-
الارض: هل ‹أُسست› بالصدفة؟استيقظ! ٢٠٠٠ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
الارض: هل ‹أُسست› بالصدفة؟
لتجنب درجات الحرارة المتطرِّفة، يجب ان تدور الارض حول الشمس على مسافة مناسبة. في انظمة شمسية اخرى، اكتُشفت كواكب تدور حول نجوم شبيهة بالشمس وتُعتبر موجودة في ‹المنطقة الصالحة للسكن› — اي انها تستطيع ان تحافظ على الماء السائل. لكن حتى هذه الكواكب المدعوة صالحة للسكن قد لا تكون ملائمة للحياة البشرية. فينبغي ايضا ان تدور بالسرعة المناسبة وتكون بالحجم المناسب.
فلو كانت الارض اصغر وأخف مما هي عليه بقليل، لكانت قوة الجاذبية اضعف ولَانطلق معظم غلاف الارض الجوي الثمين في الفضاء. ويمكن ان يُرى ذلك في حالة القمر وكوكبي عطارد والمرِّيخ. فغلافها الجوي قليل الغازات او غير موجود بتاتا لأنها اصغر من الارض وأخف منها وزنا. لكن ماذا لو كانت الارض اكبر وأثقل بقليل؟
لكانت قوة جاذبية الارض اقوى ولكانت الغازات الخفيفة، مثل الهيدروجين والهليوم، ستأخذ المزيد من الوقت لتفلت من الغلاف الجوي. يوضح كتاب العلوم الدراسي بيئة الحياة (بالانكليزية): «الاهم هو ان التوازن الدقيق بين غازات الغلاف الجوي كان سيختل».
فكروا فقط في الاكسجين، الذي يساعد على الاحتراق. فإذا ارتفعت نسبته ١ في المئة، يزيد اندلاع الحرائق في الغابات. من جهة اخرى، اذا استمر غاز الدفيئة ثاني اكسيد الكربون في الازدياد فسنعاني العواقب الناتجة من ارض حامية اكثر مما ينبغي.
مدار الارض
شكل مدار الارض هو ميزة مثالية اخرى. فلو كان مدار الارض إهْليلجيا اكثر، لعانينا درجات حرارة متطرفة لا تُحتمل. إلّا ان مدار الارض شبه دائري. طبعا، لو كان كوكب عملاق مثل المشتري يمر بالقرب من الارض لاختلف الامر. ففي السنوات الاخيرة اكتشف العلماء ان كواكب شبيهة بكوكب المشتري تدور قريبا جدا من بعض النجوم. والكثير من هذه الكواكب لها مدارات لا مركزية. وفي مثل هذه الانظمة كل كوكب يشبه الارض هو عرضة للخطر.
قارن الفلكي جفري مارسي انظمة هذه الكواكب الخارجية بالكواكب الاربعة عطارد، الزهرة، الارض، والمرِّيخ، التي تؤلف نظامنا الشمسي الداخلي. وأثناء مقابلة معه، هتف قائلا: «انظروا ما اروع [هذا الترتيب]. انه كجوهرة. فالمدارات دائرية. وهي كلها في المستوي نفسه. وتتبع كلها الاتجاه نفسه. . . . انه امر يوحي حقا بالرهبة». فهل يمكن حقا تفسير ذلك من خلال الصدفة؟
لنظامنا الشمسي ميزة رائعة اخرى. فالكواكب العملاقة: المشتري، زحل، أورانوس، ونپتون، تدور حول الشمس على مسافة لا تشكل خطرا علينا. وعوض ان تهدد هذه الكواكب حياتنا، تلعب دورا حيويا. فالفلكيون شبَّهوها بـ ‹مكانس كهربائية سماوية› لأن قوة جاذبيتها تمتص الشُهُب الكبيرة، التي يمكن ان تعرِّض الحياة على الارض للخطر. فعلا، لقد ‹أُسّست› الارض جيدا. (ايوب ٣٨:٤) فحجمها وموقعها في نظامنا الشمسي كلاهما مناسبان تماما. لكن الامر لا ينتهي هنا، فللأرض ميزات فريدة اخرى اساسية للحياة البشرية.
-
-
الارض: هل ‹أُسست› بالصدفة؟استيقظ! ٢٠٠٠ | تشرين الاول (اكتوبر) ٨
-
-
[الاطار/الصور في الصفحتين ٨ و ٩]
كوكب مميَّز
«ان الاحوال التي تتميّز بها الارض والناجمة عن حجمها المثالي، العناصر الكيميائية التي تتكوَّن منها، ومدارها شبه الدائري على مسافة مثالية من نجم يعيش طويلا، اي الشمس، جعلت تجمُّع الماء على سطح الارض امرا ممكنا. ومن الصعب حتى تخيُّل نشوء الحياة دون وجود ماء». — المبادئ الموحَّدة لعلم الحيوان، الطبعة السادسة (بالانكليزية).
[مصدر الصورة]
NASA photo
-