مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الانفجار في الطلاق
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • وماذا وراء كل حوادث الطلاق هذه؟‏ ان التغييرات السياسية قد تكون جزءا من الجواب.‏ ففي بلدان كثيرة انهارت حواجز تحريم الدولة للطلاق —‏ التي طالما دعمتها الفرق الدينية الفعّالة —‏ في السنوات الاخيرة.‏ على سبيل المثال،‏ في ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ اعلنت الارجنتين ان القانون الذي لا يسمح بطلاق شرعي هو غير دستوري.‏ وكذلك فان اسپانيا وايطاليا سَنَّتا طلاقا شرعيا.‏ ولكنَّ تغييرات كهذه في القانون لا ترافقها عادة زيادة سريعة في معدلات الطلاق.‏

      لذلك هنالك شيء آخر اعمق بكثير من النظام القانوني لا بد انه يعمل خلف وبإ الطلاق العالمي.‏ وقد اشار اليه المؤلف جوزيف إپستاين عندما كتب انه منذ زمن غير بعيد،‏ «لكي يطلَّق المرء،‏ يلزم ان يكون قد شهد قانونيا،‏ اذا صح التعبير،‏ على عدم استقامته الادبية.‏» ولكن اليوم،‏ يكتب،‏ «في بعض المجموعات من الناس،‏ يبدو عدم اختبار الطلاق استثنائيا اكثر من اختبار الطلاق؛‏ وأن يعيش المرء هنا ايامه مقيَّدا بزواج واحد قد يُعتقد ايضا انه يُظهر نقصا في المقدرة الابداعية.‏» —‏ مطلَّق في اميركا.‏

      وبكلمات اخرى،‏ لقد تغيَّرت المواقف الجوهرية التي يتمسك بها الناس من الزواج.‏ والاحترام والتوقير لمؤسَّسة طالما اعتُبرت مقدسة يتأكّلان.‏ وهكذا يصير الطلاق حول العالم مقبولا اكثر.‏

  • فخ الطلاق
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • فخ الطلاق

      كان أندرو وآن يشكِّلان زوجين رائعين.‏ وكانت آن الاهدأ والاكثر عمقا في التفكير بين الاثنين،‏ لكنَّ هدوءها المبهج بدا انه المكمِّل المثالي لشخصية أندرو الودودة اكثر،‏ طاقته المتعذر كبحها وفكاهته.‏ لقد كانت عيناها تتألقان في حضوره.‏ وكان يمكن لايّ شخص ان يرى انه مولع بها.‏

      ولكن بعد سبع سنوات بدأ زواجهما يتفكك.‏ فقد حصل أندرو على وظيفة جديدة استهلكت الكثير من وقته.‏ وصارت آن تستاء من انهماكه التام الجديد في العمل ومن تأخره المتكرر ليلا.‏ فحاولتْ «ملء كل الفراغ،‏» كما عبَّرت هي عن ذلك،‏ بإشغال نفسها بمهنتها الخاصة.‏ ولكن قبل مضي وقت طويل كان أندرو يأتي الى البيت ورائحة الكحول تفوح من فمه،‏ موضِّحا انه كان في الخارج مع شركاء العمل.‏ وازدادت مشكلته في الشرب سوءا،‏ فانتقلت آن اخيرا من شقتهما.‏ فوقع أندرو تدريجيا في كآ‌بة.‏ وفي غضون شهور،‏ حصلا على طلاق.‏

      ربما تبدو هذه القصة اكثر من مألوفة بالنسبة الى كثيرين.‏ فكما رأينا،‏ ارتفعت معدلات الطلاق في كل العالم.‏ ومن المسلَّم به ان بعض حوادث الطلاق لا مفر منها او ضرورية.‏ والكتاب المقدس لا يمنع الطلاق على نحو مطلق،‏ كما يظن كثيرون.‏ فمقاييسه عادلة ومنطقية،‏ اذ تسمح بالطلاق على اساس الزنا (‏متى ١٩:‏٩‏)‏؛‏ ومبادئه تسمح ايضا بالانفصال الزوجي في بعض الحالات القصوى،‏ كالاساءة الجسدية.‏a (‏انظروا متى ٥:‏٣٢؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏)‏ ولكنَّ هذه لم تكن المبادئ وراء طلاق أندرو وآن.‏

      كان أندرو وآن مسيحيين ووقَّرا مرة الزواج بصفته مقدَّسا.‏ ولكنهما مثلنا جميعا،‏ يعيشان في عالم يكرز بمبادئ اخلاقية مختلفة جدا —‏ انه يمكن التخلص من الزواج والطلاق هو وسيلة التخلص منه.‏ وكل سنة يؤثر هذا النوع من التفكير في آلاف الازواج ليطلِّقوا لاسباب غير وجيهة،‏ غير مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وتوصَّل كثيرون الى الادراك —‏ بعد فوات الاوان —‏ ان موقفهم «العصري» «المستنير» من الطلاق قد اوقعهم في فخ.‏

      فخ؟‏ ‹كلمة فظيعة الى حد ما،‏› قد يقول البعض.‏ وقد تشعرون،‏ ككثيرين اليوم،‏ بأن الطلاق هو مجرد طريقة متمدِّنة للخروج من زواج بائس.‏ ولكن هل تدركون الجانب المظلم اكثر للطلاق؟‏ وهل ترون كيف يمكن لعالم اليوم ان يصوغ على نحو خبيث افكارنا بشأن الطلاق —‏ دون ان ندرك ذلك؟‏

      شرك ارضاء الذات

      في ما يتعلق بأندرو وآن،‏ ان جزءا من الطُّعم الذي اوقعهما في فخ الطلاق كان الوعد المغري بارضاء الذات من خلال مهنة ناجحة.‏ فوقع زواجهما ضحيةَ عقليةِ ‹المهنة اولا.‏› ولم يكن اولَ ضحية من هذا النوع.‏ فقد ذكرت مجلة العلاقات العائلية سابقا في السنة ١٩٨٣:‏ «ارضاء الذات الفردي يصير الشِّعار.‏ ونتيجة لذلك،‏ تنقطع سريعا الروابط اللصيقة بمعظم اعضاء العائلة ويكون حتى رباط الزواج تحت ضغط متزايد.‏» لقد كان أندرو متأثرا جدا بعمله الجديد وما يعد به من ترقية.‏ فتولّى مشاريع اضافية وعاشر زملاءه اجتماعيا بعد ساعات العمل لكي يربح مزيدا من الاحترام والقبول.‏ وفي الوقت نفسه،‏ مهنة آن بهرتها برؤى النجاح من خلال ثقافة اضافية.‏

      ان ملاحقة شرك النجاح كان له تأثير مزدوج.‏ اولا،‏ عنى ان أندرو وآن كان لديهما وقت اقل احدهما للآخر.‏ وكما عبَّرت آن عن ذلك:‏ «جرى جذبنا في اتجاهين مختلفين.‏ وهكذا لم تكن لنا محادثاتنا الساعة العاشرة ليلا كما اعتدنا،‏ اذ كنا نجلس ونناقش الامور.‏ وكان يستعد ليومه التالي في العمل،‏ وكذلك كنت انا.‏ فتوقف الاتصال.‏»‏

      والتأثير الثاني كان روحيا.‏ فبوضع مهنتيهما اولا،‏ كانا ينقلان علاقتهما باللّٰه الى مركز ثانوي في الوقت الذي فيه كانا يحتاجان اليه اكثر.‏ وكان يمكن لبرنامج مخطَّط له لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس ان يساعد أندرو على معالجة مشكلته في الشرب ويعطي آن القدرة على الالتصاق بزوجها خلال هذه المحنة الصعبة.‏

      وهكذا عوض ان يعملا على حل مشاكلهما الزوجية،‏ بدأا يريان ان الطلاق اختيار قابل للتطبيق،‏ وربما ايضا تحرُّر من كل الضغط.‏ وبعد الطلاق،‏ جعلهما ذنبهما وخزيهما يتخليان معا عن حياتهما الروحية.‏ فلم يعودا يدَّعيان المسيحية.‏

      ‏«الخبراء» يساعدون على وضع الطُّعم في الفخ

      يلتفت ازواج كثيرون،‏ عندما تواجههم مشاكل زوجية،‏ الى مشيري ومعالجي الزواج او الى كتب كتبها مراجع كهؤلاء.‏ ولكن من المحزن ان بعض «خبراء» الزواج العصريين اثبتوا انهم اكثر مهارة في ترويج الطلاق منه في حفظ الزواج.‏ وفي العقود الاخيرة احتشدت آراء «الخبراء» ضد الزواج بكثرة كالجراد الجائع.‏

      على سبيل المثال،‏ ترثي المعالِجتان النفسيتان سوزن جتلمان وجانِت ماركوڤيتس في الشجاعة للطلاق:‏ «يصرّ الاعتقاد غير المنطقي على ان الناس المطلَّقين ينحرفون عن كيان مفيد يدعى ‹الحياة العائلية الطبيعية.‏›» وتلومان «الحواجز القانونية والقيم الادبية» المعارِضة للطلاق التي هي «مؤسَّسة على مبادئ دينية نشأت منذ قرون.‏» وتحاجّان ان الطلاق سيكون في كل مكان الى ان يجعل «الزوالُ التدريجي للزواج» الطلاقَ «غير ضروري.‏» وأوصتا المحامين،‏ القضاة —‏ والخدام الدينيين بكتابهما!‏

      ‏‹الطلاق ليس رديئا.‏ الطلاق يحرِّر.‏ وتفشّي الطلاق ليس اشارة الى ان هنالك شيئا خاطئا في المجتمع؛‏ انه اشارة الى ان هنالك شيئا خاطئا في مؤسَّسة الزواج.‏› لقد علَّم «خبراء» كثيرون وجهة النظر هذه،‏ وخصوصا خلال اوج الثورة الجنسية في ستينات وسبعينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ ومؤخرا خمَّن ايضا بعض العلماء النفسانيين وعلماء الانسان المشهورين ان الانسان «مبرمَج» —‏ بالتطور،‏ من بين كل الاشياء —‏ ليغيِّر رفقاء زواجه كل بضع سنين.‏ وبكلمات اخرى،‏ ان العلاقات خارج نطاق الزواج وحوادث الطلاق انما هي طبيعية.‏

      من الصعب ان نتخيَّل مقدار الزيجات التي تضررت من افكار كهذه.‏ ولكنَّ خبراء آخرين كثيرين يشجعون على الطلاق بطرائق اكثر خبثا.‏ ففيما كانت دَيان مِدڤِد تقوم ببحث من اجل كتابها القضية ضد الطلاق،‏ وجدت نحو ٥٠ كتابا في مكتبتها المحلية إن لم تكن تروِّج الطلاق بصراحة،‏ فإنها على الاقل ‹تشجِّع القراء على الطلاق.‏› وتحذِّر:‏ «هذه الكتب تُدخلكم بسهولة في لعبة العزُّاب وتمدح ‹حريتكم الجديدة› كما لو انها .‏ .‏ .‏ الوسيلة الاخيرة نحو الاكتفاء.‏»‏

      تأثيرات اخرى

      طبعا،‏ هنالك تأثيرات اخرى كثيرة مروِّجة للطلاق الى جانب «الخبراء» المضلَّلين.‏ فوسائل الاعلام —‏ التلفزيون،‏ الافلام،‏ المجلات،‏ الروايات العاطفية —‏ غالبا ما تعزِّز العاصفة المتواصلة للدعاية ضد الزواج.‏ وأحيانا تزوِّد وسائل الاعلام الرسالة بأن الاثارة،‏ المتعة،‏ والاكتفاء التي لا نهاية لها تكمن خارج الرتابة المضجرة للحياة الزوجية وأنه في نهاية قوس قُزَح العزوبة والحرية المتألق هذا ينتظر رفيق آخر،‏ افضل بكثير من ذاك الذي في البيت.‏

      ومجرد الكينونة متشككين في افكار مدمِّرة كهذه ربما لا يكون حماية منها.‏ وكما تعبِّر مِدڤِد عن ذلك:‏ «ترون فيلما،‏ وعلى الرغم من حنكتكم ايضا تخضعون لقوته.‏ ولا تستطيعون تجنبه —‏ القصة والتفاعل معدّان لاثارة العطف على الشخصية الرئيسية (‏الزوج العابث بالنساء؟‏)‏ والنفور من النذل (‏الزوجة السليطة؟‏)‏.‏ .‏ .‏ .‏ وأنتم شخصيا ربما لا تتغاضون عما ترونه،‏ ولكنَّ المعرفة فقط ان الآخرين يفعلون ذلك،‏ اذ تتقوى بطرائق اخرى كثيرة في كل ثقافتنا،‏ تمزِّق تصميمكم وقناعتكم.‏»‏

      ان سلوك رفقائنا البشر يؤثر فينا.‏ فاذا صح ذلك في رسائل وسائل الاعلام،‏ فكم بالحري في الاصدقاء الذين نختارهم!‏ وبحكمة،‏ يحذِّر الكتاب المقدس:‏ «لا تضلّوا.‏ فإن المعاشرات الردية تفسد (‏العادات)‏ الجيدة.‏» (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ والزواج الجيد هو احدى العادات الاكثر افادة.‏ ويمكننا ان نفسده اذا صادقنا اولئك الذين لا يحترمون مؤسَّسة الزواج.‏ وأزواج كثيرون وجدوا انفسهم يسهِّلون الطريق الى الطلاق لانهم ائتمنوا على مشاكلهم الزوجية «اصدقاء» كهؤلاء —‏ وأحيانا ايضا اولئك الذين هم انفسهم اختاروا الطلاق دون مبرِّر حقيقي.‏

      وثمة آخرون يطلبون نصيحة قانونية قبل الاوان عندما يكون زواجهم في توتر.‏ وينسون ان النظام القانوني في بلدان كثيرة هو آلة تعمل بنعومة مصمَّمة لتسهِّل الطلاق.‏ وعلى ايّ حال،‏ فالمحامون يربحون من معالجة قضايا الطلاق،‏ لا المصالحات.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة