِعْلِ ذلِكَ.‏ فَإِذَا كَانَتْ هذِهِ هِيَ حَالَكَ،‏ فَٱسْتَمِرَّ فِي تَقْوِيَةِ مَحَبَّتِكَ لِيَهْوَه،‏ ٱهْتَمَّ بِٱلنَّاسِ،‏ تَحَلَّ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ،‏ أَعْرِبْ عَنِ ٱلصَّبْرِ،‏ وَٱسْعَ إِلَى ٱكْتِسَابِ فَنِّ ٱلتَّعْلِيمِ.‏ وَفَوْقَ ذلِكَ كُلِّهِ،‏ عَبِّرْ فِي صَلَوَاتِكَ إِلَى ٱللّٰهِ عَنْ رَغْبَتِكَ فِي تَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ ٱلْحَقَّ.‏ (‏جامعة ١١:‏١‏)‏ وَتَشَجَّعْ لِأَنَّ كُلَّ مَا تَفْعَلُهُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه يُسَاهِمُ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلَّذِي يَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ للّٰهِ.‏

  • اقتدِ بالمعلم الكبير في عمل التلمذة
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • اِقْتَدِ بِٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ

      ‏«اِنْتَبِهُوا .‏ .‏ .‏ كَيْفَ تَسْمَعُونَ».‏ —‏ لوقا ٨:‏١٨‏.‏

      ١،‏ ٢ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى تَعَامُلَاتِ يَسُوعَ مَعَ ٱلنَّاسِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ؟‏

      اُعْتُبِرَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمُعَلِّمَ ٱلْكَبِيرَ.‏ وَقَدْ كَانَ يُتَمِّمُ دَوْرَهُ هذَا —‏ أَنْ يُتَلْمِذَ ٱلنَّاسَ —‏ حِينَ قَالَ لِأَتْبَاعِهِ:‏ «اِنْتَبِهُوا .‏ .‏ .‏ كَيْفَ تَسْمَعُونَ».‏ (‏لوقا ٨:‏١٦-‏١٨‏)‏ وَهذَا ٱلْمَبْدَأُ يَنْطَبِقُ عَلَى خِدْمَتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَٱنْتِبَاهُكَ إِلَى ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ سَيَدْفَعُكَ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجِبِهِ وَيَجْعَلُكَ مُنَادِيًا فَعَّالًا بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَبِٱلطَّبْعِ،‏ لَا تَسْتَطِيعُ سَمَاعَ صَوْتِ يَسُوعَ ٱلْيَوْمَ،‏ لكِنَّكَ تَسْتَطِيعُ ٱلْقِرَاءَةَ عَنْ أَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ كَمَا تَكْشِفُهَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ.‏ فَمَاذَا تَكْشِفُ هذِهِ ٱلْأَسْفَارُ عَنْ تَعَامُلَاتِ يَسُوعَ مَعَ ٱلنَّاسِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ؟‏

      ٢ لَقَدْ بَرَعَ يَسُوعُ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَكَانَ مُعَلِّمًا مَاهِرًا لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏لوقا ٨:‏١؛‏ يوحنا ٨:‏٢٨‏)‏ وَعَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ يَشْمُلُ ٱلْكِرَازَةَ وَٱلتَّعْلِيمَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ.‏ غَيْرَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاجِحِينَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ يَسْتَصْعِبُونَ تَعْلِيمَ ٱلنَّاسِ بِفَعَّالِيَّةٍ.‏ فَٱلْكِرَازَةُ تَتَطَلَّبُ ٱلْمُنَادَاةَ بِرِسَالَةِ ٱلْحَقِّ،‏ أَمَّا تَعْلِيمُ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَه وَمَقَاصِدِهِ فَيَسْتَلْزِمُ عَادَةً أَنْ يَبْنِيَ ٱلْمُعَلِّمُ صَدَاقَةً مَعَ تِلْمِيذِهِ.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَيُمْكِنُ بِنَاءُ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ بِٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١٣‏.‏

      ٣ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ عَلَى جُهُودِكَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ٣ إِنَّ ٱقْتِدَاءَكَ بِأَسَالِيبِ يَسُوعَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ هُوَ تَطْبِيقٌ لِحَضِّ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ:‏ «وَاصِلُوا ٱلسَّيْرَ بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْخَارِجِ،‏ مُشْتَرِينَ لِأَنْفُسِكُمْ كُلَّ وَقْتٍ مُؤَاتٍ.‏ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ،‏ مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ،‏ لِكَيْ تَعْرِفُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ وَاحِدٍ».‏ (‏كولوسي ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلِٱقْتِدَاءَ بِيَسُوعَ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلْجُهْدَ،‏ فَهُوَ يَجْعَلُكَ مُعَلِّمًا فَعَّالًا لِأَنَّهُ يُسَاعِدُكَ ‹أَنْ تُجِيبَ كُلَّ وَاحِدٍ› حَسَبَ حَاجَتِهِ.‏

      شَجَّعَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ

      ٤ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ كَانَ مُسْتَمِعًا جَيِّدًا؟‏

      ٤ اِعْتَادَ يَسُوعُ مُنْذُ طُفُولِيَّتِهِ أَنْ يَسْتَمِعَ إِلَى ٱلنَّاسِ وَيُشَجِّعَهُمْ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ.‏ فَحِينَ كَانَ عُمْرُهُ ١٢ سَنَةً،‏ وَجَدَهُ وَالِدَاهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ «يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ».‏ (‏لوقا ٢:‏٤٦‏)‏ فَهُوَ لَمْ يَذْهَبْ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِكَيْ يُرْبِكَ ٱلْمُعَلِّمِينَ بِمَعْرِفَتِهِ.‏ بَلْ كَانَ هَدَفُهُ أَنْ يَسْتَمِعَ إِلَيْهِمْ،‏ رَغْمَ أَنَّهُ طَرَحَ أَيْضًا بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏ وَرُبَّمَا كَانَتْ رَغْبَتُهُ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ جَيِّدًا إِلَى ٱلْآخَرِينَ أَحَدَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلَّتِي أَكْسَبَتْهُ حُظْوَةً عِنْدَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ.‏ —‏ لوقا ٢:‏٥٢‏.‏

      ٥،‏ ٦ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَمَعَ إِلَى تَعَابِيرِ ٱلَّذِينَ عَلَّمَهُمْ؟‏

      ٥ اِسْتَمَرَّ يَسُوعُ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ وَمَسْحِهِ يَهْتَمُّ بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى ٱلنَّاسِ.‏ فَلَمْ يَسْتَحْوِذْ تَعْلِيمُهُ وَأَقْوَالُهُ عَلَى تَفْكِيرِهِ بِحَيْثُ غَفَلَ عَنِ ٱلَّذِينَ أَتَوْا لِسَمَاعِ أَقْوَالِهِ،‏ بَلْ غَالِبًا مَا تَوَقَّفَ لِيَسْأَلَهُمْ رَأْيَهُمْ وَيَسْتَمِعَ إِلَى أَجْوِبَتِهِمْ.‏ (‏متى ١٦:‏١٣-‏١٥‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ بَعْدَ مَوْتِ لِعَازَرَ أَخِي مَرْثَا،‏ قَالَ لَهَا يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَمَارَسَ ٱلْإِيمَانَ بِي لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا».‏ ثُمَّ سَأَلَهَا:‏ «أَتُؤْمِنِينَ بِهٰذَا؟‏».‏ وَبِٱلتَّأْكِيدِ،‏ ٱسْتَمَعَ يَسُوعُ إِلَيْهَا حِينَ أَجَابَتْهُ:‏ «نَعَمْ،‏ يَا رَبُّ.‏ أَنَا آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ».‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ وَكَمْ سُرَّ يَسُوعُ حِينَ سَمِعَهَا تُعَبِّرُ عَنْ إِيمَانِهَا بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ!‏

      ٦ وَحِينَ تَخَلَّى تَلَامِيذُ كَثِيرُونَ عَنْ يَسُوعَ،‏ ٱهْتَمَّ بِسَمَاعِ رَأْيِ رُسُلِهِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَسَأَلَهُمْ:‏ «هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟‏».‏ فأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟‏ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ وَنَحْنُ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ قُدُّوسُ ٱللّٰهِ».‏ (‏يوحنا ٦:‏٦٦-‏٦٩‏)‏ وَمَا كَانَ أَشَدَّ فَرَحَ يَسُوعَ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ!‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا سَتُسَرُّ كَثِيرًا حِينَ تَسْمَعُ تِلْمِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُعَبِّرُ عَنْ إِيمَانِهِ بِكَلِمَاتٍ مُمَاثِلَةٍ.‏

      أَصْغَى بِٱحْتِرَامٍ

      ٧ لِمَاذَا آمَنَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ بِيَسُوعَ؟‏

      ٧ كَانَ ٱلْعَامِلُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي جَعَلَ يَسُوعَ يَبْرَعُ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱهْتِمَامَهُ بِٱلنَّاسِ وَإِصْغَاءَهُ إِلَيْهِمْ بِٱحْتِرَامٍ.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ شَهِدَ يَسُوعُ لِٱمْرَأَةٍ سَامِرِيَّةٍ قُرْبَ نَبْعِ يَعْقُوبَ فِي سُوخَارَ.‏ وَخِلَالَ ٱلْمُحَادَثَةِ،‏ لَمْ يَسْتَأْثِرْ يَسُوعُ بِٱلْحَدِيثِ،‏ بَلْ أَصْغَى إِلَيْهَا.‏ فَلَاحَظَ أَنَّهَا مُتَدَيِّنَةٌ،‏ وَأَخْبَرَهَا أَنَّ ٱللّٰهَ طَالِبٌ أَشْخَاصًا يَعْبُدُونَهُ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ.‏ لَقَدْ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِهذِهِ ٱلْمَرْأَةِ وَٱهْتَمَّ بِهَا،‏ وَهذَا مَا جَعَلَهَا تُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ.‏ وَنَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ ‏«‏آمَنَ بِهِ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ بِسَبَبِ كَلَامِ ٱلْمَرْأَةِ».‏ —‏ يوحنا ٤:‏٥-‏٢٩،‏ ٣٩-‏٤٢‏.‏

      ٨ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رَغْبَةُ ٱلنَّاسِ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ عَلَى ٱلِٱبْتِدَاءِ بِمُحَادَثَاتٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

      ٨ يُحِبُّ ٱلنَّاسُ عَادَةً أَنْ يُعَبِّرُوا عَنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِمْ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ سُرَّ سُكَّانُ أَثِينَا قَدِيمًا أَنْ يُدْلُوا بِآ‌رَائِهِمْ وَيَسْمَعُوا مَا هُوَ جَدِيدٌ.‏ وَقَدْ مَهَّدَ ذلِكَ لِمُحَاضَرَةٍ مُؤَثِّرَةٍ أَلْقَاهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى تَلَّةِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ (‏اعمال ١٧:‏١٨-‏٣٤‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا فِي خِدْمَتِكَ أَنْ تَبْتَدِئَ ٱلْمُحَادَثَةَ مَعَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ بِٱلْقَوْلِ:‏ «أَتَيْتُ لِزِيَارَتِكَ لِأَنَّنِي أَوَدُّ أَنْ أَعْرِفَ رَأْيَكَ فِي [مَوْضُوعٍ مُعَيَّنٍ]».‏ وَفِيمَا يُجِيبُكَ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ،‏ أَصْغِ إِلَى رَأْيِهِ وَعَلِّقْ عَلَيْهِ،‏ أَوِ ٱطْرَحْ سُؤَالًا حَوْلَ مَا قَالَهُ.‏ ثُمَّ أَظْهِرْ لَهُ بِلُطْفٍ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ.‏

      اِخْتَارَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ

      ٩ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ قَبْلَ أَنْ ‹يَشْرَحَ لِكِلْيُوبَاسَ وَرَفِيقِهِ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ›؟‏

      ٩ اِخْتَارَ يَسُوعُ دَائِمًا ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ.‏ فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى كَوْنِهِ مُسْتَمِعًا جَيِّدًا،‏ عَرَفَ يَسُوعُ غَالِبًا مَا يُفَكِّرُ فِيهِ ٱلنَّاسُ وَمَا هِيَ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُنَاسِبَةُ فِي كُلِّ ظَرْفٍ.‏ (‏متى ٩:‏٤؛‏ ١٢:‏٢٢-‏٣٠؛‏ لوقا ٩:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ لَاحِظْ هذَا ٱلْمِثَالَ:‏ بُعَيْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ،‏ كَانَ ٱثْنَانِ مِنْ تَلَامِيذِهِ يَسِيرَانِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى عِمْوَاسَ.‏ «وَفِيمَا هُمَا يَتَحَدَّثَانِ وَيَتَنَاقَشَانِ،‏ ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَرَاحَ يَمْشِي مَعَهُمَا.‏ إِلَّا أَنَّ أَعْيُنَهُمَا أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ.‏ فَقَالَ لَهُمَا:‏ ‹مَا هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ ٱلَّتِي تَتَبَاحَثَانِ فِيهَا وَأَنْتُمَا تَمْشِيَانِ؟‏›.‏ فَوَقَفَا وَٱلْغَمُّ بَادٍ عَلَى وَجْهَيْهِمَا.‏ وَأَجَابَ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ،‏ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹أَمُتَغَرِّبٌ أَنْتَ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ فَلَا تَعْرِفَ مَا حَدَثَ فِيهَا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ؟‏›.‏ فَقَالَ لَهُمَا:‏ ‹وَمَا هُوَ؟‏›».‏ ثُمَّ أَصْغَى ٱلْمُعَلِّمُ ٱلْكَبِيرُ فِيمَا أَوْضَحَا لَهُ أَنَّ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ ٱلَّذِي عَلَّمَ ٱلنَّاسَ وَصَنَعَ ٱلْعَجَائِبَ قَدْ أُعْدِمَ،‏ لكِنَّ ٱلْبَعْضَ يَقُولُونَ إِنَّهُ أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ.‏ فَقَدْ سَمَحَ يَسُوعُ لِكِلْيُوبَاسَ وَرَفِيقِهِ أَنْ يُدْلِيَا بِمَا يَجُولُ فِي خَاطِرِهِمَا،‏ ثُمَّ أَوْضَحَ لَهُمَا مَا يَلْزَمُ أَنْ يَعْرِفَاهُ،‏ ‹شَارِحًا لَهُمَا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ›.‏ —‏ لوقا ٢٤:‏١٣-‏٢٧،‏ ٣٢‏.‏

      ١٠ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تَجُسَّ نَبْضَ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلدِّينِيَّةِ؟‏

      ١٠ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ لَا تَكُونُ لَدَيْكَ أَدْنَى فِكْرَةٍ عَنْ مُعْتَقَدَاتِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلدِّينِيَّةِ.‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تَجُسَّ نَبْضَهُ بِٱلْقَوْلِ إِنَّكَ تُسَرُّ بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى رَأْيِ ٱلْآخَرِينَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلصَّلَاةِ.‏ ثُمَّ ٱسْأَلْهُ:‏ «هَلْ تَظُنُّ أَنَّ ٱلصَّلَوَاتِ تَلْقَى أُذُنًا صَاغِيَةً؟‏».‏ قَدْ يَكْشِفُ جَوَابُهُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِ وَخَلْفِيَّتِهِ ٱلدِّينِيَّةِ.‏ فَإِذَا بَدَا مُتَدَيِّنًا فَٱسْتَقِ أَفْكَارَهُ أَكْثَرَ بِٱلسُّؤَالِ:‏ «هَلْ تَظُنُّ أَنَّ ٱللّٰهَ يَسْمَعُ كُلَّ ٱلصَّلَوَاتِ،‏ أَمْ إِنَّ بَعْضَهَا غَيْرُ مَقْبُولٍ عِنْدَهُ؟‏».‏ إِنَّ هذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ يُضْفِي عَلَى ٱلْمُحَادَثَةِ جَوًّا مِنَ ٱلِٱرْتِيَاحِ.‏ وَأَثْنَاءَ ٱلْحَدِيثِ،‏ تَحَيَّنِ ٱللَّحْظَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ وَٱذْكُرْ بِلَبَاقَةٍ فِكْرَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ دُونَ أَنْ تُهَاجِمَ مُعْتَقَدَاتِهِ.‏ وَإِذَا أَعْجَبَهُ حَدِيثُكَ،‏ فَسَيَقْبَلُ بِسُرُورٍ أَنْ تَزُورَهُ ثَانِيَةً.‏ وَلكِنْ مَاذَا إِذَا طَرَحَ عَلَيْكَ سُؤَالًا لَا تَعْرِفُ جَوَابَهُ؟‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تُجْرِيَ بَعْضَ ٱلْبَحْثِ وَتَسْتَعِدَّ جَيِّدًا لِإِخْبَارِهِ فِي زِيَارَةٍ لَاحِقَةٍ ‹عَنْ سَبَبِ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِيكَ بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ›.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٥‏.‏

      عَلَّمَ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ

      ١١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى إِيجَادِ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ؟‏

      ١١ اِتَّصَفَ يَسُوعُ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ بِٱلتَّمْيِيزِ ٱلَّذِي سَاعَدَهُ أَنْ يَجِدَ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ تَعَلُّمَ ٱلْحَقِّ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَلَيْسَ سَهْلًا عَلَيْنَا أَنْ نَجِدَ ٱلَّذِينَ «قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ وَلَسْنَا فِي ذلِكَ بِمُخْتَلِفِينَ عَنِ ٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «أَيَّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمْ،‏ فَٱبْحَثُوا فِيهَا عَمَّنْ هُوَ مُسْتَحِقٌّ».‏ (‏متى ١٠:‏١١‏)‏ فَنَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا أَنْ نَبْحَثَ عَنِ ٱلْآذَانِ ٱلصَّاغِيَةِ ٱلرَّاغِبَةِ فِي تَعَلُّمِ ٱلْحَقِّ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَجِدَ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ بِٱلْإِصْغَاءِ جَيِّدًا إِلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ نَتَحَدَّثُ إِلَيْهِمْ وَمُلَاحَظَةِ مَوَاقِفِهِمْ.‏

      ١٢ كَيْفَ نُوَاصِلُ مُسَاعَدَةَ ٱلشَّخْصِ ٱلْمُهْتَمِّ؟‏

      ١٢ بَعْدَ أَنْ تُغَادِرَ مَنْزِلَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي أَبْدَى ٱهْتِمَامًا بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تُوَاصِلَ ٱلتَّفْكِيرَ فِي حَاجَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَإِذَا دَوَّنْتَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْلَصْتَهَا مِنْ حَدِيثِكَ مَعَهُ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ فَسَتَتَمَكَّنُ مِنْ مُتَابَعَةِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِهِ رُوحِيًّا.‏ وَخِلَالَ ٱلزِّيَارَاتِ ٱلْمُكَرَّرَةِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ تُصْغِيَ جَيِّدًا لِكَيْ تَعْرِفَ ٱلْمَزِيدَ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهِ وَمَوَاقِفِهِ وَظُرُوفِهِ.‏

      ١٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَشِفَّ رَأْيَ ٱلشَّخْصِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ١٣ كَيْفَ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلْإِفْصَاحِ عَنْ رَأْيِهِمْ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟‏ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ،‏ يُمْكِنُ تَحْقِيقُ ٱلنَّتِيجَةِ ٱلْمَرْجُوَّةِ بِطَرْحِ ٱلسُّؤَالِ:‏ «هَلْ تَسْتَصْعِبُ فَهْمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏».‏ وَغَالِبًا مَا يَكْشِفُ ٱلْجَوَابُ عَنْ مَوْقِفِ ٱلشَّخْصِ مِنَ ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَثَمَّةَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى تَتَلَخَّصُ فِي قِرَاءَةِ آيَةٍ ثُمَّ طَرْحِ ٱلسُّؤَالِ:‏ «مَا رَأْيُكَ فِي هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ؟‏».‏ فَعَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تَنْجَحَ فِي خِدْمَتِكَ إِذَا ٱسْتَخْدَمْتَ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ.‏ وَلكِنْ ثَمَّةَ مَحَاذِيرُ يَنْبَغِي تَجَنُّبُهَا عِنْدَ طَرْحِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏

      أَحْسَنَ ٱسْتِخْدَامَ ٱلْأَسْئِلَةِ

      ١٤ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱهْتِمَامَنَا بِوُجْهَةِ نَظَرِ ٱلْآخَرِينَ دُونَ أَنْ نَسْتَجْوِبَهُمْ؟‏

      ١٤ إِنَّ ٱهْتِمَامَكَ بِوُجْهَةِ نَظَرِ ٱلْآخَرِينَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُشَكِّلَ إِحْرَاجًا لَهُمْ.‏ اِتَّبِعْ مِثَالَ يَسُوعَ ٱلَّذِي لَمْ يَسْتَجْوِبِ ٱلنَّاسَ بِوَقَاحَةٍ،‏ بَلْ طَرَحَ عَلَيْهِمْ أَسْئِلَةً تُثِيرُ ٱلتَّفْكِيرَ.‏ وَقَدِ ٱسْتَمَعَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ وَأَنْعَشَ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُخْلِصِينَ وَأَرَاحَهُمْ.‏ (‏متى ١١:‏٢٨‏)‏ وَقَدْ أَحَسَّ شَتَّى ٱلنَّاسِ بِحُرِّيَّةِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ لِإِخْبَارِهِ عَنْ مَشَاكِلِهِمْ وَٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَشْغَلُ بَالَهُمْ.‏ (‏مرقس ١:‏٤٠؛‏ ٥:‏٣٥،‏ ٣٦؛‏ ١٠:‏١٣،‏ ١٧،‏ ٤٦،‏ ٤٧‏)‏ وَأَنْتَ أَيْضًا عَلَيْكَ أَنْ تَتَجَنَّبَ ٱسْتِجْوَابَ ٱلْآخَرِينَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَشْعُرُوا بِٱلِٱرْتِيَاحِ فِي حُضُورِكَ وَيُخْبِرُوكَ عَنْ رَأْيِهِمْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَعَالِيمِهِ.‏

      ١٥،‏ ١٦ كَيْفَ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلدِّينِيَّةِ؟‏

      ١٥ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْأَسْئِلَةِ بِفَعَّالِيَّةٍ،‏ يُمْكِنُكَ ٱلِٱبْتِدَاءُ بِمُحَادَثَةٍ بِذِكْرِ أَمْرٍ مُشَوِّقٍ ثُمَّ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى رَدِّ ٱلْفِعْلِ.‏ قَالَ يَسُوعُ مَثَلًا لِنِيقُودِيمُوسَ:‏ «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ ثَانِيَةً،‏ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏ (‏يوحنا ٣:‏٣‏)‏ لَقَدْ أَثَارَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ فُضُولَ نِيقُودِيمُوسَ بِحَيْثُ لَمْ يَسَعْهُ إِلَّا أَنْ يُشَارِكَ فِي ٱلْحَدِيثِ وَيُصْغِيَ إِلَى يَسُوعَ.‏ (‏يوحنا ٣:‏٤-‏٢٠‏)‏ وَيُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تُشَجِّعَ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْحَدِيثِ بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ.‏

      ١٦ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ بَاتَ ظُهُورُ أَدْيَانٍ جَدِيدَةٍ حَدِيثَ ٱلسَّاعَةِ فِي مَنَاطِقَ عَدِيدَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مِثْلِ إِفْرِيقْيَا،‏ أَمِيرْكَا ٱللَّاتِينِيَّةِ،‏ وَأُورُوبَّا ٱلشَّرْقِيَّةِ.‏ وَفِي مَنَاطِقَ كَهذِهِ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تَبْتَدِئَ ٱلْمُحَادَثَةَ بِٱلْقَوْلِ:‏ «هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ أَدْيَانٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا،‏ وَهذَا ٱلْأَمْرُ مَدْعَاةٌ لِلْقَلَقِ.‏ وَلكِنْ لِي أَمَلٌ كَبِيرٌ أَنْ أَرَى ٱلنَّاسَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ مُتَّحِدِينَ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ فَهَلْ تُحِبُّ أَنْ تَرَى ذلِكَ يَتَحَقَّقُ؟‏».‏ وَهكَذَا بِذِكْرِ فِكْرَةٍ تُثِيرُ ٱلِٱسْتِغْرَابَ حَوْلَ رَجَائِكَ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ رَأْيِهِمْ.‏ وَسَيَسْهُلُ عَلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ أَنْ يُجِيبَ عَنْ سُؤَالِكَ إِذَا كَانَ ٱلسُّؤَالُ يَحْتَمِلُ جَوَابًا مِنِ ٱثْنَيْنِ.‏ (‏متى ١٧:‏٢٥‏)‏ وَبَعْدَ أَنْ يَقُولَ مَا عِنْدَهُ،‏ أَجِبْ أَنْتَ عَنِ ٱلسُّؤَالِ بِآ‌يَةٍ أَوِ ٱثْنَتَيْنِ.‏ (‏اشعيا ١١:‏٩؛‏ صفنيا ٣:‏٩‏)‏ أَصْغِ جَيِّدًا خِلَالَ ٱلْمُحَادَثَةِ وَلَاحِظْ رَدَّ فِعْلِهِ،‏ فَذلِكَ سَيُمَكِّنُكَ أَنْ تُحَدِّدَ مَا سَتُنَاقِشَانِهِ فِي ٱلزِّيَارَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

      اِسْتَمَعَ إِلَى ٱلْأَوْلَادِ

      ١٧ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ ٱهْتَمَّ بِٱلْأَوْلَادِ؟‏

      ١٧ لَمْ يَهْتَمَّ يَسُوعُ بِٱلرَّاشِدِينَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ بِٱلْأَوْلَادِ أَيْضًا.‏ فَقَدْ عَرَفَ مَا هِيَ ٱلْأَلْعَابُ ٱلَّتِي يَلْهُونَ بِهَا وَمَاذَا يَقُولُونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ،‏ كَمَا أَنَّهُ دَعَاهُمْ أَحْيَانًا أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ.‏ (‏لوقا ٧:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ ١٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْأَوْلَادِ بَيْنَ ٱلْجُمُوعِ ٱلَّتِي أَصْغَتْ إِلَيْهِ.‏ وَحِينَ رَاحَ ٱلصِّبْيَانُ يُسَبِّحُونَ ٱلْمَسِيَّا بِصَوْتٍ عَالٍ،‏ لَاحَظَ يَسُوعُ ذلِكَ وَأَظْهَرَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ سَبَقَتْ فَأَنْبَأَتْ بِهذَا ٱلْأَمْرِ.‏ (‏متى ١٤:‏٢١؛‏ ١٥:‏٣٨؛‏ ٢١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَصِيرُ أَوْلَادٌ كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ.‏ فَكَيْفَ تُقَدِّمُ لَهُمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ؟‏

      ١٨،‏ ١٩ كَيْفَ تُسَاعِدُونَ أَوْلَادَكُمْ رُوحِيًّا؟‏

      ١٨ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ وَلَدِكَ رُوحِيًّا،‏ عَلَيْكَ أَنْ تُصْغِيَ إِلَيْهِ لِكَيْ تَفْهَمَ أَفْكَارَهُ ٱلَّتِي لَا تَنْسَجِمُ مَعَ فِكْرِ يَهْوَه.‏ فَمَهْمَا قَالَ ٱلْوَلَدُ،‏ فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تَرُدَّ أَوَّلًا بِمُلَاحَظَةٍ إِيجَابِيَّةٍ ثُمَّ تَذْكُرَ بَعْضَ ٱلْآيَاتِ ٱلْمُلَائِمَةِ لِمُسَاعَدَتِهِ أَنْ يَفْهَمَ نَظْرَةَ يَهْوَه إِلَى ٱلْأُمُورِ.‏

      ١٩ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَسْئِلَةَ تَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا،‏ لكِنَّ ٱلْأَوْلَادَ —‏ مِثْلَ ٱلرَّاشِدِينَ —‏ لَا يُحِبُّونَ أَنْ يَخْضَعُوا لِٱسْتِجْوَابٍ.‏ لِذلِكَ بَدَلَ أَنْ تُلْقِيَ عَلَى وَلَدِكَ عِبْءَ ٱلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلصَّعْبَةِ،‏ لِمَ لَا تُخْبِرُهُ فِكْرَةً وَجِيزَةً عَنْ نَفْسِكَ؟‏ فَبِحَسَبِ ٱلْمَوْضُوعِ قَيْدَ ٱلْمُنَاقَشَةِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تَقُولَ إِنَّكَ كُنْتَ تَتَبَنَّى رَأْيًا مُعَيَّنًا وَتُوضِحَ لَهُ لِمَاذَا كُنْتَ تُفَكِّرُ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ ثُمَّ تَسْأَلَ:‏ «هَلْ هذَا رَأْيُكَ أَنْتَ أَيْضًا؟‏».‏ وَقَدْ يُؤَدِّي تَجَاوُبُهُ إِلَى مُنَاقَشَةٍ بَنَّاءَةٍ وَمُشَجِّعَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

      اِقْتَدِ دَوْمًا بِٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ

      ٢٠،‏ ٢١ لِمَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُصْغِيَ جَيِّدًا عِنْدَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟‏

      ٢٠ سَوَاءٌ كُنْتَ تُنَاقِشُ مَوْضُوعًا مَعَ وَلَدِكَ أَوْ أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ،‏ فَإِنَّ ٱلْإِصْغَاءَ أَمْرٌ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ إِنَّهُ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّوَاضُعِ.‏ وَهُوَ يَنِمُّ عَنِ ٱحْتِرَامٍ وَٱعْتِبَارٍ حُبِّيٍّ لِلْمُتَكَلِّمِ.‏ وَبِٱلطَّبْعِ،‏ يَتَطَلَّبُ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَى ٱلشَّخْصِ ٱلِٱنْتِبَاهَ جَيِّدًا إِلَى تَعَابِيرِ وَجْهِهِ.‏

      ٢١ لِذلِكَ فِيمَا تَنْهَمِكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ أَصْغِ دَوْمًا وَبِشَكْلٍ جَيِّدٍ إِلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ.‏ وَبِفِعْلِكَ ذلِكَ سَتُدْرِكُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَيَّةُ حَقَائِقَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُمْكِنُ أَنْ تُثِيرَ ٱهْتِمَامَهُ.‏ ثُمَّ ٱسْعَ إِلَى مُسَاعَدَتِهِ مُسْتَخْدِمًا أَسَالِيبَ يَسُوعَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ ٱلْمُتَنَوِّعَةَ.‏ وَإِذَا فَعَلْتَ ذلِكَ فَسَتَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ لِأَنَّكَ تَقْتَدِي بِٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة