مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الانفجار في الطلاق
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الانفجار في الطلاق

      ‏«مجوهرات الطلاق.‏» ظهر هذا العنوان الرئيسي غير العادي مؤخرا في مجلة نسائية شعبية.‏ وحضَّت المقالة:‏ «وهكذا تحطَّم زواجكن وجرى استغلال شعوركن.‏ فلمَ لا تُذِبْن تلك الذكريات التي لا تزال تملأ علبة مجوهراتكن.‏» فمقابل اجر يسمح جوهري محلي للناس المطلَّقين بأن يذيبوا بموقد اللِّحام خواتمهم للخطوبة والزواج.‏ ثم يصوغ هو حُليَّهم الصغيرة على اشكال لا تذكِّرهم بزيجاتهم الفاشلة.‏

      وفي هذه الايام يبدو ان الزواج،‏ كالاقلام،‏ الصحون،‏ الحفاضات،‏ والشَّفَرات،‏ شائع اكثر في الشكل الذي يمكن التخلص منه.‏ ‹عندما تتعبون منه،‏ ارموه› —‏ هكذا يكون الموقف السائد.‏

      ‏«الزواج بحد ذاته لم يعد موجودا،‏» قال لورِنْز ڤَكينڠر،‏ مؤلف شعبي،‏ عالم نفساني،‏ وخبير بالمعالجة في ميونيخ،‏ ألمانيا.‏ مبالغة؟‏ ربما؛‏ ولكن ليس صعبا ان نرى لماذا يمكن ان يشعر على هذا النحو.‏ ووفقا للصحيفة شتوتڠارتر تسايتونڠ،‏ تتحطم نحو ٠٠٠‏,١٣٠ زيجة في ألمانيا كل سنة.‏ ولكنَّ الطلاق لا يقتصر على ألمانيا.‏

      ظاهرة عالمية

      ثمة اتجاه مماثل يبرز في بلدان في كل العالم.‏ فالولايات المتحدة،‏ مثلا،‏ يمكن بحق ان تدعى عاصمة الطلاق في العالم.‏ فمعدل الطلاق السنوي يفوق الـ‍ ٠٠٠‏,١٦٠‏,١،‏ او نصف عدد الزيجات تقريبا.‏ وذلك يعادل اكثر من طلاقين كل دقيقة من كل يوم!‏

      وعندما تقارَن بالماضي،‏ تكون هذه الارقام بمثابة انفجار في الطلاق.‏ فمنذ قرن فقط،‏ كان هنالك مجرد طلاق واحد مقابل كل ١٨ زيجة في الولايات المتحدة.‏ وباستثناء الموجة الفجائية بعد الحرب العالمية الثانية،‏ ازدادت النسبة تدريجيا فقط حتى ستينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وبعد ذلك،‏ في مجرد ٢٥ سنة،‏ ازدادت ثلاثة اضعاف!‏

      وفي منتصف ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ (‏السنوات الاحدث التي تتوافر فيها احصاءات موثوق بها)‏،‏ رأت بلدان حول العالم ذرى كهذه في معدل الطلاق:‏ الاتحاد السوڤياتي،‏ ٠٠٠‏,٩٤٠ في السنة؛‏ اليابان،‏ ٠٠٠‏,١٧٨؛‏ المملكة المتحدة،‏ ٠٠٠‏,١٥٩؛‏ فرنسا،‏ ٠٠٠‏,١٠٧؛‏ كندا،‏ ٠٠٠‏,٦١؛‏ اوستراليا،‏ ٠٠٠‏,٤٣.‏ وحتى في الاماكن التي ابقى فيها الدين والقوانين معدل الطلاق منخفضا،‏ تهبّ رياح التغيير.‏ على سبيل المثال،‏ في هونڠ كونڠ لا يزال هنالك طلاق واحد فقط مقابل كل ١٧ زيجة؛‏ ولكنَّ عدد حوادث الطلاق هناك تضاعف بين ١٩٨١ و ١٩٨٧.‏ وأخبرت مجلة الهند اليوم ان الوصمة المتعلقة بالطلاق تتلاشى بين الطبقة الوسطى في الهند.‏ وأُنشئت محاكم جديدة في ولايات هندية مختلفة لمعالجة الزيادة في قضايا الطلاق من ١٠٠ في المئة الى ٣٢٨ في المئة في عقد واحد.‏

      طبعا،‏ لا يمكن للاحصاءات ان تبدأ بالاخبار عن تحطم القلوب وراء هذه الاعداد الكبيرة.‏ وعلى نحو محزن،‏ يؤثر الطلاق فينا جميعا تقريبا لمجرد ان الزواج عالمي الانتشار.‏ وعلى الارجح،‏ نحن إما متزوجون او من نتاج والدين متزوجين،‏ او نحن قريبون الى اناس متزوجين.‏ ولذلك حتى لو ان الطلاق لم يؤذنا بعد،‏ فإن تهديده ربما لا يزال ينذرنا.‏

      وماذا وراء كل حوادث الطلاق هذه؟‏ ان التغييرات السياسية قد تكون جزءا من الجواب.‏ ففي بلدان كثيرة انهارت حواجز تحريم الدولة للطلاق —‏ التي طالما دعمتها الفرق الدينية الفعّالة —‏ في السنوات الاخيرة.‏ على سبيل المثال،‏ في ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ اعلنت الارجنتين ان القانون الذي لا يسمح بطلاق شرعي هو غير دستوري.‏ وكذلك فان اسپانيا وايطاليا سَنَّتا طلاقا شرعيا.‏ ولكنَّ تغييرات كهذه في القانون لا ترافقها عادة زيادة سريعة في معدلات الطلاق.‏

      لذلك هنالك شيء آخر اعمق بكثير من النظام القانوني لا بد انه يعمل خلف وبإ الطلاق العالمي.‏ وقد اشار اليه المؤلف جوزيف إپستاين عندما كتب انه منذ زمن غير بعيد،‏ «لكي يطلَّق المرء،‏ يلزم ان يكون قد شهد قانونيا،‏ اذا صح التعبير،‏ على عدم استقامته الادبية.‏» ولكن اليوم،‏ يكتب،‏ «في بعض المجموعات من الناس،‏ يبدو عدم اختبار الطلاق استثنائيا اكثر من اختبار الطلاق؛‏ وأن يعيش المرء هنا ايامه مقيَّدا بزواج واحد قد يُعتقد ايضا انه يُظهر نقصا في المقدرة الابداعية.‏» —‏ مطلَّق في اميركا.‏

      وبكلمات اخرى،‏ لقد تغيَّرت المواقف الجوهرية التي يتمسك بها الناس من الزواج.‏ والاحترام والتوقير لمؤسَّسة طالما اعتُبرت مقدسة يتأكّلان.‏ وهكذا يصير الطلاق حول العالم مقبولا اكثر.‏ ولماذا؟‏ ماذا يمكن ان يجعل الناس يقبلون شيئا كان مرة مستنكرا على نحو واسع؟‏ هل يمكن ان يكون الطلاق غير رديء جدا رغم كل شيء؟‏

  • فخ الطلاق
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • فخ الطلاق

      كان أندرو وآن يشكِّلان زوجين رائعين.‏ وكانت آن الاهدأ والاكثر عمقا في التفكير بين الاثنين،‏ لكنَّ هدوءها المبهج بدا انه المكمِّل المثالي لشخصية أندرو الودودة اكثر،‏ طاقته المتعذر كبحها وفكاهته.‏ لقد كانت عيناها تتألقان في حضوره.‏ وكان يمكن لايّ شخص ان يرى انه مولع بها.‏

      ولكن بعد سبع سنوات بدأ زواجهما يتفكك.‏ فقد حصل أندرو على وظيفة جديدة استهلكت الكثير من وقته.‏ وصارت آن تستاء من انهماكه التام الجديد في العمل ومن تأخره المتكرر ليلا.‏ فحاولتْ «ملء كل الفراغ،‏» كما عبَّرت هي عن ذلك،‏ بإشغال نفسها بمهنتها الخاصة.‏ ولكن قبل مضي وقت طويل كان أندرو يأتي الى البيت ورائحة الكحول تفوح من فمه،‏ موضِّحا انه كان في الخارج مع شركاء العمل.‏ وازدادت مشكلته في الشرب سوءا،‏ فانتقلت آن اخيرا من شقتهما.‏ فوقع أندرو تدريجيا في كآ‌بة.‏ وفي غضون شهور،‏ حصلا على طلاق.‏

      ربما تبدو هذه القصة اكثر من مألوفة بالنسبة الى كثيرين.‏ فكما رأينا،‏ ارتفعت معدلات الطلاق في كل العالم.‏ ومن المسلَّم به ان بعض حوادث الطلاق لا مفر منها او ضرورية.‏ والكتاب المقدس لا يمنع الطلاق على نحو مطلق،‏ كما يظن كثيرون.‏ فمقاييسه عادلة ومنطقية،‏ اذ تسمح بالطلاق على اساس الزنا (‏متى ١٩:‏٩‏)‏؛‏ ومبادئه تسمح ايضا بالانفصال الزوجي في بعض الحالات القصوى،‏ كالاساءة الجسدية.‏a (‏انظروا متى ٥:‏٣٢؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏)‏ ولكنَّ هذه لم تكن المبادئ وراء طلاق أندرو وآن.‏

      كان أندرو وآن مسيحيين ووقَّرا مرة الزواج بصفته مقدَّسا.‏ ولكنهما مثلنا جميعا،‏ يعيشان في عالم يكرز بمبادئ اخلاقية مختلفة جدا —‏ انه يمكن التخلص من الزواج والطلاق هو وسيلة التخلص منه.‏ وكل سنة يؤثر هذا النوع من التفكير في آلاف الازواج ليطلِّقوا لاسباب غير وجيهة،‏ غير مؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وتوصَّل كثيرون الى الادراك —‏ بعد فوات الاوان —‏ ان موقفهم «العصري» «المستنير» من الطلاق قد اوقعهم في فخ.‏

      فخ؟‏ ‹كلمة فظيعة الى حد ما،‏› قد يقول البعض.‏ وقد تشعرون،‏ ككثيرين اليوم،‏ بأن الطلاق هو مجرد طريقة متمدِّنة للخروج من زواج بائس.‏ ولكن هل تدركون الجانب المظلم اكثر للطلاق؟‏ وهل ترون كيف يمكن لعالم اليوم ان يصوغ على نحو خبيث افكارنا بشأن الطلاق —‏ دون ان ندرك ذلك؟‏

      شرك ارضاء الذات

      في ما يتعلق بأندرو وآن،‏ ان جزءا من الطُّعم الذي اوقعهما في فخ الطلاق كان الوعد المغري بارضاء الذات من خلال مهنة ناجحة.‏ فوقع زواجهما ضحيةَ عقليةِ ‹المهنة اولا.‏› ولم يكن اولَ ضحية من هذا النوع.‏ فقد ذكرت مجلة العلاقات العائلية سابقا في السنة ١٩٨٣:‏ «ارضاء الذات الفردي يصير الشِّعار.‏ ونتيجة لذلك،‏ تنقطع سريعا الروابط اللصيقة بمعظم اعضاء العائلة ويكون حتى رباط الزواج تحت ضغط متزايد.‏» لقد كان أندرو متأثرا جدا بعمله الجديد وما يعد به من ترقية.‏ فتولّى مشاريع اضافية وعاشر زملاءه اجتماعيا بعد ساعات العمل لكي يربح مزيدا من الاحترام والقبول.‏ وفي الوقت نفسه،‏ مهنة آن بهرتها برؤى النجاح من خلال ثقافة اضافية.‏

      ان ملاحقة شرك النجاح كان له تأثير مزدوج.‏ اولا،‏ عنى ان أندرو وآن كان لديهما وقت اقل احدهما للآخر.‏ وكما عبَّرت آن عن ذلك:‏ «جرى جذبنا في اتجاهين مختلفين.‏ وهكذا لم تكن لنا محادثاتنا الساعة العاشرة ليلا كما اعتدنا،‏ اذ كنا نجلس ونناقش الامور.‏ وكان يستعد ليومه التالي في العمل،‏ وكذلك كنت انا.‏ فتوقف الاتصال.‏»‏

      والتأثير الثاني كان روحيا.‏ فبوضع مهنتيهما اولا،‏ كانا ينقلان علاقتهما باللّٰه الى مركز ثانوي في الوقت الذي فيه كانا يحتاجان اليه اكثر.‏ وكان يمكن لبرنامج مخطَّط له لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس ان يساعد أندرو على معالجة مشكلته في الشرب ويعطي آن القدرة على الالتصاق بزوجها خلال هذه المحنة الصعبة.‏

      وهكذا عوض ان يعملا على حل مشاكلهما الزوجية،‏ بدأا يريان ان الطلاق اختيار قابل للتطبيق،‏ وربما ايضا تحرُّر من كل الضغط.‏ وبعد الطلاق،‏ جعلهما ذنبهما وخزيهما يتخليان معا عن حياتهما الروحية.‏ فلم يعودا يدَّعيان المسيحية.‏

      ‏«الخبراء» يساعدون على وضع الطُّعم في الفخ

      يلتفت ازواج كثيرون،‏ عندما تواجههم مشاكل زوجية،‏ الى مشيري ومعالجي الزواج او الى كتب كتبها مراجع كهؤلاء.‏ ولكن من المحزن ان بعض «خبراء» الزواج العصريين اثبتوا انهم اكثر مهارة في ترويج الطلاق منه في حفظ الزواج.‏ وفي العقود الاخيرة احتشدت آراء «الخبراء» ضد الزواج بكثرة كالجراد الجائع.‏

      على سبيل المثال،‏ ترثي المعالِجتان النفسيتان سوزن جتلمان وجانِت ماركوڤيتس في الشجاعة للطلاق:‏ «يصرّ الاعتقاد غير المنطقي على ان الناس المطلَّقين ينحرفون عن كيان مفيد يدعى ‹الحياة العائلية الطبيعية.‏›» وتلومان «الحواجز القانونية والقيم الادبية» المعارِضة للطلاق التي هي «مؤسَّسة على مبادئ دينية نشأت منذ قرون.‏» وتحاجّان ان الطلاق سيكون في كل مكان الى ان يجعل «الزوالُ التدريجي للزواج» الطلاقَ «غير ضروري.‏» وأوصتا المحامين،‏ القضاة —‏ والخدام الدينيين بكتابهما!‏

      ‏‹الطلاق ليس رديئا.‏ الطلاق يحرِّر.‏ وتفشّي الطلاق ليس اشارة الى ان هنالك شيئا خاطئا في المجتمع؛‏ انه اشارة الى ان هنالك شيئا خاطئا في مؤسَّسة الزواج.‏› لقد علَّم «خبراء» كثيرون وجهة النظر هذه،‏ وخصوصا خلال اوج الثورة الجنسية في ستينات وسبعينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ ومؤخرا خمَّن ايضا بعض العلماء النفسانيين وعلماء الانسان المشهورين ان الانسان «مبرمَج» —‏ بالتطور،‏ من بين كل الاشياء —‏ ليغيِّر رفقاء زواجه كل بضع سنين.‏ وبكلمات اخرى،‏ ان العلاقات خارج نطاق الزواج وحوادث الطلاق انما هي طبيعية.‏

      من الصعب ان نتخيَّل مقدار الزيجات التي تضررت من افكار كهذه.‏ ولكنَّ خبراء آخرين كثيرين يشجعون على الطلاق بطرائق اكثر خبثا.‏ ففيما كانت دَيان مِدڤِد تقوم ببحث من اجل كتابها القضية ضد الطلاق،‏ وجدت نحو ٥٠ كتابا في مكتبتها المحلية إن لم تكن تروِّج الطلاق بصراحة،‏ فإنها على الاقل ‹تشجِّع القراء على الطلاق.‏› وتحذِّر:‏ «هذه الكتب تُدخلكم بسهولة في لعبة العزُّاب وتمدح ‹حريتكم الجديدة› كما لو انها .‏ .‏ .‏ الوسيلة الاخيرة نحو الاكتفاء.‏»‏

      تأثيرات اخرى

      طبعا،‏ هنالك تأثيرات اخرى كثيرة مروِّجة للطلاق الى جانب «الخبراء» المضلَّلين.‏ فوسائل الاعلام —‏ التلفزيون،‏ الافلام،‏ المجلات،‏ الروايات العاطفية —‏ غالبا ما تعزِّز العاصفة المتواصلة للدعاية ضد الزواج.‏ وأحيانا تزوِّد وسائل الاعلام الرسالة بأن الاثارة،‏ المتعة،‏ والاكتفاء التي لا نهاية لها تكمن خارج الرتابة المضجرة للحياة الزوجية وأنه في نهاية قوس قُزَح العزوبة والحرية المتألق هذا ينتظر رفيق آخر،‏ افضل بكثير من ذاك الذي في البيت.‏

      ومجرد الكينونة متشككين في افكار مدمِّرة كهذه ربما لا يكون حماية منها.‏ وكما تعبِّر مِدڤِد عن ذلك:‏ «ترون فيلما،‏ وعلى الرغم من حنكتكم ايضا تخضعون لقوته.‏ ولا تستطيعون تجنبه —‏ القصة والتفاعل معدّان لاثارة العطف على الشخصية الرئيسية (‏الزوج العابث بالنساء؟‏)‏ والنفور من النذل (‏الزوجة السليطة؟‏)‏.‏ .‏ .‏ .‏ وأنتم شخصيا ربما لا تتغاضون عما ترونه،‏ ولكنَّ المعرفة فقط ان الآخرين يفعلون ذلك،‏ اذ تتقوى بطرائق اخرى كثيرة في كل ثقافتنا،‏ تمزِّق تصميمكم وقناعتكم.‏»‏

      ان سلوك رفقائنا البشر يؤثر فينا.‏ فاذا صح ذلك في رسائل وسائل الاعلام،‏ فكم بالحري في الاصدقاء الذين نختارهم!‏ وبحكمة،‏ يحذِّر الكتاب المقدس:‏ «لا تضلّوا.‏ فإن المعاشرات الردية تفسد (‏العادات)‏ الجيدة.‏» (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ والزواج الجيد هو احدى العادات الاكثر افادة.‏ ويمكننا ان نفسده اذا صادقنا اولئك الذين لا يحترمون مؤسَّسة الزواج.‏ وأزواج كثيرون وجدوا انفسهم يسهِّلون الطريق الى الطلاق لانهم ائتمنوا على مشاكلهم الزوجية «اصدقاء» كهؤلاء —‏ وأحيانا ايضا اولئك الذين هم انفسهم اختاروا الطلاق دون مبرِّر حقيقي.‏

      وثمة آخرون يطلبون نصيحة قانونية قبل الاوان عندما يكون زواجهم في توتر.‏ وينسون ان النظام القانوني في بلدان كثيرة هو آلة تعمل بنعومة مصمَّمة لتسهِّل الطلاق.‏ وعلى ايّ حال،‏ فالمحامون يربحون من معالجة قضايا الطلاق،‏ لا المصالحات.‏

      ومع ذلك،‏ قد تتساءلون،‏ ‹اذا كان كل هؤلاء المحامين،‏ المعالجين،‏ الشخصيات الاعلامية،‏ وحتى الاصدقاء والمعارف يتبنون ويروِّجون بفعّالية موقفا اكثر تساهلا ازاء الطلاق،‏ أفلا يمكن ان يكون هنالك شيء حقيقي في ما يقولونه؟‏› وهل يمكن ان يكون اناس كثيرون مخطئين في ما يتعلق بشيء مهم جدا؟‏ ان نظرة الى بعض التأثيرات الناتجة من الطلاق تساعدنا على فهم الجواب.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا برج المراقبة،‏ ١٥ تموز ١٩٨٩،‏ الصفحتين ٨،‏ ٩؛‏ ١٥ ايار ١٩٨٨،‏ الصفحات ٤-‏٧،‏ بالانكليزية؛‏ ١ تشرين الثاني ١٩٨٨،‏ الصفحتين ٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      بعض «خبراء» الزواج هم اكثر مهارة في ترويج الطلاق منه في حفظ الزواج

  • الطلاق —‏ حصاده المرّ
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الطلاق —‏ حصاده المرّ

      لا المحامون ولا الاصدقاء ولا وسائل الاعلام ولا «الخبراء» يجب ان يدفعوا ثمن الطلاق.‏ فالازواج المطلَّقون —‏ وأولادهم —‏ هم الذين يدفعون الفاتورة الاخيرة.‏a وبعيدا عن كونه اختبارا محرِّرا،‏ يمكن ان يبلغ الطلاق ثمنا مرتفعا على نحو صاعق.‏

      في القضية ضد الطلاق،‏ تعترف دَيان مِدڤِد انها كانت تنوي في الاصل ان تكتب كتابا يكون «حياديا ادبيا» ازاء الطلاق.‏ ولكنها شعرت بأنها مضطرة الى تغيير رأيها.‏ ولماذا؟‏ تكتب:‏ «بكل بساطة،‏ اكتشفت في بحثي ان عملية الطلاق وآثاره مفجعة تماما —‏ للجسد،‏ العقل،‏ والروح —‏ حتى انه في عدد كبير من الحالات،‏ يكون ‹الشفاء› الذي يجلبه اسوأ بالتأكيد من ‹مرض› الزواج.‏»‏

      وآن،‏ المشار اليها في المقالة السابقة،‏ تعبِّر عن موافقتها:‏ «اعتقدتُ ان الطلاق سيكون تحرُّرا.‏ واعتقدتُ انه اذا استطعت فقط ان اخرج من هذا الزواج،‏ فسأكون بخير.‏ ولكن قبل الطلاق،‏ جعلني ألمي على الاقل اشعر بأنني حية.‏ وبعدما حصلت على الطلاق،‏ لم اشعر حتى بأنني حية.‏ فقد كان هنالك افتقاد حتى انني شعرت بعدم الوجود.‏ وكان ذلك رهيبا.‏ ولا استطيع ان اصف مقدار الفراغ الذي شعرت به.‏» وبعد الطلاق،‏ تبخَّرت الوعود الغامضة بالحرية والاثارة في الحقائق المروِّعة للعيش والبقاء اليومي.‏

      ان الحقيقة الاكيدة هي انه،‏ حتى عندما تكون هنالك اسس شرعية للطلاق،‏ يمكن لعواقبه ان تكون مؤلمة وطويلة الامد.‏ ولذلك فأي امرئ يتأمل في اجراء قاس كهذا،‏ يكون من الحكمة ان يصغي الى مشورة يسوع اولا:‏ ‹احسبوا (‏الكلفة)‏.‏› (‏لوقا ١٤:‏٢٨‏)‏ فما هي بالتحديد بعض الكُلَف،‏ بعض الآثار الناتجة المؤلمة للطلاق؟‏

      الآثار العاطفية والادبية

      ثمة دراسة حديثة نُشرت في مجلة الزواج والعائلة اشارت الى ان الطلاق مرتبط بالشقاء والكآ‌بة.‏ فالمطلَّقون كان مرجَّحا اكثر ان يكتئبوا،‏ واولئك الذين حصلوا على الطلاق اكثر من مرة كان مرجَّحا ان يكتئبوا على نحو متكرر اكثر.‏ وعالمة الاجتماع لِنور ڤايتسْمَن في كتابها ثورة الطلاق،‏ تذكر ان الناس المطلَّقين والمنفصلين لديهم اعلى معدلات دخول الى تسهيلات الطب النفسي؛‏ ويعانون ايضا معدلات اعلى من المرض،‏ الموت المبكر،‏ والانتحار.‏

      وفي دراستها لنحو ٢٠٠ شخص،‏ وجدت مِدڤِد ان الطلاق ترك الرجال والنساء منزعجين عاطفيا طوال ما معدَّله سبع سنين،‏ وآخرين طوال عقود.‏ ووجدت ان الشيء الوحيد الذي لم يؤثر فيه الطلاق هو نمط التصرف المؤذي الذي ادَّى الى طلاق الزوجين في المقام الاول.‏ اذًا،‏ لا عجب ان تفشل الزيجات الثانية ايضا على الارجح اكثر من الزيجات الاولى!‏

      وبعيدا عن تحسين التصرف،‏ للطلاق غالبا اثر سلبي على نحو متطرف في الآداب.‏ فقد وجد الباحثون انه بعد الطلاق،‏ يدخل معظم الرجال والنساء لوقت قصير في نوع من المراهقة الثانية.‏ فهم يتذوَّقون حريتهم المكتشفة حديثا بالسعي الى سلسلة متوالية من الارتباطات العاطفية الجديدة لكي يعزِّزوا اعتبارهم الضعيف للذات او يلطِّفوا من وحدتهم.‏ ولكنَّ المواعدة لاسباب ذات اهتمام شخصي كهذين يمكن ان تقود الى الفساد الادبي الجنسي الذي يحمل لائحته الطويلة من العواقب المأساوية.‏ ويمكن ان يكون مؤذيا عقليا وعاطفيا وضارا على نحو خصوصي للاولاد ان يروا والديهم يتصرفون على هذا النحو.‏

      ولكن،‏ غالبا ما يكون الازواج المطلَّقون قد ايَّدوا الدعاية العالمية ان حاجاتهم واهتماماتهم تأتي اولا.‏ وهكذا يصيرون غير حسَّاسين للالم الذي يسبِّبونه في الحياة حولهم —‏ حياة اولادهم،‏ والديهم،‏ اصدقائهم.‏ وينسى البعض ان اللّٰه ايضا يمكن ان يشعر بالالم في قلبه عندما نتجاهل مقاييسه.‏ (‏قارنوا مزمور ٧٨:‏٤٠،‏ ٤١؛‏ ملاخي ٢:‏١٦‏.‏)‏ ويمكن ان يصير الطلاق ايضا مسألة حقد شديد،‏ وخصوصا عندما يتطور الى نزاعات قانونية طويلة حول الوصاية والممتلكات.‏

      الكارثة المالية

      استنتجت لِنور ڤايتسْمَن بالاضافة الى ذلك ان الطلاق هو ايضا «كارثة مالية» للنساء في الولايات المتحدة.‏ فكمعدّل،‏ يقتطع نصف مواردهن المالية التي لحاجات ضرورية كالطعام،‏ المأوى،‏ والتدفئة.‏ ووجدت ان مستوى معيشتهن انخفض على نحو مرعب ٧٣ في المئة بعد الطلاق!‏

      لقد توقعت ان تجد ان قوانين الطلاق «المستنيرة» الحديثة تخدم كحماية للنساء.‏ وعوض ذلك،‏ وجدت ان النساء المخبَر عنهن يشعرن باليأس والعوز بعد الطلاق.‏ وهن يتحدثن عن اضطرارهن فجأة الى اللجوء الى برامج الخدمة الاجتماعية،‏ قسائم الطعام،‏ مؤسسات الاسكان،‏ ومطاعم الفقراء.‏ و ٧٠ في المئة على الاقل من النساء اللواتي قابلَتهن اخبرن بأنهن قلقات باستمرار ازاء تغطية نفقاتهن بدخلهن.‏ وشعر البعض بالخوف،‏ الخيبة،‏ وحتى بأنهن سَجْنى اولادهن،‏ دون ايّ وقت لأنفسهن.‏

      والحدث الذي سندعوه طوم،‏ الذي حصل والداه على الطلاق عندما كان في الثامنة من العمر،‏ يتذكَّر:‏ «بعد ان غادر ابي،‏ كان لا يزال لدينا طعام،‏ ولكن على نحو غير متوقع،‏ صارت علبة معدنية من الصودا تُعتبر ترفا.‏ ولم نستطع تحمل شراء ثياب جديدة.‏ وكان على أُمّنا ان تصنع لنا كل قمصاننا.‏ وعندما انظر الى صورنا عندما كنا صغارا في ذلك الوقت،‏ اراها صورا حزينة لاناس شاحبي المنظر.‏»‏

      وبما ان معظم النساء يحصلن على الوصاية على الاولاد وآباء كثيرين يفشلون في دفع نفقة إعالة الولد التي تأمر بها المحكمة —‏ التي هي غالبا اقل من الحد الادنى على ايّ حال —‏ يكون مرجَّحا اكثر ان يُفقر الطلاقُ النساءَ اكثر من الرجال.‏ ومع ذلك،‏ لا يُغني الطلاق حقا الرجال ايضا.‏ والكتاب الآباء المطلَّقون يذكر ان النفقات القانونية وحدها يمكن ان تمتص نصف الدخل السنوي الصافي للرجل.‏ والطلاق هو ايضا مدمِّر عاطفيا للازواج والآباء.‏ فكثيرون يعانون بشدة من انخفاض مكانتهم الى مجرد زوَّار في حياة اولادهم.‏

      صونوا زواجكم!‏

      اذًا،‏ من غير المدهش ان نعلم انه في دراسة لاناس مطلَّقين لسنة واحدة،‏ اعترف ٨١ في المئة من الازواج/‏الآباء و ٩٧ في المئة من الزوجات/‏الامهات بأن الطلاق ربما كان غلطة وكان يجب ان يحاولوا بجهد اكثر ان يجعلوا زواجهم ينجح.‏ و «خبراء» اكثر فأكثر ايضا يتراجعون بقلق عن مواقفهم المتهاونة من الزواج التي ايَّدوها في ما مضى.‏ ذكرت لوس انجلوس تايمز مؤخرا:‏ «بأكثر من ٢٥ سنة لملاحظة النتائج،‏ معالجون كثيرون .‏ .‏ .‏ يعملون بجهد اكثر لانقاذ الزيجات.‏»‏

      طبعا،‏ ان التراجع سهل تماما على «الخبراء.‏» فكل ما يجب ان يفعلوه،‏ في الواقع،‏ هو القول،‏ «آسف!‏» والبدء بانشاد لحن مختلف.‏ والامر ليس سهلا الى هذا الحد على آلاف الناس الذين تبعوا نصيحتهم.‏ ومع ذلك،‏ يمكن لضحايا الطلاق ان يتعلَّموا دروسا قاسية من اختبارهم المرّ،‏ كالدرس الملخَّص في مزمور ١٤٦:‏٣،‏ ٤‏:‏ «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏ تخرج روحه فيعود الى ترابه.‏ في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره.‏»‏

      والاصدقاء،‏ المعالجون،‏ المحامون،‏ او الشخصيات الاعلامية ليسوا اكثر من مجرد بشر ناقصين.‏ ولذلك عندما نحتاج الى نصيحة عن الزواج،‏ لماذا الاتكال عليهم وحدهم؟‏ ألا يكون معقولا اكثر ان نلتفت اولا الى يهوه اللّٰه،‏ مصمِّم الزواج؟‏ فمبادئه لا تتغيَّر مع تبدُّل اتجاهات آراء «الخبراء.‏» لقد كانت صحيحة طوال آلاف السنين،‏ وهي تنجح اليوم.‏

      أندرو وآن بدأا يدركان ذلك بُعيد حصولهما على الطلاق.‏ فقد رأيا ان طلاقهما كان غلطة مروِّعة.‏ ولكن،‏ من الجدير بالملاحظة انه لم يكن قد فات الاوان بالنسبة اليهما.‏ فعادا وتفاهما وتزوَّجا ثانية.‏ وبدأا بتغيير تفكيرهما.‏ «ادركتُ،‏» يتذكَّر أندرو،‏ «انني مفلس ادبيا،‏ وأنني بحاجة الى المساعدة.‏ ولأول مرة منذ سنين،‏ صلَّيت بشأن ذلك.‏ وأردت ان افعل ما هو صواب؛‏ لذلك وجب عليَّ ان اوقف ما كنت افعله وأرفض كل القيم التي التقطتها في العالم.‏ وأنا لم اعد اريدها.‏»‏

      وتردِّد آن:‏ «ان السبب الذي لاجله يمكننا ان نكون معا الآن،‏ على الرغم من ذلك الماضي الرهيب وراءنا،‏ هو اننا كلينا اردنا حقا ان نكون مستقيمَين امام يهوه.‏ وأردنا حقا ان ينجح الزواج.‏» وهذا لا يعني ان الامر كان سهلا منذ ذلك الحين.‏ «اننا نراقب باستمرار علاقتنا الآن،‏ ككلب حراسة.‏ واذا شعر احدنا بأنها تنحرف،‏ نتحدث عن ذلك.‏»‏

      أندرو وآن يربيان الآن ولدين مثيرين للبهجة.‏ وهو يخدم كخادم مساعد في جماعة لشهود يهوه.‏ وطبعا،‏ ليست الامور كاملة كليا.‏ فما من زواج كامل على الاطلاق في هذا العالم القديم.‏ وكيف يمكن ان يكون كذلك،‏ عندما يوحِّد شخصين ناقصين؟‏ لهذا السبب يحذِّرنا الكتاب المقدس انه من الوقت الذي فيه دخلت الخطية العالم،‏ يجلب الزواج درجة من ‹الضيق في الجسد.‏› (‏١ كورنثوس ٧:‏٢٨‏)‏ وهكذا لا يجب الدخول في الزواج باستخفاف؛‏ وأيّ امرئ يفكر في الزواج يحسن به ان يصرف وقتا وافرا في معرفة رفيقه المرتقب.‏ وحالما يجري الدخول فيه،‏ يكون الزواج عادة جيدا بقدر الجهد الذي يُبذل فيه.‏

      ولكن،‏ من الواضح انه لا يجب ان يؤخذ الطلاق باستخفاف ايضا.‏ فعندما يُعتبر الطلاق ضروريا او لا يمكن تجنبه،‏ يمكن للّٰه بالتأكيد ان يمنحنا المساعدة التي نحتاج اليها لنحتمل الاوقات الصعبة التي قد تتبع.‏ أما اذا اتَّبعنا ميل العالم في تبني نظرة مبتذلة الى مؤسَّسة الزواج المقدسة،‏ فمن سيقينا من عواقب حماقة كهذه؟‏ لذلك صونوا زواجكم.‏ وعوض الكينونة مستعدين للتخلص منه عندما لا تسير الامور على ما يرام،‏ وجِّهوا جهودكم الى الحل.‏ حاولوا ان ترمِّموا الجسور بدلا من حرقها.‏ وانظروا الى كلمة اللّٰه من اجل اجوبة عملية عن المشاكل الزوجية.‏b فالحلول هناك.‏ وهي تنجح.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a من اجل معلومات عن آثار الطلاق في الاولاد،‏ انظروا عدد ٢٢ نيسان ١٩٩١ من استيقظ!‏

      b انظروا جعل حياتكم العائلية سعيدة،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      صونوا زواجكم بصرف الوقت في فعل الامور معا كعائلة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة