-
كيف ظهر كونُنا؟ — الخلافهل يوجد خالق يهتم بامركم؟
-
-
الاوجه المثالية للارض
يتطلب وجودنا دقة في مجالات اخرى ايضا. تأملوا في مقاييس الارض وموقعها بالنسبة الى بقية النظام الشمسي. يحتوي سفر ايوب في الكتاب المقدس على هذين السؤالين اللذين يحثّان المرء على التواضع: «اين كنتَ عندما اسستُ الارض؟ . . . مَن حدَّد مقاييسها، إن كنتَ حقا تعرف؟». (ايوب ٣٨:٤، ٥، ترجمة تفسيرية) ولم يسبق قط ان التُمس جواب عن هذين السؤالين كما يُلتمس اليوم. ولماذا؟ بسبب الامور المدهشة التي اكتُشفت عن ارضنا — بما في ذلك حجمها وموقعها في نظامنا الشمسي.
لم يُكتشف ايّ كوكب شبيه بالارض في الكون. صحيح ان بعض العلماء يشيرون الى ادلة غير مباشرة تُظهر ان بعض النجوم تدور حولها اجسام تَكبُر الارض بمئات الاضعاف، لكنَّ حجم ارضنا هو الحجم المناسب لوجودنا. بأيّ معنى؟ لو كانت الارض اكبر بقليل، لَكانت جاذبيتها اقوى، ولَتجمَّع الهيدروجين — الذي هو غاز خفيف — بسبب عجزه عن الافلات من جاذبية الارض. وهكذا لا يعود الغلاف الجوي ملائما للحياة. ومن ناحية اخرى، لو كانت الارض اصغر بقليل، لَأفلت الاكسجين الداعم للحياة وتبخرت المياه الموجودة على سطح الارض. وفي كلتا الحالتين، ما كانت حياتنا ممكنة.
وتبعد الارض عن الشمس مسافة مثالية ايضا، وهذا عامل يساعد على ازدهار الحياة. فقد درس الفلكي جون بارو وعالِم الرياضيات فرانك تِپْلر «نسبة شعاع radius الارض وبُعدها عن الشمس». فوجدا ان الحياة البشرية لن توجد «اذا كانت هذه النسبة مختلفة قليلا عمّا هو ملاحَظ». ويذكر الپروفسور دايڤيد ل. بلوك: «تُظهر الحسابات انه لو كانت الارض اقرب الى الشمس بنسبة ٥ في المئة فقط، لَحدث مفعولُ جُنَّة greenhouse effect شديد [ارتفاع لحرارة الارض] قبل ٠٠٠,٤ مليون سنة تقريبا. ومن ناحية اخرى، لو كانت الارض ابعد من الشمس بنسبة ١ في المئة فقط، لَحدث تجلُّد شديد [صفحات هائلة من الجليد تغطي معظم ارجاء الارض] قبل ٠٠٠,٢ مليون سنة تقريبا». — كونُنا: صدفة ام تصميم؟ (بالانكليزية).
يمكنكم ان تضيفوا، الى الدقة المذكورة اعلاه، دورة الارض حول محورها مرة في اليوم، وهي السرعة المناسبة لإنتاج درجات حرارة معتدلة. فدورة كوكب الزهرة تستغرق ٢٤٣ يوما. تخيَّلوا ماذا يحدث لو لزم الارض كل هذه الفترة لتكمل دورتها حول نفسها! لَما تمكّنّا من العيش بسبب درجات الحرارة المتطرِّفة جدا نتيجة الأنهر والليالي الطويلة.
وأحد التفاصيل الحيوية الاخرى هو مسار الارض حول الشمس. فللمذنَّبات مسار إهليلجي واسع. لكنَّ ذلك لا ينطبق على الارض. فمدارها شبه دائري. وهذا ايضا يحُول دون تعرُّضنا لدرجات حرارة مميتة متطرِّفة جدا.
ولا ينبغي ان نتجاهل موقع نظامنا الشمسي. فلو كان اقرب الى مركز مجرَّة درب التبّانة، لَصار مدار الارض مشوَّها بسبب تأثير جاذبية النجوم المجاورة. وبالتباين، لو كان هذا النظام يقع عند الطرف الاقصى لمجرَّتنا، لَخلت سماء الليل من النجوم تقريبا. صحيح ان ضوء النجوم ليس ضروريا للحياة، ولكن ألا يضيف الى سماء ليالينا جمالا اخّاذا؟ وعلى اساس المفاهيم الحالية عن الكون، حسب العلماء انه عند اطراف درب التبّانة، ليس هنالك ما يكفي من العناصر الكيميائية اللازمة لتكوين نظام شمسي كنظامنا.d
-
-
كيف ظهر كونُنا؟ — الخلافهل يوجد خالق يهتم بامركم؟
-
-
[الاطار في الصفحة ٢٢]
«ان الاحوال التي تتميّز بها الارض والناجمة عن حجمها المثالي، العناصر الكيميائية التي تتكوّن منها، ومدارها شبه الدائري على مسافة مثالية من نجم يعيش طويلا، اي الشمس، جعلت تجمُّع الماء على سطح الارض امرا ممكنا». (المبادئ الموحَّدة لعلم الحيوان، الطبعة الـ ٧ [بالانكليزية]) ولولا الماء لَما ظهرت الحياة على الارض.
-